أعلن الزعيم الليبي معمر القذافي في كلمة إذاعية موجهة لسكان بنغازي، مساء الخميس، أن قواته ستنهي «المهزلة» في بنغازي خلال ساعات، متوعدًا بدخول المدينة هذه الليلة. وقال: «المهزلة ستنتهي.. هذه أخر ساعاتها.. نحن قادمون.. جهزوا أنفسكم منذ الليلة».
كما وعد بالعفو عمن يلقون السلاح ويستسلمون، مؤكدًا أن «من يهرب الليلة ويسلم سلاحه عليه الأمان.. لن نلاحقه أبدًا»، لكنه توعد في المقابل بمعاقبة من وصفهم بـ«الزنادقة» وجعلهم عبرة لمن اعتبر. وأضاف: «سنبحث عن الزنادقة أصحاب اللحى الذين دمروا بلادنا.. لا شفقة ولا رحمة معهم ولا مع الخونة الذين استخدمهم الزنادقة أداة لهم». وشدد القذافي أن قواته مصرة على «البحث عنهم حيطة حيطة، زنقة زنقة، حجرة حجرة، حتى الدولاب»، قاصدًا الثوار، وتوجه إلى أبناء بنغازي بقوله: «يا أبنائي سلموا سلاحكم في الشارع وادخلوا بيوتكم.. أي حد نلقى في بيته سلاحا سنعاقبه». وقال القذافي إن أبناءه من الضباط الأحرار هم أولادي قبل سيف الإسلام والمعتصم ومحمد، مطالبًا إياهم أن يحافظوا على أرواحهم لأنها تهمه،مهيبًا بأهل بنغازي، وكل الضباط واللجان الثورية وطلبة الجامعات أن يقضوا على الزنادقة ويدمروا لهم إذاعاتهم وكذبهم وأن يطهروا مدينة بنغازي منهم، متوعدًا بأن أمواجا من البشر ستسير من طرابلس إلى بنغازي لحماية بناتها، صباح الجمعة. وأكد القذافي أنه تلقى اتصالات بالآلاف من مدينة بنغازي تستنجد به وتقول «وامعتصماه»، وتابع: «لدي داخل المدينة طابور خامس يخلص أهل بنغازي معي». وقال: «كيف ترضون يا أهل بنغازي بالإهانة.. أمريكا والأوروبيون يريدون دخول بيوتكم في بنغازي.. يدوسون على شرفكم وعرضكم.. هؤلاء المجرمين الحشاشين القتلة.. طلعوهم وحاربوهم.. خلوا بلادنا زي الصومال.. يريدون أن يجعلونا نشحذ من قطر والكويت ونحن كنا نعطي إعانات للعالم». وأكد أن ما حدث في بنغازي 15 فبراير، قبيل اندلاع الانتفاضة، كان «مشكلة بسيطة حولوها لحجة لاحتلال ليبيا». وقال في ختام كلمته: «أنا معمر القذافي.. أموت من أجل شعبي، وهو يموت من أجلي». وأعلن المدير السياسي لوزارة الخارجية الأمريكية، وليام بيرنز، أن القوات الموالية للقذافي باتت على بعد 160 كم من بنغازي، معقل الثوار، وتواصل التقدم مساء الخميس. واكد نظام القذافي أن قواته باتت على أبواب بنغازي، معقل الثوار في الشرق، في حين أن المجتمع الدولي في سباق مع الزمن قبل التصويت في مجلس الأمن الدولي على قرار يفرض حظرًا جويا لمنع استهداف الثوار والمدنيين.