احبتى فى الله ان شاء الله تعالى كل يوم ساكتب لكم عن حياة تابعى من التابعين لكن نقتدى بهم ونسير على دربهم
"مارايت احد يريد بالعلم وجه الله عذ وجل غير هؤلاء الثلاثه عطاء ... وطاووس ... ومجاهد"
(سلمه بن ابى كهيل)
لقد كان عطاء بن ابى رباح فى صغره عبدا مملوكا لامراه من اهل مكه غير ان الله عز وجل اكرم الغلام الحبشى بان وضع قدميه منذ نعومه اظفاره فى طريق العلم فقسم وقته اقسام ثلاثه: قسم جعله لسيدته يخدمها فيه احسن ماتكون الخدمه ويؤدي لها حقوقها عليه اكمل ما تؤدي الحقوق ,وقسم جعله لربه يفرغ فيه لعبادته اصفي ما تكون العباده واخلصها لله عز وجل ,وقسم جعله لطلب العلم
***- ***-
ولما رات السيده المكيه ان غلامها قد باع نفسه لله ...ووقف حياته علي طلب العلم ... تخلت عن حقها فيه واعتقت رقبته تقربا لله عز وجل لعل الله ينفع به الاسلام والمسلمين ...
ومنذ ذلك اليوم اتخذ عطاء بن ابي رباح البيت الحرام مقاما له ...
فجعله داره التي ياوي اليها ...
ومدرسته التي يتعلم فيها ...
ومصلاه الذي يتقرب فيه الي الله بالتقوي والطاعه ...
حتي قال المؤرخون :كان المسجد فراش عطاء بن ابي رباح نحو من عشرين عاما ...
***- ***- **
وقد روي ان عبد الله بن عمر رضي الله عنه ام (مكة) معتمرا ...
فاقبل الناس عليه يسالونه ويستفتونه فقال :
اني لاعجب لكم يا اهل (مكة) ...
اتجمعون لي المسائل لتسالوني عنها وفيكم عطاء بن ابي رباح ؟!
***- ***- ***-
وقد وصل عطاء بن ابي رباح الي ماوصل بخصلتين اثنين :
اولهما : انه احكم سلطانه علي نفسه
وثانيهما: انه احكم سلطانه علي وقته فلم يهدره في فضول الكلام
**
ولقد اقبلت الدنيا علي عطاء بن ابي رباح فاعرض عنها اشد الاعراض واباها اعظم الاباء ...وعاش عمره كله يلبس قميصا لا يزيد ثمنه علي خمسه دراهم .
ولقد دعاه الخلفاء علي مصاحبتهم فلم يجب دعوتهم لخشيته علي دينه من دنياهم ,لكنه - مع ذلك - كان يفد عليم اذا وجد في ذلك فائده للمسلمين او خير للاسلام .
***- ***- ***-
ولقد حدث عثمان بن عطاء الخراساني قال :
انطلقت مع ابي نريد هشام بن عبد الملك فلما غدونا اقريبا من دمشق اذا نحن بشيخ علي حمار اسود عليه قميص وجبه باليه فضحكت منه وقلت لابي :
من هذا؟
فقال : اسكت,هذا سيد فقهاء الحجاز عطاء بن رباح ...
فلما قرب منا نزل ابى بغلته ونزل هو عن حمارة فاعتنق وتساءلا ثم عادا فركبا وانطلقا حتى وفق على باب قصر هشام بن عبدالملك
لما علم هشام ان عطاء بن ابي رباح فاذن له- والله مادخلت الي بسببه حتي اجلسه معه علي سريره وكان في المجلس اشراف الناس ثم اقبل عليه هشام وقال :
ما حاجتك يا ابا محمد؟
قال : يا امير المؤمنين اهل الحرمين تقسم عليهم ارزاقهم واعطياتهم ...
فقالا نعم...
يا غلام اكتب لاهل مكه والمدينه بعطاياهم وارزاقهم لسنه .
هل من حاجه غيرهاا يا ابا محمد ؟
قال:
نعم ... اتق الله في نفسك يا امير المؤمنين ...
واعلم انك خلقت وحدك ...
وتموت وحدك ...
وتحشر وحدك ...
وتحاسب وحدك...
فاكب هشام يبكت في الارض وهو يبكي ...
فقام عطاء , فقمت معه
فلما صرنا عند الباب , اذا رجل قد تبعه بكيس لادري ما فيه وقال له :
ان امير المؤمنين بعث لك بهذا ... فقال هيهات ...
(وما اسالكم عليه من اجر ان اجري الا علي رب العالمين )
***- ***- ***- *
وبعده فقد عمر عطاء بن ابي رباح حتي بلغ مائه عام ...
ملأها بالعلم والعمل ... واترعها بالبر والتقوي ...
وزكاها بالزهاده بما في ايدي الناس والرغبه بما عند الله ...
فلما اتاه اليقين (الموت) وجده خفيف الحمل من اثقال الدنيا ...
كثير الزاد من عمل الاخره ...
ومعه فوق ذلك...
سبعون حجه ...
وقف خلالها سبعين مره علي (عرفات) ...
وهو يسال الله تعالي رضاه والجنه ...
ويستعيذ به من سخطه والنار
***- ***- *
لقد انتهيت بحمد الله باول التابعين اتمنى ان ينال اعجابكم
واتمنى ان تقبلونى بينكم عضوه جديده واتمنى ان اكون مفيده