حالة من الخوف والذعر أصابت ملايين المواطنين بعد إعلان اللواء سمير سلام، محافظ الدقهلية،
عن ارتفاع عدد المصابين بمرض التهاب الملتحمة الفيروسى إلى أكثر من 670 حالة، أغلبهم من
تلاميذ المدارس، خاصة بعد انتقال الفيروس من المصابين إلى أفراد أسرهم، الدكتور حازم ياسين،
مدرس طب وجراحة العيون بقصر العينى، عضو الجمعيتين الأوروبية والأمريكية لجراحات المياه البيضاء
وإصلاح قصر النظر، أكد لـ«المصرى اليوم» أن هناك حالة من المبالغة فى الخوف من المرض،
خاصة أنه لا يسبب أى مشكلات فى الإبصار ويسهل علاجه.. وإلى نص الحوار:
■ بداية.. ما هو مرض «التهاب الملتحمة الفيروسى»؟
- هو نوع من أنواع أمراض الرمد المتعارف عليها، والتى لا تسبب أى خطورة على العيون، والاسم العلمى له هو (أدنفيروس) وقد يكون فى صورة مخففة جدا لا يمكن ملاحظتها، لكنه يتميز بسرعة الانتشار عن طريق إفرازات الجهاز التنفسى أو إفرازات العين.
■ وهل ينتقل المرض بسهولة من الشخص المصاب إلى السليم؟
- نعم، لأنه ينتقل عن طريق التلامس أو استخدام الأدوات الشخصية الواحدة لمجموعة من البشر.
■ وما أكثر الفئات المعرضة للعدوى؟
- الأشخاص الأقرب إلى المريض، فأطباء العيون أنفسهم معرضون للعدوى بالمرض أثناء توقيع الكشف الطبى على المصابين به.
■ كم تبلغ فترة حضانة المرض؟
- من أربعة إلى عشرة أيام، وبعدها تبدأ مراحل وأعراض التهاب الملتحمة.
■ كيف يعرف المواطن إن كان مصابا بالمرض أم لا؟
- أهم أعراض المرض الدموع المائية شديدة الانهمار مع احمرار فى العين وعدم القدرة على مواجهة الضوء، ويمكن أيضا أن تكون ما يشبه «الحيل» بالتعبير الدارج أمام الأذن وعند الضغط عليه يشعر المريض بالألم.
■ هل يمكن للأطباء تمييز المرض بسهولة أم تتشابه أعراضه مع أمراض أخرى؟
- يمكن التعرف على المرض بمجرد الكشف، الجفون تكون منتفخة مع وجود حبيبات فى الملتحمة يصاحبها بنزيف طفيف فى صورة نقاط حمراء، وقد تنتفخ الملتحمة ويتكون عليها غشاء كاذب يمكن فصله بسهولة.
■ وهل للمرض علاقة بحرق قش الأرز كما أكدت بيانات وزارة الصحة؟
- لا ليس له أى علاقة بحرائق الأرز، حيث ينقسم التهاب الملتحمة إلى نوعين، أحدهما وهو الأوسع انتشارا والمعروف علميا بمصطلح «epidemic keratoconjunctivitis» ينتقل فى صورة عدوى من تلامس الأيدى مع العيون المصابة، ويكون مصحوباً برغبة شديدة فى فرك العين، وهنا جاء الخلط غير الدقيق بين انتشار المرض وحرق قش الأرز.
■ هل يصيب هذا النوع من الالتهاب القرنية ؟
- نعم، إصابة القرنية فيه تحدث فى 80% من الحالات، ولا يكون مصحوباً بأى أعراض جسمانية.
■ ما النوع الآخر من التهاب الملتحمة ؟
- اصطلح عليه علميا باسم «pharyngeoconjunctival fever»، ويكون مصحوبا بالتهاب الحلق مع ارتفاع بسيط فى حرارة الجسم، ويحدث عند الأطفال فى حالة إصابتهم بالتهاب الجزء العلوى من الجهاز التنفسى كنزلات البرد، وقد تتأثر القرنية فى 30% من الحالات، ولكن الإصابة نادراً ما تكون شديدة.
■ هل تسبب الإصابة بفيروس التهاب الملتحمة أى مشكلات مستقبلية فى الإبصار؟
- مع كل الأعراض السابقة، إلا أن المرض بنوعيه لا يسبب نهائيا أى مشكلة فى الإبصار.
■ كيف يمكن علاج المصاب بالفيروس؟
- من خلال وضع قطرات مناسبة، وإن كان استخدام الأدوية المحتوية على مضادات الفيروس غير فعال، لكن يمكن استخدام القطرات المحتوية على الكورتيزون.
■ بعض أطباء العيون يحذرون من استخدام أدوية تحتوى على كورتيزون؟
- استخدام قطرات تحتوى على الكورتيزون يجب أن يكون تحت إشراف الأطباء، حتى يتجنب المريض الآثار الجانبية التى قد تنتج عنه، واستخدام قطرات الكورتيزون بشكل علمى.
■ وما الإجراءات الوقائية التى يجب أن تتبعها الأسرة لعدم الإصابة بالفيروس أو لمنع انتقال العدوى؟
- إجراءات النظافة الطبيعية، مثل غسل الوجه واليدين بالماء والصابون، وعدم استخدام المناشف القماشية مع استبدالها بالمناديل الورقية لتجفيف الوجه واليدين، وتغيير أكياس «المخدات» يساعد على قصر فترة الالتهاب.
■ وهل يجب عزل الشخص المصاب عن
محيطه؟
- إطلاقاً، المرض بسيط جدا، ولا يستدعى حالة المبالغة والتضخيم الموجودة حاليا، يكفى فقط اتباع إجراءات النظافة البسيط
■ المرض انتشر بشكل أساسى بين تلاميذ المدارس.. فما هو عدد الأيام التى يجب على التلميذ المصاب أن يتغيب فيها عن الحضور حتى لا تنتقل العدوى؟
- يومان فقط، وليس عشرة أيام كما أعلنت وزارة الصحة، ويعود بعدها ليستأنف نشاطه بشكل طبيعى دون أى مخاوف.
■ هل يجب التعامل مع المرض باعتباره «وباء» كأنفلونزا الطيور أو الخنازير؟
- لا، وإعطاء الانطباع والإيحاء بأنه وباء منتشر بين الدول كتركيا والصومال أمر مبالغ فيه، لأن هذا النوع من الالتهاب بسيط ولا يختلف كثيرا عن أنواع الرمد المعروفة.
■ كيف ترى تعامل الأجهزة الرسمية مع أخبار المرض؟
- هناك تضخيم ومبالغة ليس لهما أسس علمية، وإثارة الرعب فى نفوس الأهالى وأولياء الأمور وهذه الحالة من القلق الشديد سببها الحكومة.