حدثوني أنك والغة في المعصية، حتى صارت المعصية جزءاً من حياتك وشخصيتك وتكوينك، وأنه لو عرف أخواتك وزميلاتك ومن يعرفك حقيقة أمرك لاجتنبوك وباعدوك، وهجروك وقلوك، وأنك قد أفلحت في تزيين ظاهرك بعض التزيين، أما باطنك فتركتيه تلعب فيه المعاصي والآثام. أصحيح ما بلغني عنك؛ أن المعصية تخايلك حتى وأنت واقفة بين يدي الله تعالى في صلاتك؟ فذهنك شريد، وعقلك بعيد، كلما بحثت عن ذهنك وجدته على شفير زلة، أو على مشارف هاوية، أو قريباً من معصية، أو متأملاً أو متفرجاً أصحيح أن الهوى والشهوة أصبح صورةً دائمة بين ناظريك، وصوتاً هامساً يرن في أذنيك، ورسماً مطبوعاً في خيالك لا يفارقك؟ إذاً: لقد أصبحت المعصيةإدماناً يجري في دمك، ويتخلل في عروقك، ويأكل معك ويشرب، وينام على فراشك ويستيقظ أو حقاً أنك بين إسراف ولهو وضياع .. وسهر وفراغ ، انحراف وفساد ، عشق وغرام تبرج وسفور ،عجب وغرور ،عقوق للوالدين ، ترك للصلاة ،تبذير للأموال ؟ أو حقاً أنك لا تدعين وقتا يمضى إلا وقد أمضيته بين أفلام ومسلسلات وأغان ومجلات،ثم تتبعين ذلك بالحسرات والزفرات؟ أو حقاً أن أذنك تطرب لصوت فاجر تبثه قناة أو مذياع؟ أوحقا أنك تصرفين دخلك الشهري على الملابس الضيقة والقصيرة وأصباغ المكياج و أغلى العطور
لنخاطبك _أختي الفاضلة أخاطبك_محذرا ًومذكراً محذرا من التسويف وضياع الأوقات فى اللهو والمحرمات محذرا من الغفلة والانغماس فى الشهوات محذرا فى بحثك عن السعادة فى مستنقعات الرذيلة والمعاصى والموبقات ومذكراً بأنك أنت درتنا المصونة..ولؤلؤتنا المكنونة ولك أن تتأملى وتقفى لحظات عند بعض العثرات لكثير من الغافلات .. ولا زلنا وللأسف نتجرع مرارة غفلتهن .. أتدرين كيف يبدأ الانحراف ؟ أتدرين من أين يبدأ الانحراف ؟ إنه الفراغ أيتها الأخوات ..فراغ القلب والروح .. فإن القلب إذا خلا عصفت فيه رياح الشهوة وتلاعبت فيه الشياطين وأدخل عليه الشيطان من وسوسته ما أراد فهذا القلب كالإناء إن ملأتيه بحب الله ودوام الصلة بالله والتعلق فيما عند الله.. عجباً وربي من امرأة جاءت إلى حفلة عرس وقد علقت ثوبها على كتفيها بخيطين رفيعين لا يكاد يراهما الناظر ثم شقته من أسفل الظهر ليبدو منه باطن الركبتين وأسفل الفخذين عجباً وربي ... هل نحن في معرض للحوم البشرية أم هو شعور بالنقص في الجمال أرادت تعويضه بغرابة اللباس لتلفت أليها الأنظار
مسكينة والله التى لم تعرف كيف تحفظ جسدها وقد أستأمنها الله عليه وأسكن فيه روحها التي هي بيده جلا وعلا يقبضها إليه كل مساء حين تأوي إلى فراشها لتنام . فنقول للأخوات : حجابك شعارٌ لطهارتك ….. حجابك دليل على عفتك حجابك قدوة لأخواتك .…………حجابك برهان على حبك لدينك فشتــان بــــين إمرأتــين ..... امرأة قــــدوتــها الصحابـــيات وامرأة قدوتها الفنــانات والمــغنيات امرأة عباءتها ســتر وحـــشمة وامرأة عباءتها زيــنة وفــــتنة امرأة تبكي لأحوال المسلمات وامرأة تـــبكي لأحداث المسلســلات امرأة توزع المطويات النافعة في تسوقها وامرأة توزع الغيبة والنميمة في مـــجالسها امرأة تقتني الكتاب والأشرطة النافعة وامرأة تقتني الفلم والمجلات الخالعة امرأة تحـــيي الــــليل بالصـــلوات وامرأة تحــــيي الليل بالمعاكـــسات
تقول إحدى مغسلة الأموات بالرياض وقد ذكرت ذلك للعبرة توفيت فتاة في العشرين من عمرها بحادث سيارة … جاءوا بها إلى المغسلة وحين وضعناها على خشبة المغسلة وبدأنا بتغسيلها فإذا بنا ننظر إلى وجه مشرق مبتسم وكأنها نائمة على سريرها وليس فيها جروح أو كسور . والعجيب كما تقول أنهم عندما أرادوا رفعها لإكمال التغسيل خرج من أنفها مادة بيضاء ملأت الغرفة بريح المسك !!سبحان الله!! إنها فعلاً رائحة مسك فكبرنا وذكرنا الله تعالى قال سبحانه (ياأيتها النفس المطمئنة ارجعى الى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى ) .. لا يفتر لسانها من ذكر الله .. تسبيحا واستغفار وحمدلله فإذا رأيتها في المجلس فهي الصامتة العاقلة .. إن نطقت فبحق وإن سكتت .. تحركت أصابعها ولسانها بذكر الله ... لا تفرط في قيام الليل وتردد لذة لا يعلمها إلا من ذاقها وجربها...عباراتها تربية ودعاء فلا تسمع منها إلا : حفظك الله .. رعاك الله ... حرم الله على وجهك النار ..
بارك الله فيك.. تقبل الله دعاءك .. ابشري بالخير .. هذا لسانها .. فكيف لا تهفو لها القلوب ... فأين نساؤنا اليوم ؟ أختاه أخبريني : لو أن ملك الموت أتاك ليقبض روحك ، أكان يسُرُّكِ حالُك وما أنت عليه ؟! أختاه ، كيف بك لو نزل بجسمك عاهة فغيرت جمالك وبهجتك ؟! أختاه ،إن للموت سكرات،وللقبر ظلمات ،وللنار زفرات فاسألي نفسك ماذا أعددت لها أنسيت أننا صائرون إلى قبور موحشة وحفر مظلمة أختاه ، إنها الحقيقة لا مـفر منها ، فإن الله يقول:"ولا تنس نصيبك من الدنيا "فلماذا أصبح نصيبك أنت كله للدنيا ؟ لماذا نسيت الآخرة ؟ لماذا نسيت الجنة وما فيها من نعيم ، اكثري من الاستغفار والتوبة ، حاولي جاهدي ، واصبري ولا تيأسي ) أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ) واسمعي للبشارة من الغفور الرحيم (إلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ما أعظمها من بشارة فكل الذنوب تُبدل حسنات ، فما الذي تنتظرين ، هيا أبدلي الانحراف بالاستقامة والأغاني بالذكر والتسبيح ، وسارعي لحلق القرآن ، انكسري بين يدي الله ، أظهري له الذل والخضوع انثري له الدموع ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنيحيينه حياةً طيبة ) وليكن شعارك دائماً ( تقوى الله ) فيا من ركعت لله ... سجدت لله ... فاستيقظي أخيه .. وابدئي ولا تسوفي ولا تفرطي ... فانطرحي بين يدي الله ...واستجيبي للحياة الطيبة والسعادة الأبدية لتكوني عفيفة مستترة .. جعلك الله هادية مهدية عفيفة تقية نقية وزينك بالإيمان وجعلك من الصالحات القانتات ممن ينادون في ذلك الموقف العظيم: (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ) ونسأل الله أن يبارك لنا جميعا فى أوقاتنا وأن يصلح أحوالنا