أثمن وأروع الهدايا

أسطورة الهدايا
عندما تهدي المرأة الماكرة شيئًا فاعلم أنها تريد شيئًا أغلى بالمقابل، هذا ما حدث عند وفاة والد كليوباترا بطليموس الثالث عشر وانتقل العرش إلى ابنه الصغير الذي يبلغ من العمر 18 عامًا، فأحست كليوباترا الابنة ذات الـ21 عامًا بأحقيتها في تولى الحكم، وعندما أيقنت أنّ أخاها يضمر لها الشر هربت، وهي تطمح في الحصول على دعم من روما من أجل استعادة عرشها فانتهزت فرصة قدوم يوليوس قيصر إلى مصر، وأهدته سجادة حمراء رائعة، والأروع أنها دخلت قصر الضيافة من دون أن يراها أحد فقد كانت في داخل السجادة، ورد لها القيصر الهدية فأصبحت زوجة القيصر، وملكة مصر وروما، وأم ولي العهد للبلدين.

أغرب وأطرف الهدايا
ومن أطرف الهدايا المترفة التي سجلها التاريخ عندما أبدت ملكة فرنسا (آن ماري) رغبتها في التجول في حديقة القصر من دون حذاء فقدم لها زوجها لويس الرابع عشر أعظم حكام فرنسا في القرن 17، والمعروف بولعه بالموضة والأناقة، وذوقه المترف في أحد الأيام هدية عبارة عن معطف من فرو السمور النادر بطول 1.5 كيلومتر لتكون قادرة على المشي في الحديقة صباحًا وهي حافية القدمين.

أما أغرب الهدايا فقدمها الرسام الهولندي فان جوخ إذ عندما لم يجد ما يهديه لحبيبته انتابته حالة من الاكتئاب الشديد فقرر أن يقدم جزءًا من نفسه هدية حيث قطع أحد أعظم الفنانين في العصر الحديث شحمة أذنه اليسرى بشفرة الحلاقة، ثم أرسلها طردًا ملفوفًا في صحيفة لحبيبته راشيل، وفي يوليو 1890 قتل فان جوخ نفسه وهو في الـ37 من عمره بعد أن فشلت قصة حبه.

وأخيرًا نقول: إنّ الهدية ليست بقيمتها المادية، إنما بتأثيرها الذي يبقى في الوجدان، وما يبقى دائمًا هو اللفتة الرقيقة والكلمة الطيبة والابتسامة والاهتمام والاحترام، وهذه المعاني أروع الهدايا التي يمكن أن تقدمها لمن تحب.

إكرامًا للحب
من العجائب التي يشهد عليها الزمان في التضحيات الإنسانية والمشاعر الفياضة التحفة المعمارية الإسلامية التي ليس لها مثيل حتى الآن «تاج محل»، ويعني قصر التاج الذي يعد من أعجب عجائب الدنيا. بناه (شاه جيهان) إهداءً لروح زوجته (ممتاز محل)، وعلى الرغم من أنّ هذا الزواج كان الثاني لشاه إلا أنه كان نابعًا من قصة حب حقيقية وتجربة عاطفية سامية، وكانت ممتاز رفيقة دائمة لزوجها ومستشارته وصديقته تصاحبه في كل رحلاته ومهماته العسكرية، بل وكانت الدافع القوي لقيامه بالكثير من أعمال الخير والبر وخصوصًا مع الضعفاء والفقراء والمحتاجين. أنجبت ممتاز للشاه أربعة عشر ولدًا، وماتت على فراش الولادة عام 1630 أثناء مرافقتها له في حملة عسكرية بعد ثلاث سنوات من خلعه من العرش، وعندما عاد إلى السلطة اعتزم الشاه أن يخلد ذكرى زوجته؛ فالحب هو السبب في إبداع (تاج محل) وكان للظروف الحزينة التي أعقبت موت الإمبراطورة أعمق الوقع وأبلغ الأثر في إلهام الإمبراطور لتشييد هذا القصر.

هدية تتحدى قوانين الطبيعة




أجمل الهدايا التي تعبر عن إحساس صاحبها الهدية التي يصنعها من خياله ومشاعره الصادقة، ويخرج بها عن المألوف، وفي الوقت نفسه تناسب ذوق المُهدَى إليه. فقد اشتاقت زوجة الملك إلى غابات وحدائق وطنها «ميديا» حيث أتت من المناطق الجبلية الخضراء إلى الأرض المنبسطة المقفرة «بابل» فأمر زوجها الملك (نبوخذ نصّر) في تحدٍ لكلّ قوانين الطبيعة ببناء واحة نباتية غاية في الجمال وسط كآبة المنظر الصحراوي المحيط بالقصر إهداءً لزوجته (أميديا).

وتم تنفيذ الحدائق التي اشتهرت فيما بعد كإحدى عجائب الدنيا السبع القديمة على مسطحات من مستويات مختلفة، واتخذت شكلاً هرميًا فظهرت وكأنها معلقة في الهواء، وتغنت بالأشجار والأزهار والتي تم جمعها من كل بقاع الأرض، وحتى الآن لم يتمكن العلماء من معرفة الطريقة العبقرية الكاملة لري الحدائق، وكان يوجد بها ثماني بوابات، وكان أفخمها بوابة عشتار الموجودة الآن في متحف برلين. الحدائق بنيت تقريبًا عام 600 ق.م، والمعروفة باسم «حدائق بابل المعلقة».

منقول