مضى قطار العمر مسرعاً
رجوته أن ينتظرني
قبل أن يُحلّق معانداً
لكنّه
لم يسمعني
لم يسمع همسي
الذي
لم يقوَ أن يرقى لهدير الصراخ
ضمّني بُعدُه عني
وبتُّ وحيدة ،شاحبة
أرمقُ بشوقٍ دخانه
وأنصتُ لسماع صفارته
عسى قلبي يرتجف من قدومِهِ
مرة ثانية
فيقف بالقرب مني
لأصعد على درجاته
واستلقي في زواياه
لألحق به
ولايتركني
مضى
قطار العمر
قبل أن ألوّح له بطَرفي
وتلهف آهاتي وأنّاتي
جعلني كغيوم الليل أنتظر
وكرعود الشتاء أحترق
هاهو
يرحّب بكل ربيعٍ زاهرٍ
يمر بالقرب منه
وبكل محطة قد كُتب عليها
(قفْ)
أمامكَ أمل
هاهو
يقطف من بساتين الجنان
حباً يقتسمه العاشقون
حين تلتقي المُقل
هاهي
جفون الحيارى
تغادر مركبته وقد تركت
آثاراً من دمعٍ منهمر
ورسائلاً للورد تناقلتها
أكفّاً من حنايا
غريدٍ
و
مرتجٍ