تحدث القرآن عن الشمس وسماها (سراجاً) وهذه التسمية دقيقة جداً في ضوء العلوم الكونية الحديثة، وبما يشهد على دقة كلمات هذا القرآن لنقرأ.......
يقول عز وجل: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً) [الفرقان: 61]. هذه آية عظيمة حدثنا الله فيها عن السماء حيث سمى الله تعالى الشمس (سِرَاجاً).
لقد وجدتُ بأن هذه التسمية دقيقة جداً من الناحية العلمية. فقد رجعت لقواميس اللغة العربية ووجدت أن السراج هو الوعاء الذي يوضع فيه الوقود ليحترق ويعطي الحرارة والضوء. ورجعت إلى أحدث ما كشفته الأبحاث العلمية حول آلية عمل الشمس والتفاعلات النووية الحاصلة في داخلها. فوجدت تركيب الشمس ونظام عملها هو عبارة عن وعاء مليء بالهيدروجين الذي يحترق باستمرار بطريقة الاندماج ويبث الحرارة والضوء.
الشمس نجم من نجوم هذه السماء، تجذب إليها الكواكب ومنها الأرض، والشمس هي سراج يحرق الوقود ويبث الضوء والحرارة، ولم يكن لأحد علم بآلية عمل الشمس زمن نزول القرآن إلا أن التسمية القرآنية جاءت دقيقة علمياً، وهذا يشهد على إعجاز القرآن الكريم.
إذن الشمس هي عبارة عن فرن نووي ضخم وقوده الهيدروجين الذي يتفاعل باستمرار تفاعلاً اندماجياً وينتج عنصر الهيليوم الأثقل منه مما يؤدي لإطلاق كميات كبيرة من الحرارة والنور. والسؤال الذي أطرحه على كل من يدعي أن كتّاب الإعجاز العلمي إنما يحمّلون نصوص القرآن ما لا تحتمله ويفسرون آيات القرآن كما يريدون وأن القرآن ليس كتاب علوم: عندما وصف القرآن الشمس بأنها سراج ووصف القمر بأنه منير، أليس هذا الوصف يوافق العلم والمكتشفات العلمية؟ إذن القرآن حدد الآلية الهندسية لعمل الشمس، قبل أن يكتشفها علماء الفلك بألف وأربع مئة سنة!
حتى إننا نجد آية تحدثنا عن وهج الشمس في قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا) [النبأ: 13]، وقد ثبُت أن هنالك هالة عظيمة تحيط بالشمس يبلغ طولها ملايين الكيلو مترات، وهي التي تعطي الشمس شكلها. فسبحان الله!