بقايا شمعة !
" إيقادُ الأمل .. لوجوه عبّست .. وإبتسامات فارقت "
إبتساماتٌ نُشرّت في البال وذكريات مارّة في الجوار
في البّال أسئلةً مطويّة وكلمات مفقودة لا تزالُ تبحث عن بُرهان وبيّان
بداية :
كان هُنّاك يُلملم أشلاء الربيع رُغم بدايتِه
كانت كُل زهور البنفسج لا تعنّي شيئ بالنسبة له
كان يعيشُ يومهُ بأمسه وسعادتهُ بحُلمّه
كان يرّوي الحياة آلام
ويصِفُها بأحلام
ويُحاولُ إيجاد بدائل رُغم فُقدان الوسائل
كان يُفكر ويرتشفُ ذلِك الكوب المُنتصِف ببرودة
يكتُب أحيانًا .. وأحيانًا يُمزقُ ما كتّب
يصِفُ ولا يصِف .. يعرفُ ولا يعرف
يُقدّسُ كُل ماضٍ
ويبحثُ عن الذكريات السعيدة .. ليبتسم ولترتسم تِلك المفقودة
ويُقيم ولا يُفارق
يسبحُ وهو غارق
يُناجي ليلةً .. ويُصبّحُ بأمل .. يتوسل
يرى إشراقةً قادمة وينتظر
علّ القادم لا يحتضر
وعلْ كُل آمر يُقصيّ ما بهِ
ويستفيضُ في الأرق
يُفتشُ في أوراقه عن أسماء
يقرأ بعض الصفحات ليُفاجئ بنسيان ما كتب !
يُعيدُ الحياة إلى ذاتّه .. ويُعيد ترتيب صِفاته
يوقنُ أنهُ يمُر بإختناق روحي
ويُشفقُ على حاله ويُعيّد البحث علّ إبتسامة تأتي من حيثُ لا يعلّم ..وإن كان يعلم
يتّعبُ من الدوران في مُنتصف حلقة مفرغة
ويُسهِبُ في وصف المكان وحتى الجدران وبعضُ الحيّطان
وحين يبتسم .. يتأوه
وكأنمّا يعيشُ لأجل إبتسامة .. وحين تأتي يسرقُها ذلِك الساكنْ .. بصمّت
ويُعيد رسم الصورة .. ليتفاجئ بأنهُ أصبّح ماضٍ أيضًا !
نهاية :
يُدركُ يومًا .. أن ما مضى لا يعود
وأن كُل ما فُقِد مُجرد وهمْ .. سكن في البال
يُصيبهُ الوجوم
ويُفكر أيضًا
أعاد إيقاد تِلك الشمعة من جديد
وبرغم أنها كانت على شفى الإحتضار
إلّا إنها - بغرابة - تُنيرُ أكثر مِن المُعتّاد
وتُضيئ لهُ بقايا فراغهُ المُبعثر في آونة الوقت وفي آنيات تجمعُ أشلاءه
يرى كُل شيئ أجمّل وبغرابة أيضًا يسرقُ نظرة لنفسه
يجمعُها حوله ويُحصي آمالها وأحلامها
يتفقُ معها أن يبقى .. وهي ترفُض
طالبت تِلك الأماني بتدّاني الأحلام
وبسكب ألآلام في ذلِك الورق الخاّلي
قبّل أن تُعلّن إحراقه
وقبّل أن يعي فعلّ
وفجأة أضاءت الشمس
ورأى نورها يقترّب منّه
سمع أصوات العصافير بعد أن كان لا يعرفُها
أطربهُ هديلُ الحمام لوهله
كان يتحرك بغرابة .. وكأنهُ لا يُدرك شيئ عمّا هو فيّه
فقط يتأملّ بذهول هذا الصبّاح المهولّ
ويتمنّى ألّا يكون حُلم - رُغم إيمانه أن أحلامهُ لا تأتي هكذا -
يرى ، ينظرُ ، يستمتّع بمّا هو فيـّه
أعدّ لنفسهِ كوب قهوة وأستساغ طعمه فأعاد ملئ كوبه ونظر للخارج
تِلك الجُدران ألتي كُنت أراها سوداءٍ .. كيف أبيّضت ؟
تِلك الزهور كيف أخضرّت ؟
تِلك السماء كيف إزرّقت ؟
هذا النور كيف أتى ؟
وتِلك الأوراق .. كيف حُرّقت ؟
وأنا .. كيف أصبّحت ؟
تفقد بعض أغراضه .. وعاد لحياته .. وفقد كُل شيئ .. ليُعيد رسم وجهه الجديد
وقبّل أن يُغلّق الباب ..أحضر بقايا تِلك الشمعة ..وحفِظها في جيبه الصغير كتذكار .. لماضٍ كان عليّه !
ـ
هُنّاك في ذلِك المكان .. رُسمتُ الخُضرة بجاذبية
وهُنّاك كانت البداية وإختّلفت النهاية ولا يزال يرجوا لقاءٍ
هُناك كان يعبث .. ويلهو
وهُناك رُسمِت أحلام وماتت
وفُنِدت أفكار
ومُحيّت أيام
وهُناك كان يرى كل شيئ بعينيّ الجمال
في ذلِك الحقل .. بدأت علاقتهُ بالحياة البسيطة
في تِلك الدار عاش أيامهُ الأولى
وهُنّاك بدأ بالنُطق والتفكير
هُناك يتذكر حادثةُ مُرعبة .. لا يزال يبكيها
هُناك يبقى .. يتأمل كُل شيئ
ويُفارقُها ليعود في أيلّول
ومرّت عامين دون أن يراها
ومع وعد بالعودة إن قُدّر لهُ أن يفعل سيعود