بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين
إذا الشَّعبُ يومًا أرادَ الحَياة .. فلا بُدَّ أنْ يَستَجيبَ القَدر
سئل الشيخ الألباني -رحمه الله- عن هذا البيت، فكان جوابه:
"هذا هو الكُفر بعينه! وهو يدلُّ على أنَّ النَّاس ابتعدوا عن العلم، فلم يعرفوا ما يجوزُ وما لا يجوزُ لله وحده، وما لا يجوزُ لغيرِهِ، وهذا مِن الغفلة، وهي من الأسباب التي جعلت هذا الشَّاعر يقولُ ذلك، وأنْ تَتبنَّى ذلك بعض الإذاعات العربية نشيدًا قوميًّاعربيًّا!
وهذا الشَّعر يقول: «إذا الشَّعبُ يومًا أرادَ الحَياة .. فلا بُدَّ أنْ يَستَجيبَ القَدر»
يعني: أنَّ القدر تحت مشيئة الشعب! وهذا عكس قول ربِّ العالمين:
?وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ?. [ 29]التكوير.
2
وأمّا قول أبي القاسم الشابّي
إذا الشعب يوما أراد الحياة ***- ***- فلابدّ أن يستجيب القدر
فبيت الشعر هذا فيه تألّي على الله عز وجل ،وكأنّ إرادةالشعوب تفوق إرادة الله ، أو أنّها حاكمة عليها .فالخلق هو الخاضع لمشيئة الله عزّوجلّ ، وليس قدر الله الذي هو علمه و إرادته ومشيئته من يخضع لإرادة البشر،فينبغي التحذير والتنبيه من إشعار هذا البيت ، أو الاستشهاد به ، أواتخاذه مثلا يضرب ، أو يتشبه به لتسلم للمسلم عقيدته، وقد يؤخر الله النصر ابتلاء ولحكمة هو أرادها،و تحققه إنما يكون لاستجابة المسلمين لأمر الله فيثيبهم بذلك النصر الذي وعدهم إياه بإرادته ومشيئته وليس لأنهم هم من أرادوا ذلك .
وأمّا أنّ الشاعر أساء الأدب ، وأورد نفسه موارد العطب فهذا ظاهر،وقد وقع الاعتراض على قوله قديما حتى طلب منه بعض أصحابه أن يغيره إلى : "وشاء الإله استجاب القدر" فرفض محافظة منه على براعة اللفظ فيما يحسب .