ذِكريات اضــواء مــعتمه ...بـ قلمي!

بــ أصابع مرتعشه ، كانت تضع كوب الماء بـ جانبها
تنظر إليا في صمت
تتأمل الأشياء من حولها كما لو كانت تِودعها !
إبتسامه بعيده تحاول الإقتراب إلى عينيها
ولكنها بطيئة الحركه
متعثرة الخطوات ..!!
تعجبت لــ كل ما بدا على وجهها في تلك الليله !!
فــ هي لم تكن تلك المرأه العجوز التي اتوقع منها ذلك الشحوب
أعتقد انها لم تكن تتجاوز الخمس وعشرون عاماً

كانت المره الأولى التي إلتقينا بها ..
ثلاث مرات أخريات إلتقينا ..
دائماً ما كنت استشعر لغزاً صامتاً خلف هدؤها .
كلما إلتقينا .. كلما كان الصمت ضيفنا الثالث .!!
وعيناها الشاردتان إلى الأفق ..

...
كلما كانت تهمس بـ كلمات قليله
كانت تحدثني عن روايه لها بــ عنوان {أضواء معتمه}
كنت شغوفه بــ قراءة روايتها ..
وكثيراً ما تمنيت كشف غلاف ذلك العنوان !
كانت تبتسم ..
وتعِدني ان تهديني النسخه الاولى من روايتها حينما تكتمل .!

كنت محظوظه كثيراً بــ معرفتي بــ أصحاب أقلام رائعه في مرحله صغيره من عمري

ربما لذلك ..




كانت تنمو وتترعرع أوراق صبايا في حبر القلم
وفوق صدر الأوراق ..!

منى.. كانت الشخصيه الوحيده التي لم يحالفني الحظ لمعرفتها اكثر
شيئاً من الغموض الدائم كان يحيط بها ..
رغم ذلك .. أعلم انها كانت تحبني كثيراً
كلما كانت تقدمني لإحداهم ..
كانت تسبق إسمي بلقب (أختي الصغيره)

لم أنسىَ ابداً ذلك التاريخ المبهم وتلك اللحظه البشعه ..
حينما كانت عودتي من مقر العمل بـ الجريده ودق هاتفي
و..إذا بها ندى .. تخبرني أن منى قد ماتت !!
بروده قاسيه احاطتني في تلك اللحظه
صمت تام لم استطيع ان افيق منه


شعور بــ الخوف والفزع تملك وجداني !!
منى لم تكن زميله بـ العمل إطلاقاً ..
انما كانت صديقه جمعتني بها الصدف والأقدار الجميله في حياتي
مرت الأعوام ..

،،
و بينما كنت أجلس أمام إحدى الشواطئ
دق هاتفي ..
صوت فتاه تبدو انها فى العشرون من عمرها
تسألني / غادة أنتِ..؟
أجبتها / نعم
أخبرتني انها حينما كانت تفتش في غرفة منى
وجدت بضعة اوراق
بعنوان (أضواء معتمه)
وأسفلها إهداء يحمل إسمي ..!!
لا استطيع تفسير هالة الصمت التي احاطتني
وذلك الشعور بـ القشعريره التي اصابت بدني !
ربما لأنني كنت فى نفس اللحظه
في هذا الوقت المتأخر من الليل أنظر الى البحر
وأبتسم حينما تبادرت إلى ذهني جملة
أضـــــــواء معتـــــــمه ..!
سيل من الدموع الساخنه تدفقت فوق وجهي
في صمت وشرود ..!!


بينما صوت هذه الفتاه مازال يتردد من الهاتف ....!!!




،،
من وحي لحظه على شاطئ الفيروز
اختلطت بين الواقع والخيال ..!
،،

بــ قلمي
غــادة إبـــراهيم