رسالتي إلى الفتاة التي ستتزوج من متزوج
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأخت التي ستقدم على مثل هذه الخطوة الجريئة ، وأنـادي برسالتي أيضـاً كـل من ترحب بالفكرة وتستسهل الإقـدام عليهـا ..
السلام عليكِ ورحمة الله تعالى وبركاته سـلاماً هو تحية الإسـلام التي خلقهـا ربنـا تبارك وتعالى الذي يرعاني ويرعاكِ وكـل خلقـه بقدرته العظيمة جـل جـلاله لا إله إلا هـو ، ثم أمـا بعد .. أذكركِ ونفسي بآيـة عظيمـة هـي أول ما يشادُ إليـه بالنسبة لإحـلال الزواج الثاني والثالث والرابع :
" وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِن ْخِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ " .
ولا أزيد على هذا شيئاً لقلة علمـي في هذا المجـال - غفر الله لي ولكِ ولسائر المسلمين والمسلمات - إنمـا أبث إليكِ رسـالتي بمـا أعقل من الناحية الاجتماعية بعد التوكل على الله ، ليصلكِ هدفي منها ، والذي بإذن الله تبارك وتعالى سيعينكِ وزوجكِ ويبارك لكمـا بسببها ..
أختي الكريمـة :
إن كنتِ تعتقدين أنك تقدمين على زواجٍ بظروفٍ طبيعية مئة بالمئة فأنتِ مخطئة ، لاسيما إن كان سيكون بينكِ وبين الزوجة الأولى اختلاط ، أو أنكمـا ستسكنان سويةً في بيتٍ واحد ، فعليكِ أن تعرفي أن الأمر ليس بسهلٍ على الإطلاق ، وأنا هنا لستُ أحـاول أن أرهبكِ أبداً ، أو أحـاول أن أجعلكِ تتنحين عن رأيك ، معاذ الله ، بل والله أشجعك وأشجع على الزواج الثاني والثالث والرابع ، و يثلج صدري كـل تجربةٍ ناجحـة لمثل هذه الزيجـات ، ولكن ما يتعسني هو ما تمر به الزوجة الأولى من غمـرةٍ قاسية من المشاعر السوداوية التي تجعلها تكره الحـياة ، بـل وفي بعض الأحيان أخالها تطلب الموت ولا تبـالي ، وهذا بالطبع بسبب مشاعر الغيرة العظيمة التي تعتريها ولا تفارقـها ..
أختي في الله:
أرجو أن تكون الزوجة الأولى في حسبانك قبل زوجك ، وحتى إن علمتِ أنها وافقت عل زواجكما عليكِ ألا تأمني من ذلك على مشاعرها ، عليكِ أن تجعلي هذا في حسبانك ، وما يتلو ذلك بضعة انضباطات أتمنى الامتثال لها بكل قلبٍ راضٍ لأنها العدل والإحسان اللذين تعود لكِ منفعتهما قبل أختكِ الزوجة الأولى :
أولاً: ...
احترمي وبشدة مواعيد تواجد زوجكِ في بيته الأول ولا تحـاولي جذبه لبيتكِ بحجةٍ مـا إلا للضرورة الملحة ، وتجنبي الاتصال به وأنتِ تعلمين أنها تجلس لجانبه أو أنه في بيتها .
ثانياً : ...
إن كنتمـا تسكنان بيتاً واحداً فاحترمي وبشدة ألا تحدثين زوجكِ بطريقـةٍ تجعله يميل إليكِ أمامها ، وأشدد ألا يكون ذلك في ليلتها لعدم جذبه لسكناكِ ، راعِ الله تبارك وتعالى في هذا فالعدل في مثل هذه النواحٍ واجب وعليكِ معونة زوجكِ في هذا ، ولا تنسي أن فوائد هذا الأمر عائدة إليكِ كذلك .
ثالثاً:...
حـاولي أن تكسبي أختكِ الزوجة الأولى صديقـة وأحبيها بصدق ، حـاولي ذلك قبل أن تريها لكي تهيئي نفسكِ على ذلك عندما تقابليها ، صداقتكمـا ستيسر زواجكِ وسيجعل نجـاح زواجكم باهراً ، وأسرتكم ستسجل أروع حكاياتِ الأسر التي تجمعها أواصر المحبة وتلف في شرايين أعضائها المودة والدفء ، هذا الذي يبحث عنه كـل من يحـاول أن يكوّن أسرةً ، فهنيئاً لكم بمثل هذه الأسرة .
رابعاً: ...
ارعيْ أختكِ الجديدة – الزوجة الأولى - من كـل قلبكِ ، أعينيها في أمورها التي تحب ، كوني إلى جانبها في أتراحها قبل أفراحها لتشعر بدفِ مودتك وجمـيل قربكِ ، ثم من يدري ربمـا بعد زمنٍ تشعر بروعة وجودكِ في دنياها ، وتحمد الله أن تزوج زوجها منكِ ، وعندما تغادرين تفتقدكِ ، والله ليست أحـلاماً بل تقرب لتكون حقيقـة ، الأمر يحـتاج فقط لحسن نيـةٍ وتوكـل على الله سبحانه واستعانة به .
خامسـاً: ...
أحبي أطفـال زوجك ، وارعي شؤونهم بالطريقـة التي توجهكِ إليها أمومتك ، استخدمي لرعايتهم كـل عواطفكِ واشغلي عقلكِ فيمـا يسعدهم ، قدمي لهم الهدايا على ذوقكِ الخاص عند أول مقابلة لكِ معهم ، وبعد التعرف عليهم والعيش معهم لا تنسي أن تقدمي لهم الهدايا كلما وجدتِ فرصةً لذلك ، ولتكن أشياء يرغبونها ويفضلونها بمـا يدخل السرور قلوبهم ، بحيث تكسبينها وتمتلكينها .
سادساً: ...
لا تدخلي أهلكِ في أمورِ بيتك ، واستبعدي من مجلسكِ كل من تشعرين أنه يؤثر سلباً على زواجك ، وفي حـال شعرتِ بعض الأحيان من مضايقات أو بغضٍ ما تجاه أسرتكِ الجديدة فإياكِ ثم إياكِ وغيبتهم ، وربي إن ذلك لن يزيد أموركِ إلا تعسيراً ولن يضفي على دفءِ أسرتكم إلا التلاشي والنفور ، وأشدد عليكِ أختي الكريمـة باللجــــــــــوء إلى الله بركعاتٍ في جوف الليل تبكين فيها وتتضرعين إلى الله ، وتطلبين منه سبحانه أن يحل الإشكالات بيكم بنيةٍ صادقة في تكوين أسرةٍ حميمة رءومة ، وعليكِ بالدعاء وكثرة الاستغفار .
أختي الكريمـة :
كلماتي هذه رسالتي إليكِ ولمثيلاتكِ ممن تقدمن على الزواج الثاني أو الثالث أو الرابع ، ربمـا تعتريكِ مشاعرٌ بأنها مثالية مبالغ فيها ، أو قصة خيالية تطرب آذاننـا بالاستماع لهـا ، ولكـني أؤكـد لكِ أنها جزءٌ لا يتجزأ من الحقيقـة ، تكون إذا أردتِ لهـا أن تكون بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى .
أقول كلماتي هذه ناصحـةً وكـل مرادي أن يكتب الله تبارك وتعالى لزواجكِ كـل خير ، وأدعو الله سبحانه أن ييسر زواجك ويكتب بينكِ وبين زوجكِ مودة ورحمة ، وأن يلين قلوب أسرتكِ الجديدة تجـاهك لتكوني أسرة دافئـة يكره أعضاؤها الشتات والتفريق .