رد: الوطن
قصيدة عن الوطن
وطني اُحِبُكَ لابديل
أتريدُ من قولي دليل
سيضلُ حُبك في دمي
لا لن أحيد ولن أميل
سيضلُ ذِكرُكَ في فمي
ووصيتي في كل جيل
حُبُ الوطن ليسَ إدعاء
حُبُ الوطن عملٌ ثقيل
ودليلُ حُبي يا بلادي
سيشهد به الزمنُ الطويل
فأ نا أُجاهِدُ صابراً
لاِحُققَ الهدفَ النبيل
عمري سأعملُ مُخلِصا
يُعطي ولن اُصبح بخيل
وطني يامأوى الطفوله
علمتني الخلقُ الاصيل
قسما بمن فطر السماء
ألا اُفرِِ ِطَ َ في الجميل
فأنا السلاحُ المُنفجِر
في وجهِ حاقد أو عميل
وأنا اللهيب ُ المشتعل
لِكُلِ ساقط أو دخيل
سأكونُ سيفا قاطعا
فأنا شجاعٌ لاذليل
عهدُ عليا يا وطن
نذرٌ عليا ياجليل
سأكون ناصح ُمؤتمن
لِكُلِ من عشِقَ الرحيل
الانسان لا يساوي شيئا بدون وطن
الوطن
للبدون سعدية..!!
حسن علي كرم
العزيزة الزميلة والأديبة والشاعرة سعدية مفرح يسألها صحافي سؤالاً ملغوماً بالخبث والتعاطف:
- هل مازلت بلا جنسية؟ فتجيب العزيزة: نعم.. ولكن لا يكتفي الصحافي الخليجي باستثارة المواجع عند الزميلة سعدية عن الجنسية فيواصل استثارتها ان تصف معاناتها باعتبارها من فئة البدون. هنا تدرك الزميلة ان الصحافي يسعى الى جرها الى المحاذير لكنها ترد عليه بكل حزم وصلابة ووطنية المواطنة الكويتية التي لا وطن لها في هذه الدنيا غير وطنها الكويت فتقول «أرى ان حقي في المواطنة ليس مرتبطاً بدرجة معاناتي مهما كانت فانا استحق ان احمل جنسية وطني في كل حالاتي» ثم تضيف موضحة «اما الوطن فلن يعود الينا ولا نطالب بعودته لانه لم يغادرنا لحظة واحدة نحن منه وهو منا. وانا مثلاً ليس كشاعرة بل كانسانة لا اساوي شيئاً من غير احساسي بوطني الكويت». ثم تدعو الشباب البدون إلى الامل والتفاؤل..
وانا هنا ابدأ من حيث تنتهي العزيزة سعدية نداءها لاخوانها واخواتها من شباب البدون للتمسك بالامل والتفاؤل، فالتفاؤل مجلبة للراحة النفسية والجسدية والنظر للدنيا بانها جميلة وكريمة حتى وان قست فقسوة الحياة ليست دائمة، فهناك لحظات حلوة تمر على الانسان وهناك لحظات مرة. وعلى المرء قبول هذه وتلك فما طاب عيش اذا لم يكن فيه شيء من الامل والتفاؤل وكما قال الشاعر:
اعلل النفس بالآمال ارقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الامل
ان ندائي موجه خاصة الى الاخوة البدون والى كل الذين يشعرون باليأس وبالتشاؤم ليكن الايمان والتفاؤل والصبر هو السلاح الذي تحاربون به اليأس والتشاؤم وحسبنا في هذا المقام قول الحق.. «لاتقنطوا من رحمة الله» فالحق لا يضيع لان الحق هو الله. والله مع الحق..
من المؤكد ان هناك تعاطفاً شعبياً يتزايد مع قضية البدون. خاصة أن (القضية) ليست وليدة اللحظة وانما تعود امتداداتها لعقود طويلة ربما الى ثلاثة اجيال متعاقبة (الابن والاب والجد) ولا احد يستطيع الا ان يقول ان الحق على الحكومة التي تجاهلت هذه القضية حتى تورمت وكان عليها ادراك خطورة تجاهل القضية من زمان. فالزمن ليس كفيلاً وحده بحل القضايا اذا لم يولها الانسان عنايته..
في خلال جُمَع متتالية وعلى نحو منتظم يخرج شباب البدون الى الشوارع والساحات على شكل اعتصامات ومسيرات بغرض عرض قضيتهم والضغط على المسؤولين وذوي السلطة لحلها. من حيث المبدأ ومن حيث اظهار الحق والدفاع عن الحق لا احد يغالط الاخوة البدون عن عرض قضيتهم سواء من خلال وسائل الاعلام او تنظيم المسيرات وغير ذلك من الوسائل السلمية التي لا تخالف القوانين ولكن الخوف كل الخوف على القضية اولا وعلى الاخوة البدون ثانياً وعلى الوطن ثالثاً على ان تتقلب تلك المسيرات الاسبوعية من الحالة السلمية الى الحالة التصادمية. خصوصاً ان هناك متربصين وحاقدين ومن يريدون بالكويت شراً ينتظرون مثل هذه المسيرات كي يندسوا ويثيروا الفتن والمصادمات والشغب بهدف فقدان الامن وانهيار الدولة.
ربما كانت وزارة الداخلية مصيبة عندما اصدرت بيانا حذرت فيه البدون من مواصلة المسيرات والاعتصامات، وربما كان البدون على حق عندما يرفضون الانصياع لبيان الداخلية والامتناع عن المسيرات فذلك ان تعليق القضية بلا وعود حقيقية مجدولة ومؤرخة لضمان الحل لا قيمة لتلك الوعود..!!
خمس سنوات قالها رئيس لجنة البدون لحل القضية لا بأس ولكن اين مراحل الحل خصوصا للفئة المستحقة للجنسية. فالوعود العائمة مع قضية مثل هذه القضية تظل بلا قيمة.
نحن نعلم ان التجنيس لا يتحقق بجرة قلم. ولكن على الدولة ان تضع جداول زمنية تحدد فئات المستحقين للتجنيس في خلال الفترة القادمة حسب تصريحات رئيس اللجنة المركزية للبدون..
وأخيراً.. نرجو الا تخرج قضية البدون من سياقها الانساني والقانوني الى تهديد واخلال بأمن الكويت، فان فقد الامن فقد الوطن. وكما قالت العزيزة سعدية مفرح «الانسان لا يساوي شيئاً بدون وطن».