أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي الحب هو القضية الكبرى

الحب هو القضية الكبرى


الحب هو القضية الكبرى

بنظرة عميقة يمكننا التأكيد على أنه ما من عظيم، ولا نبيل، ولا قدوة، إلا وكان يملك بداخله حباً جارفا للبشرية، دفعه دفعا لنجدتها والسهر على التفكير في كيفية إنقاذها .
الحب الذي لا يمكن أن ينبع إلا من نفس تحب نفسها، وتقدر ذاتها، وتؤمن بنبل ما تحمل..
نعم حب ينبع من نفس تحب نفسها ..!
لا عجب، فإنها تحب نفسها حبا ينبع من تقدير شخصي، واستشعار قوي بأنها صنيعة رب عظيم، أتى بها لهدف هام وكبير .
قالوا قديما : فاقد الشيء لا يعطيه ..
فلا بد إذن قبل أن ننطلق لننثر على الناس باقات الحب والخير، أن نملئ قلوبنا حباً وخيرا ..
وأول نضوح لهذا الحب يجب أن يكون ذاتيا، يجب أن توجهه لروحك، ولنفسك ..
هل لديك أرشيف من الذنوب، وسجل ممتلئ بالخطايا، وتاريخ مؤلم من السقطات ..
لا عليك .. ولماذا خلق الله الاستغفار والتوبة إذن ..
صدقني كل هذا لن يعوقك في طريق اكتشاف عظمتك، وإعادة تأهيل مواهبك وقدراتك لتصبح في خدمة الخير ..
صدقني ..
إنك يا صاحبي شخص جميل .. شخص رائع .. شخص طيب وعظيم .
مهما كانت أخطائك وهفواتك وزلاتك، إلا أن الخير الذي بداخلك والذي يضج مضجعك دائما لتكون رائعا وعظيما سينتصر .
وكأني بك تقول : لكن تاريخي المؤلم يطاردني، وهفواتي تشوش الرؤية من أمام ناظري، وشياطين الإنس والجن تسحب الأرض من تحت قدمي ..
وأرد عليك بقولي : ليكن ...!
مهما حاولت قوى الشر من حولك عرقلتك عن بلوغ هذه المنزلة، ستبلغها برصيد الخير الذي بداخلك، ستبلغها باستغفارك الدائم، وإنابتك المستمرة، وركونك إلى جنب الله حتى وإن بعدت عنه لفترة أو فترات ..
اربت بيد حانية تحركها مشاعر الحب على نفسك الجزعة، ثق في نفسك، ثق في مخزون الحب والخير الذي بداخلها ..
املء خزان قلبك بالثقة، والحب، والتفاؤل ... فتلك هي الخطوة الأولى ..
وقلب نظرك في سير العظماء .. ستجد أن شعاع العظمة لديهم لم ينطلق إلا من روح مليئة بالقوة والتفاؤل والحب، مِن تصالح مذهل مع الذات، وتقدير خالص لها، وعلى العكس، ما من طاغية او شرير إلا وستفجئك مساحة الظلام بداخله، وخراب لا يمكن تصوره بقلبه، ونزوع للعظمة المتوهمة التي يداري بها في الغالب استهتار واستخفاف شديد بالذات .
بالحب يا صاحبي سنواجه شركائنا في الحياة، وبه سنواجه خصومنا كذلك ..!
وقف صحابة النبي يوما متألمين مما ينالهم من طغيان قوى الشر، ثم قالوا للنبي عليه الصلاة والسلام : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ؟
فقَالَ لهم : إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا ، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً . رواه مسلم .

والرحمة لا تنبع إلا من قلب .. يحب، ويرفق، ويعذر، ويتغاضى، وينسى .
هل تحب أن تكون عظيما يا صاحبي، عليك إذن أن تدفع بعضا من ضرائب العظمة، وأولها أن تكون نوازع الخير والحب بداخلك أقوى وأكبر من نوازع الشر في نفوس الآخرين ..
أن تحب من زهد الناس حبهم هو الدليل على أنك .. إنسان ..
أن تحنو على العصاة المذنبين ..
أن تحنو على من تلوثوا في مستنقع الرزيلة والسوء والشر ..
أن تحمل هم إجلاء الغبار الذي تُخلفه الحياة بشراستها على القلوب لتكتشف الجواهر المخبوءة في نفوس بشر لم يكن أحد يتصور قط أن بها ثمة خير ..
ليس بالشيء الكبير أن تحب من يحبك، أن تحترم من يحترمك، أن تجالس من هذبته المدرسة، ورباه أبواه، وتعهدته الأيام بأحسن أحوالها ..!
إنما الشيء الكبير حقا أن تهبط إلى الأرض غير مبالي بما فيها من أوساخ، أن تشمر الساعد، وتمضي بخطوات واثقة، لتنقذ هذا وذاك ممن لا يلتفت إليهم أحد .

العظيم حقا هو من يعرف كيف يحب .. بدون مقابل .
كيف يعطي دون انتظار لثمن ..
كيف يطالع كتاب الحياة فيختار أشده فصوله بأسا، فيتوكل على ربه، ويشمر ساعده، ويوقظ ذهنه، ويلهب عزمه، ليفك طلاسمه، ويقرأه للناس ..





كريم الشاذلى
مما راق لى
للحديث بقية ان كان لى فى العمر بقية



إظهار التوقيع
توقيع : sawsan1
#2

افتراضي رد: الحب هو القضية الكبرى

الف شكر حبيبتى
إظهار التوقيع
توقيع : هبه شلبي
#3

افتراضي رد: الحب هو القضية الكبرى

نبدأ حياتنا بصرخة ..! رد: الحب هو القضية الكبرى
أنصر قضيتك..


جميعنا نُعلن ومن اللحظة الأولى عن وجودنا، نرفع أصواتنا بأعلى ما نملك، نشق بصوتنا الحاد مسامع أذن مستبشرة، فتتلقفنا الأيدي بالحب والبهجة .

وبعد أعوام طالت أم قصرت، تودعنا أكف أخرى إلى مثوى أخير، يكون الصمت عنونا للمشهد آنذاك، صوتنا ليس له أي وجود، سكون حزين، وبعض دمعات، وتمتمات بدعاء بالمغفرة ثم .. ينتهي كل شيء ..

منا من يُنسى، وكأنه لم يزر هذه الأرض قط، فلا يذكره أحد .
البعض الآخر يعلو ذكره بين الأحبة والأصدقاء، ترحما، ودعاء بحياة أخرى هي الأفضل، في كنف رب رحيم .

صنف ثالث ذكراه تثير الحنق، وتستدعي اللعنات، وتأكيد بأن الأرض صارت أهدأ من دونه !.

ويتبقى صنف أخير ـ وقليل ـ ذلك الذي لا يموت .. حيث الأعمال العظيمة تنافح عنه، وتُعلي من سيرته، وتُذكر الناس دائما بأنه حي لم يمت .

في كل يوم يزيد محبيه واحدا أو اكثر، يخطب في الناس بشكل مستمر، يوجههم إلى الصلاح، يدعوهم إلى مأدبة عظيمة أعدها بنفسه، وأودع فيها من روحه، ودمه، وصِدقه .. الشيء الكثير .!

هؤلاء هم أصحاب القضايا الكبرى، متبني المبادئ العظيمة، من تملكهم الأفكار النبيلة، فتنفث فيهم من روحها، فتهيج الهمة، وتلهب الطموح، وتُشعل الحماسة .

يعيشون لها وبها، وتعيش لهم وبهم .
هؤلاء هم أصحاب الخيار الصعب، والطريق الوعر، والمخاطر المستمرة ..

وذلك لأن العيش من اجل نصرة قضية كبرى ليس بالأمر الهين ولا البسيط، ويحتاج منك إلى أن تصهر روحك، وذاتك، فتتشكل من جديد وفق ما يتماشى مع ما تؤمن به، وعندها .. يذوب كل منكما في الآخر .

حياة .. والسلام ..!
عاش خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ مقاتلا صنديدا، لم يُهزم في معركة، لا قبل إسلامه ولا بعده، تكسرت في يده السيوف، وتعددت من تحته الخيول، وصاغ بعبقريته مفردات نادرة للتخطيط الحربي، ودهاء القادة، وبسالة الفرسان .

لكنه ورغم حياته الحافلة التي قابل الموت فيها وجها لوجه مئات المرات إلا أنه مات على فراشه في هدوء، و لم ينس قبل أن يغمض عينيه للمرة الأخيرة أن يسخر من كل جبان مؤثر للسلامة، قائلا :

" لقد حضرت كذا وكذا زحفا وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة بسيف، أو رمية بسهم، أو طعنة برمح،وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء" .

لا نامت أعين لم تدرك أن الروح لخالقها، وبأن نواصينا بيد الله .. فعاشت ترتجف رعبا وهلعا، وخوفا، ليس لها قضية تعيش من أجلها، أو مبدأ تُرخص نفسها كي يعلو هو ويعيش !.

سيف الله خالد يخبرنا أن كثرة المخاطر هي التي تصنعك، بل هي التي تهبك الحياة الحقيقية، وبأن العلامات التي تتركها معارك الحياة على جسدك هي التي تنحت في ذاكرة الدنيا سيرتك، وتُمجد ذِكرك في الأرض .. والسماء.

حياتك هي قضيتك ..!
وقد نقول "قضيتك هي حياتك" كلاهما صواب، ففي ركن ما من العقل تترسخ المبادئ والأطر التي تُحركنا وتتحكم فينا، وتُسيرنا بدأب نحو ما نؤمن .
فهذا "قضية عمره" أن يعيش غنيا، فتراه يبذل كل شيء كي يعيش .. لقضيته .

وذاك حياته مرهونة بالشهرة وعلو الذكر وسطوع النجم، فهو يتملق هذا، ويركض خلف ذاك، ولا يهنأ باله إلا بتحقيق .. حلم العمر .

وآخر أعطى تركيزه لأبنائه، فقضية عمره أن يعيشوا هانئين سعداء، فيجعل من نفسه آلة تدور بلا توقف من أجل يوفر لهما الحياة اللائقة الكريمة .

وأجدني مدفوعا إلى أن أسألك ، وأنت.. ما هي قضيتك ؟

يا لضيعة العمر إم لم تجد إجابتك حاضرة، وواضحة، وجلية ..

يا لضيعته ـ ثانية ـ إن كانت إجابتك ليست على قدر طموحك، أو همتك، أو وعيك .

يا لضيعته ـ ثالثة ـ إن كانت قضيتك ليست حياتك !، أو كانت تحتل مرتبة دنيا في وجدانك .

سل العظماء عن الحياة وسيخبرونك أنها لا تقبل الحلول الوسط ..!

فأنت إما عظيم أو دون ذلك .

والعظمة ليست كلمة خاوية جوفاء، إنها ببساطة تتمثل في المبدأ، قل لي مبدأك الذي تعيش به وله، وسأخبرك عن مقدار عظمتك .. هكذا تُحسب الأمور !.

هل أتاك خبر سيد ..!
بدأ حياته أديبا، يصوغ المعاني والأفكار، يغزل بكلماته أثوابا من المفردات الجميلة، فتشيع في الحياة لونا من البهجة والنشوة، موهبته كانت حاضرة بقوة فنبهت الجميع إلى أن هناك ثمة "عبقري" يُعلن عن نفسه هاهنا، المدهش أن "سيد" كان حادا كالسيف في كل معاركه، هكذا كان في مطلع شبابه وهو يقاتل بجسارة في المعركة التي احتمدت بين العقاديين، نسبة إلى الأديب "عباس محمود العقاد " وكان هو أحد جنودها، وبين الرافعيين نسبة إلى الأديب " مصطفى صادق الرافعي" وكان علي الطنطاوي أبرز جنودها، منذ ذلك الحين ظهر جليا أن "سيد" رجل يقاتل من أجل ما يؤمن به، كان مهاجما عنيدا يثير حفيظة خصومه، وكانت كتاباته النارية معارك تخلف جرحى وناقمين.

ثم سافر إلى أمريكا، وهناك بادل تلك البلد الجديد العداء، واتخذ منها موقفا معاديا، لكن الأهم من ذلك أن سيد قطب قد انتبه ..!
نعم لقد انتبه سيد إلى الفكرة .. انتبه إلى القضية .. انتبه إلى ما يستحق أن يجمع من اجله شتات جهده، وعرقه، وفكره، وقلمه، وبحثه، ثم يصهره فيه .

كانت البداية بحادث مقل الامام حسن البنا ـ رحمه الله ـ دُهش سيد من مظاهر الفرح والسرور التي انتابت العالم الغربي لموت رجل من رجال المشرق، بلا شك كان سيد يعرف الشيخ البنا بطبيعة الحال، لكن القدر شاء أن يُعيد سيد إلى قراءة البنا، أو إن شئنا الدقة قراءة فكر وتوجه الإمام البنا بشيء من التروي والوعي، لتصبح تلك اللحظة فارقة وحساسة لا في تاريخ سيد فحسب، بل في تاريخ جميع الحركات الاسلامية في طول العالم الاسلامي وعرضه من وقتها وحتى اليوم.

سيد قطب الذي قد تختلف معه أو توافقه، الذي قد تُحمله كثير من تجاوزات الحركات الاسلامية أوقد تبرئ ساحته، رجل يحتاج إلى أن تنحي حُكمك السابق ضده جانبا وتعيد قراءته، تعيد تأمل أفكاره، وأطروحاته، بأن تتأمل مواقفه، بأن تنظر إلى سيرة بطل عاش من أجل قضية .. ومات لها.

يُروى أن سيد قطب قبل إعدامه بدقائق أتوا إليه بشيخ يلقنه الشهادة، نظر الشيخ المُعمم إلى سيد نظرة لا حياة فيها وقال له " قل لا إله إلا الله .. محمد رسول الله" .
ابتسم سيد ابتسامة هادئة وقال " يا مسكين .. من أجلها دفعت عمري "!.

"الجاهلية المنظمة لا يهزمها سوى إسلام منظم" .
كانت هذه هي رؤية سيد لنصرة قضيته، أنها يجب أن تخضع لكل الأسس العلمية والفكرية التي تضمن انتصارها، خصوصا إذا ما كان المعسكر الآخر مُنظما ودقيقا .

لا يجب أن تكون النوايا الحسنة هي فقط كل زادنا في مواجهة الآخرين، وليست كافية ـ رغم وجوبها ـ في إقناعهم وجذبهم إليها .

كان سيد نموذجا، يمكنك أن تستدعيه إذا ما أحببت أن ترى شاهدا حيا لرجل يدفع ثمن إيمانه بأفكاره، كما يمكنك أن تستدعي من التاريخ قصة أحمد بن حنبل أو سعيد بن جبير، أو ابن تيمية، إرجع بذاكرتك أكثر إلى صحابة النبي، عد أكثر إلى الخلف حيث أصحاب الكهف، وماشطة ابنة فرعون وفتى الأخدود ..

ليس عندي غضاضة أن تذهب بعيدا عن تراثنا إن أحببت لتتعلم من تاريخ جيفارا، أو لينكولن، أو تشرشل ..

ما يهمني حقا أن تنتبه إلى الفكرة التي أود ترسيخها توكيدها ..

وهي أن الإنسان لن يلامس حدود إنسانيته الحقيقية مالم يؤمن بفكرة عظيمة ويبذل جهده من أجل نصرتها .

أو كما يؤكد مارتن لوثر كينج من أن "المرء إن لم يكتشف شيئا يمكنه من الموت دفاعا عنه فإنه غير جدير بالحياة".

كريم الشاذلى

ولا زال لحديثنا بقية .. ان كان لى في العمر بقية ..

إظهار التوقيع
توقيع : sawsan1
#4

افتراضي رد: الحب هو القضية الكبرى


حدد بوصلة طموحك .. رد: الحب هو القضية الكبرى
أنصر قضيتك.. 2

قلت في الحلقة السابقة، أن مُعظم البشر يؤمن بقضية ما، إما قضية عظيمة كبيرة وإما قضية تافهة عبثية، لكن دعني أجتهد في طرح تصوري بشكل آخر، به بعض التفصيل .
حيث أرى بأن البشر يسكنون في مربع "هموم" من الأربعة مربعات التالية:


(2)



(هموم عادية)


مما يشترك فيها معظم البشر، كتربية أبناء، وتوفير مطالب الحياة المعيشية.


(1)
( هموم تافهة)
قضيته إرضاء شهوة ما لديه، لا يهتم بشركائه من البشر، الأهم هو نفسه، ولا يتحرك إلا إذا تأكد من أن هناك ثمة فائدة مباشرة ستعود عليه.(4)
(هموم عظيمة)
وهي الغايات ذات العُمق الديني، والتي تخدم هدف نبيل شريف، وفي نفس الوقت لدى صاحبها نية في أن يكون كل ما يقدمه مرضاة لله، وإعلاء لدينه.(3)
(هموم نبيلة)
خدمة غاية إنسانية نبيلة، كدفع الظُلم عن الإنسان، أو توفير المطعم والملبس للفقراء .. وغيرها مما يستفز المشاعر الانسانية فتنهض مُلبية.
كل واحد منا يسكن في مربع من هذه المربعات، وقد يتنقل بينهما حسب تغير قناعاته، وهمومه .
لكنني أحب أن أشير إلى بعض النقاط الهامة كي تكون رؤيتي واضحة لك :

أما الأولى فإن ما أراه عاديا قد تراه أنت نبيلا، وما أؤمن بعظمته قد لا يكون موقعه بقلبك نفس الموقع المتميز، وذلك لأن فضل الله ورحمته دفعت لأن تختلف رؤانا، فتتعدد همومنا وقضايانا، فيحدث الثراء والدفع، و يسد كل منا فجوة وثغرة، وتتكامل الإنسانية، تكاملا قائما على حاجة كل منا لجهود صاحبه، ورؤيته، وموهبته .

والثانية أن كل امرء ميسر لما خُلق له، وهمة المرء إذا ما كانت مشتعله حملته إلى ما يشتهي، وإلا قعد عاجزا دون ما يريد ويطلب .
بمعنى أن هناك من أعطاه الله قدرات نفسية أو جسدية أو مادية تدفعه إلى التميز والارتقاء والعلو، وعي عميق، ورؤية متزنة، فهو يملك ما يجعله مناطحا للسحاب، ناثرا من همته، وموهبته، وفضله على الجميع .
هذا لا يحق له أن يكون من أصحاب المربع (1) أو (2) .
بينما هناك من أعطاه الله قدرات عقلية محدودة، فسكونه في المربع رقم (2) هو منتهى إمكانياته، وغاية ما يقدر عليه، يكفيه أن يبني بيتا سليما صحيا، ويربي أبنائه تربية صحيحة سليمة، وبهذا يكون قد فعل أقصى ما اوجبه الله عليه .

إن التحديات التي يلاقيها ساكنو المربع (1) لن تكون بالمقدار الذي يواجهه أصحاب المربع (2)، ولن يكونا كلاهما كالمخاطر والتحديات التي يلاقيها اصحاب المربعين الآخرين، ولهذا نبه شيخنا الجليل محمد الغزالي من أن "إن مصاعب الحياة تتمشى مع همم الرجال علوًّا وهبوطًا"، وعليه فأنت الذي تضع نفسك في المكان الذي خُلقت له .

بقي أن أقول أنه من ذكاء المرء أن يضع نفسه في المكان الصحيح، أو كما قال الإمام بن الجوزي رحمه الله "على الإنسان ان يصل إلى غاية ما يستطيع، فلو كان لآدمي بلوغ السماء لكان من النقائص بقاؤه على الأرض".

إن صلاح الأمم والشعوب بحاجة إلى أفراد عظماء يتلاحمون فيما بينهم، ليصنعوا كيانا فتيا صلبا، والخطر كل الخطر أن يتراجع أصحاب المواهب والقدرات والإمكانات ليرضوا بلعب دور صغير في الحياة، تاركين الساحة لمن هم أقل منهم على قيادة الدفة، ولله در الأديب مصطفى صادق الرافعي إذ ينبهنا أنه " مثلما يضر أهل الشر غيرهم عندما يفعلون الشر، يضر اهل الخير غيرهم عندما يتوقفون عن فعل الخير".
كريم الشاذلى

ولا زال لحديثي بقية إذا كان في أعمارنا بقية ..


إظهار التوقيع
توقيع : sawsan1
#5

افتراضي رد: الحب هو القضية الكبرى

يسلمو
#6

افتراضي رد: الحب هو القضية الكبرى

ما أطيب العيش الرغيد بإحبة"

سكنوا الفؤادوبددوا أحزاني"
سأزيدهم حفظ الوداد محبة"
حبا" ينجينا من الخسران..
أرجوالإله بفضله وعطائه"
جمعا" وإياهم بخير جنان..


إظهار التوقيع
توقيع : sawsan1


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
شعر عن الحب 2025 - عبارات عن الحب - كلام جميل عن الحب - اشعار حب قصيرة وله المنتدي الادبي
اقاويل عن الحب 2 تعاريف للحب سمات الحب هبه شلبي حكم واقـوال
حكم و اقوال عن الحب لصمتي ّحكاية حكم واقـوال
الحب الحقيقى جنبك على طول خلينى منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة
اقوال ماثوره عن (الامل - الحب - الحزن - الصبر - الصمت) البرنسيسة2000 الارشيف والمواضيع المكررة


الساعة الآن 09:28 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل