المحاورة الأولى: الزوج الجاحد
الزوجة: آه .. لم تعد بي قوة .. طوال النهار وأنا مشغولة في الغسيل والكنس والطبخ .. وحضرتك حاطط رجل على رجل .. ولا تمد يدك إلى مساعدتي.
الزوج: يكفيني عملي في الصباح .. في الحر والغبار .. ومعاملة الناس والصبر على طلباتهم.
الزوجة: تبقى أفضل مني .. تشوف ناساً وتتحدث معهم .. بينما أنا محبوسة في البيت (مجابلة) أولادك الذين لا تنتهي طلباتهم.
الزوج: وفي شيء أحلى من البيت؟ ظل وبراد .. لا مدير يأمرك .. ولا مراجع يصرخ في وجهك!
الزوجة: حضرتك مثل المدير .. وأولادك مثل المراجعين.
الزوج: لا فائدة .. لن تقنعي بأن عمل البيت أرحم من العمل خارجه ..
الزوجة: شوف نفسك لما تقعد يوم الجمعة كيف تعصّب على الأولاد .. وتعصّب علي. .. وتتمنى لو تذهب إلى العمل!
الزوج: ليتك تجربين يوماً واحداً في عملي .. ستقولين الله يعينك.
الزوجة: تريد أن تقول إن الرجال يتعبون أكثر من النساء؟
الزوج: وهل في هذا شك؟
الزوجة: والله لا تصبرون على حمل الطفل على أكتافكم ساعة واحدة .. ونحن نحمله في بطوننا تسعة أشهر صابرات راضيات.
الزوج: هكذا خلق الله المرأة .. لتحمل .. أتعترضين على خلق الله؟
الزوجة: أنا لا أعترض على خلق الله .. لكنك أنت تعترض على تكريم الله لحملنا. يقول الله تعالى: (حملته أمه كرها ووضعته كرها) .. الآية ويقول: (حملته أمه وهناً على وهن) .. الآية.
الزوج: أمام كلام الله .. نسكت جميعاً.
المحاورة الثانية: الزوج الشاكر
الزوج: ألا تستريحين قليلاً .. إن قلبي يتفطر وأنا أراكِ تعملين منذ أربع ساعات دون توقف. هل أساعدكِ في شيء؟
الزوجة: الله يبارك فيك. يكفيك عملك خارج البيت.
الزوج: أنا أعمل في الصباح فقط .. لكنكِ تعملين طوال النهار .. ارحمي نفسكِ قليلاً.
الزوجة: لا أملك خياراً آخر .. واجبات البيت كثيرة وعلي أداؤها جميعاً .. الأولاد والطعام والغسيل و ...
الزوج: لماذا لا أحضر لكِ خادمة تساعدكِ وتخفف عنكِ من أعباء البيت؟
الزوجة: لا أحب الخادمات؟
الزوج: ولمَ؟
الزوجة: لا آمنهن على البيت ولا على الأولاد.
الزوج: ولكن صحتك .. من يرحم عافيتك؟
الزوجة: يتعب جسمي .. ولا يتعب بالي.
الزوج: ألا تريح الخادمة جسمك وبالك؟
الزوجة: قد تريح جسمي .. ولكنها لا تريح بالي؟ سيبقى بالي مشغولاً على الأولاد، على إتقانها العمل، على نظافتها ...
الزوج: إنها حقاً امرأة صالحة .. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدنيا متاع .. وخير متاعها المرأة الصالحة).
الزوجة: أرجو أن أكون كما تظن فيَّ ..
الزوج: أنتِ كذلك يا عزيزتي .. بل أنتِ أيضاً أم صالحة، والجنة تحت قدميك.
الزوجة: ألست على حق في رفض الخادمة؟