أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

129870 رِحلةٌ إلى حيثُ صفاءِ القُلوب

[IMG]https://www.***- /uploads/13455629591.png[/IMG]


رِحلةٌ إلى حيثُ صفاءِ القُلوب


هل سألنا أنفسنا مرةً إن كانت قلوبنا تحملُ غلّاً على أحد؟
أم نعتقد أنّ قلوبنا صافية لا تحمل حقداً ولا بغضاً لأحد ؟
فلنقف قليلاً مع هذه القصّة لعلّنا نصل لإجابة !:
اتّصل شابٌ على شّيخ يقول له: تنازعنا مع أبناء عمي على قطعة أرضٍ نعلم أنها كانت لوالدنا ولم يكن لدينا إثبات، طال النزاع فتنازلنا عنها لهم وقاطعناهم وكنّا نذكرهم بالسّوء دائماً.
ردّ عليه الشّيخ: هل تريدون الجنّة أم لا؟ قال: بلى ، قال: إذاً تطلب السّماح من أبناء عمّك.
يقول الشاب: فاتّصلت على ابن عمّي وقلت: سامحونا لن تفرق بيننا قطعةُ أرضٍ.
ففاجأني بقوله: بل أنتُم سامحونا وخُذُوا الأرض حلالٌ عليكم !.
فاختلفنا مرة أخرى كل يريدُ تقديمَ الأرض للآخر ثم اتّفقنا أن نجعلها وقفٌ لوالدينا معاً ..
يقول: الغريب أنّني أحسّست بعد إغلاق الهاتف كأنّني ألقيتُ كيساً من الإسمنت كان قابعاً على صدري ..
وهنا لنا وقفة ..
هل سألنا أنفسَنا: كم كيسَاً من الإسمنتِ نحملُ على صُدورِنا ؟
وهل سألنا أنفسنا بصدقٍ: لماذا نشعر وكأنّ قلوبنا لا تحمِلُ حقداً على أحد ؟


ومع ذلك كم من الأحقاد تملأ قلوبنا على فلانة لأنّها قالت عنّي كذا وعلى الأخرى لأنّها اتّهمتني بكذا ؟
كم نحملُ من الأضغانِ في ذلك القلب المسكين بسبب كلمةٍ أو موقفٍ أو فعلٍ حمّلناهُ أكثر ممّا يحتمل ؟
وكيف نقف بين يديّ الله في صلواتنا وقلوبنا تعتلجُ حَنَقاً نفكرُ كيفَ ننتقمُ من فلانة وكيف نردّ على الأخرى وكيف نأخذ حقّنا من الثالثة ؟
لو تفكّرنا بالأمر على حقيقته لأدركنا أنّ هذه الدّنيا التّي نتصارع لأجلها لا تُساوي عند الله جناح بعوضة
فكيف نتكالبُ على مكاسبَ دُنيويّة ونشغلُ أنفسنا بانتقاماتٍ شيطانية ؟
ونسينا نعيماً دائماً ورفعةِ درجاتٍ وراحةً لا تنقطع في جنّة الخلد التّي وعدَ الله بها عباده المتّقين ؟
ونتصوّر هنا لو قُدّمت إلى إحدانا دعوةٌ لامتلاكِ قطعةِ أرضٍ تساوي مساحة شارعها .. فماذا يكون شعورها ؟
وماذا لو كانت الأرض بمساحة مدينتها ؟
وماذا لو كانت بمساحة دولتها ؟
وماذا لو كانت بحجم الكرة الأرضية كلها ؟
فما بالنا بجنّة عرضها السموات والأرض ؟


{وسَارِعُوا إلى مَغْفِرةٍ مِنْ رَبّكُمْ وجَنّةٍ عَرضُهَا السّمَواتُ والأرضُ أُعِدّتْ للمُتّقِين * الذّينَ يُنفِقُونَ فِي السّراءِ والضّراءِ والكَاظِمِينَ الغَيظَ والعَافِينَ عن النّاسِ واللهُ يُحِبّ المُحسِنِين}.
فمنْ يدفَعُ الثّمنَ لينَالَ الأجرَ العَظِيم ؟
وهل تأمّلنَا آخرَ الآية السابقة {أُعدّتْ للمُتقِين}.
وكَم للتّقوَى مِن ثَمرَاتٍ منهَا العلمُ والقبولُ والفرج ومنها الرّزقُ واليُسرُ وتكفيرُ السّيئاتِ وتعظيمُ الأجرِ من الله ومن هم هؤلاء ؟ إنّهم المُنفِقِينَ والكَاظِمينَ الغَيظَ والعَافِينَ عن النّاس ..وأجرهُم عظيم :
1- مغفرة
2- جنّة عرضها السّموات والأرض
3- محبّة الله لهم
4- وصفهم بالمتّقين
5- وصفهم بالمُحسنين


قال ابن القيم (والفرق بين سلامة القلب والبله والتغفل أن سلامة القلب تكون من عدم إرادة الشّر بعد معرفته فيسلم قلبه من إرادته وقصده لا من معرفته والعلم به وهذا بخلاف البله والغفلة فإنها جهل وقلة معرفة وهذا لا يحمد إذ هو نقصٌ وإنما يحمدُ الناس من هو كذلك لسلامتهم منه والكمال أن يكون القلب عارفاً بتفاصيل الشّر سليماً من إرادته).
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه (لست بخبّ ، ولا يخدعني الخبّ).

ولنتأمل في أحوالنا وحياتنا حتى نرى كم هي تلك الأشياء التّي تثير الأحقاد في النّفوس ونحن لا نشعر !
الغيبة - النّميمة - الظّلم – الكذب - التّدخل فيما لا يعني – سوء الظّن... ودعونا نقف وقفة متأمّلة هنا نستعرض بعض أحوالنا التي نعيشها في الواقع ونرى ما هو أثرها علينا.
تدخل إحدانا بيت صديقتها ثم تبدأ في سلسلة من الأسئلة التّي تحرجها بها:




كم إيجار بيتكم ؟ .. كم راتب زوجك ؟ .. لماذا لا تُغيرون أثاث البيت ؟
لماذا انفصلت ابنتك عن زوجها ؟ .. لماذا لا تُصلحون هذه النافذة ؟
لماذا لا تطلبين من زوجك أن يذهب بكِ لأهلكِ كُلّ أسبوع ؟
لماذا لا تؤدبين ابنك على هذا التّصرف ؟ هل حدث خلافٌ بينكِ وبين زوجك ؟
وكم وكم من الأسئلة التي توقع الصّديقة في حرجٍ شديد ..
قد تجيب على بعضها مضطرةً .. وتتهرّب من الإجابة عن بعضها الآخر !!
وفي النّهاية تستاءُ من صديقتها .. تكره زيارتها .. وتكره الحديث معها ..ومع الوقت تبدأ تتحدّث عنها مُحذّرة منها ومن تدخّلها فيما لا يعني !
فتدخل في الغيبة والنّميمة ..


وفي الحديث عن أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لما عَرَجَ بي ربّي عزّ وجلّ مررتُ بقومٍ لهم أظفارٌ من نُحاس يخمشونَ وجوههم وظهورهم ، فقلتُ: من هؤلاء يا جبريل؟، قال: هؤلاء الذّين يأكلون لحومَ النّاس ويقعونَ في أعراضهم).
ولم يعلم هذ أو ذلك أن كلّ ما تقوله سيقالُ عنك ولو بعد حين جزاءً وفاقاً من الله وتربيةً لها منه سبحانه ..فلتختار إذاً ماذا تُريد أن يقال عنها ..


[IMG]https://www.***- /uploads/13455629597.gif[/IMG]



إظهار التوقيع
توقيع : لولو حبيب روحي
#2

افتراضي رد: رِحلةٌ إلى حيثُ صفاءِ القُلوب

اللم طهر قلوبنا من الحسد
الله يبآرك فيك


#3

افتراضي رد: رِحلةٌ إلى حيثُ صفاءِ القُلوب

جزاكى الله خيرااااااااا
إظهار التوقيع
توقيع : بائعه الورد
#4

افتراضي رد: رِحلةٌ إلى حيثُ صفاءِ القُلوب

مشكورة ياحبيبتي والله انا اصفي قلبي بس الناس ------
إظهار التوقيع
توقيع : صمت الورود
#5

افتراضي رد: رِحلةٌ إلى حيثُ صفاءِ القُلوب

جزاكي الله خيرااااااا على هذا الطرح الرائع
إظهار التوقيع
توقيع : فلسطين
#6

افتراضي رد: رِحلةٌ إلى حيثُ صفاءِ القُلوب

بارك الله فيكى
إظهار التوقيع
توقيع : هبه شلبي
#7

افتراضي رد: رِحلةٌ إلى حيثُ صفاءِ القُلوب

جزاكِ الله خيراً ونفع الله بكِ



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
اسباب العقم وتأخر الإنجاب عند المرأة ريموووو مرحلة الحمل والولاده
حمية جمال شينيا والوزن الطبيعي لولو حبيب روحي الرجيم والرشاقة
وينشئ السحاب الثقال - معجزة علمية ضــي القمــر الاعجاز العلمي
من هم الدعاة؟هل العلماء هم الدعاة؟محاضرة ناصر عبد الكريم العقل:العلماء هم الدعاة ام الاء وبيان2 الحملات الدعوية
معجزات النباتات - غبار الطلع العدولة هدير الاعجاز العلمي


الساعة الآن 11:17 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل