بسم الله الرحمن الرحيم
1
قال تعالى ( ثم ارجع البصر كرتين}
هكذا جاءت الآية (كرتين)، ولم يقل (مرتين)
فما الحكمة من ذلك؟
* الجواب *
إنما قال {ثم ارجع البصر كرتين} ولم يقل (مرتين)؛
لأن كلمة (مرتين) تحصر النظر في مرتين،
بينما (كرتين) تفيد التكرار مرة بعد مرة
في سورة البقرة في الآية ( 187 )
قال تعالى: {تلك حدود الله فلا تقربوها}
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌۭ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌۭ
لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ
ۖ فَٱلْـَٔـٰنَ بَـٰشِرُوهُنَّ وَٱبْتَغُوا۟ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا۟ وَٱشْرَبُوا۟ حَتَّىٰ
يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلْخَيْطُ ٱلْأَبْيَضُ مِنَ ٱلْخَيْطِ ٱلْأَسْوَدِ مِنَ ٱلْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا۟
ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَـٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَـٰكِفُونَ فِى ٱلْمَسَـٰجِدِ ۗ تِلْكَ
حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَ*ٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَـٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ
يَتَّقُونَ
وقال بعد ذلك (آية 229 ):
{تلك حدود فلا تعتدوها}
ٱلطَّلَـٰقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌۢ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌۢ بِإِحْسَـٰنٍۢ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ
أَن تَأْخُذُوا۟ مِمَّآ ءَاتَيْتُمُوهُنَّ شَيْـًٔا إِلَّآ أَن يَخَافَآ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ ۖ
فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا ٱفْتَدَتْ بِهِۦ ۗ
تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ
ٱلظَّـٰلِمُونَ
حاول أن تتدبر سياق الآيات؛ لتعرف سر الفرق بين الآيتين، ؟؟؟؟
** الجواب **
الآية الأولى قيل فيها: {فلا تقربوها}
لأنها وردت بعد عدة نواهي؛ فناسب النهي عن قربانها،
أما الآية الثانية( فلا تعتدوها )
فقد جاءت بعد أوامر؛ فناسب النهي عن تعديها وتجاوزها،
بأن يوقف عندها.
[الإتقان
في بيان صفات المتقين -الذين وعدهم الله بجنة عرضها
السماوات والأرض-،
ابتدأت بـ{الذين ينفقون في السراء والضراء}
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَأْكُلُوا۟ ٱلرِّبَوٰٓا۟ أَضْعَـٰفًۭا مُّضَـٰعَفَةًۭ ۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ ﴿130﴾ وَٱتَّقُوا۟ ٱلنَّارَ ٱلَّتِىٓ أُعِدَّتْ لِلْكَـٰفِرِينَ ﴿131﴾ وَأَطِيعُوا۟
ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿132﴾
وَسَارِعُوٓا۟ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍۢ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَـٰوَ*ٰتُ وَٱلْأَرْضُ
أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴿133﴾ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ
وَٱلْكَـٰظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ ۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِين
آل عمران ﴿134)
والمتوقع أن يكون البدء بترك الفواحش المذكورة في نفس الآية،
أو بذكر أجل الأعمال وهي الصلاة،
فما سر ذلك؟ تدبر سياق الآيات،
** الجواب **
لأنه لما نهى عن أكل الربا أضعافا مضاعفة في الآية التي قبل هذه
الصفات:
{يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله
لعلكم تفلحون} اية 130 آل عمران
بدأ بذكر ضده -ضد أكل الربا- وهو الإنفاق:
{ينفقون في السراء والضراء}.
ابن عثيمين
إذا علمتَ أن معنى (زحزح) في
قوله تعالى: {فمن زحزح عن النار}
أي: دفع،
فما السر في اختيار هذه الكلمة (زحزح)؟
حاول أن تتدبر،
*
*
*
*
** الجواب **
الحكمة من التعبير بـ(زحزح) -والله أعلم-
لأن النار أعاذنا الله منها، محفوفة بالشهوات،
والشهوات تميل إليها النفوس،
فلا يكاد ينصرف عن هذه الشهوات إلا بزحزحة؛
لأنه يقبل عليها بقوة.
( الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار)
تأمل الآية.. وما الحكمة في قوله: {تأكله النار}؟
** الجواب **
إنما قال: {تأكله النار}؛
لأن أكل النار للذي قربه أحدهم لله في ذلك الزمان،
كان دليلا على قبول الله منه ما قرب له،
ودلالة على صدق المقرب فيما ادعى أنه محق فيما نازع أو قال.
[الطبري]