الصومال وحرب البرتقال
أثناء عبثي بالقنوات الفلكيه في تلقازنا العزيز توالت بصدفة المشاهدة
قناتين متتالتين الأولى كان تقرير عن إحدى الدول الأفريقية و عن المجاعة
الحاصلة بها و التي تبين لاحقاً بأنها لدولة الصومال و على القناة الثانية
كان هناك تقرير مماثل و لكن مختلف المضمون عن كرنفال سنوي يقام
في بندقية إيطاليا و يسمى بحرب البرتقال
مفارقة تلك القناتين مضحكة و مبكيه في ذات الوقت فالصراع واحد و الحاجه
مختلفه بين الدولتين هذه المفارقة جعلتني أرى الطبقية التي جُبلت منها
البشرية عامة و إختلاف جبهات الصراع بينها في سبيل اللقمة أو الملذة
للوهلة الأولى سيكون عامة الرأي بأن ذلك الكرنفال هو إنتقاص
من النعمة و بأنه قلة حياء و إنسانية إتجاه الأوضاع المزريه في
تلك الدولة الصومالية و هذا ما بدر في بالي بالحقيقة
ولكن لنغير من إتجاه البوصلة قليلاً و نرى الأمر بصوره أخرى
و نرى بأن الدولة الصومالية كفيلة بتغيير هيكلها الداخلي
المتهالك منذ عقود فمنذ الأزل و الصومال تحت وطأة المساعدة
و الفقر و التصدع من دون أي حجر تغيير يذكر و بغض النظر
عن ما تحتويه تلك الدولة من حروب أهليه و إقتصادية
إلا أن هذا لا يعطيها سبباً للركود الدائم و دوام الفقر
المدقع بها منذ عقود
فجملة التعاطف مع تلك الدولة هو تعاطف إنساني بحت
من دون أي إعتبارات أخرى واقعية فتلك البلاد ليست
بحاجة إلى مستقطعات غذائية شهريه أو سنويه
بل هي بحاجة إلى إرادة شعب و تغيير داخلي بكل
تفاصيل الإقتصاد لديهم ليكون العطاء بينهم دائم
و الحاجه محدوده من الآخرين
و حرب برتقال البندقية قد يكون به إنتقاص للنعمة كما إتفقنا و لكن
ألا ترون بأنه حق سياحي إقتصادي مشروع لتلك الدولة فذلك
الكرنفال السنوي له عوائد ماديه ضخمه فمقابل كل برتقالة
ثمن و عائد مادي و سياحي لها و هي فكرة ناجحة لإدارة عجلة الإقتصاد
و السياحة لديهم بالشكل المطلوب
عن نفسي و بعد إدارة البوصلة من جديد تبين لي بأن حرب البرتقال
الإيطالية بأفضل حال من حروب مجاعة الصومال فالأولى جبلت تغيير حاجتها
ببعض العوائد الداخلية و الثانية جبلت تغيير حاجتها بدوام الحال و قلة الحيلة
أعلم بأن المفارقه شاسعه الخطوات بين الدولتين من النواحي
الإقتصادي و الجغرافيه و الإجتماعية و لكن لا تنسوا بأن
مشاوير الأميال العديده تبدأ بخطوه
و لاتنسوا قول الله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}
اعجبني فنقلته لعدولاتي