هذه قرابة العشر من الأسئلة ؛من إخوة متفرقين اختلفت أبدانهم واجتمعت مشاعرهم ؛يسألون...
ماذا يفعل الخطباء وما هو موقفنا من ذالك الفيلم الذي يسيء للنبي -صلى الله عليه وسلم-؟
أخ آخر يقول :-
ينشر بعض الأخوة رسالة تدعو لنصرة النبي -صلى الله عليه وسلم-بالتجمّع والوقوف عند السفارة الأمريكية غداً بعد الجمعة احتجاجاً على الفيلم التافه المسيء للنبي -صلى الله عليه وسلم-ونحوها مع زيادة ونقصان في العبارات...؟؟
امّا أن نجتمع عند السفارة الأمريكية فهذا لا ينفع [إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ]؛
هذه حقيقة أريد أن أعلّمكم إياها؛ لا تنسَوها أبداً؛ ولن تجدَ أبلغ منها ؛أولئك هم شر البرية؛فالذي يكفر بالله ولا يربط قلبه باليوم الآخر ولا يخاف من المحشر ومن يوم القيامة؛ فهذا يقال له [اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ،إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ]اعملوا ما شئتم الله بَصِير بكم ...
كيدوا...
للإسلام وللمسلمين وإذا أفلتم من كيد الله بالدنيا؛فلن تفلتوا من عذاب الله في الآخرة ؛فالله بصير بكم .
كيدوا ...
وكيدُكم وصفَهُ ربنا [وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ]؛ ووصفه الله بأنه كيد الليل والنهار؛ وهؤلاء لا يضرون إلا أنفسهم ؛وهؤلاء في حقيقة أمرهم كالذي ينفخ على الشمس ليطفئها وهذا الكلام المسعور على الإسلام وعلى نبي الإسلام محمد -صلى الله عليه وسلم-يكفيه أن الله سمّاه محمد وأحمد ؛فـ "محمد" مجمع الخصال الحميدة و "أحمد" الذي بلغ الغاية في كل خصلة من خصالها
الله الذي خلقه...
والله الذي اختاره واصطفاه ...
والله الذي ربّاه...
والله الذي أدّبه ...
فالله خلقه لنفسه ... [وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي] هذا قوله في موسى فما بالكم بمن هو أفضل منه وهو رسول الله- صلى الله عليه وسلم-
يدل على غيظ وحقد ومن يطعن في رسول الله صلى يقول شيخ الإسلام في كتابه الصارم المسلول على شاتم الرسول: أنه إمام من أئمة الكفر وأنه لا تقبل له توبة؛لو تاب لا تقبل توبته ؛
ويقول شيخ الإسلام في هذا الكتاب عن التابعين والمجاهدين "كنا إذا حاصرنا الحصون فسمعنا اصحابه يشتمون رسول الله -صلى الله عليه وسلم-استبشرنا بسرعة الفتح استبشرنا بأنّ الله سيفتحها "فالحمد لله بلاد أوروبا وأمريكا الإسلام ينتشر فيها انتشاراً عظيما والناس إقبالهم على الإسلام كبير وليس ذلك لشيء إلا بأن الإسلام هو الحياة فالإسلام بالنسبة إلى سائر الأديان كالحي والميت؛ فالحي يتحرك بذاته وقوته فيه والميت كالنصرانية واليهودية إن لم تُحمل عبر الأموال والعطايا والهدايا والحسنوات المستشفيات وإرساليات التعليم تبقى ميتة خامدة لا يقبل عليه احد.
هذا الشتم وهذه الأشياء في تقديري وفهمي انها لا تُراد بذاتها وإنما تُراد لغيرها ،فأسأل الله عزوجل فهماً ...
وحسن تقدير....
وأن يرزقهم دراسة العواقب ...
يُراد بمصر شر كبير؛ والذي يقرأ تأريخ المصريين وينظر في المؤلفات التي أُلفت فيه هدم الكنائس في مصر؛ يجد أنّه قد أُلفت عشرات من الكتب ،والذي يقرأ تأريخ المئة السابعة والثامنة والتاسعة الهجرية يجد أن النزاع بين الّنصارى والمسلمين نزاع شديد...
شديد...
شديد...
والأعداء يدرسون ويرصدون ويخططون ويمكرون وأسأل الله عزوجل ان يجعل كيدهم في نحورهم وأن يجعل ضعفهم وهلاكهم في تدبيرهم.
هذا كيد لمصر ومصر ستُكاد من اوجه كثيرة وكثيرة ؛وكأني بهم يريدون أن يكون للأقباط كيان سياسي؛ وأن يكون لهم دولة خاصة بهم؛ وأن يحصروا السودان بين دولة في الجنوب والشمال يقتطعون شيئاً من جنوب وتُحصَر السودان وتقطّع بلاد المسلمين ؛ولا تبقى بلاد المسلمين بلاداً ممتدة ،أن تُقطّع بلاد المسلمين وأن لا ترجع لتكون وحدة واحدة .
أسأل الله عزوجل فهماً وحسن تقدير للامور؛ الصياح والمظاهرات والاعتصامات ليست إلاّ من أفعال الردود، ردة فعل ليست من وراءها إلا تفريغ العواطف؛ وأظن أننا بحاجة أن نكون عقلاء؛ وان نُحسن التعامل مع العاطفة؛ وأن نجنب أنفسنا العاطفة؛ وأن نفهم ما هو الواجب الشرعي الذي علينا ؟
وأن نتعامل مع هذه المشاكل على أنها مسائل وأن نعلم حكم الله المطلوب منّا ؛؛؛
نزداد تمسكّاً بهدي النبي -صلى الله عليه وسلم-
نزداد تمسكّاً بأن نتعلّم الصحيحين؛وأن ننشر احاديث الصحيحين في الأمّة
نزداد تمسكّا في أن نُنشّىء أهالينا على حب نبينا
أن نتعلم سنّة وسيرة نبينا
وان نتعلم هديه وأن نقتدي به في الظاهر والباطن؛وللظاهر وللباطن ارتباط قوي ؛إياك أن تقول أنا احب النبي -صلى الله عليه وسلم- وإن كان ظاهرك كظواهر الكفار؛أغظ الكفار بشكلك بذكرك لربك بتردادك لاحاديث نبيك بأن تعلم [إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ]كن مع خير البرية ؛يعني تدري خير البرية ؛خير البرية خيرمن الملائكة؛ خير مخلوق لله؛ بإيمانك وعملك الصالح واقتدائك ؛ تكون أحسن من الملائكة عند الله -عزوجل-؛ ولا صلاح لنا إلاّ أن نقتدي بنبينا -صلى الله عليه وسلم-
هؤلاء ينعَقون ...
هؤلاء لا يضرون إلا أنفسهم ...
الخوف من أصحاب العواطف العواصف من الشباب المتحمس؛ الذي لا يقدِّر العواقب والامر لا أقول [عفوي] الأمر عصابة اشتركت فيه ويريدون كيداً وأسأل الله عزوجل أن يردّه .
اتركوا العواطف واعلموا أن سعادتكم في الدنيا والآخرة إنما هو بالاتباع والاقتداء؛[لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ]
هذه آية جديرة أن تكون موضوع الخطبة ؛تخطب غد تجعل هذه الآية [ لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ] ذكرنا قبل أن يبلغنا إياه نبينا لا ذكر لنا؛ [وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ] وقبلها [فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ] ذكرنا الذي نغيظ به الأمم أن نتمسك بالوحي ؛؛؛يالله ما اجمل الوحي!
دين الناس اليوم إلا من- رحم الله -العقل والفكر يذكرون الإسلام باسم الفكر.
أنت ...اجعل دينك اتباعاً ؛فاستمسك بالذي اوحي إليك اجعل دينك وحياً استمسك به وهذا الفرق بين طالب العلم وغيره [ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ]
[ لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ]
آية عجيبة ...ألا نعقل ...ألسنا أصحاب عقول ...
ربنا ومن أصدق من الله قيلاً يقول لنا أنا ذكرنا هنا ؛ولذا لما نقبل على ديننا دين الوحي ودين الكتاب والسنّة هذا الذي يحقق ذكرنا وهذا الذي يغيظ عدونا .
هذا هو أحسن شيء في الرد على هؤلاء،أن نبقى على الخير الذي معنا وأن ندعوا إليه وأن نتوسّع فيه نسأل الله عزوجل ان يثبّت إخواننا في بلاد الكفر من المسلمين وأن يهديهم رشدهم وبأن يمنّ عليهم بطاعة الرحمن وأن يبتعدوا عن المعاصي والقاذورات.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.