انحدرت دمعة
تمحو معها الكثير من المشاعر
ذنب.. ألم.. سعادة.. حزن
تأملت هذه الدمعة في سقوطها
تساءلت
هل هي تشعر بكل ما تحمله؟
هل قطرة دمع قد تشعر بالحمل الثقيل الذي دفع
بصاحبها لطردها خارج عينيه؟
لا أعتقد ذلك
هذا الحمل لا يقوى عليه سوى صاحبه
ينوء به ويتألم لكنه يتحمله
ربما لأنه الوحيد الذي يشعر به
أين ســعادتي
هل كانت مجرّد وهم وسراب
ام طيشا طفوليا عابراً
ام كانت حقيقة كاذبة
مرت كالسحاب في فصول حياتي
كانت الحقيقة الوحيدة في حياتي
وكانت أجمل وأعظم معنى لوجودي
ليت الزمن توقف هنــــا
ولكن مرت الأيام والليالي كالبرق
وجاءت الساعة
كان يوما مشؤوما قاسياً وظالماً في عمري
وها أنا تلتهم الأيام عمري
ما زلت حتى اليوم
أكتب إسمي على شاطىء البحر
والموج يمسحه
إسمه مكتوب في جدران
وشرايين قلبي
فمن يمسحه
كَـ باقي البشر ؛
تسعى لأن تبحر بمشاعرك نحو جزيرة الحياة
الهانئة ...
تهاجر بعيداً في زوايا الكون ... إلى حيث
ذكريات الطفولة ,
و
ما احتوته من عذوبة و عفوية و براءة ,
ثم تسير بكـ الأفكار إلى حاضركـ ,
حيث الآلام , و بقايا الفرح ,
و قد تطير من دون جناحين نحو المستقبل
حيث الآمال و الأحلام .
تَغْتَرِبُ أحياناً عن يومكـ , لتعانق ذاتكـ ,
و تتوحّد مع نفسكـ في صفحة ذاكـ الفجر
الجميل ...
يذهب الجميع , و تبقى الأسئلة الأصعب حائرةً
على شفاهـ الحياة !
هل أنت سعيد ؟
هل تشعر بالسّعادة تغمر جوانبكـ و تضيء
جنبات حياتكـ ؟ ...
هل ثمّة رضىً داخلي تقرّ به العين
و تسكن به النفس ؟!
أَيْنَ أَجِدُ اَلسَّعَاَدَةْ ؟؟
إنَّ من أخطر التصورات الفكرية هي أن نجعل
من السعادة هدفاً نسعى إليه ! ...
السعادة ليس لها وقتٌ أو مكان أو سببٌ
معيّن ...
هَلاَّتعلّمنا ...
من مدرسة الصغار ...
حيث الضّحكـ المتواصل , و القلوب النّظيفة ,
و الإستمتاع باللحظة الحاضرة
فهم أساتذةٌ في فنّ صناعة السّعادة !
[ومضة ]
ما أروع أن نتعلّم إستراتيجيّة[ الإستمتاع
بالموجود ] !
نسعد و نستمتع بأطياف النّعم التي تتراءى بين
أعيننا
نرفل في نعيمها ليل نهار ...
صحّةٌ و أمنٌ و مالٌ و أسرةٌ و أصحابْ ,
و قبل ذلكـ "يقين " ...
وَيُروى عن:-
ذلك الشخص الذي غرق مركبه و بقي يصارع
الموت أسابيع أنه قال بعدما أنجاهـ الله :-
إنّ أكبر درسٍ تعلمته من هذهـ المحنة هو :-
[يجب ألا تشعر بالتعاسة مادمتَ تملكـُ مالاً و
طعاماً كافياً ]
لِمَاَذَاَ تؤجّل أعراس الفرح
ولا تعانق أطياف السعادة المتناثرة هنا و
هناكـ ؟
السعادة تصنع في لحظةٍ فقط بتغيير بوصلة
أفكارنا ...
فهي لا تستورد , ولا توهب , ولا تشترى ,
السعادة تبدأ من ذواتنا ... السعادة تجلب
بالعطاء
فهي كالحب لا يؤخذ إلا بعد أن يعطى
يَقُوُلُ أحد الحكماء :-
[سقيت زهرةً في حديقتي فلم تشكرني ،
و لكنها انتعشت فانتعشت حياتي معها]
اَلسَّعَاَدَةْ
أن نعيش حياتنا كما نحن لا تكلُّف ولا مبالغة
و أخيراً إذا كانت السعادة واحةً
أشجارها النفس البشريّة
فإنّ الإيمان بالله هو ماؤها
و التّوكل عليه غذاؤها ؛
و الرّضا بقضائه شمسها و ضياؤها