رواية/ شوق العُمَر
بقلم/ سارة بركات
ممنوع النشر اثناء الحصرى
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الأول
فى صباح يوم مشرق مليئ بالحياة كانت أشعة الشمس ساطعة ف كل أركان الشقة الصغيرة التي يملاها الدفئ والحب والأمان، كانت تقف أمام المرآة تمشط شعرها الأسود الذي يتخلله بعض الشعيرات البيضاء وبعد أن إنتهت، إرتدت ملابس الصلاة وقامت بآداء فرضها... بعد مرور فترة بسيطه...خرجت من أوضتها بشعرها المُجمع على شكل كحكه ودخلت أوضه كان الظلام دامس فيها...راحت لل
ستائر المقفوله...
شوق بصوت مسموع وهى بتفتح ال
ستائر:"يا أمير، يلا قوم ياحبيبى هتتأخر على الشغل."
مالقتش رد منه وراحت لسريره وبدأت تصحيه..
شوق بحنان أمومى:"أمير روح ماما، قوم يلا نفطر مع بعض عشان تلحق تروح الشغل."
أمير بنعاس وهو بيتقلب على سريره:"حاضر."
كمل نوم...
شوق بتأفف:"يوووه يا أمير، قوم ياحبيبى."
أمير بنعاس مع ضيق:"أستغفر الله العظيم."
شوق بصدمه:"نعم؟ للدرجادى مش طايقنى؟ طب أما اسيبلك البيت بقا شوف هتلاقى زيي فين."
أمير بنعاس وهو بيقوم من على سريره ببطئ:"أبدا، بستغفر ربنا ياحبيبتى عادى، *قام من مكانه وباس راسها* ماتزعليش منى يا أجمل شوق إنتى فى القلب ماقدرش أزعلك أبدا."
شوق:"طب يلا ياحبيبى نخرج عشان نفطر."
أمير بتنهيده:"حاضر."
شوق بإستغراب:"أمير هو فى حاجه؟"
أمير بإبتسامه خفيفه:"لا مافيش ياحبيبتى."
شوق بقلق وهى ملاحظه الهالات السوداء إللى تحت عيونه:"هتخبى عليا؟ فى إيه يابنى؟ إنت مش نايم كويس صح؟"
أمير وهو بيتهرب منها:"مافيش يا أمى، أنا بس ورايا مشروع مهم جدا فى الشركه وطبعا الكل بيحاول يثبت نفسه فيه عشان صاحب أحسن فكره هيترقى."
شوق وهى بتمسك وشه بين إيديها:"مادام قولت "يا أمى"، تبقى مش واثق إنك هتنجح فيه."
أمير بحزن وهو بيبص فى عيونها:"خايف، خايف حد ماتعبش زيى تكون فكرته أحسن منى، أنا بقالى فتره بسهر عشان أعمل فكره ناجحه وأعرضها على نائب رئيس مجلس الإدارة."
شوق بحنان:"ياحبيبى، كله نصيب و رزق من عند ربنا و مافيش حد بياخد رزق غيره، الأرزاق متقسمه بالتساوى، خليك واثق إن ربنا مش هيضيع تعبك أبدا، وخليك عارف إنى دايما بدعيلك، إنت بس سيبها لله."
أمير بتنهيدة:"ونعم بالله، بس إنتى عارفه إنى شغال فى الشركه دى بقالى خمس سنين، مستنى فرصه، مستنى حد يكتشفنى، أنا بتعب وبجتهد وبعمل إللى عليا وزياده زى ما حضرتك ربتينى."
شوق:"خليك واثق ياحبيبى فى ربنا، إنت تعبت فى الكليه مذاكره وسهر وأنا تعبت معاك، وربنا ماضيعش تعبك ولا تعبى فيك، إنت إجتهدت فى السنين دى وصدقنى أنا واثقه فى ربنا إنك هتنجح وهتبقى فى منصب عالى فى الشركه دى."
أمير بإبتسامه وهو بيبوس راسها:"اللهم آمين."
شوق:"يلا بقا إدخل الحمام وفوق كده، وصلى وتعالى نفطر."
أمير بغمزه:"حاضر يا قمر ، *عيونه جات على شعرها الأبيض* طب والله الشعر الأبيض ده ظالم واحده فى جمالك، ده حتى مافيش تجاعيد."
شوق:"ههههههههههههه، يلا يابكاش إنت بتاكل بعقلى حلاوه صح؟"
أمير:"أنا دايما عندى حق، وبعدين أعمل إيه بقا؟ مافيش فى حياتى واحده غيرك هحب فى مين؟"
شوق:"ربنا يرزقك ببنت الحلال ياحبيبى."
أمير وهو بيبعد عنها وبيروح نحية الدولاب:"ياه يا أمى أنا لسه صغير على الكلام ده."
شوق بسخريه:"صغير؟؟ صغير إزاى؟ ده إنت ماشى فى ال27 ."
أمير بعِند وهو بيبصلها:"برده صغير ياشوق، وبعدين إيه ماشى فى ال 27 دى؟ أنا تميت ال 26 مبقاليش شهرين."
شوق:"برحتك، بس هدعيلك بيها برده ربنا يوقعك فى بنت الحلال، قااااادر يا كريم."
أمير:"هههههههههههههه، مش هقولك آمين."
شوق:"طب يلا خلص ياخفيف وأنا هستناك بره."
أمير بغمزه:"حاضر ياقلب الخفيف."
ضحكت بخفه على تصرفاته وبعدها خرجت من الأوضه وبدأت تحط الفطار على الترابيزه الصغيره إللى موجوده فى الصاله...
بمرور الوقت .. كانوا قاعدين هما الإتنين بيفطروا وهى كانت سرحانه ومش مركزه مع أمير إللى بيناديلها... الرواية بقلم/ سارة بركات
أمير:"أنا بناديلك ياماما على فكره."
شوق بإستيعاب وهى بتبصله:"هاه؟"
أمير:"حضرتك إللى فى إيه؟ سرحانه كإنك فى دنيا تانيه، إنتى كويسه؟"
شوق:"أنا كويسه ياحبيبى الحمدلله ماتقلقش، كنت بتقول إيه؟"
أمير:"كنت بقولك عايزانى أجيب إيه وأنا راجع؟"
شوق:"زى إيه؟"
أمير:"لا بقا إنتى مش مركزه معايا خالص، *غمز لها* مين إللى واخد عقلك ياجميل؟ ده أنا هغير بقا."
شوق بإحراج:"عيب ياولد مافيش حاجه *إتنهدت بعمق* خلاص إفتكرت، إبقى هات كيلو عنب وإنت جاى."
أمير بإستغراب:"بس كده؟"
شوق:"أيوه يابنى، هعوز إيه تانى؟ وبعدين مافيش فلوس كتير باقيين لآخر الشهر خلينا ماشيين على قد حالنا لحد ما أقبض المعاش."
أمير:"إنتى عارفه إنى هقبض اليومين دول."
شوق:"ياحبيبى خلى فلوسك معاك، ماتشغلش بالك بيا."
أمير:"إنتى بتقولى إيه يا شوق؟ إنتى ملزمه منى، و......"
شوق بتأفف وهى بتقاطعه:"برده هندخل فى نفس المرشح بتاع كل مره، بقولك إيه ماتوجعليش دماغى ويلا قوم روح شغلك عشان ماتتأخرش."
أمير إتنفض فى مكانه..
أمير:"يانهارى، أنا إتأخرت فعلا، ربنا يسامحك ياشوق."
شوق بضيق:"مش أنا السبب على فكره إنت إللى بتحب ترغى."
أمير وهو بيبوس راسها:"هنبقى نتكلم بعدين فى الموضوع ده لما أرجع يلا مع السلامه."
راح نحية باب الشقه وخرج من البيت...
شوق بإبتسامه حنونه:"ربنا يوقفلك فى طريقك أولاد الحلال ياحبيبى."
قامت من مكانها وشالت الأكل...بمرور الوقت..دخل الشركه وهو بيجرى بس خبط فى واحده جامد...وهما الإتنين وقعوا الأرض...
؟؟ بألم:"راااسى."
أمير بعصبيه:"مش تفتحى."
؟؟ بإستغراب:"إنت إزاى بتتكلم كده؟ إنت المفروض تعتذر هو أنت مش لاحظ إنك إللى خبطت فيا؟"
أمير بضيق وهو بيشيل شنطته وأوراقه:"لا إنتى إللى خبطتى فيا."
قام من مكانه ومشى وسابها وراح لأوضة الإجتماعات...
بشير (نائب رئيس مجلس الإدارة):"ما لسه بدرى يا أستاذ أمير؟"
أمير:"انا آسف، حقيقى آسف."
بشير بتنهيده:"تمام، إتفضل أقعد."
قعد على الكرسى جنب باقى زملائه...قامت من مكانها ونفضت هدومها وعدلت شعرها...
؟؟ بتمتمه وضيق:"قليل الزوق بجد."
إتحركت نحية الإستقبال...
؟؟:" معلش ممكن تقوليلى فين أستاذ بشير رياض؟"
السكرتيره:"موجود فى إجتماع مع الموظفين حاليا."
؟؟:"المفروض إنى أحضر الإجتماع ده هو منتظرنى، ممكن حضرتك تقوليلى فين الإجتماع؟"
السكرتيره بدأت تدلها على مكان الأوضه...بعد مرور فترة بسيطه... كانت واقفه قدام أوضة الإجتماع وبتبص فى الأوراق إللى فى إيديها، أخدت نفس عميق وبدأت تخبط على الباب وبعدها دخلت...
؟؟:"آسفه على التأخير يا أ/بشير، حقيقى آسفه."
أمير وكل زملائه إنتبهوا للبنت إللى دخلت الإجتماع...
بشير بإبتسامه:"أهلا بالآنسه سيرين،إتفضلى تعالى أعرفك على الشباب إللى هيكونوا زمايلك."
دخلت ووقت جنبه، وبشير بدأ يعرفها عليهم...
بشير بإبتسامه:"أحب أعرفكم بالآنسه سيرين، أصغر زميله ليكم هنا، هى ليها مكانه عزيزه فى قلبى بعتبرها زى بنتى بالظبط، النهارده هيكون أول يوم ليها فى الشركه معانا عايزكم تعتبروها زى أختكم الصغيره."
كل إللى موجودين رحبوا بيها لحد ماعيونها جات فى عيون الشخص إللى خبط فيها، كان بيبصلها بضيق...كانت لسه هتتحرك عشان تقعد على كرسى..
بشير:"وطبعا بما إننا بندور على فكره جديده لشركتنا، الآنسه سيرين عرضت عليا فكره روعه كبداية جديده وجميله لوجودها معانا وأنا بصراحه ناوى أنفذها، ممكن تعرضى الفكره على زمايلك يا آنسه سيرين."
أمير حس بالغضب الشديد وفى نفس الوقت حس بخيبة الأمل ... سيرين مكانتش فاهمه ليه الشخص ده بيبصلها كده؟ فاقت من إللى هى فيه على صوت بشير..
بشير:"يلا يابنتى إتفضلى."
بشير قعد على كرسى وهى فضلت واقفه ومرتبكه، أخدت نفس عميق وفتحت الأوراق وبدأت تشرح وتتكلم بشكل بسيط ...
سيرين:"بداية كده أحب أتكلم عن الشركه بوجه عام زى ماسمعت عنها طبعا، شركة OŜ هى شركة مختصة بجميع التخصصات إللى ممكن أى حد يقدر يتخيلها، وبالتالى الشركه دى كسبت نجاح كبير فى خلال سنين بسيطه جدا، ومش هقول إنها باقت أكبر شركه فى مصر، بس هقول إن مافيش أى شركه تانيه تقدر تتحداها أو تدخل فى تنافس معاها، الشركه مختصه فى ال.........."
كملت كلام كتير عن الشركه ووصفتها وصف دقيق جدا...بمرور الوقت..
سيرين:"وبكده أنا خلاص خلصت شرح الفكره إللى أنا مقدماها."
الكل كان مبهور بفكرتها ماعدا أمير إللى كان بيبص قدامه بشرود وهى كانت مركزة معاه بس مش فاهمة ماله...
بشير:"شكرا ليكى يا آنسه سيرين، إتفضلى إقعدى."
قعدت على كرسى، وبشير كمل شرح لكل حاجه هتتعمل فى خطة المشروع بتاع سيرين للفتره الجايه...بمرور الوقت...الإجتماع خلص وأمير قام بسرعه من مكانه وأخد أوراقه وخرج بسرعه من الأوضه بدون أى كلمه وراح لمكتبه وكل ده تحت عيون سيرين إللى مستغرباه أكتر، وباقى الزملاء بدأوا يخرجوا.....
سيرين بضيق لنفسها:"قليل الزوق."
فاقت من تفكيرها على صوته...
بشير:"طمنينى عليكى ياحبيبتى؟ باباكى أخباره إيه؟"
سيرين بإبتسامه:"كويس يا أونكل بيسلم عليك."
بشير:"يادوب أول أما كلمنى قولتله ماتقلقش كل حاجه هتتنفذ زى مانت عايزها، نورتينا ياحبيبتى."
سيرين:"شكرا يا أونكل ده نور حضرتك، معلش ممكن حضرتك توصفلى مكتبى هيكون فين؟"
بشير:"ثوانى."
نادى بصوت مسموع على شاب خارج من أوضة الأجتماع...
بشير:"أحمد."
أحمد بصله بإستفسار...
بشير بإبتسامه:"عرف الآنسه سيرين على مكتبها الجديد إللى فى أوضه رقم...."
أحمد:"تمام، إتفضلى معايا يا أستاذة."
سيرين وهى بتقوم من مكانها:"أستاذة إيه بس؟ إسمى سيرين عادى، إحنا زملاء، *بصت لبشير* باى يا أونكل."
بشير بإبتسامه:"لو إحتجتى حاجه أنا موجود فى مكتبى."
سيرين:"حاضر."
خرجت هى وأحمد وراحوا لمكتب قسم الإداره إللى موجود فيه أمير وقاعد بيبص للفراغ بضيق شديد...
سيرين لأحمد:"فين مكتبى؟"
أحمد شاورلها على المكتب إللى يُصادف بإنه جنب المكتب بتاع أمير...أخدت نفس عميق وراحت قعدت على كرسى المكتب...أحمد راح لأمير وبدأ يهمسله بحاجه فى ودنه...
أحمد بهمس:"البنت طلعت قريبته، إحنا طلعنا من الموضوع ده من مولد بلا حمص."
بِعد عنه وراح لمكتبه إللى فى أوضه تانيه غير أوضتهم...وأمير مش قادر يتحكم فى أعصابه أكتر من كده...
سيرين بحمحمه وهى بتقرب منه وبتمد إيدها ليه:"أظن إننا إتعرفنا على بعض فى البدايه بشكل مش لطيف، أنا إسمى سيرين عندى 22 سنه متخرجه من......."
أمير بضيق مكتوم وهو بيقاطعها:"إتفضلى يا آنسه إرجعى لمكتبك."
سيرين:"بس أنا....."
أمير بعصبيه:"بقولك إتفضلى."
وهنا سيرين إنفجرت فيه..
سيرين بعصبيه:"هو فى إيه؟ من ساعة ماشوفتنى وإنت العفاريت بتتنطط فى وشك، هو أنا قتلتلك قتيل؟"
أمير مردش عليها وكمل شغله...
سيرين بضيق:"لا بقا، بُصلى هنا أنا بتكلم."
أمير مردش عليها وتجاهلها تمامًا، نفخت بضيق شديد وضربت رجلها فى الأرض بشكل طفولى ورجعت لمكتبها، الرواية من تأليف سارة بركات...وأمير بيحاول يركز فى شغله بس مش قادر لإن قلبه موجوع بسبب إنه كان يتمنى يعرض فكرته إللى أحسن من فكرتها بمراحل ويترقى، لإنه بيتمنى الترقيه دى من زمان، وتيجى واحده بكل بساطه تدخل الشركه بواسطه وتعرض فكرتها التافهة ويتوافق عليها لكن فكرته ماحدش عبره فيها أصلا، إتنهد بقلة حيلة وركز فى شغله أو هو بيقنع نفسه إنه بيركز أصلا.....
.........................
فى شقة شوق:
كان صوت أغنيه "إنت عمرى" لأم كلثوم مسموع فى الشقه البسيطه وشوق كانت واقفه نحية الشباك ولابسه حجابها وبتشرب الشاى وبتبص على الناس إللى رايحه وإللى جايه لحد ماعيونها جات على بنت وولد ماسكين إيد بعض، إبتسمت بحزن لإنها إفتكرت كل حاجه فاتت، وفى نفس الوقت كلمات الأغنيه وصلت لمسامعها "يا حبيبي تعالى وكفاية اللي فاتنا، هو فاتنا يا حبيب الروح شوية!!" دمعه نزلت من عيونها وبدأت تفتكر كل حاجه حصلت من زمان...
منذ ثمانية وعشرون عامًا:
فى حارة شعبية بسيطة يملأها الموده والمعامله الطيبه بين الجميع .. كانت ماشيه مع والدتها فى الحاره بفستانها صاحب الموضه الخاصه بهذا الزمن وشايله فى إيديها شنطة السوق وبيتكلموا مع بعض...
رانيا:"أبوكى هيتخانق معانا لو إتأخرنا عليه أكتر من كده، كفاية إنه سمحلك تنزلى معايا."
شوق وهى بتبص فى الأرض:"حاضر ياماما."
رانيا:"أول أما نروح لازم تطلعى تذاكرى علطول، إنتى عارفه إن أبوكى مابيحبش تعملى حاجه فى البيت، عاوزك تنجحى وتبقى شاطره وتدخلى الكليه."
شوق بإبتسامه خفيفه:"حاضر ياماما."
رانيا بإبتسامه وهى بتبصلها:"أنا فخوره بيكى أوى يا شوق."
لاحظت إن شوق بتبص فى الأرض وهى ماشيه...
رانيا بإستفسار:"فى إيه ياحبيبتى؟ بتبصى فى الأرض ليه؟"
شوق:"لسه ماتعودتش على الناس إللى هنا ياماما، حاسه إن العيون كلها علينا عشان إحنا لسه جداد فى الحاره وأنا محرجة جدا، فعشان كده ببص فى الأرض."
رانيا بضحكه خفيفه:"ياحبيبتى هتتعودى مع الأيام."
شوق بتنهيده:"إن شاء الله."
رانيا:"هانت قربنا نوصل للبيت."
شوق كانت لسه هتتكلم قطع كلامها صوت خناقه كبيره .. عيونها جات بتلقائيه على مكان الخناقه، شافت شاب بيتخانق مع راجل كبير...
؟؟ بغضب:"بقولك هات الفلوس."
الراجل:"مالكش عندى حاجه يا عمر وأعلى مافى خيلك إركبه."
الراجل شاور لمجموعه من الشباب إنهم يضربوه...
عمر:"إنت بتجيب رجالتك عشان يضربونى؟!!"
الراجل:"يلا ربوه."
الشباب إتلموا عليه بس عمر كان بيضربهم كلهم وده لإن بنية جسمه قويه عنهم بسبب طبيعة شغله .. وفجأه عمر وقف لما عيونه البنية جات فى عيونها السوداء إللى كلها رهبه وخوف من إللى بيحصل، حس إنه إتجمد فى مكانه ومش حاسس بأى حاجه بتحصل حواليه، بس فاق من إللى هو فيه لما إتضرب... الشباب إتجمعوا عليه وخلوه يقع على الأرض وبدأ يضربوا فيه، وأهل الحاره حاولوا يبعدوهم عنه .. لكن هو عيونه كانت على البنت إللى فى ست أكبر منها بتمسكها من دراعها وبتسحبها وراها... كان متابعها بعيونه لحد ما طلعت لبيتها، قام من مكانه بصعوبه فى وسط الضرب ده وواحد من شباب أهل الحاره بيسنده..
الراجل:"إياك تفكر مره تانيه إنك تنسى نفسك وإنت بتتكلم مع أسيادك."
عمر بتعب:"أنا عايز أجرة تعبى وشقايا فى شيل الأسمنت."
الراجل بسخريه:"كانوا كام دول فكرنى معلش؟"
عمر:"عشرة جنيه."
راجل من أهل الحاره إتكلم...
##:"إديله فلوسه يا حج مصطفى، إياك تاكل حقه ربنا مش هيسامحك."
حج مصطفى بعصبيه:"فى حاجه إسمها زوق وإحترام فى الطلب مش ييجى يبلطج عليا فى مكان شغلى."
عمر:"أنا فى حقى معنديش حاجه إسمها إحترام، إنت فاهم؟"
حج مصطفى بعصبيه:"برده بيعلى صوته وبجح وقليل الأدب."
##:"إهدى إنت يابنى، إنت بتضيع حقك، أرجوك يا حج مصطفى إديله الفلوس."
الحج مصطفى:"عشان خاطرك بس يا حج متولى."
أخد الفلوس من جيبه وإداها لحج متولى ومشى هو ورجالته...الحج متولى إدا لعمر فلوسه...
متولى:"إياك تعمل شوشره تانى فى الحاره سامع؟"
عمر:"هو إللى مكنش عايز يدينى فلوسى."
متولى:"إنت مش شايف الأسلوب إللى بتتكلم معاه بيه؟"
عمر ببجاحة:"أتكلم زى مانا عايز بالطريقه إللى أنا عايزها ماحدش له عندى حاجه."
متولى:"أنا غلطان، روح يابنى شوف شغلك، الله يسهلك طريقك."
متولى مشى وسابه وهو لسه معاه الشاب التانى إللى سانده...
؟؟:"ليه تتكلم معاه بالشكل ده؟ إنت عارف إن حج متولى بيعزك."
عمر:"كتر خيره، خدنى للدكان يا إسماعيل."
إسماعيل سنده لحد الدكان الفاضى وقعده على كرسى...
عمر بإستفسار لإسماعيل وهو بيبص للشباك:"عرفت إسمها إيه؟"
إسماعيل بتنهيده:"يوه ياعمر، برده مش هتطلعها من دماغك."
عمر:"إنجز، عرفت إسمها؟"
إسماعيل:"إسمها شوق حسين عبدالله."
عمر:"كمل عرفت إيه عنها أنا مش هشحت الكلام منك."
إسماعيل:"عندها 17 سنه، هى وأهلها لسه ناقلين هنا فى الحاره بقالهم كام يوم زى مانت عارف، بتدرس فى مدرسة ****."
عمر:"اه المدرسه إللى بعد كام شارع دى؟"
إسماعيل:"الله ينور عليك."
عمر بتفكير وهو بيبص للشباك بتاعها:"تمام."
إسماعيل:"شيلها من دماغك ياعمر، البنت وأهلها فى حالهم مالهومش دعوه بحد."
عمر بإبتسامه:"هيبقى ليهم دعوه بيا."
؟؟ بصوت مسموع:"أنابيب."
البلكونه بتاعة أبوها وأمها إتفتحت..
حسين بصوت مسموع:"تعالى يابنى هاتلى أنبوبه."
؟؟:"حاضر ياحج."
إسماعيل كان متابع عمر إللى مركز مع الشاب بتاع الأنابيب كان لسه هيتكلم عمر قام من مكانه وراح للشاب ده...مش هينكر إنه بيتوجع من الضرب بس مافيش مشكله المهم إنه يتعرف عليها...
عمر وهو بياخد من جيبه فلوس:"خد ده وأنا هاخد الأنبوبه وأطلعها مكانك."
الشاب بصله بإستغراب...
عمر:"بتبصلى كده ليه؟ مش أحسن من إللى بتاخده؟ لو مش عايز خلاص هات الف....."
؟؟:"لا وعلى إيه؟ خد الأنبوبه."
عمر شال الأنبوبه وهو بيتوجع وطلع البيت وأول أما وصل للدور التالت خبط على الباب...
قبل لحظات:
كانت قاعده فى أوضتها وبتفكر فى الشاب إللى إتضرب، وبتسأل نفسها ياترى عامل إيه دلوقتى؟... قطع تفكيرها صوت خبط على الباب...
رانيا بصوت مسموع:"قومى يابنتى إفتحى الباب أنا فى المطبخ."
شوق بصوت مسموع:"حاضر ياماما."
خرجت من أوضتها ولسه هتروح للباب...
حسين:"إرجعى أوضتك وإقفلى الباب، ده الواد بتاع الأنابيب."
شوق:"حاضر يابابا."
رجعت لأوضتها وقفلت الباب...
حسين بصوت مسموع:"رانيا."
رانيا خرجت من المطبخ...
حسين:"إدخلى الأوضة الواد بتاع الأنابيب جه."
رانيا:"حاضر يا حسين."
راحت لأوضتهم ودخلتها وحسين فتح الباب وإتفاجئ بشاب فى وشه كدمات...
حسين بإستغراب:"هو إنت الشاب إللى كان تحت؟"
عمر:"لا ياحج، بس إحنا بنشتغل مع بعض أنا بشيل وهو بينادى."
حسين بعدم إقتناع:"ماشى، إدخل."
عمر دخل البيت وهو بيبص حواليه وبيدور عليها بعيونه بس مش لاقيها...
حسين:"المطبخ من هنا يابنى."
عمر:"حاضر."
عمر دخل المطبخ وشم ريحة الأكل..
عمر:"الله، بالهنا على قلبكم."
حسين:"شكرا."
عمر بدأ يغير الأنبوبه وفى نفس الوقت بيحاول يلمحها بطرف عيونه بس مش عارف وده لإن أبوها واقف معاه...بعد مرور فترة بسيطه .. شال الأنبوبه الفاضيه وخرج من المطبخ بس مازال بيدور عليها، إتنهد تنهيدة بسيطة لما مشافهاش...
حسين:"إتفضل يابنى."
فاق على صوته وخرج من الشقه وحسين إداله الفلوس وقفل الباب...كانت واقفه فى الشباك سرحانه وبتبص قدامها بشرود...عمر نزل من البيت وإدا للشاب الأنبوبه الفاضيه وهو مشى، إتنهد بعمق ولسه هيمشى مش عارف إيه إللى خلاه يلف ويبص للشباك بتاعها، وبالفعل عمل كده، لقاها واقفه بتبص قدامها بشرود...عمر سرح فيها وتأمل ملامحها البريئه، شعرها الأسود، عيونها السوداء، بشرتها البيضاء، وبيقول لنفسه إن ناقص ضحكتها بس عشان اللوحه تكمل...فاقت من شرودها ولسه هتدخل،عيونها جات فى عيونه، عمر رفع إيده نحية بوقه ورسم إبتسامه كإنه بيقولها إنها تبتسم زى ماهو بيعمل، بصتله بإحراج وفى نفس الوقت مش عارفه هى ليه مش راضيه تبعد عيونها عنه...عمر رسم إبتسامه للمره التانيه ومستنيها تعملها، كانت حاسه بإرتباك شديد وده لإنها أول مره تتواصل مع راجل تانى غير أبوها حتى لو بنظرة، إتنفضت فى مكانها لما سمعت صوته..
حسين بصوت مسموع:"ياشوق."
قفلت الشباك بسرعه، وراحت فتحت الباب بالمفتاح...
حسين:"فى إيه يابنت؟ أنا بناديلك بقالى فتره؟ قافله الباب ليه؟"
شوق بإرتباك:"لا يابابا مافيش، حضرتك قولت إن بتاع الأنابيب هنا و..."
حسين وهو بيقاطعها:"خلاص فى إيه؟ ذاكرى وشويه وهنادى عليكى عشان تاكلى، وسيبى الباب مفتوح."
شوق:"حاضر يابابا."
سابت الباب مفتوح وكملت مذاكره.....
....................................
فى اليوم التالى:
كانت خارجه من المدرسه وماشيه فى طريقها للبيت ، بس إتفاجأت بإللى وقف قدامها...
عمر بإبتسامه:"إزيك؟"
رجعت لورا بخوف شديد...
عمر وهو بيقرب منها بهدوء:"شوق أنا مش هأذيكى أن......"
قطع كلامه شوق إللى جريت منه بخوف شديد...
عمر بصوت مسموع وهو بيجرى وراها:"إستنى، أنا مش هعملك حاجه، أقفى."
هى فضلت تجرى ماوقفتش لكن الرجال قوامون وصلها بسرعه ومسكها من دراعها وهنا هى صرخت...
شوق بصراخ:"لا!!"
عمر وهو بيكتم صرخاتها:"إهدى أنا مش هأذيكى، مش هعمل حاجه إسمعينى.......ااااااااه يابنت العضاضه."
مسك إيده إلى بتوجعه و شوق جريت منه...بص لمكان العضه بتاعتها لقاها بقا لونها أحمروبتحرقه...
عمر بإستغراب ووجع:"إنسانه بتعض دى ولا إيه بالظبط؟"
شوق فضلت تجرى لحد ماوصلت للحاره بتاعتها وطلعت بسرعه للبيت وخبطت على باب شقتهم وهى بتبص وراها بخوف شديد...الباب إتفتح..
رانيا بإستغراب وهى ملاحظه وجهها الشاحب:"فى إيه يابنتى؟"
شوق دخلت بسرعه وقفلت الباب وراها وجريت على أوضتها...
رانيا وهى بتدخل وراها:"فى إيه يابنت؟ مش أنا بكلمك؟"
شوق بإرتباك وهى بتاخد نفسها:"لا لا مافيش."
رانيا:"وشك مخطوف كده ليه يابت؟"
شوق:"هاه؟ لا ياماما، مافيش أنا بس كنت مستعجله، أه كنت مستعجله عشان كنت عايزه أجى أذاكر إللى أخدته فى المدرسه علطول عشان بابا مايزعلش."
رانيا بإبتسامه:"طب يلا ياحبيبتى ذاكرى، ربنا معاكى."
رانيا خرجت من الأوضة وشوق فضلت واقفه فى مكانها وبتاكل فى ضوافرها من التوتر والخوف وبتسأل نفسها هو عايز منها إيه وبيجرى وراها ليه؟...فضلت واقفه فى مكانها وبتفكر كتير وبترتعش من الخوف..
شوق لنفسها:"لا ياشوق خليكى بعيد عن الولد ده أحسن يخطفك."
أخدت نفس عميق وحاولت تهدى نفسها وبالفعل هديت...
................................................
وصل للدكان إللى بينام فيه علطول وإسماعيل شافه وهو ماسك إيده وملاحظ الوجع على ملامحه...
إسماعيل بإستفسار:"فى إيه يابنى؟"
عمر:"مافيش."
قعد على الكرسى وهو بيبص لإيده ...
إسماعيل:"إيه ده؟ إيه إللى حصلك؟"
عمر بضحكه خفيفه:"عضتنى."
إسماعيل:"هى مين؟"
عمر وهو بيبص للشباك بتاعها:"هتكون مين."
إسماعيل:"ليه إنت عملتلها إيه؟"
عمر:"عادى يعنى، وقفتها وقولتلها إزيك؟"
إسماعيل:"وبعدين؟"
عمرك"هى رجعت لورا وأنا قربت منها وقلتلها ياشوق أنا مش هأذيكى بس جريت منى وجريت وراها ومسكتها وهى عضتنى."
إسماعيل:"وإنت شايف إن ممكن واحده عاقله تقف تسمع واحد مجنون زيك؟ إنت إزاى أصلا توقفها كده عادى كإنها تعرفك بقالكم كتير، البنت ماتعرفكش وبعدين إيه مسكتها دى؟ إنت إزاى تمسكها؟ والله حقها تعضك، هى كانت أختك عشان تمسكها؟."
عمر:"ههههههههه، مش مهم، المهم إنى قدرت أوقفها."
إسماعيل:"مش بالشكل ده، بلاش تبقى غشيم كده، البنت اكيد خافت منك، هى ماتعرفكش، ماتعرفش حد غير أهلها أصلا، من البيت للمدرسه ومن المدرسه للبيت."
عمر:"وإنت بتتكلم كده ليه؟ إنت مالك؟ *كمل بضيق مكتوم* إوعى تكون حاطط عينك عليها."
إسماعيل بضيق مع توضيح:"مش كده يا غبى، البنت بتحب الشخص إلى بيحط حدود."
عمر:"وده مش أنا."
إسماعيل بإستفسار:"عمر، إنت عايز إيه من البنت دى؟"
عمر بإبتسامه وهو بيبصله:"عايزها تحبنى."
إسماعيل:"ليه؟"
عمر بغموض:"عشان أنا إتشديت ليها من أول يوم شوفتها فيه لما جات الحاره هنا وحطيتها فى دماغى، فلازم تحبنى."
إسماعيل:"مش عافيه."
عمر:"لا عافيه وبعدين هى هتكون ليا، *بص للشباك وكمل بتأكيد* هتكون ليا."
إسماعيل بتحذير:"عمر، إنت ناوى تعمل إيه مع البنت؟"
عمر بإبتسامة وبغموض وهو بيبصله:"قولتلك هتكون ليا."