احتدمت في سوريا أمس معركة السيطرة علي مدينة حلب ذات الأهمية الاستراتيجية بين قوات الجيش النظامي والجيش السوري الحر,حيث أعلن الثوار أنهم نفذوا انسحابا تكتيكيا من عدة أماكن داخل ميدان المعركة .
في منطقة صلاح الدين في الضواحي الجنوبية للمدينة في إطار الاستعداد لدخول المدينة مرة أخري وقال القيادي في الجيش السوري الحر في حلب أبو عمر الحلبي: اتخذ مقاتلونا مواقع جديدة في منطقة السكري, حيث يعدون لهجوم مضاد لقوات النظام.
وأوضح الحلبي لوكالة الأنباء الألمانية إن الثوار قتلوا قائد العمليات العسكرية للحكومة في حلب العميد عصام زهر الدين, فيما لم يتسن التحقق من ذلك بشكل مستقل.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أربعين شخصا قتلوا في أنحاء متفرقة من سورية, فضلا عن العثور علي45 جثة مجهولة الهوية في حي صلاح الدين,في حصيلة مبدئية مرجحة للتزايد نظرا لاستمرار المعارك التي ارتفعت يوم الخميس حصيلتها إلي140 قتيل.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان- في السياق نفسه- أن بلدتي معربة وبصري الشام بمحافظة درعا جنوبي سورية تعرضتا لقصف من قبل القوات النظامية إثر اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية.
وعلي الصعيد نفسه, تستعد أنقرة لإقامة خمس مناطق عازلة داخل الأراضي السورية علي عمق20 كم كتدابير أمنية خاصة مع زيادة الاشتباكات بين الجيش السوري النظامي والمعارضة السورية وتحسبا من تدفق موجات متلاحقة من اللاجيئن السوريين الذي تجاوز عددهم الأن نحو51 الف لاجي وقالت الصحيفة أن رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان يدرس ارسال قوات تركية الي سوريا مع اقامة مناطق امنية داخل اراضي السورية دون اللجوء الي البرلمان والحصول علي موافقته.
وفي ذات السياق, أعلنت الامم المتحدة أن أعدادا متزايدة من المدنيين السوريين تفر من القتال لاسيما في حلب ليصل اجمالي حجم اللاجئين المسجلين في اربع دول مجاورة منذ بدء الصراع الي150 الفا تقريبا.
ودوليا, أعلنت الحكومة البريطانية منح الجيش السوري الحر نحو8 ملايين دولار, وذلك لتغطية تكاليف شراء أجهزة اتصالات وإمدادات طبية. وقال وزيرالخارجية البريطاني وليام هيج في تصريحات نقلتها شبكة( ايه بي سي نيوز) الأمريكية' إن بريطانيا تعتزم تكثيف اتصالاتها مع الجناح السياسي للجيش السوري الحر وذلك استعدادا للسقوط الحتمي لنظام بشار الأسد'.
وعلي صعيد آخر, أعلنت مصادر دبلوماسية في مكتب الأمم المتحدة بفيينا عن احتمال تعيين وزير الخارجية الجزائري الأسبق الأخضر الابراهيمي مبعوثا أمميا جديدا إلي سوريا خلفا للمبعوث المستقيل كوفي أنان.
وأشارت المصادر إلي انه قد يتم الإعلان عن تعيين الإبراهيمي رسميا الأسبوع المقبل علي أقرب تقدير في حال عدم حدوث اعتراضات في اللحظة الأخيرة من جانب حكومات.
وكانت مصادر دبلوماسية قد رجحت في وقت سابق اختيار كل من وزير الخارجية الاسباني السابق ميخيل موراتينوس والاسباني خفيير سولانا المفوض السابق للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي لخلافة عنان الذي أعلن استقالته بعد القرار بفشل الجهود الرامية الي تنفيذ خطته المتكونة من ست نقاط لتسوية النزاع في سوريا.
وفي غضون ذلك, جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تحذيره من إمكانية اندلاع حرب أهلية طويلة المدي في سوريا, داعيا المجتمع الدولي إلي العمل من أجل النهوض بحل يرضي جميع الأطراف.
وقال بان في رسالة وصلت إلي اجتماع في إيران لممثلين عن30 دولة يبحثون الأزمة السورية: نحن نواجه الاحتمال القاتم باندلاع حرب أهلية طويلة المدي تدمر نسيج سورية الغني من المجتمعات المتداخلة.
وفي إيران, استبعد نائب وزير الخارجية الإيراني لشئون الدول العربية والافريقية حسين أمير عبداللهيان أنه من غير المرجح شن هجوم عسكري أجنبي علي سوريا نظرا لمهارة القوات المسلحة السورية وامتلاكها جيشا قويا.
وأضاف عبداللهيان أنه في حال شن مثل هذا الهجوم, فإن الجيش السوري قادر علي الدفاع عن هذا البلد لأن سوريا هي الخط الأمامي للمقاومة ضد المعتدين الأجانب, وأكد أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد سيشارك في الاجتماع الطاريء المقبل لمنظمة المؤتمر الإسلامي في مكة المكرمة.