"والله ما طلعت شمس ولا غربت...إلا وحبك مقرون بأنفاسي:
وإليك هذه الصور المنيرة المشرقة التي تفيض بالحب الصادق:
1- كادوا يقتتلون على حبه:
في حديث متفق عليه عند البخاري ومسلم في شأن صلح
الحديبية ، أن عُروة بن مسعود عرض على المشركين أن يأتي إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم الذي كان ناويًا دخول مكة وهو على مشارفها ، فيكلمه في
تفصيل ما جاءهم به بديل بن ورقاء ، فقالوا له : دونك فاذهب . : قال : ثم
إن عروة جعل يرمق أصحاب النبي بعينيه ، قال : فوالله ما تنخم رسول الله
صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ،
وإذا أمر ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلموا
خفضوا أصواتهم عنده ، وما يُحِدّون النظر إليه ..تعظيمًا له ، فرجع عروة
إلى أصحابه فقال : أيُّ قوم !! والله لقد وفدتُ على الملوك ، ووفدت على
قيصر وكسرى والنجاشي ، والله إن رأيتُ ( أي ما رأيت ) ملكا قط يعظمه
أصحابه ما يعظم أصحاب محمدِ محمدًا ( صلى الله عليه وسلم
2-شرب حتى ارتويت:
يقول سيدنا أبوبكر:كنا في هجرة وأنا عطش عطش..فجئت بمذقة لبن فناولتها
للرسول صلى الله عليه وسلم ،وقلت له:اشرب يا رسول الله،يقول أبوبكر:فشرب
النبي صلى الله عليه وسلم حتى ارتويت!!
3-أين نحن من هذا الحب؟!!:
يوم فتح مكة أسلم أبو قحافة..فأخذه سيدنا أبو بكر وذهب به إلى النبي صلى
الله عليه وسلم ليعلن إسلامه ويبايع النبي صلى الله عليه وسلم..فقال له
صلى الله عليه وسلم:هلا تركت الشيخ في بيته،فذهبنا نحن إليه،فقال
أبوبكر:لأنت أحق أن يؤتى إليك يا رسول الله...فأسلم أبو قحافة...فبكى
سيدنا أبوبكر الصديق ،فقالوا له :هذا يوم فرحة ،فأبوك أسلم ونجا من
النار..فما الذي يبكيك؟..قال:لأني كنت أحب أن الذي قد بايع النبي الآن ليس
أبي.. ولكن أبو طالب..لأن ذلك كان سيسعد النبي صلى الله عليه وسلم
أكثر..؟!!!
4- المرء يحشر يوم القيامة مع من أحب!!..:
غاب النبي صلى الله عليه وسلم طوال اليوم عن سيدنا
ثوبان خادمه..وحينما جاء قال له ثوبان:أوحشتني يا رسول الله..وبكى..فقال
له النبي صلى الله عليه وسلم أهذا ما يبكيك؟..قال له ثوبان:لا يا رسول
الله ولكن تذكرت مكانك في الجنة ومكاني فذكرت الوحشة..فقال له النبي صلى
الله عليه وسلم:يا ثوبان المرء يحشر يوم القيامة مع من أحب!!..