( قرع لأبواب السماء )
لفضيلة الشيخ بدر المشاري
ما خاب مَنْ دعاه ، و لا ندم مَنْ سأله و رجاه
لا إله إلا هو يجيبُ دعوةَ المضطر إذا دعاه ،
و لا إله إلا هو يكشفُ الكربَ عمَّن ناجاه ،
لا إله إلا هو يسمعُ تضرُّع المظلوم و شكواه ،
لا إله إلا الله لا يخفى عليه نداءُ المنكوب إذا ناداه ، أو مَنْ تحرّكت بالدعاء شفتاه
و الصلاةُ و السلامُ على رسولِ الله محمدِ بنِ عبدِ الله و على آلهِ و صحبهِ و مَنْ والاه
ثم الوصيةُ تقوى الله
يا ربّ صَفْحَكَ يرجو كلُّ مقترب * فأنتَ أكرمُ مَنْ يعفو و مَنْ صَفَحَا
يا ربّ لا سببٌ أرجو الخلاصَ به * إلا رجاءً و لُطْفاً منكَ إنْ نفحا
فما لجأتُ إلى ربي بمعضلةٍ * إلا وجدتُ جنابَ اللُّطف مُنفسِحا
و لا تضايقَ أمرٌ فاستجرتُ به * إلا تفرَّد بابُ الضيقِ و انفتحا
لا إله إلا الله .. ما قُرعتْ أبوابُ السماء .. لا إله إلا الله ما قُرعتْ أبوابُ السماء بمثلِ مفاتيحِ الدعاء
لا إله إلا الله .. يسمعُ دبيبَ النملةِ السوداءِ ، في الليلةِ الظلماءِ ، على الصخرةِ الصماءِ
لا إله إلا الله .. أجابَ قوماً بنملةٍ بعد أنْ رفعتْ يديها إلى السماء
لما خرجَ سليمانُ عليه السلام يستسقي بالناس ، و في طريقه منْ بيته للمصلى
رأى نملةً رفعتْ يديها ، تدعو ربَّ العِزَّة ، تدعو الذي يُعطي و يمنحُ ، و يلطفُ و يغيثُ
قال سليمانُ : أيها الناسُ ، عُودوا فقد كُفيتم بدعاءِ غيركم
فأخذَ الغيثُ ينهمرُ بدعاءِ تلك النملة
لا إله إلا الله .. إليه يصعدُ الكَلِمُ الطيب ، و الدعاءُ الخالص ، و الهاتفُ الصادق ، و الدمعُ البريء
فهلَّا قرعنا بابه ، و هلَّا لُذْنا بجنابه ، و وقفنا بعتباتِ بابه
يا أصحابَ الحاجات ، يا مَنْ تكالبتْ عليكمُ الملمَّات .. يا كلَّ مكروب ، يا كلَّ مهموم ، يا كلَّ مظلوم
أليسَ فيكم عينٌ باكيةٌ ، و قلبٌ حزينٌ .. أليسَ منكم منَ الضعفاء المنكوبين ..
أين قلوبُكم التي تشتعلُ ، و دموعُكم التي تسيلُ
أليسَ منكم عزيزٌ قد ذلَّ ، و غنيٌّ قد افتقرَ ، و صحيحٌ قد مرضَ
أنتم و أولئك .. إلى مَنْ تلجؤون ؟ و مَنْ تنادون ؟ و مَنْ تشتكون ؟ أيديكم إلى مَنْ تمدون ؟
اقرعوا أبوابَ السماء ، و جُدُّوا بالدعاء ، فالدعاءُ سلاحُ المؤمن ، و عمادُ الدين ، و نورُ السمواتِ
و الأرضينَ ، و ما قُرعتْ أبوابُ السماء بمثلِ مفاتيح الدعاء
اقرعوا الباب ، و أكثروا القرعَ و الإلحاحَ ، فإنه يوشكُ أنْ يفتح لكم
جاء في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال : ( جِدُّوا بالدعاء فإنه مَنْ يُكثر قرعَ الباب يوشَك أن يُفتح له )
لا تيأسنَّ و إنْ طالتْ مطالبةٌ * إذا استعنتَ بصبرٍ أنْ ترى فَرَجَا
أخلقْ بذي الصبر أن يحظى بحاجته * و مدمن القرع للأبواب أنْ يَلجَا
ذكر أحدُ العارفينَ عن ابن القيم رحمةُ الله عليه أنه رأى في بعضِ
السكك باباً قد فُتح ، و خرجَ منه صبيٌّ يستغيثُ و يبكي ،
و أمُّه خلفَه تطردُه حتى خرجَ فأغلقتِ البابَ في وجههِ و دخلتْ ، و ذهبَ الصبيُّ غيرَ بعيد، ثم
وقفَ مفكِّراً ، فلم يجدْ مأوىً غير البيت الذي أُخرج منه ،
و لا مَنْ يأوي إليه إلا والدته ..
رجعَ مكسورَ القلبِ حزيناً ، فوجدَ البابَ مرتدّاً مغلقاً ، فتوسَّد و وضعَ خدَّه
على عتبة الباب فنام ، حتى خرجتْ أمه ،
فلما رأته على تلك الحال لم تمتلك إلا أنْ رمتْ بنفسِها و التزمتْه و أخذتْ تُقبِّله و تقول :
يا ولدي ، أين تذهب عني ؟ مَنْ يؤويك سواي ؟ ألم أقل لك لا تخالفني ؟
ثم ضمَّته إلى صدرها و أدخلتْه إلى بيتها
تأمَّلوا في هذه الأم و في قول النبي صلى الله عليه و سلم :
( إن الله جل و علا أرحم بعباده من الوالدة بولدها )
فأين تقعُ رحمةُ الوالدة منْ رحمةِ الله التي وسعتْ كل شيء ؟
وقفْنا ببابكَ يا ذا الملك * و قفْنا ببابك و الملكُ لك
و جئناك نطوي قفارَ السُّهاد * و ما خابَ ياربّ مَنْ أمَّلك
ذكرُ صاحبُ كتاب الفرج بعد الشدة و الضيقة في الجزء الخامس قصةً أذكرُها بتصرُّف
عن رجلٍ منْ أهل هذه البلد ، جلس في السجن خمسةَ عشرَ عاما خلفَ القضبان ،
و في ليلةٍ من الليالي بعد أنْ أرخى الليلُ سدولَه وجد نفسه في زنزانةِ السجن ..
اتُّهم بالقتل ، و حُكم عليه بالقصاص .. كيف كان ذلك ؟
قال :
ما إنْ وصل من دورة عسكرية ، و كانت الفرحةُ ترفرفُ بقلبه
و مشاعره ، و كان يحدث نفسه عن ليلة الأنس
و وقت اللقاء بالأطفال و الأقارب و الأحباب و بعد وصوله بثلاث ساعات
و الابتسامة تعلو شفاه الأسرة ، و يداعب الأطفال ..
فجأة و بدون مقدمات جاء من يطرق الباب بشدة ، فخرجت ، فإذا برجال الأمن يسألون
عني بالاسم كاملا ، فطلبوا مني مرافقتهم للشرطة ،
و كنتُ لحظتَها مطمئناً
قال : كانت المفاجأة المدوية ، و التي هزَّت كياني ، و أفقدتني القدرةَ على التعبير ، حيث
وجه الضابط المناوب تهمة القتل العمد لي ،
قال أنت قتلت المواطن فلان بن فلان و أنت مطلوب للعدالة
يقول : اسودَّت الدنيا بعيني ، و فقدتُ اتزاني و لم أصدق ما أسمع ، حاولت إقناع
نفسي أن التهمة قد تكون لغيري و أن الاسم مشابه ،
أو أن هناك سوء فهم أو أي خطأ .. لكنَّ المفاجأة زادت اتساعا
بعد التحقيق معي بشكل جاد ،
و أدخلت الزنزانة و ازدادت المصيبة بعد أن أوضح لي المحققون أن إنكاري لا يقدم و لا يؤخر
لأنَّ الشهود موجودون و يؤكدون صدق التهمة ،
و أنني القاتل الحقيقي
يقول : واصلتُ بالدفاع عن نفسي ، و محاولات تبرئةِ نفسي ؛ حتى تمت إحالتي للقضاء ، و لقد
ظهرَ لي أشخاصٌ لا أعرفُهم شهدوا أنني القاتل ،
و الأدهى منْ ذلك أنني - و ربي - لا أعرفُ القتيلَ و لا أعرفُ الشهودَ
و جلستُ في السجن خمسةَ عشرَ عاماً لأنَّ أبناءَ القتيل قُصَّر ، فبعدَ مرور هذه السنوات
لم يعفُ الأبناءُ و لا الوكيلُ الشرعيُّ ، بل طالبوا بالقصاص ،
و بعد خمسةَ عشرَ عاماً منَ الهمِّ و الغمِّ و الآلام و المعاناة جاءتِ المفاجأةُ الكبرى ،
ففي صباح يوم الجمعة طلبَ مني رجالُ الأمن الاستعدادَ لكتابة الوصية ، و أبلغوني أنَّ هذا آخر يوم في حياتي ،
و أنَّ وقتَ التنفيذ للقصاص عليَّ حان وقته ، و لقَّنوني الشهادة ، و كتبوا صكَّ الوصية
بعد ذلك اقتادوني إلى ساحة القصاص ، و كانتِ الجموعُ كبيرة كبيرة ، و رجالُ
الأمن قد عملوا سياجاً كبيراً حول الساحة ،
و كان ذكرُ الله لا ينقطعُ عن لساني ،
و تمَّ تثبيتي بالعمود ، و إغلاق عيني ، و بدأ المسؤولُ في تلاوة البيان يقول :
و في هذه اللحظاتِ ذكرتُ الله و دعوتُه ، و قلتُ :
ربي .. ربي إنني مظلومٌ ، و أنتَ وعدتَ ، و أنت الصادقُ في وعدِك ، و أنتَ تسمعُ
دعوةَ المظلوم ، و أنا مظلومٌ و أنتَ علَّامُ الغيوب ،
فوَّضت أمري لك ، لا إله إلا أنت لا شريك لك
قال : و الله لم أكملْ دعائي أثناءَ تلاوة البيان حتى سمعتُ أصواتاً عاليةً ، و صراخاً
مرتفعاً ، و سمعتُ صوتَ رجلٍ يقول :
لا تقتلوه ، أنا القاتل .. لا تقتلوه ، أنا القاتل
سبحانَ مَنْ يسمعُ نداءَ المظلومين .. سبحانَ مَنْ يسمعُ أنات المضطهدين
يقول : و تبعَ ذلك أصوات كثير ة ، لم أعد أسمعُ ما حولي ، و توقَّف البيانُ عن التكملة ، و سمعتُ أحدَ رجال الأمن يقول :
هؤلاء الشهود يعترفون أنهم القتلة ،
و سمعتُ آخرين يطالبون بسرعة تنفيذ القصاص
و استمرَّ الجدلُ طويلاً ، فبقيتُ في مكاني ، مكتوفَ الأيدي ، مربوطَ القدمين ، و العيونُ مغطاةٌ
ثم يقول : اتَّضحَ الحقُّ ، و زهقَ الباطلُ ، و أنطقَ الله الشهودَ في آخر لحظةٍ
يقول : فجاءَ الأمرُ في إيقاف القصاص بي ، و خرجتُ إلى الدنيا مرةً أخرى كمولودٍ جديدٍ
لا إله إلا الله
و لرُبَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى ذرعاً * و عند الله منها المخرجُ
ضاقتْ فلما استحكمتْ حلقاتُها * فُرِجَتْ و كنتُ أظنُّها لا تُفرجُ
لا إله إلا الله
هو ناصرُ الضعيف ، و مفزعُ كلِّ ملهوف
لا إله إلا الله
مَنْ تكلمَ سمعَ نطقَه ، و مَنْ سكتَ علمَ سِرَّه ، و مَنْ عاشَ فعليه رزقُه ، و مَنْ ماتَ فإليه منقلبُه
لا إله إلا الله
مَنْ دعاه أجابَه ، إذا أراد شيئاً قال له : كنْ فيكون
ما بين طرفةِ عينٍ و انتباهتِها * يغيِّر الله منْ حالٍ إلى حالِ
جاءتِ امرأةٌ إلى بقيّ الأندلسي فقالتْ له : إنَّ ابني قد أسرتْه الإفرنجُ ، و إني لا أنامُ
الليلَ منْ شوقي إليه ، فليسَ لي ليلٌ و لا نهار ، و لا صبرٌ و لا قرار
فقال : انصرفي حتى ننظر في ذلك إنْ شاء الله ، و أطرق الشيخ و حرك شفتيه يدعو الله لولدها بالخلاص
فذهبت ، فما كان غير أيام حتى جاءتْ و ابنها معها ، فقال - اسمع خبرَه يرحمُك الله - فقالَ : كيفَ كانَ أمرُك ؟
قال : إنني كنتُ فيمَنْ يخدمُ الملكَ ، و نحنُ في القيود ، و بينما أنا ذاتَ يومٍ أمشي
إذ سقطَ القيدُ منْ رجلي ، فأقبلَ عليَّ الموكَّل بي فشتمَني ،
فقال : أفككتَ القيدَ ، قلتُ : لا ، قال : مَنْ فكَّ القيدَ منْ رجليك ، فقلتُ :
و الله لا أدري ، و لكنْ سقط و لم أشعر
فجاؤوا بالحداد ، فأعادوه مرةً أخرى ، و سمَّر مسمارَه ، و قيَّد رجلَه ، ثم يقول : قمت ،
فسقطَ مرةً أخرى ذلك القيد ، قال : فسألوني ، قالوا : هل لك والدة ؟ قلتُ : نعم
قالوا : اتركوه و أطلقوه فإنَّ خلفَ هذا دعوةٌ مستجابةٌ .. إنَّ خلفَ هذا دعوةٌ مستجابةٌ
فيقول : و أطلقوني
فسأله الشيخ عن الساعة التي سقط القيدُ منْ رجليه ؛ فإذا هي نفس الساعة التي دعا له فيها الشيخ
و إني لأدعو الله و الأمر ضيق علي فما ينفك أن يتفرجا
فرب فتى ضاقت أصاب له في دعوة الله مخرجا
لا إله إلا الله
( و إذا سألك عبادي عني فإني قريبٌ أجيبُ دعوةَ الداعي إذا دعانِ )
لا إله إلا الله
قريبٌ .. يسمع و يجيب ، و يعطي البعيد و القريب ، و يرزق العدوَّ و الحبيب
لا إله إلا الله
قريبٌ .. يغيثُ اللهفان ، و يشبعُ الجوعان ، و يسقي الظمآن ، و يتابعُ الإحسن
لا إله إلا الله
قريب .. عطاؤه ممنوح ، و خيرُه يغدو و يروح ، و بابُه مفتوح ، حليمٌ كريمٌ صفوح
لا إله إلا الله
قريبٌ .. يدعوه الغريقُ في البحار ، و الضالُّ في القفار ، و المحبوسُ خلفَ الأسوار ، كما دعاه عبدُه في الغار
لا إله إلا الله
قريبٌ .. فرجُه في لمحة البصر ، و غوثُه في لفتة النظر ، المغلوبُ إذا دعاه انتصر ، اطلعَ فستر ، و علمَ فغفر ، و عُبدَ فشكر
لا إله إلا الله
قريبٌ .. جوادٌ مجيد ، لا ضِدَّ له و لا ندَّ و لا نديد ، أقربُ للعبد و ربي منْ حبل الوريد ، على كلِّ نفس قائمٌ و شهيد ، محمودٌ ممدوحٌ حميد
لا إله إلا الله
قريبٌ .. دعا المذنبين للمتاب ، و فتحَ للمستغفرين الباب ، و رفعَ عن أهل الحاجات الحجاب ،
فهلَّا قرعتمُ الباب ، و ناديتمُ العزيز الوهاب ، كما دعاه عبده يونس فجاءه الجواب
( فنادى في الظلمات أنه لا إله إلا أنتَ سبحانك إني كنتُ منَ الظالمين )
فماذا كانتِ الإجابة ؟ - اسمعوا الإجابة - قال الله : ( فاستجبنا له )
استجابَ الله له بعد أنْ سمعتِ الملائكةُ صوتَه فقالتْ : صوتٌ معروفٌ ، منْ عبدٍ معروفٍ
ناداه في ظلماتٍ ثلاث : في ظلمة الليل ، و في ظلمة البحر ، و في ظلمة الحوت
فسبحان مَنْ سمعَه منْ قعر البحار ، و هو على عرشه واحدٌ قهار
و نادي إذا سجدتَ اعترافا * كما ناداه ذو النون بن متى
و أكثرْ ذكرَه في الأرض دأبا * لتُذكر في السماء إذا ذكرتا
لا إله إلا الله
( يسأله مَنْ في السموات و الأرض كلَّ يومٍ هو في شأن )
أين أنتم يا أهلَ الحاجات ؟ أين المرضى ؟ أين المديونون ؟ أين المستضعَفون ؟
لماذا طرقتم الأبوابَ كلها و نسي الكثيرُ منكم بابَ الله ؟
لا تسألنَّ بني آدم حاجة * و سلِ الذي أبوابُه لا تُحجبُ
الله يغضبُ إنْ تركت سؤاله * و بني آدم حين يُسأل يغضبُ
فاشتدْ يديكَ بحبلِ الله معتصما * فإنه الركنُ إنْ خانتك أركانُ
لا إله إلا الله
إذا اضطربَ البحرُ ، و هاجَ الموجُ ، وهبَّ الريحُ العاصف ، قرعَ أصحابُ السفينة الأبوابَ و نادَوا : يا الله .
إذا وقعتِ المصيبةُ ، وحلّتِ النكبةُ ، وجثمتِ الكارثةُ ، قُرعتْ أبواب السماء و نادى المصابُ المنكوبُ : يا الله .
إذا بارتِ الحيلُ ، وضاقتِ السُّبُلُ ، وانتهتِ الآمالُ ، و تقطَّعتِ الحبالُ ، قرعوا البابَ و نادَوا : يا الله .
إذا ضاقتْ عليك الأرضُ بما رحُبتْ ، و ضاقتْ عليك نفسُك بما حملتْ ، فاهتفْ و قل : يا الله .
كلُّ الحبال تتصرَّم إلا حبله ، كلُّ الأبواب تُوصد إلا بابه ، و هو قريبٌ سميعٌ يجيبُ دعوةَ المضطرِّ
إذا دعاه ، يأمرك الله و أنت الضعيفُ المحتاجُ ،
و هو الغنيُّ القويُّ الواحد الماجد
إذا نزلتْ بك النوازلُ ، و ألمتْ بك الخطوبُ ، فالهجْ بذكْره ، و اهتفْ باسمه ، و اطلبْ مددَه ، و اسأله فتحَه و نصره
مرغ الجبين لتقديس اسمه لتحصل على تاج الحرية ، و أرغم الأنف في طيب عبوديته لتحوز أوسامَ النجاة
يا أهلَ الجهاد ..يا أهلَ الجهاد .. يا إخواننا في كل مكان .. يا من تضطهدون و تقتلون ..
يا مَنْ تقتَّل نساؤكم .. يا مَنْ تقتَّل نساؤكم ، و يذبح أبناؤكم ..
ارفعوا أكفكم إلى السماء و أنتم موقنون بالإجابة ، و أبشروا بالخير ، فإما حياةٌ بعزة أو موتٌ بشهادة
إنَّ الله جلَّ و علا العفوُ أحبُّ إليه منَ الانتقام ، و الرحمةُ أحبُّ إليه منَ العقوبة ، سبقتْ رحمتُه غضبَه ، و حلمُه عقوبتَه ..
الفضلُ أحبُّ إليه منَ العدل ، و العطاءُ أحبُّ إليه منَ المنع
إذاً بادرْ بقرعِ الباب .. و أنت الذليلُ الحقيرُ .. و اضرع إلى العليِّ الكبير ..
تضرُّع الأسير بقلبٍ كسير ، و قل :
يا إلهَ العالمين .. يا أكرمَ الأكرمين .. عبدُك أسيرُ الخطايا .. صاحبُ الهفوات و الرزايا ..
واقفٌ بابك .. يقرعُ أبوابَ رحمتِك .. الخيرُ دأبك ،
و الحكمُ حكمُك ، و أنتَ أرحمُ الراحمين
هذه ناصيتي الكاذبة .. ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك .. لا ملجأ و لا مَنْجَى منك إلا إليك
أسألك مسألةَ المسكين ، و أبتهلُ إليك ابتهالَ الخاضع الذليل ، و أسألك سؤالَ الخائف الضرير
سؤالَ مَنْ خضعتْ لك رقبتُه ، و رَغِمَ لك أنفُه، و فاضتْ لك عيناه
ربَّنا لا نهلكُ و أنت رجاؤنا .. ربَّنا لانضيعُ و أنت أملنا .. ربَّنا لا نذلُّ و أنت ملاذنا
يا ذا النِّعَم التي لا تحصى .. و يا ذا المعروف الذي لا ينقضي .. ندعوك في
كل لحظاتنا ، و في كل أوقاتنا .. فاستجب يا ربنا دعاءنا