كيف تتجنّب الصداع في رمضان
الصداع أكثر الأعراض انتشاراً بين صفوف الصائمين في شهر رمضان المبارك، ويصيب البعض قبل الإفطار والبعض الآخر بعده، ويختلف من شخص إلى آخر، ويشتمل على نوعين، هما الصداع الرئيس، والصداع الثانوي.
وتوضح أنه غالباً ما يحدث الصداع، وهو ألم في الرأس، قبل الإفطار، وذلك بسبب نقص نسبة الجلوكوز في الدم، وانخفاض مستواه عن الم
عدلات الطبيعية، إذ يعد الجلوكوز مصدراً مهماً من مصادر الطاقة في الجسم، ويعد الطعام مصدره الاساسي، فبعد تناول الطعام ودخوله عملية الهضم والتمثيل الغذائي، يتحول إلى صورة سكر بسيط، يعرف باسم الجلوكوز في مجرى الدم، وينتقل إلى خلايا الجسم لاستخدامه من قبل الأجهزة المختلفة فيه، لإجراء العمليات الحيوية المختلفة كذلك.
أعراض
أول أعراض انخفاض مستوى السكر في الدم، هو الشعور بالصداع، وتؤدي زيادة حدة انخفاضه إلى الشحوب والارتعاش والعصبية والتعرق، إلى جانب الشعور بالضعف وسرعة ضربات القلب، إضافة إلى الشعور الشديد بالجوع وعدم التركيز والتعب، وإهمال هذه الأعراض يؤدي إلى فقدان الوعي والتشنجات والغيبوبة، وتزداد عند الصائمين من مرضى السكري، الذين لا ينتظمون في تناول جرعات الأدوية والأنسولين، واتباع الحمية مع الطبيب المعالج.
كافيين
وتبين أنه يصاب بالصداع الأشخاص الذين اعتادوا شرب المنبهات، كالشاي والقهوة والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والشوكولاتة كذلك، حيث تتميز هذه المشروبات بارتفاع محتواها من الكافيين، الذي يحفز الجهاز العصبي المركزي ويقلص الأوعية الدموية، لذلك فإن الشخص الذي يتناول الكافيين بزيادة يكون أكثر يقظة وأقل نوماً، وتسبب الزيادة القلق وسرعة الانفعال، وعدم انتظام ضربات القلب والإصابة بالصداع الذي يحدث مع الصائمين الذين اعتادوا شرب هذه المنبهات، حيث تعودت أجسامهم على مقدار معين من الكافيين، وعند توقفه أثناء الصيام يصابون بنوبات صداع، وكذلك الحال بالنسبة للأشخاص المدخنين فإن ترك التبغ خلال ساعات الصيام، يؤدي إلى حدوث صداع نتيجة لنقص كمية النيكوتين في الجسم، في حين يكون شرب كوبين من القهوة يومياً غير ضار لمعظم الناس الأصحاء.
و أنه بالنسبة لحدوث الصداع، بعد تناول وجبة الإفطار، فيكون غالباً نتيجة عسر الهضم وامتلاء المعدة، مما يزيد على حاجتها من الطعام والشراب، الأمر الذي يؤدي إلى الضغط على الحجاب الحاجز، وبالتالي يعيق ميكانيكية التنفس، فيجعل الصائم يشعر بضيق في التنفس والإعياء والصداع.
نصائح
و أنه لابد من التحضير المسبق لتجنب الإصابة بالصداع، خلال شهر رمضان، قبل شهر على الأقل من قدومه، وذلك من خلال تجنب بعض الممارسات والعادات الغذائية الخاطئة، وذلك حتى لا تؤثر في فسيولوجية الجسم أثناء الصيام.
و أنه على سبيل المثال إذا كان الشخص معتادا شرب المنبهات والمواد التي تحتوي على الكافيين، فلابد من التقليل تدريجياً من شربها حتى رمضان، وذلك حتى تقل نسبة الكافيين بصورة تدريجية وغير مفاجئة للجسم، الذي سيعتاد ذلك، ولن يؤثر الابتعاد عنها في مزاجيته وسيتفادى الصداع والعصبية. ويجب العمل على استبدال هذه المنبهات بمشروبات مفيدة مثل الزعتر والزنجبيل واليانسون. وكذلك الحال مع المدخنين حيث يجب أن يخففوا من التدخين قبل رمضان، لأن نسبة النيكوتين الموجودة في التبغ يؤثر انخفاضها المفاجئ مع الصيام ويسبب صداعاً شديداً.
و أن الحرص على تناول السحور متأخراً، يعتبر من أبرز الطرق التي تكفل عدم الإصابة بالصداع، وذلك من خلال جعلها الوجبة الرئيسة عوضاً عن الإفطار، حيث إنها الوجبة التي تمد الجسم بالطاقة خلال اليوم التالي، ويجب اختيار الأطعمة البطيئة الهضم كالسكريات المعقدة والحبوب الكاملة والخضراوات والفواكه والبقول، والابتعاد عن تناول السكريات البسيطة والحلويات وشرب المنبهات فيها، حيث إن تناول وجبة السحور سيجنب انخفاض مستوى السكر والاصابة بالصداع.
كما أن تناول وجبة الافطار على صورة ثلاث وجبات صغيرة، وذلك من خلال التعجيل بالبدء بتناول الإفطار بالتمر والماء، واحتساء الشوربة بعد صلاة المغرب، وبعد ساعتين يفضل تناول الطبق الرئيس بكميات معقولة.
ولتجنب الصداع لابد من تنظيم النوم خلال شهر رمضان، فقلته تسبب الصداع، وفي حال كان الصائم يعاني الصداع النصفي، لابد أن ينظم جرعات الأدوية مع الطبيب المعالج، وكذلك الحال مع مرضى الضغط والأشخاص الذين يعانون أمراضاً مزمنة. ويجب علاج المشكلات الصحية المتعلقة بالأسنان والفم، لتفادي الإصابة بالصداع كذلك، واللجوء إلى شرب من ستة إلى ثمانية أكواب من الماء والسوائل، خلال ساعات الإفطار، لعدم الإصابة بالجفاف والصداع أيضاً