دخلت كريمة الى غرفة ابنتها منى، فوجدتها تغط في النوم، نظرت إليها بحنان و قبلت جبينها، انها تحمد الله أن ابنتها عاقلة و رزينة فعندما تسمع ما يحدث مع صديقاتها و بناتهن تشعر بالرعب، هذه المرحلة من العمر حساسة جداً و تحتاج الى الرعاية المكثفة، لكن ابنتها برهنت على انها استثناء، لم تخلق لها اي مشكل من اي نوع ساذجة و بريئة و فوق كل ذلك متفوقة في دراستها، ان لسانها لا يتوقف عن الحمد و الشكر لأنها رزقت بابنة مثل منى.
فتحت منى عينيها فرأت والدتها تتطلع إليها بحنان
منى: ما الامر ماما؟؟؟
كريمة: لا شيء، هيا استيقظي، لا تنامي دون عشاء لقد حضرت أقراص ال
بيتزا التي تحبينها
ابتسمت منى لوالدتها و قالت
منى: مممم ذكر ال
بيتزا جعلني أشعر بالجوع هيا بنا
قفزت منى من سريرها و ذهبت الى غرفة الطعام، كانت المائدة جاهزة عليها أقراص
البيتزا الشهية و مشروبها الغازي المفضل، أخذت مكانها على المائدة و بدأت تتناول عشاءها بشهية، جلست والدتها إلى جانبها و هي لا تتوقف عن النظر إليها بفخر.
كانت هناك فكرة تداعب منى فنظرت إلى والدتها الطيبة و قالت لها و فمها مليء بالطعام
منى: ماما هل تعلمين بان سلمى جارتنا حامل؟؟؟
ابتسمت كريمة و قالت
كريمة: طبعا اعرف
منى: لم لا نناديها لتأكل معنا فرائحة أكلك الشهية ماما ستكون حتما وصلت إليها
تنهدت كريمة بفرح و هي تنظر إلى ابنتها الطيبة
كريمة: طبعا، فكرة جيدة منى، ابقي هنا سأذهب لأحضرها
ابتسمت منى و ذهبت لتحضر هاتفها النقال داعبت أزراره في سرعة ثم وضعته بجانبها على المائدة و عادت لتناول الطعام بشهية منقطعة النظير، زادت ابتسامتها اتساعا عندما لمحت والدتها تدخل الغرفة برفقة سلمى التي أغمضت عينيها و هي تستنشق رائحة الأكل الطيبة
سلمى: مممم تبدو شهية
كانوا يأكلون في جو من المرح عندما رن هاتف منى رنة تدل على وصول رسالة، أخذت هاتفها و نظرت إليه ثم رسمت تعبيرا باكيا على وجهها و قالت بصوت متهدج
منى: أوه لم أعد أستطيع الإحتمال من هذا الذي يتلاعب بي؟
جرت كريمة لتحيط كتفي ابنتها بذراعها في رعب
كريمة: منى، ابنتي ماذا بك؟؟؟ تكلمي
أشارت سلمى إلى هاتف منى و هي تقول
سلمى: إنها الرسالة التي وصلتها الآن
أومأت منى برأسها إيجابا و قالت بصوتها الباكي
منى: هناك شخص ما يتحرش بي عن طريق الرسائل، لقد صبرت كثيرا لكنني اليوم لم أعد أقوى على الإحتمال، انظري ماما انظري سلمى ماذا كتب لي
أخذت هاتفها لتريهما الرسالة، نظرت سلمى و كريمة إلى الرسالة ثم شهقتا رعبا عندما قرأتا الغزل الفاحش و الكلام الجريء
كريمة: من هذا الحيوان الذي سمح لنفسه بقول مثل هذا الكلام لطفلة؟؟ هذا المجرم سيفتح أعين ابنتي على عالم متسخ لطالما حاولت إبعادها عنه
أرادت كريمة أخذ الهاتف لكن يد منى سبقتها إليه بعفوية، لن تسمح لهما باكتشاف ساعة وصول الرسالة التي بعثتها بنفسها إلى هاتفها من هاتف وليد.
بدأت منى تضرب أزرار هاتفها بسرعة و أخرجت الرقم و صرخت بصوتها المتهدج
منى: هذا رقمه، اتصلي به ماما ارجوك كلميه لست اريد ان تصلني أية رسائل كهذه مجددا
كانت كريمة تحبس دموعها فهي لا تريد أن تفضح ضعفها أمام ابنتها، بدأت تبحث عن هاتفها لتتصل بهذا الرقم و تعلم صاحبه الأدب، لكنها لم تجد هاتفها في أي مكان فاتجهت بخطى ثائرة إلى الهاتف الثابت فقط لتكتشف أن لا حرارة فيه فتدخلت سلمى و قد أخفقت لحال الأم التي تحاول يائسة إخفاء دمعها و حال البنت التي صدمت لما في الرسالة من كلام لم يسبق لها التعامل مع مثله، فأخرجت هاتفها من جيبها و طلبت من منى أن تعطيها الرقم، أدخلت كود الإخفاء بسرعة و بدأت تضرب أزرار الهاتف و شهقت عند آخر رقمين، مستحيل، احتبس الكلام في حلقها و تجمدت الدماء في عروقها و تحولت الدنيا بأسرها في عينيها إلى أرقام متناثرة تدور حولها.
كانت منى تراقب تعابير وجه سلمى في استمتاع سادي بينما كريمة تنتظر أن تتصل سلمى بالرقم، طال صمت هذه الأخيرة و غشي الدمع أعينها فوضعت كريمة يدها على كتفها
كريمة: ما الامر سلمى؟!؟؟؟
أعتصرت سلمى هاتفها في قبضتها الصغيرة و قالت بارتباك
سلمى: لا شيء...تذكرت بأنه لا رصيد في هاتفي، اعذرني أشعر ببعض الدوار يجب أن أذهب
تحركت سلمى نحو الباب و هي تتعثر في خطاها بينما جلست كريمة منهارة على أقرب كرسي تتهانف بعد أن أطلقت لدموعها العنان بينما اعتلت ابتسامة قبيحة ملامح منى التي - و ياللغرابة - لم تشفق لحال أي من المرأتين الطيبتين