إن ذكر الله نعمة كبرى، ومنحة عظمى، به تستجلب النعم، وبمثله تستدفع النقم، وهو قوت القلوب، وقرة العيون، وسرور النفوس، وروح الحياة، وحياة الأرواح. ما أشد حاجة العباد إليه، وما أعظم ضرورتهم إليه، لا يستغني عنه المسلم بحال من الأحوال.
وقال تعا لى: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ
[الأحزاب:35]
وفي صحيح البخاري عن أبي موسى، عن النبي قال:
{ مثل الذي يذكر ربه، والذي لايذكر ربه مثل الحي والميت }.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله :
{ يقول الله تبارك وتعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة }.
ما هو الذِكــر؟؟
هو شىء خفيف على النفس واللسان، ثقيل عند الله في الميزان، به تطمئن القلوب وتزول المكاره والكروب، به يستجلب الغنى وأنواع الفوائد، ويطرد الغم والنكد والشدائد، به تملأ القلوب سروراً، وتكسى الوجوه نوراً، ومع ذلك كله فقد فُضل على الصدقة والجهاد. إنه..... ذكر الله تعالى
أداب الذكر وفوائده
فلا شك أن لذكر الله تعالى آداباً ينبغي للذاكر أن يتحلى بها، وفوائد يحسن به أن يعلمها ليزداد نشاطاً في الذكر، فمن آداب الذكر:
أولاً: الإخلاص لله تعالى إذ هو الشرط الأول لقبول الأعمال، وكل عمل لا إخلاص فيه لا فائدة ترجى منه، بل قد يضر.
ثانياً: استحضار القلب والتدبر إذ هو المقصود من الذكر،
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتاب الأذكار:
المراد من الذكر حضور القلب فينبغي أن يكون هو مقصود الذاكر فيحرص على تحصيله ويتدبر ما يذكر ويتعقل معناه، فالتدبر في الذكر مطلوب... إلخ.
ثالثاً: أن يذكر الله على طهارة -وهذا مستحب-
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" إني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر أو قال على طهارة". رواه أبو داود وصححه الألباني.
رابعاً: خفض الصوت بالذكر وعدم الجهر به جهراً بليغاً، قال الله تعالى: