كيف يؤثر الشيطان على خلايا دماغنا وطريقة تفكيرنا؟
.
.
.
.
.
.
.
.
إن دماغ الإنسان يبث بشكل دائم ذبذبات كهرومغناطيسية يمكن قياسها بأجهزة خاصة، وحتى أثناء النوم لا يتوقف الدماغ عن البث لهذه الذبذبات، ويقول العلماء إن هذه الذبذبات مع الذبذبات التي يبثها القلب تشكل مجالاً كهرطيسياً يحيط بالإنسان ويمكن تصويره بكاميرا خاصة (كاميرا كيرليان).
والفكرة التي أود أن أطرحها هي أن الإنسان عندما يقرأ القرآن فإن دماغه يتفاعل بطريقة خاصة مع القرآن ويبدأ الدماغ والقلب ببث الترددات الكهرطيسية بطريقة مختلفة، وهذه الترددات تشكل مجالاً يحيط بالإنسان. وهناك ذبذبات لا يمكن رؤيتها تصدر عن الدماغ والقلب وتحيط بالإنسان ويمكن أن أسميها “ذبذبات قرآنية” تشكل غلافاً حول الشخص الذي يقرأ القرآن.
إن هذا المجال أو الغلاف أو الحصن يقف كالسد المنيع أمام ذبذبات الشيطان التي يبثها ويوسوس بها، ولذلك أمرنا الله تعالى أن نقرأ سورة الفلق وهي أقوى سلاح لإبعاد الشيطان وتأثيره. فعندما نقرأ (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) [سورة الفلق] يتشكل حولنا مجال قوي وذبذبات معاكسة للذبذبات التي يبثها الشيطان في عمله، فتفنيها وتبددها وبالتالي فإننا في حالة حرب مع هذا الشيطان، كما قال تعالى: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) [النساء: 76].
وأعود فأقول إن هذه الأفكار هي وجهة نظر تحتمل الصواب أو الخطأ ولكن هناك الكثير من الشواهد القرآنية والآيات يمكن فهمها في ضوء العلم الحديث. فنحن كمسلمين ينبغي أن ندعو غير المسلمين وهؤلاء أناس ماديون لا يفقهون إلا لغة العلم، ولكي نقرب لهم حقيقة الشيطان لابد من استخدام لغة العلم. إن الأسلوب الذي يستخدمه الشيطان في التأثير على البشر هو الذبذبات الشيطانية غير المرئية ولكنها مؤثرة، وهي عبارة عن ترددات من نوع خاص، يؤثر بها على الذي لا يذكر الله تعالى، أما الذي يقرأ القرآن فإن صوت القرآن ينفر الشيطان ويبعده، وبالتالي كأن هناك حرب بين ذبذبات شيطانية أو صوت الشيطان وبين صوت الحق أو القرآن. والمؤمن عندما يقرأ القرآن يحيط نفسه بمجال قوي يمنع أي شر يحيط به، والله أعلم.
ما الذي يحدث عندما نقرأ آية الكرسي؟
ما الذي يميز آية الكرسي عن غيرها من الآيات؟ إنها أعظم آية في القرآن كما أخبر بذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وعند قراءة هذه الآية: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [البقرة: 255] فإن كل حرف من حروفها له تردد خاص وعند اجتماع هذه الحروف فإنها تعطي ترددات خاصة نعتقد أنها تؤثر على الأشياء من حولنا!!
إن قراءة القرآن بشكل عام تؤثر على كل شيء سواء كان عاقلاً أم غير عاقل، فقد أخبرنا الله تعالى أن كل شيء يسبح بحمد الله حتى الجبال والجبل كما نعلم هو تراب وصخور، يقول تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44]. ولذلك فإن الجدران من حولنا تتأثر بكلام الله والماء الذي نشربه يتأثر بكلام الله، والطعام الذي نأكله يتأثر بكلام الله ويتغير تركيبه، وإلا لماذا نهى الله عن أكل اللحوم التي لم يُذكر اسم الله عليها؟ يقول تعالى: (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) [الأنعام: 121]. الذبذبات المضادة!
كما قلنا إن الشيطان يستخدم ذبذبات يؤثر بها على أوليائه الذي يطيعونه، وكل من يعصي الله لابد أنه تأثر بهذه الذبذبات أو الوساوس، فالله تعالى يقول عن أسلوب الشيطان في الإغواء: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ) [الإسراء: 64] ونحن نعلم أن الصوت هو ذبذبات تنتشر في الهواء، هذا الصوت الذي نعرفه، ولكن صوت الشيطان هو ذبذبات أيضاً ولكنها غير مرئية ولا يمكن قياسها أو معرفتها ولكنها موجودة ويمكن رؤية آثارها. ولا يمكن أن نقاوم هذا الصوت الشيطاني إلا بصوت معاكس من خلال آيات من القرآن، لقد حدثنا الله تعالى أنه أثناء قراءة القرآن فإن حجاباً وحصناً يتشكل حول الإنسان يحول بينه وبين كل كافر ومنهم الشيطان، يقول تعالى: (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا) [الإسراء: 45]. أي أن صوت القرآن يؤدي إلى تشكل ذبذبات تحيطك من كل جانب فلا يستطيع أحد أن يصل إليك!
كيف نعالج تأثير الشيطان
إنها عملية بغاية البساطة، انظروا معي إلى قول الحق تبارك وتعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) [الأعراف: 200-201].
استخدام الماء لإبعاد تأثير الشيطان وأفضل استخدام للماء هو الوضوء، يقول تعالى: (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ) [الأنفال: 11]. وبما أن المؤمن يتوضأ باستمرار فإنه لا يقربه الشيطان، ولا يؤثر به سحر أو حسد! الاستعاذة بالله من شر الشيطان باستمرار، يقول تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) [النحل: 98-100].
وأخيراً يا إخوتي! ليس عبثاً أن يختم الله أعظم كتاب على وجه الأرض بالمعوذتين: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) وذلك بسبب أهمية هاتين السورتين، وكأن الله يريد أن يقول لنا إن الشيطان موجود في كل المناسبات وقد أنزلت لكم سورتين عظيمتين فيهما سلاح لكل شر.
وقد وجدتُ أن أفضل سلاح هو حفظ القرآن وأنصح كل أخ وأخت أن يبدأ منذ هذه اللحظة بحفظ القرآن، لأنك منذ اللحظة الأولى التي تقرر فيها أنك يجب أن تحفظ القرآن سوف يبدأ التغيير في حياتك، فكل الأمراض التي تعاني منها تختفي، كل المشاكل النفسية والاجتماعية تزول، كل الشر ال
محيط بك يتوقف لأنك عالجت السبب وهو الشيطان، فحفظ القرآن هو بحق إعادة لبرمجة خلايا دماغك، وهو صيانة وتأهيل لقلبك، وهو شفاء ورزق وسعادة وإبداع…. نسأل الله أن يرزقنا حفظ هذا القرآن عسى أن نلقاه وقد حفظنا
كلامه في صدورنا ونكون من الذين قال فيهم: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر: 29-30].