أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

129770 أوهام الجاهليّة الأولى:

هل الشؤم ثابت في الدار والمرأة والفرس؟

على الرغم من وضوح التصوّر الحاصل تجاه مسألة التشاؤم، إلا أنه قد ورد في السنّة حديثاً يوهم خلاف ما تقرّر من نفي التشاؤم والنهي عنه، في عدد من الأحاديث الواردة عن ثمانية من الصحابة رضوان الله عليهم مع اختلافٍ يسير بين نصوص تلك الأحاديث، وسوف نستعرض تلك الروايات ثم نورد مسالك العلماء في الجواب عن الإشكال الحاصل وإزالة وجه التعارض.
رواية عبدالله بن عمر رضي الله عنه أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: ( إنما الشؤم في ثلاثة: في الفرس والمرأة والدار) رواه البخاري، وثمّة رواية أخرى من غير طريق الزهري عن ابن عمر رضي الله عنهما ليس فيها هذا الجزم مذكورة في الصحيحين، ونصّها: ( إن كان الشؤم ففي المرأة والفرس والمسكن ).

ولابن ماجة أن أم سلمة رضي الله عنها كانت تزيد مع هذه الثلاثةوالسيف) إلا أنها رواية معلّقة لا تصحّ عنها.

ورواية جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي –صلى الله عليه وسلم-قال : ( إن كان في شيء –أي الشؤم- ففي الربع والخادم والفرس) رواه مسلم، وقريباً من هذا ما جاء عند النسائي: ( إن يك الشؤم في شئ ففي الربعة والمرأة والفرس) والربع والربعة هو المنزل ومحلّ الإقامة.

ومن مجمل هذه الروايات نلاحظ الآتي:
-أن الروايات التي وردت على سبيل الحصر والتأكيد على حصول الشؤم هي رواية عبدالله بن عمر رضي الله عنه وما نُسب إلى أبي هريرة رضي الله عنه.
-أن أغلب الروايات اقتصرت على ذكر هذه الثلاثة: المرأة والدار والفرس، عدا رواية أم سلمة رضي الله عنها والتي لم تصحّ، وما جاء من إبدال الخادم مكان المرأة في رواية جابر رضي الله عنه.
- أن رواية حكيم بن معاوية، ومخمر بن معاوية رضي الله عنهما تنفي الشؤم مطلقاً، وتُثبت اليمن في هذه الثلاثة.
-أنه لم ترد نسبة هذا الحديث إلى أبي هريرة رضي الله عنه إلا من خلال الرواية المذكورة عن عائشة رضي الله عنها من طريق مكحول، يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني: "ومكحول لم يسمع من عائشة فهو منقطع، لكن روى أحمد وابن خزيمة والحاكم من طريق قتادة عن أبي حسان أن رجلين من بني عامر دخلا على عائشة فذكرا ما قال أبو هريرة فغضبت غضبا شديدا وقالت : ما قاله وإنما قال: ( إن أهل الجاهلية كانوا يتطيرون من ذلك) ، ولا معنى لإنكار ذلك على أبي هريرة مع موافقة من ذكرنا من الصحابة له في ذلك".


وقد اعترض الإمام ابن العربي على هذا القول بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم ُيبعث ليخبر الناس عن معتقداتهم الماضية والحاصلة، وإنما بعث ليعلمهم ما يلزمهم أن يعتقدوه، ويمكن الجواب عن ذلك بأن ذكر هذه الأمور لم يكن إخباراً محضاً من النبي عليه الصلاة والسلام، وإنما كان القصد منه التحذير، بدليل ما جاء في رواية عائشة رضي الله عنها: ( قاتل الله اليهود؛ يقولون: الشؤم في ثلاثة) ونظيره في السنّة قوله عليه الصلاة والسلام: ( قاتل الله اليهود ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) متفق عليه.






والله سبحانه خالق الخير والشر، والسعود والنحوس، فيخلق بعض هذه الأعيان سعوداً مباركة، ويقضي سعادة من قارنها، وحصول اليُمْن له، والبركة، ويخلق بعض ذلك نحوساً يتنحس بها من قارنها، وكل ذلك بقضاء الله وقدره؛ كما خلق الأسباب، وربطها بمسبباتها المتضادة المختلفة؛ فكما خلق المسك وغيره من حامل الأرواح الطيبة، ولَذَّذ بها من قارنها من الناس، خلق ضدها، وجعلها سبباً لإيذاء من قارنها من الناس، والفرق بين هذين النوعين يدرك بالحـس؛ فكذلك في الديار، والنساء، والخيل؛ فهذا لون، والطيرة الشركية لون آخر.


أوهام الجاهليّة الأولى:



إظهار التوقيع
توقيع : رانيا الزناتى
#2

افتراضي رد: أوهام الجاهليّة الأولى:

شكرررا رنوش على الافادة موضوع مهم.
#3

افتراضي رد: أوهام الجاهليّة الأولى:

جزاكى الله خير
إظهار التوقيع
توقيع : هبه شلبي


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
إرشادات تتعلق بأوقات وجبات الأطفال ما بين السنة الأولى والثانية الملكة نفرتيتي العناية بالطفل
الليلة الأولى في الحياة الزوجية لؤلؤة الايمان الثقافة والتوجيهات الزوجية
السيجارة الأولى في الصباح قد تسبب مرض السرطان رحيق العيادة الطبية
عدد الناخبين والمرشحين واللجان والقضاة والدوائر والقوائم فى 14 محافظة بالمرحلة الأولى سارة سرسور اخبار الانتخابات السياسية


الساعة الآن 03:03 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل