السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
كنت يوما من الأيام جالسة مع أمي الحبيبة
قلت لأمي أريد أن أخدم الأمة الإسلامية وأريد أن أنهض بها وأريد ان أموت مجاهدة في سبيل الله.
فأطرقت رأسها لعدة ثوان وأخذت نفسا عميقا وقالت اسمعي يا بنية : كان الصحابة رضوان الله عليهم عندما يرجعون
من المعارك يقولون رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الاكبر.
فقلت : ماذا يعني الجهاد الأكبر والجهاد الأصغر؟!
فقالت والدتي يابنية إن الجهاد الأكبر هو جهاد النفس ، فإذا أردتِ أن تجاهدي تسطيعي أن تأخذي أجر المجاهدة وأنتِ جالسة
في بلدكِ معززززززززززززة مكرمة ، وخصوصاً أنكِ فتاة و لستِ رجلاً.
فقلت : لكن الجهاد بالنفس له أجر عظيم .
فقالت : يا بنية قد يكون من السهل أن يموت الإنسان في سبيل الله ، لكن من الصعب أن يعيش الإنسان في سبيل الله.
فقلت : لم أفهم !!
فقالت : من الصعب أن تحافظي على صلاة الفجر كل يوم في وقتها وأن تحفظي القرآن وتقيمي الليل وتخالطي الناس وتحترميهم
وتصبري على آذاهم ، وتبري والديك وتدرسي وتتعلمي وتتفوقي وتخدمي بلدك ..... ، فأنتِ تجاهدي وتجاهدي عدة مرات في سبيل
تطبيق هذه القيم والأخلاقيات والأهداف النبيلة.
فقلت : ما أجمل كلامك و ما أصدق عباراتك ..!
قالت : يا بنية من الصعب على الذي لم يجاهد في سبيل أمه ، أن يضحي في سبيل جدته.
فقلت : ماذا تقصدين يا امي ؟؟
قالت : أقصد أن الذي لم يجاهد في سبيل بلده من الصعب أن يجاهد في سبيل أمته ، إذا أردتِ الجهاد الحقيقي فجاهدي
في رفعه ونهضة هذا الوطن الحبيب ، فالوطن كالأم ، وهي الآن بأمس الحاجة إليكن كفتيات أو كشباب.
قلت : وماذا بعد يا أمي ؟ نوريني.
قالت بنفس راضية : إن من أكثر أنواع الجهاد ، هو جهاد النفس (كما يقول ابن القيم رحمه الله) وتستطيعي أن تأخذي أجرها وانتِ
تخدمين بلدك.
قلت : لم أفهم يا أمي !!
قالت : اربطي الأنواع الأربعة من الجهاد في رفعة شأن بلدكِ على سبيل المثال : فالنوع الأول هو جهاد دفع ما تأمركِ به شهواتك،
أجبري نفسكِ على الجلوس ومعكِ قلم وورقة وفكري في خدمة بلدك ، قد تملي وتحسي أنه لا توجد أفكار ، حاولي عدة مرات وفكري بالوسائل
والطرق التي تسطتيعي من خلالها أن تخدمي بلدكِ فيها .
والنوع الثاني هو جهاد تحصيل العلم ، ثابري واضغطي على نفسكِ وجاهدي للحصول على النسبة العالية في تعليمك وتعلمي ما هو مفيد ،
والنوع الثالث هو جهاد العمل بما تعلمي ما هو مفيد ، لا تحفظي العلم فقط إنما انقلي ما تعلمتيه للآخرين لكي يستفيدوا من علمك
والنوع الرابع هو جهاد الصبر على مشاق الدعوة ، أكثر الناس قد لا تتفاعل معكِ ، أصبري واخدمي بلدك وحاولي و ثابري ولا تستسلمي حتى لو عملتِ
لوحدكِ في تطوير بلدك ورفع شأن نساء أمتك .
قلت : كم هو جميل كلامك
قالت : يا بنيتي جاهدي جهاد المواطنة الحقة لخدمة بلدك ، فالمرأة لها شأن عظيم في المجتمع وتستطيع بقدرتها وعزيمتها الإرتقاء من خلال أعمالها ودعوتها
فبلدكِ عرضكِ وشرفكِ و كرامتكِ وجنتكِ ونارك.
قلت : يارب اشهد على أني سأجاهد بأن أتعلم وأعلم الآخرين وأتكاتف مع الآخريات لرفع شأن بلدي.
اللهم فاشهد ... اللهم فاشهد ..... اللهم فاشهد.
منقووووول