رد: أختـاه لاتحـزني فما الحزن للأكدار علاج..
لا تحزنيفالبلاء جزء لا يتجزء من الحياة لا يخلو منه غنيولا فقير
ولا ملك ولا مملوك ولا نبي مرسل ولا عظيم مبجلفالناس
مشتركون في وقوعه ومختلفون في كيفياته ودرجاته. {
قال تعالى: )) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِيكَبَدٍ)) } [البلد:4].
طبعت على كدر وأنت تريدها خالية من الأنكادوالأكدار
هكذا الحياة خلقت مجالاًللبلاء:
قال تعالى: ((الَّذِيخَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)) [الملك:2]
قال تعالى))وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَالْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ [((محمد:31]
إذن فسر البلاء هوالتمحيص ليعلم المجاهد فيأجر والصابر فيثاب !
لا تحزنيواستشعري في كل بلاء أنك رشحت لامتحان من اللهتثبتي وتأملي وتمالكي وهدئي الأعصاب وكأن منادياً يقول لكفي خفاء هامساًومذكراً: أنت الآن في إمتحان جديد فاحذري الفشل.
تأمليقوله صلى الله عليه وسلم: )) منيرد الله به خيراً يفقه في الدين)) [رواه البخاري]
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيراً يصب منه)) [رواهالبخاري].
فطالب العلموالمبتلي بالمصائب يشتركان في خير أراده الله لهما
وهذا أمر في غايةالأهمية فقهه.
فكما أن العلم شرفيريده الله لمنيحب من عبادهفكذلك البلاء شرف يريده الله لمن يحب من عباده يغفر بهذنباًويفرج به كرباً ويمحي به عيباً ويحدث بعده أمراً لم يكن فيالحسبان.
قال تعالى: ))لَاتَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً [((الطلاق:1]
وفيالحديث: ))إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فلهالسخط)) [رواه البخاري].
المريض سيشفى والغائبسيعود والمحزون سيفرح والكرب سيرفع
والضائقة ستزول وهذا وعد الله إنالله لا يخلف الميعاد
قالتعالى: ))فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً [الشرح:6،5].
لا تحزنيفإنماكرر الله اليُسْر في الآية ليطمئن قلبكوينشرح صدركوقال :صلى الله عليه وسلم (( لن يغلب عُسر يُسرين((
العسِير يعقبة اليُسر كما الليل يعقبة الفجر
ولرب ضائقة يضيق بها الفتى ذرعا ***- * وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ***- * فُرجت وكنت أظنها لاتُفرج
أُخيةإذا اشتدت عليك همومالأرض فاجعلي همك في السماء.
ففيالحديث : ))من جعل الهموم هماً واحداً هم المعاد، كفاه الله سائر همومه،ومن
تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك((
[صحيحالجامع: 6189].
لا تحزني .. فرزقكمقسوم وقدرك محسوم وأحوال الدنيا
لا تستحق الهموم لأنها كلها إلى زوال.
قال تعالى))وَمَا الْحَيَاةُالدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُور)) [الحديد20].
إذا آوىإليك الهم فأوي به إلى الله والهجي بذكره :
((الله الله ربي لا أشرك به أحداًيا حي يا قيوم برحمتكأستغيث رب إني مغلوب فانتصر))
فكلها أوراد شرعيةيُغفر بها الذنب ويَنفرج بها الكرب.
اطلبي السكينة في كثرة الإستغفاراستغفري بصدق مرة ومرتين ومائة ومائتين وألفدون تحديد متلذذة بحلاوةالاستغفار ونشوة التوبة والإنابة.
قال تعالى: ((إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّالْمُتَطَهِّرِينَ)) [البقرة:222].
اطلبي الطمأنينة فيالأذكار بالتسبيح والتهليلوالصلاة على النبي الأمين وتلاوةالقرآن قال تعالى: )) أَلاًبِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)) [الرعد:28]
وقالتعالى))وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌلِّلْمُؤْمِنِينَ)) [الإسراء:82]
لاتحزني .. وافزعي إلى الله بالدعاء..ولا تعجزي
ففي الحديث: ))أعجز الناس من عجز عنالدعاء((
تضرعي إلى الله في ظلم اللياليوأدبارالصلوات اختلي بنفسك في قلب دارك شاكيةً إليه باكيةً لديه سائلةً فَرَجُهونَصره وفتحه وألحِّي عليهمرة واثنتين وعشراً فهو يحب المُلحين فيالدعاء.
((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِيعَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)) [البقرة:186].
لا تحزني ولا تيأسي ..
وقال تعالى: ((إِنَّهُ لاًيَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)) [يوسف:87].
ستنجلي الظلمةوتولِّالغمة وتعود البسمة فافرشي لها فراش الصبر
وهاتفيها بالدعاء والذكروظني بالله خيراً يكن عند حسن ظنك.