نهضة مصر
يصور امرأة واقفة فى ملابس الفلاحة المصرية ترفع عن وجهها الحجاب بيسراها،
بينما يمناها مفرودة لتلمس بأصابعها رأس تمثال أبى الهول الذى يفرد قائمتيه
الأماميتين فى تعبير عن النهوض. فى هذا التمثال يشير الفنان الى الشعب المصرى
بالفلاحة ألام.. فالمصريون يطلقون على بلدهم (أمنا مصر) وهو رمز يختلف عن
صورة الوطن فى بلاد أخرى، عند الانجليز مثلا رمز الوطن هو الاسد وعند
الامريكيين الوطن هو فتاة لعوب.. وهكذا.. ابوالهول يرمز الى تاريخ مصر فى فترات
عظمتها وقوتها ونهضتها، فالاعتماد على العظمة السابقة كنموذج ومثال يسعى
المعاصرون الى بلوغه بازاحة ما يعوق التقدم والرقى وما يحجب الرؤية هو طريق
النهضة وبلوغ مماثل معاصر للمجد القديم.
***- ***- ***- *
إله الحقول فون
يصور هذا التمثال (الاله فون) وهو رب الغابات والريف عند الرومان، له جسم
انسان على راسه قرون وآذان العنز وساقاه ينتهيان بظلفين كأقدام الخراف. ويرجح
ان هذا التمثال انجزه الفنان خلال فترة دراسته فى فرنسا فيما بين 1911،1915
ويصور (فون) جالسا فوق احدى الصخور وعلى ركبتيه تجلس فتاة تداعب لحيته
بينما هو فى حالة سعادة وهيام شديدين. ومن الناحية الشكلية حرص الفنان ان تكون
كل اجزاء التمثال داخل نطاق كتلة مستطيلة لكنه لم يلتزم بالاسلوب البنائى والتخلى
عن الفجوات والتفاصيل الغائرة، انه هنا يدرس التشريح وتفاصيل الجسم ويظهر
كفاءته فى المحافظة على النسب وسلامة العلاقات بين الجسم والاطراف فى التعبير
عن مشهد اسطورى من الميثولوجيا الرومانية
***- ***- ***- ***- *
الراحة
يصور هذا التمثال امرأة تضع كفيها على ركبتيها وتسند رأسها على ظاهر كفيها
ويتخذ الشكل النحتى هيئة المكعب وكأن الرمأة تكورت لتغفو ولو للحظات بين أوقات
العمل. المرأة هنا رمز للعمل والجهاد، وتخلو تماماً من أى احتفال بأنوثتها، ويتم
تعويض ذلك بالعلاقات الشكلية بين المثلثات المتقابلة والمختلفة الاحجام، فهى جماليات
شكلية تعوض الجماليات الحسية، تخاطبنا بالمثل العليا للعمل ورعاية الأسرة
والأمومة، وهى صفات غير صريحة ولكننا نستشفها من تعبيرات التمثال.. لقد كانت
ربة الأسرة فى عصر مختار تحمل على اكتافها اعباء جسام وتبذل جهداً مضنياً ليلاً
ونهاراً فى سبيل راحة أسرتها، فوسائل الرفاهية المنزلية وادوات الغسل والطهى
وأنابيب المياة والانارة بالكهرباء.. كلها لم تكن قد عرفت بعد.. وكانت ربة الأسرة
تعمل ليلاً ونهاراً من أجل راحة بقية الافراد، ان هذا التمثال ينشط ذاكرة المشاهدين
***- ***-
الوجه البحرى
على طريقة المصريين القدماء فى التعبير عن وحدة وادى النيل وعن وحدة الوطن
نحت الفنان رمزا للدلتا أو الوجه البحرى أو (مصر السفلى) على هيئة امرأة جالسة
ومحاطة باكليل مكون من سعفتى نخيل، جبهتها مرتفعة ومزينة برموز تشبه رموز
الملوك الفراعنة.. فى هذا العمل الفنى حقق محمود مختار درجة عالية من التعبير عن
الأصالة والعراقة المصرية فى مزيج متفوق مكون من فهم عميق ورائع لأساليب الفن
الفرعون ممتزجا بأساليب فن النحت الحديث.. والتعبير هنا ينصب على اعلان
المبايعة والزعامة لسعد زغلول من أهالى الوجه البحرى الممثلون فى هذه الشخصية
الرمزية المتميزة الملامح
***- ***- ***- ***- *
صرح سعد زغلول
يقف الزعيم شامخا رافعا يده اليمنى وهو يلقى احدى خطبه الوطنية التى كانت تلهب
حماس الجماهير للكفاح فى سبيل الاستقلال والنهضة. حركة اليد المرفوعة وثنيات
الملابس بما تشكله من ظلال تساهم فيما يوحى به الشكل العام من هيبة وجلال وتعبير
عن الزهو والاعتزاز فى الوقفة البطولية المتحفزة. ولا شك أن التصميم الصرحى
المتكامل، والتوافق بين عناصر القاعدة والتمثال على قمتها يكشف عن عبقرية
هندسية تؤكد سيطرة الفنان الكاملة على مقومات التمثال الميدانى. ويقول بدر الدين
ابوغازى عن هذا الصرح الشامخ: (وهو يطل برأسه الشامخ ويده تشير الى البعث
والانتصار، ولا تكاد تلوح هذه اليد من بعيد من الشاطئ الأخر للنيل حتى تهزنا وتشيع
فينا شعورا بالنصر، حيث ان المثال حول أحاديث سعد وخطبه من كلمات بشرية الى
كتل منحوتة، وانتقل بها من العبارة الى الرمز)
***- ***- ***- ***- **
العميان الثلاثة
الفنان فى هذه المجموعة النحتية يحقق نوعاً من الايقاع البصرى لا يتخلل كتلته سوى
فراغين أحكم الفنان صياغتهما، الاول بين عصا القائد وجسمه والثانى بين المنشد
والشخصية الوسطى فى التمثال، ونلاحظ التنوع فى حركة الأطراف واتجاهات
الرؤوس التى تؤكد أن الفنان قد تأمل طويلاً وهضم حركات المكفوفين وتوصل الى
التقاط الأوضاع المعبرة عن عدم الابصار.. والفنان فى هذا التمثال يذكرنا بلوحة
النحت البارز الفرعونية الشهيرة العازف الأعمى، من ناحية والمجموعة النحتية
للفنان الفرنسى المعاصر لمحمود مختار أوجست رودان (1840 –1917) التى تسمى
بورجوازيو كاليه من ناحية أخرى، وبورجوازيو (أو أعيان) كاليه اثرياء مدينة كالية
الذين خرجوا ممزقوا الملابس مطرودين هاربين، وقد جسم هيئتهم رودان فى مجموعة
نحتية مسبوكة بالبرونز تعتبر من أشهر أعماله.)
***- ***- *
الوجه القبلى
يصور هذا التمثال امرأة من صعيد مصر أو الوجه القبلى بضفائر من الشعر المجعد
على طريقة النوبيين، والوجه يذكرنا بملامح تمثال شيخ قبيلة البشاريين المعروض
بمتحف مختار.. رمز الوجه القبلى تضع كفها الأيسر على صدرها فى يمناها علامة
الحياة، وهو الرمز الفرعونى المعبر عن خلود مصر وخيرها، وكان مستخدما فى فنون
الدولة الحديثة عند المصريين القدماء. الطريقة التى صاغ بها الفنان هذا العمل الفنى
الشامخ تعبر عن مدى امتزاج تعمقه فى فن النحت المصرى القديم ومدى كفاءته
ومهارته فى التشكيل المجسم الذى درسه فى فرنسا، لقد وصل الى قمة الابداع محققا
شخصيته المستقلة المعتمدة على تراث مصر وخبرة الفن الحديث.
***- ***- ***- ***- **
رأس زنجية -رأس جارية
المثال مختار خلال فترة دراسته هذا التمثال كجزء من التمارين التدريبية على فن
البورتريه فى مجال النحت.. وكانت هذه التمارين تهدف الى تدريب الطالب على
معرفة مميزات الاجناس المختلفة.. وقد استطاع الفنان ان يظهر تعبيرا قويا فى الوجه
يكشف حالة هذه المرأة.. فهو مزيج من الحزن والانكسار والاستسلام مع الصفات
التشريحية المميزة للوجوه الزنجية.