رد: بجد انا محتارة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد :
فإن مما أثبته القرآن والسنة الصحيحة أن الرؤيا معتبرة وتأويلها يعلمه الله من يشاء من عباده ..
وتتفاوت في الصحة وصدق الوقوع على حسب صدق قائلها وكذبه فكلما كان الإنان صادقة صدقت رؤياه ووافقت الواقع
فمن القرآن قول الله تعالى (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ [يوسف : 43]
ورؤيا الأنبياء حق ووحي من الله توجب تنفيذها قال تعالى (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ [الصافات : 102]
وقال صلى الله عليه وسلم في رؤيا المؤمن ( وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، فِي آخِرِ الزَّمَانِ لا تَكَادُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا أَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا". وراه الطبراني في المعجم الكبير وأصله في صحيح مسلم
وقد بين صلى الله عليه وسلم أقسام الرؤيا وما يجب فعله عن كل قسم ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ وَالرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنْ اللَّهِ وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنْ الشَّيْطَانِ وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ )
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ اللهِ فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهَا وَلْيُحَدِّثْ بِهَا ، وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا ، وَلاَ يَذْكُرْهَا لأَحَدٍ فَإِنَّهَا لاَ تَضُرُّهُ.) صحيح البخاري ـ حسب ترقيم فتح الباري - (9 / 39)
فمن خلال هذه الأحاديث والنصوص يتبين أمور :
1- أن الرؤيا منه الصادقة ومنها الكاذبة وأنه كلما كان الشخص أصدق كانت رؤياه أصدق .
2-أن منها ما يحزن فهذا من الشيطان والواجب أن يستعيذ منها ولا يحدث بها أحد.
3-أن منها ما يفرح ويسر فيحدث بها من يحب فقط .
4- أن تأويل الرؤى علم يمنحه الله من يشاء .
5- أن الرؤيا أما مبشرة أو منذرة ومحذرة من أمر .
6- أن الرؤيا منها ما هو على بابه ووجه ليس فيه رموز ومنها ما فيه رموز يحتاج إلى فكها صاحب علم يقان ما فيها بالواقع .
7-أن التأويل منه ما يصيب فيه ومنه ما يخطأ ...
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى من اتبع هداه إلى يوم الدين