أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة بركا

رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة بركا
رواية/ شوق العُمَر
بقلم/ سارة بركات
ممنوع النشر اثناء الحصرى
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الأول
فى صباح يوم مشرق مليئ بالحياة كانت أشعة الشمس ساطعة ف كل أركان الشقة الصغيرة التي يملاها الدفئ والحب والأمان، كانت تقف أمام المرآة تمشط شعرها الأسود الذي يتخلله بعض الشعيرات البيضاء وبعد أن إنتهت، إرتدت ملابس الصلاة وقامت بآداء فرضها... بعد مرور فترة بسيطه...خرجت من أوضتها بشعرها المُجمع على شكل كحكه ودخلت أوضه كان الظلام دامس فيها...راحت للستائر المقفوله...
شوق بصوت مسموع وهى بتفتح الستائر:"يا أمير، يلا قوم ياحبيبى هتتأخر على الشغل."
مالقتش رد منه وراحت لسريره وبدأت تصحيه..
شوق بحنان أمومى:"أمير روح ماما، قوم يلا نفطر مع بعض عشان تلحق تروح الشغل."
أمير بنعاس وهو بيتقلب على سريره:"حاضر."
كمل نوم...
شوق بتأفف:"يوووه يا أمير، قوم ياحبيبى."
أمير بنعاس مع ضيق:"أستغفر الله العظيم."
شوق بصدمه:"نعم؟ للدرجادى مش طايقنى؟ طب أما اسيبلك البيت بقا شوف هتلاقى زيي فين."
أمير بنعاس وهو بيقوم من على سريره ببطئ:"أبدا، بستغفر ربنا ياحبيبتى عادى، *قام من مكانه وباس راسها* ماتزعليش منى يا أجمل شوق إنتى فى القلب ماقدرش أزعلك أبدا."
شوق:"طب يلا ياحبيبى نخرج عشان نفطر."
أمير بتنهيده:"حاضر."
شوق بإستغراب:"أمير هو فى حاجه؟"
أمير بإبتسامه خفيفه:"لا مافيش ياحبيبتى."
شوق بقلق وهى ملاحظه الهالات السوداء إللى تحت عيونه:"هتخبى عليا؟ فى إيه يابنى؟ إنت مش نايم كويس صح؟"
أمير وهو بيتهرب منها:"مافيش يا أمى، أنا بس ورايا مشروع مهم جدا فى الشركه وطبعا الكل بيحاول يثبت نفسه فيه عشان صاحب أحسن فكره هيترقى."
شوق وهى بتمسك وشه بين إيديها:"مادام قولت "يا أمى"، تبقى مش واثق إنك هتنجح فيه."
أمير بحزن وهو بيبص فى عيونها:"خايف، خايف حد ماتعبش زيى تكون فكرته أحسن منى، أنا بقالى فتره بسهر عشان أعمل فكره ناجحه وأعرضها على نائب رئيس مجلس الإدارة."
شوق بحنان:"ياحبيبى، كله نصيب و رزق من عند ربنا و مافيش حد بياخد رزق غيره، الأرزاق متقسمه بالتساوى، خليك واثق إن ربنا مش هيضيع تعبك أبدا، وخليك عارف إنى دايما بدعيلك، إنت بس سيبها لله."
أمير بتنهيدة:"ونعم بالله، بس إنتى عارفه إنى شغال فى الشركه دى بقالى خمس سنين، مستنى فرصه، مستنى حد يكتشفنى، أنا بتعب وبجتهد وبعمل إللى عليا وزياده زى ما حضرتك ربتينى."
شوق:"خليك واثق ياحبيبى فى ربنا، إنت تعبت فى الكليه مذاكره وسهر وأنا تعبت معاك، وربنا ماضيعش تعبك ولا تعبى فيك، إنت إجتهدت فى السنين دى وصدقنى أنا واثقه فى ربنا إنك هتنجح وهتبقى فى منصب عالى فى الشركه دى."
أمير بإبتسامه وهو بيبوس راسها:"اللهم آمين."
شوق:"يلا بقا إدخل الحمام وفوق كده، وصلى وتعالى نفطر."
أمير بغمزه:"حاضر يا قمر ، *عيونه جات على شعرها الأبيض* طب والله الشعر الأبيض ده ظالم واحده فى جمالك، ده حتى مافيش تجاعيد."
شوق:"ههههههههههههه، يلا يابكاش إنت بتاكل بعقلى حلاوه صح؟"
أمير:"أنا دايما عندى حق، وبعدين أعمل إيه بقا؟ مافيش فى حياتى واحده غيرك هحب فى مين؟"
شوق:"ربنا يرزقك ببنت الحلال ياحبيبى."
أمير وهو بيبعد عنها وبيروح نحية الدولاب:"ياه يا أمى أنا لسه صغير على الكلام ده."
شوق بسخريه:"صغير؟؟ صغير إزاى؟ ده إنت ماشى فى ال27 ."
أمير بعِند وهو بيبصلها:"برده صغير ياشوق، وبعدين إيه ماشى فى ال 27 دى؟ أنا تميت ال 26 مبقاليش شهرين."
شوق:"برحتك، بس هدعيلك بيها برده ربنا يوقعك فى بنت الحلال، قااااادر يا كريم."
أمير:"هههههههههههههه، مش هقولك آمين."
شوق:"طب يلا خلص ياخفيف وأنا هستناك بره."
أمير بغمزه:"حاضر ياقلب الخفيف."
ضحكت بخفه على تصرفاته وبعدها خرجت من الأوضه وبدأت تحط الفطار على الترابيزه الصغيره إللى موجوده فى الصاله...
بمرور الوقت .. كانوا قاعدين هما الإتنين بيفطروا وهى كانت سرحانه ومش مركزه مع أمير إللى بيناديلها... الرواية بقلم/ سارة بركات
أمير:"أنا بناديلك ياماما على فكره."
شوق بإستيعاب وهى بتبصله:"هاه؟"
أمير:"حضرتك إللى فى إيه؟ سرحانه كإنك فى دنيا تانيه، إنتى كويسه؟"
شوق:"أنا كويسه ياحبيبى الحمدلله ماتقلقش، كنت بتقول إيه؟"
أمير:"كنت بقولك عايزانى أجيب إيه وأنا راجع؟"
شوق:"زى إيه؟"
أمير:"لا بقا إنتى مش مركزه معايا خالص، *غمز لها* مين إللى واخد عقلك ياجميل؟ ده أنا هغير بقا."
شوق بإحراج:"عيب ياولد مافيش حاجه *إتنهدت بعمق* خلاص إفتكرت، إبقى هات كيلو عنب وإنت جاى."
أمير بإستغراب:"بس كده؟"
شوق:"أيوه يابنى، هعوز إيه تانى؟ وبعدين مافيش فلوس كتير باقيين لآخر الشهر خلينا ماشيين على قد حالنا لحد ما أقبض المعاش."
أمير:"إنتى عارفه إنى هقبض اليومين دول."
شوق:"ياحبيبى خلى فلوسك معاك، ماتشغلش بالك بيا."
أمير:"إنتى بتقولى إيه يا شوق؟ إنتى ملزمه منى، و......"
شوق بتأفف وهى بتقاطعه:"برده هندخل فى نفس المرشح بتاع كل مره، بقولك إيه ماتوجعليش دماغى ويلا قوم روح شغلك عشان ماتتأخرش."
أمير إتنفض فى مكانه..
أمير:"يانهارى، أنا إتأخرت فعلا، ربنا يسامحك ياشوق."
شوق بضيق:"مش أنا السبب على فكره إنت إللى بتحب ترغى."
أمير وهو بيبوس راسها:"هنبقى نتكلم بعدين فى الموضوع ده لما أرجع يلا مع السلامه."
راح نحية باب الشقه وخرج من البيت...
شوق بإبتسامه حنونه:"ربنا يوقفلك فى طريقك أولاد الحلال ياحبيبى."
قامت من مكانها وشالت الأكل...بمرور الوقت..دخل الشركه وهو بيجرى بس خبط فى واحده جامد...وهما الإتنين وقعوا الأرض...
؟؟ بألم:"راااسى."
أمير بعصبيه:"مش تفتحى."
؟؟ بإستغراب:"إنت إزاى بتتكلم كده؟ إنت المفروض تعتذر هو أنت مش لاحظ إنك إللى خبطت فيا؟"
أمير بضيق وهو بيشيل شنطته وأوراقه:"لا إنتى إللى خبطتى فيا."
قام من مكانه ومشى وسابها وراح لأوضة الإجتماعات...
بشير (نائب رئيس مجلس الإدارة):"ما لسه بدرى يا أستاذ أمير؟"
أمير:"انا آسف، حقيقى آسف."
بشير بتنهيده:"تمام، إتفضل أقعد."
قعد على الكرسى جنب باقى زملائه...قامت من مكانها ونفضت هدومها وعدلت شعرها...
؟؟ بتمتمه وضيق:"قليل الزوق بجد."
إتحركت نحية الإستقبال...
؟؟:" معلش ممكن تقوليلى فين أستاذ بشير رياض؟"
السكرتيره:"موجود فى إجتماع مع الموظفين حاليا."
؟؟:"المفروض إنى أحضر الإجتماع ده هو منتظرنى، ممكن حضرتك تقوليلى فين الإجتماع؟"
السكرتيره بدأت تدلها على مكان الأوضه...بعد مرور فترة بسيطه... كانت واقفه قدام أوضة الإجتماع وبتبص فى الأوراق إللى فى إيديها، أخدت نفس عميق وبدأت تخبط على الباب وبعدها دخلت...
؟؟:"آسفه على التأخير يا أ/بشير، حقيقى آسفه."
أمير وكل زملائه إنتبهوا للبنت إللى دخلت الإجتماع...
بشير بإبتسامه:"أهلا بالآنسه سيرين،إتفضلى تعالى أعرفك على الشباب إللى هيكونوا زمايلك."
دخلت ووقت جنبه، وبشير بدأ يعرفها عليهم...
بشير بإبتسامه:"أحب أعرفكم بالآنسه سيرين، أصغر زميله ليكم هنا، هى ليها مكانه عزيزه فى قلبى بعتبرها زى بنتى بالظبط، النهارده هيكون أول يوم ليها فى الشركه معانا عايزكم تعتبروها زى أختكم الصغيره."
كل إللى موجودين رحبوا بيها لحد ماعيونها جات فى عيون الشخص إللى خبط فيها، كان بيبصلها بضيق...كانت لسه هتتحرك عشان تقعد على كرسى..
بشير:"وطبعا بما إننا بندور على فكره جديده لشركتنا، الآنسه سيرين عرضت عليا فكره روعه كبداية جديده وجميله لوجودها معانا وأنا بصراحه ناوى أنفذها، ممكن تعرضى الفكره على زمايلك يا آنسه سيرين."
أمير حس بالغضب الشديد وفى نفس الوقت حس بخيبة الأمل ... سيرين مكانتش فاهمه ليه الشخص ده بيبصلها كده؟ فاقت من إللى هى فيه على صوت بشير..
بشير:"يلا يابنتى إتفضلى."
بشير قعد على كرسى وهى فضلت واقفه ومرتبكه، أخدت نفس عميق وفتحت الأوراق وبدأت تشرح وتتكلم بشكل بسيط ...




سيرين:"بداية كده أحب أتكلم عن الشركه بوجه عام زى ماسمعت عنها طبعا، شركة OŜ هى شركة مختصة بجميع التخصصات إللى ممكن أى حد يقدر يتخيلها، وبالتالى الشركه دى كسبت نجاح كبير فى خلال سنين بسيطه جدا، ومش هقول إنها باقت أكبر شركه فى مصر، بس هقول إن مافيش أى شركه تانيه تقدر تتحداها أو تدخل فى تنافس معاها، الشركه مختصه فى ال.........."
كملت كلام كتير عن الشركه ووصفتها وصف دقيق جدا...بمرور الوقت..
سيرين:"وبكده أنا خلاص خلصت شرح الفكره إللى أنا مقدماها."
الكل كان مبهور بفكرتها ماعدا أمير إللى كان بيبص قدامه بشرود وهى كانت مركزة معاه بس مش فاهمة ماله...
بشير:"شكرا ليكى يا آنسه سيرين، إتفضلى إقعدى."
قعدت على كرسى، وبشير كمل شرح لكل حاجه هتتعمل فى خطة المشروع بتاع سيرين للفتره الجايه...بمرور الوقت...الإجتماع خلص وأمير قام بسرعه من مكانه وأخد أوراقه وخرج بسرعه من الأوضه بدون أى كلمه وراح لمكتبه وكل ده تحت عيون سيرين إللى مستغرباه أكتر، وباقى الزملاء بدأوا يخرجوا.....
سيرين بضيق لنفسها:"قليل الزوق."
فاقت من تفكيرها على صوته...
بشير:"طمنينى عليكى ياحبيبتى؟ باباكى أخباره إيه؟"
سيرين بإبتسامه:"كويس يا أونكل بيسلم عليك."
بشير:"يادوب أول أما كلمنى قولتله ماتقلقش كل حاجه هتتنفذ زى مانت عايزها، نورتينا ياحبيبتى."
سيرين:"شكرا يا أونكل ده نور حضرتك، معلش ممكن حضرتك توصفلى مكتبى هيكون فين؟"
بشير:"ثوانى."
نادى بصوت مسموع على شاب خارج من أوضة الأجتماع...
بشير:"أحمد."
أحمد بصله بإستفسار...
بشير بإبتسامه:"عرف الآنسه سيرين على مكتبها الجديد إللى فى أوضه رقم...."
أحمد:"تمام، إتفضلى معايا يا أستاذة."
سيرين وهى بتقوم من مكانها:"أستاذة إيه بس؟ إسمى سيرين عادى، إحنا زملاء، *بصت لبشير* باى يا أونكل."
بشير بإبتسامه:"لو إحتجتى حاجه أنا موجود فى مكتبى."
سيرين:"حاضر."
خرجت هى وأحمد وراحوا لمكتب قسم الإداره إللى موجود فيه أمير وقاعد بيبص للفراغ بضيق شديد...
سيرين لأحمد:"فين مكتبى؟"
أحمد شاورلها على المكتب إللى يُصادف بإنه جنب المكتب بتاع أمير...أخدت نفس عميق وراحت قعدت على كرسى المكتب...أحمد راح لأمير وبدأ يهمسله بحاجه فى ودنه...
أحمد بهمس:"البنت طلعت قريبته، إحنا طلعنا من الموضوع ده من مولد بلا حمص."
بِعد عنه وراح لمكتبه إللى فى أوضه تانيه غير أوضتهم...وأمير مش قادر يتحكم فى أعصابه أكتر من كده...
سيرين بحمحمه وهى بتقرب منه وبتمد إيدها ليه:"أظن إننا إتعرفنا على بعض فى البدايه بشكل مش لطيف، أنا إسمى سيرين عندى 22 سنه متخرجه من......."
أمير بضيق مكتوم وهو بيقاطعها:"إتفضلى يا آنسه إرجعى لمكتبك."
سيرين:"بس أنا....."
أمير بعصبيه:"بقولك إتفضلى."
وهنا سيرين إنفجرت فيه..
سيرين بعصبيه:"هو فى إيه؟ من ساعة ماشوفتنى وإنت العفاريت بتتنطط فى وشك، هو أنا قتلتلك قتيل؟"
أمير مردش عليها وكمل شغله...
سيرين بضيق:"لا بقا، بُصلى هنا أنا بتكلم."
أمير مردش عليها وتجاهلها تمامًا، نفخت بضيق شديد وضربت رجلها فى الأرض بشكل طفولى ورجعت لمكتبها، الرواية من تأليف سارة بركات...وأمير بيحاول يركز فى شغله بس مش قادر لإن قلبه موجوع بسبب إنه كان يتمنى يعرض فكرته إللى أحسن من فكرتها بمراحل ويترقى، لإنه بيتمنى الترقيه دى من زمان، وتيجى واحده بكل بساطه تدخل الشركه بواسطه وتعرض فكرتها التافهة ويتوافق عليها لكن فكرته ماحدش عبره فيها أصلا، إتنهد بقلة حيلة وركز فى شغله أو هو بيقنع نفسه إنه بيركز أصلا.....
.........................
فى شقة شوق:
كان صوت أغنيه "إنت عمرى" لأم كلثوم مسموع فى الشقه البسيطه وشوق كانت واقفه نحية الشباك ولابسه حجابها وبتشرب الشاى وبتبص على الناس إللى رايحه وإللى جايه لحد ماعيونها جات على بنت وولد ماسكين إيد بعض، إبتسمت بحزن لإنها إفتكرت كل حاجه فاتت، وفى نفس الوقت كلمات الأغنيه وصلت لمسامعها "يا حبيبي تعالى وكفاية اللي فاتنا، هو فاتنا يا حبيب الروح شوية!!" دمعه نزلت من عيونها وبدأت تفتكر كل حاجه حصلت من زمان...
منذ ثمانية وعشرون عامًا:
فى حارة شعبية بسيطة يملأها الموده والمعامله الطيبه بين الجميع .. كانت ماشيه مع والدتها فى الحاره بفستانها صاحب الموضه الخاصه بهذا الزمن وشايله فى إيديها شنطة السوق وبيتكلموا مع بعض...
رانيا:"أبوكى هيتخانق معانا لو إتأخرنا عليه أكتر من كده، كفاية إنه سمحلك تنزلى معايا."
شوق وهى بتبص فى الأرض:"حاضر ياماما."
رانيا:"أول أما نروح لازم تطلعى تذاكرى علطول، إنتى عارفه إن أبوكى مابيحبش تعملى حاجه فى البيت، عاوزك تنجحى وتبقى شاطره وتدخلى الكليه."
شوق بإبتسامه خفيفه:"حاضر ياماما."
رانيا بإبتسامه وهى بتبصلها:"أنا فخوره بيكى أوى يا شوق."
لاحظت إن شوق بتبص فى الأرض وهى ماشيه...
رانيا بإستفسار:"فى إيه ياحبيبتى؟ بتبصى فى الأرض ليه؟"
شوق:"لسه ماتعودتش على الناس إللى هنا ياماما، حاسه إن العيون كلها علينا عشان إحنا لسه جداد فى الحاره وأنا محرجة جدا، فعشان كده ببص فى الأرض."
رانيا بضحكه خفيفه:"ياحبيبتى هتتعودى مع الأيام."
شوق بتنهيده:"إن شاء الله."
رانيا:"هانت قربنا نوصل للبيت."
شوق كانت لسه هتتكلم قطع كلامها صوت خناقه كبيره .. عيونها جات بتلقائيه على مكان الخناقه، شافت شاب بيتخانق مع راجل كبير...
؟؟ بغضب:"بقولك هات الفلوس."
الراجل:"مالكش عندى حاجه يا عمر وأعلى مافى خيلك إركبه."
الراجل شاور لمجموعه من الشباب إنهم يضربوه...
عمر:"إنت بتجيب رجالتك عشان يضربونى؟!!"
الراجل:"يلا ربوه."
الشباب إتلموا عليه بس عمر كان بيضربهم كلهم وده لإن بنية جسمه قويه عنهم بسبب طبيعة شغله .. وفجأه عمر وقف لما عيونه البنية جات فى عيونها السوداء إللى كلها رهبه وخوف من إللى بيحصل، حس إنه إتجمد فى مكانه ومش حاسس بأى حاجه بتحصل حواليه، بس فاق من إللى هو فيه لما إتضرب... الشباب إتجمعوا عليه وخلوه يقع على الأرض وبدأ يضربوا فيه، وأهل الحاره حاولوا يبعدوهم عنه .. لكن هو عيونه كانت على البنت إللى فى ست أكبر منها بتمسكها من دراعها وبتسحبها وراها... كان متابعها بعيونه لحد ما طلعت لبيتها، قام من مكانه بصعوبه فى وسط الضرب ده وواحد من شباب أهل الحاره بيسنده..
الراجل:"إياك تفكر مره تانيه إنك تنسى نفسك وإنت بتتكلم مع أسيادك."
عمر بتعب:"أنا عايز أجرة تعبى وشقايا فى شيل الأسمنت."
الراجل بسخريه:"كانوا كام دول فكرنى معلش؟"
عمر:"عشرة جنيه."
راجل من أهل الحاره إتكلم...
##:"إديله فلوسه يا حج مصطفى، إياك تاكل حقه ربنا مش هيسامحك."
حج مصطفى بعصبيه:"فى حاجه إسمها زوق وإحترام فى الطلب مش ييجى يبلطج عليا فى مكان شغلى."
عمر:"أنا فى حقى معنديش حاجه إسمها إحترام، إنت فاهم؟"
حج مصطفى بعصبيه:"برده بيعلى صوته وبجح وقليل الأدب."
##:"إهدى إنت يابنى، إنت بتضيع حقك، أرجوك يا حج مصطفى إديله الفلوس."
الحج مصطفى:"عشان خاطرك بس يا حج متولى."
أخد الفلوس من جيبه وإداها لحج متولى ومشى هو ورجالته...الحج متولى إدا لعمر فلوسه...
متولى:"إياك تعمل شوشره تانى فى الحاره سامع؟"
عمر:"هو إللى مكنش عايز يدينى فلوسى."
متولى:"إنت مش شايف الأسلوب إللى بتتكلم معاه بيه؟"
عمر ببجاحة:"أتكلم زى مانا عايز بالطريقه إللى أنا عايزها ماحدش له عندى حاجه."
متولى:"أنا غلطان، روح يابنى شوف شغلك، الله يسهلك طريقك."
متولى مشى وسابه وهو لسه معاه الشاب التانى إللى سانده...
؟؟:"ليه تتكلم معاه بالشكل ده؟ إنت عارف إن حج متولى بيعزك."
عمر:"كتر خيره، خدنى للدكان يا إسماعيل."
إسماعيل سنده لحد الدكان الفاضى وقعده على كرسى...
عمر بإستفسار لإسماعيل وهو بيبص للشباك:"عرفت إسمها إيه؟"
إسماعيل بتنهيده:"يوه ياعمر، برده مش هتطلعها من دماغك."
عمر:"إنجز، عرفت إسمها؟"
إسماعيل:"إسمها شوق حسين عبدالله."
عمر:"كمل عرفت إيه عنها أنا مش هشحت الكلام منك."
إسماعيل:"عندها 17 سنه، هى وأهلها لسه ناقلين هنا فى الحاره بقالهم كام يوم زى مانت عارف، بتدرس فى مدرسة ****."
عمر:"اه المدرسه إللى بعد كام شارع دى؟"
إسماعيل:"الله ينور عليك."
عمر بتفكير وهو بيبص للشباك بتاعها:"تمام."
إسماعيل:"شيلها من دماغك ياعمر، البنت وأهلها فى حالهم مالهومش دعوه بحد."
عمر بإبتسامه:"هيبقى ليهم دعوه بيا."
؟؟ بصوت مسموع:"أنابيب."
البلكونه بتاعة أبوها وأمها إتفتحت..
حسين بصوت مسموع:"تعالى يابنى هاتلى أنبوبه."
؟؟:"حاضر ياحج."
إسماعيل كان متابع عمر إللى مركز مع الشاب بتاع الأنابيب كان لسه هيتكلم عمر قام من مكانه وراح للشاب ده...مش هينكر إنه بيتوجع من الضرب بس مافيش مشكله المهم إنه يتعرف عليها...
عمر وهو بياخد من جيبه فلوس:"خد ده وأنا هاخد الأنبوبه وأطلعها مكانك."
الشاب بصله بإستغراب...
عمر:"بتبصلى كده ليه؟ مش أحسن من إللى بتاخده؟ لو مش عايز خلاص هات الف....."
؟؟:"لا وعلى إيه؟ خد الأنبوبه."
عمر شال الأنبوبه وهو بيتوجع وطلع البيت وأول أما وصل للدور التالت خبط على الباب...
قبل لحظات:
كانت قاعده فى أوضتها وبتفكر فى الشاب إللى إتضرب، وبتسأل نفسها ياترى عامل إيه دلوقتى؟... قطع تفكيرها صوت خبط على الباب...
رانيا بصوت مسموع:"قومى يابنتى إفتحى الباب أنا فى المطبخ."
شوق بصوت مسموع:"حاضر ياماما."
خرجت من أوضتها ولسه هتروح للباب...
حسين:"إرجعى أوضتك وإقفلى الباب، ده الواد بتاع الأنابيب."
شوق:"حاضر يابابا."
رجعت لأوضتها وقفلت الباب...
حسين بصوت مسموع:"رانيا."
رانيا خرجت من المطبخ...
حسين:"إدخلى الأوضة الواد بتاع الأنابيب جه."
رانيا:"حاضر يا حسين."
راحت لأوضتهم ودخلتها وحسين فتح الباب وإتفاجئ بشاب فى وشه كدمات...
حسين بإستغراب:"هو إنت الشاب إللى كان تحت؟"
عمر:"لا ياحج، بس إحنا بنشتغل مع بعض أنا بشيل وهو بينادى."
حسين بعدم إقتناع:"ماشى، إدخل."
عمر دخل البيت وهو بيبص حواليه وبيدور عليها بعيونه بس مش لاقيها...
حسين:"المطبخ من هنا يابنى."
عمر:"حاضر."
عمر دخل المطبخ وشم ريحة الأكل..
عمر:"الله، بالهنا على قلبكم."
حسين:"شكرا."
عمر بدأ يغير الأنبوبه وفى نفس الوقت بيحاول يلمحها بطرف عيونه بس مش عارف وده لإن أبوها واقف معاه...بعد مرور فترة بسيطه .. شال الأنبوبه الفاضيه وخرج من المطبخ بس مازال بيدور عليها، إتنهد تنهيدة بسيطة لما مشافهاش...
حسين:"إتفضل يابنى."
فاق على صوته وخرج من الشقه وحسين إداله الفلوس وقفل الباب...كانت واقفه فى الشباك سرحانه وبتبص قدامها بشرود...عمر نزل من البيت وإدا للشاب الأنبوبه الفاضيه وهو مشى، إتنهد بعمق ولسه هيمشى مش عارف إيه إللى خلاه يلف ويبص للشباك بتاعها، وبالفعل عمل كده، لقاها واقفه بتبص قدامها بشرود...عمر سرح فيها وتأمل ملامحها البريئه، شعرها الأسود، عيونها السوداء، بشرتها البيضاء، وبيقول لنفسه إن ناقص ضحكتها بس عشان اللوحه تكمل...فاقت من شرودها ولسه هتدخل،عيونها جات فى عيونه، عمر رفع إيده نحية بوقه ورسم إبتسامه كإنه بيقولها إنها تبتسم زى ماهو بيعمل، بصتله بإحراج وفى نفس الوقت مش عارفه هى ليه مش راضيه تبعد عيونها عنه...عمر رسم إبتسامه للمره التانيه ومستنيها تعملها، كانت حاسه بإرتباك شديد وده لإنها أول مره تتواصل مع راجل تانى غير أبوها حتى لو بنظرة، إتنفضت فى مكانها لما سمعت صوته..
حسين بصوت مسموع:"ياشوق."
قفلت الشباك بسرعه، وراحت فتحت الباب بالمفتاح...
حسين:"فى إيه يابنت؟ أنا بناديلك بقالى فتره؟ قافله الباب ليه؟"
شوق بإرتباك:"لا يابابا مافيش، حضرتك قولت إن بتاع الأنابيب هنا و..."
حسين وهو بيقاطعها:"خلاص فى إيه؟ ذاكرى وشويه وهنادى عليكى عشان تاكلى، وسيبى الباب مفتوح."
شوق:"حاضر يابابا."
سابت الباب مفتوح وكملت مذاكره.....
....................................
فى اليوم التالى:
كانت خارجه من المدرسه وماشيه فى طريقها للبيت ، بس إتفاجأت بإللى وقف قدامها...
عمر بإبتسامه:"إزيك؟"
رجعت لورا بخوف شديد...
عمر وهو بيقرب منها بهدوء:"شوق أنا مش هأذيكى أن......"
قطع كلامه شوق إللى جريت منه بخوف شديد...
عمر بصوت مسموع وهو بيجرى وراها:"إستنى، أنا مش هعملك حاجه، أقفى."
هى فضلت تجرى ماوقفتش لكن الرجال قوامون وصلها بسرعه ومسكها من دراعها وهنا هى صرخت...
شوق بصراخ:"لا!!"
عمر وهو بيكتم صرخاتها:"إهدى أنا مش هأذيكى، مش هعمل حاجه إسمعينى.......ااااااااه يابنت العضاضه."
مسك إيده إلى بتوجعه و شوق جريت منه...بص لمكان العضه بتاعتها لقاها بقا لونها أحمروبتحرقه...
عمر بإستغراب ووجع:"إنسانه بتعض دى ولا إيه بالظبط؟"
شوق فضلت تجرى لحد ماوصلت للحاره بتاعتها وطلعت بسرعه للبيت وخبطت على باب شقتهم وهى بتبص وراها بخوف شديد...الباب إتفتح..
رانيا بإستغراب وهى ملاحظه وجهها الشاحب:"فى إيه يابنتى؟"
شوق دخلت بسرعه وقفلت الباب وراها وجريت على أوضتها...
رانيا وهى بتدخل وراها:"فى إيه يابنت؟ مش أنا بكلمك؟"
شوق بإرتباك وهى بتاخد نفسها:"لا لا مافيش."
رانيا:"وشك مخطوف كده ليه يابت؟"
شوق:"هاه؟ لا ياماما، مافيش أنا بس كنت مستعجله، أه كنت مستعجله عشان كنت عايزه أجى أذاكر إللى أخدته فى المدرسه علطول عشان بابا مايزعلش."
رانيا بإبتسامه:"طب يلا ياحبيبتى ذاكرى، ربنا معاكى."
رانيا خرجت من الأوضة وشوق فضلت واقفه فى مكانها وبتاكل فى ضوافرها من التوتر والخوف وبتسأل نفسها هو عايز منها إيه وبيجرى وراها ليه؟...فضلت واقفه فى مكانها وبتفكر كتير وبترتعش من الخوف..
شوق لنفسها:"لا ياشوق خليكى بعيد عن الولد ده أحسن يخطفك."
أخدت نفس عميق وحاولت تهدى نفسها وبالفعل هديت...
................................................
وصل للدكان إللى بينام فيه علطول وإسماعيل شافه وهو ماسك إيده وملاحظ الوجع على ملامحه...
إسماعيل بإستفسار:"فى إيه يابنى؟"
عمر:"مافيش."
قعد على الكرسى وهو بيبص لإيده ...
إسماعيل:"إيه ده؟ إيه إللى حصلك؟"
عمر بضحكه خفيفه:"عضتنى."
إسماعيل:"هى مين؟"
عمر وهو بيبص للشباك بتاعها:"هتكون مين."
إسماعيل:"ليه إنت عملتلها إيه؟"
عمر:"عادى يعنى، وقفتها وقولتلها إزيك؟"
إسماعيل:"وبعدين؟"
عمرك"هى رجعت لورا وأنا قربت منها وقلتلها ياشوق أنا مش هأذيكى بس جريت منى وجريت وراها ومسكتها وهى عضتنى."
إسماعيل:"وإنت شايف إن ممكن واحده عاقله تقف تسمع واحد مجنون زيك؟ إنت إزاى أصلا توقفها كده عادى كإنها تعرفك بقالكم كتير، البنت ماتعرفكش وبعدين إيه مسكتها دى؟ إنت إزاى تمسكها؟ والله حقها تعضك، هى كانت أختك عشان تمسكها؟."
عمر:"ههههههههه، مش مهم، المهم إنى قدرت أوقفها."
إسماعيل:"مش بالشكل ده، بلاش تبقى غشيم كده، البنت اكيد خافت منك، هى ماتعرفكش، ماتعرفش حد غير أهلها أصلا، من البيت للمدرسه ومن المدرسه للبيت."
عمر:"وإنت بتتكلم كده ليه؟ إنت مالك؟ *كمل بضيق مكتوم* إوعى تكون حاطط عينك عليها."
إسماعيل بضيق مع توضيح:"مش كده يا غبى، البنت بتحب الشخص إلى بيحط حدود."
عمر:"وده مش أنا."
إسماعيل بإستفسار:"عمر، إنت عايز إيه من البنت دى؟"
عمر بإبتسامه وهو بيبصله:"عايزها تحبنى."
إسماعيل:"ليه؟"
عمر بغموض:"عشان أنا إتشديت ليها من أول يوم شوفتها فيه لما جات الحاره هنا وحطيتها فى دماغى، فلازم تحبنى."
إسماعيل:"مش عافيه."
عمر:"لا عافيه وبعدين هى هتكون ليا، *بص للشباك وكمل بتأكيد* هتكون ليا."
إسماعيل بتحذير:"عمر، إنت ناوى تعمل إيه مع البنت؟"
عمر بإبتسامة وبغموض وهو بيبصله:"قولتلك هتكون ليا."



إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#2

افتراضي رد: رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة


رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات
ممنوع النشر أثناء الحصرى
الفصل الثانى
إسماعيل:"أنا حقيقى مش فاهمك."
عمر:"مش مهم تفهمنى، يلا روح شوف شغلك."
إسماعيل:"ماشى ياعمر."
إسماعيل قام من مكانه وراح يشوف شغله فى القهوة إللى بيشتغل فيها....وعمر فضل يبص للشباك بتاع شوق...مرت الأيام وشوق بتحاول تهرب وتجرى من عمر إللى يبوقفها كالعاده لدرجة إنها وصلت فى يوم للبكاء بعد ماروحت البيت كانت خايفه منه جدا، باقت شايفاه زى الكابوس إللى مابيفارقهاش وخايفه تقول لباباها أحسن يبهدلها لإنه ماعندوش تفاهم.....كانت قاعده فى يوم على سريرها وبتذاكر فى كتبها، بس حست بالملل الشديد...قامت من مكانها وخرجت من الأوضه وراحت لمامتها..
شوق:"ماما ممكن أطلع السطح أشم شوية هواء؟"
رانيا بإنشغال:"لا ويلا إرجعى على أوضتك."
شوق بحزن:"بس ياماما أنا مخنوقه أوى وعايزه أطلع السطح، وصدقينى هرجع قبل ما بابا ييجى."
رانيا:"لا قولتلك."
شوق بدموع:"عشان خاطرى."
رانيا إتنهدت وبصتلها لقتها بتعيط...
رانيا:"عايزه تطلعى ليه؟"
شوق:"حاسه إنى مخنوقه مش قادره أتنفس، هفضل دايما محبوسه كده؟، من المدرسه للبيت ومن البيت للمدرسه مابعملش أى حاجه غير إنى بذاكر، عشان خاطرى سيبينى أطلع ومش هتأخر."
رانيا:"خلاص، إطلعى بس خدى بالك، السطح مالهوش سور."
شوق:"عارفه ياماما، والله عارفه إن مالهوش سور ماتقلقيش هاخد بالى من وبعدين أنا طالعه أشم شوية هوا، مش هعمل حاجه تانيه يعنى."
رانيا بتنهيده:"ماشى بس إرجعى قبل ما باباكى ييجى، وخدى بالك من نفسك."
شوق بفرحه وهى بتحضنها:"حاضر ياماما، هاخد بالى من نفسى."
لبست جزمتها وطلعت بسرعه للسطح وبتحاول تاخد مسافتها من طرف السطح... حست بإرتياح شديد وهى بتتفرج على الأسطح الخاصه بكل بيت قدامها ... فضلت سرحانه قدام المنظر ده، بس فاقت من إللى هى فيه وعيونها جات على الحمام إللى فى القفص، إبتسمت إبتسامه خفيفه وقربت منهم...
شوق ببراءة:"إنتوا كمان محبوسين زيي صح؟"
فضلت تتفرج عليهم لحد ماقررت تفتح القفص وتلعب مع واحد بس...فتحت القفص وأخدت منه واحد وقفلته بسرعه قبل ما الباقى يطير...حضنت الحمام إللى هى ماسكاه وبدأت تتكلم معاه...
شوق:"أنا حاسه بيك بحبستك دى، حبيت أخرجك وبعدها هرجعك، بس خليك معايا شويه، محتاجه حد أتكلم معاه أنا ماليش حد."
بس فجأه الحمام حاول يخرج من إيدها وبعد معافره من إنها تحاول تثبته طار منها، جريت وراه عشان تمسكه متناسية إن السطح مالهوش سور...لما قربت من طرف السطح رجلها الإتنين فلتوا وصرخت بس مسكت بإيديها الإتنين طرف السطح...وفضلت تصرخ وتعيط ...
شوق بصراخ:"يا ماما!!!"
قبل لحظات:
كان قاعد بيبص للشباك بتاعها المفتوح ومستغرب إزاى هى مش واقفه عند الشباك، طب فاتحاه ليه؟، قفل الدكان ولسه هيتحرك سمع صوت صرخات عاليه، بص لمكان الصراخ المسموع، لقى شوق ماسكه فى طرف السطح وإيديها قربت تفلت منها...
شوق بصراخ:"يا ماما!!!!!!!!!!!!!"
الحاره كلها إتلمت على صوت صراخ شوق إللى بتستنجد بوالدتها.....عمر ماحسش بنفسه غير وهو بيطلع البيت جرى ولما طلع للسطح بص لإيديها إللى بتفلت ببطئ من طرف السطح وبيحاول يفكر يطلعها إزاى، لو هو راح مسكها إيديها إحتمال كبير أوى هتقع منه...مكنش قادر يستحمل صوت صراخها أكتر من كده، نزل للدور إللى بعد السطح علطول وخبط على أصحاب الشقه إللى فتحوله ودخل بسرعه على البلكونه بتاعتهم...كانت رجل شوق فوق أرض البلكونه بكذا متر....والدة شوق لما سمعت صراخ بنتها إتنفضت فى مكانها ودخلت البلكونه وبتحاول تشوفها فين رفعت راسها لقت شوق بتصرخ وبتبكى وهى ماسكه فى طرف السطح بصعوبه...
رانيا بصراخ:"شوق!!"
دخلت بسرعه من البلكونه وطلعت بسرعه للسطح...
عمر لشوق:"شوق، سيبى إيدك أنا همسكك."
شوق كل إللى كانت بتعمله إنها كانت بتصرخ وبتبكى وبتحاول على قد ماتقدر تمسك فى طرف السطح بس للأسف إيديها بتتزحلق....
عمر:"أرجوكى ياشوق ثقى فيا."
شوق ببكاء:"أنا خايفه."
عمر:"إسمعينى المره دى، أرجوكى إسمعينى ونفذى كلامى، إفلتى أنا همسكك."
والد شوق فى اللحظه دى وصل الحاره وكان شايف الناس كلها متجمعه تحت البيت، شاف هما بيبصوا فين شاف شوق هتقع من السطح...
حسين بصراخ:"شوق."
جرى بسرعه نحية البيت...شوق عيونها جات على مامتها إللى طلعت السطح وبتقرب منها...
رانيا بدموع وهى بتمديلها إيدها:"شوق، هاتى إيدك يا قلب ماما."
شوق إبتسمتلها فى وسط دموعها ولسه بترفع إيدها عشان تمسك إيد مامتها، إتزحلقت ووقعت...
رانيا بصراخ:"شوق!!!!!!"
عمر فى آخر لحظه مسكها من بَعد سور البلكونه بكذا (سم) وده لإنه كان خارج بنص جسمه بره البلكونه، مسكها وسحبها ودخل بجسمه كله للبلكونه ... كان حاضنها جامد وهى كانت بتبكى فى حضنه زى الطفلة الصغيرة....
عمر وهو بيملس على شعرها وبيهديها:"شششش، إهدى أنا مسكتك خلاص."
كانت بتبكى بقهره وهى فى حضنه وماسكه فيه جامد خوفا من إنها ممكن تسيبه وتقع...عمر بعد مسافه بسيطه عنها وبص فى عيونها إللى الدموع بتنزل منها...
عمر بحزن وهو بيمسح دموعها:"أنا لحقتك ياشوق."
شوق بدموع:"الحمامه طارت منى."
عمر بضحكه خفيفه وهو بيمسك وشها بين إيديه:"هجيبلك واحده بدالها."
فضلوا يبصوا فى عيون بعض، بس فاقوا على صوت والدها، وعمر بِعد عنها بسرعه....
حسين بلهفه:"شوق، حبيبتى إنتى كويسه."
أخدها فى حضنه جامد بس هى مازالت بتبص لعمر بعدم إستيعاب، وعمر بيبتسملها...
حسين وهو بيبوس راسها:"الحمدلله،أحمدك وأشكرك يا رب."
بص لعمر...
حسين:"شكرا يابنى، شكرا."
مسك شوق من إيدها وخرج من البلكونه تحت عيون عمر إللى بيبص فى عيون شوق إللى تايهه فيه....
...................................................
فى الوقت الحالى:
فاقت من ذكرياتها على صوت رزع الباب مسحت دموعها بسرعه وراحت لأمير إللى واضح على ملامحه الضيق...
شوق وهى بتقرب منه:"فى إيه يا أمير مالك؟"
كان لسه هيتكلم لقى آثار الدموع واضحه فى عيونها...
أمير:"مالك ياماما فيكى إيه؟"
شوق:"مافيش ياحبيبى، إفتكرت جدك وجدتك الله يرحمهم، طمنى عليك إنت فيك إيه؟"
أمير:"الله يرحمهم، مافيش حاجه أنا بس مخنوق شويه."
شوق:"من إيه يابنى؟ إحكيلى؟"
أمير بإبتسامه مصطنعه:"كالعاده يا أمى، ييجى حد بواسطه وياخد منى كل حاجه."
شوق:"وليه ماتقولش إن ده مش نصيبك؟ أو ده مش وقت ترقيتك، ممكن يكون ليك رزق تانى إنت ماتتخيلهوش؟"
أمير:"معرفش، بعد إذنك."
سابها ومشى وراح لأوضته، أخدت نفس عميق وراحت وراه...
شوق:"أمير."
أمير:"نعم؟"
شوق بحنان وهى بتقرب منه:"ممكن أحضنك؟"
إبتسملها وهى حضنته...
شوق وهى بتطبطب عليه:"ياحبيبى رزقنا فى حاجه تانيه صدقنى، جدتك الله يرحمها كانت دايما بتقولى كده."
أمير:"بس أنا تعبت يا شوق، تعبت جامد، كنت بطور من نفسى وأشتغل وأجتهد أكتر من زمايلى، وفى الآخر قريبة نائب رئيس مجلس الإداره تيجى وتاخد منى كل ده، مجرد تليفون واحد من شخص كبير يخلى شخص تانى ينفذ كلامه بدون أى رفض."
شوق:"الحمدلله."
أمير بعد عنها وإستغرب..
شوق:"مستغرب إنى بحمد ربنا؟"
أمير:"لا طبعا، بس هو عموما الحمدلله."
شوق:"أنا بحمد ربنا يا أمير عشان الشركه دى ماشيه بالوسايط بس إنت وعدد قليل جدا من زمايلك إتقبلتوا لمجهودكم الشخصى، إنت مش شايف الشركه ضخمه إزاى؟ ده أنا لما بشوفها على التليفزيون بتفاجئ بحجمها."
أمير بتنهيده:"الحمدلله، هى فعلا كبيره أوى ياشوق."
شوق بضحكه خفيفه:"عقبال أما يبقى عندك زيها، شد حيلك كده وإتجدعن، الصبر مفتاح الفرج، إنت بس إعمل إللى عليك وزياده وعافر وإجتهد وإنت هتوصل ياحبيبى."
أمير بإبتسامه:"إن شاء الله."
شوق:"أنا النهارده عاملالك غداء إنما إيه، هتاكل صوابعك وراه."
أمير:"وياترى بقا الست شوق عاملالى أكل إيه؟"
شوق:"عملتلك مكرونه بشاميل."
أمير بفرحه:"بجد مكرونه بشاميل؟ عملتيها ياشوق أخيرا"
شوق:"هههههههههههههه، ايوه عملتها."
قام من مكانه وحضنها جامد...
شوق:"إللى يشوفك كده يقول كنت حارماك."
أمير:"أبدا يا شوق، بس إنتى عارفه أنا بقالى فتره طويله بتحايل عليكى عشان تعمليها، أنا مش عارف كل مره بتعملى طبيخ وخضار لحد مازهقت."
شوق:"نعم! زهقت من الأكل إللى أنا بعمله؟"
أمير وهو مصمم ينرفزها:"بصراحه اه، غيرى ياحبيبتى فى حاجه إسمها تغيير روتين، جيلك مكنش يعرف بيه."
شوق:"اااه، إحنا دخلنا فى جيلنا وجيلكم؟، أنا بقا هوريك فى جيلى كنا بنتعامل معاكم إزاى."
أخدت الشبشب من رجلها...
أمير بهدوء:"شوق إنت...........ااااااااااااه."
جرى وهى جريت وراه...
شوق:"تعالى ياله، إما وريتك، غصب عنك يا أمير هتاكل الطبيخ والخضار بعد كده، أنا غلطانه إنى عملتلك مكرونه بشاميل."
أمير وهو بيجرى منها:"خلاص ياشوق بهزر فى إيه؟"
الإتنين وقفوا قدام بعض والفاصل بينهم الترابيزه...
شوق:"قول آسف."
أمير:"هاه؟"
شوق:"قول آسف يا ماما يلا."
أمير:"أنا مش عيل صغير ياماما."
شوق:"الإعتذار مالهوش سن، يلا قول آسف."
أمير بتنهيده:"آسف."
شوق:"قولها بنفس."
أمير:"آسف ياماما."
إبتسمت وحطت الشبشب على الأرض ولبسته ...
أمير:"مبسوطه إنتى بعد ماضربتينى لا وكمان إعتذرتلك صح؟"
شوق بفخر:"جدا فوق ماتتخيل."
أمير بضحكه خفيفه:"ماشى ياشوق."
شوق:"بدل مانت واقف زى الشحط كده، تعالى ساعدنى عشان نحط الأكل."
أمير:"نفسى فى مره تمدحى فيا، ده أنا حتى إبنك."
شوق:"معلش، يلا ورايا."
أمير:"أمرى إلى الله."
دخلوا المطبخ وبدأوا يحطوا الأطباق على الترابيزه وبعد فتره بسيطه بدأوا ياكلوا...بس كل واحد فيهم فى عالم تانى...شوق بتفكر فى الماضى، وأمير بيفكر فى حلمه إللى إتسرق منه...
..................................
فى اليوم التالى:
وصل الشركه فى نفس الوقت إللى سيرين كانت بتنزل فيه من عربيتها، بصلها بطرف عيونه وبعدها دخل الشركه وراح لمكتبه وسيرين دخلت وراه...
قعد على الكرسى وبدأ يشوف شغله، وسيرين كانت بتبصله ومش عارفه تبدأ كلام إزاى...قررت إنها تفتح موضوع..
سيرين:"هو أنت جيت مشى للشركه ليه؟"
أمير وهو مش بيبصلها:"أنا مش باجى مشى."
سيرين:"أومال فين عربيتك؟ ماشوفتهاش ليه؟"
أمير وهو بيبصلها:"ومين قال إن عندى عربيه؟"
سيرين:"يعنى جه فى بالى كده هو مجرد سؤال مش أكتر."
رجع ركز فى إللى هو فيه...
سيرين بإستفسار:"أومال جيت إزاى؟"
أمير بإنشغال:"ميكروباص."
سمع صوت ضحكه خفيفه طالعه منها، بصلها بضيق...
سيرين وهى بتحاول تكتم ضحكتها:"سورى، ماكنتش أعرف."
أمير بضيق:"ماكنتيش تعرفى إيه؟"
سيرين:"ماكنتش أعرف إنك بتيجى فى ميكروباص."
أمير:"ليه؟ هو أنا مش من بقيت الشعب ولا إيه؟ ولا إنتى عشان إتعودتى إنك تلاقى كل حاجه إنتى عايزاها لحد عندك فشايفه إنك سهل تتريقى على الناس؟ شايفه الناس إللى زيك فمتعودتيش تقابلى واحد بيركب ميكروباص؟ اه نسيت مانتى جايه بواسطه طبيعى تبقى شايفه الناس كده."
سيرين بإرتباك:"سورى ماقصدش."
أمير:"كلامى معاكى فى حدود الزمالة، إياكى تتخطى حدودك، أوعى تكونى مفكره عشان إنتى جايه واسطه تبقى الرئيسه بتاعتنا؟ إنتى هنا زيك زيي زى أى موظف فى الشركه، حطى الكلام ده حلقة فى ودنك."
سابها وكمل تركيز فى شغله أو زى ماهو بيحاول يقنع نفسه، مش عارف هى ليه بتستفزه لما بتنطق حرف حتى...قطع تفكيره
صوتها...
سيرين بإستفسار متجاهلة كلامه:"طب ممكن تساعدنى؟"
أمير بضيق من برودها:"نعم؟"
سيرين:"أنا هنا جديده فى الشركه ومحتاجه حد يساعدنى ويعرفنى نظام الشغل."
أمير بسخريه:"نعم؟ يعرفك نظام الشغل؟ هو مش إنتى شرحتى إمبارح الشركه نشاطها ماشى إزاى، وعرضتى فكرتك التافهه إللى نائب رئيس مجلس الإداره قبل بيها؟ ليه عايزه حد يساعدك فى الشغل؟ اه عشان تاخدى مجهود غيرك وتنسبيه لنفسك صح؟ مانتوا بتوع الوسايط كده دايما."
سيرين بإستفسار مع عدم إستيعاب:"مجهود غيرى؟ إنت تقصد إيه؟"
أمير:"بلاش تعملى دور البنت الغنيه عليا، أنا عارف الأشكال دى كويس، جو البنات الهاى ده مش عايزه معايا هنا فى أوضة المكتب، حابه تستعرضى شكل حياتك المرفهه وكل حاجه فيها يبقى بره الأوضه دى، فى كتير أوى بره الأوضه دى يهمهم الفلوس والمنصب لكن هنا مافيش حد كده."
سيرين بغصه:"إنت إزاى تحكم عليا بالشكل ده من غير ماتعرفنى؟"
أمير وهو بيبصلها:"كلكم طينه واحده وكمان للأسف *بصلها من تحت لفوق* مافيكوش أى شئ يشد عشان تغروا أى حد مهما لبستوا إيه."
رجع ركز فى شغله وماحسش بوجع سيرين إللى دموعها بتنزل فى صمت...قامت من مكانها وراحت للحمام وبصت لنفسها فى المرايه وبتبص لهدومها إللى كانت عباره عن جيبه سوداء ضيقه جدا مفتوحه من جنب واحد لحد الركبة وشميز أبيض بدون أكمام، ده غير مساحيق التجميل إللى مغرقه وشها ...
سيرين بتحدى وهى بتحاول تتحكم فى أعصابها وبتمسح دموعها:"مش سيرين إللى ييجى واحد يتكلم معاها بالشكل ده، ركزى يا سيرين فى إللى إنتى جايه مخصوص هنا عشانه، لازم تبقى قوية وتتجاهلى أى كلام ليكى عشان تقدرى توصلى وتثبتى نفسك."
عدلت شعرها وظبطت الميك أب بتاعها ورفعت راسها وخرجت من الحمام وقعدت على المكتب وبتبص قدامها بتفكير ... وأمير كان مركز فى شغله...
..............................
شوق كانت قاعده على سريرها والحزن واضح عليها وبتفتكر باقى ذكرياتها...
منذ ثمانية وعشرون عاما:
حسين كان ماسكها من دراعها ودخل بيها على شقته وبدأ يدور على مراته..
حسين بعصبيه:"رانيا."
رانيا دخلت من باب الشقه وجريت على شوق وحضنتها...
رانيا بدموع:"ليه تعملى فيا كده؟"
شوق بدموع:"أنا آسفه ياماما مكنش قصدى."
حسين شد رانيا مما خلاها تخرج من حضن شوق وسحبها وراه...
حسين بصوت مسموع:"إقفلى الباب ياشوق."
شوق قفلت باب الشقه...دخلوا أوضتهم ورزع الباب وراه..
حسين بعصبيه:"إيه إللى إنتى عملتيه ده؟ إنتى إزاى تسمحيلها تخرج من الشقه أصلا؟ إنتى أم مهمله بنتك كانت هتموت بسببك."
رانيا بدموع:"غصب عنى ياحسين، أنا آسفه مش هتتكرر تانى و....."
قطع كلامها شوق إللى فتحت الباب وإتكلمت..
شوق:"بابا أنا إللى إتحايلت عليها إنى أطلع للسطح و....."
حسين بعصبيه:"وتطلعى ليه؟ هو مش أنا قايل ممنوع الخروج؟"
شوق:"كنت عايزه أشم شوية هواء."
حسين بتحذير:"إجرى على أوضتك وإياكى أشوفك رايحه فى مكان تانى غير مدرستك إللى أنا هوصلك ليها بعد كده، يلا."
شوق بدموع:"ح..حاضر بس ماتضربش ماما عشان خاطرى."
حسين بعصبيه:"بقولك بره."
إتنفضت فى مكانها وخرجت من أوضتهم، صوت خناقة والدها مع والدتها بيزيد وبيعلى، راحت لأوضتها ورمت نفسها على السرير ودموعها بتنزل بقهرة ... بتحاول تحسب عدد المرات إللى عاشت فيها سعيده مالقتش، بتحاول تحسب هى ضحكت آخر مره إمتى؟ هى مش فاكره، دايما بتنام وبتصحى على خناقات حسين ورانيا، فضلت حزينه على نفسها وعلى والدتها لحد ماراحت فى النوم...عمر كان طول الوقت واقف قدام شقتهم وسامع صوت خناقات حسين و رانيا، مش فاهم إزاى بنت صغيره عايشه ومستحمله كل ده؟ .. إتنهد بعمق ونزل من البيت وفى باله حاجات كتير ناوى يعملها عشان الموضوع إللى هو فيه ده طوِّل أوى ...
فى اليوم التالى:
خرجت من المدرسه وهى بتبص فى الأرض بس إتفاجأت بإللى وقف قدامها...رفعت راسها وعيونها جات فى عيونه...
عمر بإبتسامه:"إزيك؟"
إتجمدت فى مكانها ومش عارفه تقول إيه...
عمر:"أنا عارف إنك متفاجأه، بس أنا لازم أتكلم معاكى."
بصت حواليها بخوف شديد لقت إنها لوحدهم فى الشارع...
عمر:"ماتخافيش ماحدش هيشوفك."
شوق بإرتجاف:"ع...عايز إي..يه؟"
عمر وهو بيقرب منها:"إنتى خايفه منى ليه؟"
شوق وهى بترجع لورا:"أ..أن..نا مش خايفه.:
عمر وقف وإتكلم:"ياشوق أنا مش هعملك حاجه، إسمعينى."
شوق وهى بتحاول تتحكم فى أعصابها:"إتفضل."
عمر بإبتسامه:"أنا كنت عايز أقولك من أول يوم شوفتك فيه لحد دلوقتى حاجه واحده بس."
شوق بإرتباك:"إيه؟"
عمر وهو بيبص فى عيونها:"إنتى حلوه أوى ياشوق."
بصت فى الأرض بإحراج و بخجل شديد...
عمر:"حلو كسوفك كده ده و...."
قطع كلامه شوق إللى مشيت بسرعه وسابته...عمر جرى وراها ومسكها من دراعها...إتنفضت فى مكانها لما لمسها..
عمر:"مشيتى ليه؟"
حاولت تشيل دراعها من إيده بس معرفتش..عمر لاحظ إنها بتحاول تشيل دراعها من إيده...
عمر بهدوء:"هشيل إيدى من عليكى، بس أنا لازم أتكلم معاكى شويه."
شوق:"هو أنت لسه ماتكلمتش؟"
عمر بإبتسامه:"لا، أنا عايز أقول كلام كتير وأوله حلوه الكحكه إللى إنتى عاملاها فى شعرك دى، بس هتبقى أحلى لو شعرك مفكوك."
ساب دراعها..وهى كانت حاسه بإحراج الشديد من لمسته ده غير إنها حاسه بتوتر لوجودهم مع بعض وده لإنها أول مره تقف مع راجل غير باباها فى الشارع...
عمر:"شوق."
شوق بإستيعاب وهى بتبصله:"هاه؟"
عمر:"أنا هتكلم معاكى علطول."
إستغربت النبره إللى هو بيتكلم بيها...
شوق:"مش فاهمه، يعنى إيه؟"
عمر بتوضيح:"هنتكلم مع بعض وهنتعامل مع بعض علطول، فمش عايزك تخافى منى أو تتوترى."
شوق بإستغراب:"هنتكلم مع بعض ليه؟"
عمر بإبتسامه:"عشان أنا عايز كده."
شوق كانت لسه هتتكلم...
عمر وهو بيقاطعها:"أعرفك بنفسى، أنا إسمى عمر، عندى 26 سنه، بشتغل فى كذا حاجه مش حاجه معينه بصراحه، *ضحك ضحكه خفيفه* بشيل أنابيب، وبشيل أسمنت، أى مشكله فى الكهرباء الكل بيناديلى عشان أحلها، أى مشكله فى السباكه برده الكل بيناديلى عشان أحلها، بدهن شقق، بغسل عربيات، بصى من الآخر أنا بعمل كل حاجه."
شوق بإستغراب وببراءة:"هو فى حاجه حضرتك مش بتعرف تعملها؟"
عمر بتفكير:"لحد الآن ماكتشفتش إللى مش بعرف أعمله."
ضحكت ضحكه خفيفه، وعمر لاحظ كده..
عمر:"أخيرا شوفت ضحكتك."
ضحكتها إختفت لما إستوعبت إنها ضحكت...
شوق بحمحمه:"أنا همشى."
عمر:"إستنى."
شوق:"نعم؟"
قدملها ورده لونها أحمر صافى...
عمر:"أجمل ورده لأجمل وأحلى بنت فى الحاره كلها."
لاحظ إرتباكها وهى بتبص للورده...
عمر بتفهم:"تقدرى تخبيها من أهلك، عشان مايتكلموش يعنى."
شوق:"هاه؟ لا مش خايفه."
عمر قرب منها وهى إتجمدت فى مكانها...فك شعرها الأسود وعدله وعلق الورده فى شعرها نحية ودنها...
عمر بإعجاب:"شكلك كده أحلى."
شوق:"إزاى تعمل كده؟"
عمر وهو بيبص فى عيونها:"بعمل إيه؟"
شوق بتوتر:"إزاى تفك شعرى؟"
عمر بهمس:"أنا بعمل إللى أنا عايزه فى الوقت إللى أنا عايزه."
تاهت فى عيونه وهو فضل يبص فى عيونها...
عمر بإستفسار:"إنتى صغيره ليه؟"
شوق:"هاه؟"
عمر:"بلاش هاه دى، بقولك إنتى صغيره ليه؟ ليه مايبقاش عندك 22 سنه أو حتى 21، إنتى ليه 17 سنه؟"
شوق ببراءة:"حضرتك عرفت سِنِّى منين؟"
عمر:"أنا أعرف عنك كل حاجه ياشوق، إللى بيعوز حاجه بيعمل المستحيل عشان يوصلها."
شوق بخوف:"وإنت عايز منى إيه؟"
عمر بضحكه خفيفه:"إنتى خايفه كده ليه؟"
شوق وهى بترجع لورا:"أنا مش خايفه، أنت هتعمل فيا حاجه وحشه صح؟"
عمر:"ههههههههههههههههههه، لا ماتخافيش مش هعملك حاجه."
شوق بتوتر:"أنا لازم أمشى عشان إتأخرت."
عمر:"تعالى نمشى مع بعض عشان أوصلك."
شوق بخوف:"لا، بابا هيشوفنى معاك."
عمر:"متخافيش، أنا واحد من أهل الحاره عادى يعنى إنى أوصلك."
شوق بخوف:"هيقولوا لبابا وبابا هيضربنى، أرجوك ماتمشيش معايا."
عمر بتنهيده:"ماشى، بس مسيرنا نتقابل تانى."
مشيت وهو متابعها بعيونه بس وقفت وبصتله ورجعتله تانى...
شوق بإبتسامه خفيفه:"شكرا لحضرتك عشان أنقذتنى."
عمر:"أنا معملتش غير إللى قلبى خلانى أعمله، وبعدين أنا عمر مش حضرتك، جربى تقولى إسمى كده."
شوق:"هاه؟"
عمر:"مش قولت بلاش هاه دى؟ بقولك قولى عمر كده."
شوق بإحراج:"أستاذ عمر."
عمر:"هههههههههههههههههههههههههه، أستاذ عمر؟!!"
شوق بإحراج:"حضرتك أكبر منى، لازم أحترمك."
عمر:"أكبر منك إيه بقا؟ هو مش أنا قولتلك إننا هنتكلم؟"
شوق:"ماهو إحنا بنتكلم أهوه."
عمر:"قصدى هنتقابل كتير الفتره الجايه."
شوق:"يعنى إيه؟"
عمر:"هتفهمى بعدين، يلا روحى عشان تعرفى توصلى بدرى، وأنا همشى وراكى."
شوق:"هو حضرتك لازم تمشى ورايا؟"
عمر:"فيها حاجه دى؟"
شوق بإرتباك:"عيب."
عمر:"عيب إيه؟ هو أنا هعمل حاجه؟"
شوق بضيق طفولى:"ماينفعش تمشى ورايا ولا معايا، عيب أصلا."
عمر بتنهيده:"إمشى ياشوق، إمشى بدل ما أزعقلك."
شوق بتحذير طفولى:"إياك تمشى ورايا، هضربك."
عمر بإستغراب:"إنتى بتتكلمى معايا كده ليه؟ ده أنا إللى أنقذتك."
شوق برجاء:"أرجوك، مش عايزه حد يشوفك معايا فى أى مكان، هيروحوا يقولوا لأبويا وهو هيضربنى."
عمر:"مستحيل حد يقربلك وأنا معاكى، إمشى دلوقتى وهنتفاهم بعدين."
سمعت كلامه ومشيت وعمر مشى وراها، شوق كانت خايفه جدا حد يشوفها وعمر ماشى وراها...عمر مكنش مركز مع أى حاجه غير عليها وبيفكر فى حاجات كتير وأولها إزاى يوقعها فى حبه ... وصلت البيت وطلعت بسرعه وعمر راح للدكان بتاعه... كانت واقفه قدام باب الشقه أخدت الورده بسرعه من شعرها وحطتها فى شنطتها وعملت شعرها كحكه من تانى وخبطت على باب الشقه ومامتها فتحت الباب...
رانيا:"إتأخرتى ليه ياشوق؟"
شوق بإرتباك:"لسه خارجه من المدرسه."
رانيا بتنهيده:"كويس إنك جيتى قبل ما أبوكى ييجى، يلا إدخلى."
شوق دخلت الشقه وعيونها جات على خد مامتها إللى لونه أحمر...
شوق:"ماما، أنا آسفه على إللى حصل إمبارح."
رانيا بحنان وهى بتحضنها:"المهم إنك كويسه، كله يهون عشانك."
شوق:"مكنش قصدى إن بابا يزعلك أو يضربك، أنا آسفه."
رانيا بتنهيده وهى بتبصلها:"ياروحى مافيش مشكله، هو بابا كان متضايق وأنا شديت معاه مش أكتر، إنتى عارفه بابا بيحبك قد إيه وبيخاف عليكى، بابا مالوش غيرك."
شوق بحزن:"وإنتى ياماما؟ إنتى فين من كل ده؟ بابا ليه دايما بيتخانق معاكى؟ من أول يوم وعيت فى على الدنيا وإنتوا بتتخانقوا مع بعض، *دمعه نزلت من عيونها* بابا بيكرهك ليه؟"
رانيا وهى بتمسح دموعها:"بابا مش بيكرهنى ياشوق، بابا بيحبنا إحنا الإتنين بس إنتى أكتر عشان إنتى بنته وضناه من لحمه ودمه، مش عايزاكى تركزى فى حاجة غير مذاكرتك، أنا عارفه أهدى أبوكى إزاى، ماتزعليش منه هو مش بيشوف قدامه، بعد مانا وهو إتخانقنا مع بعض، قعد يعيط على إللى حصلك وإعتذرلى وقعد يتأسفلى وأنا سامحته وخليته يهدى، باباكى مالهوش غيرنا ياشوق، باباكى بييجى يرمى حِمله كله عليا ولازم أشيله عشان أنا مراته وعشرة عمره."
شوق:"بتحبيه أوى كده ياماما؟"
رانيا وهى بتلعب فى شعرها:"أنا ماليش غير حسين، حسين ده حب حب حياتى، وبعدين عيب نتكلم فى الكلام ده إنتى لسه صغيره، يلا روحى غيرى هدومك وريحى شويه بعد كده ذاكرى."
شوق:"أنا نفسى أساعدك ياماما."
رانيا:"إنتى عارفه لو أبوكى لقاكى مشغوله معايا فى حاجه وسايبه مذاكرتك هيزعقلى أنا، يلا روحى شوفى مستقبلك."
شوق:"حاضر ياماما."
رانيا باستها من راسها وشوق دخلت أوضتها ... بمرور الوقت .. حسين دخل الشقه وهو شايل أكياس فى إيده..
حسين بصوت مسموع:"شوق، رانيا إنتوا فين؟"
رانيا خرجت من المطبخ وشوق خرجت من أوضتها والإتنين راحوا نحيته...
حسين وهو بيقدم شنطه لشوق:"خدى ياقلب بابا، الفستان ده هديه منى ليكى."
شوق فرحت وحضنت باباها جامد، وأخدت منه الكيس ودخلت أوضتها...
حسين بصوت مسموع:"العفو، هههههههههههه."
عيونه جات على رانيا..
حسين:"نسيت تقولى شكرا، بس إعتبرتها قالتها."
رانيا بإبتسامه:"ربنا يبارك فى عمرك وتفضل تجيبلها."
حسين وهو بيقدملها شنطه وكيس:"الشنطه فيها فستان ليكى والكيس فيه حرنكش بما إنك بتحبيه، ماحبتش أحرمك من حاجه إنتى بتحبيها."
رانيا:"وجودك معايا إنت وشوق هو الحاجه إللى أنا بحبها."
حسين:"يعنى مش زعلانه منى خلاص؟"
رانيا:"يعنى إنت بتعمل كل ده عشان تصالحنى؟"
حسين كان لسه هيتكلم قطع كلامه شوق إللى خرجت من أوضتها..
شوق بفرحه وهى بتلف بالفستان:"بابا إيه رأيك؟"
حسين:"حلو ياروح بابا."
حضنته وحضنت مامتها ودخلت أوضتها تانى وقفلت الباب...
رانيا:"إنت بتصالحنى بفستان وحرنكش؟"
حسين:"أنا آسف يا رانيا مكنش قصدى."
رانيا:"أنا قولتلك مش زعلانه، وبعدين ياحسين وجودك إنت وشوق أهم عندى من أى هديه تانيه."
حسين إبتسملها..
(رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات)
رانيا:"بس لازم برده نتكلم فى الموضوع الأساسى، مش هتفضل حابسها كده كتير، البنت ماتعرفش أى حاجه عن أى حد ماتعرفش يعنى إيه دنيا."
حسين بزهق:"إقفلى الموضوع يا رانيا."
رانيا:"مش هتفضل حابسها كده طول عمرها."
حسين:"أنا مابحبسهاش، أنا بربيها بالشكل والحياه إللى إتربينا عليها، البنت مابتخرجش من بيت أبوها غير يا إما على الجواز يا إما على القبر علطول."
رانيا:"ده مش منظر تربية أبدا، البنت لازم تعرف الدنيا عباره عن إيه."
حسين وهو بيحاول يتحكم فى عصبيته:"البنت هتتربى زى ما إخواتى البنات إتربوا."
رانيا:"إنت شايف إننا كده بنربيها صح؟"
حسين:"أيوه بربيها صح، وكفايه إنها بتخرج للمدرسه، ده كفايه أوى."
رانيا:"البنت من كتر مانت قافل عليها هتخليها تعمل حاجات كتير أوى من ورانا."
حسين بعصبيه:"هيبقى بموتها لو فكرت تعمل حاجه من ورانا."
رانيا وهى بتحاول تهديه:"إهدى، طب تعالى نروح الأوضه ماينفعش نتكلم فى الصاله."
مسكته من إيده وراحت لأوضتهم...
رانيا:"البنت ياحسين لازم تعرف الدنيا براحه، بلاش نفضل حابسينها، إفرض مثلا إن شاء الله كده على ماشوق تكبر شويه وتروح لبيت جوزها، هتلاقى نفسها فى مكان هى مش فاهماه، حياه جديده هى ماتعرفهاش، البنت لازم ت..........."
حسين بزعيق وهو بيقاطعها:"رانيا، إقفلى الموضوع، شوق آخرها خروج للمدرسه ومافيش أكتر من كده."
رانيا بهدوء:"وأنا ماقولتش غير كده، إللى أقصده إنك ماتحسسهاش إنها محبوسه ولا تقفل عليها أوى، وارب الباب بس ماتفتحهوش على الآخر."
حسين بسخريه:"بالله عليكى بطلى حكمك والمواعظ بتاعتك دى، *عقد حواجبه بضيق وكمل* دى بنتى ومن حقى إنى أربيها بالشكل إللى أنا شايفه صح."
رانيا بتنهيده:"ودى بنتى أنا كمان ياحسين و....."
حسين وهو بيقاطعها:"تربيتك وتفكيرك غلط يا رانيا، إنتى غلط، وياريت تقفلى الموضوع ده نهائى، شوق مالهاش غير مذاكرتها حاليا وأنا وإنتى، بعد الجواز هيكون ليها جوزها وأولادها."
رانيا:"بس........"
حسين:"من غير بس، يلا روحى شوفى وراكى إيه وأنا هريح شويه عشان جاى تعبان من الشغل."
خرجت من الأوضه وهى بتفكر فى بنتها إللى صعبانه عليها ... شوق كانت قاعده فى أوضتها ومازالت لابسه الفستان الجديد وسامعه صوت باباها ومامتها العالى، إتنهدت بحزن وعيونها جات على شنطة مدرستها وإفتكرت إنها حاطه الورده فيها، إبتسمت بخجل وراحت نحيتها، فتحتها وأخدت الورده ووقفت قدام مرايتها، جه فى بالها "ياترى كان شكلى عامل إزاى بيها عشان يقولى كده شكلى أحلى؟"، قررت إنها تشوف هو كان يقصد إيه، فردت شعرها وحطت الورده فى شعرها زى ماعمر كان عاملها وبصت لنفسها فى المرايه لقت شكلها أحلى بكتير عليها، ولفت إنتباها إن الورده لايقه جدا على الفستان الكحلى إللى هى لابساه .. فاقت من شرودها لما سمعت صوت خبطة على شباك أوضتها، إستغربت من الصوت ده وراحت فتحت الشباك ولما فتحته عيونها جات فى عيون عمر إللى واقف تحت ومبتسملها ...
إتحرجت بشده وبصت للناس مالقتش حد مركز أساسا والكل ماشى فى طريقه...بصت لعمر إللى بدأ يحرك شفايفه بكلام غير مسموع، وحاولت تجمع الكلام من حركة شفايفه..
عمر:"كويس إنك ماشيلتيهاش، الفستان لايق عليها أكتر."
إستوعبت إنه شايفها وهى لسه حاطه الورده على شعرها، قفلت الشباك بسرعه وشالت الورده من شعرها الأسود وبتحاول تتنفس بإنتظام، حست بالخجل والإرتباك الشديد لإنه شافها حطاها فى شعرها، فاقت لنفسها على الإحساس إللى حاسه بيه وبدأت تغير هدومها...
فى اليوم التالى:
كانت قاعده فى مدرستها وسرحانه وبتبص على الشارع من الشباك إللى جنبها...بس فاقت من إللى هى فيه على صوت همسات من بعض البنات إللى معاها فى الفصل...
؟؟:"شوفتى قالى إيه؟"
البنت أخدت ورقه من جيبها وخلت البنات إللى حواليها يقرأوها بهمس...
## بإنبهار وفرحه:"ده بيحبك أوى."
؟؟:"ششششششششششش، وطى صوتك حد هيسمعنا."
عيونهم جات على شوق إللى بتبصلهم، بس شوق عملت نفسها بتبص فى مكان تانى...
***:"ده كاتبلك إنه هيقابلك قدام المدرسه؟ هتعملى إيه؟"
؟؟:"قولت وطوا صوتكم، هتفضحونى."
##:"طب قولى؟"
؟؟:"مافيش، معنى كده إننا هنخرج هضطر أغير فى الحمام قبل مانخرج وكويس إنى كنت عامله حسابى فى لبس زياده."
***:"تمام، لما تخلصوا الخروجه بتاعتكم هروح معاكى فى البيت وأقولهم إنك كنتى عندى."
؟؟:"حلو أوى."
شوق كانت سامعاهم وهما بيتكلموا ومستغربه إزاى فى حد كده...وبتسأل نفسها البنت دى رايحه تعمل إيه، ومع مين؟...
بمرور الوقت... خرجت من المدرسه وبتفكر فى إللى حصل فى المدرسه ده وبتسأل نفسها أسأله كتير وما أخدتش بالها من عمر إللى وقف قدامها لحد ماخبطت فيه، إتنفضت فى مكانها وبعدت لورا كذا خطوه...
عمر بإستفسار:"إيه إللى شاغلك أوى كده لدرجة إنى ماشوفتنيش قدامك؟"
شوق بإرتباك:"مافيش."
كانت لسه هتمشى عيونها جات على شاب واقف بعيد عن البوابه ومعاه عجله وواقف مع بنت من البنات إللى كانوا معاها فى الفصل، وعمر كان متابعها بعيونه... البنت بتاعة الجواب خرجت من المدرسه وهى لابسه هدوم تانيه غير هدوم المدرسه ومعاها زميلتها التالته، شوق برّقت لما شافت البنت دى بتحضن الولد بسرعه وبتبص حواليها وشوق جريت بسرعه عشان تستخبى، وعمر مشى وراها...شوق كانت بتتابعها بعيونها وهى بتمسك إيد الشاب ده وبتشاور لأصحابها إنها هتمشى وركبت وراه على العجله والشاب إتحرك ... شوق إتنفضت فى مكانها لما عمر إتكلم...
عمر:"نفسى أفهم إنتى مخضوضه كده ليه؟"
شوق بتوتر:"إنت بتعمل إيه هنا؟"
عمر:"أنا معاكى من ساعة ما خرجتى من المدرسه تقريبا."
شوق بإرتباك:"طيب أنا همشى."
عمر وهو بيمسكها من دراعها:"ليه بتمشى كل أما بقف معاكى؟"
شوق وهى بتحاول تشيل دراعها من إيده:"أرجوك سيبنى، أنا معرفكش، أقف معاك ليه؟"
عمر:"قولتلك هتعرفينى، *إتعصب عليها* إثبتى بقا."
إتنفضت فى مكانها ووقفت ماتحركتش وبصتله بخوف شديد..عمر ساب دراعها وأخد نفس عميق كمحاوله فى إنه بيحاول يتحكم فى أعصابه...
عمر وهو ملاحظ خوفها:"ماتخافيش ياشوق، أنا مش هعملك حاجه."
شوق بحذر:"طب ليه بتمشى ورايا؟"
عمر:"عشان عايز أتكلم معاكى."
شوق:"ليه؟"
عمر:"عشان إنتى داخله دماغى."
شوق بإستفسار:"يعنى إيه؟"
عمر بتوضيح:"يعنى معجب بيكى."
شوق بإستفسار:"يعنى إيه برده؟"
عمر بإستغراب:"إنتى هتستعبطى عليا؟"
شوق:"هاه؟ أستعبط ليه؟"
عمر:"إنتى مش عارفه يعنى إيه مُعجب بيكى؟"
شوق:"لا، يعنى إيه؟"
عمر إنفجر من الضحك...
عمر فى وسط ضحكاته:"ههههههه، أنا مابحبش الهزار ده أبدا، ههههههههههههههههه."
شوق بصتله بإستغراب...عمر سكت وهدى لما لقاها مستغرباه...
عمر بإستفسار:"إنتى متأكده إنك ماتعرفيش؟"
شوق:"معرفش."
عمر بتنهيده:"لا كده كتير."
شوق:"هاه؟"
عمر بهمس مسموع:"أوصفهالك إزاى دى؟"
سكت شويه لحد ما إتكلم..
عمر بإستفسار:"شوفتى إنتى البنت والولد إللى كانوا بيتقابلوا عند المدرسه هنا؟"
شوق بإحراج:"لا ماشوفتش حاجه."
عمر:"لا شوفتى، أنا مش أهبل."
إتنهد بعمق وكمل كلامه..
عمر:"أهو أنا بقا مشاعرى نفس مشاعر الولد ده للبنت دى."
شوق بذهول وعدم إستيعاب:"يعنى إيه؟ إنت عايز تعمل زيه معايا!!!"
عمر بتفكير:"يعنى لو مش هتمانعى، أنا جاهز*ضحكلها*."
شوق بخوف وهى بترجع لورا:" إنت قليل الأدب."
عمر وهو بيقرب منها:"هو أنا فعلا قليل الأدب ومش متربى، بس السؤال المهم هنا إنتى عرفتى منين؟"
فضلت ترجع لورا وهو فضل يقرب منها وهو رافع حاجبه .. لحد ماهى إتكعبلت ولسه هتقع عمر مسكها وقربها نحيته لدرجة إن المسافه بين وشوشهم قليله جدا...
عمر وهو بيبص فى عيونها:"لحد إمتى هتفضلى تهربى منى؟ على فكره أنا مابزهقش غير لما بوصل للحاجه إللى أنا عايزها."
شوق بخوف:"وإيه إللى إنت عايزه."
عمر بإبتسامه:"إنتى."
شوق:"بس أنا مش عايزه."
عمر:"مش بمزاجك، وبعدين ليه ماتجربيش؟"
شوق بإستفسار:"أجرب إيه؟"
عمر بإبتسامه نصر:"الحب."
شوق:"بس أنا بحب بابا وماما ومجرباه."
عمر بتأفف:"مش ده إللى بتكلم عنه، أقصد الحب إللى بين أى بنت وولد."
شوق بإستفسار لنفسها:"حب بين أى بنت وولد؟"
عمر:"بلاش غباء، أنا مستحمل نفسى بالعافيه مش هستحمل غبائك إنتى كمان."
شوق:"مانا مش فاهمه حاجه."
عمر بتنهيده:"مافيش مشكله هتفهمى بعدين."
شوق:"بعد إذنك لازم أمشى."
كانت لسه هتمشى..
عمر:"تحبى نتمشى شويه؟"
شوق:"هاه؟"
عمر بتوضيح:"تحبى نتفسح مع بعض يعنى، هوديكى أماكن حلوه كتير، إيه رأيك؟"
شوق:"أنا مش بتفسح، لازم أمشى عشان إتأخرت."
عمر:"بكره ياشوق هستناكى حاولى تخرجى من المدرسه بدرى وأنا هكون هنا مستنيكى وصدقينى هتشوفى حاجات عمرك ماشوفتيها."
شوق وهى بتبص فى عيونه:"أنا مش ههرب من المدرسه ومش هروح معاك فى حته، وأرجوك ماتجيش تانى."
عمر بثقه وتأكيد:"هتجيلى ياشوق وأنا هستناكى."
قررت إنها تمشى بسرعه وبالفعل مشيت من غير ماترد عليه...عمر كان متابعها بعيونه وحاسس إنه هيتعب معاها كتير أوى...
فى صباح اليوم التالى:
كانت قاعده فى الفصل وبتفكر فى كلام عمر ليها، بس حاولت تبعد الأفكار دى عن بالها نهائيا...عيونها جات على زميلاتها التلاته إللى بيضحكوا مع بعض...
؟؟:"روحنا القلعه، يومى كان حلو أوى هناك."
##:"وإيه تانى؟"
؟؟:"مافيش، بس المره الجايه هنتمشى على الكورنيش وهناكل ترمس."
شوق حاولت ماتركزش معاهم....وجه على بالها كلام البنت*روحنا القلعه، يومى كان حلو أوى هناك* ...
شوق لنفسها:"هى القلعه دى شكلها إيه؟"
أى نعم هى قرأت عنها كتير بس عمرها ماراحتها قبل كده، فاقت لنفسها وقررت تكمل تركيز فى الحصه ده غير قرارها إللى هو لازم تبعد عن طريق عمر نهائى ....بمرور الوقت...عمر كان واقف مستنيها قدام المدرسه قبل الحصه الأخيره وفضل يمشى رايح جاى قدام مدرستها لحد ما الحصه الأخيره خلصت ... شاف الكل خرج من المدرسه وفضل واقف مستنيها وبيبص حواليه يمكن يلمحها وهى خارجه بس ملقهاش ... كانت واقفه جوا المدرسه مراقباه من بعيد ومستنياه يمشى عشان تعرف تمشى هى كمان ... فضلت واقفه فتره لحد ما كل إللى فى المدرسه خرج، لاحظت الضيق إللى ظهر فى ملامح عمر وبعدها عيونه جات على المدرسه لمره أخيره وبعدها مشى.. إتنهدت بإرتياح لما مشى وبعدها خرجت من المدرسه...مرت الأيام وشوق وعمر مستمرين على هذا المنوال كان بييجى يستناها قدام مدرستها لحد ما الكل بيخرج وبعدها بيمشى، وشوق كانت بترتاح إنه مشى وبعدها بتمشى بس كانت بتسأل نفسها كذا سؤال، مين ده؟ وعايز إيه منى؟ وليه بييجى كل شويه؟، ليه مصمم أوى كده؟ ليه مش بيزهق؟.... فضل الحال كما هو عليه بس الجديد إن عمر بقا بيشغل بالها كتير ده غير زميلتها إللى بتبقى تانى يوم مبسوطه من كل فُسحه ليها مع الشاب إللى دايما بيستناها بعد المدرسه ... كانت بتتمنى جدا إنها تشوف الدنيا زيها كده، وتعيش الإحساس إللى هى عايشاه .. وفى مره ... خرجت من الفصل قبل الحصه الأخيره وجريت بسرعه وخرجت من المدرسه من غير ماحد يشوفها بدأت تدور عليه بعيونها بس مالقتهوش، بصت للأرض بخيبة أمل شديده بس إتنفضت فى مكانها لما سمعت صوته...
عمر:"أخيرا جيتى، أنا إستنيتك كتير."
........................................................................


إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#3

افتراضي رد: رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة


رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات
ممنوع النشر أثناء الحصرى
لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين

الفصل الثالث

كان واقف قدامها وملاحظ إرتباكها وإحراجها الشديدين...

عمر:"ماجيتيش الفتره إللى فاتت ليه؟"

شوق كانت بتفرك فى صوابع إيديها وبتبص فى الأرض...

عمر:"مابترديش ليه؟ إنتى عارفه أنا إستنيتك قد إيه وأنا مابستناش حد أصلا؟!"

شوق بإحراج:"أ...أ..."

سكتت وماعرفتش ترد تقول إيه...

عمر بتنهيده:"خلاص تمام، يلا نمشى."

شوق بعدم إستيعاب وهى بتبصله:"هاه؟"

عمر:"يلا نمشى عشان نلحق."

مشى وهى مشيت وراه بإرتباك وفى نفس الوقت بتبص حواليها خوفا من إن حد يشوفها...بمرور الوقت... وصلوا نحية الكورنيش...

عمر وهو بيبصلها:"المفروض قدامك ساعه على ماتكونى فى البيت، يادوب هنركب مركب لمدة نص ساعه وبعدها هوصلك."

شوق:"مركب؟"

عمر شاورلها على مركب صغير فى النيل...

عمر:"هنركب مركب زى ده."

شوق بتوتر:"بس أنا عمرى ماركبت مركب، أنا خايفه."

عمر وهو بيبص فى عيونها:"مش عايزك تخافى طول مانا معاكى."

إرتبكت من كلامه ونظراته ليها...

عمر بإبتسامه جذابه:"مش يلا بينا؟"

هزت راسها بالموافقه وهو مشى وهى مشيت وراه....وصلوا عند المراكب وعمر دفع مبلغ بسيط للمراكبى وطلع على واحد ومدلها إيده...

عمر:"إمسكى إيدى."

بصت لإيده بإرتباك شديد وفى نفس الوقت بتفكر إزاى جات هنا؟ وليه؟ إيه إللى خلاها تيجى؟ لازم ترجع وتمشى بسرعه لإنها كده بتعمل حاجه غلط أكيد وأكبر دليل إنه غلط إنها خايفه حد يشوفها...بس إفتكرت فرحة زميلتها لما كانت بتخرج وبتتفسح وبتشوف كل مكان، فده إللى مشجعها إنها تكمل...مدت إيدها بتوتر شديد ولما إيدها قربت نحية إيد عمر مسك إيدها جامد وشوق حست كإن كهرباء شديده هى إللى مسكتها مش إيد عمر نهائى ... فاقت من إللى هى فيه على صوته...

عمر:"حاولى تيجى نحيتى بس خدى بالك أحسن تقعى."

هزت راسها بالموافقه وحاولت تطلع للمركب إللى موجود فى البحر نحية الرصيف إللى هى واقفه عليه..رجلها جات على حرف المركب وحركت رجلها التانيه عشان تبقى على محاذاة رجلها الأولى فقدات توازنها ولسه هتقع إتفاجأت بعمر إللى لف دراعه حوالين وسطها وسحبها نحيته لحد ما المسافه بينهم قلت جدا..

عمر بإبتسامه ساحره وهو بيبص فى عيونها:"لحقتك."

كان بيبصلها بنظره غريبه، نظره سحرتها لدرجة إنها نسيت إنه لسه ماسكها، وعمر كان واضح عليه إنه مستمتع جدا بالوضع ده...فاقت من إللى هى فيه وبعدت عن عمر بسرعه وبخجل شديد..

عمر:"يلا إقعدى عشان هنتحرك."

قعدت بهدوء وخوف من إنها تقع وبصت للمياه إللى تحتها وخايفه تلمسها أحسن تسحبها..قطع تفكيرها صوته....

عمر وهو بيقعد قدامها:"على فكره عادى تلمسيها مش هتسحبك."

بصتله بصدمه كإنه بيقرأ أفكارها...عمر ضحك ضحكه خفيفه وبدأ يجدف بالمجداف والمركب إتحرك وهى مسكت جامد فى المركب برعب شديد..

عمر بإبتسامه مطمئنه:"ماتخافيش، طول مانتى معايا مش عايزك تخافى."

إبتسامته ليها خلتها تطمن إلى حد ما...وبدأت تتفرج على كل حاجه حواليها وعمر مركز معاها وهى بتتصرف زى الطفله إللى أول مره تخرج من بيتها وبالفعل دى كانت أول مره تخرج من بيتها .. ضحك ضحكه خفيفه لما لقاها منبهرة بالمناظر إللى حواليها، وإنبهرت أكتر بجمال النيل، عيونها جات على الناس والعربيات إللى ماشيين فى الشوارع، فضلت على حالة الإنبهار إللى كانت فيها وما أخدتش بالها من عمر إللى وقف بالمركب...

عمر بإستفسار:"ليه مالمستيش البحر لحد دلوقتى؟"

شوق وهى بتبصله:"هاه؟"

عمر قرب منها وهى بدأت تبعد وما أخدتش بالها إنه عند حرف المركب...عمر وقف ورجع تانى مكانه...

عمر بهدوء:"أنا مش هعملك حاجه ياشوق، أنا بس عايزك تلمسى المياه وماتخافيش."

شوق:"يعنى مش هتسحبنى ليها؟"

عمر:"لا المياه مش هتسحبك ليها، المياه حلوه."

بصت للمياه بخوف شديد...

عمر:"قربى نحيتى يلا، ثقى فيا."

بصتله بإرتباك شديد بس قررت تسمع كلامه، سابت طرف المركب بخوف شديد وراحت نحية عمر إللى واقف بيمدلها إيده وهى لما وصلت نحيته مسكتها بسرعه خوفا من إنها تقع ...

عمر وهو بيبص فى عيونها:"مش عايزك تخافى."

شوق:"حاضر."

عمر:"يلا إقعدى."

قعدت فى مكانها وهو قعد جنبها...

عمر:"يلا إلمسى المياه."

عيونها جات على المياه وحست بخوف شديد...

عمر:"شوفتى إيدى بتلمس المياه إزاى."

عمر حط إيده فى المياه...

عمر:"المياه حلوه أوى."

حركته دى شجعت شوق إنها تحط إيدها فى المياه وبالفعل أول أما إيدها لمست المياه إبتسمت وضحكت...عيونها جات فى عيون عمر إللى بيبصلها بسرحان...إرتبكت وحاولت تخفى ضحكتها وبالفعل نجحت فى كده...

عمر:"ضحكتك حلوه، بتخبيها ليه؟"

شوق بإحراج وهى بتغير الموضوع:"أنا عايزه أروح."

عمر:"أفهم من كده إنك مافرحتيش بالفسحه دى؟"

مردتش وكانت بتبص بعيد عنه...عمر إتنهد ومسك المجداف وبدأ يجدف...بمرور الوقت وصلوا للرصيف وهى نزلت بسرعه من المركب على الرصيف وهو نزل وراها...وقف قدامها وهى كانت واقفه بتبص فى الأرض بخجل..

شوق وهى بتفرك فى صوابع إيديها:"شكرا يا أ/عمر أنا ........"

عممر بضحكه مسموعه وهو بيقاطعها:"ههههههههههههههههههه، برده أستاذ؟ إنتى شايفانى مُدرِس عندك فى المدرسه؟، أنا إسمى عمر وبس."

شوق:"حضرتك أكبر منى فى السن و..."

عمر وهو بيقاطعها:"مش هتكلم كتير فى الموضوع ده، أنا إسمى عمر وبس، فاهمه؟"

هزت راسها بالموافقه...

عمر:"يلا عشان اروحك."

شوق:"مالهوش داعى أنا هروح لوحدى."

عمر:"مش هتعرفى، إحنا مشينا بعيد عن طريق المدرسه وإنتى بالشكل ده أكيد مش هتعرفى طريق البيت، صح ولا أنا غلطان؟"

هزت راسها بالموافقه...

عمر:"يلا نمشى."

كان لسه هيتحرك...إتجمد فى مكانه لما سمعها بتنطق إسمه..

شوق بإرتباك:"عمر."

بصلها لقاها بتبص حواليها ومش بتبصله من الإحراج..

شوق:"شكرا إنك خلتنى أخرج، أنا أول مره أبقى مبسوطه كده."

عمر بإبتسامه:"العفو ياشوق، وهتتكرر كتير ماتقلقيش، ولا إنتى عندك مانع؟"

شوق:"هاه؟"

عمر:"عندك مانع إننا نفضل نخرج ولا لا؟"

سكتت ومردتش عليه ومش عارفه تقول إيه...

عمر بتنهيده:"عموما سواء قولتى اه أو لا، إحنا كده كده هنخرج مع بعض، يلا إمشى."

مشى وسابها وهى فضلت واقفه فى مكانها مستغربه من كلامه وطريقته فى التعامل...فاقت على صوته...

عمر:"مش يلا ولا هتفضلى واقفه كده كتير؟"

إتحركت بسرعه نحيته ومشيت وراه...

عمر:"على فكره إنتى ممكن تمشى جنبى."

شوق:"كده أحسن."

عمر بتنهيده:"إللى يريحك."

بمرور الوقت وصلوا الحاره وعمر راح للدكان بتاعه وهى مشيت كإنها ماتعرفهوش وبعدها دخلت البيت، وطلعت لشقتهم وبدات تخبط.. رانيا فتحت الباب...

رانيا بإبتسامه:"حمدالله على سلامتك ياروح قلبى، يلا إدخلى عشان تاكلى."

شوق:"حاضر."

دخلت الشقه وراحت لأوضتها وبدأت تغير... خرجت وراحت لمامتها إللى بتحط الأكل على الترابيزه...وقعدت ومامتها قعدت قدامها...

رانيا بإستفسار:"إحكيلى يومك كان عامل إزاى فى المدرسه؟"

شوق:"الحمدلله."

رانيا:"يعنى عملتى إيه؟"

شوق بتوتر:"هاه؟ عملت إيه فى إيه؟"

رانيا:"يابنتى عملتى إيه فى الماده إللى ماكنتيش فاهماها؟ سألتى المدرس عنها؟"

شوق بإستيعاب:"اه، اه ياماما سألته وخليته يفهمنى شوية حاجات."

إفتكرت إن المادة دة كانت آخر حصه إللى هى ماحضرتهاش أصلا، قلبها وجعها لإنها كذبت على مامتها ده غير إنها قصرت فى دراستها وقررت إنها لازم تركز وتبعد عن عمر عشان ماينفعش تفضل على الحال ده .... عمر كان قاعد فى دكانه مع إسماعيل بس مركز على الشباك بتاع شوق ...

إسماعيل وهو ملاحظ تركيزه:"يابنى قولتلك هى مش من توبك البنت غلبانه ومالهاش فى كده."

عمر وهو بيبصله:"خليك فى حالك."

إسماعيل:"حرام عليك ياعمر إللى إنت بتعمله ده، البنت صغيره مش فاهمه حاجه، أبوها ممكن يقتلها لو شم خبر إنها بتتعامل مع شاب أصلا."

عمر:"نقطنى بسكاتك."

إسماعيل كان لسه هيتكلم لقى عيل صغير جاى لعمر..

؟؟:"عمو عمر، أبله أمل بعتتنى عشان عايزاك تصلحلها الكهرباء."

عمر إبتسم إبتسامه كبيره وبص لإسماعيل إللى بيهز راسه بخيبة أمل...عمر قام من مكانه وراح مع الولد...بمرور الوقت...

عمر:"تقدر تروح إنت."

الولد مشى وعمر خبط على الباب... فتحت الباب وهو دخل... وقفت قدامه بإغراء...

أمل بدلع وهى بتملس على وشه:"إتأخرت عليا كتير، يعنى لازم تيجى عشان تصلح حاجه؟"

عمر وهو بيمثل البراءه:"إيه ده؟ يعنى أنا مش جاى عشان أصلح الكهرباء؟"

أمل بتنهيده:"هى بصراحه بايظه، بس إنت وحشتنى برده ياعمر، ولا إنت نسيتنى وبقيت بتقضى أيامك مع إللى إنت تعرفها."

عمر:"أنهى واحده فيهم؟"

أمل:"إنت تعرف كام واحده؟"

عمر:"مش عارف بس حاليا شغال على نوع نضيف فمش مركز مع الباقى، إيه إللى عايز يتصلح؟"

أمل:"فى قفله عندى فى الشقه محتاجاك تصلحها."

عمر إتحرك وراح نحية كُبس الكهرباء وبدأ يشوف شغله، وفى نفس الوقت أمل كانت بتحاول تلاغيه وهو كان بيحاول يركز فى شغله وآخر أما زهق مسكها وإرتكب ماحرمه الله معاها زى مابيعمل مع غيرها...

فى اليوم التالى:

خرجت من المدرسه لقت عمر واقف قدامها...بعدت عنه ولسه هتتحرك لقته وقف قدامها تانى..

عمر:"ماخرجتيش ليه قبل الحصه الأخيره؟"

شوق:"أنا مش هينفع أمشى معاك تانى."

عمر بإستفسار:"ليه؟"

شوق:"عشان عيب وماينفعش."

عمر بإستفسار:"وإحنا عملنا إيه عيب؟"

شوق بإرتباك وهى بتفرك فى صوابع إيديها:"معرفش."

عمر بإستفسار:"إنتى مش واثقه فيا عشان كده مش حابه تبقى معايا؟"

شوق:"لا، مش كده بس أنا....."

سكتت ومش عارفه ترد تقول إيه...

عمر:"بكره ياشوق."

شوق:"هاه؟"

عمر:"بكره هستناكى، بس من بدرى، بعد ما باباكى يوصلك هنا أول أما يمشى إطلعى من المدرسه تانى وهتلاقينى فى وشك، المفروض هنروح بكره القلع، لو مش حابه تخرجى أو تتفسحى تانى تقدرى ماتجيش، هستناكى."

مشى وسابها من غير مايستنى رد منها..وهى كانت واقفه حزينه بسبب كذبها على مامتها، ده غير هروبها من المدرسه ده غير إنها فكرت إن عمر زعلان منها وهى عمرها مازعلت حد منها... فضلت ماشيه لحد البيت وهى بتفكر فى المتاهه إللى هى فيها وطلعت لشقتهم وبعدها دخلت الأوضه وفضلت تفكر كتير لحد ماراحت فى النوم .. بمرور الوقت...حسين دخل الأوضه لقى شوق نايمه بهدوم المدرسه بدأ يصحيها...

حسين:"بت ياشوق، قومى إصحى."

فتحت عيونها بفزع...

حسين:"قومى فِزّى، إيه إللى إنتى لابساه ده؟ فى حد ينام بهدوم المدرسه؟"

قامت من على سريرها...

حسين:"بت ياشوق، إنتى ذاكرتى؟"

شوق بنعاس وهى بتبصله:"لا يابابا، أنا هذاكر بكره."

حسين:"لا مش بكره، هتذاكرى حالا، يلا فوقى."

شوق برجاء:"بس أنا محتاجه أريح شويه يابابا، أرجوك."

حسين:"مافيش حاجه إسمها راحه، لازم تذاكرى عشان ترفعى راسى، يلا."

خرج من أوضتها ورزع الباب وراه ... إتنهدت بحزن وعيونها جات على كتبها إللى على مكتبها وبدأت تغير هدومها بمرور الوقت كانت قاعده قدام كتبها ومش عارفه تذاكر حاجه، وفى نفس الوقت كانت حاسه بالجوع الشديد وده لإنها ما أكلتش من ساعة مارجعت من المدرسه... خرجت من أوضتها وراحت للمطبخ وبدأت تاكل وبعد ماخلصت خرجت من المطبخ بس سمعت صوت باباها ومامتها..

رانيا بعصبيه:"لحد إمتى ياحسين؟ هاه؟ عامل البنت بشكل كويس بقا حرام عليك بنتك."

حسين:"بقولك إيه، دى معاملتى ومش هتتغير نهائى، ومش كل مره تفتحى الموضوع ده، إنتى فاهمه؟ وإياكى يا رانيا تقعدى معاها كتير، لإنك هتخليها تعرف حاجات كتير ماينفعش هى تعرفها."

رانيا:"أنا فى يوم من الأيام كنت بنت زيها قبل ما أتجوزك، وإتربيت صح و......."

حسين بعصبيه وهو بيقاطعها:"تقصدى إيه؟ تقصدى إن تربيتى غلط؟"

رانيا:"ماقصدش ياحسين بس دى بنتى أنا كمان، لازم أقعد معاها إنت مانعنى من إنى أقعد مع بنتى، هو فى حد فى الكون كله يعمل كده؟"

حسين:"أيوه أنا، وزى ماقولتلك يارانيا، ماتقعديش مع البنت كتير إنتى هتبوظيها."

رانيا بذهول:"هبوظها؟"

حسين:"أيوه هتبوظيها، إنتى عيشتى بشكل متفتح وسط أهلك وعرفتى كل حاجه بدرى، لكن أنا مش عايز بنتى تبقى زيك."

رانيا والدموع بدأت تنزل من عيونها:"وليه إتجوزتنى مادام إنت مش عايز بنتى تبقى زيى؟"

حسين:"معرفش."

رانيا:"يعنى إيه ماتعرفش ياحسين؟ إنت قولت إنك حبيتنى فى أول مره شوفتنى فيها، إنت حبتنى عشان أنا كده وعشان أنا محترمه، صح ولا غلط؟"

حسين:"بقولك إيه، إنتى أهلك ربوكى بشكل مختلف لكن أنا عايز تربيتى هى إللى تمشى، لإن أنا تربيتى ليها صح."

رانيا:"ونرجع تانى لنفس الكلام بتاعك."

شوق ماقدرتش تكمل ودخلت على أوضتها ومش فاهمه أى حاجه من إللى بتحصل، نفسيتها تتعب من الخناقات إللى بين والدها ووالدتها، حاولت تسد ودانها عن خناقة رانيا وحسين إللى صوتهم بيعلى على بعض وفجأه سمعت صوت صراخ والدتها...قامت بسرعه من مكانها وجريت لأوضتهم وفتحت الباب... لقت رانيا قاعده على الأرض وحاطه إيدها على خدها ودموعها بتنزل فى صمت..فاقت من إللى هى فيه على صوت حسين..

حسين بعصبيه:"إنتى واقفه كده ليه؟ روحى ذاكرى."

شوق:"بابا عشان خاطرى ماتضربش ماما تانى."

حسين مسكها من دراعها وزقها بره الأوضه وقفل الباب...راح لرانيا ومسكها من دراعها...

حسين:"حسك عينك تعلى صوتك عليا تانى، إنتى فاهمه؟ أهو ده أكبر إثبات إنك متربتيش كويس، شوفى بنتك مش قادره تتكلم وهى بتبص فى عيونى وبتبص فى الأرض من الإحترام، لإن أنا مربيها على كده، إنتى لازم تتربى من أول وجديد وأنا إللى هربيكى يا رانيا."

حسين كان لسه هيخرج من الأوضه، بس إتجمد فى مكانه لما سمعها...

رانيا:"طلقنى."

عيونه جات فى عيونها إللى بتبصله بتحدى...

رانيا:"ساكت ليه؟ بقولك طلقنى، أنا يستحيل أعيش معاك تانى، أنا ضيعت عمرى كله فى خناقاتك ومعاملتك ليا، مش بتخلينى أتكلم مع بنتى، حابسنى بين أربع حيطان من المطبخ للأوضه ومن الأوضه للمطبخ، دى مش عيشه، ده سجن، وأنا مابقتش أستحمل كل ده، كل ده عشان مامتك؟ كل ده عشان هى سابتك إنت وإخواتك وإنتوا صغيرين؟ خايف أمشى؟ إنت مش ملاحظ إنك كده بتجبرنى أمشى؟ أنا إستحملت كتير، لكن إهانه وذُل مش هستحمل لحد كده، طلقنى."

حسين:"ماتجيبيش سيرتها تانى، إنتى فاهمه؟"

رانيا:"ليه هاه؟ مش عايز أجيب سيرتها ليه؟ حسين هو سؤال واحد بس، إنت إتجوزتنى عشان حابب تنتقم من مامتك فيا صح؟"

حسين بعصبيه:"بقولك ماتجيبيش سيرتها تانى.."

رانيا بدموع متجاهلة كلامه:"إنت ماحبتنيش، إنت كذبت عليا، وأنا كنت هبله جدا لإنى كنت عاميه، السنين دى كلها وحبيتك من كل قلبى، لكن إنت إتجوزتنى عشان تنتقم منها و.............."

قطع كلامها باب الأوضه إللى حسين رزعه وهو خارج من الأوضه...حسين لقى شوق واقفه قدام أوضتهم..

حسين بعيون كلها شر:"إنتى بتعملى إيه هنا؟"

شوق رجعت لورا بخوف شديد...

حسين:"ردى عليا، إنتى سمعتى حاجه؟"

هزت راسها بلا وهى بتبص فى الأرض..

حسين بعصبيه:"إدخلى على أوضتك."

جريت بسرعه على أوضتها وقفلت الباب على نفسها وبدأت تعيط من إللى بيحصل ... حسين نزل من البيت وراح قعد على القهوه وبيحاول يتحكم فى أعصابه وبيهدى وبيحاول يفوق نفسه إن دى مراته مش مامته، ودى بنته مش مامته هى كمان، وعمر كان مركز معاه وهو قاعد فى الدكان بتاعه... رانيا خرجت من أوضتها وراحت لشوق إللى بتبكى بشهقات عاليه، أخدتها فى حضنها وبدأت تهديها...

رانيا:"ماتزعليش من بابا ياروحى، ماتزعليش منه، هو بس أعصابه تعبانة شوية."

شوق:"ليه بيعمل كده ياماما؟"

رانيا بتنهيده وهى بتفتكر حياة حسين كلها:"نقدر نقول إن كل واحد ليه قصة صعبة، وأنا للأسف بفكره بالقصة الصعبة دى لمجرد وجودى."

شوق وهى بتبصلها:"هتمشى وتسبينى ياماما؟"

رانيا:"أنا أمشى وأسيبك؟ أنا ماقدرش، إنتى روحى."

شوق دخلت فى حضنها تانى...

شوق:"بس إنتى طلبتى الطلاق من بابا."

رانيا:"ماتشغليش بالك ده موضوع كبار، ماينفعش الصغيرين إللى زيك يتدخلوا فيها."

شوق بدموع وهى بتبصلها:"بس إنتى دايما بتقولى لبابا الكلمه دى، بابا بيحبك وأنا كمان بحبك ماتسيبيناش عشان خاطرى."

رانيا بحنان وهى بتمسح دموعها:"حاضر."

شوق فضلت فى حضنها لحد مانامت من الزعل ... رانيا نيمتها على السرير بهدوء وغطتها وراحت لأوضتها وقعدت على السرير بتفكر كتير فى إللى بيحصل فاقت من إللى هى فيه على صوت باب الشقه إللى بيتقفل .... حسين راح لأوضة شوق لقاها نايمه، قفل الباب وراح لأوضته هو ورانيا، لقاها قاعده بتبص قدامها ومش بتبصله .. قرب منها بهدوء وركع قدامها على الأرض ومسك إيديها الإتنين وهى حاولت تشيلهم من إيده بس هو مسكهم جامد عيونها جات فى عيونه لقت دموعه بتنزل ...

حسين:"أنا آسف."

رانيا:"مش كل مره تمد إيدك فيها عليا ترجع تقولى آسف."

حسين:"عارف، أنا غلطان حقك عليا، بس إنتى عليتى صوتك عليا يارانيا."

رانيا:"إنت عارف إن دى طريقة كلامى، أنا دايما بتكلم كده وإنت عارف كده وواخدنى على عيبى وقولتلى إنك بتحبنى بكل عيوبى زى مانا بحبك بكل عيوبك، لكن إنك تمد إيدك عليا للمره التانية ياحسين ده مش سهل، إنت عارف إن أكتر حاجه بكرهها إنك تمد إيدك عليا."

حسين وهو بيبوس إيدها:"أنا آسف، بس أنا تعبان يا رانيا ومخنوق."

رانيا:"ده عذرك دايما، مش بتخلينى أحكى معاك أو نتكلم فى حاجه وبتتصرف على حسب مزاجك دايما ياحسين، ليه مش بتفتحلى قلبك؟، ليه مش عايزنى أشيل همّك؟ بلاش تكتم جواك ياحسين، بلاش."

حسين وهو بيبص فى عيونها:"أنا خايف يا رانيا، خايف تروحوا منى."

رانيا:"الناس كلها مش زى بعضها."

حسين:"أظن إنتى عرفتى من إخواتى كويس إيه إللى حصل، بلاش لف ودوران."

رانيا:"أنا مش بلف ومش بدور، حسين حبيبى أنا مراتك يعنى أشيل همّك، أنا مش مسجونه والبنت إللى نايمه جوا دى بنتنا إحنا الإتنين مش مسجونه هى كمان و....."

حسين وهو بيقاطعها:"لما هى سابتنا، الناس كلها إتكلمت علينا وعابوا فى تربيتنا، ولما روحت عشت فى بيت إعمامى، كانوا بيعاملونا معاملة مش كويسة تماما لإن إحنا كنا عيالها، أنا إللى ربيت إخواتى يا رانيا زى مانتى عارفه، ربيتهم عشان لما يكبروا الناس تقول إتربوا أحسن تربية، ربيتهم عشان الناس ينسوا الست إللى رمتنا، وهفضل أربى فى شوق بنفس الطريقه عشان ماليش غير كده، ماليش غيرها وماليش غير سُمعتى وماليش غيرك إنتى كمان، أنا حاربت الدنيا كلها عشان أتجوزك، بلاش يا رانيا تمسكينى من دراعى إللى بتوجعنى، بلاش تجيبى سيرة الطلاق لإن الكلمه دى بتتعبنى أنا مش بتتعبك إنتى."

سند براسه على رجلها وهى بدأت تلعبله فى شعره...

حسين:"إنتوا عيلتى الوحيده، إستحملينى عشان خاطرى."

رانيا:"حاضر، بس........."

حسين وهو وبيبصلها وبيقاطعها:"مش كل شويه هنتكلم فى الموضوع ده."

رانيا:"أنا مامتها ياحسين، سيبنى أقعد معاها على راحتى."

حسين:"مانتى بتقعدى معاها لما ماببقاش هنا."

رانيا:"مش كفايه دى بنتى ياحسين، أرجوك سبنى أقعد معاها كتير، أتابعها، البنت مش هتفضل كده."

حسين سكت ومش عارف يرد يقول إيه...

رانيا ببراءه:"صدقنى مش هفتح معاها كلام كبار نهائى، هذاكرلها وهتابعها وهاخدها من المدرسه بما إنك مش لاقى وقت تاخدها وإنت راجع."

حسين:"هشوف الموضوع ده."

رانيا بتنهيده:"ماشى."

حسين وهو بيبص فى عيونها:"وحشتينى."

..................................................

فى صباح اليوم التالى:

صحيت من النوم وهى عندها صداع شديد بسبب إنها كانت بتبكى قبل ماتنام، ده غير عيونها المنتفخه بسبب البكاء ..بمرور الوقت.. كانت قاعده لابسه هدوم المدرسه وبتفطر مع حسين ورانيا ولما خلصت فطار إستنت والدها عشان يمشوا مع بعض ... رانيا قربت منها وحضنتها..

رانيا:"خدى بالك من نفسك يا قلب ماما، وماتزعليش من بابا."

شوق بإبتسامه خفيفه:"حاضر."

حسين خرج من أوضته وهو ماسك شنطة الشغل رانيا كانت هتقرب نحيته عشان تحضنه بصلها بصه خلتها تقف فى مكانها لإنها فهمت إن ماينفعش الكلام ده قدام شوق وإنه هيفسد أخلاق البنت على حسب قوله...

حسين:"يلا ياشوق."

خرج من الشقه وهى خرجت وراه تحت عيون رانيا إللى إتنهدت بحزن ... نزلوا من البيت وبعد مرور فترة بسيطه وصلوا عند المدرسه لقت عمر واقف على جنب مستنيها ... إرتبكت وإتوترت ومش عارفه تعمل إيه، فاقت على صوته...

حسين:"يلا إدخلى المدرسه."

شوق وهى بتبص فى الأرض:"حاضر."

دخلت المدرسه تحت عيون حسين إللى بيبص عليها وبعدها مشى لما أطمن إنها بدأت تطلع على السلالم ...شوق كانت واقفه على السلم وبتفكر فى حاجات كتير، حاسه إنها تعبانه مالهاش خُلق لأى حاجه، محتاجه فترة راحة من كل حاجة، محتاجة تختفى لو لفترة بسيطة، محتاجه تفرح، نزلت من على السلالم وبصت للبوابة بتاعة المدرسة المفتوحة، وبعدها عيونها جات على مبنى المدرسه نفسه والطالبات إللى بيطلعوا على السلالم ولما عيونها جات على البوابة تانى، لقت عمر واقف هناك وبيبصلها، شافت فيه الحرية، شافته إللى هيخرجها من السجن إللى هى عايشه فيه، شافت فيه كل حاجه هى محتاجاها، نفسها تعيش حياتها وتخرج وتتفسح براحتها، إتحركت نحية عمر ومع كل حركه هى بتتحركها عمر إبتسامته كانت بتزيد، لحد أما وقفت قدامه...

عمر:"تحبى تروحى القلعه زى ماقولتلك إمبارح ولا حابه نروح مكان تانى؟"

شوق وهى بتبص فى عيونه:"أنا عايزه أخرج من القفص إللى أنا محبوسة فيه، هتعرف تخلينى أخرج منه؟"

عمر بإبتسامه:"طبعا، إنتى بس إللى عليكى إنك تسمعى كلامى، وخليكى عارفه إن طول مانا جنبك ماتخافيش."

مد إيده ليها...

عمر:"يلا بينا؟"

مدت إيدها ليه بتوتر بس فى الأخر مسكتها...

شوق:"يلا."

عمر ضغط على إيدها جامد وهو ماسكها وهى حست بإحراج شديد جات تشيلها من إيده...

عمر بإبتسامه:"مافيش رجوع، ماينفعش تشيلى إيدك من إيدى."

مشى وهو ماسك إيدها وهى مشيت جنبه عشان تبقى فى محاذاته...

شوق بإرتباك من مسكته لإيديها:"إحنا هنروح فين؟"

عمر:"هنروح القلعة النهارده، وبكره هشوف هخرجك فين."

عمر كان مستغرب نفسه، ما البنت أهيه جياله برجلها لحد عنده ماياخد إللى هو عايزه وخلاص، ليه مصمم يخرجها ويفرحها بالرغم من إن ده جزء من تخطيطه إللى أخد من وقته كتير، بس بيصبر نفسه إنه بلاش يستعجل...مر الوقت وشوق وعمر وصلوا للقلعه، عمر بدأ يشاور على كل مكان هما بيروحوه فى القلعة وبيشرحلها تاريخه وهى كانت متابعه شرحه، وإكتشفت إنها فهمت الماده إللى مابتحبهاش ألا وهى التاريخ... كانت مبسوطه جدا وده لإنها كانت أول مره تبقى حاسه إنها حُرة لدرجة إنها سابت عمر وبدأت تجرى بفرحة فى المكان والناس كلهم بيبصولها بإستغراب، عمر ضحك عليها..عيونها جات فى عيونه...عمر مدلها إيده وهى راحت مسكتها وإتفاجأت بيه وهو بيجرى وماسك إيديها وبيخليها تجرى معاه وبيضحكوا هما الإتنين مع بعض...بمرور الوقت...

عمر:"يومنا خلص، ولازم تروحى عشان ماحدش يقلق عليكى."

شوق بإبتسامه:"حاضر، اليوم كان حلو أوى ياعمر، شكرا."

عمر:"العفو، لو حابه نكرره بكره معنديش مانع."

شوق بخجل وهى بتبص فى الأرض:"ياريت."

عمر بضحكه خفيفه:"ماشى، يلا عشان أوضلك لحد قبل الحاره بشويه كده."

شوق بتلقائيه مع إستفسار:"ليه؟"

عمر:"ليه إيه؟"

شوق بإرتباك:"إللى أعرفه إنك بتوصلنى للحاره عموما."

عمر:"ورايا شوية شغل، يادوب هوصلك وأروحه."

شوق:"شكرا."

عمر إبتسم وإتحرك وهى مشيت جنبه بخجل، فى أغلب الوقت كانت بتحاول تلمحه بطرف عيونها وهو ماشى جنبها، لاحظت قد إيه هو وسيم جدا، ده غير ضحكته الجذابه، شايفاه إنسان بيحب الحياة وهى حابه تبقى زيه، شايفاه الأمل، أملها فى إنها تبقى حره...وصلوا قبل الحاره بشويه...

عمر:"أنا همشى أنا بقا."

شوق:"ماشى."

إبتسملها وحست بخجل شديد لما حط إيده على راسها وطبطب عليها بهدوء، عيونها جات فى عيونه...

عمر وهو ملاحظ خجلها:"مش عايزك تتكسفى منى بعد كده، عايزك تعرفى إن أنا مابيهمنيش حدود، حتى لو إنتى مش فاهمه دلوقتى هتفهمى بعدين."

بعد عنها وبعدها مشى...كانت متابعاه بعيونها وبتسأل نفسها يعنى إيه الكلام إللى قاله ده؟ .. بس بعدها فاقت من إللى هى فيه لما لاحظت إنها فى الشارع .. جريت بسرعه على البيت بفرحة كبيرة وخبطت على باب الشقه ورانيا فتحت الباب...إتفاجأت بشوق إللى حضنتها جامد..

رانيا بإستغراب من حضنها:"فى إيه يابنتى؟"

شوق بفرحه:"مافيش ياماما، مبسوطة أوى."

رانيا:"ربنا يسعدك ياحبيبتى، يلا تعالى كلى."

شوق:"حاضر."

دخلت أوضتها وحطت شنطتها على السرير وبدأت تغير...عمر كان بيشتغل فى دكان نجارة وبيفكر فى شوق إللى كانت فرحانه النهارده وحاسس بإحساس غريب أول مره يحسه، قلبه بيدق!..نفض الفكره دى من دماغه وكمل شغله.. كانوا قاعدين بياكلوا مع بعض...

رانيا:"إحكيلى عملتى إيه فى المدرسه النهارده؟"

شوق بكذب وإرتباك:"عادى، نفس كل يوم."

رانيا:"تمام، شوفى بقا أنا كلمت أبوكى إمبارح وقولتله إنى هاجى أخدك من المدرسه بعد كده، وهتابع معاكى بس لسه مقالش رده، بس أنا واثقه إنه هيوافق."

شوق:"هاه!!"

رانيا:"فى إيه ياحبيبتى؟"

شوق:"لا لا مافيش."

رانيا:"طيب كملى أكل."

شوق:"ح..حاضر."

بمرور الوقت... كانت قاعدة بتمشى فى أوضتها رايحه جايه ومش عارفه تعمل إيه، فتحت الشباك وبصت على دكان عمر المقفول إتنهدت بضيق لإنها مش عارفه تتصرف إزاى، لمحت عمر داخل الحاره من بعيد وأول أما قرب نحية الدكان رفع عيونه إللى جات فى عيونها إللى واضح عليهم القلق والإرتباك الشديد... ملامحه إتحولت للإستغراب، وهى كانت بتحاول توصله بنظراتها إن فى حاجه...آخر أما زهقت راحت جابت ورقه وبدأت تكتب...

"إحتمال كبير جدا إن ماما تيجى تاخدنى من المدرسه بكره أعمل إيه؟"

طبقت الورقه وراحت للشباك وبصتله وشاورت براسها على الورقه ورمتها من الشباك...عمر راح للورقه المرمية على الأرض وفتحها وبدأ يحاول يقرأ إللى فيها بصعوبه شديده وبتهتهه، آخر أما زهق رفع عيونه إللى جات فى عيونها...شاورلها على الورقه إنه مش فاهم حاجه..بصتله بإستغراب ملحوظ..

شوق بإستغراب لنفسها:"معقوله مابيعرفش يقرأ؟"

عمر راح لإسماعيل إللى بيشتغل فى القهوه وأخده على جنب...

عمر:"إقرألى الورقه دى."

إسماعيل أخد الورقه منه وبدأ يقرأها بصعوبه مع نفسه لكن أحسن من عمر شويه..

إسماعيل بتنهيده وهو بيبصله:"بتقولك إحتمال كبير مامتها تيجى تاخدها من المدرسه بكره، تعمل إيه؟"

عمر عيونه جات على شوق إللى واضح عليها التوتر وإبتسملها..

عمر لإسماعيل:"إكتبلها هنتقابل أنا وهى بكره وماتشغلش بالها."

إسماعيل:"وياترى بقا الورقة هتروحلها إزاى؟ هنطيرلهالها مثلا؟ وبعدين أهل الحاره هياخدوا بالهم إنكم بتتكلموا مع بعض."

عمر:"طب أقولها إزاى؟"

إسماعيل:"معرفش، بقولك إيه ماتبعد عنها هى مش من توبك."

عمر وهو بيشد منه الورقه:"مالكش فيه، يلا إرجع شغلك."

إسماعيل:"أنا غلطان."

إسماعيل رجع شغله، وعمر إتنهد وبص للورقه تانى وبعدها رجع بص لشوق....شوق بصتله بإحراج شديد بس إتنفضت فى مكانها لما باب أوضتها إتفتح...قفلت الشباك بسرعه وبصت لحسين إللى دخل أوضتها...

حسين بإستفسار:"واقفه بتعملى إيه عندك؟"

شوق بإرتباك:"هاه؟ لا مافيش."

حسين بتنهيده وهو بيقعد على سريرها:"طب تعالى إقعدى."

قعدت جنبه بتوتر وبتفرك فى صوابع إيديها...

حسين:"مامتك كانت فتحت معايا موضوع إمبارح، وأنا بصراحه قعدت أفكر كتير مع نفسى، وقررت إنها تاخدك من المدرسه بعد كده."

شوق بإرتباك وهى بتبص فى الأرض:"بس يابابا أنا كده تمام عادى مافيش مشكله، أنا هروح لوحدى زى مانا إتعودت و.........."

حسين وهو بيحط إيده على كتفها وبيقاطعها:"كلامى هيتنفذ بالحرف ومش عايز نقاش فيه، يلا تصبحى على خير."

قام من مكانه وخرج من أوضتها فضلت قاعده فى مكانها وبتحاول تفكر إزاى هتقدر تخرج مع عمر وفى نفس الوقت إزاى هتروح مع مامتها إللى هستنتاها قدام المدرسه، راحت فتحت الشباك لقت عمر مش موجود إتنهدت بعمق وبعدها قفلت الشباك....

فى صباح اليوم التالى:

وصلت هى وباباها قدام المدرسه..

حسين:"ركزى فى الحصص، ولما تروحى مع مامتك ماتعمليش حاجه غير إنك تذاكرى."

شوق:"حاضر."

حسين:"يلا ياحبيبتى إدخلى المدرسه."

شوق:"حاضر."

دخلت المدرسه تحت عيون حسين وعيون عمر إللى واقف بعيد عن المدرسه على جنب، حسين مشى لما إتطمن إن شوق طلعت على سلالم المدرسه، وعمر قرب نحية المدرسه ووقف عند البوابه، فى اللحظه دى شوق نزلت من على السلالم وقربت نحية عمر إللى واقف مبتسملها...

شوق بإرتباك:"أنا آسفه مش هقدر أخرج النهارده ماما هتيجى تاخدنى."

عمر:"مانتى هتروحى معاها، بس هتخرجى معايا."

شوق:"مش فاهمه."

عمر:"هنخرج مع بعض دلوقتى وهترجعى فى ميعاد خروجك من المدرسه."

شوق:"ماما هتكتشف الموضوع."

عمر:"لا، طول مانتى متوتره كده هتحس إن فى حاجه، لكن خليكى هاديه."

شوق:"حاضر."

عمر بإبتسامه:"يلا نمشى."

هزت راسها بالموافقه ومشيوا هما الإتنين مع بعض ..
(رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سار ة بركات) بمرور الوقت.. وصلوا الأهرامات وشوق كانت مذهوله من المنظر الجميل إللى كانت شايفاه قدامها...

عمر وهو ملاحظ ذهولها:"إنتى لسه ماشوفتيش حاجة."

شوق بلمعة جميله فى عيونها وهى بتبصله:"أنا مبسوطه أوى."

عمر بإبتسامه:"وده شئ يسعدنى جدا، يلا بينا."

إبتسمت إبتسامه جميله عمر سرح فيها لوهله وبعد كده فاق لنفسه وبدأ يشرحلها كل حاجه عن الأهرامات، كانت سعيدة جدا وهى معاه وفى نفس الوقت شوق مستغربة إزاى عنده معلومات كتير وهو مش بيعرف يقرأ على حد علمها من إللى شافته إمبارح ... بمرور الوقت..

عمر:"لازم نمشى عشان نلحق نوصل للمدرسة قبل مامتك."

شوق بإبتسامه:"شكرا ياعمر، أنا فرحت النهارده جدا."

عمر:"العفو، يلا نمشى بقا."

كان لسه هيمشى..

شوق بإرتباك:"عمر."

عمر وهو بيبصلها:"نعم؟"

شوق:"هو إنت بجد مش بتعرف تقرأ؟"

عمر:"يعنى، حاجه زى كده، يعنى ممكن أقرأ عافيه."

شوق:"ليه؟ قصدى إزاى؟ هو مش إنت خلصت تعليم؟"

عمر:"هههههههههه، تعليم؟ لا ماخلصتش، أنا خرجت من المدرسه وأنا فى أولى إعدادى."

شوق:"ليه؟"

عمر بتنهيده وهو بيبص بعيد عنها:"إنتى بتسألى كتير أوى."

شوق:"ماقصدش بس ليه خرجت من المدرسه؟ ليه حرمت نفسك من التعليم كان ممكن تكمل."

عمر وهو بيبص فى عيونها:"تقدرى تقولى إن الدنيا إسم على مسمى، بمعنى إنها دنيئه، بتدى كتير أوى للشخص إللى مايستاهلش وبتاخد دايما من الشخص إللى يستاهل، وإقفلى الموضوع ده، يلا نمشى."

شوق وهى بتوقفه:"طب ممكن أسألك سؤال أخير؟"

عمر بتنهيده وهو بيبصلها:"إيه هو؟"

شوق يإستفسار:" حضرتك بتجيب المعلومات دى منين؟ قصدى إللى يشوفك يقول إنك مثقف."

عمر بإستفسار:"هو لازم أكون بعرف أقرأ وأكتب عشان أبقى مثقف؟"

شوق:"ماقصدش، إللى أقصده أكيد إللى مابيتعلموش بيبقى متوقع منهم إنهم مايبقوش عارفين حاجه، إنت إتعلمت ده كله إزاى وإنت مابتعرفش تقرأ أو تكتب؟"

عمر:"بدايةً كده أنا بعرف أكتب وأقرأ بس مش أوى، عدا أكتر من 15 سنه على آخر سنه تعليميه حضرتها، فطبيعى هنسى، أنا ضعيف فيهم يعنى بفتكر حاجات بسيطه منهم، بالنسبه لإتعلمت كل ده إزاى؟، *إبتسم إبتسامه خفيفه وبص قدامه بشرود* والدى الله يرحمه إللى كان بيحكيلى دايما عن تاريخ مصر من وأنا صغير وكان دايما بيجيبنى الأماكن دى."

عيونه جات فى عيونها وهو بيبتسم، شوق حست إحساس غريب لما شافت إبتسامته دى، الإبتسامة دى غريبه عن أى إبتسامة هو كان بيبتسمها، زى ماتكون من قلبه بس الإبتسامة دى إختفت..

عمر:"يلا نمشى عشان ماتتأخريش، وبكره برده هنتقابل وهاخدك لمكان تانى زيهم."

شوق:"حاضر."

مشيوا هما الإتنين من مكان الأهرامات..بس شوق جواها حاجه مخلياها لازم تتكلم..

شوق بإرتباك:"عمر ممكن أطلب منك طلب؟"

عمر وهو بيبص قدامه:"إتفضلى."

شوق:"بما إنك بتخرجنى وبتفسحنى بدون مقابل، ممكن أديك أنا المقابل ده؟"

عمر بإبتسامه وهو بيبصلها:"ومين قال إنى بعمل كده من غير مقابل؟"

شوق بإستفسار:"يعنى إيه؟ وإيه هو المقابل؟"

عمر:"مش هتعرفى دلوقتى، هتعرفى بعدين *غير الموضوع* كنتى قولتى عايزه تدينى المقابل صح؟ طب إيه هو؟"

شوق بإحراج:"إنى أساعدك تتعلم القراءه والكتابه من تانى."

عمر:"ههههههههههه."

شوق:"أنا مابهزرش."

عمر:"وأنا كمان مابهزرش."

وقفت قدامه نحية الطريق السريع..

شوق بإستفسار:"هو حضرتك عنيد ليه؟"

عمر بتأفف وهو بيقف فى مكانه:"يادى حضرتك إللى إنتى ماسكالى فيها."

شوق كانت لسه هتتكلم...

عمر بصراخ:"شوق!!"

سمعت صوت فرامل وراها، لفت لقت عربيه سريعه داخله عليها إتصنمت فى مكانها وشافت خلاص نهايتها بتقرب منها، بس إتفاجأت بعمر إللى سحبها لحضنه بسرعه بعيد عن الطريق...

..........................................................................




إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#4

افتراضي رد: رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة


رواية / شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات
"اللهم أنت ربى، لا إله إلا أنت خلقتنى وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبى، فاغفرلى، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت."
الفصل الرابع
كانت فى حضنه وبتحاول تهدى وتستوعب إللى حصل، بس لما لاحظت إنها فى حضنه إتنفضت فى مكانها وبعدت عنه بإرتباك شديد...
عمر بضيق وهو بيمسكها من دراعها:"إنتى إزاى تقفى على الطريق السريع، إنتى عايزه تموتى نفسك؟"
شوق:"أ..أنا ماكنتش واخده بالى إنى واقفه على الطريق."
عمر بغضب:"بعد كده ركزى، أنا مش ناقص غباء *بعد عيونها عنها وكمل بجمود* يلا نمشى."
بصتله بحزن شديد بس هو تجاهلها و مشى وهى مشيت وراه...كانوا طول الطريق مابيتكلموش، عمر متضايق من إللى حصل وإنه كان ممكن يلبس مصيبه بسببها وفى نفس الوقت متضايق لإنه مش فاهم هو ليه ساكت كده؟ مش بياخد إللى هو عايزه ليه؟ بس بيصبر نفسه إنه لازم يخليها تحبه وتموت فيه عشان يبقى كل ده بمزاجها ... شوق كانت زعلانه من إنه زعقلها كان ممكن يتكلم بهدوء لكنه زعق، وفى نفس الوقت عذرته لإن الموقف إللى كانت فيه صعب....بمرور الوقت..وصلوا نحية المدرسه قبل ما مامتها تيجى... وعمر كان لسه هيمشى..
شوق:"عمر."
وقف فى مكانه وكان مديلها ظهره...
شوق بإستفسار:"هتيجى بكره؟"
عمر بملامح خاليه من أى تعبير وهو مازال مديلها ظهره:"هاجى."
مشى وسابها من غير مايستنى رد منها .... دمعه نزلت من عيونها بسبب معاملته الجافه معاها، معاملته إللى إتغيرت فجأه، كإنه شخص تانى ماتعرفهوش....إتنهدت بحزن وفضلت واقفه فى مكانها مستنيه والدتها..بمرور الوقت ... رانيا كانت ماشيه معاها وبتتكلم..
رانيا:"إحكيلى بقا يومك كان عامل إزاى؟"
شوق كانت سرحانه ومش مركزه معاها...
رانيا:"شوق."
شوق وهى بتبصلها:"هاه؟"
رانيا وهى ملاحظه الحزن فى ملامحها:"مالك ياحبيبتى؟ إنتى زعلانه ليه؟"
شوق:"مافيش ياماما، بفكر بس فى المذاكره فتلاقينى مش مركزه."
رانيا بإبتسامه:"تمام ياحبيبتى، ربنا معاكى."
شوق:"يا رب."
وهما ماشيين عدوا من قدام الدكان بتاع عمر، شوق عيونها جات على الدكان بس لقته مقفول، إتنهدت بخيبة أمل وطلعت البيت مع مامتها.....كان بيلبس هدومه وبيجهز عشان يخرج من الشقه إللى هو فيها...
؟؟ وهى بتلعبله فى شعره:"مالك ياعمر كنت متضايق النهارده من إيه؟ إنت ماكنتش مركز خالص."
عمر وهو بيبعد عنها:"خليكى فى حالك."
؟؟:"إنت بتتكلم معايا كده ليه؟"
عمر:"وإنتى يخصك فى إيه؟"
؟؟ بدلع وهى بتقرب منه:"ممكن تقول إنى مهتمه بيك."
عمر:"إنتى عايزه إيه يا منار؟"
منار:"لو فى بنت تاعباك أنا ممكن أساعدك فى إنك توقعها مثلا."
عمر وهو معقد حواجبه بضيق:"وأنا قولتلك إبعدى عن سكة إنك تتدخلى فى حياتى، إنتى مجرد واحده بقضى معاها وقت زيك زى غيرك."
منار:"أنا ممكن أساعدك برده."
عمر:"مش محتاجلك."
كان لسه هيمشى...
منار:"أكيد بتسأل نفسك كتير *إزاى توقع بنت ماحبتش قبل كده؟* على فكره الموضوع سهل، أنا ممكن أديك شويه من خبرتى بما إنى ست زيها زى غيرى *إبتسمت بسخريه*."
عمر بتلقائيه مع ضيق وهو بيرد:"ومين إللى قال إنها زيك؟ صدقينى هى أنضف منك بكتير إنتى والباقيين."
منار:"ههههههههه، كان عندى حق الموضوع فعلا فيه بنت، بس ليه كده ياعمر؟ هو إحنا مش مكفيينك؟"
عمر:"بصراحه أيوه، وعايز أغير بقا."
منار:"زعلتنى."
عمر بصلها بقرف ولسه هيشمى..
منار:"الحاجه الأساسيه إللى تقدر من خلالها تخلى بنت تحبك هى إنك تهتم بكل تفصيلة فى حياتها، وتهتم بالحاجة إللى هى بتحبها، وقتها هى مش هتحبك بس *قربت منه وهمست فى ودنه بإغراء* دى هتموت فيك ومش بعيد تموت فى التراب إللى إنت بتمشى عليه."
بِعِد عنها ومردش عليها وخرج من الشقه....بمرور الوقت... شوق كانت بتبص للدكان بتاع عمر وبتبص على أول الحاره وبتسأل نفسها هو فين، وبشكل تلقائى الإبتسامه ظهرت على وشها لما لقته داخل الحارة بس الإبتسامه دى إختفت لما لقت واضح عليه ملامح الضيق...راح فتح الدكان ودخل فيه...شوق مش فاهمه ماله؟، وليه متضايق كده؟، ليه حاسه بالذنب بسبب إنه متضايق على الرغم من إن خلاص الموضوع خلص؟....إتنهدت بحزن وقفلت الشباك
وفضلت تفكر كتير إيه مخليه زعلان منها...
فى صباح اليوم التالى:
كانت واقفه مستنياه قدام المدرسه وإستغربت إنه إتأخر جدا ..فضلت واقفه مستنياه لحد ما جرس الحصه الأولى إللى بيعلن عن بدايتها ضرب ... إتنهدت بحزن وعيونها جات مره أخيره على الطريق وبعدها دخلت المدرسه ... مرت الأيام وشوق بتستنى عمر قدام المدرسه الصبح قبل ما الدوام يبدأ بس مكنش بييجى حتى لما بتروح مع مامتها بتلاقى الدكان بتاعه مقفول، حزنها زاد وبسبب غيابه فضلت تفكر فيه كتير، حتى المذاكره قصرت فيها، وبتفكر هى عملت إيه عشان يختفى كده؟ كانت دايما بتدور عليه بعيونها بس مش بتلاقيه، زى مايكون مبقاش ليه وجود ... كانت قاعده سرحانه وبتبص للطبق إللى قدامها بشرود...
رانيا بإستفسار:"مالك ياحبيبتى؟ إنتى مش على بعضك الفتره دى."
شوق بتنهيده وهى بتبصلها:"مافيش يا ماما."
رانيا:"إنتى ماكنتيش كده أبدا ياحبيبتى، إحكيلى فيكى إيه، أنا هسمعك وهنصحك."
شوق إتنهدت بحزن وبعدها بصت لوالدتها ولسه هتتكلم...باب الشقه إتفتح وباباها دخل، سكتت وكملت أكل...بمرور الوقت...
كانت قاعده على كرسى المكتب بتاعها وبتكتب مذكراتها...
"إختفى، معرفش ليه، أنا عملت إيه؟ كنت بدأت أتعود على وجوده فى حياتى، أو بمعنى أصح إتعودت عليه، أنا لما كنت معاه كنت ببقى مبسوطه، مش عارفه ليه لما مشى رجعت زى الأول؟ ... كانت أيام قليله بس هو الوحيد إللى خلانى أضحك، الوحيد إللى خلانى أحس بأمان، لحد الآن أنا معرفش أنا عملت إيه...*دمعه نزلت من عيونها* .. مقالش إنه هيمشى مقالش أى حاجه، أنا ليه زعلانه طيب؟ ليه حاسه إنى بقيت لوحدى زى ماكنت قبل ماهو يظهر فى حياتى؟ كانت أيام قليله جدا بس لحظات عمرى ماهنساها أبدا..."
إتنهدت بحزن وقفلت دفتر المذاكرت وحطته فى مكان ماحدش يقدر يلاقيه فيه... وراحت لسريرها وغمضت عيونها وهى بتفكر فيه...
........................
فى صباح اليوم التالى:
حسين وهو بيملس على شعرها:"إبقى ركزى كويس فى الحصص."
شوق:"حاضر يابابا."
دخلت المدرسه تحت عيون حسين إلى متابعها ولما أطمن إنها طلعت على سلالم المدرسه مشى ... شوق كانت بتطلع على السلالم وفى نفس الوقت فى حاجه جواها بتقولها إنزلى أقفى إستنيه عند البوابه.. طنشت الكلام ده ولسه هتكمل طلوع إتنهدت بعمق ونزلت من على السلالم وقالت لنفسها *آخر مره*...نزلت نحية البوابه بوجة حزين بس فجأه الحزن ده إختفى وحل محله إبتسامه كبيره، ماحستش بنفسها غير وهى بتجرى نحية عمر إللى واقف عند البوابه، لحد أما وقفت قدامه..عمر كان واقف قدامها وبيبصلها بملامح خاليه من أى تعبير...
شوق بإستفسار وهى بتنهج من الجرى:"إنت ماجيتش ليه الأيام إللى فاتت دى؟"
عمر ماتكلمش بس كان بيبص فى عيونها...
شوق:"عمر."
عمر بإبتسامه:"نعم؟"
شوق ببراءه:"هو إنت ماجيتش عشان إنت زعلان منى؟"
عمر بإستفسار:"مين إللى قال كده؟"
شوق:"إنت ماجيتش بعد إللى حصل وماكنتش موجود فى الدكان، أنا آسفه لو زعلتك، أنا معرفش أنا عملت إيه يزعلك منى بس أنا آسفه."
عمر بإبتسامه:"مش زعلان يا شوق."
شوق بلهفه تلقائية:"طب غيبت ليه؟"
عمر:"شغل، كان ورايا شغل."
شوق:"بس إنت ماقولتش."
عمر:"كان شغل ضرورى، مش يلا بينا؟"
شوق بإبتسامه:"هنروح على فين المره دى؟"
عمر:"عاملهالك مفاجأه، يلا نمشى."
شوق:"حاضر."
بمرور الوقت وصلوا لمدينة الألعاب وشوق ذُهلت من مفاجأة عمر ليها...
شوق وهى بتبصله:"حلوه المفاجأه أوى ياعمر بس ..*بدأت تفرك فى صوابعها بإرتباك*.. أنا كبرت خلاص على الحاجات دى ممكن أتفرج عليهم من بعيد."
عمر:"يعنى إيه كبرتى على الحاجات دى؟"
شوق وهى بتبص فى الأرض:"كنت بروح مع ماما وبابا وأنا صغيره، لكن لما كبرت مبقوش ياخدونى."
عمر:"مافيش حاجه إسمها *أنا كبرت*، طول ماحنا بنقول كده يبقى بنضيع أى حاجه حلوه ممكن نعملها فى حياتنا، وبنضيع كل الفرص الحلوه إللى بتبقى قدامنا."
مد إيده ليها...
عمر بإبتسامه:"إمسكى إيدى وإنسى أى حاجه تانيه، وخلينا فى اللحظه إللى إحنا فيها دى."
إبتسمت بخجل ومدت إيدها ليه بتوتر وحطت إيدها على إيده..عمر مسك إيدها جامد وخلاها تمشى معاه...ركبوا هما الإتنين أغلب الألعاب وشوق لما كانت بتخاف كانت بتمسك فى عمر بتلقائية وبعدها بتسيب هدومه بإحراج شديد، شوق ضحكت من قلبها لدرجة إن عمر حفظ صوت ضحكتها...
عمر لنفسه وهو بيبص لشوق إللى بتبصله وهى بتضحك من قلبها:"معرفش إيه إللى جابنى بعد ماقررت أبعد، بس تقريبا الإجابه قدامى."
إستغرب نفسه وفاق .. بمرور الوقت كانت ماشيه جنبه وكاتمه فرحتها..
عمر:"على فكره تقدرى تعملى إللى إنتى عايزاه وإنتى معايا."
كإنها ماصدقت..فردت إيديها وهما ماشيين جنب بعض وبدأت تجرى بفرحة شديده، حست كإنها زى الطائر إللى لسه خارج من القفص...
شوق بفرحه:"أنا فرحانه أوى."
لفت على شكل دائره، وعيونها جات على عمر إللى بيضحك ضحكه خفيفه، مكانتش قادره تفسر دقة قلبها لما عيونها بتيجى فى عيونه، لكن ردها الطبيعى للإحساس ده إنها كانت بتحس بالخجل الشديد...
عمر بإستفسار:"وقفتى ليه؟"
شوق:"هو أنا ممكن أقول حاجه؟، أو ممكن أطلب طلب؟"
عمر:"أكيد."
شوق:"ممكن أعلمك القراءه والكتابه؟"
عمر:"هههههههههه، لا شكرا."
شوق برجاء:"عشان خاطرى ياعمر، ده أقل مقابل أقدر أقدمهولك."
عمر:"قولتلك هاخد المقابل بس مش دلوقتى."
شوق:"طب إيه رأيك ده يكون المقابل الإحتياطى؟"
كان لسه هيتكلم..
شوق برجاء طفولى:"عشان خاطرى ياعمر."
عمر:"ليه مصممه؟"
شوق:"عشان لما أكتبلك جواب تعرف تقرأه، وماتحرجنيش قدام صاحبك."
عمر:"إسماعيل؟ أنا أحرجك قدامه؟ ليه يعنى؟"
شوق بإحراج:"ممكن يقول لحد إنى بخرج معاك."
عمر:"هههههههه، لا إسماعيل مش هيقول حاجه، *إتنهد بعمق* تمام أنا موافق، هنبدأ إمتى؟"
شوق بفرحه:"من بكره."
عمر:"مالك متحمسه كده ليه؟"
شوق بحماس:"مش عارفه."
عمر:"ههههههههههههههه، طيب هنبدأ إمتى بالظبط؟"
شوق بتفكير:"بكره هستناك قدام المدرسه زى كل يوم."
عمر بتنهيده:"أو ممكن نخليها بعد المدرسه يعنى أقصد تحاولى تخرجى بدرى حصتين."
حست بحزن لإنها فهمت إنه مش عايز يبقى معاها كتير...
شوق:"ماشى."
عمر بتوضيح:"ورايا شغل الفتره الجايه، فهكون فاضى على الوقت ده."
شوق بإبتسامه:"ماشى."
عمر بإبتسامه:"يلا عشان أروحك."
شوق:"يلا."
مد إيده ليها...
عمر:"لازم تتعودى إنك هتمسكى إيدى بعد كده، هاتى إيدك فى إيدى."
مسكت إيده بتوتر..
عمر بإبتسامه:"مش عايزك تتوترى منى بعد كده، تمام؟"
هزت راسها بالموافقه بخجل شديد...بمرور الوقت...وصلوا قدام المدرسه وهو ماسك إيدها..
عمر:"يلا إستنى مامتك هنا وأنا همشى."
شوق:"حاضر."
كان لسه هيمشى، إفتكر حاجه وبدأ يتكلم..
عمر:"إبقى إلبسى بكره الفستان إللى كنتى لابساه لما كنتى واقفه فى الشباك أول مره خالص."
شوق بإحراج:"ليه؟"
عمر وهو بيبص فى عيونها:"كنتى أجمل بنت شافتها عيونى يومها."
حست بالخجل الشديد من كلامه ليها، لدرجة إن خدودها إحمرت..
عمر وهو ملاحظ خجلها:"أنا همشى بقا."
شوق:"ماشى."
(رواية/ العُمَر .. بقلم سارة بركات)
مشى وهى فضلت واقفه متابعاه بعيونها وهو بيبعد لحد ما إختفى خالص...مش قادره تفسر سبب دقات قلبها القويه لما بتكون معاه، مش فاهمه هى بتعمل إيه...بس هى حابه الإحساس إللى هى عايشاه حابه تغرق فيه أكتر، حابه تبقى مع عمر عشان كل حاجه حلوه بتحصلها بتحصل لما هى بتكون معاه...أول أما عمر سابها إترسم على وشه ملامح الضيق الشديد، طول ماهو معاها بيحس إنه بيغرق، لا لازم يفوق نفسه، مش عيله صغيره إللى هتاكل عقله، لازم يخليها تطلع بره دماغه لازم..بمرور الوقت..وصل قدام شقه وبدأ يخبط على الباب...فتحت الباب ..
منار:"ماكنتش أتوقع إنك هتتجيلى تانى بعد إللى إنت قولته."
عمر دخل وقفل الباب وبدأ يرتكب ماحرمه الله، وفجأه صوتها بيتردد فى عقله...
شوق:"أنا فرحانه أوى."
عمر كان بيحاول يتجاهل الصوت إللى فى عقله...بس سمع صوت ضحكتها إللى بتخطف أنفاسه، وفرحتها وجريها فى الشارع زى الطفلة، ونظرتها ورجائها ليه، مسكتها لإيده، عمر ماقدرش يكمل إللى بيعمله وقام من على السرير ولبس هدومه وخرج من الشقه ورزع الباب وراه ... مشى فى الشارع وماسك دماغه إللى هتنفجر من صوت شوق إللى مش راضى يروح من على باله .. حركاتها وضحكتها إللى بترد فيه الروح، إللى بتخلى قلبه يدق جامد، ده غير صوتها لما بتنطق إسمه، كل تصرف هى بتعمله مش راضى يروح من باله...
عمر بعصبيه:" بكرهك، بكرهك بشكل ماتتخيليهوش، إطلعى بره دماغى."
كان بيزعق مع نفسه وإللى ماشيين فى الشارع فكروه مجنون...بمرور الوقت .. وصل الحاره وعلى وشه ملامح الغضب الشديد...إسماعيل شافه بالمنظر ده قرب منه بسرعه...
إسماعيل بإستفسار:"فى إيه ياعمر؟"
عمر:"شيلها من دماغى."
إسماعيل:"هى مين؟"
عمر بعصبيه:"شيل شوق من دماغى، شيلها يا إسماعيل."
إسماعيل:"عمر، إنت إتجننت؟ إحنا فى الشارع الناس هتسمعك."
عمر:"ما يسمعوا، أنا خلاص تعبت من التمثيليه دى، لازم أبعد."
إسماعيل أخده على جنب...
إسماعيل:"مانت كنت بعدت، رجعت ليه؟"
عمر بعصبيه:"معرفش."
إسماعيل:"خلاص إهدى."
عمر أخد نفس عميق وفى اللحظه دى شوق فتحت الشباك وإتفاجأت بعمر وهو واقف مع إسماعيل...
إسماعيل:"طب والحل إيه؟"
عمر فى اللحظه دى عيونه جات على شوق إللى بتبتسمله بخجل...
عمر بملامح خاليه من أى تعبير وهو بيبصلها:"أنا عارف أنا هعمل إيه."
.................................
فاقت من ذكرياتها وراحت تحضر الغداء قبل ما أمير يرجع...كان قاعد ومركز فى شغله وسيرين متابعاه بعيونها وشايفه قد إيه هو نشيط فى شغله وبيراعى ضميره فيه.....
سيرين:"مش هتعلمنى برده؟"
أمير بضيق وهو بيبصلها:"إنتى مابتزهقيش؟ قولتلك لا."
سيرين بإبتسامه:"تمام."
أمير إستغرب إبتسامتها وتابعها بعيونه وهى بتقوم من مكانها وبتخرج من المكتب...
أمير لنفسه:"مالها دى؟"
إتنهد بعمق وكمل شغله.... وقفت قدام مكتب رئيس مجلس الإداره وخبطت على الباب ودخلت...
بشير بإبتسامه:"طمنينى عليكى يا سيرى إيه أخبار التدريب؟"
سيرين بتنهيده:"مابتدربش."
بشير بإستفسار:"ليه؟"
سيرين:"الشاب إللى حضرتك خليتنى فى مكتبه متضايق منى جدا بسبب إنى جايه واسطه *ضحكت ضحكه خفيفه*."
بشير:"هههههههههه، معلش إعذريه هو أمير كده دايما بيحب الجد فى الشغل ومالهوش فى الحال المايل، ده أكفأ موظف عندى عشان كده خليتك معاه."
سيرين:"بس يا أونكل ده فظيع، أنا مش عارفه مستحمل نفسه إزاى بجد؟"
بشير:"معلش إستحمليه وبعدين ده بيشتغل هنا بقاله خمس سنين، ماينفعش نمسكله على غلطة، عديها ياسيرين."
سيرين بتنهيدة:"ماشى يا أونكل، عشان خاطرك هسكت."
بشير بتنهيده وهو بيقوم من مكانه:"تعالى يلا عشان هخلى أمير يدربك."
سيرين بإستفسار وهى رافعه حاجبها:"تفتكرهيوافق؟"
بشير:"هيوافق ورجله فوق رقبته."
خرجوا من المكتب وراحوا للأوضه إللى فيها أمير...دخلوا هما الإتنين وأمير قام من مكانه بتلقائيه لما شاف بشير...
بشير بإبتسامه:"أخبار الشغل معاك إيه يا أمير؟"
أمير بإبتسامه:"كويس الحمدلله."
بشير:"همتك معانا بقا، عايزين نشتغل الفتره الجايه كويس جدا."
أمير:"إن شاء الله."
بشير وهو بيبص لسيرين:"أنا تقريبا معرفتكوش كويس على بعض، دى سيرين بنت صديق عمرى ومن دور أولادى، وده يا سيرى أمير إللى هيدربك الفتره الجايه بما إنك جديده هنا."
أمير إتضايق من الخبر ده...
بشير وهو بيكمل:"طبعا يا أمير مش عايز أوصيك، شغلك الفتره الجايه هيكون مع سيرين تدريبها وكل حاجه تخص الشغل هتكونوا إنتوا الإتنين مشتركين فيها سوا، وطبعا عشان ماننساش حقك ماتنساش إن فى حافز تدريب زيك زى زمايلك إللى بيدربوا الجداد هنا فى الشركه، وأنا واثق إنك هتكون قدها، أستأذن أنا."
بشير مشى وأمير فضل واقف فى مكانه ومتضايق..
سيرين بحمحمه:"هنعمل إيه؟ أو هنبدأ منين؟"
أمير بضيق مكتوم:"إقعدى."
سيرين بإبتسامة:"أنا نفسى أفهم إنت بتعاملنى كده ليه؟ أنا معملتش أى حاجه ليك."
أمير:"ممكن تخرسى؟"
سيرين:"هخرس بس أنا عايزه أتفق معاك على حاجه."
أمير بتأفف:"إتفضلى."
سيرين بجدية:"خلينا ناخد هدنه بسيطه، أنا عموما معرفش إنت مش طايقنى ليه، بس إحنا دلوقتى فى شغل زى ما أونكل بشير قال لحضرتك، وأنا جزء من شغلك."
أمير بتنهيده:"تمام."
سيرين بلهفه:"هنبدأ منين؟"
أمير بإستغراب من لهفتها:"هنبدأ من الأساسيات بوجه عام وبعد كده ندخل على كل حاجه تخص الشركه."
سيرين:"حلو أوى، يلا نبدأ."
أمير بتنهيده:"يلا."
مسك ورقه وقلم وبدأ يشرحلها كل الأساسيات الخاصه بالشغل .. سيرين لاحظت إنه شاطر جدا وعنده خبره كبيره فى المجال وإن واحد زيه لازم يكون أعلى من المنصب إللى هو فيه ده .. بمرور الوقت ..
أمير:"المفروض بنقدم تقرير أسبوعى خاص بجميع الموظفين فى الشركه، بس أنا عموما بعملها كل يوم وبعد كده بعمل Update لو التقرير إحتاجه."
أمير فتح file على اللاب توب بتاع مكتبه وورالها مثال قديم من تقرير كان عامله...
أمير:" ده بيبقى شكل التقرير الصح، فى كتير أوى مش بيعرفوا يتقنوا الموضوع ده وخاصة على البرنامج ده لإنى الوحيد إللى بستخدمه، بس الفكره إنه محتاج تدريب وطبعا الحوار ده محتاج كورسات عاليه ومبالغ كبيره."
سيرين:"طب إتدربت عليه إزاى؟ وأخدت الكورسات دى فين؟"
أمير بإبتسامه مصطنعه:"أنا كنت بذاكر فى ال materials بتاعته من أيام الكليه لحد دلوقتى ومجانًا بتصرف يعنى، مش كل حاجه بالفلوس."
سيرين بإرتباك:"بس أنا ماجيتش سيرة الفلوس نهائى."
أمير بتنهيده:"عموما، إحنا كده خلصنا."
سيرين:"ممكن أطلب منك طلب؟"
أمير:"إتفضلى."
سيرين:"ممكن تعلمنى على البرنامج بتاع التقرير ده؟"
أمير:"ليه تتعلمى من واحد زيى فى حين إن فى ناس كتير عندها خبره أكتر منى تعلمك عليه، وده طبعا بالفلوس."
سيرين بإبتسامه:"بس أنا شايفه إن مافيش حد هيعرف يوصلى المعلومه زى مانت بتوصلهالى، هو إنت مافكرتش تشرحه للموظفين إللى بيشتغلوا هنا؟"
أمير بجدية:"سبق وعرضت الموضوع ده بس هو متعلق لحد الآن."
سيرين:"ليه يتعلق؟ أنا شايفه إن الموضوع ده حلو جدا وهيساعد الشركه كتير فى الفتره الجايه."
أمير:"إنتى عارفه أنا عرضت الموضوع ده على مين؟"
سيرين:"مين؟"
أمير:"عرضته على صاحب الشركة نفسه."
سيرين:"إنت قابلته؟"
أمير:"أنا شايف إنك بتسألى كتير."
سيرين بإستغراب:"هو إنت بجد قابلت صاحب الشركه؟"
أمير:"لا مقابلتوش، بس رد عليا فى إيميل، مالك مستغربه كده ليه؟"
سيرين:"سمعت عن صاحب الشركة دى، يعنى إنه عايش بره بقاله سنين ومرجعش من يوم أما أسس الشركه دى، ولحد الآن ماحدش يعرف مين هو، ومش بيرد على أى حد كمان."
أمير:"عارف كل ده، بس أنا إستغربت إنه رد عليا."
أمير فتح إيميل من الإيميلات إللى عنده ووراه لسيرين وبدأت تقرأ...
"Thanks for your concern MR.Amir, I'll study your idea, please wait for my reply."
"شكرا على اهتمامك يا سيد أمير، سأدرس فكرتك ،يرجى إنتظار ردى."
سيرين بذهول:"ده رد عليك بجد."
أمير بضحكه خفيفه من ذهولها:"إنتى مالك كده؟ مذهوله كده ليه؟"
سيرين:" مش عارفه، إنت متأكد إن ده هو أصلا؟"
أمير:"إنت؟! ممممممم، أه هو."
سيرين:"سورى، قصدى حضرتك، بس إزاى إتأكدت إن ده هو؟"
أمير:"لإن ده الإيميل إللى أ/بشير بيتواصل معاه من خلاله."
سيرين:"وإنت أخدته إزاى؟"
أمير وهو رافع حاجبه:"إنتى بتسألينى فى سؤال شخصى."
سيرين:"سورى بس حابه أتعلم، مانا تلميذتك لازم أتعلم منك كل حاجه صح؟"
أمير بتنهيده:"مافيش لمحته من اللاب توب بتاع أ/ بشير وفضل فى دماغى."
سيرين بإعجاب مع إبتسامه:"وكمان لمّاح."
أمير إستغرب إبتسامتها بس إبتسم إبتسامه خفيفه فى المقابل، ومش فاهم ليه إتكلم معاها أصلا بأريحية كده...
أمير بتنهيده:"إحنا كده خلصنا النهارده، وهنكمل بكره إن شاء الله بداية من شرح البرنامج."
سيرين بإبتسامه:"شكرا يا مستر أمير على مجهودك."
أمير:"العفو وبعدين ده شغلى."
قام من مكانه وبدأ يجهز نفسه عشان يمشى...
سيرين بإستفسار:"ممكن نبقى أصحاب؟"
أمير بإبتسامه:"إحنا زمايل شغل يا آنسه سيرين، وراجعى بشكل عام على إللى شرحتهولك النهارده ولو فى حاجه وقفت معاكى عرفينى بكره وأنا هعيدها، بعد إذنك."
مشى من غير مايستنى رد منها وخرج من المكتب وهى كانت متابعاه بعيونها ومستغربه إن فى حد كده...
سيرين بإبتسامه:"مش مشكله يا مستر أمير، مسيرنا فى يوم نبقى أصحاب."
قامت من مكانها هى كمان وخرجت من المكتب.. بمرور الوقت... كانت بتسلم من الصلاه...
شوق:"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...السلام عليكم ورحمة الله."
بدأت تسبح وتستغفر ربنا وتقول الأذكار ... وبعد ماخلصت بدأت تدعى وهى فى مكانها...
شوق:"يا رب صبرنى على إللى أنا عايشه فيه، أنا تعبت كتير أوى فى حياتى ولسه بتعب، يا رب أنا واثقه فى كرمك وعطاءك ليا، أحمدك يا رب على إبنى إللى رزقتنى بيه، إللى بقا كل حياتى، سندى وظهرى وعيلتى كلها، باركلى فيه يا رب وماتخلنيش أشوف فيه حاجه وحشه أبدا، إرزقه وإكرمه وحبب فيه خلقك، وباركلى فيه وفى عمره، طمنى عليه بدرى قبل ما أموت، *دموعها نزلت* أنا عايزه أطمن عليه قبل ما أسيبه، يا رب إرزقه من حيث لا يحتسب وفرح قلبه وإغنيه بيك يا رب العالمين، يا رب إهديه وإبعد عنه ولاد الحرام وقرب منه ولاد الحلال، يا رب أنا ماليش غيره من بعدك، إحنا مالناش غيرك، إبعد عننا ولاد الحرام، إبعد عننا كل شر، أعوذ بك يا الله من كل ماهو شر، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم."
قامت من مكانها وبدأت تطبق سجادة الصلاه ولسه هتمشى لقت أمير واقف بيبصلها...
شوق:"إنت هنا من إمتى ياحبيبى؟"
أمير قرب منها وحضنها وباس إيديها وراسها...
أمير:"ربنا يباركلى فى عمرك ماتقوليش كده، هتعيشى وهيبقى عمرك طويل إن شاء الله وهتشوفى أحفاد أحفادك."
شوق:"هههههههه، طب إنت إعملها بس وفرحنى."
أمير:"أنا لسه صغير نخليها قدام شويه طيب، لسه مش مستعد لفكرة الجواز."
شوق بتنهيده:"ماشى ياسيدى، يلا صلى وأنا هحضر الغداء."
أمير:"ماشى ياشوق."
باست راسه وبعدها خرجت من الأوضه تحت عيون أمير إللى متابعها بإبتسامه .. بمرور الوقت.. كانوا قاعدين مع بعض فى الصاله وبيشربوا الشاى..
شوق:"إحكيلى بقا عامل إيه فى الشغل وبلاش تقول مافيش ياماما، أنا عارفه إنك فيك حاجات كتير بس إنت بتخبى وأنا مابحبش إنك تخبى عنى حاجه ياحبيبى."
أمير:"هتفضلى قفشانى كده دايما؟"
شوق:"إنت إبنى ياحبيبى، لازم أفهمك طبعا يلا إرغى."
أمير:"أرغى؟ مممممممم طيب."
إتنهد تنهيده بسيطه وبدأ يحكى عن إللى حصل يوم الإجتماع بالتفصيل وعن كلامه لسيرين وتدريبه ليها وشوق منصته ليه جدا...بمرور الوقت...
شوق:"أول حاجه حابه أقولهالك إنك غلط يا أمير."
أمير:"غلط فى إيه ياشوق؟ غلط فى إنى أتضايق لما حد ييجى ياخد منى فرصه أنا بعمل وبتعب عشانها؟ غلط فى إنى ألاقى حد معاه واسطه واخد الدنيا بسهوله ومابيتعبش فيها؟"
شوق:"أمير حبييبى، أنا قولتلك قبل كده إن الأرزاق متقسمه بالتساوى، إنت ما أخدتش فرصه بس هيجيلك فرصه أحسن منها بكتير، إنت ليه مش قادر تقتنع؟ وإزاى تتعامل مع البنت بالشكل ده؟ هو أنا ربيتك على كده؟؟"
أمير بتنهيده:"معرفش ياشوق، بس إتضايقت بجد، بتعصب وبتنرفز لما هى بتتكلم بقيت حاسس إنها حِمل تقيل على ضهرى، بس مضطر أستحملها عشان تدريبها بقا جزء من شغلى فبحاول أتعامل عادى بس من جوايا صدقينى بقاوم."
شوق:"إنت عمرك ماقولت لا للشغل، فخليك على كده، وبعدين كلها كام يوم والبنت هتخلص تدريب وهتتنقل لمكتب تانى ولا إيه؟"
أمير:"ياريت ياشوق يكونوا كام يوم، للأسف دول 3 شهور، هضطر أستحملها 3 شهور ياشوق."
شوق:"عادى إستحملها وحاول تلطف الجو بينكم عشان ماتبقاش واخد منها حزازيه إنتوا زمايل شغل ياحبيبى، يعنى طبيعى هتتعاملوا مع بعض."
أمير:"تعرفى قالتلى إيه؟"
شوق:"إيه؟"
أمير:"طلبت إننا نكون أصحاب."
شوق بحذر:"وإنت قولتلها إيه؟"
أمير:"طبعا قولتلها إننا زمايل شغل ومشيت."
شوق:"ممممممم، طب كويس، بس خليك لطيف شويه إتعامل معاها عادى يا أمير، شكلها بنت لطيفه وطيبة *إبتسمتله بخبث*."
أمير متفهمًا إبتسامتها:"أستغفر الله العظيم، خرجى الموضوع ده من دماغك."
شوق:"عايزه أفرح بيك."
أمير:"حتى لو عايزه تفرحى مش هيبقى مع دى، دى واحده مش من العالم إللى إحنا فيه."
شوق بإبتسامة:"من أنهى عالم بقا؟"
أمير:"شوق إنتى بتعملى إيه؟"
شوق:"عادى بتكلم مع إبنى وبتفاهم معاه، فيها حاجه دى؟"
أمير:"مافيهاش حاجه، بس زى ماقولتلك مش دى إللى ممكن فى يوم أفكر إنى أتجوزها."
شوق:"هو أنا جبت سيرة جواز؟"
أمير:"شوفى يا شوق إنتى بتتكلمى فى إيه؟"
شوق:"خلاص فى إيه؟ مش بطمن؟"
أمير:"لا ماتتطمنيش."
شوق كانت لسه هتتكلم...قطع كلامها رنة موبايل أمير...أمير بص للموبايل لقاه رقم غريب وقرر إنه يرد...
أمير:"ألو."
سيرين:"ألو مستر أمير؟"
أمير:"أيوه أنا، مين؟"
سيرين:"أنا سيرى يامستر."
شوق كانت قاعده بتبص لملامح أمير لإتحولت للإحراج والضيق فى نفس الوقت...
أمير بهدوء:"جبتى رقمى منين؟"
سيرين:"إللى يسأل مايتوهش، وبعدين أنا بتصل عشان كنت عايزه أسأل فى حاجه مهمه جدا تبع الشغل."
أمير:"الشغل ليه وقته يا آنسة سيرين، لما تشوفينى فى الشغل وقتها نبقى نتكلم."
سيرين:"بس أنا كنت عايزه أتكلم فى حاجه مش فاهماها."
أمير كان لسه هيتكلم لقى شوق خطفت منه الموبايل...
شوق وهى بترد:"ألو."
سيرين بإستغراب:"ألو."
شوق:"أنا مامت أمير ياحبيبتى، معلش أعذريه على طريقة كلامه أصله مخنوق شويه."
سيرين بإبتسامه:"أهلا ياطنط، سورى على الإزعاج بس كان فى حاجه واقفه معايا وأنا بتدرب هنا مع نفسى فماكنتش حابه أستنى لحد بكره."
شوق:"ياحبيبتى ولا يهمك إنتى تتصلى فى أى وقت."
سيرين:"كلك زوق ياطنط."
شوق:"طنط إيه بس؟ قوليلى ياشوق علطول."
سيرين بإبتسامه:"إسمك حلو أوى."
أمير كان بيحاول يخلى شوق تديله الموبايل وهى رافضه تماما ودخلت أوضتها وكملت كلامها مع سيرين...
شوق:" ده بس من زوقك، إنتى عندك كام سنه ياحبيبتى؟"
سيرين:"ماشيه فى ال 22."
شوق:"ماشاء الله، ربنا يبارك فى عمرك ياحبيبتى."
سيرين:"ربنا يخليكى يا طنط."
شوق بتأفف:"قولتلك إسمى شوق."
سيرين بضحكه خفيفه:"حاضر يا شوق."
شوق:"أيوه كده، لسانك بينقط شهد لما بتنطقيها."
سيرين:"هههههههههههههههه، إنتى جميله أوى أنا حبيتك خلاص."
شوق:"على كده بقا إنتى تاخدى رقمى ونبقى أصحاب ورقم أمير يبقى تبع الشغل هااا قولتى إيه؟"
سيرين:"تمام ياشوق، موافقه طبعا."
شوق:"ربنا يبارك فيكى ياحبيبتى، هى فين مامتك حابه أتعرف عليها، وأسلم عليها."
سيرين سكتت وإترسم على ملامحها الحزن الشديد...
شوق بإستفسار:"سيرين؟"
سيرين بغصة:"مامى متوفيه."
شوق بإحراج:"أنا آسفه ياحبيبتى، الله يرحمها."
سيرين:" يا رب."
شوق:"إحنا ممكن نغير إتفاقنا مع بعض."
سيرين:"إللى هو إيه؟"
شوق بإبتسامه:"إنتى ممكن تنادينى يا ماما مش هزعل بالعكس هفرح جدا."
سيرين بإبتسامه:"شكرا يا شوق، ده جِميل حلو أوى منك."
شوق:"مش جِميل ولا حاجه، أنا معنديش غير ولد واحد وهفرح أوى لو عندى بنت كمان، وإنتى كده كده زميلته فى الشغل، أهو ألاقى حد غيره يسأل فيا."
سيرين:"عيونى ياشوق، هفضل أسأل عليكى دايما."
شوق:"أنا عارفه إنى رخمه جدا صح؟"
سيرين:"أبدًا يا شوق ليه بتقولى كده بس؟"
شوق:"مش عارفه حاسه إنى بتقل عليكى فى طلباتى من أول مكالمه بينا."
سيرين:"لا أبدا مابتتقليش عليا ولا حاجه، أنا حبيتك جدا وحبيت شخصية حضرتك."
شوق:"ربنا يبارك فيكى ياحبيبتى."
سيرين:"أنا مضطره أقفل دلوقتى يا شوق ماتنسيش تبعتيلى رقمك فى رساله."
شوق:"عيونى ياحبيبتى."
سيرين:"تشاو."
شوق:"إيه تشاو دى؟"
سيرين:"ههههههه، سورى سلام."
شوق:"ههههههههههه، سلام."
قفلوا المكالمه مع بعض ..
شوق بإبتسامه:"ربنا يجبر بخاطرك يابنتى."
خرجت من الأوضه ووقفت عند أمير إللى واضح عليه الضيق الشديد..
أمير:"إيه إللى إنتى عملتيه ده؟"
شوق:"بصلح موقفك معاها، الموقف بتاع أول يوم لو تفتكر."
أمير وهو بيقوم من مكانه:"ماتصلحيش حاجه ياشوق، ماتصلحيش."
شوق بحزم:"أمير، ماينفعش تتعامل كده مع حد، لازم الناس تاخد عنك إنطباع كويس، مش هفضل أصلح فى كل حاجه غلط إنت بتعملها."
أمير:"لحد إمتى؟ لحد إمتى هتفضلى تتدخلى فى حياتى؟ لحد إمتى هفضل حاسس إنى عاله عليكى؟ ليه كل حاجه بعملها بتقولى غلط؟ ليه؟ ليه بتحرجينى قدام واحده معايا فى الشغل؟"
شوق:"عشان أنا مامتك و بعدين أنا مش بحرج......."
أمير وهو بيقاطعها:"أنا شاب وكبرت وليا حياتى ياشوق، مش هفضل ماشى تحت ضلك، مش هفضل عايش على كلمة عيب وغلط، حاسس إنى لسه عندى 6 سنين لما كنتى بتزعقيلى على أى حاجه بعملها، بعد إذنك أنا محتاج أنام وأرتاح، مش عايز أتكلم أرجوكى."
شوق:"إتفضل."
مشى وراح لأوضته وقفل الباب....إتنهدت بحزن وعيونها جات على موبايله إللى فى إيديها، راحت أوضتها ولبست نظارة النظر بتاعتها وفتحت موبايلها وبدأت تاخد رقم سيرين من موبايله وبعتت رساله ليها "ده رقمى يا سيرين، شوق"، أخدت نفس عميق وبعدها راحت لأوضته وفتحت الباب..
أمير:"يا شوق قول........"
شوق:"نسيت موبايلك، إتفضل."
حطته على التسريحه ومشيت...دخلت أوضتها وإتنهدت تنهيده بسيطه...
شوق:"ربنا يهديك يابنى ويسعدك ويرزقك ويعوضك خير."
..............
كان قاعد فى أوضته ومتضايق من أسلوبه مع مامته... ومش عارف يعمل إيه... حب يخرج نفسه من إللى هو فيه قام وفتح الكمبيوتر وبدأ يقلب على النت فى الأخبار وكل حاجه بملل شديد لحد ماوصلتله رساله رسمت على وشه إبتسامه كبيره...
؟؟:" Hello again mr.Amir I've already thought about your suggestion and I see that there is no problem to try it, when you see this message please send me a reply soon."
؟؟:"مرحبًا مجددا أ/أمير، لقد فكرت بالفعل فى إقتراحك وأنا أرى أنه لا توجد مشكلة لتجربتها، برجاء قم بالرد علىّ فورًا عندما ترى هذه الرسالة."
أمير بفرحه شديده:"يا بركة دعاكى يا شوق."
قام من مكانه بسرعه وخرج من الأوضه ودخل بسرعه لشوق إللى إتخضت من دخوله المفاجئ ده غير فرحته إللى ظاهره...جرى عليها وحضنها جامد...
أمير:"بحبك بحبك أوى ياشوق، ماتزعليش منى."
باسها من خدودها الإتنين تحت صدمتها وبعدها خرج من الأوضه بسرعه...
شوق بعدم إستيعاب:"إيه ده؟ هو ماله؟ *إتنهدت تنهيدة بسيطة* ربنا يهديك يابنى."
..........................................................................



إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#5

افتراضي رد: رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة



رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات
لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين
الفصل الخامس
قعد قدام الكمبيوتر بتاعه ومتوتر ومش عارف يرد يقول إيه، شايف فرصة كبيرة قدامه ومش عارف يستغلها إزاى...قطع تفكيره صوتها..
شوق:"فى إيه يا أمير مالك؟"
أمير بتوتر وهو مركز فى الشاشة:"كنت باعت إيميل من فترة لصاحب الشركة، الإيميل إللى حكتلك عنه ياشوق قبل كده."
شوق:"أيوه فاكراه وإنت قولت إنه رد وهيشوف الموضوع ده، بس غريبه ده بقاله حوالى سنه، إيه إللى فكرك بيه؟"
أمير بفرحه وهو بيبصلها:"أخيرا رد ياماما."
شوق بفرحه:"بجد؟!! وقالك إيه؟"
أمير عيونه جات على الشاشه تانى وبدأ يقرألها ويترجم:"أهلا بيك يا أستاذ أمير مره تانيه.."
شوق بفرحه ولهفة:"أحلى أستاذ أمير يلا كمل."
أمير بضحكه خفيفه من كلامها وبيكمل:"أنا بالفعل فكرت فى الإقتراح بتاعك وشايف إن مافيش أى مشكله فى إننا نجربه، لما تشوف الرساله دى إبعتلى ردك قريبا."
شوق بحماس:"ماتبعتله إنت مستنى إيه؟"
أمير:"معرفش ياماما، متوتر حاسس إن الكلام كله راح من دماغى."
شوق:"طب قوم."
أمير بصلها بإستغراب..
شوق:"إنت لسه هتبصلى، قوم أنا هرد مكانك."
أمير:"هتردى إزاى وإنتى نسيتى الإنجليزى تماما."
شوق:"إستنى بس أنا هجرب، يلا قوم."
قام من مكانه وقعدت مكانه..
شوق:"أعمل رد إزاى؟"
أمير فتحلها شاشة الرد ... وبدأت تكتب على الكيبورد بطريقة بطيئه جدا...
أمير بتأفف:"إنتى بطيئة جدا يا شوق."
شوق بتريقه:"معلش إستحملنى، أصلى مش من جيلكم وصعب إنى أكتب على البتاع ده."
أمير بتنهيدة:"طيب."
شوق رجعت تكتب وبدأت تقرأ بصوت عالى نسبيا وهى بتكتب:"وعليكم السلام، حضرتك مابتكتبش عربى ليه؟ ده النبى صلى الله عليه وسلم كان عربى، وبعدين على ما أعتقد إنك مصرى، صح؟"
أمير كان مذهول من الكلام إللى كتبته...ولسه هتيجى تبعتها..
أمير بصدمة وهو بيحاول يمنعها:"ماما إياكى تبعتيها."
شوق:"لا هبعتها، قول أبعتها إزاى."
أمير:"ياماما لا ماتبعتيهاش، المفروض الرد بالإنجلش و........."
شوق بفرحه وهى بتقاطعه:"عرفت أبعتها."
أمير بحسرة:"مستقبلى راح."
شوق:"مستقبل إيه إللى راح؟"
أمير بحسرة شديدة:"الكلام فورمال يا أمى، يعنى رسمى، إنتى كده كإنك بتتكلمى مع واحد من الشارع عادى، ثم إيه إنت مصرى دى؟"
شوق:"هو عيب إنه يتبرى من أهل بلده؟"
أمير بقلة حيله وهو بيقعد على سريره:"مش مهم، أنا خلاص مستقبلى راح."
شوق كانت لسه هتتكلم سمعت صوت وصول رساله على الإيميل وأمير قام من مكانه بسرعه وراح للكمبيوتر...
؟؟:"عليه أفضل الصلاة والسلام، هههههههههههههه طبعا مصرى وإبن بلد كمان."
ملامح الصدمه والذهول كانت على وش أمير....وشوق كانت رافعة حاجبها بفخر وهى بتبص لأمير ... سمعوا صوت وصول رسالة تانية...
؟؟:"ها يا أمير، قولت إيه؟ هنجرب فكرة البرنامج، ولا خلاص غيرت رأيك؟"
أمير بصدمه:"قومى ياشوق بسرعة."
شوق وهى معقدة حاجبها:"اه يا بتاع مصلحتك إنت، ماشى."
قامت من مكانها وأمير قعد وبدأ يكتب...
أمير:"أبدا يافندم ماغيرتوش ولا حاجه، حضرتك تحب أبدأ فى الموضوع ده من إمتى؟"
؟؟:"لو هينفع معاك الفتره الجايه دى يبقى تمام، هبلغ أ/بشير وهو هيتابع معاك كل حاجه ويحدد الميعاد."
أمير:"تمام يافندم."
؟؟:"بالتوفيق يابنى إنت وكل إللى زيك، بلغنى بكل التطورات الخاصه بفكرتك، وشكرا لإقتراحك."
أمير:"العفو يافندم على إيه بس؟ أهم حاجه إن ده يكون فى مصلحة الشركه، ودى أكتر حاجه تهمنى طبعا."
؟؟:"ياريت يكون كل الشباب زيك كده، بالتوفيق يا أمير."
أمير إبتسم..
شوق بإبتسامة فخر:"شوفت لما بتدخل فى حاجة بتتحل إزاى؟"
أمير بإبتسامه وهو بيبصلها:"شكرا يا شوق."
أخدته فى حضنها..
شوق:"بتشكرنى على إيه بس؟ أنا معملتش غير إللى المفروض يتعمل."
أمير شدد من حضنه ليها...
شوق:"بالتوفيق يابنى، ربنا يستجيب لكل دعواتى."
سرحت ودمعه نزلت من عيونها وتفكيرها راح للدعوة إللى دايما بتدعيها وإللى نفسها من كل قلبها إنها تستجاب ... بعدت عنه ومسحت دموعها بسرعه من غير ما أمير ياخد باله...
شوق:"أنا هروح أنام بقا، هنزل بكره وأروح السوق و......."
أمير وهو بيقاطعها:"مش لازم تنزلى السوق عرفينى إنتى محتاج إيه، وأنا هجبلك وأنا راجع."
شوق بتنهيدة:"أنا هعمل محشى بكره هاتلى كرنب و........"
أمير بتقزز:"كرنب؟"
شوق وهى رافعه حاجبها:"اه كرنب."
أمير:"بس إنتى عارفه إنى مابحبش محشى الكرنب."
شوق:"مانا ماكملتش، هاتلك إنت ورق عنب وأنا كرنب."
أمير:"وأنا بقا إن شاء الله هشيلهولك إزاى؟ هحضن الكرنبه وأنا ماشى فى الشارع ببدلتى كمان؟"
شوق:"إنت إللى إقترحت، وبعدين خلاص هنزل أجيبها أنا."
أمير بتنهيدة:"أمرى لله، خلاص هجيبها."
شوق وهى بتكمل:"وماتنساش تشكيلة الخُضرة، وهات عيش عشان مافيش عيش خالص."
أمير:"حاضر ياشوق، تصبحى على خير."
شوق بضحكة خفيفة:"وإنت من أهله."
كانت لسه هتخرج...
أمير بحزن:"شوق ماتزعليش منى على كلامى النهارده، أنا آسف."
شوق بإبتسامه وهى بتبصله:"أزعل منك ليه؟ إنت إبنى يا أهبل ماينفعش أزعل منك أصلا، وأتمنى ماتزعلش البنت زميلتك دى عشان مزعلش منك بجد، يلا نام كويس عشان وراك شغل بدرى."
أمير بإبتسامه:"ماشى ياحبيبتى."
إبتسمتله تانى وبعدها خرجت من أوضته وقفلت الباب وراها، وأمير إبتسم بحب لتفاهم مامته معاه ونام على سريره وباله راح على رسالة صاحب الشركة نفسه، حس إن فعلا ممكن يكون رزقه فى حاجه تانية زى ماشوق قالتله...
...........................
شوق كانت قاعده فى أوضتها وبتسرح شعرها قدام المرايه قبل ماتنام، لفت إنتباهها خصلة شعر زيادة لونها أبيض أول مره تاخد بالها منها..
شوق بإبتسامه حزينه:"عجزتى بدرى أوى يا شوق."
تجاهلت خصلة الشعر الزائده وكملت تسريح لشعرها، وبتحسب مر من العمر قد إيه فى بالها، وبعدها سرحت فى باقى ذكرياتها....
منذ ثمانية وعشرون عامًا:
كانت قاعده فى مدرستها منتظره بفارغ الصبر إن اليوم يعدى عشان تنزل الحمام وتلبس الفستان إللى عمر طلب إنها تلبسه، وطبعا هتعمل كده لإنها شافت زمايلها بيعملوا إيه وبتقلدهم...بمرور الوقت...بعد ما الحصه إللى هى فيها خلصت نزلت بسرعه على الحمام وبدأت تغير هدومها...وبعدها خرجت وإتسحبت بهدوء من غير ماحد ياخد باله منها وخرجت من المدرسة...إتنهدت بإرتياح لما عرفت تخرج وبدأت تدور على عمر بعيونها، إبتسمت لما شافته بيقرب نحيتها، لأول مره تركز فى هدومه إللى هو لابسها، كان لابس بنطلون جينز أزرق وقميص أبيض وفاتح زراير القميص، إتكسفت لما عيونها جات على جسمه إللى ظاهر من القميص...قطع لحظتها صوته..
عمر بإبتسامه:"إتأخرت عليكى؟"
شوق بخجل وهى بتبص فى الأرض:"لا، خالص".
عمر بإعجاب شديد:"إيه الجمال ده؟ الفستان جميل جدا عليكى وصاحبته أجمل."
شوق بخجل:"بجد الفستان عجبك؟"
عمر:"شوق، ممكن تبصيلى؟"
رفعت راسها وعيونها جات فى عيونه البنية إللى مقاربة للون العسلى بسبب إنعكاس ضوء الشمس عليها..
عمر بإبتسامة:"أنا أول مره شوفتك بيه أنا كنت لمحته مش أكتر، ماشوفتكيش بيه كاملا، فكنت حابب أشوفه عليكى بالكامل لإن يومها شكلك كان حلو جدا."
وبحركه جريئه منه، فك الربطه بتاعة شعرها وفردلها شعرها..
عمر:" كده بقيتى أحلى بكتير."
حست بالخجل الشديد وخدودها إحمرت من إللى حصل ده... عمر لاحظ خجلها إللى خلاه مش على بعضه وحاول يغير الموضوع..
عمر:"يلا نمشى عشان نلحق نقعد مع بعض وقت الحصتين دول."
شوق بإبتسامه:"ماشى."
مدلها إيده وهى بصتله...
عمر:"إمسكى إيدى."
وكالعاده مسكت إيده بخجل شديد، وهو إبتسم إبتسامه جانبيه فيما معناها للسخريه ومشيوا هما الإتنين ... بمرور الوقت .. وصلوا قدام بيت فى حاره بعيده عن الحاره بتاعتهم...
شوق بإستفسار:"إحنا بنعمل إيه هنا؟"
عمر:"أجرت أوضه فوق السطوح النهارده عشان نعرف ناخد راحتنا فى المذاكره."
شوق مش عارفه هى ليه خافت...
شوق:"أوضة؟!"
عمر وهو بيبصلها:"فى إيه ياشوق؟"
شوق بخوف غير مفهوم سببه:"هنذاكر فى اوضة؟"
عمر وهو بيحاول يهديها:"ماتخافيش، أنا أجرتها عشان قدامها كنبة وبلكونة هنعرف نذاكر براحتنا فى الهواء، ماتقلقيش مش هندخلها."
عمر جه فى باله الفلوس الكتير إللى دفعها فى الموضوع ده عشان يقضى الليله معاها وبيحاول يصبر نفسه بإن الموضوع يستاهل...
عمر:"يلا ياشوق نطلع، إنتى كده مش هتلحقى تعلمينى حاجه."
شوق بإرتباك:"حاضر."
أخدها من إيدها ودخلوا البيت وطلعوا لحد السطوح..
عمر بتنهيدة وهو بيشاور على كنبة:"إحنا هنقعد هنا عشان ماتخافيش."
شوق:"حاضر."
راحوا قعدوا على الكنبة وشوق أخدت كراسة من شنطتها وقلم وعمر بيبصلها بسخريه غير واضحه..
شوق وهى بتحاول تتحكم فى خجلها وتوترها:"أنا هبدأ بالحروف الأبجدية بشكل عام عشان دى حاجه أساسية ولازم تتأسس صح."
عمر بإبتسامة:"ماشى."
شوق بدأت تكتب وبتخلى عمر يردد وراها ومش ملاحظة إنه بيقرب منها لحد ماحست إن أنفاسه بتيجى على رقبتها..رفعت راسها بتلقائية وبصتله، كانوا قريبين من بعض جدا لدرجه إن المسافه بينهم قليله، كان بيبص فى عيونها إللى واضح فيهم الإرتباك والتوتر والخوف..
عمر بإبتسامه:"إيه رأيك ناخد فترة راحة؟"
شوق:"هاه؟"
عمر ماحبش يوضح مسكها من إيدها وقام من مكانه وأجبرها تقوم..
شوق بخوف:"إحنا رايحين فين؟"
عمر وهو بيبصلها:"حابب نرقص شويه."
شوق:"نرقص؟!"
عمر فتح الأوضة وشوق حاولت تسحب إيدها من إيده لكن هو كان ماسك إيدها جامد .. شوق مكانتش قادرة تفسر الخوف الشديد إللى حاسه بيه ده غير الرهبة إللى فى قلبها ... دخلوا الأوضة وعمر مسكها من وسطها عشان يخليها ماتعرفش تتحرك راح للراديو إللى فى الأوضه وشغله، إشتغل على أغنيه "أنا قلبى دليلى* لليلى مراد...
عمر بإبتسامة:"ليلى مراد، بحبها جدا."
عمل وضع الرقص بينهم، وهى كانت بتتنفض بسبب لمسته ليها....
عمر:"ماتخافيش هنرقص بس، ثقى فيا يا شوق."
بدأ يتحرك على نغمات الأغنية وماسكها بتملك وشوق بتحاول تشيل إيده من على وسطها بس عمر مثبت إيده ... كانت مرتبكة وخايفة جدا من لمساته الجريئة ليها وبتحاول تهرب منه لكن هو ماسكها جامد .. وعمر بيدندن مع الأغنيه بصوت جميل...
"حبوبي معايا من قبل ما أشوفه
قلبي ده مرايا مرسوم، مرسوم فيها طيفه
*بيحركها على حسب الموسيقى وماسكها جامد فى نفس الوقت عشان ماتعرفش تبعد عنه*
شايفاه آه فى خيالي، سامعاه آه بيقولي..
يا حياتي تعالي تعالي تعالي
يا حياتي تعالي تعالي تعالي
*لفها بسرعة وسحبها ليه*
غنيلي تملي وقوليلي تملي
الحب ده غنوه كلها احلام
انغامها الحلوه احلى انغام....
* شوق إلى حد ما بدأت تستمع بالرقص بس الخوف مش راضى يسيب قلبها*
انا قلبي دليلي قالى هتحبي
انا قلبي دليلي قالى هتحبي
دايما يحكيلي وبصدق قلبي
انا قلبي قلبي دليلي...
*فى اللحظه دى عمر بص فى عيونها وسحبها جامد نحيته لدرجة إن أجسامهم باقت متلامسه..رفعها من على الأرض وخلاها تقف على مشط رجله عشان يمشيها على حسب خطواته، كان حاسس بإنتفاضة جسمها وهو ماسكها بس كان بيتجاهل كل ده وبيحاول يركز ويأثر عليها*
الدنيا جنينه وإحنا ازهارها، وإحنا ازهارها
فتحنا عنينا على همسة طيورها، همسة طيورها
مين راح يقطفنا؟ مين راح يسعدنا؟
النار فى قلوبنا لونها فى خدودنا
النار فى قلوبنا لونها فى خدودنا...
شايفاه آه فى خيالي، سامعاه آه بيقولي..
يا حياتي تعالي تعالي تعالي
يا حياتي تعالي تعالي تعالي...
*فى اللحظه دى عمر تجاهل باقى الأغنيه لما لقى شوق سرحت فى عيونه، قرب من رقبتها وبدأ يبوسها، حس بإنتفاضتها ومقاومتها ليه، بس تجاهل ده تمامًا وكمل إللى هو بيعمله...شوق كانت بتحاول تبعد عن عمر لكن ما باليد حيله، لقته بيتحرك بيها نحية السرير...
شوق بخوف:"عمر، لا عشان خاطرى لا."
عمر ماسمعهاش تماما كان تايه فيها كان حاسس إنه فى عالم تانى....كان لسه هيقرب بيها نحية السرير بس فجأة عمر سمع شهقات منها، بعد عنها ولقاها بتعيط بقهرة...
شوق بدموع ورجاء:"عشان خاطرى لا، أرجوك يا عمر بلاش، أنا خايفه أوى، *بدأت ترتعش من كتر بكائها* أنا خايفه أوى يا عمر أنا خايفه."
عمر كان واقف متصنم فى مكانه، حاسس كإنه مشلول وهو بيبص فى عيونها إللى الدموع بتنزل منها بغزارة، ده غير رجائها ليه بإنه يسيبها، حاول يقرب تانى بس لقى نفسه مش قادر حاسس كإنه متجمد فى مكانه، دموع شوق وصوت بكائها خلاه يتعصب ومش عارف إيه السبب .... إتنفضت فى مكانها لما إتكلم...
عمر بعصبيه:"بره."
فضلت ساكته وبتعيط قدامه وبتبصله....
عمر بعصبيه:"بقولك بره، واقفه ليه؟"
شوق بشهقات:"ع...عمر أنا آس..سفه أ......."
عمر قاطعها بإنه مسك دراعها جامد وجرها وراه، فتح باب الأوضه بإيده التانيه وزق شوق بره الأوضه...
عمر بغضب:"إياكى، إياكى ألمحك أو أشوفك تانى، إطلعى بره حياتى، إبعدى عنى نهائى."
رزع الباب فى وشها....وشوق بدأت تبكى بهيستيريا على إعتقادها إنها زعلته...
شوق فى وسط شهقاتها:"ع..عمر."
عمر قعد على السرير ومسك راسه بين إيديه وبيحاول يتحكم فى غضبه ...
شوق بدموع وصوت مسموع:"ماتزعلش منى يا عمر، أنا مكنش قصدى."
مردش عليها تماما..خبطت على الباب كذا مره...
شوق بدموع وشهقات:"أنا عمرى .. مازعلت حد.. منى، ماتزعلش منى .. ياعمر."
لما ملقتش رد منه، قررت إنها لازم تمشى راحت أخدت شنطتها متناسية كراستها ونزلت من البيت وهى بتعيط بشهقات عاليه ... عمر كان قاعد بيبص فى الأرض ومتضايق جدا جه على مسمعه الأغنيه إللى شغاله على الراديو كانت..
" ليه خلتني أحبك لا تلومني ولا أعاتبك
ليه خلتني أحبك لا تلومني ولا أعاتبك
فين تهرب من ذنبك روح منك لله
بدموعي الحيرانة وعيوني السهرانة
بدموعي الحيرانة وعيوني السهرانة
بدعي لك بأمانة روح منك لله
كان حبك عذاب وقسية وهواني ما بعده هوان
كان حبك عذاب وقسية وهواني ما بعده هوان..."
عمر ماقدرش يستحمل الأغنيه قام وقفل الراديو بكل عصبيه....
شوق كانت ماشيه تبكى فى الشارع ومش فاهمه إيه إللى حصل؟ وفى إيه؟ وإيه إللى كان بيعمله؟ وليه عمل كده؟ وخافت ليه؟ وليه إتعصب عليها وزعقلها؟ وليه زعل منها؟ هى عملت إيه عشان يزعل منها؟ ... فضلت تبكى لحد ماوصلت للبيت، إسماعيل شاف شوق وهى بتعيط ، حس برهبه جوا قلبه وكان عارف عمر فين شاب شغله وراح للمكان إللى عمر فيه... شوق طلعت البيت وخبطت على الباب وهى بتعيط ... رانيا كانت خارجه من أوضتها وهى بتظبط هدومها عشان تروح تاخدها من المدرسه وراحت وقفت ورا الباب...
رانيا:"مين؟"
شوق بدموع:"ماما."
رانيا قلبها إتقبض لما سمعت صوت بنتها إللى بتعيط فتحت الباب بسرعه، لقت شوق وشها أحمر من البكاء ودموعها بتنزل بكثره، ده غير إنها لابسه فستان مش هدوم المدرسة، شوق دخلت فى حضنها وإنهارت من البكاء...
رانيا بقلق وهى بتطبطب عليها:"مالك يا شوق؟؟ فى إيه ياحبيبتى؟ إيه إللى حصلك؟ وإنتى لابسه الفستان ده ليه؟ بتعيطى ليه؟ فى إيه؟"
شوق مردتش عليها كانت كل إللى بتعمله إنها بتعيط وبس...رانيا خافت ليكون جرالها حاجه...
رانيا:"فى إيه يابنتى إنطقى؟"
شوق بشهقات عاليه:"أنا..عايزه.. أنام فى.. حضنك يا ماما."
رانيا مكانتش عارفه تعمل إيه، وفى نفس الوقت شايفه إن حالتها صعبه، قررت إنها تسيبها تهدى وبعدها تحكى معاها..
رانيا:"حاضر ياحبيبتى، حاضر."
أخدتها معاها على أوضتها وشوق نامت على السرير ورانيا نامت جنبها وأخدتها فى حضنها وبدأت تطبطب عليها...شوق كانت شهقاتها بتقل وبتهدى لحد ماراحت فى النوم، بس كانت بتشهق شهقات خفيفه وهى نايمه زى الأطفال تمامًا... رانيا مكانتش فاهمه حالة بنتها، بس جواها إصرار إنها لازم تعرف شوق مخبيه عنها إيه؟...إتنهدت تنهيده بسيطه وبصت لشوق إللى دموعها على خدها وهى نايمه، مسحت دموعها برقه وباست راسها ... وقامت بهدوء من جنبها وغطتها وخرجت من الأوضه وقعدت على الترابيزه وبتحاول تفكر تخليها تحكى إزاى .... إسماعيل وصل للبيت إللى عمر موجود فيه ودخل على الأوضه علطول من غير مايخبط، كان ماسك راسه بين إيديها وبيبص قدامه بشرود..
إسماعيل وهو بينهج:"عملت إيه فى البنت؟"
عمر مردش عليه، وكل إللى كان سامعه صوت بكاء شوق إللى مازال فى باله، ده غير رجائها ليه، وكلامها إللى كان عبارة عن "أنا خايفه يا عمر"...إسماعيل قرب من عمر وحط إيده على كتفه...
إسماعيل:"عمر، أنا بكلمك."
عمر بشرود:"معملتش."
إسماعيل إتنهد بإرتياح، بس إستغرب حالة عمر...
إسماعيل:"مالك كده؟ دى أول مره تسيب بنت."
عمر:"إمشى يا إسماعيل."
إسماعيل قعد جنبه...
إسماعيل:"فى إيه ياعمر؟ مالك؟"
عمر كان الحزن واضح فى عيونه، ده غير ملامح الضيق إللى مسيطره عليه، بس فاق لما سمعه..
إسماعيل بهدوء:"إنت حبيتها ياعمر؟!"
عمر بصله بإستغراب كإنه أول مره يسمع عن الكلمه دى...
إسماعيل:"مالك بتبصلى كده ليه؟ *إبتسمله* إنت حبيتها صح؟"
عمر فاق لنفسه وقام من مكانه..
إسماعيل:"عمر."
عمر مشى وسابه وخرج من الأوضه وإسماعيل جرى وراه...
إسماعيل:"عمر بلاش تهرب من الحقيقه إنت بتحبها وده واضح فى عيونك."
عمر بعصبيه وهو بيقف وبيبصله:"أنا مابحبهاش."
إسماعيل:"أومال ليه ملمستهاش؟"
عمر بغضب وعدم فهم:"معرفش، أنا إتجمدت فى مكانى، ماقدرتش أكمل ولا أعمل أى حاجة."
إسماعيل:"يعنى حبيتها."
عمر بقرف وهو بيكرر كلام إسماعيل:"حبيتها!، حبيتها!! هو مافيش غير الكلمة دى؟ أنا مش بتاع حب، وعمرى ماهحب، قال أحبها قال، إمشى يا إسماعيل إمشى."
إسماعيل:"طب هى كانت بتعيط ليه؟ دى صعبت عليا جدا."
عمر إتنرفز أكتر لما قال إنها عيطت، وإفتكر بكائها ورجائها ليه..
عمر بعصبية:"بقولك إمشى."
إسماعيل بهدوء:"حاضر ياعمر."
إسماعيل سابه ومشى...وعمر إتنهد بضيق ورجع شعره لورا وقعد على الكنبه وبيحاول يهدى نفسه، حاسس إن مشاعره متلخبطة، حاسس إنه تايه مش فاهم حاجة، طب ماهى كانت فى حضنه، ليه ماكملش، ليه قلبه وجعه لما شاف دموعها؟ ليه مكنش قادر يكمل أى حاجه؟، ضعف لما لقاها بتبكى، إتعصب عليها لإن بكائها وجعه، مكنش حابب يشوفها كده، كان لازم يخليها تختفى ومايشوفهاش، حس إنه إتجنن لما قالتله إنها خايفة... قرر إنه لازم يختفى ويبعد عشان يريح نفسه... عيونه جات على كراستها إللى على الكنبة وقلمها... مسك الكراسه ولسه هيقطعها، بس رجع فى كلامه ورماها جنبه بعصبية لما لقى نفسه غير رأيه، ومش عارف يعمل إيه وإيه إللى بيحصله لحد ماقرر إنه لازم يختفى ومايشوفهاش عشان مايتنرفزش ولا يتعصب، قام من مكانه ونزل من البيت، راح أخد هدومه من الدكان عيونه جات بتلقائية على الشباك بتاع شوق المقفول، إتضايق وإتعصب لفكرة إنه بص للشباك لتخيله إنها ممكن تكون واقفة، راح لإسماعيل..
عمر:"هات مفتاح الأوضة بتاعتك."
إسماعيل:"أخيرا قررت تقعد عندى."
عمر بضيق:"إنجز مش ناقص."
إسماعيل وهو بيديله المفتاح:"إهدى ياعم."
عمر أخد المفتاح ومشى وهو متضايق جدا من نفسه...بمرور الوقت...شوق فتحت عيونها المنتفخة من البكاء وقلبها كان مقبوض مش عارفة ليه، قامت من مكانها وفتحت الشباك عشان تشوف عمر، عيونها جات على الدكان المقفول، بدأت تدور على عمر بعيونها فى الحاره، بس ملقتهوش دموعها نزلت تانى، بس حاولت تهدى نفسها...
شوق بصوت مبحوح:"أكيد هييجى بكره المدرسه هستناه عشان أصالحه."
قفلت الشباك بتاعها، وبدأت تغير هدومها...بمرور الوقت..خرجت من الأوضة وراحت لرانيا فى المطبخ..
شوق:"ماما."
رانيا سابت إللى فى إيديها وراحت نحيتها...
رانيا بحنان:"أخيرا صحيتى ياروحى، إحكيلى بقا كان مالك فيكى إيه ياحبيبتى؟ وليه كنتى لابسه الفستان بدل هدوم المدرسة."
شوق إتوترت وفضلت تدور على حِجه تقولها لحد ما لقت فعلا..
شوق بتوتر وبصوت مبحوح:"أنا آسفه ياماما، أنا هربت من المدرسة النهارده."
رانيا بصدمة:"نعم!! هربتى ليه؟ وإزاى؟!!"
شوق بكذب:"ليا بنات زمايلى فى الفصل، قالوا إنهم هيخرجوا ويتفسحوا، إقترحوا عليا إنى أخرج معاهم، وأنا كان نفسى أخرج إنتى عارفه إنى محبوسة هنا."
رانيا بحزن وعدم إستيعاب:"ليه تهربى ياشوق؟ ليه؟؟ كده غلط وماينفعش، وإزاى لبستى الفستان وإنتى كنتى لابسه هدوم المدرسة؟؟!!"
شوق وهى بتبص فى الأرض:"أخدت الفستان معايا وغيرت فى حمام المدرسة."
رانيا هزت دماغها بيأس...
رانيا بضيق مكتوم:"برافو عليكى، إتلميتى على بنات فاشلة وصايعة، *أخدت نفس عميق وإتكلمت بهدوء وحنان* شوق حبيبتى عايزاكى تعرفى إن الطريق ده آخره وحش."
شوق بإستفسار وهى بتبصلها:"آخره وحش إزاى؟"
رانيا بهدوء:"البنات إللى زى دول ياحبيبتى بيعرفوا أولاد، وفى الغالب بيبوظوا البنات المحترمين إللى زيك كده، عشان مابيحبوش حد يبقى أحسن منهم."
شوق حست بإرتباك شديد ... رانيا مسكت إيدها وإبتسمتلها بحب..
رانيا:"شوق حبيبتى، إنتى تاج فوق الراس وخليكى كده دايما، أرجوكى ماتكرريش الكلام ده تانى، ماتخليش أى حد يبصلك بنظرة وحشه، فاهمانى؟"
شوق:"فاهماكى ياماما."
رانيا باست راسها وحضنتها بشده وبعدها بصتلها..
رانيا بحنان أمومى:"شوق خليكى عارفه إنى مامتك وقبل ما أبقى مامتك فأنا صاحبتك، أى حاجه تعباكى فى حياتك تيجى علطول وتحكيلى ماتخبيش عنى ياشوق، أنا مش هعضك ولا هضربك أنا هنصحك وهفهمك وهتفاهم معاكى كمان."
شوق:"بس بابا......."
رانيا بتفهم:"إنتى عارفه إن باباكى خايف من حاجه معينه، فبالتالى خوفه من الحاجه دى مخلياه خايف من أى حاجة نحيتى ونحيتك، تقبلى خوف بابا يا شوق، هو بس خايف مش أكتر."
شوق:"خايف نمشى زى تيتا ونسيبه صح؟"
رانيا بإبتسامة:"الموضوع مختلف، تيتا لما سابتهم راحت شافت حياتها وإتجوزت هى حرة، ماشى هى غلطت إنها رمت أولادها وهما صغيرين لإعمامهم إللى رموهم برده، بس هو خايف من حاجه، خايف نبقى زيها إزاى؟ يعنى مثلا خايف أمشى ومرجعش، خايف تعملى حاجه غلط وهكذا، خايف يا شوق، خلينا نحترم خوف بابا علينا لإنه بيخاف علينا من كتر حبه فينا أنا وإنتى، فهمتى؟"
شوق:"فهمت."
رانيا:"يلا روحى ذاكرى مش عايزه بابا يزعل منك."
شوق:"حاضر ياماما."
شوق حضنتها وقامت من مكانها ودخلت أوضتها وقعدت تفكر فى عمر وبتسأل نفسها هى ليه ماحكتش لمامتها؟؟...
(رواية/ شوق العُمَر .. تأليف / سارة بركات )
..................
فى صباح اليوم التالى:
شوق كانت واقفه قدام مدرستها مستنياه كالعادة بس مجاش ودخلت المدرسة لما جرس المدرسة أعلن عن بداية الحصة الأولى... لما كانت بتروح من المدرسه كانت بتدور عليه بعيونها وهى ماشيه مع مامتها بس مكانتش بتلاقيه، وصلوا الحاره عيونها جات على الدكان بتاعه لكن الدكان كان مقفول ...
فى اليوم التالى...
شوق كانت على نفس الوضع بتفضل مستنيه عمر مكنش بييجى، إختفى نهائيا حتى مبقاش يظهر فى الحارة، إختفاءه كان مأثر عليها بشكل كبير لدرجة إنها كانت بتبكى كل يوم وإتأكدت إنها فعلا زعلته ده غير إن قلبها موجوع بسبب غيابه عنها ... عمر كان بيحاول ينسى شوق ووجودها فى حياته بأى شكل من الأشكال، رفض أى شغل بيجيله فى الحاره إللى هى فيها، كان لازم يمشى ويختفى مش عايز يشوفها، لكن للأسف بقا بيشوف خيالها حواليه فى كل مكان، حتى وهو بيدهن شقة فى مره كان بيتهيأله إن وشها ظاهرله على طول الحائط وهى بتضحك، كان بيفوق نفسه وبيكمل شغله عشان ينساها ... مرت الأيام وشوق مابتبطلش بكاء على عمر إللى علقها بيه وبوجوده بس إختفى فى يوم وليلة ... عمر كان بيحاول ينساها بس ماقدرش، كان غصب عنه رجله بتاخده على مدرستها وبيراقبها من بعيد وهى رايحه المدرسة وهى مروحه مع مامتها ومايعرفش إيه السبب وليه رجله بتاخده على هناك؟ ... مرت الأيام لحد ماعدا شهرين على إختفاء عمر من حياة شوق إللى فقدت الأمل فى رجوع الإنسان الوحيد إللى خلاها تحب الحياه، شوق كانت بتمتحن فى الفترة دى بس للأسف عمر كان شاغل بالها باقت عايشه وحيدة مالهاش حد باقت عايشه من غير روح، رجعت حزينة بل وأسوأ من الأول...مامتها كانت شايفه حزنها وبتسألها دايما "مالك؟" وشوق كان ردها الدائم "مافيش"، لحد آخر يوم إمتحانات .. كانت قاعده فى لجنتها وبتراجع إجاباتها، قامت من مكانها بعد ما خلصت مراجعة، سلمت ورقتها وخرجت من اللجنه ومشيت سرحانه فى همومها إللى هى عباره عن إختفاء عمر، نزلت لحوش المدرسة وهى مازالت سرحانه بس فجأة فاقت من سرحانها..
؟؟:"بِس بِس."
بصت وراها لقت زميلاتها إللى معاها فى الفصل بينادولها، وقفت فى مكانها ...
؟؟ وهى بتقرب منها:"مالك؟ بقالك فترة مش كويسة؟"
شوق فضلت ساكته ومحرجة ومابتتكلمش...
؟؟ وهى ملاحظة حزنها:"هو إنتى زعلانه عشان حبيبك مابقاش ييجى؟"
شوق بإستغراب:"حبيبى؟"
؟؟:"أيوه حبيبك، الشاب إللى كنتى بتقابليه دايما ده وبتطفشى من المدرسه عشانه."
شوق بإرتباك لتركيز البنت على حياتها:"معنديش حبيب."
؟؟:"إزاى معندكيش حبيب؟ والشاب إللى كنتى بتقابليه ده كان إيه؟ وبتمسكى إيده ليه؟ وبتخرجى معاه بمناسبة إ........"
سكتت لما لقت دموع شوق بتنزل...
؟؟:"هو سابك؟!!"
شوق فى اللحظه دى بصتلها بعيونها إللى كلها دموع وبكت بقهرة...
؟؟ وهى بتقرب منها:"خلاص ماتعيطيش، هو مايستاهلش دموعك دى."
شوق بدموع وضعف:"سابنى ومشى، بِعِد عنى، أنا معملتش أى حاجه تزعله عشان يمشى ويسيبنى كده."
؟؟ وهى بتطبطب عليها:"خلاص إهدى، إنتى هتعملى إيه دلوقتى بما إنك خلصتى فى نص الوقت؟"
شوق:"هستنى ماما."
؟؟ بإبتسامه:"إيه رأيك نخرج كلنا مع بعض؟"
شوق بعدت عنها وبصتلها....
؟؟ بتوضيح:"حبيبى هييجى يخرجنى ومعايا أصحابى وهييجى معاه أصحابه، ماتيجى إنتى كمان؟"
شوق بإرتباك وهى بتمسح دموعها:"بس أنا ماخرجتش مع حد غيره قبل كده."
؟؟:"ماتقلقيش، هتتعودى.. بالمناسبه أنا إسمى مريم، ودى سحر ودى نجلاء."
البنات سلموا عليها...
مريم:"يلا نمشى عشان هما مستنيين بره، يادوب هى ساعه ونلحق."
شوق فكرت كتير مع نفسها، ليه حاسه إنها بتعمل حاجه غلط؟ طبيعى إن ده غلط، طب ليه حاسه إنها متضايقة إنها بتعمل ده وهى بتفكر فى عمر؟، فاقت من إللى هى فيه على صوت مريم..
مريم:"يلا يابنتى."
هزت راسها بالموافقة وخرجت معاهم من المدرسه، لقت أربع شباب واقفين بعيد شوية عن المدرسه، عيونها جات على مريم إللى جريت ودخلت فى حضن واحد فيهم، إتنين من الشباب التانيين راحوا وقفوا مع سحر و نجلاء والرابع قرب من شوق إللى أثر البكاء واضح عليها...
؟؟:"بتعيطى ليه؟"
شوق بخوف وهى بتبعد عنه:"أنا مابعيطش."
؟؟ بهدوء:"ماتخافيش منى، أنا إسمى شادى."
مدلها إيده عشان يسلم عليها .. شوق بصت لإيده بإرتباك شديد تحت عيون عمر إللى بيراقبها من بعيد والغضب واضح عليه بشكل كبير ومركز على إيدها إللى بتقرب من إيده، ماحسش بنفسه غير وهو بيقرب منهم... شوق كانت لسه هتسلم على شادى إتفاجأت بإللى مسكها من دراعها جامد وبيشدها وراه...
شوق بفرحة وعدم إستيعاب:"عمر."
عمر مردش عليها وكان متضايق جدا إن إيديها كانت هتلمس إيد حد غيره، إتعود إنها ملكه هو وبس...إتفاجئ من إللى مسكه من دراعه...
شادى:"واخدها ورايح فين؟ دى بتاعتى أنا."
عمر مشافش قدامه لما سمع الجمله بتاعة *دى بتاعتى أنا* ماحسش بنفسه غير وهو بيضرب شادى.
عمر بغضب وهو بيلكمه:"بتاعتك مين يا ***** ، أنا هوريك يا ****."
عمر فضل يضرب فيه بغضب شديد .. أصحاب شادى كانوا بيحاول يبعدوه عن عمر لكن عمر كان ماسك فيه جامد، لما عمر خلص من ضربه ليه عيونه جات على باقى الشباب....
عمر بتحذير وغضب:"إياك أشوف حد فيكم هنا تانى يا ***** إنتوا فاهمين؟!!، المره الجايه بموتكم يا شوية *****."
ماستناش رد حد فيهم وراح لشوق إللى واقفه مرعوبة منه..
عمر بغضب:"قدامى."
كانت واقفة فى مكانها بتبصله وبتعيط، إتنفضت فى مكانها ..
عمر بصوت جهورى:"بقولك قدامى."
مسكها من دراعها وخلاها تمشى معاه لحد مابعدوا شوية عن المدرسة...
شوق بدموع:"ماتزعلش منى ياعمر، أنا آسفه مكنش قصدى."
مردش عليها..
شوق بدموع ومحايلة طفولية:"عشان خاطرى رد عليا."
وقف وبصلها...
عمر بغضب مكتوم:"ليه عملتى كده؟"
فضلت تشهق شهقات متقطعه بسبب بكائها الشديد...
عمر بعصبيه:"ردى عليا، كنتى ناويه تخرجى معاه؟؟ كنتى ناوية تعملى معاه إللى كنتى بتعمليه معايا؟!!"
شوق كانت بتبكى ومش بترد عليه من إحراجها، عمر فهم سكوتها موافقة على كلامه ... مش قادر يفسر ليه قلبه وجعه أوى، قرر إنه يمشى، ساب دراعها ومشى خطوات بسيطة بس إتفاجئ بإللى حضنته من ظهره...
شوق ببكاء طفولى هستيرى:"ماتسبنيش، أنا هموت لو سبتنى ياعمر، مش كل مره تسيبنى وتمشى، ماتسبنيش عشان خاطرى، حياتى مش حلوه من غيرك، ماتزعلش منى، عشان خاطرى ماتزعلش."
عمر كان متفاجئ من كلامها ده، و فى نفس الوقت بيقنع نفسه إنه كان بيراقيها عشان ماعرفش ياخد إللى هو عاوزه وإنها علمت عليه...لف وبصلها فى عيونها الحمراء بسبب البكاء ومسك وشها بين إيديه...
عمر:"مش عايزانى أزعل صح؟"
هزت راسها بالموافقه وهى بتشهق من البكاء...
عمر:"مستعدة تنفذى كل إللى أنا عاوزه؟"
هزت راسها بالموافقه تانى...
عمر:"مش هتخافى منى؟"
شوق فى وسط شهقاتها:"أهم حاجه..إنك.. ماتمشيش تانى..وتبقى معايا، وماتزعلش منى."
عمر وهو بيمسك إيدها:"يلا بينا."
هزت راسها بالموافقه فى وسط شهقاتها ومشيت معاه...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#6

افتراضي رد: رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة



رواية/ شوق العُمَر .. بقلم/ سارة بركات

الفصل السادس

وصلوا للحاره إللى فيها الأوضة إللى عمر كان مأجرها قبل كده، دفع أجرتها لصاحبها وأخد شوق وطلعوا فوق للأوضة دى، عمر كان عايز يرضى غروره وكبرياءه إللى شايف إنهم إنكسروا لما ماقدرش يلمسها فى أول مرة .. شوق كانت ماسكه فى إيده جامد كإنها بتتحامى فيه لإنها خايفة مش حاجه مش عارفه إيه هى .. دخلوا الأوضه وعمر قرب بيها نحية السرير وبدأ يبوس فيها بلهفه وعشق حتى هو مستغرب نفسه من الطريقة دى، ولإنعدام خبرتها رغبته ليها بتزيد أكتر، كان بيحاول يتجاهل إنتفاضات شوق ومقاومتها ليه، بس فجأه صوت ضحكتها إللى دايما بيسمعها رنت فى ودانه وهو مغمض عيونه، صورتها وهى بتضحك وبتجرى معاه، ولما قالتله "ماتسبنيش يا عمر"، "أنا هموت لو سبتنى"، صوت بكاءها وقتها بيعلى فى دماغه أكتر، كان مستغرب نفسه جدا، جه على باله هل ده حب؟!!، بس لا كالعاده نفض التفكير ده من دماغه وفى نفس الوقت بيحاول يركز فى إللى هو بيعمله لكن للأسف شوق ملكت كل تفكيره حتى وهى معاه، بِعِد عنها بسرعه لإنه خلاص بقا رافض إنه يلمسها تمامًا، قام من مكانه بسرعه وبدأ يلبس هدومه وقبل مايخرج من الأوضه....

عمر وهو مديلها ضهره:"شوق، إلبسى هدومك، هستناكى بره."

شوق:"عمر أ........."

عمر بعصبيه وهو مازال على وضعه:"بقولك إلبسى هدومك."

خرج بسرعه ورزع الباب وراه وبدأ يهدى نفسه .. كانت قاعده فى مكانها بتبكى لإنها خلاص فهمت إن عمر هيسيبها وهيبعد عنها..قامت من مكانها وبدأت تلبس هدومها .. بعد مرور فترة بسيطه.. خرجت من الأوضه ودموعها على خدها، عمر لما لاحظ إنها خرجت ماحسش بنفسه غير وهو بيجرى عليها علطول وبياخدها فى حضنه، وهنا شوق إنهارت من البكاء...

عمر:"شوق إهدى."

شوق ببكاء وهى ماسكه فيه جامد:"ماتسبنيش ياعمر."

عمر وهو بيطبطب عليها:"مش هسيبك ياشوق."

شوق ببكاء وهى بتبصله:"يعنى مش هتسيبنى خالص؟"

عمر بتأكيد وهو بيبص فى عيونها:"عمرى ماهسيبك ياشوق، عمرى."

كانت متعلقه بيه وخايفه أحسن حياتها تبقى شكلها وحش .. عمر مكنش فاهم هو ليه ماقدرش يلمسها؟ ليه مش قادر يسيبها حتى أو يبعد عنها؟ وردا على كل الأسئله إللى بتيجى فى باله دى، كانت كلمة واحدة بس لكن هو كالعاده بيبعد الكلمة دى عن دماغه تمامًا لإنه مش بتاع حب، بس ليه معاها؟!، ليه مش عايز يبعد عنها ليه ضحكته بتطلع معاها؟ ليه قلبه نبض معاها هى وبس؟ غمض عيونه بيحاول يطرد الأسئلة دى من باله وهو معاها، مسكها من إيدها....

عمر بإبتسامه وهو بيعدل شعرها:"يلا عشان أوصلك للحارة."

شوق بإبتسامة بريئة:"حاضر."

........................

فاقت من ذكرياتها على صوت آذان الفجر مسحت دموعها إللى كانت بتنزل بغزارة، قامت من مكانها ودخلت الحمام وإتوضت وصلت .. بعد التسليم بدأت تدعى ربنا بالمغفرة، وقالت أدعيه كتير بدون صوت، الأدعيه دى بتقولها جوا قلبها وهى بتبص لموضع القبله بدون كلام وبعدها بدأت تقرأ وِردها من القرآن الكريم .. بعد مرور فترة بسيطة .. قامت من مكانها وراحت تصحى أمير..

شوق:"أمير حبيبى."

أمير إتقلب فى مكانه...

شوق:"أمير."

فتح عيونه بتكاسل شديد..

أمير بنعاس:"مالك ياشوق واقفه على راسى كده ليه؟ حصلك حاجه؟"

شوق:"الفجر أذِّن يا حبيبى، يلا قوم إتوضى وصلى."

أمير:"حاضر ياشوق."

قام من مكانه بنعاس شديد، بس وقف لما سمع صوتها...

شوق:"أمير."

أمير بصلها بإستفسار بعيون شبه مقفوله..

شوق بملامح مرهقة:"إبقى حضر إنت الفطار أنا مانمتش، فهنام أنا دلوقتى."

أمير:"حاضر ياشوق."

خرجت من الأوضه تحت عيون أمير إللى حاسس إن فى حاجه مش مظبوطه.. بمرور الوقت .. حضّر الفطار وبدأ يفطر وبيفكر فى شغله وحياته ... بعد فترة بسيطة قام من مكانه وحط الأطباق فى التلاجة وغسل المواعين إللى هو إستخدمها، ودخل أوضتها.. كانت نايمة بكل هدوء وطمأنينة والإبتسامة على وشها، أمير فضل يبصلها وإبتسم لإبتسامتها.. قرب منها بهدوء وبدأ يصحيها..

أمير وهو بيملس على شعرها:"شوق، إصحى ياشوق."

شوق بنعاس وتخترف مع إبتسامة عشق وهى مغمضة عيونها:"عشان خاطرى يا عمر سيبنى أنام شوية."

أمير سكت شويه لما سمع الإسم، وبدأ يتأمل ملامحها والإبتسامة الجميلة دى إللى دايما بيشوفها لما شوق بتبقى نايمة وبس، أخد نفس عميق وبعدها إتكلم..

أمير:"أنا همشى ياشوق، سايبلك الأكل فى التلاجه، وغسلت المواعين قبل ما أنزل، هتحتاجى حاجه تانيه غير الكرنب أجيبهالك وأنا راجع؟"

شوق بنعاس:"لا."

أمير وهو بيبوس راسها:"إبقى إدعيلى."

شوق:"ممممممم."

وقف شويه وفضل يبصلها وهى نايمه، دايمًا شايفها أخته الصغيره أو بنته لكن مامته؟!! أبدا، عمره ماشافها مامته، دايما شايف إنها مسئوله منه حتى لما كان طفل صغير ومراهق كان شايفها طفلة برده ..إبتسم وبصلها بصة أخيرة وبعدها مشى... بمرور الوقت.. دخل المكتب لقى سيرين قاعده مستنياه بإبتسامة كبيرة، إتنهد بعمق وقعد على الكرسى بتاع مكتبة وحاول يبدأ شغله بس قطع لحظته صوتها...

سيرين:"على فكرة مامتك دمها خفيف أوى، حبيتها جدا."

مردش عليها وكمل شغله.. سيرين إتضايقت من كلامه بس حاولت تهدى نفسها وإتكلمت..

سيرين بهدوء:"على فكره أنا بتكلم."

أمير بإستفسار وهو بيبصلها:"نعم؟"

سيرين:"بقول إن شوق عسوله."

أمير بجدية:"شكرا، يلا ركزى فى شغلك."

سيرين وهى بتكمل:"بس تعرف إنت مش شبهها خالص و........"

أمير بهدوء مصطنع وهو بيقاطعها:"هو إنتى هتصاحبينى؟ مش عشان والدتى إتكلمت معاكى يبقى تعتبرى نفسك من العيله؟! بلاش كلام كتير ويلا شوفى شغلك."

سيرين وهى بتحاول تتحكم فى أعصابها:"إنت ليه بتعاملنى كده؟ أنا عملتلك إيه؟"

أمير:"أرجوكى ماتتكلميش غير فى الشغل، وياريت يا آنسة سيرين ماتتصليش عليا فى البيت، أظن إن مكنش فى سبب مقنع إنك تتصلى وده لإن الشغل ليه وقته، عندك حاجه يبقى تفضلى حطاها فى دماغك لحد ماييجى اليوم إللى بعده ونتقابل هنا فى الشغل ونتكلم براحتنا."

سيرين بجدية:"تمام مقتنعه بكلامك أوى، بس ياريت لما تتكلم معايا بعد كده تتكلم بالزوق والإحترام لإن ده مش أسلوب تعامل زميل لزميلته فى الشغل أبدا."

أمير بسخرية:"وإنتى بقا هتعلمينى الشغل على أساسه؟ إنتى مجرد واحده جديدة جاية بواسطه، لا تعبتى فى حياتك، ولا عملتى أى حاجه فى حياتك أصلا."

سيرين برسمية زائدة وهى متجاهلة كلامه:"أنا مش هكرر كلامى تانى، إحترم زملائك فى الشغل، أنا حاولت أتعامل معاك كويس بحكم إننا زمايل لكن ماينفعش تتعامل كده."

أمير بإبتسامه:"لو حابه تكونى صداقات مع زملائك فى الشغل يبقى مش فى المكتب ده، لإنك هنا فى المكتب الغلط."

رجع ركز فى الملفات إللى قدامه ومش واخد باله من سيرين إللى بتبص قدامها بشرود.. مش قادرة تحدد هو بيتعامل معاها كده ليه؟ طب كل الناس إللى عرفتهم قبل كده كان تعاملهم سهل، طب أمير ده صعب ليه؟.. أخدت نفس عميق وحاولت تشوف أى حاجه تعملها... أمير كان متضايق من نفسه لإنه إتكلم معاها كده بس شايف إنها تستاهل، ماينفعش واحده زيها تيجى تاخد كل حاجه بسهولة، بس إفتكر كلام شوق ليه لما قالتله ميزعلش سيرين، ده غير كلامها ليه إن أكيد رزقه فى حاجه تانيه، وأدى البرنامج أهوه إتفق عليه مع صاحب الشركة بنفسه، قرر إنه ينقذ كلام شوق...

أمير بتنهيدة وهو مركز فى الملفات:"أنا آسف."

رفعت عيونها وبصت لأمير إللى مش بيبصلها...

أمير وهو بيكمل:"أنا آسف عشان أنا إتكلمت معاكى كده، بس مش آسف على الكلام نفسه لإن أنا عندى حق."

سيرين بإبتسامة وتفهم:"أنا فاهماك، إنت متضايق عشان شايف إنى ماتعبتش فى حياتى وجايه بواسطه ومرتاحة لكن إنت تعبت على ماتوصل للشغل ده."

أمير بصلها فى اللحظه دى...

سيرين وهى بتكمل:"بس إللى إنت ماتعرفوش إن كل واحد ليه ظروفه، كل واحد عاش حياته بشكل مختلف، كل واحد ناقصه حاجه، كلنا زى بعض بس بإختلاف الظروف."

ماقدرتش توضح أكتر من كده وحاولت تتحكم فى دموعها إللى قربت تنزل .. أمير كان بيبصلها وحس إن فى حاجه هى ماحبتش تقولها، والحاجه دى هتوجع قلبها لو حكت فيها، فاق على صوتها..

سيرين بإستفسار:"ممكن نبقى أصحاب؟"

أمير:"قولتلك إنتى ف....."

سيرين بإبتسامة وهى بتكمل:"فى المكتب الغلط عارفه، بس الفكرة إنى مابعرفش أتعامل مع حد وأنا شايفاه متضايق منى، فحابه أخلى الجو هادى بينا، لإن إحنا زمايل وأنا بالنسبالى الزماله دى الصحوبيه."

أمير وهو معقد حواجبه:"الزمالة تختلف عن الصحوبيه."

سيرين:"بالنسبالى الإتنين واحد، وماتخفش أنا بالنسبالى الصحاب زى الزمايل بالظبط وعارفه حدودى فين."

أمير:"ومين قال إنى خايف؟"

سيرين بتنهيدة:"قصدى أوعى تكون مفكر إنى من البنات إللى حياتى كلها أصحاب شباب، بالعكس دى مش حياتى أنا إتكلمت فى الحوار ده معاك عشان نعرف نتعامل مع بعض، مايبقاش فى حزازية بينا، أوك؟"
( رواية/ شوق العُمَر .. بقلم/ سارة بركات)
أمير سكت شويه وبعدها بصلها...

أمير:"تمام."

سيرين بفرحه وهى بترفع إيدها:" Give me five."

أمير بص لإيدها بإستغراب...

سيرين:"سورى، قصدى هات كفك."

أمير هنا إنفجر من الضحك من شكلها المضحك..

سيرين:"طب مانت طلعت بتضحك أهوه أومال قالبها نكد عليا ليه؟"

أمير وهو بيحاول يهدى:"أول حاجه أنا فاهم إنجليزى كويس، تانى حاجه إنتى ماشوفتيش نفسك وإنتى بتعملى الحركه دى؟"

سيرين كانت لسه هتتكلم ... الباب خبط وبشير دخل..

بشير بإبتسامة:"ها إيه الأخبار؟ الشغل تمام؟"

أمير إتحرج إنه يرد لإنهم مكانوش بيشتغلوا..

سيرين بإبتسامة:"طبعا كله تمام يا أونكل."

بشير بإبتسامة:"بالتوفيق إن شاء الله، أمير؟"

أمير:"أفندم يا أ/بشير؟"

بشير بإبتسامة:"جالى أوامر من الجهة العليا بتنفيذ فكرتك، إيه رأيك نبدأ بكره؟ على ما نعرض الفكرة على الزملاء؟"

أمير بإبتسامة:"تمام يا أ/بشير، موافق طبعا."

بشير:"بالتوفيق، هبلغ زملائك فى الشركة، يلا ركزوا فى شغلكم."

سيرين بفرحة:"تمام يا أونكل."

بشير خرج وسيرين بصت لأمير بفرحه...

سيرين:"مبروك، أنا سعيدة جدا عشانك."

أمير إتحرج لفرحتها بيه وبص لنفسه وشاف هو كان بيعاملها إزاى من شويه..

سيرين:"على فكرة بقولك مبروك."

أمير بإبتسامة:"الله يبارك فيكى."

سيرين:"ماتتخيلش الخبر إللى أونكل بشير بلغنا بيه ده فرحنى قد إيه، أنا بحب الناس الطموحه إللى بيعافروا فى حياتهم عشان يوصلوا لحاجه معينه، وإنت منهم وحقيقى بتمنالك التوفيق."

ضميره أنبه للمره التانيه..

سيرين:"ساكت ليه؟ هنفضل قاعدين كده؟ مش هنكمل شغل؟"

أمير:"أه أكيد هنكمل، يلا."

بدأوا يكملوا شغلهم إللى هو عباره عن شرح أمير لسيرين الوظائف الخاصه بالقسم بتاعهم وبيدربها... بمرور الوقت... سلم على زملائه وخرج من الشركة ومشى شويه عشان يركب أى مواصلة للمنطقة بتاعته، وهو ماشى بعيد عن الشركه لقى واحد واقف بعربية كرنب، بص حواليه بيشوف حد هيشوفه ولا لا، إتنهد بإرتياح لما ملقاش فى حد راح إشترى الكرنبه وحضنها بدارعه الليمين ومسك شنطته بإيده الشمال، مكنش قادر يتخيل منظره لإنه عارف إن شكله مضحك، كمل مشى بس الناس فى الشوارع كانوا بيبصوله بإستغراب وفى منهم إللى بيضحك على منظره.. حاول يتجاهل الموضوع ده وكمل بس إتحرج أكتر لما سمع صوت بنتين بيتكلموا..

؟؟:"يابختها بجد."

##:"يابختها إيه بس؟ إنتى مش شايفه شكله مضحك إزاى؟ ههههههههههه بدلة وكرنب؟! هموت من الضحك."

إتنهد بضيق وكمل مشى .. سيرين خرجت من الشركه وركبت عربيتها وبدأت تتحرك .. وهى ماشيه بالعربيه وداخله على الطريق العمومى لفت إنتباهها أمير إللى واقف فى مكانه كإنه مستنى حاجه، حاولت تكتم ضحكتها لما شافته بالمنظر ده، لاحظت إحراجه من الناس إللى بيبصوله .. قربت نحيته بالعربيه، لحد مابقت قدامه..

سيرين:"بِس بِس."

أمير بص فى إتجاه الصوت ده لقى عربيه قدامه بس مش واضح مين فيها، نزل راسه شوية وبصلها لقاها سيرين...

سيرين:"تعالى أوصلك."

أمير بإبتسامة:"لا شكرا، مستنى ميكروباص."

سيرين:"تعالى بس أوصلك، خليها عليا."

أمير كان محرج من نظرات الناس وقرر إنه يركب وبالفعل ركب ... قعد على الكرسى جنبها وحط الكرنبه على رجله ومعاه الشنطه.. سيرين حاولت تكتم ضحكتها وإتحركت..

سيرين بإستفسار:"أتحرك على فين؟"

أمير:"هتعرفى الطريق؟"

سيرين:"يعنى مش أوى."

أمير:"خلاص أنا هوصفلك."

سيرين:"تمام."

بعد مرور وقت من الصمت ووصف الطريق لسيرين، قررت إنها تتكلم...

سيرين وهى مركزه فى السواقة:"غريبة."

أمير بإستفسار وهو بيبصلها:"هى إيه إللى غريبة؟"

سيرين:"إللى على رجلك."

أمير بإستغراب:"ده كرنب، ماتعرفيش الكرنب؟"

سيرين:"أعرفه طبعا، بس إنت جايبه ليه؟"

أمير:"أكيد مش جايبه عشان جماله."

سيرين بضحكة خفيفة:"عارفه صدقنى بس مستغربه إنك إنت إللى بتجيبه، كنت مفكره يعنى إن الستات هما إللى بيتسوقوا."

أمير بتنهيدة:"عادى فى رجالة كتير بيتسوقوا، أنا بنزل السوق بشترى إحتياجات البيت إللى شوق بتقولى عليها يعنى."

سيرين:"أها، ربنا يحميها."

أمير بإبتسامه وهو بيبص على الشارع من الشباك:"يا رب ويحفظهالى ويباركلى فى عمرها."

سيرين كانت ملاحظه إنه مختلف جدا عن الشركه، ده شخصية تانية خالص..

سيرين:"ممكن سؤال؟"

أمير بإبتسامه وهو بيبصلها:"أكيد."

سيرين:"هو إنت أ/ أمير إللى معايا فى الشغل؟"

مكنش عارف يقول إيه بس قرر إنه يلطف الجو شوية...

أمير بضحكه خفيفه:"لا، أنا قولتلك وقت الشغل شغل."

سيرين بإبتسامه:"خلاص أنا كده هتعامل معاك بره الشغل أحسن."

أمير ضحك ضحكه خفيفه وبعدها فتح موبايله عشان يشوف الساعه .. سيرين عيونها جات على خلفية الموبايل إللى عليها صورته ومعاه واحدة محجبة، كانوا هما الإتنين عاملين شكل مضحك، أمير كان بيغمز والبنت إللى معاه رافعه حاجبها ومقربه عيونها للكاميرا، سيرين حستها أخته وده لإنها صغيره وفيها شبه منه ...

سيرين بإستفسار:"هى دى أختك؟"

أمير وهو بيبصلها:"هاه؟"

سيرين شاورت للصوره إللى على الموبايل:"دى أختك؟ بس على ما أعتقد شوق قالت إنك إبنها الوحيد."

أمير بإبتسامة:"أنا معنديش إخوات فعلا، دى تبقى شوق مامتى."

سيرين بصتله بإستغراب..

أمير بإستفسار وهو ملاحظ إستغرابها:"فى إيه؟"

سيرين وهى مركزه فى السواقه:"دى صغيره أوى!! أنا فكرتها أختك لإن شكلها يدى إنها قريبه من سنى."

أمير بتنهيدة:" يعنى مش أنا الوحيد إللى بقول كده."

سيرين:"هى إتجوزت وهى صغيره صح؟"

أمير:"أيوه."

سيرين كانت لسه هتتكلم..

أمير:"أيوه هنا."

سيرين بإستفسار:"هو أنت ساكن على أول الحاره دى؟"

أمير:"لا، بس عشان مش حابب أتعبك نزلينى هنا."

سمعت كلامه من غير ماتتكلم...وقفت على أول الحاره ..

أمير بإبتسامه:"شكرا يا آنسه سيرين."

سيرين:"العفو."

فتح باب العربيه مسك الكرنبه كويس ونزل، قفل الباب العربيه وإبتسملها ودخل الحاره .. وهى كانت متابعاه بعيونها وهو بيمشى فى الحاره بس قررت إنها تتحرك ... أمير كان ماشى فى طريقه بيحاول مايركزش مع الستات إللى مركزين عليه وبيطنش همساتهم المسموعه..

؟؟:"هو فى حد كده؟"

$$ بحسرة:"يابخت شوق بإبنها، بنتى المتخلفه مابتعملش أى حاجة فى البيت فالحة تقوم تاكل وتشرب وتمسك الموبايل وتنام، بنات آخر زمن، تيجى تشوف إبن شوق بيعمل إيه لمامته."

؟؟:"ربنا يكون فى عونك ياحبيبتى."

أمير وصل للست بتاعة الخضار...

أمير بإبتسامة:"إزيك يا أم هدير؟"

أم هدير:"أنا كويسه يابنى، إنت إزيك؟"

أمير:"الحمدلله، معلش كنت عايز كوزبره وبقدونس وشبت."

أم هدير:"عيونى يابنى، إتفضل، وإبقى سلملى على مامتك."

أمير بإبتسامه وهو بياخد منها الخُضرة:"الله يسلمك."

وراح إشترى العيش وبعدها طلع للبيت .. فتح الباب بالمفتاح بصعوبه ودخل الشقه ملقاش شوق فى الصالة، حط الحاجه على الترابيزه وراح أوضتها لقاها نايمة زى ماهى... قرب منها بهدوء..

أمير وهو بيطبطب عليها:"شوق."

شوق إتقلبت...

أمير:"شوق حبيبتى، كل ده نوم؟"

فتحت عيونها بكسل شديد ...

أمير وهو بيبص فى عيونها:"أنا خلصت شغل ياشوق وإنتى لسه نايمة؟"

شوق بنعاس:"أنا نمت كتير بجد؟"

أمير:"كتير أوى ياشوق، بس مافيش مشكلة، يلا قومى وفوقى كده، أنا جبت الكرنب و..........."

إستوعب إنه نسى...

أمير بإستيعاب:"ورق العنب! نسيت أجيبه."

شوق بنعاس:"كل معايا كرنب يا أمير، إنت عارف إنى مابحبش آكله لوحدى."

أمير بتنهيدة:"أمرى لله، حاضر."

شوق قامت بهدوء من على السرير..

أمير بإبتسامه وهو بيملس على شعرها:"قومى إغسلى وشك وفوقى وأنا هجهزلك فطار تاكليه."

شوق بنعاس:"حاضر."

خرج من الأوضة وهى قامت من على السرير وراحت الحمام .... أمير دخل أوضته وبدأ يغير هدومه .. بعد مرور فترة بسيطة .. شوق كانت قاعده على الترابيزة فى الصالة ورابطة طرحه حوالين دماغها وواضح عليها التعب والإرهاق، أمير خرج من المطبخ وهو شايل أطباق وبيحطها على الترابيزة... قعد قدامها ..

أمير:"يلا ياشوق كلى."

شوق بتنهيدة وتعب:"مصدعه يا أمير مش فايقه ومش قادرة آكل."

أمير:"الصداع ده عشان إنتى مانمتيش غير الصبح، حاولى تاكلى يلا وأنا هجهز العلاج بتاعك."

شوق بإبتسامه:"حاضر."

بدأت تاكل بهدوء وأمير دخل المطبخ وبدأ يجهز الأدوية بتاعتها... بمرور الوقت... كانت واقفه فى المطبخ وبتجهز خلطة المحشى وفى نفس الوقت بتسلق الكرنب ... وأمير بره بيجهز الترابيزة وكل حاجه عشان يعملوا المحشى ... بمرور الوقت... كانوا قاعدين بيلفوا المحشى قدام بعض على الترابيزه ...

شوق بإنشغال:"إحكيلى بقا عملت إيه النهارده فى يومك؟"

أمير بتنهيدة:"روحت وقمت بشغلى و..."

سكت شوية وضحك... شوق بصتله بإستغراب...

شوق:"بتضحك على إيه؟"

أمير بضحكة وهو بيبصلها:"منظرى كان مضحك النهارده وأنا شايل الكرنبة الناس قعدوا يتفرجوا عليا فى الشارع ويتريقوا عليا."

شوق بإستفسار:"إزاى؟ هو إنت جبتها من مكان تانى غير هنا؟"

أمير:"إنتى عارف إن عم مصيلحى مابيقفش بعربية الكرنب بعد العصر، وأنا خارج من الشركه قريب من الطريق العمومى لقيت واحد واقف بعربية كرنب، جبت منه واحده."

شوق:"ورجعت البيت بيها كل ده؟"

أمير بضحكة خفيفة وهو بيلف الصباع إللى فى إيده:"كتر خيرها زميلتى فى الشغل وصلتنى لحد هنا."

شوق بهدوء:"زميلتك؟ إللى هى سيرين؟"

أمير بتنهيدة:"أيوه ياماما، سيرين."

شوق:"ومعزمتهاش هنا ليه؟"

أمير:"أعزمها ليه؟"

شوق:"البنت جات وتعبت نفسها ووصلتك يبقى تعزمها عندنا هنا على الأقل تعزمها على كوباية شاى."

أمير بضحكة خفيفة:"والله ياشوق إنتى أغلب من الغلب نفسه، مين دى إللى هتقبل عزومة على كوباية شاى؟ سيرين!!"

شوق:"مالها سيرين؟ البنت زوق وكويسه و......."

أمير:"مش من مكالمة تليفون تقدر تحددى هوية الشخص إللى بتكلميه."

شوق:"مش حوار مكالمة تليفون، بس لما كلمتها حسيتها كويسه وطيبه كده زيي."

أمير:"مافيش حد زيك ياشوق ولا هيبقى فى حد زيك أبدًا."

شوق:"مش القصد ياحبيبى، قصدى الفكرة إننا نكون زوق معاها، يعنى هى وصلتك خلاص قولها إتفضلى إشربى معانا حاجه، أو تعالى كلى معانا حاجه."

أمير:"عمومًا حصل خير."

شوق بإنشغال:"طب ما أكلمها أعزمها عندنا النهارده وتيجى على مانعمل المحشى."

أمير بتنهيدة:"بلاش ياشوق، مانعرفهاش ولا هى تعرفنا عشان نعزمها عندنا."

شوق:"طب مانعرفها ونتعرف عليها؟"

أمير سكت وماتكلمش..

شوق بإبتسامة:"أمير حبيبى، فى إيه؟ إنت ليه مضطهد البنت؟ مش قولتلك كل واحد وليه رزقه؟ ليه مازلت مش طايقها."

أمير بتنهيدة بسيطة:"صدقينى معرفش ياشوق، مش عارف، كل حاجه بتقولها وبتعملها بتستفزنى."

شوق بتفهم:"طب ممكن تسيبنى أحل الدنيا بهدوء؟"

أمير بإستفسار:"تحليها إزاى مش فاهم؟"

شوق:"يعنى أخلى الحاجز إللى إنت شايفه نحيتها ده يتكسر، مش عايزاك تظلم حد ياحبيبى، إنت عمرك ماكنت كده يا أمير، وعمرك ماجيت على حد."

أمير إتنهد وسكت....

شوق:"قولت إيه؟ أعزمها؟"

أمير:"إعملى إللى تعمليه يا ماما."

شوق بإبتسامة طيبة:"قولها من قلبك عشان خاطرى."

أمير بإبتسامة خفيفة:"إعملى إللى تعمليه ياشوق، كده حلو؟"

شوق:"حلو جدا، أنا هقوم أغسل إيدى وأكلمها وإنت كمل."

قامت من مكانها وراحت المطبخ تحت عيون أمير إللى رافع حاجبه بإستغراب... دخلت أوضتها ولبست نظارة النظر بتاعتها ودورت على رقم سيرين ولقته وإتصلت عليها .. كانت قاعده فى فيلتها الكبيرة الواسعة وبتشوف طيف مامتها حواليها وهى بتلعب معاها وبتجرى وراها ... دمعة نزلت من عيونها لإنها إفتكرت وفاة والدتها وهى عندها ست سنين .. بس فاقت من تفكيرها على صوت رنة موبايلها ... بصت فى الموبايل إستغربت لما لقتها شوق، مسحت دموعها وفتحت المكالمه..

شوق بإبتسامة:"السلام عليكم."

سيرين بصوت متحشرج:"وعليكم السلام."

شوق بإستغراب من نبرة صوتها:"مالك ياحبيبتى؟ فيكى حاجه؟ صوتك ماله؟"

سيرين وهى بتحاول تهدى نفسها:"لا أنا كويسه، شكرا على سؤالك يا شوق."

شوق بهدوء:"سيرين، لو حابه تحكى أنا موجودة."

سيرين حاولت تنحكم فى أعصابها ودموعها بس للأسف ماقدرتش تمسك نفسها أكتر من كده، وهنا إنهارت من البكاء..

سيرين بدموع:"وحشتنى أوى، كان نفسى تفضل معايا وقت أطول، مالحقتش أشبع منها، أنا بموت من جوايا 100 مرة لما بشوف واحده معاها مامتها غضب عنى بتعب يا شوق، مامى وحشتنى أوى، بحاول أبقى قوية قدام الكل عشان مابينش دموعى لكن للأسف أنا ضعيفه من غيرها، بموت من بعدها يا شوق، ماحدش حاسس بيا، شايفينى سيرين العنيدة إللى دماغها ناشفه، سيرين المتكبرة إللى بتاخد كل حاجه هى عايزاها على الجاهز، سيرين الغنية إللى عندها فيلتها وعربيتها وعندها كل حاجه وإللى الكل بيقرب منها عشان كده بس، لكن للأسف الحاجه الوحيدة إللى هى مش معايا هى أم، أم تضمنى وتسمعنى، أم تنصحنى وتوجهنى وتبقى حنينة عليا، أنا تعبانة يا شوق ماحدش شايفنى لنفسى، ماحدش شايفنى سيرين يتيمة الأم، لا شايفنى سيرين الغنيه."

كملت بكائها بقهرة وشوق معاها على الخط ودموعها بتنزل عليها فى صمت، شوق حست إنها محتاجة حد تعيط قدامه وشوق قررت تفضل معاها لحد ماتهدى ...

سيرين بشهقات خفيفة وهى بتمسح دموعها:"سورى أزعجتك معايا و......"

شوق وهى بتقاطعها:"لا ماتقوليش كده ياحبيبتى، أنا موجوده ليكى فى أى وقت."

سيرين:"شكرا ياشوق، تعرفى بالرغم من إنى ماشوفتكيش وماتكلمتش معاكى غير مرة واحده، بس حبيتك أوى وإطمنتلك صدقينى، يابخت أمير بيكى."

شوق بإبتسامة وهى بتكمل:"ويا بختك بيا."

سيرين فى اللحظة دى إستغربت..

شوق:"سيرين، أنا عزماكى النهارده عندى على الغداء، ولازم تيجى."

سيرين بإرتباك:"أجى؟! هاجى بمناسبة إيه؟ إنتى ماتعرفينيش و......"

شوق وهى بتقاطعها:"عايزة أتعرف عليكى، وأهى فرصة نبقى أصحاب أنا وإنتى ونبقى مع بعض علطول."

سيرين بإرتباك:"طب أمير إبن حضرتك هيعترض و......."

شوق بمكر:"هو إللى قايلى أعزمك عندنا إعتذارًا منه على إللى حصل قبل كده، وأتمنى ماترفضيش، عشان خاطرى."

سيرين بتنهيدة:"حاضر ياشوق هاجى."

شوق:"منتظراكى، هبعتلك العنوان و........."

سيرين:"عارفه الحارة."

شوق:"بس ماتعرفيش البيت، هبعتلك عنوان البيت بالظبط وتلبسى وتيجى علطول."

سيرين:"حاضر ياشوق."

شوق:"يلا سلام بقا عشان أبعتلك العنوان."

سيرين بإبتسامة أمل:"سلام."

شوق قفلت المكالمة مع سيرين وراحت لأمير إللى بيلف المحشى ..

شوق:"قوم إغسل إيدك وإبعت لسيرين الأبلوكشم ده."

أمير حاول يكتم ضحكته بس ماقدرش وهنا إنفجر من الضحك..

أمير:"ههههههههههههههههههههههههههه، أبلوكشم!!! ههههههههههههههههههههه، أبلوكشم ياشوق!!! هههههههههههههههه."

شوق بصتله بضيق وهو على أما خلص ضحك بصلها بهدوء...

أمير بإبتسامة:"إسمه Location/ لوكيشن يا شوق يعنى الموقع، قوليها موقع وخلاص."

شوق:"سميها زى ماتسميها يلا إنجز البنت مستنية."

أمير:"براحة طيب."

قام من مكانه وهو بيضحك وهى ماقدرتش تمسك أعصابها مسكت الشبشب إللى فى رجلها وحدفته على ضهره...

أمير بوجع وهو بيدلك ظهره:"ااااااااااااااااه."

شوق بشماتة:"أحسن، عشان تتريق عليا بعد كده."

أمير وهو بيبصلها وماشى:"أقول إيه ب........ااااااااااااااااااه."

خبط فى الحيطة من غير ما ياخد باله...

شوق بفخر:"أحسن، عقاب ربنا ليك عشان بتتريق عليا."

أمير:"ماشى ياشوق، ماشى."

دخل الحمام وغسل إيده وخرج لشوق إللى قاعده على الترابيزة ورافعه راسها بكل فخر...

أمير:"هاتى الموبايل."

إدتله الموبايل وهو بعت الموقع لسيرين على الواتس آب ..

أمير بغمزه وهو بيديلها الموبايل:"إتفضلى يا عسل."

شوق أخدت منه الموبايل وبصت للناحية التانيه بقمصة ... أمير قعد جنبها وحط إيده على كتفها...

أمير:"يا شوق."

مبصتلوش ..

أمير وهو بيبوس راسها:"أنا آسف، حقك عليا، ماتزعليش منى."

شوق برضا:"خلاص مش زعلانه."

أمير:"طب والله طيبه وبتتصالحى من أقل حاجه."

شوق:"يوووه بقا، يلا نقوم نكمل المحشى ده عشان نلحق نسلقه قبل ما سيرين تيجى."

أمير بإستغراب:"إللى يشوفك كده يقول كنتى خلفتيها ونسيتيها!!."

شوق:"يامتخلف، نلحق نعمل الأكل عشان ماتجيش تستنى كده عيب، لازم الضيف ييجى الأكل يتحطله علطول، *مسكته من ودنه* هفضل أعلم فيك لحد إمتى."

أمير بوجع:"اااه طيب إهدى ياشوق."

شوق:"يلا بينا نلحق ويادوب الفرخه مش هتاخد نص ساعه فى التسوية."

أمير بتنهيدة:"ماشى، يلا بينا."

.........................................................................


إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#7

افتراضي رد: رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة



رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات

الفصل السابع

وصلت بعربيتها قدام البيت..نزلت من العربية وعملت مكالمة لشوق وبعد عدة رنات شوق ردت...

شوق بلهفة:"بقيتى فين؟"

سيرين:"أنا تحت البيت يا شوق، إنتوا فى الدور الكام؟"

شوق:"الدور التالت ياحبيبتى الشقه إللى على يمينك أول ما تطلعى من على السلم."

سيرين وهى بتدخل البيت:"تمام يا شوق، خلاص دخلت البيت."

شوق:"تمام ياحبيبتى."

قفلوا مع بعض وشوق راحت لأمير...

شوق لأمير:"عشان خاطرى يا أمير عاملها كويس."

أمير بتنهيدة:"ماتقلقيش يا شوق، ماينفعش أزعل حد وهو فى بيتى."

شوق بإبتسامة وهى بتمسك وشه بين إيديها:"ربنا يباركلى فيك ياحبيبى."

أمير إبتسملها..

شوق:"أنا هروح أغرف الأكل، ولما تيجى إفتحلها."

أمير:"حاضر."

دخلت المطبخ والجرس رن.. أمير أخد نفس عميق وفتح الباب...

أمير بإبتسامة:"أهلا بيكى، إتفضلى."

سيرين بإبتسامة وإرتباك:"شكرا."

دخلت الشقة وهو قفل الباب ..

سيرين بإرتباك:"هى فين شوق؟"

أمير:"شوق فى المطبخ، *شارولها على كنبة فى الصالة* إتفضلى إقعدى."

قعدت على الكنبة وبصت فى الأرض بإحراج ... أمير قعد على الكنبة إللى قصادها وبيبص لكل حاجة حواليه ماعدا هى، كانوا مُحرجين وهما مع بعض وده لإنهم أول مره يقعدوا مع بعض بره الشركة ومش مجرد قعدة عادية، لا دى فى بيته، فضلوا على الحال ده لحد أما شوق خرجت من المطبخ، عيونها جات على بنت جميلة بشرتها بيضاء صافية ومش محجبة وباصة فى الأرض بإحراج واضح إبتسمت وقربت منها ..

شوق بإبتسامة وهى بتقرب منها:"يا أهلا وسهلا، نورتينا يا حبيبتى."

سيرين عيونها جات فى عيون شوق إللى بتقرب منها وفاتحالها دراعها ... إبتسمتلها وقامت من مكانها وشوق أخدتها بالحضن .. سيرين حست بالدفاء والإحتواء فى حضن شوق، إفتكرت حضن مامتها ليها وإن ده نفس إحساس الحضن بتاعها، إفتكرت حضن مامتها ليها وإن ده نفس إحساس الحضن بتاعها، إتصنمت فى مكانها لما لقت شوق بتطبطب على ظهرها بخفوت كإنها بتواسيها وبتصبرها، شوق بَعدت عنها..

شوق بإبتسامة وهى بتملس على شعرها:"بسم الله ما شاء الله، إيه الجمال ده؟"

سيرين ركزت فى ملامح شوق البريئة، ده غير شعرها الأسود الذى يتخلله بعض الشعيرات البيضاء ومش مصدقة إن دى تبقى كبيره فى السن، ردت عليها بسرعة...

سيرين بإبتسامة:"مش أجمل منك."

شوق بهزار:" يا بكاشة."

سيرين:"أبدا ياشوق، إنتى فعلا حلوة."

شوق بتنهيدة:"هنقعد طول الوقت بقا نقول مين إللى حلو، بقولك إيه أنا غرفت الأكل وبالمنظر ده هيبرد لو فضلنا واقفين كده، أنا هروح أحط الأكل."

كانت لسه هتتحرك..

سيرين:"تسمحيلى أساعدك؟"

شوق:"خليكى زى مانتى، خليكى قاعدة."

سيرين:"لا لازم أساعدك ماينفعش."

أمير وهو بيتدخل وبيقوم من مكانه:"أنا إللى هحط الأكل."

دخل المطبخ وبدأ يشيل الأطباق...

شوق:"تعالى يلا نقعد."

هى وسيرين قعدوا على الترابيزة وأمير بدأ يحط الأكل ...

سيرين بإبتسامة:"تسلم إيديكى ياشوق."

شوق:"مش أنا لوحدى إللى طابخة، أنا وأمير بنعمل الأكل مع بعض."

سيرين عيونها جات على أمير إللى قعد قدامهم..

سيرين بإبتسامة:"تسلم إيدك."

أمير بإبتسامة:"الله يسلمك."

شوق:"يلا سموا الله ونبدأ ناكل."

أمير وشوق وسيرين:"بسم الله الرحمن الرحيم."

بدأوا ياكلوا... الأكل عجب سيرين جدا ده غير اللمة إللى حسستها بدفا العيلة، بالرغم من إنهم 3 أشخاص لكن حست إنها فى وسط لمة العيلة إللى كان نفسها فيها .. بمرور الوقت .. كانوا قاعدين فى أوضتها وبيتكلموا..

شوق بإبتسامة:"ماتتخيليش أنا مبسوطه قد إيه عشان شوفتك، كان نفسى أتعرف عليكى أوى."

سيرين:"وأنا كمان مبسوطة أوى يا شوق، وعلى فكرة أنا ماكنتش متوقعه إنك تبقى صغيره بالشكل ده."

شوق إبتسمت إبتسامة خفيفة وفى نفس الوقت حزينة، بس غيرت الموضوع بسرعه..

شوق:"ألا قوليلى بقا، إحكيلى عنك إحكيلى دنيتك عاملة إزاى؟ عايشه مع مين كده يعنى."

سيرين:"أنا حاليا عايشه لوحدى فى الفيلا، قبل كده كنت قاعده مع بابى فى أميريكا."

شوق:"طب وهو فين؟ وقاعدة لوحدك ليه؟"

سيرين:"بصراحة أنا سبقته وجيت على هنا، كنت عايزة أثبتلة حاجه واحدة."

شوق بإبتسامة:"إيه هى؟"

سيرين بطموح عالى:"إنى أقدر أوصل لأى حاجه أنا عايزاها مهما يكون الطريق عامل إزاى، حتى لو كان كله شوك."

شوق إبتسمت إبتسامة خفيفة لإنها حبت طموحها...

شوق:"ليكى أصحاب طيب بتروحيلهم؟"

سيرين بتفكير:"أصحاب؟"

شوق:"أيوه."

سيرين بتنهيدة:"لا معنديش."

شوق برخامة:"طب وأنا روحت فين؟"

سيرين بضحكة خفيفة:"إنتى القمر كله ياشوق."

شوق:"هتعملى زى أمير وتبقى بكاشة زيه."

سيرين كانت لسه هتتكلم، الباب خبط...

شوق:"إدخل ياحبيبى."

أمير دخل وشايل صينية فى إيده عليها كوبايتين عصير...

شوق بضحكة خفيفة:"شوفتى بييجى على السيرة إزاى."

سيرين إتحرجت، وأمير بصلهم بإستفسار...

شوق:"مافيش ياحبيبى، كنت بقول إنها بكاشة زيك مش أكتر."

أمير بضحكة خفيفة:"تانى يا شوق."

شوق:"تانى وتالت وعاشر، أنا مش عارفة إنتوا شايفين فيا إيه بس؟"

سيرين وأمير بصوت واحد:"شايفين قمر."

الإتنين عيونهم جات فى عيون بعض وإتحرجوا لإنهم قالوا الكلمة فى نفس الوقت... شوق بصتلهم هما الإتنين بخبث ... أمير فاق من إللى هو فيه ...

أمير لشوق:"لو عوزتى حاجه تانيه يا شوق ناديلى علطول، أنا هقعد فى الأوضه بتاعتى."

شوق بإبتسامة:"ماشى ياحبيبى."

أمير لسيرين بإبتسامة خفيفة:"بعد إذنك."

خرج من الأوضة وراح لأوضته، إتنهد بعمق من الإحراج إللى كان فيه .... شوق كانت بتبص لمكان خروج أمير وسيرين كانت متابعاها بعيونها...

سيرين:"شوق."

شوق فاقت من إللى هى فيه وبصتلها ...

شوق:"نعم؟"

سيرين بإبتسامة:"ممكن أسألك سؤال؟"

شوق:"أكيد إتفضلى."

سيرين:"أنا شايفه إن علاقتك بأمير مش مجرد علاقة أم بإبنها، أنا شايفه أصحاب وإخوات، مش أم وإبنها نهائى."

شوق بإبتسامة حب:"أمير ده حياتى كلها، ماليش غيره، بيقولوا إن الأولاد بيحتاجوا أمهاتهم، لكن أنا محتاجة إبنى معايا، أنا عاملة زى الطفلة معاه."

سيرين بإبتسامة:"غريبة."

شوق:"غريبة إزاى؟"

سيرين:"يعنى مستغربة الموضوع مش أكتر."

شوق:"ماتستغربيش *إبتسمتلها إبتسامة حزينة* أنا عشت حياة صعبة جدا و أمير هو الوحيد إللى كان سندى وظهرى من بعد وفاة أبويا وأمى الله يرحمهم."

سيرين:"الله يرحمهم."

شوق:"يا رب."

سيرين كان نفسها تسألها حياتها كانت عاملة إزاى بس ماحبتش تزعلها وتفكرها بأى حاجه قديمة ...

سيرين:"بس غريبة، مستر أمير......"

شوق بإستغراب وهى بتقاطعها:"إيه مستر دى؟ إسمه أمير إنتى مش فى الشغل."

سيرين بضحكة خفيفة:"سورى أمير، المهم أنا مستغربة إزاى فى حد زيه كده؟ يعنى بيساعدك فى كل حاجة، وبيعملك كل حاجة، ده حتى بيتسوقلك و كده."

شوق:"مانا قولتلك أمير حنين عليا، وأمير بيعتبرنى أخته وبنته وعمره ما إعتبرنى مامته أبدا، مابيحبش يخلينى أتحرك كتير *سكتت شوية وإترسم على ملامحها الحزن الشديد* بيعوضنى عن كل حاجه عشتها، مش عاوز يخلينى أتعب فى حاجه."

سيرين بإبتسامة:"ربنا يخليهولك ياشوق."

شوق:"ويخليكى ليا ياحبيبتى، مش عايزاكى تزعلى من أمير لو ضايقك بحاجة، هو بس كان متعشم فى حاجه وبعد كده إتفاجئ إنها مش من نصيبه."

سيرين بإبتسامة:"حصل خير، أنا فى البداية عذرته وقولت يمكن ده سوء تفاهم، بس بعدها فهمت، أمير شاطر جدا فى الشغل ولما إتكلمنا مع بعض إتأكدت إنه حقه يزعل بغض النظر عن كلامه بس خلاص مافيش مشكلة الموضوع عدا، وهو إعتذر."

شوق بإبتسامة:"شكرا يا سيرين."

سيرين:"مافيش بينا شُكر ولا إيه ياشوق؟"

شوق:"أكيد طبعا."

سيرين وهى بتبص فى الساعة:"أنا لازم أمشى بقا أنا إتأخرت جدا."

شوق:"خليكى باتى معايا النهارده، إنتى مالحقتيش تقعدى معايا."

سيرين بإحراج:"مره تانية ياشوق، معلش أعذرينى."

شوق بتنهيدة:"مش هجبرك على حاجة، بس إعملى حسابك إنك هتبانى معايا هنا فى يوم."

سيرين بضحكة خفيفة:"إن شاء الله."

شوق بتأكيد:"إن شاء الله."

سيرين:"أنا همشى بقا يا شوق."

شوق:"إشربى العصير الأول."

سيرين:"حاضر."

بدأوا يشربوا العصير هى وشوق ... بمرور الوقت كانت نازله من البيت وأمير نازل قدامها وقف عند باب البيت وهى خرجت ..

سيرين:"شكرًا يا مستر أمير، تقدر تطلع."

أمير:"أولًا/ إحنا بره الشغل يعنى إسمى أمير بصى قوليلى أمير علطول، ثانيًا/ لازم أفضل واقف وأتأكد إنك ركبتى عربيتك."

سيرين بإحراج:"مالهوش لزوم أنا......"

أمير بإبتسامة:"إنتى عايزة شوق تزعل منى ولا إيه؟"

سيرين بضحكة خفيفة:"لا خلاص مش عايزاها تزعل."

أمير:"تمام، يبقى يلا إركبى."

إبتسمتله ولسه هتتحرك..

أمير:"سيرين."

بصتله بإستفسار...

أمير بإبتسامة:"شكرا لإنك رسمتى الضحكة على وش شوق النهارده، إنتى ماتعرفيش شوق بالنسبالى إيه، وبعتذر عن أى تصرف صدر منى وخلاكى تزعلى."

سيرين بإبتسامة:"حصل خير، أنا مقدرة موقفك."

أمير وهو بيبص فى عيونها:"شكرا ياسيرين، نورتينا."

سيرين بإرتباك من نظرته:"العفو، ده نورك."

مشيت بسرعه وركبت عربيتها، أمير فضل واقف فى مكانه متابعها بعيونه وفى نفس الوقت شوق كانت واقفه عند الشباك وبتبصلها.. سيرين وهى بتلف بالعربية عيونها جات على شوق إللى بتبص عليها من الشباك، سيرين إبتسمتلها وشاورتلها وشوق إبتسمتلها وشاورتلها هى كمان، بدأت تتحرك وخرجت من الحارة ... أمير دخل البيت وطلع للشقة أول أما دخل، لقى شوق حضنته ...

أمير بإستغراب:"فى إيه ياشوق؟"

شوق وهى مازالت حاضناه:"فرحانة عشان مزعلتهاش، البنت غلبانة أوى وطيبة جدا، حبيتها أوى."

أمير بضحكة خفيفة:"ماهى معاها واسطة ومش مجرد واسطة، دى واسطة منك إنتى شخصيًا أعمل إيه بقا؟ لازم أنفذ أوامرك طبعا، وبعدين عيونك إنتى إللى حلوة عشان كده بتشوفى الناس حلوين."

شوق:"ياقلب ماما إنت، ربنا يباركلى فيك."

أمير وهو بيبوس راسها:"آمين."

بص فى عيونها..

أمير:"خليكى عارفه إن كل إللى يهمنى سعادتك ورضاكى."

شوق إبتسمتله وحضنته تانى، أمير ضحك ضحكه خفيفة وشدد من حضنه ليها...

شوق:"أمير."

أمير:"نعم ياماما؟"

شوق:"عيد الأضحى قرب ياحبيبى."

أمير عقد حواجبه وبعد عنها وبصلها بشك...

شوق وهى رافعه حاجبها:"غسيل السجاد ياروحى."

أمير بتنهيدة:"وأنا برده بقول الحضن المفاجئ ده وراه حاجه، *إتكلم بزهق* حاضر ياشوق، حددى وقت وأبقى أغسلهملك فيه."

شوق بتفكير:"قدامه شهر، قبلها بأسبوع مثلا تبقى تغسله وماتقلقش هساعدك."

أمير:"لا طبعا، ماينفعش تساعدينى."

شوق:"يا أمير......"

أمير بتحذير وهو بيقاطعها:"شوق إنتى تعبانة، ماينفعش تقربى للمنظفات أو أى حاجه ممكن تخليكى تفقدى التنفس، وماينفعش تعملى مجهود عالى عشان برده ميأثرش عليكى."

شوق:"بس..."

أمير:"من غير بس."

شوق بتنهيدة:"براحتك."

أمير:"ماهو براحتى فعلا."

شوق:"ماشى ياحبيبى."

أمير بتنهيدة:"أنا لازم أنام عشان ورايا شغل بكره، ده غير شرح البرنامج."

شوق بحب:"ماشى ياحبيبى، تصبح على خير."

أمير وهو بيبوس راسها:"وإنتى من أهله ياحبيبتى."

دخل أوضته تحت عيونها إللى بتبصله بحب..

شوق:"ربنا يسعدك يابنى ويوفقك ويوقف فى طريقك ولاد الحلال."

إتنهدت بإرتياح وراحت لأوضتها وقعدت شوية بتفكر فى اليوم كله، سيرين و ضحكتها الصافية البريئة وعيونها البنية الحزينة، فضلت تفكر فى سيرين كتير وبعدها فاقت من إللى هى فيه وبصت للوقت لقت إنها قعدت كتير تفكر مع نفسها إفتكرت سيرين وإنها لازم تطمن عليها، لبست نظارتها النظر وبدأت تدور على رقمها عشان تتصل عليها، وبدأت تتصل... كانت داخله الفيلا ولسه هتطلع لأوضتها لقت موبايلها بيرن، إبتسمت لما لقتها شوق وردت، كانت لسه هتتكلم..

شوق:"يعنى لو أنا ماتصلتش إنتى ماتتصليش؟"

سيرين بإستغراب:"فى إيه ياشوق؟ إحنا كنا لسه مع بعض."

شوق:"مش القصد بس على الأقل طمنينى إنتى فين."

سيرين بضحكة خفيفة:"سورى نسيت خالص، أنا لسه داخله الفيلا حالًا."

شوق بتنهيدة:"طب حمدالله على سلامتك ياحبيبتى."

سيرين بإبتسامة:"الله يسلمك ياشوق، شكرا."

شوق بإستغراب:"على إيه؟"

سيرين:"عشان يعنى سألتى إذا وصلت ولا لا."

شوق:"فى الموضوع ده مش عايزه شُكر، إنتى لازم تتعودى على كده، أسأل عليكى وتسألى عليا، مش إحنا بقينا أصحاب؟"

سيرين بإبتسامة:"أيوه."

شوق:"يبقى خلاص ماتشكرينيش."

سيرين:"ماشى."

شوق:"سيرين."

سيرين:"نعم؟"

شوق:"ممكن أطلب منك طلب؟"

سيرين:"أكيد."

شوق بإرتباك:" المفروض إن بكرة أمير هيشرحلكم البرنامج إللى هو بيشتغل عليه ده و...."

سيرين وهى يتقاطعه:"أيوه فعلا المفروض بكره هيبدأ معانا."

شوق بإرتباك:"ممكن تصوريهولى، عايزه أشوفه وهو بالشكل ده."

سيرين إبتسمت ..

شوق:"قولتى إيه؟"

سيرين:"أكيد طبعا هصورهولك."

شوق بإمتنان:"شكرا ياسيرين، ده أحلى جِمِيل إنتى هتعمليهولى."

سيرين:"ماتشكرنيش ياشوق، إحنا أصحاب مافيش بينا كده."

شوق:"ربنا يبارك فيكى ياحبيبتى ويطمنك ويفرحك زى ما فرحتينى وطمنتينى."

سيرين:"دعاكى حلو أوى يا شوق."

شوق:"إنتى ليكى نصيب كبير من دعائى يا سيرين، ليكى كتير أوى."

سيرين:"على كده الواحد لازم يكون يحمد ربنا إنه فى حياتك."

شوق:"أو يمكن أنا إللى لازم أحمد ربنا إنى فى حياتك، الحمدلله طبعًا، وبعدين رب الخير لا يأتى إلا بالخير، يلا ياحبيبتى نامى مش عايزه أطول عليكى أكتر من كده."

سيرين:"كلامك حلو أوى يا شوق بيطمنى."

شوق:"كل شوية هتقولى كلامى حلو ومش هتنامى، يلا يابنت روحى نامى معطلكيش."

سيرين:"هههههههههههه، ماشى ياشوق تصبحى على خير."

شوق:"وإنتى من أهله ياحبيبتى."

قفلوا مع بعض، وسيرين كانت مبسوطه إنها إتعرفت على شوق وشافت قد إيه هى إنسانة طيبة جدا وبتتكلم بثقة كبيرة، ده غير حنيتها إللى مالهاش مثيل...طلعت أوضتها وقعدت على سريرها وبدأت تفتكر اليوم بتفاصيلة، معاملة شوق الطيبة معاها، حنيتها عليها، ده غير إنها إتطمنت وحست بالأمان وهى فى حضنها، حست بحنان الأم إللى هى كانت دايمًا مفتقداه، إبتسمت بحب لما إفتكرت هزار شوق ورخامتها عليها، شافت فيها كل حاجه هى مفتقداها من جهة الأم، إتنهدت بحزن وقامت من مكانها وبدأت تغير عشان تنام...

..............................

فى اليوم التالى:

فى الشركة:

سيرين:"أيوه ياشوق، لسه موصلش."

شوق:"ماشى، ماتنسيش تبقى تصوريهولى ياحبيبتى."

سيرين بإبتسامة:"حاضر ياشوق، حاضر."

شوق:"أنا هقفل قبل ماييجى عندك بقا، إبقى طمنينى عليكى برده."

سيرين:"حاضر."

شوق:"سلام."

سيرين:"سلام."

قفلوا مع بعض .. دخل الشركة وراح لمكتبه، لقاها قاعدة على مكتبها ومبتسمة ليه..

أمير بإبتسامة:"صباح الخير."

سيرين:"صباح النور."

أمير:"أخبارك إيه النهارده؟"

سيرين:"الحمدلله كله تمام."

أمير:"طب حلو، جاهزة للشغل؟"

سيرين بحماس:"أكيد."

أمير بتوتر وهو بيبص فى الساعه:"يلا بينا عشان شرح البرنامج هيكون بعد ساعتين، يادوب نلحق نشتغل الساعتين دول."

سيرين:"تمام، بس إنت متوتر كده ليه؟"

مكنش عارف يرد يقول إيه وخاصة إنه مُحرج من الكلام معاها بشكل عام أو بطريقة عادية..

سيرين بتفهم:"إنت متوتر عشان شرح البرنامج صح؟"

أمير بصلها وحاول بتحكم فى توترة...

سيرين بإبتسامة:"ماتوترش نفسك، إشرح البرنامج بشكل عادى زى مانت بتشرحلى الشغل هنا، ممكن تكون إنت متوتر عشان الناس كلها هتكون عيونها عليك، بس خليك واثق فى نفسك، خليك قد التحدى."

شايف إن كلامها صح، هو فعلا متوتر عشان الكل هتكون عيونهم عليه، أخد نفس عميق وبدأ يتكلم..

أمير:"حاضر، يلا عشان نبدأ شغل؟"

سيرين بإبتسامة:"يلا."

بدأوا هما الإتنين يشتغلوا وأمير كان ملاحظ تركيز سيرين العالى، وفهمها السريع للشغل، وإتعلم إنه ماينفعش يحكم على حد من أول مره .. بمرور الوقت ... أمير كان واقف فى أوضة كبيرة فى الشركة وقدامة كل الموظفين بلا إستثناء ومنهم سيرين إللى بتصوره صور بسيطة من غير ما ياخد باله عشان تبعتها لشوق، أمير كان واقف متوتر بس إفتكر كلام سيرين إللى شجعه، عيونه جات عليها وهى إبتسمتله بتشجيع، أخد نفس عميق وبدأ يتكلم....

أمير للكل:"طبعا كلنا بنعمل تقارير تخص الشركة بس غالبيتنا مابيعملهاش بشكل صحيح وده لإننا معندناش علم إنه ممكن يتقدم فى شكل أحسن من كده، أنا واقف هنا عشان أشرحلكم البرنامج إللى بعمل عليه التقارير دى."

شغل البروجكتور وعرض صور التقارير القديمة إللى هو كان عاملها، والكل كان مُعجب بشكل التقرير المناسب، بدأ يشرح ونسى توتره تمامًا وسيرين ركزت معاه وفى نفس الوقت بتصوره، أ/ بشير كان واقف بيشرف على شرحه لكل حاجه تخص البرنامج وبيقيمه ... شوق فى الوقت ده كانت قاعدة على سجادة الصلاة وبتدعى لأمير بكل جوارحها .. بعد مرور فترة بسيطة .. أمير خلص شرح وعيونه جات على كل إللى موجودين فى القاعة .. إتفاجئ بسيرين إللى بتسقفله بحماس شديد وماسكة الموبايل ومش فاهم بتعمل بيه إيه بس ما حطش فى باله، لقى بشير وباقى الموجودين بيسقفوا هما كمان، عيونه جات فى عيونها، غمزتله وشاورتله بإبهامها إنه كان تمام جدا.. إبتسملها وهى ركزت فى لقطة الفيديو على ضحكته ومش فاهمه ليه سرحت فى الإبتسامة دى، يمكن لإنها زادت جاذبيته أكتر ... فاقت من إللى فيه ده بسرعه قبل ماحد ياخد باله .. حمحمت بإحراج ووقفت الفيديو وقررت تبعته لشوق هو ومعاه الصور إللى صورتها قبله، بعتتهم لشوق ورفعت راسها لقت أمير واقف قدامها ومبتسملها ..

أمير:"إيه رأيك؟"

سيرين:"كنت كويس جدا وممتاز، برافو عليك."

أمير بإبتسامة كبيرة:"مبسوط إنك سقفتيلى وخلتيهم يسقفوا معاكى، هما هنا أصلا مابيسقفوش لحد."
(رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات)
سيرين بإستغراب وإحراج:"ده بجد؟"

أمير وهو بيوطى صوته:"أيوه بجد."

إستغربت صوته الواطى....

سيرين بإحراج:"ماكنتش أعرف إن كل إللى فى الشركة دى ناس كئيبة أوى."

أمير بتفكير وهو بيبصلها:"عندك حق، ناس كئيبة أوى ومن ضمنهم أنا."

سيرين كانت لسه هتتكلم قطع كلامها صوته..

بشير وهو يربت على كتفه:"برافو عليك يا أمير، أثبت نفسك من أول محاضرة لشرح البرنامج."

أمير بإبتسامة:"شكرًا لحضرتك."

بشير بإبتسامة تظهر تجاعيد وجهه:"العفو، أتمنى بقا إن المحاضرات الجاية تكون بنفس المستوى الرائع ده."

أمير:"إن شاء الله يا أ/بشير."

بشير لسيرين:"هتمشى معايا يا سيري ولا هتروحى لوحدك؟"

أمير بص لسيرين إللى إرتبكت ..

أمير وهو بيتدخل:"محتاج بس الآنسة سيرين معايا فى شغل، لسه فاضل شوية فى تدريبها زى ماحضرتك عارف."

بشير:"تمام، إبقى طمنينى عليكى يا سيرى، يلا سلام يا شباب."

سيري:"سلام يا أونكل."

أمير:"سلام يا أ/بشير."

بشير مشى وفضل أمير وسيرين واقفين فى الأوضة لوحدهم ..

أمير قعد على كرسى وشاورلها على كرسى قدامة إنها تقعد وهى قعدت بإرتباك شديد...

أمير:"كنت حابب أطلب منك طلب."

سيرين:"أكيد إتفضل."

أمير:"كنت عايز أجيب هدية لشوق النهارده بمناسبة اليوم ده، ممكن تساعدينى؟"

سيرين كانت لسه هتتكلم..

أمير بتوضيح:"بما إنك بنت يعنى أو بمعنى أصح واحدة ست، محتاجك تختاريلى حاجة لشوق عشان ماشاء الله كل الهدايا إللى حاولت أجبهالها قبل كده باءت بالفشل."

أمير برق مع نفسه وهو بيفتكر كل مره كان بيجيب فيها هدية لشوق، مره جابلها ورد بلاستيك ولما قدمهولها حاولت تشمه مالقتش ليه أى ريحة وقالتله إن الهدية حلوه بس كان ملاحظ إن ملامحها عادية بالنسبه للهديه، مره جابلها ترنج رجالى وهى فرحت بيه مع إن أغلب لبسها كله عبايات وجلاليب حتى فى البيت، ومره تالته عدل الموضوع وجابلها ترنج حريمى بس طلع واسع عليها وراح عشان يغير المقاس ملقاش، ومرة جابلها شبشب حمام بس المره دى جرت بيه وراه وحدفته عليه، وحاجات تانية كتير حاول يجيبهالها بس ماعجبتهاس لكن بينت ظاهريا إنها عجباها، فاق على صوتها..

سيرين بإبتسامة:"تمام، موافقه."

أمير بإبتسامة:"شكرا ياسيرين."

سيرين بإبتسامة:"العفو على إيه يعنى؟ دى شوق لازم طبعا أعمل أى حاجه عشانها."

أمير إبتسم لحب سيرين لمامته ولوهله إتمنى إنه يقابل واحده تحب مامته بالشكل ده، إستغرب تفكيره جدا ونفض الفكرة دى من دماغة..

أمير:"طب يلا."

سيرين:"يلا بينا."

خرجوا هما الإتنين من الشركة بس سيرين وقفت قدام عربيتها وأمير مكمل..

سيرين:"أمير."

وقف وبصلها..

سيرين:"رايح فين؟ تعالى نركب."

أمير بإحراج:"هو إحنا لازم نركب عربيتك ماينفعش نروح فى حاجة تانية."

سيرين بضحكة خفيفة:"مالك فى إيه؟ عادى يعنى نروح بعربيتى مش هتفرق كتير فى الحالتين إحنا رايحين مع بعض."

أمير بتنهيدة:"طيب."

ركبوا العربية وإتحركوا... فى الوقت ده شوق خلصت صلاة وقعدت على سريرها ولبست النظارة النظر وفتحت موبايلها لقت رسايل كتير جيالها من سيرين، فتحتها وإبتسمت بفرحة وهى بتشوف صور أمير قدامها لحد أما وصلت لفيديو وفتحته، دموعها نزلت وهى شايفه الكل بيسقفله ..

شوق بفخر مختلطًا بدموعها:"راجلى وكل دنيتى."

مسحت دموعها وهى بتبص لأمير إبنها إللى عاش دايمًا يحميها كإنها بنته مش مامته، كان بيحميها من أى حد، وبيخاف عليها من أقل حاجه، قامت من مكانها وقررت إنها تصلى ركعتين شُكر لله على إللى هو بقا فيه بفضل ربنا ... كانت مركزة فى السواقة بس قطع تركيزها صوته..

أمير:"ناوية تودينا على فين؟"

سيرين بتفكير:"بفكر تجيبلها Outfit ، هاخدك على مكان أعرفه يعنى."

أمير بتنهيدة:"تمام."

بمرور الوقت...وصلوا لمول فخم جدا، أمير بصلها..

أمير:"جينا هنا ليه؟"

سيرين بإبتسامة:"عشان نشترى إللى إحنا عاوزينه، يلا ننزل."

نزلت من العربية ومستنتش رد منه، نزل هو كمان بضيق مكتوم...دخلت المول وهو دخل وراها ..

سيرين:"بص بقا المول ده فيه كل حاجة يعنى هنلاقى إللى إحنا عايزينه."

أمير بهمهمه:"ممممممممم."

سيرين:"تحب نبدأ منين؟"

أمير بتنهيدة:"مش عارف إنتى إللى جايبانى أنا معرفش حاجة."

سيرين:"خلاص عرفت إحنا هنبدأ منين، تعالى ورايا."

دخلوا محل وأمير عيونه جات على قطع الملابس المعروضة، إتضايق من استايلات الهدوم دى ... سيرين راحت نحية قطعة وأخدتها ورفعتها لأمير...

سيرين:"إيه رأيك فى دى؟"

أمير بلامبالاة:"أنا ماليش رأى فى أى حاجه تخصك، وبعدين هو مش إحنا جايين المول ده عشان نشترى طقم لشوق؟"

سيرين:"أومال أنا بعمل إيه؟ البلوزة دى لشوق."

أمير بضيق وصدمة:"نعم!! لشوق إزاى؟ إنتى فاكره إنى هسمح لشوق إنها تلبس حاجة زى دى؟!!!"

سيرين بإستغراب وهى بتبص للبلوزه إللى فى إيديها:"مالها البلوزه دى؟ ما هى بكُم أهيه."

أمير:"هو إنتى مش شايفه إنها أول حاجه الإستايل بتاعها ضيق، ده غير إن الرقبة مكشوفة، ده غير إن الإكمام أصلا قصيره، شوق مش بتلبس الحاجات دى، هى بتلبس عبايات وحاجات طويلة."

سيرين بإستغراب:"هى ممكن تغير فى إستايلها عادى، هى لسه صغيره يعنى مش كبيره تدفن نفسها بدرى."

أمير:"تفكيرك غلط، بس عموما شوق مرتاحة فى لبسها كده."

كان لسه هيتحرك..

سيرين:"تفكيرى غلط إزاى؟"

أمير بتنهيدة:"هى مش بتدفن نفسها، هى شايفة إن حريتها فى كده، مرتاحة ومتطمنه فى لبسها."

سيرين:"هى بتكبر نفسها باللبس."

أمير:"وإنتى شوفتيها لابسه لبس خروج منين عشان تقولى كده؟ شوق مهما لبست فهى بتبان صغيرة."

سيرين إتنهدت ورجعت البلوزه مكانها...

سيرين بتنهيدة:"ماشى، يلا نشوف فى باقى المحلات."

فضلوا يلفوا كتير فى المحلات لكن أمير معجبوش أى حاجه ومدخلش مزاجه حاجة، سيرين كانت بتحاول تصبر نفسها وبتستحمل لحد أما عيونها جات على محل ملابس فيه حاجات طويله، دخلوا المحل وبالفعل أمير عجبه استايل اللبس إللى فيه لإنه كان محل محجبات، عيونه جات على فستان بكُم وبحزام من الوسط، أى نعم كان ساده وهادى بس كان واضح شكله الراقى على الملِكان إللى فى المحل ... سيرين كانت بتدور بعيونها على أى حاجه تليق بشوق بس إتنهدت بإستسلام لإن مافيش حاجه شدتها، عيونها جات على أمير إللى سرحان فى فستان على الملكان .... راحت نحيته ووقفت تتفرج على الفستان، إبتسمت لإن الفستان كان شكله حلو ..

سيرين بإستفسار لأمير:"عجبك؟"

أمير بتنهيدة:"أيوه، بس الفكرة إنى مش عارف شكله هيبقى إزاى عليها ومش عارف المقاسات هتبقى مظبوطه ولا لا."

سيرين:"هى مقاسها إيه؟"

أمير مط شفايفه ب " معرفش"، بصتله بإستغراب ملحوظ...

أمير وهو ملاحظ إستغرابها:"بتبصيلى كده ليه؟"

سيرين:"إنت ماتعرفش مقاس مامتك!!"

أمير:"ماقصدش، أقصد أكيد كل حاجه مختلفه عن غيرها فى المقاسات يعنى الفساتين غير العبايات غير البيجامات غير كل حاجه، يعنى ممكن مثلا تلاقى قميص 2Xl بس لما ييجى حد فى جسمى بقيسه يلاقيه ضيق، لكن البيجامات العكس بلاقيه كبير جدا عليا وهكذا."

إتنهدت تنهيدة عميقه ...

سيرين بإستفسار:"طب هنعمل إيه؟"

أمير:"مش عارف."

وهنا سيرين جاتلها الفكرة ..

سيرين:"إيه رأيك أقيسه أنا؟"

أمير بصلها بإستغراب...

سيرين:"شوق جسمها فى جسمى وقصيرة عنى شويه، يعنى نشوف إيه رأيك؟"

أمير بإبتسامة:"مش عارف لولا إقتراحك ده كنت عملت إيه بجد؟"

سيرين:"خلاص إستنى، هروح أطلب زيه وأقيسه، اللون ده عاجبك ولا أجيب لون تانى؟"

أمير:"لا هو اللون ده هيليق على شوق أكتر."

سيرين:"تمام."

راحت لصاحبة المحل وشاورتلها على الفستان وبالفعل جابتلها منه مقاسها ونفس اللون ودخلت البروفه وبدأت تقيسه .. بعد مرور فترة بسيطة .. كانت واقفه قدام المرايه وبتبص للفستان إللى عليها، كان مظبوط على جسمها، الفستان كان نازل بوسع كبير من بعد الوسط لحد الآخر، أكمامه واسعه ومنتهيه بإسوره ماسكه على معصمها، رسمة الصدر كانت مفتوحه ولكن مكان الفتحه دى كان موجود فيه بطانة عشان تدارى المكان ده، لفت حوالين نفسها والفستان إتفرد معاها وهى بتلف حست إنها لابسه فستان فرح، ضحكت ضحكة خفيفة على التخيل ده، أخدت نفس عميق وخرجت لأمير إللى واقف بره .. كان واقف بيبص فى موبايله وما أخدش باله من إللى خرجت من البروفه ..

سيرين:"إحم إحم أمير."

رفع عيونه من على الموبايل، وبصلها بإستغراب لإن دى أول مره يشوفها بلبس محجبات بغض النظر عن إن شعرها باين، بس كانت حلوه، إستغرب من رأيه ده بس إتمنى للحظه يشوفها بالحجاب...

سيرين بإستفسار:"رأيك إيه؟"

أمير بتفكير:"هو حلو، بس ناقصه حاجه والفكره إنى مش عارف أشوف شوق قدامى كإنها لابساه."

سيرين بتفهم:"طب إستنى."

بدأت بتدور فى الوقت ده على حاجه تغطى شعرها عشان صورة شوق تكمل قدامه، راحت لصاحبة المحل...

سيرين:"لو سمحتى ممكن طرحه بس عشان أحطها على شعرى بس تليق على الفستان؟"

؟؟:"أكيد."

صاحبة المحل بدأت تدورلها على طرحة لحد أما لقت إللى تليق بالفستان .. سيرين أخدتها منها ولفتها بهرجلة على شعرها...

سيرين:"هاه؟"

أمير حاول يكتم ضحكته بس ماقدرش ..

أمير بضحكة كبيرة:"إيه إللى إنتى عاملاه فى نفسك ده هههههههههه؟"

سيرين بإستغراب:"بحاول أصورلك شكل شوق."

أمير وهو بيهدى من ضحكته:"طيب شوق مابتعملش الطرحه كده، بتعملها بشكل تانى."

سيرين بإستفسار وحيرة:"بتعملها إزاى طيب؟"

أمير:"يعنى لفيها عادى."

سيرين بإستفسار:"إزاى برده؟"

أمير بدأ يدور على صاحبة المحل عشان تعملها الطرحة بس ملقهاش، بس كان فى شاب واقف فى المحل مكانها، قرر إنه هو إللى يعملهالها...

أمير بتنهيدة وهو بيقرب منها:"إستنى هعملهالك."

بدأ يلفلها الطرحه لحد ماوصل للشكل إللى شوق بتعمله، عيونه جات فى عيونها وأول مره ياخد باله إنها حلوه جدا ومميزة بشكل غريب وحلو فى نفس الوقت، بعد عنها وبدأ يقيمها... كانت مرتبكة وحاسه بالخجل الشديد لإنه كان قريب منها فاقت على صوته ..

أمير بإيبتسامة:"حلو جدا هيليق على شوق أوى."

سيرين بإرتباك:"طب كويس، هدخل أغير."

دخلتالبروفة بسرعه وبعدها بصت فى المرايه لقت شكلها حلو جدا، ده غير إن مش باين منهاأى خصلة شعر، إبتسمت بحب وأخدت موبايلها من شنطتها وده لإنها سابتها فى البروفه،وبدأت تصور نفسها بالفستان والطرحه قدام المراية .. بمرور الوقت خرجت منالبروفه بشكلها العادى مش المميز إللىأمير شافه من شويه، إتنهد تنهيدة بسيطة وراح لصاحبة المحل إللى لسه داخله من شويهوسألها على تمن الفستان، إستغرب تمنه الغالى، بس صبر نفسه بإن شوق تستاهل أكتر منكده ولو طلبت فى يوم عمره كله مش هيغلى عليها، أخدوا الفستان فى شنطة ومعاه الطرحه وخرجوا من المحل...

سيرين بإرتياح:"أخيرا جبنا الحاجه الأصعب، ندخل بقا فى الصعب."

أمير بإستغراب وهو بيبصلها:"هو فى حاجه تانية هتتجاب أصلا؟"

سيرين بحماس:"أه طبعا، لسه الشوز، والشنطة، والإكسسوريز، و.........."

أمير بذهول وهو بيقاطعها:"بس بس فى إيه، هو إنتوا كده دايما؟"

سيرين بفخر:"إحنا كبنات بنشترى أكتر من كده بس دى الأساسيات يعنى بالنسبة لشوق، عشان الوجهة تكمل."

أمير بإستسلام:" أمرى لله، يلا شوفى هجيب إيه."

سيرين بحماس:"فى محل شنط هناك أهوه، تعالى ورايا."

أمير مشى وراها ودخلوا المحل وبدأوا يدوروا على الشنطة إللى تليق على الفستان، ومر اليوم على هذا الشكل لحد ماتم شراء كل حاجه مكملة للفستان، لكن أمير رفض شراء أى إكسسوارات لإن شوق مش بتحب الحاجات دى... بمرور الوقت..

سيرين بإرتياح:"إحنا كده خلاص خلصنا."

أمير بإبتسامة:"شكرا ياسيرين تعبتك معايا."

سيرين:"من غير ماتشكرنى، شوق دى حاجة كبيرة أوى عندى على الرغم من إنى لسه عارفاها من كام يوم بس أنا بحبها أوى، عارف إنت لما تقابل حد وتلاقى فيه حاجه ناقصاك؟"

أمير بإستفسار:"زى إيه مثلا؟"

سيرين هنا إفتكرت مامتها المتوفيه، أخدت نفس عميق..

سيرين:"يعنى شوق أم وبتحب إبنها إللى هو إنت *إتكلمت بحزن* فلقيت حاجه نقصانى إللى هو وجود أم، شوق فكرتنى بمامى الله يرحمها."

أمير بإحراج:"الله يرحمها."

فضلوا ساكتين هما الإتنين، هى كانت حزينة وهو مش عارف يخرجها من حزنها إزاى، لحد ماقرر إنه يتكلم..

أمير بإرتباك:"على فكره عادى تزورينا قصدى تزورى شوق علطول وتعتبريها مامتك كمان لو حابه يعنى، مافيش أحن من شوق أصلا."

سيرين بإبتسامه وهى بتبصله:"شكرا يا أمير."

أمير بإبتسامة وهو بيبص قدامه:"مافيش شُكر بين الأصحاب."

إبتسمتله تانى وبعدها ملامحها إتحولت للإستغراب...

سيرين بإستغراب:"أصحاب؟!! إحنا أصحاب!! هو أنت وافقت؟"

أمير بضحكه خفيفة زادت جاذبيته وهو بيبصلها:"إنتى شايفة إيه؟"

سيرين بعدم إستيعاب:"إنت بتتكلم بجد؟"

أمير بإبتسامة:"أيوه."

سيرين بلمعة جميلة فى عيونها وهى بتبص فى عيونه:"شكرا يا أمير بجد مش عارفه أقولك إيه."

أمير إرتبك من نظرتها وفى نفس الوقت إستغرب من فرحتها دى... إتنهد تنهيدة عميقه وبص قدامه وكمل مشى وهى كملت مشى جنبه، بس فجأه وقفت وعيونها جات على محل فيه ساعات خاصة بماركات عالمية، قربت نحية المحل ولسه هتدخل...

أمير:"سيرين، رايحه فين؟"

سيرين بإبتسامة وهى بتبصله:"هجيب هدية لشوق."

أمير:"شكرا ياسيرين ماتتعبيش نفسك، مالوش لزوم."

سيرين:"بدون تعب ولا حاجة، دى هدية عربون محبة منى لشوق، وأرجوك ماترفضش إعتبرها هدية بدون مناسبة، أنا بحب شوق وحابه أهاديها بحكم إننا أصحاب أنا وهى بعيدا عنك خالص، تسمحلى؟"

أمير إتنهد تنهيدة بسيطة وإبتسملها..

سيرين بإبتسامة:"ينفع تساعدنى فى إنى أختارلها هدية؟"

أمير بإبتسامة:"ماشى ياستى حقك."

ضحكت ضحكة خفيفة خطفت أنفاسه، بس فاق لنفسه بسرعه وإستغرب نفسه من إللى حصله ده ... دخلت المحل وهو دخل وراها وبدأوا يدوروا على هدية لشوق لحد ما إستقروا على ساعة رقيقه جدا كانت كلها من اللون الذهبى، ودائرية عند عقارب الساعة، يحيط بزجاج عقارب الساعة الذهبى الشفاف لون أبيض مكملًا للدائرة .. أمير أعجب بزوق سيرين الراقى ..

أمير بإعجاب:"حلوه أوى."

سيرين بإبتسامة وهى بتبصله:"دى أقل حاجة أقدر أجيبها لشوق."

أمير بإمتنان:"شكرا ياسيرين."

سيرين بإستفسار:"على إيه؟"

أمير وهو بيبص فى عيونها البنية:"شكرا عشان إنتى حابه تفرحى شوق."

سيرين بإرتباك من نظرته:"العفو، وبعدين زى ماقولتلك دى شوق يعنى صديقتى الوحيدة."

أمير إبتسم وبعدها ومشى .. وهى فضلت واقفه فى مكانها متابعاه بعيونها متناسبة إنها هتمشى معاه أصلا ... أمير بص جنبه ملقهاش لف وبص وراه لقاها بتبصله...

أمير بإستغراب:"مش هتيجى؟"

سيرين وهى بتفوق لنفسها:"هاه، اه جايه."

قربت نحيته وبعدها خرجوا هما الإتنين من المول ... بعد مرور فترة بسيطة .. شوق كانت واقفه وبتجهز الأكل لأمير، أكله هو بيحبها جدا، كانت مبتسمه بكل حب وهى بتحضر الأكل وفى نفس الوقت بتسأل نفسها "أمير إتأخر كده ليه؟"، بس لقت الجرس بيرن، إستغربت إن أمير مافتحش بالمفتاح بس بررت إنه مكسل يطلع المفتاح من جيبه زى مابيعمل أحيانًا، طفت على الأكل بسرعة وخرجت من المطبخ بسرعة عشان تفتح الباب ..

شوق بإبتسامه وصوت مسموع وهى بتفتح الباب:"إتأخرت كده ليه يا حبيب........."

برقت بخوف شديد لما شافت إللى واقف قدامها و بيتفحصها بعيونه بكل جرأة ووقاحة، شخص فى أواخر الخمسينات، صاحب الشعر الأسود إللى اللون الأبيض غطى عليه ، ده غير التجاعيد التى تملأ وجهه، وعيونه السوداء إللى الطمع والجشع واضحين فيهم، إبتسم بسخرية لما لقاها لسه بتخاف منه زى الطفل الصغير إللى بيخاف من أبوه أحسن يعاقبه ...

؟؟ بسخرية:"جرا إيه ياشوق؟ ساكته ليه؟ مش هترحبى بطليقك وأبو إبنك؟"

.......................................................



إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#8

افتراضي رد: رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة



رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات
أستغفر الله العظيم الذى لا إله إلا هو الحى القيوم وأتوب إليه
الفصل الثامن
الصدمة ألجمتها ده غير إنها مكانتش لابسه حجابها، فاقت لما إفتكرت، جات تقفل الباب، الشخص ده مد دراعه ومنع إن الباب يتقفل... بدأت تدور بعيونها على طرحتها لقتها على الكنبه جريت بسرعه ودارت شعرها ... دخل بكل بجاحة وبدأ يتكلم بسخرية وقلة حياء ..
؟؟:"بتدارى نفسك منى ليه؟ ده على أساس إنى مش حافظ جسمك كله."
شوق وهى بتحاول تاخد نفسها ومابتبصلوش:"أمير مش هنا."
قعد بكل بجاحة على الكنبه وحط رجل على رجل ...
؟؟:"مش مهم، أنا قاعد مستنيه."
شوق بتحاول تتحكم فى أعصابها وفى ذكريات كتير بتهاجمها بسبب وجوده..
؟؟ بسخرية:"واقفه كده ليه ياشوق؟"
شوق ماتكلمتش وفى نفس الوقت أزمة الربو بتاعتها بدأت بسبب الذكريات الصعبه دى .. قام من مكانه وقرب نحيتها وهى بدأت ترجع لورا بخوف شديد وبتحول تتحكم فى تنفسها بس مش عارفه وبتدور بعيونها على البخاخه بتاعتها بس مالقتهاش ومش فاكره أمير حطهالها فين...
؟؟:"القطة أكلت لسانك ولا إيه؟"
شوق بنفس متقطع:"عايز إيه يا مجدى؟"
مجدى بوقاحة:"ولو إنى واحشنى القمر، بس أنا جاى عشان عايز فلوس."
شوق بنفس متقطع:"أمير...مش هنا."
مجدى ببجاحة:"مانا هستناه، بروح أمه إبن ال**** بتصل عليه بقالى يومين ومابيردش عليا، قاعدله لحد ماييجى."
شوق سندت على الحيطة بسبب إن الأزمة زادت...
شوق بنفس متقطع:"الب..خ..اخه."
مجدى ببرود ولا مبالاة:"مالهاش لازمه."
شوق قعدت على الأرض وهى بتحاول تتنفس ودموعها بدأت تنزل
والذكريات بتهاجمها، أوضة ضلمة، أرض متلجة، برودة الهواء الشديدة، ريحة منظفات نفاذة .. فاقت على صوت مجدى إللى بيهمسلها فى ودنها...
مجدى بجرأة:"ماتيجى نريح جوا على ما إبنك ييجى؟"
شوق كان نفسها ترد عليه تقوله أى حاجه، أو تبعده عنها لكن أزمة الربو مش مخلياها قادره تتكلم أو تعمل أى حاجه .. مجدى مسكها من دراعها وشوق حاولت تشيل دراعها من إيده بس معرفتش وبدأت تصرخ لكن للأسف صراخها مكنش عالى ..
شوق بصراخ ونفس متقطع:" أمير."
..............
فى نفس التوقيت:
نزلوا هما الإتنين من العربية ودخلوا البيت، طلعوا للدور التالت أمير بدأ يفتح الباب بالمفتاح بس إتخشب فى مكانه لما سمع صوتها..
شوق برجاء ونفس متقطع ودموع:"أرجوك سيبنى."
مجدى:"نريح جوا الأول وبعدها هسيبك."
أمير فتح الباب بسرعة ودخل وسيرين مستغربه مش فاهمة حاجة ... أمير لقى مجدى ماسك شوق من دراعها وبيحاول يقرب منها وهى بتبعده عنها وبتزقه بعيد عنها ... رمى الشنط على الأرض وراح مسكه من لياقته وزقه بعيد عنها وأخدها فى حضنه وهى بتبكى وبتشهق شهقات كبيرة جدا كإنها بتفقد روحها ..
أمير برجاء وخوف شديد:"شوق أبوس إيدك، إهدى ماتروحيش منى دلوقتى *بدأ يتكلم بصوت عالى ودموعه بتنزل* سيرين."
سيرين كانت واقفه فى مكانها ومصدومة ومش مستوعبه إللى بيحصل، بس فاقت على صوته...
أمير:"سيرين أرجوكى، فى بخاخه جوا فى باب التلاجه فى الرف التانى هاتيها بسرعه، أرجوكى *كمل بدموع لشوق* عشان خاطرى ماتروحيش منى دلوقتى بلاش يا ماما حرام تسيبينى كده."
سيرين دخلت المطبخ بسرعة وبدأت تدور على البخاخه بإيدين مرتعشه.. وصلها صوت أمير ....
أمير بدموع وهو بيضم شوق بشده لحضنه:"بسرعه ياسيرين أرجوكى."
سيرين لقتها وخرجت بسرعة من المطبخ، أمير أخدها منها بسرعه وحطها فى بوق شوق إللى خلاص وشها بقا لونه أزرق من قلة التنفس، بدأ يديلها الإستنشاق بتاعها وبيطبطب عليها وبيضمها كإنه عاوز يخبيها جوا ضلوعه عشان يحميها من أى حاجة وحشة .. سيرين كانت واقفه فى مكانها مش مستوعبه إللى بيحصل عيونها جات على الشخص إللى بيبص لشوق وأمير بسخرية .. شوق قدرت تاخد نفسها كإن روحها بتتردلها ..
مجدى بسخرية:"حلو أوى العرض الجميل ده، *إتكلم بغضب* فين الفلوس ياروح أمك؟"
أمير حاول يتحكم فى أعصابة بس للأسف شوق إللى بكائها بيزيد خلى الغضب ملى عيونه، بعد عنها وقام من مكانه وراح مسكه من اللياقه... وسيرين راحت بسرعه لشوق وبدأت تهديها ..
أمير بغضب:"مش قولتلك ماتقربش نحيتها تانى؟ جيت ليه؟"
مجدى مسك إيد أمير إللى على لياقته ونفضها من عليه..
مجدى بإستهزاء:"جرا إيه يابن شوق؟، هتبقى عاق على آخر الزمن؟ *إتكلم بقرف* وبعدين أنا أقرب لشوق؟ أنا بس كنت بهوش عليها زى زمان، وحشنى محايلتها ورجائها ليا فى إنى أسيبها وأبعد عنها *غمز بحقارة لشوق إللى فى حضن سيرين*."
أمير الغضب عمى عيونه كور إيديه بغضب شديد ولسه هيرفع إيده ...
شوق بصراخ ودموع:"إياك، إياك ترفع إيدك على أبوك، إياك أنا مربتكش على كده، إياك يا أمير."
أمير نزل إيده وهو بيبص لأبوه بغضب شديد...
مجدى بسخرية وهو بيضربه أقلام خفيفه متعاقبه على وجهه:"برافو عليك، أيوه كده خليك زى الشاطر وإسمع كلام أمك يابن أمك."
أمير بغضب مكتوم وهو بيبعد إيده من على خده:"عايز كام؟"
مجدى:"إنت المفروض قبضت من كام يوم، أنا بقا عايز نص المرتب بتاعك."
أمير بقرف وأمر:"أقف قدام باب الشقة وإستنى لحد ما أجيلك."
مجدى بسخرية:"ماشى يا إبن شوق...*عيونه جات على سيرين وبدأ يتفحصها بكل جرأه* .. حلوه المزه مش حرام تاخدها لوحدك."
أمير بغضب:"أقسم بالله لو قولت كلمه تانية يبقى تنسى إن فى فلوس وإياك تقرب من حد فيهم إنت فاهم؟"
مجدى ببرود:"إهدى ليطقلك عرق ولا حاجة، *بص لسيرين تانى وبعدها بص لأمير وضربه قلم خفيف على خده* أنا بس ببدى إعجابى بالقمر عرفت تختار يا مفعوض وبتفرد عضلاتك عليا قدامها، ههههههههه."
أمير بعد وشه عن إيد أبوه...
أمير بغضب:"يلا إطلع بره."
مجدى:"عيونى."
مجدى خرج من الشقة بس فضل واقف قدام الباب قصاد شوق إللى بتبكى فى حضن سيرين فى الصالة ... عيون شوق جات فى عيون مجدى إللى غمزلها بوقاحة للمرة التانية، شوق كشت فى حضن سيرين من نظرات مجدى ليها .. أمير خرج من أوضته ..
أمير بغضب:"إمسك."
مجدى أخد منه المبلغ بلهفة وبدأ يِعِد فى الفلوس قدامه ...
مجدى:"ناقصين 200ج ، بس مافيش مشكلة، *بص لسيرين وإتكلم بسخرية* مع السلامه يا قمر."
مجدى مشى وأمير رزع باب الشقة وراه، راح لشوق إللى قاعده على الأرض فى حضن سيرين ..
أمير بلهفة وخوف:"شوق إنتى كويسه؟ طمنينى عليكى؟ عمل فيكى حاجة؟"
شوق بدموع ورجاء:"عشان خاطرى ماتخليهوش ييجى هنا تانى، عشان خاطرى يا أمير."
أمير ضمها بقوة لحضنه..
أمير:"أنا آسف يا شوق، هو جه عشان ماكنتش برد عليه، مش هتتكرر تانى ماتزعليش منى."
فضلت تبكى فى حضنه بشهقات متقطعة، وسيرين قاعدة على الأرض ومذهولة من كل إللى حصل ده ومش فاهمة أى حاجة ... بعد مرور فترة بسيطة ... كانوا قاعدين على الكنبه وهى فى حضنه..
أمير:"خلاص بقا ماتزعليش منى، حقك عليا يا عمرى كله."
شوق بصوت متحشرج:"خلاص ماحصلش حاجه."
سيرين خرجت من المطبخ وقدمتلها كوباية عصير عشان تهدى .. أمير أخد الكوباية منها..
أمير بإحراج:"شكرا يا سيرين تعبناكى معانا."
سيرين:"مافيش تعب ولا حاجه، إنتى كويسه يا شوق؟"
شوق هزت راسها بالموافقه وبعدها إتكلمت..
شوق:"أنا آسفه على الكلام إللى هو قالهولك، معلش حقك عليا يابنتى."
سيرين بإبتسامة:"ياحبيبتى ولا يهمك، ولا كإنى سمعت حاجة."
أمير:"يلا ياشوق إشربى العصير."
شوق بدأت تشرب العصير بهدوء وبعد ماخلصت..
شوق:"تسلم إيديكى يا سيرين."
سيرين بإبتسامة:"الله يسلمك، بقيتى كويسه؟"
شوق:"الحمدلله."
أمير وهو بيحاول يغير الجو:"مش هنفضل فى النكد ده كتير، معقوله ياشوق، أكون جايبلك هدية وتنكدى عليا بالشكل ده."
شوق إنتبهتله..أمير قام من مكانه تحت عيون شوق إللى متابعاه بعيونها وبتبصله بإستغراب ... راح للشنط إللى سيرين حطتها على على الأرض نحية الباب أخدهم ورجع لشوق وقعد جنبها.. أخد الفستان من الشنطة..
أمير بإبتسامة:"عايزك تقومى بسرعة تغيرى هدومك وتلبسى الفستان ده هو والحاجات إللى معاه دى."
شوق بصتله بعدم إستيعاب ... سيرين قررت إنها تتكلم هى كمان..
سيرين:"شوفى بقا يا شوق أنا جبتلك إيه."
قامت من مكانها وراحت لشنطتها إللى فيها علبة الساعة، ورجعتلها تانى، أخدت العلبه من شنطتها وفتحتهالها ..
سيرين:"أجمل هدية لأجمل وأحلى شوق فى الدنيا دى."
شوق بصتلها بعدم إستيعاب وفى نفس الوقت مش فاهمه حاجه أو لسه تحت تأثير الصدمة..
أمير وهو بيمسح دموعها:"إيه يا شوق، هتفضلى كده كتير؟ يلا قومى قيسى الهدوم دى وأنا وسيرين منتظرينك."
شوق إبتسمتلهم بضعف هما الإتنين، وقامت من مكانها.. دخلت الأوضة وفى نفس الوقت بتحاول تنسى إللى حصل من شوية بس إزاى والكابوس ده بيلاحقها لمدة 27 سنة، كابوس إسمه مجدى، الشخص إللى سرق منها برائتها سرق منها حياتها، سرق ضحتكها، حاولت تدعى عليه كتير فى سجودها لكن إللى كان مانعها إنه أبو إبنها، بتكرهه بس خايفة على زعل أمير حتى لو أمير مش بيحبه لكن حبه لأبوه مدفون جواه مهما حصل، مسحت دموعها إللى نزلت بحسرة وأخدت نفس عميق وعيونها جات على الفستان إللى فى إيديها إبتسمت من قلبها وبصت للهدية بتاعة سيرين إللى ذهلتها ملست على الساعة برقة كإنها خايفة توقعها أو تبوظها وبدأت تغير هدومها وتلبس الفستان وكل المتعلقات الخاصة بيه...كانوا قاعدين هما الإتنين بره فى الصالة والإتنين مُحرجين.. أمير مُحرج من الكلام إللى أبوه قاله عن سيرين ده غير إن بالمنظر ده شكله وحش جدا بالنسبالها لإن عنده أب زى ده، وسيرين كانت مُحرجة لأمير نفسه مش مُحرجة منه، فاهماه كويس جدا، وحاسه بإحراجه، وعارفه إنه متضايق عشان كل ده حصل قدامها ... قررت إنها لازم تتكلم ، بس هما الإتنين إتكلموا فى وقت واحد..
أمير:"سيرين."
سيرين:"أمير."
الإتنين عيونهم جات فى عيون بعض وإبتسموا بإحراج، أمير قرر إنه يبدأ كلام...
أمير بإحراج:"أنا آسف يا سيرين على إللى حصل قدامك ده أن....."
سيرين وهى بتقاطعه:"إنت مُحرج ليه؟ هو مش إحنا أصحاب؟ يبقى مافيش بينا إحراج، وبعدين كل واحد فينا حياته فيها عقبه، وفى الغالب بتبقى من الأهل."
أمير:"بس أنا آسف على الكلام إللى هو قاله و...."
سيرين بإبتسامة مطمئنة:"أنا عملت نفسى مش سامعه حاجه ماتقلقش، ماتضايقتش."
أخد نفس عميق وفى نفس الوقت بيفكر فى شوق وسيرين كمان كانت بتفكر فى شوق إللى صعبانه عليها...
سيرين بإحراج:"أمير."
أمير وهو بيبصلها:"نعم؟"
سيرين بإرتباك:"لو مافيهاش إحراج، ممكن أعرف ليه باباك بيتعامل كده مع شوق؟ لو الموضوع مُحرج بالنسبالك خلاص مافيش مشكلة."
بصلها شوية وبيسأل نفسه أسأله كتير لحد أما قرر يتكلم عشان ماتسألش شوق إللى هتتعب لمجرد السؤال، أخد نفس عميق ..
أمير بتنهيدة:"أنا ذات نفسى معرفش."
سيرين بإستغراب:"إزاى؟"
أمير بحزن وهو بيبص فى الأرض:"من يوم ماوعيت على الدنيا وأنا شايف شوق بتتعذب قدامى، أنا كنت عيل صغير متدلع فى حضن جدتى إللى هى أم والدى، ووالدى كمان كان مدلعنى كانوا هما الإتنين مانعنى عن شوق إللى كانت محبوسة فى أوضة ضلمة ومابشوفهاش غير من وراهم عشان أقعد معاها شوية وأخدلها أكل من وراهم كمان، *إتكلم بحسرة* كانت دايمًا بتترجانى وبتقولى إنها جعانه، ماكنتش فاهم هما ليه حابسينها ليه بيعملوا فيها كده، بس..........."
قطع كلامه خروج شوق إللى ضحكتها وفرحتها منورين وشها البرئ، على الرغم من أن علامات النضج ظاهرة عليها لكن البراءة إحتلت ملامحها، لسه زى ماهى البنت الصغيرة إللى كان بيجيبلها الأكل فى الأوضة من وراهم، ويمكن صغرت أكتر بسبب الفستان الرائع إللى هى لابساه، طرحتها إللى عاملة رسمة معينه لوجهها، أنفها الصغير، شفايفها الصغيره، إللى يشوفها عيله صغيره عمره مايقول أبدا إنها كبيره فى نص الأربعينات، شوق كانت مبتسمه بفرحه وبتلف قدامهم عشان يقولوا رأيهم، لكن أمير كان مركز عليها هى، وسيرين كانت بتسأل نفسها أسألة كتيره عنها، ده غير إنها لسه صغيرة، مش فاهمة حاجة تماما، عيونها جات على أمير إللى بيتأمل شوق ... شوق من فرحتها بالفستان إتنططت فى مكانها وجريت حضنت أمير جامد...
شوق وهى بتضمه بشدة:"الفستان حلو أوى يا أمير، أنا مبسوطة بيه جدا، كل حاجة إنت جبتها حلوة أوى، ربنا يباركلى فى عمرك يا حبيبى ويرزقك ويصلح حالك."
بعدت عنه وبصت فى عيونه إللى بتبصلها بحب..
أمير:"أنا مش عايز من الدنيا دى غير ضحكتك يا شوق."
باس راسها وحضنها بشدة ... بِعِدِت عنه وحضنت سيرين جامد، للمرة التانية سيرين تحس بالإحتواء والدفئ الأمومى..
شوق بإبتسامة وفرحة وإمتنان وهى بتبصلها:"شكرا أوى على الساعة، دى حاجة غاليه أوى عليا، مكنش ليه لازمه إنك تتعبى نفسك يا حبيبتى."
سيرين:"لا تعب ولا حاجة إنتى تستاهلى أكتر من كده يا شوق."
شوق مسكت إيدها إللى هى لابسه فيها الساعة...
شوق بهمس وبعيون كلها حب وشوق وهى بتبص للساعة:"حلوة أوى."
سيرين سمعت همسها وده لإنها قريبة منها...
سيرين بإرتياح:"مبسوطة أوى إنها عجبتك يا شوق."
فضلت تتأمل شوق وهى بتبص للساعة بفرحة كإنها جابتلها حاجة كبيرة جدا على الرغم من إنها مجرد ساعة ده غير الفستان إللى عماله بتلف بيه، وفى نفس الوقت بتفكر فى إللى حصل لشوق قبل كده وعايزه تعرف أكتر .. أمير كان بيتأمل فرحة شوق وكان سعيد جدا بفرحتها دى، حمد ربنا إنه قدر يخليها تنسى إللى حصل بسبب الهدية دى.. هما الإتنين فاقوا على صوتها...
شوق:"أنا هدخل أغير بقا عشان أجهزلكم الغداء."
سيرين:"مالهوش لزوم يا شوق انا همشى إتأخرت و........"
شوق بحزم:"لا هتفضلى قاعدة، ولو مشيتى ياسيرين هزعل منك، أنا ملحقتش أتعرف عليكى المرة إللى فاتت عشان كنتى مستعجلة برده."
سيرين:"ياشوق أ......."
شوق بتحذير وهى بتقاطعها:"هزعل، وإنتى ماتعرفيش زعلى عامل إزاى."
أمير وهو بيتدخل:"خلاص يا سيرين إقعدى وماتزعليش شوق، أنا جربت زعلها وبقولك *ملس على دماغه كإنها بتوجعه* خليكى قاعدة عشان شوق ماتزعلش."
سيرين بإبتسامة:"حاضر."
شوق:"عين العقل، أمير حبيبى أنا عاملالك مفاجأة حلوة أوى، هغير هدومى وهجيلكم."
دخلت الأوضة وهما الإتنين ضحكوا ضحكة خفيفة عليها، سيرين بصت لأمير ...
سيرين:"ممكن تكمل قصة شوق."
أمير كان لسه هيتكلم موبايل سيرين رن ... سيرين فتحت شنطتها وقامت من مكانها بسرعة ..
سيرين بإرتباك لأمير:"بعد إذنك هرد على التليفون وهرجع."
أمير بإستغراب من إرتباكها:"تمام."
مشيت فى الشقة ومش عارفة هى رايحة فين، فتحت أوضة ودخلت فيها وبدأت ترد على الموبايل ...
الحوار مترجم من اللغة الإنجليزية:
سيرين بإبتسامة حب:"مرحبًا يا عزيزى."
؟؟ بحب:"مرحبًا عزيزتى، إشتقت إليكى كثيرا، أرجوكى عودى."
سيرين:"أنا أخبرتك من قبل أننى سأعود بعد ثلاثة أشهر وها قد مضى على عودتى إلى هنا أسبوع واحد فقط، ثم إننى قلت لك أنى لن أعود حينما أتعلم ما أريد."
؟؟ بضعف وحزن:"لكنها فترة طويلة جدا، أنتى تعلمين جيدا أنى لا أستطيع العيش بدونك."
سيرين بتنهيدة وضعف:"أبى لا تفعل هذا معى، لا تضغط على فى نقطة ضعفى ألا وهى أنت، أرجوك إسمح لى أن أثبت نفسى لك."
والدها:"أنتى لا تحتاجين أن تثبتى نفسك لى، أنا أثق بكى ولكن قلت لكى من قبل، أننى لا أقبل المعاناة لكى."
سيرين: بضحكة خفيفة:"ومن قال أننى أعانى، بالعكس أنا أتعلم كثيرًا وأحببت العمل أكثر."
والدها بإستسلام:"حسنًا يا مدللة أبيكى، أخبرينى أين أنتى؟"
سيرين:"أنا عند بعض الأصدقاء."
والدها بإستغراب:"أصدقاء؟ لم أكن أعلم أن لديكى أصدقاء؟ لماذا لم تخبرينى؟"
سيرين:"لم يمر وقت طويل على معرفتى بهم ولكن صدقنى إنهم طيبى القلب يا أبى."
والدها بتنهيدة:"حسنًا يا صغيرتى أنا أثق بك ولكن إذا إقترب منكى أحد سأقتله هل فهمتى؟"
سيرين:"هههههههههه، فهمت يا أبى الغيور لا تقلق."
والدها:"وهل لى سواكى؟ أنت الوحيدة التى بقلبى يا مدللتى."
سيرين بإبتسامة حزينة:"أعلم يا أبى."
سمعت صوت شوق وهى بتكلم أمير وبتسأله عنها ولإنها فى أوضه بعيد شوية الصوت مش واصل أوى...
سيرين:"أبى سأتحدث إليك لا حقًا."
والدها:"وأنا فى إنتظارك حتى لو كان الإنتظار سيأخذ منى عمرًا كاملًا."
سيرين بحب:"وأنا لن أتأخر عنك عمرًا كاملًا يا عزيزى، إلى اللقاء."
والدها:"إلى اللقاء حبيبتى."
قفلت المكالمة وأخدت نفس عميق وخرجت من الأوضه ..
شوق بإرتياح لما شافتها:"كنت هزعل بجد لو مشيتى."
سيرين:"ماقدرش أسيبك يا شوق."
سيرين حضنتها وشوق حضنتها هى كمان ...
شوق:"أنا لازم أروح أغرفلكم الأكل."
أمير:"وأنا هغير يا ماما على ماتحضرى الأكل."
شوق بحب:"ماشى ياحبيبى."
أمير راح الأوضة بتاعته تحت عيون سيرين المُحرجة لإنها إكتشفت إنها دخلت أوضته ... شوق كانت لسه هتتحرك...
سيرين برجاء:"عشان خاطرى يا شوق، خلينى أساعدك، بليييييييز."
شوق:" يابنتى إرتاحى و......"
سيرين:"مش عايزة أزعل منك ياشوق، عشان خاطرى."
شوق بتنهيدة:"براحتك، تعالى ورايا."
سيرين فرحت ودخلت المطبخ ورا شوق..
سيرين بحماس:"قوليلى أعمل إيه؟"
شوق بضحكة من حماسها وبدأت تغرف الأكل:"بتفكرينى بنفسى وأنا صغيرة، كنت بحب أقف مع ماما فى المطبخ، وكنت بقولها عشان خاطرى خلينى أساعدك."
سيرين:"وبعدين، كنتى بتعملى إيه عشان أعمل زيك ونخلص كل حاجة."
ملامحها إتحولت للحزن وإتنهدت تنهيدة بسيطة...
شوق:"ماكنتش بعمل حاجة."
(رواية/ شوق العُمَر .. بقلم/ سارة بركات)
سيرين إستغربت من نبرة الحزن ... شوق غيرت الموضوع بسرعة..
شوق:"كلمينى عن نفسك."
سيرين:"مانا قولتلك عنى ياشوق."
شوق بإنشغال:"كلمينى عنك أكتر، هاتيلى طبق من المطبقية إللى فوقك."
سيرين بالفعل رفعت عيونها لاحظت المطبقية وجابتلها طبق وإدتهولها ..
شوق بإنشغال:"إللى يشوفك كده ويشوفك وإنتى عارفة يعنى إيه مطبقية يستغرب، إنتى منين بالظبط؟، لا تكونى من عابدين وأنا معرفش وبتضحكى عليا بشكلك الحلو ده يابت، بس أرجع وأقول لا البنت دى ممكن تكون مصرية أه، بس مش عايشه هنا زى ماقولتيلى بس مش عارفه أحدد."
سيرين:"هههههههههههه، مانا قولتلك ياشوق، عشت عمرى كله مع بابى فى أميريكا."
شوق وهى بتبصلها:"يا بكاشة، أكيد إتربيتى فى مصر مش فى أمريكا بتاعتكم دى، وبعدين سؤال هو إنتى إزاى بتنطقى مصرى طلقة كده؟ لا يبقى بتضحكى عليا."
سيرين بتنهيدة:"يا شوق صدقينى، أنا مش بكذب عليكى، أنا بس موضحتش فى أول مرة، هو أنا معايا جنسيتين الجنسية المصرية والجنسيه الأمريكية، وكنت باجى هنا مصر دايما مع *إتكلمت بغصة* مامى."
شوق لما حست بنبرة صوتها سابت إللى فى إيديها وبصتلها، لمحت دموعها إللى هى بتحاول تداريها وبتبص بعيد عن شوق .. شوق قربت منها وأخدتها فى حضنها وبدأت تطبطب عليها بحنان أمومى، وهنا سيرين إنفجرت فى البكاء ..
شوق بحنان أمومى:"عيطى ياحبيبتى، عيطى وإحكى كل إللى فى قلبك ليا."
سيرين بقهرة وهى فى حضنها:"سابتنى وأنا صغيرة، مالحقتش أشبع منها، كانت حنينة عليا أوى، مشيت بسرعة يا شوق، كان نفسى تفضل معايا شوية تنصحنى عشان حياتى، تنصحنى أبعد عن أصدقاء السوء، تبقى هى صديقتى الوحيدة، كان نفسى تكون موجودة فى كل مناسبة ليا، فى حفلة تخرجى، فى كل المسابقات إللى كنت بدخلها وبفوز فيها، تبقى معايا فى كل خطوة أنا بخطيها فى حياتى، فى كل ذكرى عيد أم بموت من قهرتى وده لإن كلهم معاهم أمهاتهم وأنا لا، على الرغم من إن بابى حاول بأقصى طاقته إنه يعوضنى عن غيابها إلا إنه مش عارف يعوضنى لإن مهما كان الأم غير الأب وماحدش هيعرف يعوض حد عن وجود الأم."
كملت بكاء فى حضن شوق إللى دموعها بتنزل عليها وعلى نفسها، وكل ده بيحصل غافلين عن أمير إللى سمع كل حاجة وهو واقف قدام المطبخ بس بعيد شوية ... زعل عليها جدا وصعبت عليه، فاهمها وحاسس بيها، كان دايما بيخاف من إن شوق تروح منه، بيخاف للحظة إنه يصحى ويلاقيها ماتت، بيبقى قلقان وحاطط إيده على قلبه خوفًا من إن شوق ممكن يجرالها حاجة وحشة، هى كل حياته كل دنيته، الأم عمرها ماتتعوض، مايهمهوش أبوه القاسى راح فين أو عمل إيه، لكنه رافض فكرة غياب شوق إللى كانت دايما طول عمرها قلبها عليه قبل مايكون قلبه عليها .. عذر سيرين على كل حاجه حصلت منها بدون قصد منها، سامحها على كل حاجة، على الرغم من إنه كان مازال متضايق شوية من إللى حصل منها لكن كل ده إنتهى لما حس بيها وعذرها، فعلا كل الناس متساويين بإختلاف القصص والحياة، مافيش حد كامل، قلبه وجعه بسبب عياطها إللى سامعه، بيتمنى إنه يدخل المطبخ ويهديها لكن ما باليد حيلة، بس قرر قرار بينه وبين نفسه إنه هيبقى معاها كصديق ويخرجها من إللى هى فيه، طب ليه مايبقاش كأخ ليها؟ أمير سأل نفسه، "وليه مابقاش أخ؟" حاول يتخيل فكرة إنهم يبقوا زى الإخوات ماتقبلش الفكرة، هى أصحاب حلوه، إستغرب تفكيرة الغريب ده، فاق لما سمع صوتها...
سيرين وهى بتبعد من حضن شوق:"أنا آسفه يا شوق أنا.....إنتى بتعيطى!"
شوق بدموع:"فكرتينى بماما، ماما كانت دايما ساندانى فى كل حاجة، عمرها ماسابتنى، ماما وقفت جنبى لما كله مشى لكن هى مسابتنيش، ماما كانت قوية وبميت راجل، ماما أنقذت حياتى من .. من .. حياة إتفرضت عليا من 27 سنه، أنقذتنى منها بعد معاناه فى الحياة دى، ماما دى كانت بطلة حياتى، الله يرحمها ويرحم مامتك."
سيرين:"يا رب."
شوق قررت تغير الموضوع..
شوق بمرح وهى بتمسح دموع سيرين:"مش هنفضل نعيط كده كتير، الأكل هيبرد وكلنا جعانين وأمير شوية وهيقول بعلو صوته *بتقلد صوته بشكل غليظ* فين الأكل يا شووووووق."
سيرين ضحكت... أمير إتحرج وهو واقف بره ده غير دموع مامته إللى مش مخلياه مستحمل بُعده عنها كده، عايز ياخدها فى حضنه ويهديها زى ماكان بيعمل زمان، وخاصة إن جدته رانيا موصياه على أمه بشكل كبير وحتى لو مش موصياه، فشوق فى قلبه قبل عيونه ...
شوق:"أيوه كده إضحكى، الواحد بيعيش عشان يضحك، ضحكتك حلوة إياكى تخبيها."
سيرين بإبتسامة حب:"تعرفى إن بابى دايما بيقولى كده."
شوق بتنهيدة:"يبقى بتوجعى قلوبنا ليه معاكى؟ إسمعى كلامنا بقا."
سيرين بإبتسامة:"حاضر يا شوق."
شوق بعدت عن سيرين ومسحت دموعها هى كمان، وكملت إللى كانت بتعمله...
سيرين:"أعمل إيه طيب؟"
شوق:"إتفرجى عليا بس كده."
شوق راحت للتلاجة وأخدت منها طبق السلطة، وحطتها على الرخام وأخدت العيش من الفريزر وبدأت تسخنه على البوتوجاز...
سيرين:"بس الأكل شكله حلو أوى يا شوق، تسلم إيديكى."
شوق:"دوقى الأول وبعد كده إحكمى، كفايه بكش بقا."
سيرين:"هههههههههه أنا عملت إيه بس؟"
شوق:"أكتر حاجه بكرهها فى حياتى المجاملات."
سيرين:"بس أنا مش بجامل."
شوق:"وأنا بحب الرأى بعد ما الشخص يدوق الأكل، يلا كفاية رغى، وخدى الطبقين دول وحطيهم على الترابيزة بره."
سيرين:"عيونى."
أخدت الطبقين وخرجت من المطبخ، أمير عمل كإنه هيدخل المطبخ عشان ماحدش يشك إنه سمعهم، قابلها فى طريقه .. سيرين إرتبكت لما شافته قدامها، أمير لاحظ عيونها الحمراء من البكاء وأنفها الأحمر، ومش فاهم ليه إتضايق لما شافها كده، وكل ده تحت عيون شوق إللى بتبصلهم بخبث ... فاق على صوتها..
سيرين بإحراج:"ممكن تعدينى."
أمير بإستيعاب:"آسف، هاتى عنك."
سيرين بإرتباك:"مالهوش لزوم أنا....."
قطع كلامها أمير إللى أخد الأطباق منها وراح حطهم على الترابيزة، وهى فضلت واقفة فى مكانها بتبصله ومتابعاه بعيونها .. بس فاقت على صوت شوق..
شوق:"تعالى ياسيرين خدى الطبق ده منى."
راحتلها وأخدت الطبق وخرجت ونفس الوضع، أمير أخد منها الطبق وهى إتحرجت وفى نفس الوقت حاسه بالخجل الشديد ومش عارفة ليه...
شوق وهى واقفه وراها:"واقفه كده ليه؟ ماتعدينى يابنتى."
سيرين فاقت وخرجت بسرعة من المطبخ .. وشوق وراها وبتضحك عليها وحطت طبق السلطة والعيش على الترابيزة ..
أمير إبتسامته كانت كبيرة وهو بيبص لصنف الأكل إللى شوق عاملاه .. سيرين قعدت على كرسى وشوق قعدت جنبها ..
وأمير كان قاعد قدامهم..
أمير بإبتسامة:"تسلم إيدك يا حبيبتى على الكوسة بالبشاميل، إنتى ماتعرفيش أنا بحبها قد إيه."
شوق بمرح:"حبيبى، إنت أى حاجه فيها بشاميل بتموت فيها، يلا سموا الله وكلوا."
سموا الله وبدأوا ياكلوا ... سيرين عجبتها الأكلة أوى وفى نفس الوقت بتحاول تلمح أمير وهو بياكل وشايفه على وشه ملامح الإستمتاع بالأكل، عيونه جات فى عيونها وهى إتحرجت وبصت لطبقها وهو كمان إتحرج وكمل أكله .. وشوق قاعدة وشايفة كل ده و إبتسمت إبتسامة خفيفة ..
شوق لنفسها:"يا رب أفرح بيك يا حبيبى وأطمن عليك قبل ما......"
غمضت عيونها بألم وأخدت نفس عميق وكملت أكل.. بعد مرور فترة بسيطة، خلصوا الأكل وقعدوا مع بعض فى الصالة ..
أمير:"بس غريبة يعنى يا شوق يا ترى إيه إللى غير رأيك وخلاكى تعملى أكله أنا بحبها؟ مع إن مافيش مناسبة."
شوق:"عشان نجاحك النهارده ياحبيبى، كل خطوة إنت بتعملها فى حياتك بتبقى بالنسبالى عبارة عن مناسبة كبيرة."
أمير:"مش فاهم؟"
شوق وهى بتبص لسيرين:"سيرين ربنا يباركلى فيها سجلتلى فيديو صغير ليك وإنت بتشرح البرنامج النهارده فى الشركة، بسم الله ماشاء الله كنت زى القمر وبدر منور فى الفيديو، فكنت مبسوطة وعشان كده قررت أعملك الكوسة بالبشاميل."
أمير بحب:"ربنا يباركلى فى عمرك ياحبيبتى وتفضلى مبسوطه بيا دايما."
سيرين كانت متابعة نظرات أمير لشوق وحابه حبه ليها أوى ده غير خوفه عليها .. فاقت على صوت شوق..
شوق:"ألا قوليلى يا سيرين، هو إنتى مرتبطة؟"
أمير فى اللحظة دى ركز ومستنى ردها ومش فاهم ليه عايز يعرف وفى نفس الوقت مش مبين أى حاجه .. سيرين إتصدمت من السؤال إللى مش متوقع..
شوق:"سكتى ليه؟"
سيرين بتلقائية:"لا طبعا يا شوق."
شوق بإبتسامة وإرتياح:"طب والله حلو جدا."
سيرين إبتسمتلها وهى مش فاهمة قصدها .. شوق عيونها جات على أمير إللى بيبص لسيرين بطرف عيونه وهو بيشرب العصير .. وفجأة سمعوا آذان العشاء .. أمير إستغفر ربنا فى سره على نظراته لسيرين إللى مش فاهملها أى سبب وقام من مكانه ..
أمير:"أنا هنزل أصلى العشاء فى الجامع هتعوزوا حاجه أجيبها من بره وأنا راجع؟"
شوق:" عايزة سلامتك ياحبيبى، إنت متوضى؟"
أمير:"هتوضى هناك، هسيبكم تاخدوا راحتكم، يلا سلام."
خرج من الشقة ونزل من البيت تحت عيون الطفلة إللى بتراقبه دايما من بعيد وهى واقفة فى الشباك، إتنهدت بهيام وبدأت تعمل مكالمة لحد ما الطرف التانى رد ..
؟؟:"الكراش بتاعى لسه نازل حالا من البيت، قمور أوى وهو داخل الجامع كده، طول بعرض ودقن خفيفة حلوة كده، ويالهوى على ضحكته يالهوى."
@@:"إنتى لسه ماعترفتيلهوش يازهرة؟ هو مش انا قولتلك كلميه وقوليله إنك حابه إنكم ترتبطوا؟"
إتحركت زهرة بحسمها الطفولى فهى صاحبة الثالثة عشر عامًا، بس إللى يشوف دماغها وتفكيرها يقول عليها عدت العشرينات ...
زهرة بتنهيدة:"مش عارفة يا آيات، تفتكرى هو كمان بيحبنى؟"
آيات:"بصى إنتى تروحى تقوليله وش كده إنك بتحبيه، ولو مرتبطش بيكى هترتبطى بغيره عادى ولا يفرق معاكى ببصلة."
زهرة:"ماتقوليش كده على أمير حبيبى، بس أنا متضايقة."
آيات:"من إيه؟"
زهرة:"فى واحدة كده بتجيلهم هنا فى البيت، جات إمبارح والنهارده، بس كانوا جايين مع بعض النهارده بجد هتششششل، نفسى أفهم بيعمل معاها إيه دى."
وقفت قدام مرايتها وعدلت شعرها الأسود الطويل ..
زهرة:"ده أنا حتى أحلى منها بكتير."
آيات:"طبعا ياحبيبتى إنتى أحلى من غير ما أشوفها كمان، بقولك إيه أنا هقفل دلوقتى عشان حبيبى بيتصل."
زهرة:"والعة معاكى بقا."
آيات:"أسيبك بقا على ما الكراش بتاعك يخلص صلاة."
زهرة:"ماشى، ولما تخلصى كلام مع حبيبك ده إبعتيلى أى فيلم أجنبى رومانسى كده أفك بيه عن نفسى شوية بدل الزهق ده."
آيات:"إنتى تؤمرى."
قفلت المكالمة معاها ...
زهرة بهيام طفولى وهى بتلعب فى شعرها:"أمير."
...........................
شوق:"أنا هقوم أتوضى وإنتى تتوضى بعدى تمام؟"
سيرين:"أكيد."
شوق دخلت الحمام وبدأت تتوضى .. بعد مرور فترة بسيطة، سيرين دخلت بعدها وبدأت تتوضى هى كمان وبعدها خرجت ...
شوق بإستغراب:"متأكدة إنك مش من عابدين؟"
سيرين:"ههههههههههههه، لا ليه يا شوق؟"
شوق:"أصلك ماشاء الله بتتوضى زينا أهوه، فكرتك ماتعرفيش تعملى حاجة وكنت متوقعة إنك تقوليلى أعلمك."
سيرين:"لا ياستى وبعدين طبيعى أبقى عارفه الوضوء والصلاة، كل حاجة أساسية فى دينى عارفاها."
شوق سكتت شوية وبصت لشعر سيرين المكشوف وقالت لنفسها:"ماعدا شوية حاجات بسيطة كده، مافيش مشكلة كله بالصبر."
شوق بتنهيدة:"طيب يلا بينا، هديلك إسدال من عندى."
سيرين بإبتسامة:"ماشى."
دخلوا أوضة شوق إللى إدتلها إسدال كانت معلقاه على الباب وسيرين لبسته وشوق بدأت تتأملها ..
سيرين:"بتبصيلى كده ليه؟"
شوق بإبتسامة:"تعرفى إن شكلك كده أحلى؟ على الرغم من إن الحجاب المفروض يكون ساتر وبيخفى جمال البنت، لكن إنتى شكلك بقى مميز، إنتى بيه حاجة جميله جدا تستحق إنها تظهر كده قدام الناس، لكن الشكل التانى إللى إنتى ماشيه بيه ده يستحق إنه يكون لشخص واحد بس، زوجك، وأتمنى ماتزعليش منى ده مجرد رأى."
سيرين بإبتسامة:"ورأيك ده على راسى صدقينى، مازعلتش."
شوق بإبتسامة:"يلا نصلى."
سيرين:"يلا."
فرشوا المصليات ووقفوا جنب بعض وبدأوا يصلوا بإمامة شوق ..
.....................
خرج من الجامع بعد الصلاة ومشى فى إتجاه البيت تحت عيون إللى متابعاه بهيام .. شوق سلمت من الصلاة وسيرين سلمت بعدها .. وشوق سجدت تانى وبدأت تدعى، سيرين فضلت قاعدة فى مكانها وبتبص لشوق إللى ساجدة وبتدعى .. بتسأل نفسها أسألة كتير تخصها، محتاجة تعرف عنها أكتر بحكم إنها معتبراها صاحبتها .. فاقت من إللى هى فيه على صوت الجرس، قامت من مكانها بسرعة متناسية إنها لسه لابسه الإسدال وراحت فتحت الباب، لقت أمير فى وشها .. أمير ذُهل من شكلها المميز إللى شايفه قدامه للمرة التانيه والمرة دى بإسدال صلاة، ده غير وجهها النقى الخالى من مساحيق التجميل، كانت كتلة براءة قدامه، فاق لنفسه بسرعة وإستغفر ربنا، وهى كمان فضلت واقفة ومش منتبهه إنها واقفه عند الباب وهو لسه مدخلش ..
أمير بحمحمة وإحراج:"آسف، نسيت المفتاح."
سيرين بإستيعاب:"أها، عموما إحنا لسه مخلصين صلاة، إتفضل."
بعدت عن الباب وهو دخل الشقة وقفل الباب وراه..
أمير بإستفسار:"أومال فين شوق؟"
سيرين بإرتباك:"شوق بتدعى جوه."
أمير بضحكة خفيفة:"يبقى لسه قدامها شوية."
سيرين بإستفسار:"على إيه مش فاهمه؟"
أمير:"على ماتخلص دعاء يعنى."
سيرين:"أها."
أمير بإرتباك لوجودهم لوحدهم:"أنا هروح أوضتى بقا، لو عوزتى حاجه نادى عليا."
سيرين:"إتفضل."
مشى من قدامها وأول أما دخل أوضته إتنهد بإرتياح .. وفى نفس الوقت بيفكر فى شكلها الحلو إللى شافه ده .. وهى كانت واقفه مرتبكة من نظراته ليها ومش فاهمة ليه بتتوتر كده لما هو بيكون معاها، عيونها جات على ساعة الحائط وبعدها بصت قدامها تانى، بصت لساعة الحائط بصدمة ولقت إن الوقت إتأخر على وجودها معاهم، كانت ناسية الوقت فى وجودها معاهم .. راحت بسرعة لأوضة شوق وقلعت الإسدال إللى كانت لابسه هدومها تحته .. شوق قامت من مكانها وبصت لسيرين إللى بتعدل شعرها وبتحط ميك أب ..
شوق:"رايحة فين يا سيرين؟"
سيرين بإنشغال:"همشى أنا بقا يا شوق، مش هتعوزى حاجة؟"
شوق:"بس انا كنت عاملة حسابى إنك هتباتى معايا."
سيرين بإحراج وهى بتبصلها:"قولتلك يا شوق خليها مرة تانية."
شوق:"نفسى أفهم، بتتهربى ليه كل أما أقولك إنى عايزاكى تباتى عندى؟"
سيرين بإحراج وخجل خافى:"مش بتهرب ولا حاجة، بس أنا بيبقى ورايا حاجات كتير مهمة لازم أعملها بليل فى الفيلا، وأنا كده إتأخرت."
شوق بتنهيدة:"ماشى، مش هتحايل عليكى، إبقى خدى بالك من نفسك وكلمينى أول اما توصلى."
سيرين:"عيونى."
خلصت الميك أب بتاعها وحضنت شوق إللى بادلتها الحضن وخرجت من الأوضة وشوق وراها ..
شوق بصوت مسموع:"أمير."
وبعد ثوانى أمير خرج..
أمير:"نعم يا شوق؟"
شوق:"معلش ياحبيبى إنزل وصل سيرين لعربيتها."
سيرين:"تانى ياشوق؟ خليك يا أمير إرتاح."
أمير:"مايصحش،مادام شوق قالت أوصلك يبقى لازم أوصلك."
سيرين بإستسلام:"أوك."
خرجت من الشقة هى وأمير وهو نزل قدامها وهى نزلت وراه .. وخرجوا من البيت ..
أمير بتذكير:"إبقى كلمى شوق لما توصلى ماتنسيش."
سيرين بإبتسامة:"حاضر، يلا سلام."
أمير بإبتسامة أربكتها:"سلام."
بلعت ريقها بتوتر وراحت لعربيتها وركبتها وإتحركت، أمير فضل واقف فى مكانه متابع عربتيها وهى بتخرج من الحارة .. وكل ده تحت عيون زهرة إللى هتنفجر من الغيرة .. لبست بسرعة الإسدال وخرجت من أوضتها ولسه هتخرج من الشقة ..
؟؟:"رايحة فين يابنت؟"
زهرة بإرتباك:"هنزل أشتريلى شيبسى ياماما."
والدة زهرة:"طيب ماتتأخريش."
زهرة:"حاضر."
خرجت من الشقة ونزلت من البيت إللى هو نفسه البيت إللى ساكنه فيه شوق ولكنها فى الدور الخامس .. بعد ما عربية سيرين إختفت من الحارة أمير لف عشان يدخل البيت إتصدم من إللى واقفه قدامة..
زهرة بضيق:"مين دى يا سى أمير ؟"
أمير رفع حاجبه بدهشه وإستغراب من طريقتها فى الكلام ..
أمير وهو بياخدها على قد عقلها:"مافيش إزيك يا أبيه أمير الأول؟"
زهرة بضيق:"بقولك مين دى؟"
أمير حاول يمسك نفسه بالعافية عشان مايرزعهاش قلم على وشها يموتها بيه، أخد نفس عميق ..
أمير وهو بيجز على أسنانة:"مالكيش فيه يا شاطرة، عدينى."
زهرة بإصرار:"لا مش هعدى، ويلا قول بسرعة مين دى؟"
أمير بغضب مكتوم:"ضيفة."
زهرة:"وبتعمل إيه هنا يعنى؟ وبتيجى كل يوم ليه؟"
أمير بغضب مكتوم:"أستغفر الله العظيم يارب، بقولك إيه يابت إنت،ى أقسم بالله لو مامشيتى من قدامى هتلاقيينى سفختك قلم هيجيبك الأرض، إوعى من وشى."
زقها من قدامه وطلع لشقته وبدأ يخبط على الباب بسرعة، وشوق فتحت ومستغربة من الخبط بتاعة ... دخل الشقه وقفل الباب وراه، كان واقف بياخد نفسه بإرتياح وشوق بتبصله بإستغراب أكتر..
شوق:"فى إيه يا أمير؟"
أمير:"يا الله يا شوق، أنا كنت فى حرب تحت."
شوق:"فى إيه؟"
أمير:"البت زهرة بنت طنط إبتسام، وقفتنى للمرة المليون عند المدخل."
وهنا شوق ماقدرتش تمسك نفسها من الضحك..
شوق:"ههههههههههههههههههههه، ويا ترى بقا عاكستك المره دى قالتلك إيه؟ عيونك حلوه؟، ولا دقنك حلوة؟"
أمير:"أستغفر الله العظيم يا رب، ياريت تقولى لأمها على إللى هى بتعمله كده كتير بجد، دى عيلة عندها 13 سنة هو إيه إللى حصل فى الدنيا دى! أندر إيدج وكمان بجحة!، ده إيه قلة الأدب دى؟، حسبى الله ونعم الوكيل وأستغفر الله العظيم."
شوق:"ههههههههههه، ماشى ياحبيبى أنا هتصرف، إهدى إنت بس."
أمير بتنهيدة:"ماشى ياشوق."
شوق بإبتسامة حنونة:"ماتيجى نقعد نتفرج على التليفزيون شوية."
أمير:"حاضر."
راحوا الصالة ولبست نظارتها النظر وبدأت تشغل التليفزيون وقعدوا جنب بعض فضلت تقلب فى القنوات لحد ما لقت فيلم لحن الوفاء لعبد الحليم حافظ وكانت أغنية على قد الشوق شغالة .. إبتسمت بحزن وجه على بالها حوار بينها هى وعمر وكانت الأغنية دى شغالة وقتها ..
فلاش باك:
كانوا قاعدين على كنبة وهو بيعملها ضفيرة فى شعرها ..
شوق بتأفف:"الأغنية دى مش عاجبانى، إقفلها."
عمر بإستفسار مع إنشغال:"ليه؟"
شوق:"دى فيها فراق مابحبش الحاجة دى."
عمر وهو بيبص فى عيونها:"بس أنا بحب أى حاجة فيها كلمة "شوق" حتى لو فيها تعب وفراق."
...................
فاقت من ذكرياتها وبصت بشرود للتليفزيون .. أمير من طبعة إنه مش ميال أوى للأفلام القديمة، مسك موبايله وبدأ يقلب فيه على الفيس وهو قاعد جنبها ... عيونه جات على منشور على الفيس ..
"بُص لمامتك وهى سرحانة وساكته، هتحس إنها أغلب واحده فى الدنيا دى."
أمير فضل يبص للمنشور ده كتير وبيتأمله كإن كل كلمة على شوق بالظبط، بعدها رفع عيونه وبص لشوق إللى سرحانة فى الفيلم ..
عيونها وملامحها إللى الحزن ظاهر فيهم بشكل كبير ودائم، شعرها الأبيض إللى طلعلها بدرى جدا عن ميعاده، نظرها إللى ضعف بشكل كبير بسبب كثرة البكاء على حبيبٍ وعاشق مجنون غائب ولن يعود أبدًا مهما طال إنتظارها، أمير إتنهد بحزن على حال مامته إللى لحد الآن ماتعرفش إن إبنها يعرف بموضوع عمر، عرف الموضوع كله من جدته رانيا إللى وصته على شوق قبل ماتموت لما كان عنده 14 سنه .. مر الوقت وكل واحد فيهم بيفكر فى إللى شاغل باله أمير بيفكر فى قصة الحب إللى مامته عاشتها زمان وكان نتيجتها قهرة ودمار، وشوق كانت بتفكر فى إللى شاغل قلبها وعقلها دايما، مالك قلبها إللى عمرها ماحبت غيره ولا هتحب غيره .. ماحسوش بالوقت إللى عدا وفاقوا على صوت رنة موبايل شوق .. شوق بصت لموبايلها إبتسمت لما لقتها سيرين وردت ..
سيرين وهى بتدخل الفيلا:"ما قدرتش أدخل الفيلا غير لما أكلمك الأول، أنا وصلت ياحبيبتى خلاص."
شوق:"حمدالله على سلامتك يا حبيبة قلبى."
سيرين:"الله يسلمك يا أحلى شوق."
شوق:"أنا خلاص كده إتطمنت عليكى، هسيبك بقا عشان تنامى."
سيرين:"حاضر ياحبيبتى."
شوق:"تصبحى على خير."
سيرين:"وإنتى من أهله."
شوق قفلت المكالمة وعيونها جات فى عيون أمير إللى متابعها ..
شوق بإستغراب:"فى إيه؟ بتبصلى كده ليه؟"
أمير بإبتسامة:"هو حرام إنى أبصلك ياماما."
شوق:"لا مش حرام وبعدين مالك كده مركز معايا، هو فى إيه؟"
أمير:"معجب بيكى *غمزلها* حد قالك قبل كده إنك زى القمر؟"
إبتسمت بحزن لتذكرها عاشقها المجنون، بس قررت تغير الموضوع بسرعة ..
شوق وهى رافعه حاجبها:"فى إيه يا أمير عايز إيه؟"
أمير بتنهيدة:"قفشتينى."
شوق:"إنطق."
أمير:"عايزأقولك إنى بحبك يا أحلى شوق."
باس راسها وأخدها فى حضنه وبدأ يطبطب عليها .. شوق إستغربت من حنيته المفاجأة دى ..
أمير:"عايزك تعرفى إن أنا جنبك ومعاكى مهما حصل يا شوق، أنا وإنتى إيد واحدة، هنفضل مع بعض دايما إن شاء الله و........"
شوق بضيق وهى بتقاطعه وبتخرج من حضنه:"نفضل مع بعض دايما؟! ليه؟!! هو أنت ناوى تقعد فى أرابيزى؟!!!"
أمير بزهق:"يا شوق أقصد بإنى هفضل معاكى يعنى هبقى سندك وظهرك ده المقصود."
شوق بإبتسامة:"عارفه يا عبيط، أنا بس بهزر معاك."
أمير:"ماشى ياشوق."
شوق:"أمير."
أمير:"نعم ياحبيبتى؟"
شوق:"تعرف إن سيرين حلوه أوى."
أمير بصلها بإنتباه...
شوق بإبتسامة:"محترمة، وكويسة، وعسوله، وبحبها أوى."
أمير بضحكة خفيفة:"أكيد ياشوق حقك تحبيها ماهى صاحبتك."
شوق:"أكيد، بس فيها حاجه مختلفة، أقدر أقول إنها مميزة، جدعة أوى."
أمير وهو بيبص فى موبايله وهو بيمثل اللامبالاه وبيفتكر شكلها بالفستان والإسدال:"مممممم."
سوق بضيق من لامبالاته:"أنا غلطانه ، سيب الزفت ده ويلا نكمل فُرجَه على التليفزيون."
أمير بضحكة خفيفة وهو بيسيب الموبايل من إيده:"حاضر ياشوق."
شوق قلبت القناة لإن جه إعلان على قناة الفيلم القديم وجابت فيلم كوميدى وهى وأمير مابطلوش ضحك على الفيلم لحد ما خلص.. بمرور الوقت .. دخل أوضته وقعد على سريره وفتح الواتس آب ومن غير مايحس دخل على الشات الفارغ بينه وبين سيرين، شاف آخر ظهور ليها لقاها كانت فاتحه من ساعتين ..
أمير بضحكة خفيفة:"دى بتنام بدرى أوى."
إستغرب نفسه لإهتمامه بيها، قفل موبايله بعدم إستيعاب وبدأ يستسلم للنوم وفى نفس الوقت كلام شوق عنها بيتردد فى ذهنه .. "حلوة أوى، محترمة، وكويسة، وعسوله، وبحبها أوى، مميزة، جدعة أوى ... مميزة..."
............................
شوق كانت بتسرح شعرها قدام مرايتها لما خلصت راحت لسريرها، نامت على جنبها الليمين، وبدأ النوم يسيطر عليها لحد ما إستسلمت للنوم و بدأت تحلم بذكرياتها كاملة ...
منذ ثمانيةً وعشرون عامًا:
كانوا ماشيين فى طريقهم للحارة وعمر كان ماسك إيدها جامد من ساعة ما نزلوا من السطح لحد الآن كإنه خايف تروح منه، ومش فاهم ليه بيعمل كده، شوق كانت ماشيه جنبه ومبسوطه بشكل طفولى إن عمر مش هيسيبها أبدا .. فضلت تبصله وهو ماشى ومعقد حاجبه بتفكير وبتسأل نفسها هو بيفكر فى إيه؟ ... بعد مرور فترة بسيطة، كانوا قربوا على دخولهم للحارة بس فجأه عمر وقف فى مكانه وسحبها وراه ودخل لمدخل بيت ووقفها قدامه وبدأ يتكلم ..
عمر بهدوء وهو بيمسكها من أكتافها الإتنين وبيبص فى عيونها:"شوق إنتى خلاص خلصتى إمتحانات صح ولا أنا غلط؟"
هزت راسها بإرتباك شديد .. أخد نفس عميق..
عمر بإستفسار وهمس مسموع وهو بيبص فى عيونها:"هنتقابل إزاى بعد كده؟"
شوق بتلقائية وبراءة:"هقف فى الشباك وهنشوف بعض، هنبقى قدام بعض علطول."
عمر عقد حاجبه بغضب شديد وبدأ يتكلم بنبرة غريبة أول مرة تسمعها..
عمر بغضب:"عشان إللى رايح وإللى جاى يتفرج عليكى صح؟"
شوق بخوف من شكله:"بس أنا كنت بقف فى الشباك علطول و...."
عمر بحدة وهو بيقاطعها:"الوضع إتغير، إنتى بقيتى حاجة تانية."
شوق بعدم فهم:"يعنى إيه؟"
عمر مش فاهم هو بيقول إيه ومتلغبط بسبب مشاعرة وقلبة إللى بيدق بشكل غريب ..
عمر:"هتعرفى بعدين، المهم *إتكلم بتحذير* إياكى يا شوق ألمحك واقفه فى الشباك تانى."
شوق ببراءة:"طب هنشوف بعض إزاى؟"
عمر وهو بيمسك وشها بين إيديه:"أنا هتصرف، هو كلها شهر أجازة هنشوف بعض فيه أكيد سيبيها عليا، يلا عشان تروحى، إخرجى من هنا و روحى البيت وأنا همشى وراكى، فاهمة هتقولى إيه لمامتك؟"
شوق وهى بتهز راسها بطاعة:"فاهمه، هقولها إنى زهقت من إنى أستناها، فأخدتها مشى وروحت البيت."
عمر وهو بيملس على شعرها:"برافو عليكى ياشوق، يلا إمشى."
شوق:"حاضر."
عمر تابعها بعيونه وهى بتلف عشان تخرج من المدخل، حاسس بمشاعر كتير جواه، بركان من المشاعر، قلبه إللى بيدق بشدة، قلبة إللى عايزها تفضل أكتر، مع كل خطوة هى بتتحركها قلبه كان بيتخلع من مكانه، لما وصلت لبوابة المدخل لفت وبصتله مرة أخيرة، وهنا عمر ماحسش بنفسه غير وهو بيقرب منها، ضمها بشدة ورجع بيها لورا بعيدا عن أعين الناس، شوق كانت مصدومة من حضن عمر المفاجئ ليها، ومرتبكة وحاسه بخجل وإرتباك شديدين، عمر كان بيبص قدامه بشرود وهى فى حضنه، كان متأكد إنه داخل على ملحمة وكوارث هو هيكون السبب فيها، وهو شارد الذهن شم ريحة أول مره ياخد باله منها الريحة دى كانت جايه من شوق، كانت ريحة شعرها الأسود الطويل، تاه فى ريحتها بدون وعى ونسى تماما إنه بيضمها بشدة أكتر وهو بيشم ريحتها، فاق من إللى هو فيه لما حس بإنها بتحاول تخرج من حضنه .. إرتبك لإنه تاه فيها بِعِد عنها وبصلها .. كانت بتبص فى الأرض من الإحراج، عمر رفع راسها وبص فى عيونها ..
عمر:"شوق ماتتحرجيش منى بعد كده، فاهمانى؟"
شوق بتلعثم:"فاهمة."
عمر:"يلا روحى."
هزت راسها وخرجت بسرعة من المدخل وراحت للحارة، عمر إتنهد تنهيدة بسيطة وخرج من البيت إللى كانوا واقفين فيه ومشى وراها بعقل غائب...
..........................................................................


إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#9

افتراضي رد: رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة



رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات
أستغفرك ربى وأتوب إليك ..
الفصل التاسع
فضل ماشى وراها لحد ماهى دخلت البيت، إتنهد تنهيدة بسيطة وعيونه جات على إسماعيل إللى بيوزع الطلبات فى القهوة .. راح للقهوة وقعد على كرسى وفضل سرحان .. إسماعيل عيونه جات على عمر إللى قاعد سرحان وبيبص لبيت شوق دخل القهوة وبدأ يعمله شاى ... شوق طلعت قدام شقتها وعدلت شعرها وخبطت على الباب ..
رانيا بصوت مسموع من ورا الباب:"مين؟"
شوق:"أنا يا ماما."
رانيا بإستغراب وهى بتفتح الباب وبتوسعلها الطريق عشان تدخل:"إنتى جيتى بدرى ليه؟ وماستنتينيش ليه؟"
دخلت الشقه بإرتباك شديد وبصت لمامتها وبتفكر تقولها إيه، وحاولت تكذب..
شوق:"أنا خلصت بدرى النهارده وقعدت إستنيتك شوية، بس إتخنقت لإنى شوفت البنات كلهم بيخرجوا عشان النهارده كان آخر يوم إمتحانات، ماحبتش أستنى وجيت على هنا علطول."
رانيا لاحظت نبرة الحزن فى صوتها، أخدتها فى حضنها ..
رانيا بحنان أمومى وهى بتطبطب عليها:"ماتزعليش ياحبيبتى، هييجى اليوم إللى هتتجوزى فيه وجوزك هيفسحك ويخرجك ومش هيسيب أى مكان فى مصر غير لما تخرجوا فيه."
رانيا كانت بتقول الكلام ده وهى مش مقتنعة تماما وده طبعا بسبب حسين إللى حابسها وخانقها خوفًا عليها بس بتتمنى الأحسن لشوق .. بعدت عن شوق وسكت وشها بين إيديها..
رانيا بإستفسار:"عملتى إيه فى الإمتحان؟"
شوق ببراءة:"كان حلو أوى ياماما، كان سهل وكويس حليته كله وماسبتش فيه حاجه."
رانيا بفرحة وهى بتحضنها:"برافو عليكى ياقلب ماما، بالتوفيق ياحبيبتى *كملت بإبتسامة ومرح وهى بتبصلها*، يلا إدخلى غيرى هدومك، أنا عاملالك أكل إنما إيه، هتاكلى صوابعك وراه."
شوق بإبتسامة وفرحة:"حاضر يا ماما."
دخلت أوضتها تحت عيون رانيا إللى حزينة عليها ... كان مازال قاعد سرحان وبيفكر فى حاجات كتير أوى، بقا شايفها مختلفه عن أى حد، مختلفه عن التفكير إللى هو كان ناويلها عليه، مختلفه بشكل غريب هو مش فاهمه، مش فاهم أى حاجه، طب مختلفه إزاى؟ وليه؟ وإمتى؟ ليه بيفكر فيها ومش راضية تروح من باله، بيحاول على قد مايقدر يبعد عن كلمة "الحب"، لإنه مقتنع إن مافيش حاجه إسمها حب، ممكن إحتياج؟ محتاجها فى حياته؟ ..
فاق على صوت إسماعيل إللى بيقدمله الشاى وقعد جنبه ..
إسماعيل وهو بيحط إيده على كتفه:"عمر، أنا بكلمك."
عمر بإستيعاب وهو بيبصله:"فى إيه؟"
إسماعيل:" إنت إللى فى إيه، مالك؟ تايه كده ليه؟"
عمر كان بيبص حواليه وبيحاول يستوعب المكان إللى قاعد فيه وبدأ يتكلم بهمس..
عمر وهو بيبصله:"شوق."
إسماعيل بإستفسار:"مالها؟"
عمر مش فاهم حاجه عشان ينطق، فبالتالى مش عارف يقول إيه ده غير إنه مشتت ومش فايق .. إسماعيل إستغرب سكوت عمر وتشتته وفجأه برق لإعتقاده إن عمر عمل حاجه فى شوق...
إسماعيل بصدمه وعدم إستيعاب وبصوت عالى:"عملت إيه فى البن........."
عمر بحركة سريعه حط إيده على بوق إسماعيل يكتم صوته فبالتالى ماكملش كلامه..
عمر بعصبيه مكتومه وهمس:"ششششششششششششش، صوتك يا متخلف، ماحصلش حاجة."
إسماعيل عقد حواجبه وهو فى نفس الوضعية دى.. عمر بِعد إيده عنه وبدأ يتكلم بحزن و شرود..
عمر:"تعالى عندى الدكان نتكلم على راحتنا."
إسماعيل:"ماشى."
عمر قام من مكانه متناسيًا كوباية الشاى، إسماعيل إتنهد وأخدها معاه وراح وراه .. دخل الدكان وقعد على كرسى وإسماعيل جاب كرسى وقعد جنبه ..
إسماعيل:"خد الشاى ده إشربه وهدى أعصابك وإحكيلى فى إيه؟، وتايه كده ليه؟"
عمر أخد منه الكوبايه وشرب رشفة وبصله..
عمر بحزن وشرود:"معرفش فى إيه، معرفش أنا ليه تايه، مش فاهم أى حاجة."
إسماعيل بإستفسار:"كل الكلام ده عن شوق صح؟"
عمر هز راسه وشرب تانى من الشاى ..
إسماعيل:"إحكى إللى إنت مش فاهمه."
عمر غمض عيونه لتذكرة محاولته معاها وللأسف دى أول مره يندم إنه حاول يقرب من واحدة ..
عمر بتنهيدة حارة وهو بيبصله:"أنا متلغبط جدا، أنا مش فاهم حاجة، كانت بين إيديا وفجأة بعدت عنها، مش عارف ليه، بس صورتها وهى بتضحك معايا وقتها جات، محايلتها ليا فى إنى ماسبهاش، حسيت إنى هتدمر لو كملت إللى بعمله وهتدمر لو بعدت عنها كإن فى مغناطيس شاددنى ليها، أنا بعدت عنها بصعوبة، أنا فى متاهة يا إسماعيل، أحاسيس متلغبطة، ده غير إنى بتضايق لما بلاقيها بتتعامل مع شاب غيرى، مش بتضايق بس، أنا ممكن أقتله عادى ومايهمنيش إيه إللى هيحصل بعدها، إنت متخيل إنى ضربت واحد عشانها النهارده؟"
إسماعيل بإستغراب:"إحكى بالتفصيل."
عمر بدأ يحكيله كل حاجة حصلت بعد المدرسه .. بعد مرور فترة بسيطة .. عمر كان قاعد وحاطط راسه بين إيديه وبيبص للأرض بشرود، وإسماعيل بيضحك عليه ضحكات مكتومة، وفجأه..
إسماعيل:"هههههههههههههههههههههههههههه."
عمر إستغرب ضحك إسماعيل...
إسماعيل فى وسط ضحكاته:"أخيرا ههههههههههههه جه اليوم إللى هههههههههههههههه أشوفك بتحب فيه يا عمر ههههههههههههه."
عمر برق من الكلمة دى .. إسماعيل بدأ يهدى..
إسماعيل:"إللى إنت فيه ده حب فوق الحدود بس إنت مش واخد بالك أو بتكابر."
عمر بضيق:"بلاش تخلف، قال أحب قال، مافيش حاجة أصلا إسمها حب."
إسماعيل بإصرار:"لا فى، البنت مابتروحش من على بالك، ده غير إنك كنت بتراقبها بقالك شهرين من بعيد، والولد إللى يادوب كانت هتسلم عليه، كان ممكن عادى تاخدها وتمشى لكن لا إنت ماشوفتش قدامك طحنته ومرمطته لما قالك دى "بتاعتى" ولولا أصحابه إللى بعدوه عنك كان زمانه مات فى إيدك، إنت بتغير وبتحب إنت عاشق يا عمر، عارف يعنى إيه عاشق؟"
عمر بغضب:"بلاش كلام فارغ، قولتلك أنا مش بحبها ولا بعشقها، مين قال إنى بفكر فيها؟ لا ده خيالها هو إللى متطفل وبيجيلى دايما، بشوف طيفها حواليا فى كل مكان، وده لإنه بيمشى ورايا، مين قال إنى كنت براقبها بقالى شهرين من بعيد هاه؟ *أخد نفس عميق بس إستغرب* إنت عرفت منين الموضوع ده؟"
إسماعيل بإستعباط:"موضوع إيه؟"
عمر بضيق:"إنى بمشى وراها؟"
إسماعيل:"هههههههههههههههه."
عمر:"بطل ضحك وجاوبنى."
إسماعيل:"شوفتك صدفة مش أكتر، كنت معدى من هناك وشوفتك واقف من بعيد وبتبصلها."
عمر بضيق:"ده مش معناه إنى بحبها."
إسماعيل برخامة:"عندك حق، معناه إنك بتموت فيها مثلا؟"
عمر بغضب مكتوم:"إمشى يا إسماعيل بدل ما أعملك عاهة فى وشك تاخد عليها عشر غرز، غور من وشى."
إسماعيل:"مش همشى يا عمر، أنا عايز أفهمك حاجة، يوم أما تلاقى فرصة للراحة إمسك فيها وتبت فيها، *قرر يضايقه* وبعدين بصراحة البنت قمر و حلوه و..........."
قطع كلامه لكمة قوية من عمر ..
عمر بغضب وهو بيمسكه من لياقة القميص:"إياك يا إسماعيل، إياك تجيب سيرتها تانى، هتموت على إيدى."
إسماعيل بوجع وهو حاطط إيده على خده:"اااااااااااااه، ربنا ياخدك، منك لله."
عمر بغضب:"ده تحذير منى ليك، إياك تجيب سيرتها تانى."
إسماعيل بوجع وهو بيقوم من مكانه:"حرام عليك يا أخى، همشى إزاى فى الحارة بالشكل ده؟، أكيد وشى ورم."
عمر بضيق:"عشان تتربى."
إسماعيل:"وهو إللى زيك يعرف يعنى إيه تربية."
عمر:"ملكش فيه، روح شوف شغلك وإبعد عنى."
إسماعيل:"طب هات حق كوباية الشاى."
عمر ببرود:"إنت إللى جايبهالى من غير ما أطلبها منك، يبقى إنت إللى تدفع تمنها مش أنا."
إسماعيل بنفاذ صبر:"مانا لو معايا كنت دفعت، هات حق الكوبايه عشان المعلم عطية مايتكلمش معايا."
عمر ضحك بإستهزاء وفرغله جيوبه إللى مكنش فيها حاجة..
عمر:"كان على عينى، شايف جيوبى فاضية إزاى؟ أنا خلصت آخر حاجة كانت معايا من شوية."
إسماعيل بضيق:"طيب."
أخد الكوباية ولسه هيمشى..
عمر:"معاك أكل إيه؟، أنا جعان."
إسماعيل وهو بيبصله:"فى باقى معايا 3 معالق فول ونص رغيف."
عمر بإمتعاض:"إنت عايز تموتنى ولا عايز تعمل إيه؟ أنا هعمل إيه بال 3 معالق والنص رغيف دول أسلك بيهم أسنانى؟"
إسماعيل وهو بيمشى:"مش عايز خلاص ماتضيعش وقتى."
عمر بإستسلام:"طب خلاص هاته أهو أحسن من مافيش."
إسماعيل:"ماشى."
إسماعيل راح للقهوة وبعدها رجع ومعاه الأكل لعمر، وعمر بدأ ياكل وفى نفس الوقت عيونه على شباك شوق المقفول، وبيسأل نفسه يا ترى هى بتعمل إيه دلوقتى؟ وفى نفس الوقت بيفكر كلام إسماعيل ليه، هل هو بيحبها فعلا؟ .. شوق غيرت هدومها وسرحت شعرها ولسه هتربطه إفتكرت عمر لما كان بيفردهولها وبيقولها إنها كده حلوة، إبتسمت وبصت لشعرها وقررت إنها تسيبه مفرود، عيونها جات على شباكها المقفول ولسه هتروح تفتحه إفتكرت تحذير عمر ليها بس نفسها تشوفه أوى صبرت نفسها شوية إنه هيتصرف عشان يشوفوا بعض، إتنهدت تنهيدة بسيطة وخرجت من أوضتها، إبتسمت لما لقت مامتها بتحط أطباق الأكل على الترابيزة، باستها من خدها..
شوق:"تسلم إيديكى ياماما."
رانيا:"الله يسلمك ياحبيبة ماما، يلا إقعدى كلى."
قعدت على كرسى وبدأت تاكل ورانيا قعدت جنبها وبتبصلها .. شوق عيونها جات فى عيون مامتها إللى بتبصلها ..
شوق بإستفسار:"مابتاكليش ليه يا ماما؟"
رانيا:"إنتى عارفة إنى بستنى باباكى ييجى عشان آكل معاه، يلا كلى إنتى وإتغذى."
شوق هزت راسها وكملت أكلها وفى نفس الوقت بتفكر فى عمر، وبتسأل نفسها ياترى بياكل إيه؟ هى ماتعرفهوش أوى، كل إللى تعرفه عنه إنه مابيعرفش يقرأ و يكتب، ووالده متوفى، وعايش فى الدكان ده، ماتعرفش أى حاجة تانيه عنه .... مرت الأيام وعمر بيفكر يشوفها إزاى وفى نفس الوقت بقا بيتعصب بشكل رهيب بسبب غيابها عن عيونه ولكنه بيبرر كل ده بإنه مضغوط فى الشغل عشان يكسب قوت يومه .. شوق خايفة تفتح الشباك أحسن عمر يشوفها وهى واقفه فى الشباك وخايفة من عقابه ليها لو شافها، خايفه من بُعده عنها أو من زعله منها فضلت مستنياه يتصرف زى ماقالها، لحد ما عدا أسبوع على محاولة عمر فى إنه يتصرف .. حسين كان واقف قدام الحوض وبيغسل إيده بعد ماخلص أكل بس إتفاجئ بخلاط الحوض إللى إتقطم ...
حسين بضيق:"أهو ده إللى ناقص."
خرج من الحمام وغسل إيده فى حوض المطبخ ... خرج من المطبخ ووجه كلامه لرانيا إللى بتشيل الأطباق ..
حسين:"أنا هنزل أدور على سباك يركبلنا خلاط جديد لحوض الحمام، عايز أرجع ملاقكيش موجوده فى المطبخ وبنتك ماتخرجش من أوضتها."
رانيا:"حاضر."
خرج من الشقة، ولحسن حظ شوق إنها كانت لسه هتخرج من أوضتها فى الوقت ده وسمعت كلام باباها لمامتها، قالت لنفسها "سباك!!!، يا رب يكون عمر."
إبتسمت بفرحة وغيرت هدومها لهدوم أحلى على أمل إنها تشوفه وتخليه يشوفها .. حسين نزل من البيت وبص حواليه ومش عارف يسأل مين أو يعمل إيه، لحد ماعيونه جات على معلم قاعد فى القهوة إللى نحية البيت، راح للقهوة..
حسين:"السلام عليكم."
معلم عطية:"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، إتفضل تؤمر بحاجة يا أ/حسين؟"
حسين لوهلة إستغرب معرفته بيه بس برر ده بإن مافيش حاجة بتستخبى فى الحارة دى ..
حسين:"أه كنت محتاج أسأل عن سباك يركب خلاط جديد لحوض الحمام، ماتعرفش ألاقيه فين؟"
عطية عيونه جات على دكان عمر المقفول وبدأ ينادى...
عطية بصوت مسموع:"واد يا إسماعيل."
إسماعيل بصوت مسموع وهو خارج من القهوة:"أيوه جاى."
إستغرب لما لقى أبو شوق واقف مع المعلم .. فاق على صوت المعلم..
عطية:"فى إيه ياض يامعصعص واقف كده ليه؟، ماتشوف صاحبك الداهية ده راح فين؟"
إسماعيل بتوتر:"خير يا معلم؟ عمر عمل إيه؟"
عطية:"معملش حاجة، بس الأستاذ حسين عايز سباك وصاحبك مش موجود."
إسماعيل من جواه فرح أخيرا لإن جات الفرصة إن عمر يشوف شوق وده لإن عمر كان متعصب الفترة إللى فاتت بسبب إنه مش عارف يتصرف أو يشوفها إزاى لكنه كان بيكابر وبيقول "مضغوط مش أكتر".. بص لحسين وبدأ يتكلم ..
إسماعيل بفرحة:"عيونى، خليك واقف فى مكانك يا أستاذ حسين، هجيبولك علطول."
إسماعيل ساب الصينيه إللى فى إيده وجرى بسرعة للمكان إلى عمر فيه .. حسين إستغرب إسماعيل "ماله ده؟" .. فاق على صوت المعلم عطية ..
عطية وهو بيسحب نفس من الشيشة إللى فى إيده:"أقعد يا أستاذ حسين، ماتفضلش واقف كده."
حسين قعد وفى نفس الوقت بيحاول مايتنفسش دخان الشيشه وده لإنه مابيحبش التدخين أصلا ..
عطية:"ألا قولى يا أستاذ حسين."
حسين بصله بإستفسار..
عطية:"إنت بتشتغل إيه؟"
حسين:"محاسب."
عطية:"بسم الله ماشاء الله، وإنت بتعمل إيه بقا؟"
حسين:"حسابات، يعنى هكون بعمل إيه؟"
عطية:"معلش، أصل محسوبك جاهل، مش متعلم يعنى."
حسين:"حصل خير."
حسين بص للناحية التانية .. عطية سحب نفس تانى من الشيشة ..
حسين:"هو الصبى بتاع القهوة إتأخر كده ليه؟"
عطية:"أكيد بيدور على عمر، تلاقيه بيسترزق من أى مكان تانى، الواد شغله نضيف أى نعم هو بجح وقليل الأدب بس جدع وبتاع مكسب."
حسين بهمس:"أستغفر الله العظيم."
عطية:"ألا قولى يا أستاذ حسين، إنت واخد الشقة دى تمليك ولا إيجار؟ أصل البيت ده بالذات شققه غاليه فكنت عايز أعرف عشان كنت عاوز أخد شقة فيه."
حسين:"تمليك."
عطية:"مممممممم، أنا قولت كده برده."
حسين كان متضايق من التأخير ده، ده غير طريقة كلام المعلم عطية إللى مضايقاه أكتر ... إسماعيل وصل لمكان الشغل إللى عمر موجود فيه .. كان واقف فى ورشة النجارة وبيرسم خطوط على الخشب عشان يحدد هيقطع الخشب بالمنشار لحد فين، حط القلم على ودنه وبدأ يشتغل بالمنشار، ماسمعش صوت إسماعيل إللى بيناديله وهو واقف بعيد ولما قرب منه سمعه...
إسماعيل:"ياعمر."
عمر بصله بإستفسار وساب إللى فى إيده ..
إسماعيل وهو بينهج:"فى شغل مهم أنا جايبهولك."
عمر:"إنت شايفنى فاضى؟ قول للزبون هجيله يوم تانى."
إسماعيل:"إسمع بس، ده أبو شوق هو الزبون."
عمر بإنتباه:"عايز إيه؟"
إسماعيل:"عايز سباك."
عمر بلهفة غير واضحة:"وماقولتش ليه من الأول سايبنى واقف كده وبنتكلم، هو فين؟"
إسماعيل:"عند القهوة."
عمر ماحسش بنفسه غير وهو بيرمى إللى فى إيده ونسى ينفض هدومه وشعره من نشارة الخشب البسيطة وراح بسرعة للحارة، وإسماعيل جرى وراه .. وصلوا للحارة وعمر راح القهوة..
عطية:"أهو الأسطا جه."
عمر لحسين:"خير يا حج فى مشكلة؟"
حسين بص لعمر من فوق لتحت بسبب شكله الغير مهندم وهدومه وشعره، وفى نفس الوقت حاسس إنه شافه وإتعامل معاه قبل كده ..
عمر بتوضيح وهو ملاحظ تركيزه:"معلش بس كان فى إيدى شغل نجارة كنت بخلصه."
حسين بتدقيق من ملامحه:"أنا شوفتك فين قبل كده؟"
عمر بتفهم:"أنا هنا بشتغل كل حاجة فى الحارة، أنابيب، خشب، سباكة، كهرباء والذى منه .. يمكن تكون شوفتنى فى يوم تبع حاجة منهم."
حسين مش متذكر كان شافه فين قبل كده بس عدا وماحبش يركز أكتر..
حسين:"عندى مشكلة فى السباكة، خلاط حوض الحمام إتقطم منى."
عمر بتفهم:"خلاص هركبلك واحد جديد، هجيب العدة وهجيلك."
حسين:"أنا فى البيت ده فى الدور التالت."
عمر:"حاضر."
حسين قام من مكانه ودخل البيت تحت عيون عمر وإسماعيل وعطية إللى بياخد من نفس طويل من الشيشة بتاعته .. عمر إتنهد وراح للدكان وفتحه جهز عدته، ونفض هدومه وشعره وراح للبيت بتاع شوق، وقف قدام الشقة بتاعتهم وأخد نفس عميق وبدأ يخبط على الباب .. حسين فتحله الباب وشاورلة على طريق الحمام ..
حسين:"من هنا."
عمر دخل وبص حواليه وبيدور على شوق بعيونه وفى نفس الوقت رايح فى طريقه للحمام، دى كانت أول مره ياخد باله من شقتهم إللى الفرش بتاعها نضيف وحلو، لوهلة إستغرب بس إفتكر الفستان إللى شوق كانت لابساه يومها، وحسب تمن الفستان فى دماغه لقى إنه هيعدى تكلفه كبيرة تساوى المبلغ إللى بيجمعه آخر كل شهر أو ممكن أكتر .. دخل الحمام وبدأ يفك الخلاط بتاع الحوض وحسين واقف معاه .. شوق كانت واقفه فى أوضتها ولما سمعت باب الشقة بيتقفل، بصت من فتحة الباب بتاع أوضتها وشافت عمر إللى رايح للحمام وأبوها ماشى وراه .. إبتسمت بفرحة عشان أخيرا شافت عمر، أخدت نفس عميق وبتحاول تفكر تتكلم معاه إزاى .. رانيا كانت قاعده فى أوضتها وحاطه إيدها على خدها ومستنيه السباك إللى لسه جاى يمشى عشان تخرج من الأوضه ..
عمر بتنهيدة:"أنا كده فكيت الخلاط، عايز خلاط جديد ومعايا الصمولة."
حسين:"حاضر، خليك مكانك."
حسين راح لأوضته هو ورانيا ..
رانيا:"فى إيه؟"
حسين:"كان فى خلاط زيادة هنا كنا جايبينه يوم أما كنا بننقل، ماتعرفيش انا حطيته فين؟"
رانيا بتفكير:"لا مش فاكرة."
حسين بدأ يدور فى الأوضه ورانيا بدأت تدور معاه ... شوق أول أما شافت أبوها دخل أوضته خرجت بهدوء من أوضتها ومن جواها بتتمنى إنه مايخرجش دلوقتى ... راحت للحمام وبصت لعمر إللى سرحان ومش واخد باله منها..
شوق بهمس:"عمر."
عمر فاق من شروده وبصلها .. إبتسمتله إبتسامة بريئة وبصت لملامحه إللى التعب والإرهاق واضح فيهم، دقنه طولت شويه، عيونه إللى واضح عليهم قلة النوم .. فضل فى مكانه مابيتحركش وبيبصلها واقفه قدامه بالشكل إللى هو بيحبها بيه، شعرها المفرود وبرائتها إللى واضحة فى عيونها، ونسى هو كان بيفكر فى إيه ..
شوق بإرتباك وإحراج وهمس وهى بتفرك فى صوابع إيديها:"إزيك ياعمر؟"
ماحسش بنفسه غير وهو بيبتسم وبيخرج من الحمام لإنها كانت واقفه بره الحمام .. ضمها لحضنه بقوة ...
عمر وهو بيهمس فى ودنها وهى فى حضنه:"أنا بقيت كويس لما شوفتك."
بعد عنها وعدل شعرها، وهى كانت حاسه بالخجل الشديد من قربه منها..
عمر بهمس وهو بيمسك وشها بين إيديه:"طمنينى عليكى عملتى إيه فى الأيام إللى فاتت دى؟"
شوق بإرتباك وخجل من لمسته وببراءة:"معملتش حاجة، كنت مستنياك."
عمر ضمها لحضنه تانى ومش فاهم نفسه، تايه ومرتبك معاها هى وبس بركان من المشاعر، لما كانوا بعيد عن بعض كان حاسس بعذاب كبير لإنه مكنش بيشوفها، ولما شافها حس إن الدنيا ضحكتله، كلام إسماعيل بيتردد فى دماغة .. "إنت بتحبها ياعمر"
عمر وهو بيبعد عنها وبيملس على شعرها:"يلا روحى على أوضتك قبل ما باباكى يشوفك معايا."
شوق بهمس وحزن:"بس هشوفك تانى إمتى؟"
عمر:"مش عارف، بس خلينا زى ماحنا."
شوق بحزن:"حاضر."
عمر:"ماتزعليش ياشوق، كلها أسبوعين أو تلاتة وهتبدأى الترم التانى."
شوق:"بس أنا عاوزه نخرج مع بعض ونتفسح."
عمر بإبتسامة:"ماتقلقيش هنخرج وهنتفسح."
كانت لسه هتتكلم أخدت بالها من حاجة موجودة فى شعره، وقفت على أطراف صوابعها ورفعت إيدها ومسحت على شعره، عمر إتخشب فى مكانه بسبب لمستها، إبتسمت بفرحة أول أما شعره مبقاش فيه حاجة عيونها جات فى عيونه إللى بتبصلها بنظرة غامضة هى مافهمتهاش، إبتسمتله ببراءة ده غير نظرتها ليه إللى حسسته إنه كل حاجة بالنسبالها، عمر مش فاهم بركان المشاعر إللى إتحرك جواه ده لما هى لمست شعره، فى الوقت ده بالذات إتمنى إنهم يكونوا فعلا لوحدهم بعيد عن كل الناس، يتخطى كل الحواجز معاها، برائتها إللى مش موجودة فى حد، عمره ماشافها فى أى حد، فاق من إللى هو فيه لما شم ريحة أكل!، بدأ يشمشم وبيبص نحية الحلل المغلقه، بلع ريقة بإرتباك لما لقى ريحة الأكل حلوة...
شوق ببراءة وهمس وهى ملاحظة نظراته:"إنت جعان ياعمر؟، أجيبلك أكل؟"
عمر بإحراج غير واضح وأول مره يحس بيه وهو بيبصلها:"لا شبعان، هى بس ريحة الأكل حلوة و .............."
قطع كلامه صوت باب الأوضة إللى إتفتح، عمر مسك شوق من دراعها وأخدها على جنب عشان يتداروا جوا المطبخ، حسين كان خارج من أوضته وبيبص للخلاط إللى فى إيده، وعمر وشوق واقفين مترقبين الموقف وخاصة عمر إللى مركز مع صوت خطوات حسين إللى مقربه عليهم، أما شوق كانت واقفه مرعوبة وخايفه إن باباها يشوفها مع عمر... حسين كان لسه هيدخل المطبخ، وقفه صوتها .....
رانيا:"إستنى ياحسين، إللى معاك قديم وبايظ."
حسين دخل تانى الأوضة وقفل الباب وراه ..
عمر بتصرف سريع وهمس:"روحى بسرعة على أوضتك."
شوق راحت بسرعة لأوضتها تحت عيون عمر إللى عرف مكان أوضتها ورجع للحمام تانى، إتنهدت بإرتياح أول أما دخلت الأوضة، وفى نفس الوقت مبسوطة إنها شافته، حسين خرج من الأوضة وراح لعمر إلى واقف فى الحمام نحية الحوض وبيمثل الإنشغال ..
حسين:"إتفضل."
عمر أخد منه الخلاط وبدأ يركبه وفى نفس الوقت بيدور فى دماغه أسئلة كتير وبيفكر أكتر، حسين كان متابعه بعيونه ومتابع تركيزة فى الشغل وشايف إنه شاطر ... بعد مرور فترة بسيطة .. عمر كان بيمسح إيده بمنشفه وواقف مستنى حسين إللى دخل أوضته .. حسين خرج من الأوضة علطول وكان ماسك فى إيده محفظة الفلوس بتاعته ..
حسين:"حسابك كام؟"
عمر بإبتسامة:"خليها عليا يا حج حسين."
حسين:"ربنا يخليك، عايز كام؟"
عمر:"قولتلك خليها عليا."
حسين تجاهله وفتح المحفظة، عمر عيونه جات على الفلوس الكتير إللى فيها...حسين أخد مبلغ وإداهوله..
حسين:"إتفضل."
عمر بص للمبلغ إللى فى إيد حسين ومسكه بس أخد منه مبلغ وقدم الباقى لحسين..
عمر:"دى أجرة تعبى وشقايا."
حسين وهو يربت على كتفه:"خلى الباقى علشانك."
عمر كان لسه هيرد عليه ويقوله "أنا مش شحات" وكان هيتعامل معاه بطريقته البجحة لكن صورة شوق جات فى باله وهى بتضحك، حاول يتحكم فى أعصابه وإبتسم إبتسامة مصطنعة...
عمر وهو بيحط الباقى على الترابيزة:"شكرا يا حج، بس أنا فعلا محتاج أجرتى وبس، بعد إذنك."
عمر مشى وهو بيحاول يتحكم فى غضبه بسبب إن نفسه صعبت عليه جدا وده لإن والدها حسسه إنه شحات وقليل أوى عنهم ... حسين دخل الأوضه وواضح عليه ملامح الإستغراب..
رانيا وهى ملاحظة إستغرابه:"فى إيه ياحسين مالك؟"
حسين بتفكير:"الواد السباك ده مش عارف ماله."
رانيا بإستغراب:"عمل إيه؟"
حسين:"رفض إنه ياخد بقشيش على شغله."
رانيا بإبتسامة:"شكله مابيحبش حد يعطف عليه."
حسين بتنهيدة:"ممكن، بس هو واد شاطر وبيركز فى شغله أوى، بإذن الله مش هتكون آخر معاملة معاه."
رانيا:"إن شاء الله."
....................
شوق كانت قاعدة فى أوضتها بتفكر فى عمر ومبسوطة جدا إنها شافته وشايفه إنها مش هتقدر تستنى كتير زى ماهو إتفق معاها وقالها، لا هى محتاجة تشوفه كل يوم وكل شوية .. عيونها جات على الشباك المقفول بتاعها وقربت منه بتوتر، فتحت الشباك بس حاجة بسيطة عشان عمر مياخدش باله منها، وبالفعل حاولت تلمحه من فتحة الشباك البسيطة دى لحد أما لقته قاعد فى الدكان وبيظبط حاجته، إبتسمت إبتسامة جميلة عشان هى شايفاه قدام عيونها، وقررت إنها هتفضل تراقبه من بعيد لحد ما الترم التانى يبدأ ... عمر كان قاعد فى الدكان وبيعدل حاجته وفى نفس الوقت دماغه مشغوله بالتفكير فاق من إللى هو فيه لما حس بإيد حد على كتفه..
إسماعيل:"مالك فيك إيه؟"
عمر إتنهد وبصله بس ماتكلمش ..
إسماعيل بإستغراب:"فى إيه ياعمر؟"
عمر:"إحنا مش نافعين مع بعض."
إسماعيل بخضه وهو بيقعد جنبه على الأرض:"وإحنا من إمتى بينا الكلام ده يا عمر؟ هو أنا زعلتك فى حاجة؟ إحنا بينا سنين وعشرة عمر فى الشارع، كل ده عشان كوباية الشا......"
عمر بضيق وهو بيقاطعه:"كوباية شاى إيه دلوقتى؟، بقولك أنا وشوق مش نافعين مع بعض."
إسماعيل بإستيعاب وهو بيهرش فى راسه:"اااااااه تقصد شوق، خضتنى، طب إيه إللى حصل خلاك تقول كده؟"
عمر بتنهيدة وهو بيبص لشباكها:"هى من مستوى وأنا من مستوى تانى، هى فوق وأنا تحت، *إتكلم بشرود* هى حاجة تانية، مش زى أى حد، ماينفعش تبقى معايا، هى مكانها مع حد تانى."
إسماعيل بإستغراب من نبرته:"إنت بتتكلم بجد ياعمر؟"
عمر:"بتكلم بجد، *أخد نفس عميق كإنه مش قادر يتنفس* أنا قررت أخرجها من حياتى، هى تستاهل إنها تعيش حياتها زى أى بنت طبيعية، هى لسه صغيرة ماينفعش تضيع نفسها مع واحد زيي."
إسماعيل:"الكلام ده يطلع من واحد عاقل لكن عمره ما يطلع منك، إنت من إمتى بتتخلى عن حاجة إنت عايزها؟"
عمر:"من يوم ما قابلتها وأنا بقيت بتخلى عن كل حاجة بس وأنا مش واخد بالى، أنا كنت كويس قبل ما أقابلها."
إسماعيل:"بس إنت بتحبها يا عمر."
عمر بضيق من كلامه:"بحبها بحبها بحبها، هو إيه؟ الكلمة دى هتفضل زى اللبانه فى بوقك؟ أنا مابحبهاش، البنت مش هينفع أضيعها، سواء عملت حاجة أو معملتش وجودى معاها هيضيعها، تبص لواحد فقران زيي ليه؟ بقولك *كمل بوجع مش فاهم سببه* حياتها هتبقى أحسن مع غيرى، أبوها هيجيبلها عريس فى نفس مستواهم المادى، يستحيل يبصوا لواحد زيي."
إسماعيل بشك:"إنت بتقول كلامك ده بناءًا على إيه؟ هو إنت ناوى على حاجة رسمية؟"
عمر بنرفزة ووجع ومش عارف السبب:"يابنى آدم إفهمنى، أبوها فوق كان بيدينى فلوس فوق أجرتى وبيقولى خلى الباقى علشانك، ده طبطب عليا كإنى بمدله إيدى وهو بيقول "الله يسهلك"، كنت هرد عليه وأزعقله وأقوله إنى مش شحات وكنت هرميله الفلوس لكن شوفت صورتها قدامى ومسكت نفسى بالعافية، البنت عايشه فى مستوى مادى حلو، ليه تبصلى أنا؟ ليه تتعلق بيا أنا؟ فى حين إنها ممكن تتعلق بواحد أحسن منى، واحد عمره مانام مع بنات قبل كده، واحد عمره ماعمل حاجة حرام، واحد عمره ماهيبهدلها، *أخد نفس عميق وكمل بهدوء* شوق ماتستحقش إنها تتبهدل مع واحد زيي، شوق ليها الأحسن، خلاص طريقنا مقطوع."
إسماعيل:"بس إنتوا ......"
عمر وهو بيقاطعه:"مافيش "إنتوا"، أنا وهى مالناش قصة، الموضوع خلص خلاص."
إسماعيل:"بس........"
عمر بنزفزة وهو بيقاطعه:"بقولك الموضوع خلص، إمشى يا إسماعيل من قدامى، أنا مستحمل نفسى بالعافية."
إسماعيل بتنهيدة:"ماشى ياعمر."
قام من مكانه وراح للقهوة، وعمر قفل الدكان على نفسه وبيحاول يهدى نفسه من كمية المشاعر إللى حاسس بيها، معقوله هيبعد عنها؟ ده بيتجنن لما مش بيشوفها، بس لا لازم يمسك نفسه ويخليها تنساه البنت متعلقه بيه وبوجوده، مش بتحبه .. حب!! الموضوع مالهوش علاقة بالحب لازم يبعد، البنت هتتدمر لو فضلت معاه أكتر..
عمر بهمس لنفسه:"كده أحسن ليا وليها."
مرت الأيام وعمر بيحاول مايبصش لشباك شوق، لكن غصب عنه عيونه بتخونه وبتيجى على الشباك المقفول .. شوق كانت بتبص على عمر فى خفاء من نحية شيش الشباك المقفول، وعيونها متعلقه بكل حركة هو بيعملها، حاسه بإحساس غريب وهى بتبص عليه فى كل ثانية وهو قدامها، حاسه بحاجة بتنبض جواها، هى عارفه إنه قلبها، طب ليه بينبض؟؟، أحاسيس ومشاعر جديدة بتنمو جواها نحية عمر إللى مش قادره تبعد عيونها عنه لحظة واحدة ... نظراتها ليه إختلفت، باقت مختلفه وغريبة، باقت شايفاه كل حاجة، شايفه إنه الحياة فى حد ذاتها، وفى نفس الوقت بتتمنى إنه يتصرف وتشوفه وتتكلم معاه تانى لكن ماحصلش، إسماعيل كان بيحاول يتكلم مع عمر فى موضوعه هو وشوق لكن عمر كان بيقفله من جميع الإتجاهات .... فضلوا على الحال ده لحد ما عدا أسبوعين بعد الأسبوع الأول ... شوق كالعادة كانت واقفه عند الشباك بتحاول تلمح عمر، لكن للأسف مكنش موجود والدكان مقفول، رانيا كانت واقفه فى المطبخ وبتطبخ كعادتها وفى نفس الوقت بتنادى على شوق ..
رانيا بصوت مسموع:"شوق."
شوق خرجت من أوضتها لما سمعت صوتها، بس وقفت فجأه لما حست إن الدنيا بتدور بيها، مسكت فى إيد كرسى عشان تسند نفسها، فضلت واقفه فى مكانها لحد أما بقت تمام ودخلت المطبخ..
شوق بإستفسار:"نعم يا ماما؟"
رانيا بإنشغال:"معلش ياحبيبتى، هاتيلى طبقين من النيش."
شوق:"حاضر."
خرجت من المطبخ وراحت للنيش، فتحته وأخدت منه طبقين وقفتله تانى، ولسه هتتحرك الدنيا دارت بيها بشكل خلاها تتعب، حاول تتسند على أى حاجة قدامها بس مكنش فى أى حاجة تسند عليها، وفجأه الدنيا باقت ظلام حواليها ... رانيا فى عز إنشغالها سمعت صوت أطباق بتتكسر، إتنفضت فى مكانها وسابت إللى فى إيديها وخرجت من المطبخ لقت شوق مرميه على الأرض ..
رانيا بصراخ:"شوق."
جريت عليها بسرعة وأخدتها فى حضنها وحاولت تفوقها..
رانيا بخوف:"قلب ماما، فوقى ياحبيبتى، فوقى عشان خاطى."
ضربتها أقلام خفيفه لكن شوق كانت غايبة تماما عن الوعى، دموعها نزلت وشالتها ونيمتها على كنبة فى الصالة وحاولت تفوقها تانى...
رانيا بدموع:"شوق، إصحى عشان خاطرى."
وبعد محاولات عديدة منها شوق فتحت عيونها بضعف وبصتلها وغابت عن الوعى تانى .. رانيا قامت من مكانها بسرعة ولبست هدومها ولفت إيشارب حوالين شعرها بهرجلة ونزلت بسرعة من البيت وراحت لأقرب سنترال وكل ده تحت عيون إسماعيل إللى مستغرب من جريها فى الشارع .. بدأت تعمل مكالمة من التليفون الأرضى للسنترال لمكتب حسين ...
(رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات)
فى مكتب المحاسب/ حسين عبدالله:
كان مركز فى شغله، بس خرج من تركيزة لما تليفون المكتب رن..
حسين بإنشغال وهو بيرد:"ألو."
رانيا وهى بتنهج:"إلحقنى ياحسين، شوق أغمى عليها، أنا خايفه، *بدأت تعيط* تعالى ياحسين بسرعة."
حسين بفزع وهو بيقوم من مكانه:"أنا جايلك حالا."
خرج بسرعة من المكتب وركب تاكسى وإتحرك لبيته .. رانيا رجعت لشقتها وحاولت تصحى شوق تانى، شوق فتحت عيونها بصعوبة ..
رانيا بإبتسامة ودموع وهى بتملس على وشها:"روح ماما، خليكى صاحيه، بابا هييجى دلوقتى."
شوق هزت راسها بنوع من اللاوعى، ورانيا ضمتها بقوة .. بعد مرور فترة بسيطة .. حسين وصل للبيت وخلى التاكسى يستناه وطلع لشقته بسرعته، راح لرانيا إللى بتعيط وواخده شوق فى حضنها ..
حسين بعدم إستيعاب:"مالها؟ إيه إللى حصل؟"
رانيا بدموع:"معرفش، أنا كنت فى المطبخ وكانت بتجيبلى حاجة من النيش فجأه وقعت على الأرض."
حسين:"طب إبعدى عشان أعرف أشيلها."
رانيا بعدت عن شوق وحسين قرب منها وبدأ يصحيها ..
حسين:"حبيبتى، ردى عليا."
شوق فتحت عيونها بضعف لحسين ..
حسين:"قوليلى ياحبيبتى مالك فيكى إيه؟"
شوق بتعب وضعف:"دايخه، وعايزه أنام."
غمضت عيونها تانى .. حسين قام من مكانه وشالها بين إيديه وخرج من الشقة ورانيا خرجت وراه .. نزلوا من البيت ..
حسين لرانيا:"إركبى عشان هنيمها على رجلك."
رانيا:"حاضر."
ركبت التاكسى وهو نيم شوق فى الكنبه إللى ورا وخلى راسها سانده على رجل مامتها وركب جنب السواق وإتحرك لأقرب مستشفى وكل ده تحت عيون إسماعيل إللى مش فاهم حاجة وفى نفس الوقت قلقان على شوق إللى كانت فاقده الوعى فى حضن أبوها، بدأ يجرى فى الحارة وبيدور على عمر بعيونه لكنه مكنش لاقيه .. بمرور الوقت .. وصلوا المستشفى وحسين شال شوق بين إيديه ودخل بيها المستشفى ووراه رانيا إللى بتعيط عليها .. إسماعيل ملقاش عمر فى أى مكان رجع للحارة تانى وقعد فى القهوه وبيحاول ياخد نفسه، بس قام من مكانه بسرعة لما لمح عمر داخل الحارة .. إسماعيل جرى نحيته لحد أما وقف قدامه ..
إسماعيل وهو بينهج:"إلحق ياعمر."
عمر بإستغراب:"فى إيه؟"
إسماعيل بدأ يتكلم بهمس مسموع لعمر:"شوق كان مغمى عليها فى حضن أبوها و........."
عمر ماستناش إسماعيل يكمل كلامه وماحسش بنفسه غير وهو بيجرى للبيت وقبل مايطلع إسماعيل مسكه من دراعه...
إسماعيل:"يابنى راحوا المستشفى."
عمر بقلق وعدم إستيعاب وهو بيبصله:"أنهى مستشفى؟، إسمها إيه؟ عنوانها فين؟ وراحوا إمتى؟"
إسماعيل:"راحوا من ساعة تقريبًا بس المستشفى معرفش فين."
عمر حس بغضب شديد ومسكه من لياقته ...
عمر بغضب:"وإزاى ماتقولش؟ ليه إستنيت ساعة؟"
إسماعيل:"دورت عليك ومالقتكش، إنت كنت فين؟"
عمر ساب لياقته ومشى من قدامه ...
إسماعيل:"عمر إنت رايح فين؟"
عمر بخوف بيحاول يداريه لكنه فشل:"هدور عليها."
مشى وسابه بس إسماعيل مسكه ..
إسماعيل:"إهدى بس، خلينا نستنى لما يرجعوا."
عمر بزعيق:"إفرض لو جرالها حاجه، أعمل إيه؟"
إسماعيل:"إهدى ياعمر، أكيد ماحصلهاش حاجه، يمكن تعب بسيط، خلينا نستنى بس."
بعد محايلات كتير من إسماعيل، عمر إستسلم وسمع كلامه وقعد إستنى رجوع شوق على نار ...
فى المستشفى:
شوق كانت نايمة بهدوء على سرير والمحاليل متوصله بجسمها .. ورانيا وحسين كانوا قاعدين جنبها .. الدكتور كان بيديلها حقنه فى الوقت ده وبصلهم هما الإتنين ...
حسين بإستفسار:"طمنا عليها يادكتور؟"
الدكتور بإبتسامة:"هى كويسه الحمدلله مافيش أى حاجه خطر، هى بس مابتاكلش كويس وده عملها أنيميا وهبوط فبالتالى أغمى عليها، بس المحاليل هتغذيها."
حسين بص لرانيا بغضب فى اللحظة دى، وهى فهمت نظرته بس مكانتش قادره تنطق لإن أعصابها تعبانه ..
حسين:"بنتى تقدر تخرج من المستشفى إمتى؟"
الدكتور:"من دلوقتى لو تحب، بس هبعت معاكم ممرضة تركبلها المحاليل."
حسين:"تمام جدا."
وبالفعل أخدوا شوق وكان معاهم ممرضة عشان تركبلها المحاليل .. بمرور الوقت وصلوا الحارة وحسين نزل من التاكسى وأخد شوق وشالها بين إيديه .. عمر وقف بسرعة لما شاف شوق إللى وشها شاحب ونايمة فى حضن أبوها ووراهم رانيا وواحدة تانية كمان معاهم ... إنتبه لجسم شوق إللى خس خالص وعامله زى الطفلة الصغيرة فى حضن أبوها ... كان قلبه واجعه عليها أوى وبيتمنى إنه يتطمن عليها بأى شكل .. طلعوا الشقة وحسين نيم شوق على سريرها والمرضة بدأت تقوم بشغلها حسين فضل واقف فى مكانه جامد ومستنى لما الممرضة تخلص وظيفتها ... بعد مرور فترة بسيطة، الممرضة أخدت فلوس قصاد شغلها وخرجت من الشقة وحسين مسك رانيا من دراعها وراح بيها على أوضتهم وقفل الباب وراه ..
حسين بعصبيه:"إزاى مابتاكلش؟ قوليلى إزاى؟ إنتى مابتأكليهاش؟؟؟"
رانيا بدموع:"صدقنى ياحسين والله كانت بتاكل، وكانت بتخلص طبقها كمان."
حسين:"كذابه، عايزه تموتيها وتخلصى منها صح؟"
رانيا بعدم إستيعاب:"إنت إزاى بتقول كده؟ أنا أمها."
حسين بسخرية:"يمكن عايزه تخلصى منها عشان مايبقاش فى حاجة تربطك بيا، *كمل بغضب شديد* عارفه هتمشى إمتى من حياتى؟ لما تموتى فاهمه؟"
خرج من الأوضة وسابها وهى قعدت تعيط من كلامه الجارح ليها .. حسين دخل أوضة شوق إللى نايمة والتعب واضح عليها بشكل كبير .. ملس على شعرها بحنان أبوى وباس راسها وخرج من أوضتها قابل رانيا فى طريقه وهى خارجه من أوضتها ..
حسين بتحذير:"غذى بنتك كويس، أنا هنزل أجبلها الأدوية إللى الدكتور كتبهالها."
خرج من الشقة ورزع الباب وراه .. وهى مسحت دموعها بحسرة ودخلت لأوضة بنتها .. قعدت جنبها على سريرها وبدأت تملس على شعرها بحزن ...
رانيا بدموع:"ليه تكذبى عليا وتقوليلى إنك أكلتى؟"
أخدتها فى حضنها وطبطبت عليها .. عمر كان قلقان جدا على شوق ومش عارف مالها، لمح حسين وهو بينزل من البيت وراح للصيدليه إللى على أول الحارة وبعد فترة بسيطة خرج منها وطلع البيت، دخل الشقة وراح لأوضة شوق إللى نايمة فى حضن مامتها ...
حسين بجمود:"قومى عشان أديلها العلاج."
رانيا:"هات أنا أديهولها ي........."
حسين بغضب:"عشان تقتليها المره دى صح؟"
رانيا بدموع:"إنت ليه مش مصدقنى أنا....."
حسين وهو بيقاطعها:"من غير كلام، إطلعى بره."
قامت من مكانها وهو أخد شوق فى حضنه وبدأ يفوقها عشان تاخد الأدوية بتاعتها ... رانيا قعدت بره فى الصالة وبتعيط على حالها، ومش فاهمه إزاى جوزها يتهمها فى كده؟ دى بنتها إزاى حد يقتل ضناه؟ .. عمر كان واقف فى الشارع وهيتجنن على شوق نفسه يتطمن عليها ويشوفها، نفسه يعرف مالها، وإسماعيل واقف جنبه وبيحاول يهديه، أول مره يشوف صاحبه كده، خوفه الواضح وجعه إللى ظاهر فى عيونه، قلقه الشديد عليها، عمر فضل ماشى رايح جاى لحد أما قرر يطلعلها ولسه هيتحرك..
إسماعيل وهو بيمسكة من دراعة:"أهو بسبب غباءك ده أبوها ممكن يقتلكم إنتوا الإتنين، إهدى."
عمر:"أنا عايز أطمن عليها."
إسماعيل:"هتتطمن عليها بس مش بالشكل ده."
عمر أخد نفس عميق وبيحاول يهدى نفسه، عيونه جات على الشباك المقفول، بس نظراته إتحولت للإستغراب الشديد ...
إسماعيل بإستفسار وهو ملاحظ إستغرابه:"فى إيه يا عمر؟"
عمر بصله وإبتسمله وبعدها بص للشباك تانى ...
إسماعيل:"إنت يابنى."
عمر وهو بيبصله:"هشوفها النهارده وهتكلم معاها."
إسماعيل بإستفسار:"إزاى؟"
عمر بتنهيدة وهو بيبص للشباك تانى:"هتعرف بعدين، يلا روح شوف شغلك."
إسماعيل كان لسه هيتكلم...
عطية بصوت مسموع:"واد يا إسماعيل، تعالى شوف الزباين جاتك داهية تاخدك."
إسماعيل بهمس مسموع:"إمتى أرتاح منك بقا، *كمل بصوت مسموع* أيوه جاى يا معلم."
راح للقهوة وعمر مازال بيبص للشباك بشرود وتفكير .. حسين خرج من أوضة شوق بعد ما إدالها العلاج ونامت تانى، عيونه جات على رانيا إللى قاعده بتبص بشرود قدامها .. أخد نفس عميق وراحلها ..
حسين:"رانيا لازم نتكلم."
رانيا بجمود وهى مش بتبصله:"إحنا فعلا لازم نتكلم."
حسين إستغرب نبرتها وقعد جنبها ..
حسين:"ماينفعش يا رانيا إللى حصل ده، إزاى أبقى سايبها معاكى وكل ده يحصلها؟ أكيد مابتأكليهاش و....."
رانيا بهدوء وهى بتقاطعه ومازالت مش بتبصله:"عمرى ما أذى بنتى، هى إللى كانت بتلح عليا إنها تاكل فى أوضتها بتدخل الأوضه وبعد شوية بتروح المطبخ وبتقولى إنها حطتلى الطبق فى الحوض عشان خلصته كله."
حسين:"طب كانت بتودى الأكل فين؟"
رانيا:"معرفش."
حسين:"هعرف منها لما تفوق."
قام من مكانه ولسه هيروح لأوضته ..
رانيا:"أنا لسه ماتكلمتش معاك."
حسين وهو بيبصلها:"أنا عايز أنام، أنا ماصدقت إنى إتطمنت عليها."
رانيا:"بس أنا عندى خمس كلمات عايزه أقولهم وبعدها تقدر تنام برحتك."
حسين قعد بهدوء جنبها وسكت مستنيها تتكلم ..
رانيا:"من النهاردة ياحسين، إللى بينى وبينك شوق وبس."
حسين ملامحه كلها إتحولت للغضب الشديد ومسكها من دراعها ...
حسين:"يعنى إيه؟ تقصدى إيه؟"
رانيا بجمود وهى بتبص فى عيونه:"زى ماسمعت، مافيش بينا غير شوق بنتنا، وأنا هفضل هنا فى البيت عشانها هى وبس، عشان زهقت منك ومن كل إللى بتعمله فيا، تعرف لو أهلى عرفوا بإللى إنت بتعمله فيا مش هيسكتولك لحظة واحدة وهيودوك فى داهية، لكن أنا ساكته عشان إنت أبو بنتى والإنسان إللى كنت بحبه فى يوم من الأيام، لكن لحد كده وكفاية، الكلمة عندى هتبقى بحساب وكل حاجة بالنسبالى هتبقى الند بالند، أنا إتنازلت كتير علشانك لإنى كنت عيله صغيرة، لكن بهدلة وقلة كرامة مش هستحمل، بقالى 18 سنة بقول لنفسى إستحملى حاله هيتصلح، لكن إنت دمرت آخر أمل جوايا فى إن معاملتك إللى زى الزفت دى تتصلح معايا، وماتخفش مش همشى وهسيبك، مش هعمل زى مامتك لإنى مش زيها، أنا عندى بنتى إللى ماليش غيرها بعد ربنا، فهفضل عشانها مش عشانك."
شالت دراعها من إيده وقامت من مكانها وراحت لأوضة شوق عشان تتطمن عليها ... حسين فضل قاعد فى مكانه وشايف إنه بيدمر نفسه قبل مايدمر مراته وبنته، ليه مش عارف يعيش لحظة حلوة؟ ليه كل حاجة باقت صعبة بالنسباله؟، هو إتصرف بإندفاع لإنه خايف على بنته، خايف يحصلها حاجة، وفى نفس الوقت مش عايز رانيا تبعد عنه، الإتنين بالنسباله الدنيا كلها، لازم يصلح الدنيا قبل ما الأمور تتعقد أكتر ماهى متعقدة ورانيا بتحبه وهتسامحه على كلامه ليها .. رانيا كانت بتملس بحب على شعر شوق إللى نايمة، قاست درجة حرارتها وإتطمنت عليها لما لقتها طبيعية، راحت لشباك أوضتها وخلته موارب عشان يجيبلها هواء وبعدها خرجت من أوضتها .. فى وقت خروجها .. شوق فتحت عيونها بضعف ودموعها نزلت وده لإنها سمعت صوت خناقة مامتها وباباها إللى هى السبب فيها، لحد إمتى هيتخانقوا بسببها؟ لحد إمتى هتفضل عايشه فى كل ده؟ مش فاهمة حاجة وحاسة إنها تايهه حست إنها محتاجة تنام، تهرب من كل ده وبالفعل غمضت عيونها ونامت ... رانيا دخلت أوضتها وحسين كان قاعد على السرير ..
رانيا:"شوف هتنام فين، أنا هنام هنا فى الأوضة."
حسين قام من مكانه وقرب منها بس هى بعدت عنه وبعدت عيونها عنه ..
رانيا بجمود:"بقولك شوف هتنام فين."
حسين وهو بيقرب منها:"هنام هنا."
رانيا بضيق وهى بتبصله:"ماينفعش تنام معايا فى نفس الأوضة."
حسين وهو بيقرب أكتر:"لا ينفع، أنا جوزك."
رانيا:"وأنا قولتلك إللى بينى وبينك شوق وبس مافيش حاجة تانية."
حسين قربها لحضنه وهى حاولت تخرج من حضنه ..
رانيا بضيق:"إبعد عنى س................."
قطع كلامها قبلته ليها، هى حاولت تقاوم وتبعد عنه لكن هى كانت متكتفه مش عارفة تتحرك مقاومتها ليه قلت وبدأت تستكين فى حضنه ... بعد عنها ..
حسين:"ماتزعليش منى، حقك عليا."
رانيا:"وإنت فاكرنى هصدقك؟ كل مرة بتغلط فيا وبعدها بتعتذرلى ولا كإن حاجة حصلت."
حسين:"صدقينى المرة دى غير كل مرة، أوعدك إنى هتغير."
رانيا بعدت عنه وحاولت تهدى ..
حسين:"يا رانيا إسمعينى صدقينى هتغير عشانك إنتى وشوق، عشان نعيش كويس وبالنا مرتاح."
رانيا بحزن وهى بتبصله:"بقالك كتير بتقول هتتغير وإنت مابتتغيرش وأنا زهقت."
حسين:"أوعدك إنى هتغير، وإنتى عارفة إنى قد وعدى."
رانيا فضلت تفكر كتير مع نفسها لحد أما قررت ...
رانيا وهى رافعة حاجبها:"بس بطريقتى."
حسين:"مش فاهم؟"
رانيا:"هتتغير بطريقتى أنا مش بطريقتك إنت."
حسين:"إزاى؟"
رانيا:"أول حاجة *فضلت تفكر كتيرمع نفسها يعمل إيه لحد ماقررت* هتجيب تليفزيون وتليفون."
حسين كان لسه هيتكلم..
رانيا وهى بتقاطعه:"من غير ماتتكلم، قبل كده إحترمت رغبتك فى إنك ماتجبش تليفزيون عشان خوفك وقولت إن دى قلة أدب والبنت لو إتفرجت على الأفلام إللى بتتعرض عليه هتبقى قليلة الأدب، بص حواليك ياحسين كل البيوت فيها تليفزيونات والكل بيتفرج عليه عادى، وعندهم بنات وأولاد وبيتفرجوا عليه برده، بلاش تعيشنا فى التفكير بتاع زمان ده، إحنا من حقنا نعيش، مش عايزه أعيش فى العصر بتاع أمينة وسى السيد، كرهت الدنيا بسبب إللى إحنا عايشين فيه، ده بالنسبة للتليفزيون، بالنسبه للتليفون شوفت لما بنتك جرالها حاجة كان ممكن أتصل بيك من هنا لو كان فى تليفون لكن للأسف أنا نزلت من البيت وجريت فى الشارع وروحت على أقرب سنترال عشان أعملك مكالمة، إفرض أنا جرالى حاجة فى يوم، شوق هتعمل إيه؟ هتتواصل معاك إزاى؟ *إتكلمت بسخرية* ماتقولش إنها هتوصلك عن طريق الحمام الزاجل."
حسين:"بعد الشر عليكى ماتقوليش كده، مش هيحصلك حاجة."
رانيا متجاهلة كلامه وخوفه عليها:"كلامى بتنفذ ودى أول حاجة بالنسبة للباقى هفكر فيه، ها قولت إيه؟"
حسين فضل واقفف فى مكانه بيفكر فى كلامها ومش عارف يرد يقول إيه ..
رانيا بخيبة أمل من سكوته:"إطلع بره ياحسين عايزه أنام، عمرك ماهتتغير أ...."
حسين وهو بيقاطعها:"موافق."
رانيا إستغربت موافقته...
حسين وهو بيكمل:"هجيب تليفزيون وتليفون للبيت، إنتى شاورى وأنا أنفذ المهم إنك ماتبعديش عنى."
رانيا حاولت تدارى إبتسامتها إللى قربت تظهر على ملامحها بسرعة وبالفعل نجحت فى ده ..
رانيا بتكبر مصطنع:"حلو أوى، يلا إطلع نام بره."
حسين وهو بيقرب منها:"مش هيحصل، أنا وإنتى مكاننا هنا فى الأوضة دى ومافيش حد هيبعد عن التانى."
رانيا بضيق:"إنت بتحلم ياحسين، أنا قولت شرط من شروطى ولسه ماقولتش الباقى ولحد ما أقول الباقى وكل حاجة تتنفذ يبقى ساعتها هفكر تنام هنا فى الأوضة ولا لا."
حسين لف إيده حوالين وسطها وهى حاولت تبعد عنه بس معرفتش..
حسين متجاهلا كلامها:"كنا بنقول إيه بقا؟"
رانيا وهى بتحاول تبعد عنه:"بقولك سيبنى."
حسين وهو بيبص فى عيونها:"مش هيحصل."
>>>>>


إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#10

افتراضي رد: رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة


باقى الفصل التاسع من (رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات)..
عمر فضل قاعد طول الوقت فى الحارة منتظر الفرصة المناسبة إللى يقدر يشوف فيها شوق، عيونه جات على البلكونه بتاعة حسين ورانيا وده لإنه لاحظ إن النور بيتقفل ووراه باب البلكونه علطول، إتنهد تنهيدة بسيطة وعيونه جات على الشباك تانى .. مر الوقت وهو مازال قاعد فى مكانه، كل الدكاكين إللى فى الحارة إتقفلت وكل الناس روحت بيوتها وإسماعيل كان بيقفل القهوة وبعد ماقفلها راح لعمر إللى قاعد مترقب كل حاجة بتحصل حواليه ..
إسماعيل:"هتفضل قاعد كده لحد إمتى؟ مش هتنام؟"
عمر:"لا."
قام من مكانه وراح تحت البيت وقعد يدرس حاجة معينة فى دماغه وبعدها بص لإسماعيل ...
عمر:"روح إنت."
إسماعيل:"طب هتعمل إيه؟"
عمر مردش عليه ونط ومسك فى ماسورة من مواسير البيت وبدأ يطلع عليهم .. إسماعيل برق وهو بيتفرج عليه وجرى نحيته ..
إسماعيل بهمس مسموع:"إنت مجنون!! إنت بتعمل إيه؟"
عمر بهمس مسموع وهو بيطلع على المواسير:"روح وماتشغلش بالك بيا، هشوفها يعنى هشوفها، سيبنى يا إسماعيل."
إسماعيل ماتكلمش وفضل متابعه بعيونه وخايف رجله تفلت بس عمر قدر يطلع للدور التالت ولحسن حظه المواسير كانت جنب الشباك تمامًا .. وصل لحافة الشباك وفتح الشيش إللى رانيا كانت موارباه وقدر يدخل للأوضة، كان الظلام منتشر فى الأوضة ولكن نور الشارع كان مساعده يشوف إللى فى الأوضة، عيونه جات على شوق إللى نايمة على السرير، قرب منها بهدوء وشغل الأباجورة إللى جنب سريرها وشافها بوضوح .. وشها الشاحب جسمها الصغير إللى مابقاش ظاهر بالنسباله عن آخر مرة شافها فيه، حس بوجع شديد فى قلبه بسبب شكلها ده، شايفها محتاجة مأوى وهو يقدر يديلها المأوى ده، شايفها محتاجاله وهو مستحيل يبعد عنها، إستغبى نفسه جدا لإنه كان ناوى يبعد، لكن للأسف هو غرق فيها من غير مايحس، قعد جنبها على السرير وبدأ يملس على خدودها برقة غير معتادة منه، سرح وفكر فى كلام إسماعيل " إنت بتحبها يا عمر" .. قرب من شعرها وغمض عيونه وبدأ يستنشق ريحتها إللى تاه فيها .. قرر إنه خلاص لازم يسيب نفسه، يسلملها قلبه وعقله بين إيديها، المراهقة الصغيرة إللى مش فاهمة أى حاجة فى الدنيا دى، هيسيب نفسه، هيسيب كل حاجة عشانها .. شوق كانت حاسة بوجود حد جنبها وهى نايمة، فتحت عيونها بتعب وشافت عمر قدامها .. لما لقاها صحت مابعدش فضل فى مكانه قريب من شعرها عيونه البنية كانت بتبصلها بنظرة كلها حب، نظرة صافية مافيهاش أى شئ خطر، نظرة إستسلام للواقع .. نظرة حبيب لحبيبته ..
شوق بإبتسامة وتعب:"عمر إنت هنا بجد؟"
عمر بهمس وهو قريب منها:"أيوه بجد."
شوق وهى بتبص فى عيونه:"جيت إزاى؟"
عمر:"طلعت على المواسير وجيتلك."
شوق برقت وبصتله بإستغراب ..
عمر بقلق من حالتها:"ده مش موضوعنا، إيه إللى حصلك؟ مالك يا شوق؟ عندك إيه؟"
شوق بإبتسامة وهمس:"عندى أنيميا حادة."
عمر بإستغراب:"وإنتى مبسوطة ليه؟ إيه إللى يفرح فى كده؟"
شوق بإبتسامة:"عشان لما تعبت إنت جيت فده خلانى مبسوطة."
عمر إتنهد تنهيدة بسيطة وبصلها ..
عمر بإستفسار:"إيه سبب الأنيميا دى؟"
شوق بإبتسامة:"عشان مش باكل."
عمر بغضب وهمس:"مابتاكليش ليه؟ ونفسى أفهم إيه إللى يضحك فى كده؟"
شوق ببراءة وهى بتبص فى عيونه:"مش باكل عشان شوفتك مش بتاكل ياعمر فبعمل زيك عشان حابه أكون زيك فى كل حاجة."
......................................................................................................................................................

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#11

افتراضي رد: رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة



رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات
الفصل العاشر

عمر إتصدم من إللى هى قالته ومش فاهم هى شافته إزاى ...

عمر بإستفسار:"وإنتى شوفتينى فين؟"

شوق بلعت ريقها بتوتر وخوف وعمر لاحظ كده ..

عمر بشك وهو بيعيد سؤاله:"شوفتينى فين ياشوق؟"

شوق بإرتباك:"كنت بقف ورا الشباك عشان أشوفك."

عمر فضل يبصلها جامد وساكت .. وهى كانت بتبصله مرة ومرة تانية بتبص قدامها ..

عمر بتفكير وهمس:"أعمل فيكى إيه؟"

شوق بصتله بحزن..

شوق بتوضيح:"والله ياعمر أنا وقفت ورا الشباك ماحدش شافنى، حتى إنت أهوه ماشوفتنيش ومعرفتش إن أنا كنت بشوفك."

عمر فضل ساكت وبيبصلها..

شوق بحزن:"عمر سكت ليه؟ إنت زعلت منى؟"

إتنهد تنهيدة بسيطة ولسه هيتكلم، لقى دمعة نزلت من عيونها ..

شوق بدموع وهمس وهى بتبص فى عيونه:"أنا بس كنت عايزه أشوفك، عشان خاطرى ماتزعلش منى."

عمر بلع ريقه بإرتباك من برائتها ومسح دموعها، عيونها جات فى عيونه إللى بتبصلها بحب، كان بيتأمل برائتها، وأنفها المحمر، وعيونها السوداء إللى الدموع لسه بتنزل منها، عقد حواجبه بإنزعاج من دموعها...

عمر بهمس:"خلاص بقا ماتعيطيش، مازعلتش."

شوق:"بجد ياعمر؟"

عمر بإبتسامة حب:"بجد."

إبتسمتله بفرحة .. ضعف بسبب إبتسامتها ماحسش بنفسه غير وهو بياخدها فى حضنه ..

عمر بهمس:"عشان خاطرى ماتخضنيش عليكى تانى، أنا خوفت تضيعى منى، خوفت يحصلك حاجة."

شوق كانت مستغربه كلامه وحضنه المفاجئ ليها وفى نفس الوقت حاسه بإحراج وخجل شديد .. عمر بعد عنها مسافه بسيطة ومسك وشها بين إيديه..

عمر بهمس وهو بيبص فى عيونها:"شوق، مش إنتى مش عايزانى أزعل منك."

شوق بإرتباك:"أيوه."

عمر:"يبقى عايزك توعدينى بحاجة وتنفذيها."

شوق:"إيه هى؟"

عمر:"عايزك تتغذى كويس، مش عايز أشوفك فى الحالة دى أبدا، وأوعدك أنا كمان لما أجازتك تخلص أنا إللى هأكلك بإيدى عشان أطمن على صحتك."

شوق وشها إحمر ومش فاهمه إيه السبب ... عمر كان ملاحظ خجلها وإرتباكها إللى جننوه وجابوا آخره، عيونه جات على شفايفها وبلع ريقه بإرتباك وقرب منها بتوتر بس بتلقائية شوق بعدت من غير ماتقصد، أخد نفس عميق وإبتسملها وباس راسها وضمها تانى لحضنه ...

عمر بهمس:"ماردتيش عليا."

شوق بإحراج وخجل برئ:"أرد عليك فى إيه؟"

عمر وهو بيبص فى عيونها:"إنك هتاكلى وتتغذى كويس."

شوق بخجل طفولى وهى بتبص فى عيونه:"أوعدك ياعمر."

عمر إبتسم وباس راسها بحب وبعدها بص فى عيونها تانى..

عمر:"إنتى المفروض هتبدأى مدرسة إمتى؟"

شوق بتفكير:"بعد أربع أيام."

عمر بإبتسامة وهمس:"هانت، أول يوم هجيلك الصبح بدرى قدام المدرسة وهنقعد مع بعض براحتنا طول اليوم، هتفطرى معايا وبعدها نشوف هنعمل إيه فى يومنا، ماشى؟"

شوق هزت راسها بشكل طفولى..

عمر:"بس بشرط."

شوق:"إيه هو؟"

عمر:"كُلى كويس عشان نخرج مع بعض، ولو ما أكلتيش مش هنخرج مع بعض ومش هجيلك وهزعل منك و............"

قطع كلامه شوق إللى حطت إيدها على شفايفه بتلقائية عشان مايكملش كلامه ..

شوق بخوف:"هاكل كويس وهنخرج مع بعض ومش عايزاك تزعل منى أبدا."

عمر كان مذهول من الحركة دى .. شوق حست بالإحراج والخجل شالت إيدها من على شفايفه ومن إحراجها رجعت خصلة من شعرها وراه ودنها وبصت قدامها كان شكلها برئ وعاملة زى الطفلة الصغيرة .. عمر جز على أسنانه بسبب إنه بيحاول يتحكم فى نفسه عشان مايقربش منها، قام بسرعة من على السرير بتاعها وهى بصتله فى اللحظة دى..

عمر وهو بيبص لكل مكان فى الأوضه ماعدا هى:"أنا همشى، و زى ماتفقنا هشوفك أول يوم دراسة الصبح بدرى."

مستناش رد منها وراح للشباك وقعد على حافته عشان ينزل على المواسير تانى .. شوق برقت بفزع خوفًا عليه، قامت من على سريرها وإتحركت بحامل المحاليل نحية الشباك، عمر كان بينزل على المواسير بهدوء وشوق مراقباه بعيونها وخايفه يقع .. عمر رفع عيونه وبص لقى شوق واقفه بتبصله بخوف شديد .. إبتسملها عشان يطمنها وكمل نزول وهى كانت حاطه إيديها على قلبها ومتابعاه بعيونها وهو بينزل لحد ما نزل فى الشارع .. إتنهدت بإرتياح، رفع عيونه إللى جات فى عيونها .. شاورلها إنه كويس إبتسمت بإطمئنان وهو تاه فى إبتسامتها للحظات، بس فاق لما إستوعب إنها واقفه فى الشباك ولحسن حظها إن مافيش حد فى الحارة لإنهم بعد نص الليل .. شاورلها براسه إنها تدخل وكان معقد حاجبه بضيق، بلعت ريقها بتوتر وهزت راسها بالموافقه وقفلت الشباك بهدوء وبعدها قعدت على السرير وقعدت تفكر فيه، إبتسمت إبتسامة جميلة لفكرة إنه طلع مخصوص على المواسير عشان يشوفها ويطمن عليها، حطت إيدها على مكان قلبها إللى بيدق بشدة ... عمر راح للدكان بتاعه بس إتخض لما لقى إسماعيل قاعد مستنيه فى الدكان ..

إسماعيل بضيق:"أهلا بالبيه، إفرض كان جرالك وإنت طالع........."

عمر بهمس وضيق:"شششششششششششششششش، إخرس خالص الناس نايمه يا غبى."

إسماعيل بهمس وضيق:"أنا غلطان، ما هو لو ربنا ياخدك أنا هرتاح فعلا، أنا ليه مشيل نفسى همك؟"

عمر:"ماحدش قالك تشيل همى، ومالكش دعوة بيا، وبعدين إنت مالك عامل زى الست إللى بتستنى جوزها فى آخر اليوم عشان تحاسبه ليه؟"

إسماعيل زعل من جملة "مالكش دعوة بيا" ..

إسماعيل بحزن:"أنا فعلا ماليش دعوة بيك، أنا ماشى ياعمر وماتكلمنيش تانى."

إسماعيل كان لسه هيمشى عمر حط إيده على كتفه وقربه منه بدراعه..

إسماعيل بتأفف:"سيبنى."

عمر وهو بيراضيه:"نفسى أفهم زعلت من إيه؟ بتتقمص ليه بسرعة؟"

إسماعيل بضيق:"إنت شايف طريقة كلامك عاملة إزاى؟"

عمر:"مانت عارف إن دى طريقة كلامى إيه الجديد فى ده؟"

إسماعيل:"أنا كنت قاعد على أعصابى هنا وخايف أحسن أبوها يقفشك ويعمل فيك حاجة، وإنت جاى "تقولى مالكش دعوه بيا"؟!"

عمر وهو بينكشله شعره:"ماتقلقش ماحدش هيقفشنى."

إسماعيل شال إيد عمر من على شعرة وإتكلم بضيق..

إسماعيل:"ماتلمسش شعرى تانى."

عمر:"ما خلاص بقا، بطل قمصتك دى، مابحبهاش يا ساتر."

إسماعيل بتنهيدة:"أنا مروح ياعمر."

عمر:"طب بقولك، معاك أكل إيه؟ *ملس على بطنه* أصلى جعان أوى."

إسماعيل وهو بيبصله:"أنا نفسى أفهم إنت الفلوس إللى بتاخدها من شغلك بتروح فين؟"

عمر:"معايا."

إسماعيل:"يبقى هاتلك أكل من معاك."

عمر:"دول محتاجهم فى حاجة تانية."

إسماعيل بشك:"أوعى تكون هترجع للطريق ده تانى؟ هتصرفهم على البنات؟"

عمر بجدية:"لا."

إسماعيل:"أومال محتاجهم فى إيه؟"

عمر بتفكير وجدية:"فى حِسبه معينة فى دماغى، وعلى أساسها الفلوس دى هتطير منى بعد أربع أيام."

إسماعيل بإستفسار:"أربع أيام؟"

عمر:"ماتركزش، خلاص هنام من غير أكل."

إسماعيل بتنهيدة:"عموما كنت عامل حسابى إنك محتاج أكل، حطتلك فول وعيش فى الشنطة."

عمر بإمتعاض:"هو كل مرة فول؟"

إسماعيل:"إرضى بإللى موجود ياعمر، ولو مرضتش بيه هيروح منك، أشوفك بكرة."
(رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات)

إسماعيل كان لسه هيتحرك...

عمر بضحكة خفيفة:"أنا عرفت إنت متنكد ليه، البت عفاف ماوقفتش النهارده فى فرن العيش فعشان كده إنت متضايق وبتطلعه عليا."

إسماعيل بصله بصدمة ..

عمر بخبث:"أنا قارش ملحتك يا سُمعه من زمان بس بستعبط."

إسماعيل بإرتباك:"عرفت منين؟"

عمر بإستغراب وهو رافع حاجبه:"إنت مش واخد بالك إنك مفضوح يابنى؟ الناس تعرف إنك بتبصلها."

إسماعيل لنفسه:"هو أنا مفضوح أوى كده."

عمر بتكبر:"لو مش عارف تعترفلها بحبك، أنا ممكن أساعدك."

إسماعيل:"لا ياخويا تشكر، أنا مروح."

مشى تحت نظرات عمر بس فجأه وقف وبص لعمر تانى ..

عمر وهو رافع حاجبه:"غيرت رأيك؟"

إسماعيل بتوتر:"بص أنا هسمحلك تساعدنى بس فى حاجة تانية."

عمر بإبتسامة:"إيه هى؟"

إسماعيل بصوت مبحوح من الإحراج:"أنا عايز أتقدملها."

عمر برق بصدمة، بس بعدها ملامحه إتحولت للغضب الشديد ..

عمر بغضب:"تتقدملها؟!!! إنت إتجننت؟"

إسماعيل بإستغراب:"فى إيه ياعمر؟ أنا عايز أتجوزها على سنة الله ورسوله."

عمر مسكه من لياقته ..

عمر بغضب:"إنت شايف إنك مؤهل للحياة دى؟!! هتدفن نفسك وهتعيش فى الشارع إنت ومراتك وأولادك، مش بعيد أصلا أهلها يرفضوك ويطردوك وده لإنك ماحيلتكش أى حاجة، إنت يا دوب قهوجى مش هتقدر تنفذلها ربع طلباتها بشهريتك الضعيفة دى، ولسه لما الأولاد ييجوا هتترموا فى الشارع، *بدأ يتكلم بوجع* ماتغلطش غلطة أبويا، أبويا يوم أما أتجوز معملش حساب لكل ده، أمى ماتت من الفقر، وأبويا مات هو كمان من الفقر، عيش عشان نفسك ولنفسك، إياك تفكر فى الجواز لإنه مسئوليه وبيحتاج مصاريف، عيش حر نفسك وبس."

عمر كان بينهج بسبب كمية الكلام المتواصل إللى قاله .. إسماعيل كان لسه هيتكلم ..

عمر وهو بينهج:"من غير ولا كلمة إمشي يا إسماعيل، إمشي."

إسماعيل بص بصة أخيرة لحالة عمر ومشى .. عمر قعد على الأرض بقلة حيلة وبيفتكر حياته إللى هو عاشها زمان، مكنش له مكان ومأوى هو وباباه ومامته إللى ماتت وهو عنده أربع سنين، وأبوه إللى مات بعدها ب 8 سنين ... هو إللى ربى نفسه بنفسه، تربية شوارع زى ما الكل بيقول، الدنيا كلها جات عليه لحد ماقرر ياخد حقه بإيده عشان يعرف يعيش .. الدنيا دايما بتيجى على الغلبان زى ماجات على أبوه الراجل الطيب إللى لما كان بيلاقى لقمه عشان ياكلها بيديها لإبنه إللى بيكون ميت من الجوع ومابياكلش هو .. دمعة نزلت من عيونه بس مسحها بسرعة، يستحيل يبين ضعفه لحد .. يستحيل .. قفل الدكان ونام من غير ما ياكل .. مرت الأيام وشوق بدأت تسترد صحتها من تانى وده لإن مامتها بتفضل قاعده معاها بتحايلها تاكل لحد مابتخلص الأكل كله غصب عنها .. إسماعيل شايف كلام عمر صح جدا، هو فعلا مش لاقى ياكل ويادوب عايش فى أوضة سرير صغير وعمر لما بيجيله كان بينام على الأرض وبتبقى الأوضة واخداهم بالعافية، الحزن سيطر على ملامحه وفقد الأمل حتى البنت إللى أعجب بأخلاقها وقرر يتقدملها هو ماينفعهاش .. عمر كان بينسى همومه بالشغل، كان بيطحن نفسه ومكنش بيرجع للدكان غير فى نص الليل وينام، ولما كان بيتقابل مع إسماعيل كان بيزعل من نفسه بسبب ملامح الحزن إللى على وش صاحبه وكل ده بسبب كلامه ليه ..

ظلوا على هذا الحال حتى مر أربع أيام ...

فى الصباح الباكر:

رانيا كانت واقفه فى المطبخ بتجهز السندوتشات لشوق إللى بتفطر مع باباها .. وبعد ما خلصت حطتهم فى شنطة شوق ..

حسين:"يلا يا شوق."

شوق:"حاضر يا بابا."

لبست شنطتها ولسه هيتحركوا ..

رانيا:"حسين تعالى عايزاك فى حاجة."

حسين وقف وبعدها راح نحيتها ..

رانيا بهمس:"ماتنساش التليفزيون والتليفون زى ما اتفقنا."

حسين:"حاضر، هنزل النهارده أجيب ماتقلقيش."

رانيا إبتسمت وهو إبتسملها وخرج مع شوق .. عمر كان فى المكان إللى هو وشوق بيتقابلوا فيه وبيجهز فطار من أصناف متعددة على ترابيزة صغيرة وواضح عليه اللهفة وهو بيجهز الفطار .. إتنهد بإرتياح لما خلص، عدل هدومه ونزل من السطح بسرعة عشان يروحلها المدرسة ... بعد مرور فترة بسيطة.. كانوا واقفين قدام المدرسة ..

حسين وهو بيملس على شعرها:"كُلى كويس يا شوق."

شوق:"حاضر يا بابا."

باس راسها تحت عيون عمر إللى بيراقبهم من بعيد .. دخلت المدرسة تحت عيون حسين إللى مستنيها تطلع عشان يمشى .. وبالفعل طلعت السلالم حسين إتنهد بإرتياح ومشى .. عمر قرب من المدرسه شويه بعد ما حسين مشى، إبتسم لما لقى شوق بتجرى نحيته وهو بشكل تلقائى فتحلها دراعه .. وهى ضحكت ببراءة ودخلت فى حضنه وهو ضمها بشدة، لحسن حظهم إنهم مش قريبين أوى من المدرسة والكل خلاص دخلها فبالتالى ماحدش شافهم .. خرجت من حضنه وبصتله بفرحة ..

عمر بإبتسامة جميلة:"يلا عشان نروح المكان بتاعنا."

شوق ببراءة:"ماشى."

مسك إيدها جامد كإنه خايف تروح منه، وشوق كانت مستغربه مسكته لإيديها .. وصلوا للبيت وطلعوا لحد السطوح .. لما شوق دخلت السطح البسيط عيونها جات على الأكل إللى موجود على الترابيزة الصغيرة .. الأصناف عبارة عن عسل أسود، أنواع متعدده من الجبَن الطبيعية ..

عمر بإستفسار:"الأكل مش عاجبك؟"

شوق بإبتسامة بريئة وهى بتبصله:"لا حلو أوى يا عمر، تسلم إيدك."

عمر بإبتسامة وهو بيملس على شعرها:"الله يسلمك، يلا عشان ناكل، ولا إنتى أكلتى؟"

شوق:"أكلت مع بابا وماما بس مش كتير."

عمر بإبتسامة:"طب كويس، يلا تعالى نقعد عشان ناكل."

سحبها وراه وقعدوا على الكنبه، عمر قعد جنبها بالضبط مكنش فى مسافة بينهم.. شوق إرتبكت بسبب كده .. أخد لقمة من العيش وغمسها فى العسل الأسود ..

عمر:"لازم تاكلى عسل أسود كتير عشان الأنيميا."

قرب اللقمة نحيتها .. بصتله بإستغراب..

عمر:"إفتحى بوقك."

فتحت بوقها بإرتباك وهو إبتسم وبدأ يأكلها وبعدها هو كان بياكل .. شوق كل أما كانت بترفض الأكل بيصر إنها لازم تاكل وبيأكلها غصب عنها ..

شوق بعدم تحمل:"كفايه، مش بحب الأكل الكتير."

عمر:"الأكل كله لسه ماخلصش، عايزك تاكلى وتربربى كده، مش عايزك تبقى عصاية ناشفة زى الواد إسماعيل."

شوق:"لا كفايه ياعمر."

عمر بتحذير:"هزعل منك يا شوق، خلصى الرغيف حتى إنتى أكلتك ضعيفة، يلا."

هزت راسها بالموافقه ورجع يأكلها من تانى .. بعد مرور فترة بسيطة .. عمر كان بيشيل الأكل وبيعينه فى كيس تحت عيون شوق إللى بتبصله بنظرة جميلة وفى نفس الوقت حاسه بنعاس من كثرة الأكل، عمر رجع وقعد جنبها وهى بتبصله بعيون شبه مقفوله ...

عمر بإستفسار:"مالك ياشوق؟"

شوق بتثاؤب:"لما باكل كتير بحس إنى تايهه وبنام بعدها."

عمر ضحك ضحكة جذابه خطفت أنفاسها ..

عمر:"عايزه تنامى؟"

شوق هزت راسها بالموافقة ..

عمر:"السرير جوا تعالى عشان تنامى عليه."

شوق:"أنا حابه أقعد هنا الجو حلو أوى."

عمر:"خلاص إسندى براسك على رجلى ومددى على الكنبه."

شوق حست بخجل شديد .. وعمر هيتجنن من خجلها، كل حاجة بيقولها هى بتتكسف منها..

عمر:"عايزك تتعودى عليا، أنا مش حد غريب."

قربها منه وخلاها تسند براسها على رجله ..

عمر:"مددى يلا."

وبالفعل مددت بإحراج شديد .. وعمر إبتسم وبدأ يملس على شعرها بحنان ماحسش بيه قبل كده ..

شوق بنعاس:"إحكيلى عنك ياعمر، عايزه أعرفك أكتر."

عمر بتنهيدة:"مافيش حاجة مهمة تتعرف عنى."

شوق:"بس أنا حاسه إن أنا معرفش عنك حاجة."

عمر وهو بيغير الموضوع:"هو إنتى ليه بتروحى دايما المدرسة بعد طابور الصباح؟"

شوق:"بابا واخد إذن من المدرسة عشان يعرف يجيبنى وهو رايح الشغل فبنتأخر شوية وماحدش بيتكلم معايا."

عمر بتفهم:"باباكى بيخاف عليكى أوى."

شوق بإبتسامة ونعاس:"أوى."

عمر إتنهد بحزن لتذكره والده .. شوق بدأت تتكلم..

شوق:"مش هعلمك القراءة والكتابة بقا؟"

عمر بإبتسامة:"حاضر موافق تعلمينى.."

قامت بفرحة وبصتله..

شوق:"بجد؟"

عمر بضحكة من فرحتها:"أه بجد."

شوق بحماس:"طب إستنى."

عمر:"مش هتنامى؟"

شوق:"مش دلوقتى."

راحت أخدت كراسة من شنطتها بشكل طفولى خطف أنفاس عمر ورجعتله تانى ..

شوق:"يلا نبدأ."

عمر:"يلا."

بدأت تعمله وبالفعل عمر إستجاب معاها فى التعليم وعشان هو ذكى بقا بيلقط كل حاجة بسرعة وفى نفس الوقت بيتابع حركاتها البريئة وهى بتعلمه ... بمرور الوقت ..

شوق بتثاؤب:"أنا بقول أنام أحسن مش قادرة أكمل."

عمر بإستفسار:"الساعة كام معاكى؟"

بصت لساعة إيدها ..

شوق:"لسه بدرى على ميعاد خروجى من المدرسة."

عمر وهو بيبص فى عيونها:"طب بما إنه لسه بدرى أجلى النوم شوية حابب أشبع منك."

إرتبكت من نظرته ليه وهزت راسها بخجل شديد.. عمر إبتسم وقام من مكانه وأخد الراديو القديم إللى فى الأوضة وحاطه على الترابيزة وشغله .. إشتغلت أغنية قديمة للفنانه أم كلثوم "حيرت قلبى معاك" .. شوق إبتسمت للأغنية دى، عمر قعد جنبها وفك شعرها وبدأ يعملها ضفيرة وفى نفس الوقت بيدندن مع الأغنية ..

عمر:"بدى أشكيلك من نار حبى، بدى أحكيلك ع إللى فى قلبى، وأقولك ع إللى سهرنى، وأقولك ع إللى بكانى، وأصورلك ضنا روحى، وعزة نفسى مانعانى...."

شوق:"عمر."

عمر بإنشغال:"مممممممم."

شوق بحب وهى بتبص فى عيونه:"صوتك حلو أوى."

عمر وهو بيبص فى عيونها:"عجبك؟"

هزت راسها ورجعت بصت قدامها تانى وعمر كمل الضفيرة إللى هو بيعملهالها...

عمر:"حيرت قلبى معاك وأنا بدارى وأخبى .. قولى أعمل إيه وياك ولا أعمل إيه ويا قلبى ..."

شوق وهى بتقاطعه:"عمر."

عمر:"نعم يا حبي...*إرتبك وقال إسمها*.. شوق."

شوق بإستفسار وهى بتبص فى عيونه:"يعنى إيه حب؟"

عمر وهو بيبص فى عيونها:"الحب يعنى قلب بيدق لشخص معين لما بتفكرى فيه ...*شوق إبتسمت* .. شخص مابيروحش من على بالك أبدا .. بتبقى عايزه تعملى المستحيل عشان تلمحيه .. كل حاجة تخصه بتبقى مدفونه جوا قلبك قبل عقلك .. بتتنازلى عن الدنيا كلها عشانه .. مستعده تضحى عشانه حتى لو بحياتك .. بتتمنى تشوفى ضحكته إللى بتخطف قلبك ...بتتمنى تفضلى معاه العمر كله.."

فى الوقت ده جاءت كلمات الأغنية إلى مسامعهم ..

*يا قاسى بص فى عينيا وشوف إيه إنكتب فيها .. دى نظرة شوق وحنيه .. دى نظرة شوق وحنية .... ودي دمعة بداريها

وده خيال بين الأجفان.. فضل معايا الليل كله

سهرني بين فكر وأشجان.. وفاتلي جوه العين ظله

وبين شوقي وحرماني.. وحيرتي ويا كتماني

بدي اشكيلك من نار حبي .. بدي احكيلك ع اللي في قلبي*

تاهت فى نظراته ليها ده غير إبتسامته إللى بتخطف أنفاسها .. عمر ماقدرش يتحمل بُعده عنها لحد كده قرب من شفايفها وبالفعل شفايفه لمستها بقبلة سطحية وشوق حاولت تبعد لكن هو كان حاطط إيده على ظهرها عشان يقربها منه ... عمر بِعد بوشه وبص فى عيونها ..

عمر:"عرفتى يعنى إيه حب؟"

هزت راسها بإرتباك شديد..

عمر:"عرفتى حالتى إيه؟"

بصتله بحيرة .. عمر إبتسم ..

عمر بحب وهو بيبص فى عيونها:"شوق، إنتى من النهاردة بقيتى شُوقِي.. "شوق العُمَر" يعنى ملكى أنا وبس."

شوق بصتله بإستغراب وفجأه ..

شوق:"ههههههههههههههه."

عمر إستغرب ضحكها ..

شوق بإستفسار برئ:"إزاى شوق العُمَر؟ دى ملهاش موقع من اللغة العربية خالص، ممكن تبقى شوق عمر لحاجة معينه، يعنى عمر بيشتاق لحاجة معينه، لكن شوق العُمَر مش ماشيه خالص."

عمر بحب وهو بيبص فى عيونها:"ومن إمتى الحب بيبقى باللغة؟"

شوق بصتله بإستغراب ..

عمر:"هتفضلى بصالى كده كتير."

شوق بإرتباك وخجل:"تقصد من كلامك ده إيه؟"

عمر:"إنتى شايفه إيه؟ لمحتى إيه من كلامى؟ ولمحتى إيه من الأغنية؟"

شوق بإرتباك وهى بتبص لكل حاجة حواليها ماعدا عيونه:"إنك بتحب."

عمر:"مين بقا؟"

شوق بخجل شديد:"عمر إبعد عنى."

عمر:"مش هبعد غير لما أسمعها وبصى فى عيونى."

عيونها جات فى عيونه إللى بتبصلها بلهفة ..

شوق بتوتر:"أنا."

عمر:"مش فاهم؟"

شوق بتوتر شديد:"بتحبنى أنا."

إبتسم وبعد عنها بهدوء .. وهى كان وشها أحمر زى الطماطم .. عمر حاول يغير الموضوع ...

عمر:"أنا عاملك مفاجأة."

قام من مكانه تحت عيونها إللى بتبصله بإستغراب .. دخل الأوضة وبعدها خرج وهو ماسك قفص فيه جوز حمام شوق إبتسمت بفرحة أول أما شافت القفص وجريت نحيته ..

عمر:"سبق وقولتلك هجيبلك واحد، بس قولت لا أجيب إتنين أحسن."

شوق بفرحة:"حلوين أوى يا عمر."

عمر بإبتسامة:"شوفى حابه تحتفظى بيهم فين بقا."

شوق ملامحها إتحولت للحزن الشديد..

شوق:"مش هعرف أحتفظ بيهم."

عمر:"خلاص أنا هحتفظ بيهم وهأكلهم."

شوق بفرحة:"بجد ياعمر."

عمر بإبتسامة:"بجد."

دخلت فى حضنه بفرحة وتلقائية .. عمر إبتسم لفرحتها وملس على شعرها وهى فى حضنه ..

عمر:"مش هتسميهم؟"

خرجت من حضنه وبصت للحمام وفضلت تفكر كتير ..

شوق:"زعفران و ياقوت."

عمر بإستغراب:"إشمعنا الأسامى دى؟"

شوق بحيرة:"مش عارفة، بس بحب الأسمين دول أوى سمعت عنهم فى حكاوى كتير وأنا صغيرة."

عمر بحيرة:"خلاص من النهاردة إسمهم زعفران وياقوت، أنا مش عارف بتجيبى الأسامى دى منين."

شوق ضحكت ضحكة خفيفة ...

عمر:"يلا عشان تلعبى معاهم."

شوق بفرحة:"يلا."

عمر فتح القفص ومسكهم كويس عشان مايطيروش وشوق بدأت تلعب معاهم بفرحة وعمر متابع فرحتها إللى بتخلى قلبه يدق بشدة .. وبعد لعب كتير مع الحمام شوق حست بنعاس شديد وعمر لاحظ كده ..

عمر:"هتنامى ياشوق؟"

هزت راسها ليه وهو حط الحمام فى القفص ورجعلها تانى وخلاها تسند براسها على رجله عشان تنام وبالفعل راحت فى النوم أول أما عمل كده .. كان بيبصلها بحب وهى نايمة، وفى نفس الوقت جواه بركان مشاعر نحيتها طب الحب وفهم مشاعره.. إيه باقى المشاعر دى؟ .. منها إنه خايف عليها وعايز يخبيها عن عيون كل الناس .. وإحساس إنها طفلة صغيرة ومكانها فى حضنه .. أحاسيس ومشاعر متلغبطة هو مش فاهمها فضل يتفرج عليها وهى نايمة لحد ما دخلوا على قبل وقت خروجها من المدرسة بفترة بسيطة..

عمر وهو بيصحيها:"شوق."

كانت نايمة بإطمئنان ومش حاسه بأى حاجة حواليها .. عمر ملس على وشها عشان تصحى ..

عمر:"يلا ياشوق إصحى عشان ألحق أوديكى المدرسة."

شوق بتخترف وهى مغمضة عيونها:"عشان خاطرى يا عمر سيبنى أنام شوية."

عمر:"كملى نوم فى البيت طيب، مش عايز باباكى ولا مامتك يزعلوكى، يلا يا شوق إصحى."

فتحت عيونها بكسل شديد..عمر عدلها عشان يفوقها ..

عمر:"يلا عشان نلحق."

شوق بنعاس:"حاضر."

أخد شنطتها ولبسهالها مسك إيديها ولسه هينزلوا ..

شوق بنعاس:"طب والحمام ياعمر؟"

عمر:"هرجعلهم وأخدهم المهم أوصلك عشان المدرسة."

شوق:"حاضر."

نزلوا من البيت وعمر بدأ يتكلم ..

عمر:"فايقه."

هزت راسها بالموافقة ..

عمر:"دلوقتى مش هينفع كل يوم تطفشى من المدرسة .. فى أيام هتمشى قبل آخر حصتين وأيام هتبقى معايا اليوم كله."

شوق:"إزاى؟"

عمر:"عدد أيام الغياب 15 يوم ولو وصلتلهم طبعا بتتفصلى صح؟"

شوق:"صح."

عمر:"إحنا كده قدامنا 14 يوم نقسمهم على الترم ده، اليوم إللى هتقضيه معايا تانى كله هيبقى آخر الأسبوع ده."

شوق بحزن:"ماشى."

عمر وهو ملاحظ حزنها:"ماتزعليش أنا بفكر فى مصلحتك، مش عايز أعملك مشاكل."

شوق بإبتسامة:"حاضر."

إبتسملها وكمل مشى بس هى إتكلمت..

شوق:"عمر."

عمر:"نعم؟"

شوق:"هو إحنا كده .. *كملت بإحراج* حبايب؟"

عمر بضحكة خفيفة:"أيوه إحنا بقينا حبايب."

إبتسمت بخجل وبصت قدامها، أما عمر كان شارد فيها وفى إبتسامتها وخجلها .. بعد مرور فترة بسيطة .. وصلوا المدرسة وعمر راح وقف بعيد أما هى وقفت عند البوابة ومستنية مامتها .. جرس الحصة الأخيرة ضرب والكل بدأ ينزل .. زميلاتها إللى معاها فى الفصل شافوها وإستغربوا ..

مريم بإستغراب:"هى مش دى شوق؟"

نجلاء:"اه هى."

مريم بإستفسار وحيرة:"واقفه قدام المدرسة ليه؟ وبعدين مجتش النهارده ليه؟"

سحر بعدم فهم:"مش عارفة."

مريم كانت لسه هتروح نحية شوق لقت مامتها بتقرب نحيتها ..

رانيا وهى بتملس على شعر شوق:"حبيبة قلبى عملتى إيه فى يومك؟"

شوق:"اليوم كان حلو أوى."

رانيا إستغربت إن شوق معمولها ضفيرة فى شعرها..

رانيا:"إيه الضفيرة دى؟"

شوق بإحراج وكذب:"خليت واحدة صاحبتى فى الفصل تعملهالى."

رانيا بإبتسامة:"ماشى ياحبيبتى، يلا نروح."

شوق:"يلا."

مشيوا هما الإتنين تحت عيون مريم وأصحابها إللى كانوا سامعين الحوار كله وأخدوا بالهم من الشاب إللى ضرب شادى بيمشى وراهم ..

مريم بتفهم:"أنا فهمت هى مجتش ليه."

نجلاء:"ليه؟"

مريم بخبث:"هتأكد منها بكرة بطريقتى."

..........................................................................



إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#12

افتراضي رد: رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة



مراهقة بريئه لا تفهم أى شئ فى هذه الحياة، أراد اللعب بمشاعرها حتى يأخذ ما يريده ولكنه وقع بحبها وصار مجنونًا بها دون أن يشعر ... بالنسبة لها أصبح الشخص الوحيد الذى ستعيش لأجله، وهى صارت شوق العُمَر وايضًا جحيمه .. يُتبع...
الشخصيات الأساسية:
شوق - عمر - أمير - سيرين
......
الإعلان الثانى لرواية شوق العُمَر:
هو شخص جاد فى عمله على الرغم من إنه شخص بسيط جدا فى حياته ويعيش مع والدته الجميلة فى حارة بسيطة، ولكن بفضل من الله وبفضل دعوات والدته المستمرة له وأيضا لمجهوده الشخصى حصل على فرصة عمل بشركة كبيرة .. ماذا سيفعل عندما تأتى هى وتأخذ منه كل أحلامه التى بناها فى مخيلته وصار يعمل عليها لسنوات منذ عمله فى تلك الشركه؟ وخاصة أن دخولها لهذه الشركه كان عن طريق الوساطه.... (أمير - سيرين)


إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#13

افتراضي رد: رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة


رواية/ شوق العَُمَر .. بقلم سارة بركات ..
الفصل الثانى عشر
شوق كانت واقفه قدام باب الشقة وبتفكر فى إللى عمر ممكن يعمله فاقت لما رانيا فتحت الباب .
رانيا بفزع:"بسم الله الرحمن الرحيم، خضتينى يابنتى واقفة كده ليه؟ ماخبطتيش ليه؟"
شوق بغصة:"لسه جاية حالا."
رانيا لاحظت ملامح الحزن إللى على وشها، إتنهدت وخلتها تدخل .. شوق دخلت الشقة ورانيا قفلت الباب وبصتلها وهى ماشية رايحة لأوضتها .. شوق دخلت الأوضة وقفلت الباب وراها وبدأت تبكى .. رانيا مكانتش فاهمة فى إيه، وهى مالها؟ وجات ليه من غير ماتستناها، أخدت نفس عميق وقررت تتكلم معاها بعد ماتغير هدومها ..
......................
عمر بغضب لمريم:"لا وإنتى الصادقة، سابها ومشى عشان يربى الأشكال ال ****** إللى زيك."
مريم خافت ومكانتش عارفة تعمل إيه وده لإن عمر بيقرب نحيتها قررت تهرب منه.. كانت لسه هتجرى منه عمر قرب بسرعة ومسكها من شعرها وسحبها ليه وخلاها تبصله..
مريم بصراخ:"ااااااااااااااااه، سيبنى."
عمر:"مش قبل ما أربيكى يا ***."
مريم بوجع:"لو مديت إيدك عليا أنا هلم عليك الناس وأوديك فى داهية."
كل ده وسحر ونجلاء واقفين خايفين منه ومش عارفين يتدخلوا وده لإن ملامحه مرعبة، الطلبة إتلموا حواليهم وكلهم مرعوبين من إللى بيحصل، عمر كان نفسه يموتها يفرمها فى إيده لكنه عامل خاطر لشوق، إكتفى بشعرها إللى بيشده بقوه ..
عمر بسخرية:"ورينى بقا هتودينى فى داهيه إزاى يا حتة عيلة *****."
مريم بدموع:"إبعد عنى، أنا هوديك فى داهية إنت وهى، هقول لباباها على كل حاجة وهفضحها هنا فى المدرسة."
عمر إبتسم ببرود، وهى إستغربت بروده ..
عمر:"مايفرقش معايا هتعملى إيه، بس قصادها *همس فى ودنها* هقول إن أنا وإنتى حصل بينا حاجة وهفضحك وهوديكى فى ألف داهية مش ستين داهية بس، الناس بتصدق أى حاجة بتتقال ولو جيتى تدافعى عن نفسك ماحدش هيصدقك *بِعِد عنها وكمل بغضب شديد* أنا واحد **** و **** ومابيهمنيش حد بس لولاها هى أنا كان زمانى دفنتك فى مكانك إنتى وأصحابك دول، لكن أعمل إيه مش عايز أزعلها، إياكم أشوفكم إنتوا التلاته حواليها تانى، ولو بس بصيتولها أو إتكلمتوا كلمة فى حقها هتموتوا على إيدى يا ولاد *****."
رمى مريم إللى بتبكى على الأرض ومشى وجواه غضب شديد عايز يخرجه بس مش عارف يخرجه على إيه، راح للحارة وقعد على القهوة فى صمت إسماعيل كان بيوزع الطلبات وشاف عمر متضايق جدا ساب إللى فى إيده وراحله ..
إسماعيل وهو بيحط إيده على كتفه:"فى إيه ياعمر مالك؟"
عمر:"سيبنى يا إسماعيل دلوقتى، أنا عفاريت الدنيا بتتنطط فى وشى ومش طايق نفسى."
إسماعيل قعد جنبه ..
إسماعيل بإستفسار وهمس:"الموضوع ليه علاقة بشوق؟"
عمر بصله بغضب شديد وبعدها بص قدامه ومردش عليه ..
إسماعيل:"أنا مش عارف فى إيه وإيه إللى حصل بس بالراحة عليها البنت لسه صغيره مش فاهمة حاجة."
عمر عقد حواجبه وهو على نفس وضعه ومردش عليه .. إسماعيل لمح عفاف مقربه نحيتهم، وشه إحمر ودخل القهوة بسرعة، عمر إستغرب إن إسماعيل قام بسرعة من جنبه بس فهم بعدها لما لقاها واقفه قدامها ..
عمر بتأفف:"خير ياعفاف؟"
عفاف بإمتعاض:"كل خير إن شاء الله إنت عارف إن الخير كله بييجى من نحيتى."
عمر بضيق:"بقولك إيه؟ أنا مش فايقلك نهائى، إنجزى قولى إللى عندك."
عفاف بتحذير:"تعرف، لولا إنى جايبه خبر حلو أنا كان زمانى لميت علينا الحارة كلها يا عمر، بس انا ماسكة لسانى بالعافية عشان مغلطش فيك."
عمر بضيق:"ماتقولى إللى عندك؟"
ملامحها إتغيرت للخجل وعمر بصلها بإستغراب...
عفاف بخجل:"كلمت أبويا وقولتله إن إسماعيل عايز يتقدملى، قعدت أشكر فيه كتير وإنه طيب ومحترم، وعشان طبعه قريب من طبع أبويا ده غير إننا غلابه زى بعض وبنحمد ربنا على أى حاجة فهو وافق وقال ينور فى البيت بكرة عشان يتعرف عليه أكتر ويدينا القرار النهائى، هروح أنا بقا الفرن عشان الناس واقفه."
مشيت وعمر فضل قاعد فى مكانه مذهول من الموافقة السريعة دى، فاق لما إسماعيل قعد جنبه تانى بإحراج شديد ..
إسماعيل بإحراج:"قالتلك إيه؟"
عمر بصله بعدم إستيعاب وبعدها إبتسم..
عمر وهو بيحط إيده على كتفه:"أخيرا يا سمعة هفرح بيك."
إسماعيل بعدم فهم:"مش فاهم؟"
عمر بضحكة خفيفة:"باباها وافق ياعريس ومستنى الزيارة."
إسماعيل ماحيش بنفسه غير وهو بيحضن عمر من فرحته ..
إسماعيل:"ربنا يباركلى فيك ياعمر، ويفرحك زى مافرحتنى كده."
بِعِد عنه ..
إسماعيل:"هعزمك على شاى."
عمر:"هو إنت كل إللى عندك الشاى؟ فى حاجات تانية تعزمنى عليها، أو حاجات تسيبنى أعملها."
إسماعيل:"إطلب وأنا أنفذ."
عمر إتنهد وسكت شويه وبعدها بصله ...
عمر:"إنت عارف طبعا إننا مالناش غير بعض أنا وإنت *إتكلم بخنقة وصوت مبحوح* من بعد وفاة والدى وأنا مكنش ليا حد، وقابلتك بعدها من صغرك وإنت بتشتغل فى القهوة دى، إنت الوحيد إللى إدانى لقمة آكلها فى عز مانا ماكنتش عارف أعمل إيه عشان أجيب حاجة آكلها، جِميلك يا عمرى ما هنساه و......"
إسماعيل:"إيه ياعمر فى إيه مالك؟ إنت أول مرة تتكلم بالطريقة دى؟ فى حاجة خنقاك أو تاعباك؟"
عمر بتنهيدة:"ممكن نقول فى حاجة، بس كلامى ده بعيدًا عن خنقتى، أنا عايز أطلب منك طلب؟"
إسماعيل بضحكة خفيفة:"وإنت من إمتى بتطلب منى حاجة؟ إنت دايما بتاخد من غير ماتطلب."
عمر:"الوضع مختلف."
إسماعيل:"مش فاهم."
عمر:"أنا حابب أروح معاك وإنت بتتقدملها."
إسماعيل رفع حاجبه بإستغراب..
إسماعيل:"ده على أساس إنك ماكنتش جاى؟ مانت إللى هتقوم بكل حاجة، أنا مابعرفش أتكلم، إنت إللى هتساعدنى فى كل حاجة الخطوبة والفرح والذى منه."
عمر:"يعنى إنت أصلا كنت ناوى على كده؟"
إسماعيل:"أكيد طبعا هو أنا ليا حد غيرك؟"
عمر وهو بيضربه ضربة خفيفه على راسه:"طب يلا غور من وشى وهات الشاى أنا مش ناقصك."
إسماعيل بضيق:"ماشى ياعمر، ماشى."
قام من مكانه ودخل القهوة وعمر ضحك ضحكة خفيفة عليه وهو بيضحك عيونه جات على شباك شوق المفتوح حاجة بسيطة ولحسن حظه إنه لمحها واقفه ورا الشباك وبتبصله، ملامح الغضب ظهرت عليه تانى .. شوق لما لاحظت إن عمر بيبصلها بغضب قفلت الشباك بسرعة وحاولت تكتم شهقاتها لإنها كانت بتبكى بسبب إللى حصل فى اليوم، حاولت تهدى لكن مكانتش عارفه تهدى، سمعت صوت خبط على الباب..
رانيا:"حبيبة قلبى خلصتى لبس؟"
مسحت دموعها بسرعة وراحت فتحت الباب...
شوق:"أيوه خلصت."
رانيا وهى بتبص لملامحها إللى البكاء ظاهر عليها:"طب تعالى عايزه أتكلم معاكى شوية."
شوق هزت راسها وخرجت من الأوضة وقعدوا على كنبة أنتريه ..
رانيا وهى بتمسك إيديها الإتنين وبتملس على شعرها:"إحكيلى ياحبيبتى مالك؟ فيكى إيه؟ إنتى مش على بعضك ليه؟ حد مزعلك فى المدرسة؟"
شوق دموعها نزلت تانى وبدأت تبكى بصوت، رانيا أخدتها فى حضنها وبدأت تهديها ....
رانيا وهى بتطبطب عليها:"مالك ياحبيبتى فيكى إيه؟ ماتوجعيش قلبى عليكى."
شوق فى وسط شهقاتها:"أنا مخنوقة."
رانيا بحنان وهى بتلعب فى شعرها:"مخنوقة من إيه؟ إحكيلى يا قلب ماما أنا هسمعك وهديكى حلول."
شوق مكانتش عارفة تقول إيه أو تتكلم فى إيه ..
رانيا وهى بتمسك وشها بين إيديها:"ثقى فيا يا روح قلبى، ماتخافيش منى."
شوق بدموع:"مخنوقة عشان أنا مش فاهمة حاجة فى الدنيا دى، بحس إنى جاهلة، ماعنديش معرفة عن أى حاجة خالص، كله عمال بيلطش فيا وبيجيبوا الذنب عليا فى كل حاجة من غير مايعلمونى ويرشدونى زى مابتعلم فى المدرسة، بحس إنى فى متاهة، مخنوقة يا ماما."
رانيا وهى بتمسح دموعها:"وإنتى إيه إللى حسسك بكده؟ إيه إللى حصل يا شوق؟"
شوق بدموع:"مافيش حاجة حصلت بس بحس إنى جاهلة."
رانيا:"لا ياروحى إنتى مش جاهلة، إنتى بس ماتعرفيش كتير فى الدنيا دى، عرفينى إنتى محتاجة تعرفى إيه وأنا هعلمك."
شوق وهى بتمسح دموعها وبإرتباك:"يعنى إيه حب؟"
رانيا لوهلة ذهلت من السؤال بس حاولت تبان طبيعيه..
رانيا بإستفسار:"طب ممكن أعرف سمعتى الكلمة دى فين؟"
شوق بإرتباك وهى بتبص فى كل مكان حواليها ماعدا عيون مامتها:"سمعت بنات زمايلى فى المدرسة بيتكلموا عنه ولما جيت أسألهم إتعاملوا معايا كإنى جاهلة."
دموعها نزلت تانى لما إفتكرت زعل عمر منها..
رانيا وهى بتمسح دموعها:"ماتزعليش ياحبيبتى، أنا هفهمك، فى نوعين من الحب، حب فِطرى وحب مكتسب."
شوق بصتلها بإستغراب بسبب المسميات دى..
رانيا بمرح:"ماتبصليش كده، أنا زمان كنت بحب القراءة جدًا قبل الجواز وكنت مثقفة بس مادخلتش جامعة للأسف، نرجع لكلامنا، الحب الفِطرى زى حبى ليكى ياشوق، الأم من فطرتها بتحب أودلاها من قبل مايتولدوا لما بيبقوا فى بطنها، وزى حب بابا ليكى إللى كان مستنيكى من يوم ماعرفنا إنى حامل فيكى، وزى مانتى إتولدتى لقيتى نفسك بتحبينا عشان إحنا ماما وبابا، بالنسبة بقا للحب المكتسب إللى هو *إتكلمت بحرج* زى حبى أنا وحسين لبعض، يعنى زى مانتى عارفة إن أنا من الصعيد وأهلى متشددين جدا وحسين كان جاى البلد عندنا فى شغل وجدى الله يرحمه صودف إنه كان فى نفس المكان إللى حسين كان فيه، جدى كان فى ناس أعداء ليه حاولوا يقتلوه وكانوا هيبينوا الموضوع على إنه حادثة يعنى قضاء وقدر، كان فى عربية جايه سريع نحية جدى وحسين وقتها كان بيتكلم مع حد زميله فى الشغل ولما شاف الموضوع ده ماحسش بنفسه غير وهو بيجرى على جدى وبيبعده عن الطريق، جدى حبه جدا من بعدها وإعتبره زى إبنه وإستضافه عندنا فى البيت لحد مايخلص شغله وطبعا كل ده بعد رفض كبير من حسين بس ماقدرش يكسر كلمة جدى، حسين شافنى وإتعلق بيا، كنت بحب أقرأ دايما فى جنينة البيت وهو كان بيراقبنى من بعيد، فى البداية كنت بعتبره ضيف لجدى ومابتعاملش معاه أصلا، بس لما أخدت بالى إنه بيراقبنى شغل بالى وبقيت بفكر فيه، ده غير حب جدى ليه، إحنا كان عندنا بيبقى صعب بس مش مستحيل إن البنت تتجوز بره بلدها أو واحد مش صعيدى يعنى، بس جدى الله يرحمه من حبه فى حسين قاله إطلب إللى إنت عايزه، وهنا حسين طلب إيدى، جدى كان هيوافق علطول وده لإنه يعرف أخلاقة بس لا قرر إنه ياخد رأيى الأول عشان مكنش بيحب يفرض عليا حاجة أبدا لإنى كنت دلوعة جدى، وأنا وافقت ولو رجع الزمن 18 سنه تانى هوافق عشان أجيبك يا عمرى إنتى، *ملست على شعرها* ده الحب ياشوق إهتمام وأفعال من الإنسان إللى قدامك بتخليكى تحبيه، بيولد مشاعر جواكى نحيته، بس مش أى حد نحبه أو مش أى حد نفكر فيه بشكل عام، لازم الإختيار، على الرغم من إللى أنا شايفاه مع حسين هنا بس أنا بحبه وعارفة إنه بيعمل كده عشان بيحبنا، هو خايف من تجربة مرت مش أكتر *من شاب على شئ شبّ عليه*، وبس ياروحى ده الحب."
شوق كانت عيونها بتلمع بسبب قصة حب مامتها وباباها وجه على بالها سؤال نفسها تسأله لمامتها بس خايفة تزعل منها .. رانيا لاحظت إرتباكها وإبتسمت...
رانيا:"تقدرى تتكلمى قولى إللى إنتى عايزاه."
شوق بإرتباك:"قبل ماننقل هنا، قبل كده كنت سمعت كلام فى وسط خناقتك مع بابا وقولتيله إن لو أهلك عرفوا إللى هو بيعمله مش هيرحموه، مش هيرحموه إزاى؟ وليه مش عايزة تقولى؟"
رانيا بضحكة خفيفة:"أفهم من كده إنك حابه إنى أقول؟"
شوق بخوف:"لا لا ماقصدش ياماما قصدى عايزة أعرف هيعملوا إيه؟"
رانيا بتنهيدة:"هيعملوا حاجات ماتجيش فى البال، عندنا بيتعاملوا بالسلاح ده إللى أقدر أقوله، ومش بقول ليهم ليه؟ عشان خايفه عليه وعليكى، مش حابه الفراق لينا كلنا، وأنا بحاول أغير من باباكى وأديه أهوه بيتغير، هو الفكرة إنه مر بتجربة صعبة فبالتالى خايف كل حاجة تتكرر من تانى، والواحد من خوفه بيتمسك بكل إللى حواليه ومترقب لأى موقف."
شوق:"يعنى يا ماما إنتى بجد بتحبى بابا؟"
رانيا:"أومال إتجوزته ليه؟"
شوق بإستفسار:"إتجوزتوا ليه؟"
رانيا ضربتها على راسها بهزار ضربة خفيفه..
رانيا بضحكة خفيفة:"ركزى معايا، أنا بتريق عليكى وبقولك أومال أنا إتجوزته ليه؟ أكيد ماتجوزتوش لله فى لله كده، إتجوزته عشان بحبه وطبيعى أى علاقة حب نقية آخرها الجواز."
شوق بإستغراب:"جواز؟"
رانيا بإستغراب:"لا إنتى مش طبيعية النهاردة."
شوق بتوضيح:"أنا مش فاهمة يا ماما، ليه تتجوزوا طيب؟ مانتوا كنتوا مع بعض."
رانيا بإبتسامة:"شوق حبيبة قلبى، إنتى لسه عيلة صغيرة بس أنا هفهمك، الواحد لما بيحب واحدة بجد بيبقى عايز يكمل حياته معاها لحد مايموت، بيحافظ عليها وبيحطها جوا عيونه ومابيلمسهاش عشان ربنا يباركلهم فى علاقتهم يجمعهم هما الإتنين فى حلاله ويتجوزوا."
شوق بعدم فهم:"بيحبها ومابيلمسهاش عشان يتجوزها؟ هو مش الحب باللمس؟"
رانيا بتنهيدة وتعب من محاولة التوضيح:"الحب باللمس بس اللمس الحلال، زى ماقولتلك الواحد بيحافظ على البنت إللى بيحبها عشان يتجوزها."
شوق ببراءة وإستفسار:"ولو هى قالتله يلمسها عشان يثبتلها حبه أو هو إللى قالها كده، بس حد من الطرفين إعترض وزعق ومشى، يبقى كده إسمه إيه؟ مش بيحبها أو مش بتحبه ومقروفين من بعض صح؟"
رانيا برقت لما سمعت السؤال ده، بس بررت إنه أكيد مجرد سؤال فضولى ى الأسئلة إللى قبل كده.. رانيا هزت راسها بنفى ...
رانيا:"بصى أولا كده، لو هى إللى قالتله وهو رفض، بالتالى هو بيحبها لكن هى رخصت نفسها، ثانيا لو هو إللى قال يبقى هو بيتسلى وبيضحك على البنت إللى معاه عشان ياخد إللى عايزه ويمشى وبرده هى بتكون رخصت نفسها وضاعت."
شوق بعدم إستيعاب:"يعنى إيه رخصت نفسها؟"
رانيا:"يعنى هى بقا زيها زى بنات الشارع، البنات إللى بيعملوا حاجات وحشة، وقلت من نظر الإنسان إللى بيحبها وخلاص هيبعد عنها."
شوق قلبها وجعها لما سمعت الكلام ده .. "عمر هيبعد عنى!" ... فهمت سبب عصبيته عليها والغضب إللى كان جواه نحيتها، ولما سابها ومشى فهمت كده إن خلاص هو هيبعد عنها، هى قلت فى نظره .. دموعها كانت قربت تنزل من عيونها بس حاولت تتحكم فى أعصابها بالعافية...
رانيا بإرتياح:"أتمنى أكون أفدتك النهارده ياروح قلبى، وعايزة أنصحك نصيحة، حافظى على نفسك لحد مايصيبك نصيبك، الشاب بيحب البنت المحترمة إللى بتصون أهلها وبتحافظ على نفسها، وإبعدى عن أى حد يا شوق ممكن يلعب فى دماغك، إبعدى عن أى بنت وحشة فى المدرسة، مش كل البنات حلوين ولا كل البنات بيتمنوا الخير لبعض، فاهمانى ياروح ماما؟"
شوق هزت راسها بالموافقه لإنها ماقدرتش تتكلم ولو إتكلمت هتفتح فى العياط ...
رانيا وهى بتبوسها من راسها:"هقوم أحضر الأكل بقا عشان ناكل، بابا زمانه جاى، قومى جهزى كتبك إللى هتذاكرى فيها عشان لما نخلص أكل."
هزت راسها تانى ورانيا قامت من مكانها ودخلت المطبخ وفى نفس الوقت حاسه إن قلبها واجعها أوى على شوق ومش فاهمة إيه السبب وبتسأل نفسها أسأله كتير ومن جواها بتدعى إن بنتها ماتجربش الحب من دلوقتى لإنها مش قده تمامًا ... شوق قامت من مكانها وهى تايهه وحاسه إن قلبها بيتخلع من مكانه، إكتشفت إنها غلطت غلطة كبيرة مكنش يصح إنها تعملها تمامًا، قلت من نظر عمر، عمر مابقاش بيحبها، عمر هيبعد عنها ويسيبها، شايفها واحدة وحشة حست إنها دايخة ومحتاجة تستريح بس هتيجى منين الراحة وهى شايفة إن عمر هيسيبها، كفاية نظراته ليها لما كانت بتبصله من الشباك، إتمنت إن الأرض تنشق وتبلعها بس مايبصلهاش البصة دى، وصلت لأوضتها بصعوبة ورمت نفسها على سريرها بإهمال وأخيرًا دموعها نزلت وبدأت شهقاتها تزيد بس حاولت تكتمهم عشان مامتها ماتسمعهاش، حطت إيدها على مكان قلبها وده لإن قلبها بيوجعها جدا بسبب فكرة إن عمر هيسيبها ... عمر كان قاعد بيشرب الشاى مع إسماعيل وبيبص قدامه بشرود وفى نفس الوقت متضايق ومش طايق نفسه، إسماعيل كان متقبل سكوته، عمر عيونه جات على حسين إللى دخل الحارة وهو مبسوط ومعاه شنط هدايا كبيرة، حسين عيونه جات على عمر إللى بيبصله إبتسمله وقرب نحيته، عمر وقف بتلقائية من مكانه وسلم على حسين ..
حسين:"إزيك يابنى عامل إيه؟"
عمر:"بخير يا حج حسين."
حسين:"مش قولنا بلاش حج دى؟"
عمر:"مانت قولت يابنى."
حسين بضحكة خفيفة:"ماشى ياعمر."
عمر بإبتسامة:"ماشى يا أستاذ حسين."
حسين عيونه جات على إسماعيل إللى بيبصله..
حسين:"إزيك يابنى؟"
إسماعيل:"بخير الحمدلله يا أستاذ حسين."
فتح شنطة من معاه وأخد منها علبة شوكولاته كبيرة وقدمها لعمر ..
حسين:"إتفضل ياعمر دى هدية منى ليك وطبعًا لصاحبك."
عمر بإستغراب:"إيه ده وليه؟"
حسين بإبتسامة كبيرة:"الحمدلله إترقيت النهاردة وبقيت مدير الحسابات فى الشركة عندنا، ودى هديتى ليك بما إنك الوحيد إللى أعرفه هنا فى الحارة، ولو حابب توزع على حبايبك برحتك يابنى، أنا هطلع بقا لمراتى وبنتى عشان أديلهم الهدايا بتاعتهم، بالهنا على قلبكم."
ساب علبة الشوكولاته على الترابيزة بينه هو وإسماعيل وربت على كتفه وراح البيت بسرعة وماستناش مباركة عمر ليه .. عمر قعد بهدوء على الكرسى بتاعه وبص لعلبة الشوكولاته وبعدها عيونه جات على شباك شوق بس إتفاجئ لما لقى إسماعيل أخد العلبة وفتحها ..
إسماعيل:"الله إيه الجمال ده؟ هو إيه نوع الشوكولاته دى ياعمر؟ أول مرة أشوفها."
عمر بلا مبالاة وهو بيبص للشوكولاته:"معرفش."
إسماعيل اخد واحدة وبدأ ياكل ..
إسماعيل وهو بياكل:"طب والله راجل زوق ومحترم وأنا حبيته، مش هتاكل ياعمر؟"
عمر:"لا."
عمر بص قدامه بشرود ومركزش مع إسماعيل إللى بيبدى إعجابه بالشوكولاته .. حسين دخل الشقة وبدأ يدور عليها بعيونه ..
حسين بصوت مسموع:"رانيا، إنتى فين؟"
خرجت بسرعة من المطبخ وإبتسمتله وهو جرى عليها وحضنها جامد ولف بيها وبعدها بصلها ..
رانيا بضحك من حركته:"فى إيه؟"
حسين:"إترقيت النهاردة فى الشغل وبقيت مدير الحسابات فى الشركة عندى."
فرحت جدا وحضنته جامد وهو ضمها بشدة ...
رانيا:"مش قولتلك ربنا هيعوضك؟، الظروف المادية إللى مرينا بيها دى كانت مؤقته وأهى إتحلت الحمدلله."
حسين بهمس:"عارف، الحمدلله."
بِعِد عنها وراح للشنط...
حسين:"شوفى أنا جبتلك إيه."
فتح واحدة من شنط الهدايا وأخد منها فستان جميل جدا وهى أخدته منه بفرحة..
رانيا بفرحة وهى بتفرده عليها:"حلو أوى ياحبيبى، تسلم إيدك."
حسين:"الله يسلمك، أومال فين البت شوق؟"
رانيا:"فى أوضتها جوا هروح أناديلها."
حسين وهو بيوقفها:"لا إستنى إنتى، أنا هروحلها."
أخد شنطة من شنط الهدايا وراح للأوضة ... شوق أول أما سمعت صوت أبوها مسحت دموعها بضعف وعدلت نفسها، حسين دخل الأوضة ولقى شوق قاعدة بتبص للأرض قرب منها وقعد جنبها ..
حسين:"شوق."
مسك وشها بين إيديه لقاها بتعيط ..
حسين بإستغراب من بكائها:"فى إيه يا بنتى؟ مين إللى مزعلك؟ ماما زعلتك؟"
هزت راسها بالنفى...
حسين:"أومال فى إيه؟ إيه إللى حصل؟"
شوق بصوت مبحوح:"بعيط عشان إنت إتأخرت عليا."
حسين ضحك وأخدها فى حضنه ...
حسين:"ماتزعليش ياحبيبتى كنت بشترى شوية حاجات، يلا شوفى انا جبتلك إيه."
فتح الشنطة إللى معاه وأخد منها طقم ليها
حسين وهو بيمسح دموعها:"قومى يلا قيسى الطقم الحلو ده وأنا هستنى بره مع ماما."
هزت راسها وهو باس راسها وخرج من الأوضة .. مسحت دموعها وبدأت تغير هدومها وتقيس الطقم ... عمر دخل الدكان وقعد على الأرض عيونه جات على قفص الحمام ووقتها زعفران كان بيبصله وبيعمل صوت كإنه بيكلمه ...
عمر:"بقولك إيه مش عايز أسمعلك نَفَس، مش كفاية إنكم مضيعين الفلوس إللى معايا؟ كل شوية عليقة ودشيش، ده أنا إللى هو أنا مباكلش بالأسعار دى، وماباكلش الأكل ده على الأقل بتاكلوا أكل يناسبكوا لكن أنا؟ مباكلش و...."
قطع كلامه صوته ...
إسماعيل بإستغراب:"إنت بتكلم نفسك ياعمر؟"
عمر:"وإنت مالك يا أخى، إمشى وسيبنى فى حالى."
إسماعيل:"طب إمسك علبة الشوكولاته طيب كل معايا."
عمر بإعتراض:"مش عايز، كل إنت."
إسماعيل:"مش هاكل من غيرك يلا ماتتكسفش ومِد إيدك دى حتى الشوكولاته بتاعتك يا أخى هههههههههههه."
عمر إتنهد وبصله...
إسماعيل وهو بيحرك العلبة بإغراء:"علبة الشوكولاته بتناديك يا عمر."
إسماعيل مسك قطعه شوكولاته وقسمها ...
إسماعيل وهو موسع عيونه وبدهشة مصطنعة:"إيه ده؟! ده فيها كراميل كمان يا عمر."
إسماعيل كان بيتكلم بطريقة مضحكة لدرجة إن عمر ضحك عليه وأخد منه العلبة وبدأ ياكل وإسماعيل قعد يشاركه بس عمر زقه ..
عمر وهو معقد حواجبه وبيخبى العلبه من إسماعيل:"مش إنت أكلت؟"
إسماعيل بغيظ وهو بيحاول ياخدها منه:"هاكل تانى."
عمر:"ياطفس، أنا نفسى أسألك سؤال واحد، مادام إنت بتاكل كتير، الأكل ده بيروح فين؟ نفسى أفهم، إنت ناشف كده ليه يابنى؟ إنت مافيش فيك أى حاجة، حاسس إنى مع عيل صغير."
عمر جه على باله شوق إللى جسمها قريب من جسم إسماعيل وضحك ضحكة خفيفة وإنشغل بيها فى تفكيره، إسماعيل إستغل الموقف وأخد منه العلبة ...
عمر بضحكة:"إبقى سيبلى طيب."
إسماعيل وهو بياكل:"حاضر."
....................
شوق خرجت من أوضتها وورت الطقم لحسين ورانيا بنِفس مقفولة، عجبهم جدا وباركولها عليه ودخلت غيرت هدومها .. مر اليوم بهدوء لحد ما الليل جه، شوق كانت على سريرها ومشغلة الأباجورة بتاعتها ومش عارفة تنام بسبب زعلها من إللى هى عملته وما صدقت إنها باقت لوحدها خلاص فدموعها كانت بتنزل بدون إنقطاع، ماتعرفش مر من الوقت قد إيه بس فضلت على حالها وكل لحظة بتعدى عليها كانت بتكره نفسها أكتر .. فاقت من إللى هى فيه على صوت خبط على الشباك، بس الخبط ده كان ثانية وراح، إستغربت وقالت يمكن بيتهيألها، لكن الخبط كان مستمر بعدها، قامت من مكانها بإرتباك وخوف شديدين وقربت نحيته بهدوء، والشباك كان لسه بيخبط .. إتنفضت فى مكانها لما سمعت صوته ..
عمر بهمس غاضب:"إفتحى الشباك."
قلبها دق بشدة ومش عارفة إيه السبب من الرعب؟ ولا من فرحتها إنه جالها؟ .. فتحت الشباك بسرعة وبعدت خطوات متعددة للخلف بخوف وحزن شديدين وبتبص فى الأرض ... عمر وقف برجله على أرضية أوضتها ووارب الشباك .. بصلها بغضب شديد وهى كانت واقفه منكمشة وخايفة تبصله ..
عمر بهمس وغضب:"بصيلى."
رفعت عيونها من الأرض وبصتله بإرتباك شديد .. فضل يبصلها لفترة بسيطة وهى واقفه بتعيط وبتشهق شهقات خفيفة ومنكمشة فى نفسها .. إتنهد وفتحلها دراعاته الإتنين وبيشاورلها إنها تدخل فى حضنه وهى زى ما تكون صدقت وجريت لحضنه وبدأت تبكى بشهقات عالية زى ماتكون لقت الأمان إللى تبكى براحتها جوا حضنه .. عمر ضمها بشدة وبدأ يطبطب عليها ..
عم بهمس:"شششششششش، خلاص إهدى."
شوق بشهقات:"أنا .. آسفة.. مكنش قصدى...ماكنتش أعرف...م..ماتسبنيش يا عمر."
عمر بهمس:"حاضر مش هسيبك إهدى ماتعيطيش."
شوق بدموع وهى بتبصله:"لا إنت بتقول كده عشان ماعيطش لكن إنت بتضحك عليا وهتسيبنى."
عمر وهو بيمسح دموعها:"قولتلك مش هسيبك إهدى بقا، أوعدك إنى عمرى ماهسيبك، إرتاحتى؟"
شوق هزت راسها .. مسك إيدها وسحبها وراه وخلاها تقعد على السرير وهو قعد جنبها ..
عمر بهمس وهو بيبص فى عيونها:"أنا نفسى أفهم، إنتى إزاى جه فى بالك تعملى كده؟ وعملتى كده إزاى؟"
شوق بصوت مبحوح:"هى قالتلى إن الحب باللمس و......"
عمر وهو بيقاطعها:"فاهم وعارف كل ده، إزاى جه فى بالك إنك تقلعى هدومك وهى مقالتلكيش على كده؟ عرفتى إزاى إن اللمس بكده؟"
إرتبكت ومش عارفة تقول إيه ...
عمر:"ردى عليا."
شوق وهى بتبص فى عيونه:"عشان إنت عملت ده قبل كده، فأنا إستنتجت إنه بالشكل ده، يعنى *كملت بتوضيح أكتر* يوم أما قولتلى إنك لو مش عاوز تزعل منى يبقى لازم أسمع كلامك وأخدتنى على هناك و......."
عمر وهو بيقاطعها:"خلاص إهدى، شوق عايزك تعرفى إنى إتعاملت معاكى كده عشان كنت زعلان من إللى حصل، لو واحد غيرى صدقينى كان هيوديكى فى داهية، الحمدلله إن أنا إللى معاكى، أنا آسف ماتزعليش، وبالنسبة للبنات دول خلاص مش هيتعرضولك تانى، أنا بس إديتلهم فى أجنابهم مش أكتر، ماتخافيش، أنا دايما معاكى وظهر ليكى، فاهمه؟"
هزت راسها بالموافقه وإبتسمتله فى وسط دموعها .. أخدها فى حضنه تانى وبدأ يطبطب عليها، الغلطة كانت غلطته من البداية هو أساس الغلط، لكن مريم يادوب دلتها للطريق مش أكتر ... هو إللى كان ناوى يضحك عليها وعمل كل ده بس الحاجة الوحيدة إللى معملهاش هو إنه يلمسها .. وحمد ربنا على كده .. كانت سانده براسها على كتفه وبتنام خلاص ..
عمر بهمس:"شوق."
شوق بنعاس:"نعم؟"
عمر بإرتباك وهو بيبص للسرير:"أنا لازم أمشى، هشوفك بكرة وإحنا على مواعيدنا زى ماتفقنا."
شوق بنعاس ونوم:"خليك شوية ياعمر."
عمر بهمس:"ماينفعش، لازم أمشى دلوقتى حالا ياشوق، حالا."
رفعت راسها من على كتفه وبدأت تفرك فى عيونها بشكل برئ جنن عمر .. قام بسرعة من مكانه وراح للشباك وفتحه بهدوء وهى قامت وراه ... بدأ ينزل على المواسير وهى متابعاه بعيونها لحد مانزل للشارع رفع عيونه إللى جات فى عيونها إبتسملها وبعتلها بوسة فى الهواء ... ضحكت بشكل برئ وهو قلبه دق بشدة من ضحكتها، شاورلها تقفل الشباك وتدخل، هزت راسها وبالفعل قفلت الشباك وهو متابعها بعيونه ولما لقى ضوء الأباجورة إتقفل عرف إنها نامت خلاص على السرير إتنهد بإرتياح وراح للدكان وفرد جسمه على الأرض وبدأ يفكر فيها وفى ملامحها الهاديه البريئة لحد ماراح فى النوم ........فى اليوم التالى عمر راح مع إسماعيل قبل خروج شوق من المدرسة بفترة وطلب إيد عفاف لإسماعيل إللى أبوها رحب بيه جدا وحب أخلاقة وإحترامه للغير، وإتفقوا على إللى يقدر عليه فى الشبكه يجيبه حتى لو دبلة، عفاف زغرطت من فرحتها وكانت أسعد بنت فى اليوم ده، عمر ضحك عليها لما شاف خجلها مع إسماعيل وبعدها إنسحب وسابهم مع إسماعيل يتعرفوا عليه وهو راح ل"شوقه" إللى منتظراه عند المدرسة بفارغ الصبر ... مرت الأيام والأمور بتتحسن أكتر بين عمر وشوق، لدرجة إنها إتعلقت بيه زيادة عن اللزوم، بقا هو كل حاجة بالنسبالها أمانها سندها كل شئ، بتحكيله عن كل حاجة فى حياتها لدرجة إن حياتها باقت مقتصرة على عمر فقط، عمر بقا عاشق كبير وعشقه ليها بقا واضح فى عيونه، باقت هى كل حياته وده لإنها فعلا كل حياته إللى بقت عباره عن "شوق" . بقا عايش عشانها وبيشتغل عشانها ويجيبلها إللى عايزاه مكنش عايز يحرمها من أى حاجة ... المعاملة كانت مستمرة بينه هو وحسين لما بيتقابلوا بيسلموا على بعض وبيهزروا مع بعض شوية، وأحيانًا كان بيجيلهم عشان يصلحلهم شوية حاجات فى الشقة وكالعادة بيلمح لشوق بالكلام لما بيكلم أهلها وهى كانت بتحس بخجل شديد ... رانيا كانت بتحاول تقرب من شوق وكانت فرحانه إن نفسيتها كويسه بس قلبها مقبوض ومش عارفة إيه السبب حاسه إن فى حاجة كبيرة هتحصل! .... مريم وأصحابها بقوا خايفين يقربوا نحية شوق ولما بيقابلوها وها مروحين بيبعدوا وبيروحوا من مكان تانى ... الأيام مرت لحد ماجه يوم عيد ميلاد شوق وكانت زعلانه إن عمر مجاش يستناها وإضطرت ترجع للحصه من تانى .... خرجت من المدرسة وقابلت رانيا إللى واقفالها مبتسمه بحب ..
رانيا:"يلا بينا ياروحى."
شوق:"يلا يا ماما."
مسكت إيدها وراحوا فى طريقهم للبيت ... كان واقف على سلم خشب وبيركب أنوار وزينة فى الشقة ..
حسين وهو بيولع الشمع إللى فى التورته:"يلا يابنى، بنتى زمانها جايه."
عمر بإنشغال:"يا حج حسين لازم الدقة والإتقان فى العمل، لازم أطلع الحاجة مظبوطة."
حسين:"مظبوطة إزاى بقا؟ ده فرع نور صغير بيتعلق وخلاص على كده."
عمر بمزاج عالى:"الفن يا حج حسين محتاجله مزاج عالى، لازم أعلق الفرع كويس."
حسين:"تانى هتقول حج حسين؟"
عمر:"مانت قولت إبنى ولا إيه ياحج؟"
حسين بضحكة:"ربنا يصبرنى عليك، إنت جيتلى منين بس؟"
عمر بضحك:"من الدكان إللى تحت هاهاهاهاها، *كمل بإنشغال* وبعدين إنت سربعتنى معاك، جيت من شغلك بدرى وجريت عليا وقولتلى إنك عايزنى فى خدمة، وإتفاجأت إنه يوم عيد ميلاد بنتك، طب مش كنت تقول قبلها بكام يوم وأنا كنت جهزت الشقة أحسن من كده وبنفس مفتوحة أكتر من كده."
حسين:"إحنا دايما متعودين على كده، يادوب برجع بدرى من الشغل فى اليوم ده وبعمل الزينة ورانيا بتساعدنى وبعدها كنت بروح آخدها من المدرسة ونحتفل بيها."
عمر:"بس كده؟ لمؤاخذة فى الكلمه يا أستاذ حسين إحنا بقينا حبايب خلاص بس إيه الملل ده؟ بس مادام أنا بقيت فى حياتكم يبقى ماتقلقوش سيبوا كل حاجة عليا، أنا رقبتى سداده."
حسين:"هههههههههههههههه، أنا مش مضحكنى غير الجمله دى *رقبتى سداده*، إنت بتجيب كلامك ده منين؟"
عمر بضحكة خفيفة وإنشغال:"إللى يعيش فى الشارع يتعلم أكتر من كده."
حسين بإستفسار:"مش فاهم؟ إنت عايش فى الشارع؟"
عمر:"أومال يا أستاذ حسين بتيجى تلاقينى نايم فى الدكان إزاى؟ أكيد مش من جماله يعنى، الدكان يبقى بيتى."
حسين بإستفسار:"ألا هو إنت خريج إيه يابنى؟"
عمر:"هههههههه، أول مرة تسألنى السؤال ده، بس أنا مش خريج حاجة."
حسين:"مش فاهم؟"
عمر بإبتسامة وهو بيبصله:"أفهمك يا أستاذ حسين، أنا متعلم مع وقف التنفيذ، يعنى خرجت من المدرسة وأنا فى أولى إعدادي، وده لإن أبويا توفى ...*حسين إترحم عليه هو وعمر* وعشان أعرف أصرف على نفسى سبت المدرسة."
حسين:"ربنا معاك يا بنى، بس يعنى إيه متعلم مع وقف التنفيذ؟"
عمر:"ههههههههههههه، يعنى مش متعلم بس متعلم."
حسين بإستفسار:"إزاى؟"
عمر:"فى مدرس زى القمر بيعلمنى، فضل ورايا لحد مابقيت أعرف أقرأ وأكتب وعايز أقولك إنى بقيت أعرف شوية كلمات إنجليزى إنما إيه أقدر بكل ثقة أتعامل مع أى حد من السياح إللى بييجوا مصر دول، زى إسكوزمى كده أه."
حسين:" هههههههههههههههههههههههه، إسكوزمى!!، إسمها excuse me ."
عمر بضحك:"والله يا أستاذ حسين مافرقتش فى النطق المهم العلام، أهو بصرف نفسى."
حسين بضحكة مكتومة:"لا ربنا يعينك، من نحية العلام فأنت فله."
عمر:"الله يحفظك."
نزل من على السلم وده لإنه خلص شغله ... حسين أخد محفظته ولسه هيطلع فلوس..
عمر:"لا يا أستاذ حسين، ده منى ليكم."
حسين:"يابنى ماتحرجنيش خد حسابك."
عمر:"قولتلك لا ولو أصريت أنا مش هعملك حاجة تانية أبدا."
حسين بتنهيدة:"ولو إنى شايف إنه ماينفعش بس براحتك."
عمر:"كل سنه وهى طيبة وبخير، أستأذن أنا."
حسين كان لسه هيتكلم لقى باب الشقة بيتفتح .. رانيا دخلت ووراها شوق إللى إرتبكت لما لقت عمر واقف مع باباها .. عيونه جات فى عيونها وإبتسم ....
حسين وهو بيقرب من شوق:"كل سنة وإنتى طيبة ياحبيبة بابا."
أخدها فى حضنه ورانيا كمان أخدتها فى حضنها هى كمان .. وكل ده وعمر واقف بيبص عليهم، بعد ماخلصوا التهنئة ..
عمر:"طب أستأذن أنا بما إن الجو قلب عائلي."
رانيا:"لا إستنى خليك إتفضل معانا."
حسين بصلها وهى رفعتله حاجبها بتحذره إنه لازم يكرم ضيفه ...
حسين بتنهيدة:"لا يابنى خليك معانا إتفضل إقعد."
عمر أما صدق:"بما إن فيها قعدة فأنا مش هقعد، انا هغنى يلا إتجمعوا حوالين الترابيزة وغنوا ورايا."
حسين ورانيا بصوله بإستغراب..
عمر:"بتبصولى كده ليه؟ أول مرة تشوفوا عيد ميلاد؟ يلا غنوا معايا."
قرروا يسمعوا كلامه رانيا مسكت شوق *إللى واضح عليها الخجل وبتبص فى الأرض* وخلتها تقف جنبهم وعمر بدأ يغنى أغنية عيد ميلاد معينه وحسين ورانيا كانوا بيغنوا وراه وبيضحكوا على عمر إللى متحمس جامد وبعد ما الأغنية خلصت ..
رانيا:"يلا ياروحي إطفى الشمع."
شوق كانت لسه هتطفيه ...
عمر وهو بيوقفها:"إستنى، إتمنى أمنية الأول وبعدها إطفيها."
شوق إرتبكت وبالفعل فكرت فى أمنية وفى اللحظة دي بصت لعمر بحب والبصة دي كانت عبارة عن لحظة واحدة حسين مخدش باله منها لكن رانيا إللى مركزه عليهم هما الإتنين أخدت بالها منها ... طفت الشمع وكلهم سقفوا ..
حسين:"الهدايا بقا."
مسك شنطة هدايا وأخد منها علبة وفتحها وقدمها لشوق، كانت عبارة عن سلسلة ذهب شوف فرحت بيها جدا وحضنت باباها ورانيا قدمتلها فستان للمناسبات وشوق فرحت أكتر بالفستان، كل ده بيحصل وعمر واقف محرج من كل ده ...
عمر لشوق بمرح وإحراج خفى:"لو كنت أعرف إن النهاردة عيد ميلادك قبلها بكام يوم مثلا أنا كنت جبتلك هدية أحلى من هدية مامتك وباباكى، بس يلا تتعوض مرة تانية."
حسين بضحك:"ههههههههههههههه، شكرا ياعمر تتعوض مرة تانية إن شاء الله."
حسين عزم عليه بجاتوه وعمر أكل بالعافية وفى نفس الوقت بيحاول يلمح شوق إللى قاعد جنب مامتها وبتاكل بإرتباك شديد ... بمرور الوقت ..
عمر بتنهيدة:"مادام خلصنا كده كل حاجة أستأذن أنا عشان مشغول جدا."
حسين:"أكيد يابنى إتفضل."
عمر:"شكرا يا حج حسين على ضيافتك وكرمك."
حسين:"ههههههههههههههه، مش هرتاح منك أبدًا أنا عارف."
عمر:"طبعا، يلا بعد إذنكم."
حسين:"إذنك معاك."
عمر خرج من الشقة تحت عيون شوق إللى بتبصله بحب ومش واخدة بالها من رانيا إللى مركزة معاها جدا لكن حسين كان مشغول بتوديع عمر .. عمر أول أما نزل جرى للدكان وبدأ يدور على فلوس وبالفعل لقى مبلغ بسيط جدا، إتنهد بضيق وراح لإسماعيل إللى مشغول فى شغله ...
عمر:"إسماعيل."
إسماعيل بصله بإستفسار..
عمر:"تعالى عايزك."
إسماعيل وهو بيقرب منه:"نعم؟"
عمر بهمس:"معاك فلوس سلف؟"
إسماعيل بدأ يفتش فى جيوبه وأخد منها مبلغ قريب من البسيط ...
إسماعيل:"دول إللى معايا بحوشهم لشبكتى عشان الفرح قرب زى مانت عارف."
عمر:"هاخدهم وهردهملك ماشى؟"
إسماعيل بصله كتير ..
عمر وهو ملاحظ نظرته:"لا ماتقلقش مش هعمل حاجة حرام، هجيب هدية لشوق النهاردة عيد ميلادها وماكنتش أعرف وهى مقالتش وأنا مش معايا غير دول."
إسماعيل شاف المبلغ إللى معاه وإتنهد وإداله فلوسه ...
عمر مسك الفلوس وأخد منها مبلغ وإداله الباقى ...
عمر:"أنا محتاج دول بس، حبيبى يا سُمعة ماشوفكش واقع فى ضيقة أبدًا."
عمر مشى بسرعة تحت عيون إسماعيل إللى بيدعيله بالسعادة، بص لباقى الفلوس لقى إن عمر أخد مبلغ بسيط .... عمر راح للسوق وبدأ يختار ويدور على أى حاجة تليق بشوق لكنه مكنش لاقى راح لمحلات الملابس من النوعية إللى هو يعرفها حس إن مافيش أى حاجة حلوة هناك، مشى فى الشوارع وهو سرحان ومحتار بسبب إنه مش عارف يجيبلها إيه لإن مافيش أى حاجة تليق بيها، بس وقف فى مكانه لما عيونه جات على محل ساعات بس واضح إنها ساعات غالية شوية، أخد نفس عميق وقرب من المحل بدأ يبص على الساعات إللى موجودة فى الفاترينا إللى بره وهنا لمح ساعة رقيقة جدا، عيونه جات على السعر إتنهد بإرتياح وده لإن قيمتها بنفس قيمة المبلغ إللى معاه دخل بسرعة لصاحب المحل وإشتراها بفرحة شديدة.. فى اليوم التالى .. ده كان اليوم إللى المفروض هيقعدوا فيه مع بعض اليوم كله، شوق خرحت من المدرسة بعد ما حسين مشي وجريت على عمر إللى واقف بعيد شوية عن المدرسة ومستنيها ... (باقى الفصل هينزل بعده نظرا لطوله <3 )


إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#14

افتراضي رد: رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة



باقى الفصل الثانى عشر ... رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات
أخدها وراحوا مكانهم المعتاد وأول أما وصلوا السطح مسك إيدها وسحبها وراه للكنبه وخلاها تقعد جنبه ...
عمر بإستفسار:"عاملة إيه؟"
شوق بفرحة:"الحمدلله كويسة، وإنت بقا عامل إيه؟"
عمر بضحكة خفيفة:"أنا كويس جدا أهوه، شوق."
شوق:"نعم؟"
عمر بإحراج خفى وهو بيقدملها علبة:"دى هدية عيد ميلادك."
شوق من فرحتها ماستنتش إنها تفتح الهدية لكنها حضنت عمر قبل أى شئ ... ضمها بشدة فضول على الحال ده للحظات وبعدها شوق بِعدِت عنه ...
شوق بإرتباح وإحراج وخجل:"حلوة أوى ياعمر، شكرا أوى على الهدية."
عمر:"إفتحى العلبة الأول وبعدها قوليلى رأيك يا بكاشة."
ضحكت ضحكة خفيفة وبالفعل فتحت العلبه وذهلت من جمال الساعة إللى فيها، كانت ساعة جلد رقيقة جدا ودائرية صغيرة وواضح عليها إنها فعلا غالية ...
شوق بذهول وهى بتبصله:"حلوه أوى يا عمر."
رجعت بصت للساعة تانى ولمستها برقة وخايفة إنها تبوظها بمجرد لمستها ليها .. عمر أخد الساعة من العلبه وشال الساعة القديمة من إيدها ولبسها الجديدة ...
عمر بحب وهو بيبص فى عيونها:"كل سنه وإنتى عمرى كله."
باسها من راسها وضمها بشدة وهى إبتسمت وبصت للساعة إللى فى إيديها وهى فى حضنه، فضلوا على الحال ده لمدة دقائق وبعدها عمر قام من مكانه ...
شوق:"رايح فين؟"
عمر:"الفطار ياشوق، لازم نفطر."
شوق بتأفف:"بس أنا أكلت ياعمر."
عمؤ مردش عليها ودخل الأوضة ورجع بالأكل وحطه على الترابيزة قدامها ...
عمر:"بلاش لماضة يلا كلى عشان تتخنى."
شوق بزهق طفولى:"مش كل أما نبقى مع بعضنا اليوم كله تخلينى آكل بالعافية."
عمر:"عشان تتخنى زى ماقولتلك ده غير إنك داخلة على الإمتحانات لازم تاكلى كويس عشان تركزى، وبعدين أنا مش عايزك تبقى زى إسماعيل ناشفه وعصايه زيه ومافيكيش حاجة."
إتحرجت بشدة من كلامه..
عمر:"مش هنضيع وقتنا فى الكلام يلا كُلى."
شوق:"بس...."
عمر:"أنا ما أكلتش عشان كنت مستنى ناكل مع بعض لو مش عايزانى آكل وأموت خلاص هـ..........."
شوق حطت إيدها على شفايفه بتلقائية وخوف ...
شوق:"ماتقولش الكلمة دى أبدا."
مسك إيدها وباسها ..
عمر بحب وهو بيضم إيديها لصدره:"وعشان خاطر عمر حبيبك يلا كُلى."
شوق:"حاضر."
بدأت تاكل وفى أغلب الوقت هو إللى كان بيأكلها ... بعد مرور فترة بسيطة ... كانت سانده براسها على رجله وده لإنها حاسة بالنعاس الشديد وهو كان بيلعبلها فى شعرها الأسود، والترابيزة كان عليها الكراسة والقلم إللى هتذاكرله بيهم لما تفوق ... جه على بالها كلام مامتها الخاص بالحب وقررت تسأل عمر السؤال إللى دايمًا بتسأله لنفسها ...
شوق بنعاس:"عمر."
عمر:"روحه وعمره كله."
شوق:"هنتجوز إمتى؟"
عمر عقد حواجبه وبطل يلعب فى شعرها .. شوق إستغربت سكوته وقامت إتعدلت ...
شوق بإستفسار:"فى إيه ياعمر؟"
عمر بنبرة مبهمة بالنسبالها:"عيدى سؤالك تانى."
شوق بإرتباك من نبرته:"هنتجوز إمتى؟"
عمر:"جبتى الكلام ده منين؟"
شوق بإستغراب:"كلام إيه؟"
عمر بضيق:"كلمة *الجواز* دى جبتيها منين؟"
شوق بإرتباك شديد:"ماما قالتلى من فترة إن آخرة الحب الجواز."
عمر قام من مكانه بغضب شديد وبدأ يلف حوالين نفسه، شوق قامت وقفت وراه ...
شوق بحزن من ملامحه:"عمر، هو أنت مابتحبنيش؟"
بصلها بغضب أكبر لما قالت الكلمة دى..
عمر:"مابحبكيش إزاى وأنا معاكى دلوقتى؟ مابحبكيش إزاى وأنا إتخليت عن كل حاجة وحشة فى حياتى عشانك؟ مابحبكيش إزاى وأنا مش شايف غيرك؟؟؟"
شوق ودموعها بدأت تلمع فى عيونها:"عشان الحب آخرته الجواز وإنت لحد دلوقتى ماقولتليش إحنا هنتجوز إمتى."
عمر بغضب:"ماقولتش عشان مش هتجوزك، فهمتى يا شوق؟"
شوق بذهول وعدم إستيعاب:"يعنى إيه؟ يعنى إنت مش بتحبنى وبتضحك عليا؟؟"
عمر بغضب:"دى غير دى، أنا بحبك وكل حاجة بس جواز مابتجوزش."
دموعها نزلت وبتحاول تكتم شهقاتها .. عمر قرب منها ومسكها من أكتافها برقة وإتكلم بهدوء ..
عمر:"يا شوق خلينا كده أحسن، إحنا كده حلوين مع بعض وأنا مش عايز من الدنيا دى غير إنى أبقى موجود معاكى فى نفس المكان وبس، ده كفاية عليا ياشوق."
شوق هزت راسها ب " لا " وسط دموعها ...
شوق ببكاء:"بس إللى بيحب واحدة بجد بيتجوزها."
عمر بتوضيح:"وأنا بحبك بس مش هتجوزك إفهميها."
شوق كانت رافضة كلامه تماما ومش مقتنعة بيه ومش شايفة غير إنه بيضحك عليها ...
شوق ببكاء شديد:"إنت كنت بتكذب عليا، إنت خدعتنى، ضحكت عليا عشان شايفنى هبلة وعبيطة، بس أنا فاهمة كل حاجة، إنت مش بتحبنى ياعمر."
عمر بصدق وهو بيبص فى عيونها:"صدقينى أنا بحبك ياشوق."
شوق:"إزاى بتحبنى وإنت مش عايز تتجوزنى؟"
عمر وهو بيمسح دموعها:"أنا ليا أسبابى الخاصة."
شوق بشهقات خفيفة:"عايزة أعرفها ياعمر."
عمر إتنهد ومش عارف يتكلم يقول إيه ....
شوق بصوت متحشرج:"عمر."
مسكها من إيدها وخلاها تقعد جنبه تانى على الكنبة ...
عمر بتنهيدة وهو بيمسح دموعها تانى:"أبسط سبب يا شوق، هو إنى ماحيلتيش حاجة، وإنتى أهلك مبسوطين ومعاهم فلوس، وإحنا كده حلوين يعنى إنتى فى بيتهم بس معايا، وعلى الأقل ببقى متطمن عليكى معاهم."
شوق:"لا بس أنا بحبك وعايزه أبقى معاك إنت، عايزه إننا نعيش زى بابا وماما فى بيت واحد."
عمر برفض تام:"لا دى حاجة مستحيل تحصل."
شوق بصوت عالى وزعيق:"ليه؟ ليه ماينفعش نتجوز؟ ليه مستحيل؟ ليه؟!!!"
وهنا الغضب عمى عيون عمر وفى نفس الوقت دموعه لمعت فى عيونه ...
عمر بغضب شديد:"عشان ماتموتيش بنفس السبب إللى أمى ماتت بيه، فهمتى ليه؟ مش هلاقى فلوس اجيبلك العلاج فهتموتى، وعشان ماينفعش أكرر حياتى دى تانى، الفقر أكبر قهرة ممكن الإنسان يعيش فيها طول حياته، أنا كنت بشتغل أى حاجة فى الشارع وأنا صغير عشان أجيب لقمة آكلها، مكنش حيلتى أى حاجة أنا كنت طفل شوارع يعنى عايش فى الشارع على الأرصفة، الدكان إللى أنا عايش فيه ده مش ملكى أصلا، أنا يادوب بدفع إيجاره إللى بياخد نص فلوسى فى الشهر، *شاور على الأوضة* الأوضة دى إيجارها غالى جدا فى اليوم فيما بالك بقا لو بالشهر، لبسك وخروجاتك وفسحك ومصاريفك أنا يستحيل أتحملهم لإنى مش هيكون معايا تكاليف كل ده، فاكرانى عايش وباكل ومايفرقش معايا مليم زيك؟ لا تبقى غلطانه جدا، أنا مابعرفش أنام لما بيكون معايا فلوس قليلة فيما بالك بقا لو مش معايا إللى هو أغلب أيامى كده أصلا، مبنامش غير لما أجيب فلوس من تحت الأرض، كل حاجة فى الدنيا الفلوس لإنها بتشترى السعادة الحقيقية للإنسان، أبسط حاجة *إتكلم بوجع وغضب* الساعة إللى إنتى لابساها دى أنا إستلفت عشان أجيبها عشان مش عايز أجبلك أى حاجة وإنتى فرحتى بيها جدا أنا لو كنت جبتلك حاجة عادية ماكنتيش هتفرحى بيها، قوليلى بقا هنعيش فين؟ هناكل منين؟ إنطقى."
بدأ ينهج بسبب كلامه الكتير إللى كان ورا بعضه وبيحاول يهدى نفسه وهى واقفه مذهولة من كلامه ليها ...
عمر وهو بينهج:"سكتى ليه؟ ماتردى؟ لسه شايفه الحياة وردى ولا غيرتى رأيك؟"
شوق:"ما قولتليش ليه كل ده قبل كده؟"
عمر:"عشان ماينفعش أقولك ده، غلط كبير إنك تيجى تقوليلى عايزة أخرج وأنا أقولك مش معايا فلوس، غلط كبير لما تقولى إنك نفسك فى حاجة وأنا ماقدرش أوفيهالك، أنا بعمل المستحيل عشان أسعدك وإللى هو سببها الأساسى الفلوس."
شوق برفض:"عمر صدقنى، أنا مش عايزة فلوس أنا بحبك إنت وعايزاك إنت، ومستعدة أعيش معاك فى الشارع بس نتجوز."
عمر بضحكة قهرة:"هههههههههههههههههه، كلامك جميل بس إنتى ماتعرفيش يعنى إيه إن الإنسان يعيش من غير فلوس، للأسف يا شوق الحب لوحده مش كفايه، أنا شايف إن يستحيل إنك إنتى بالذات تتبهدلى، مش حابب البهدله ليكى، ماينفعش، ده غير إن أبوكى عمره ماهيوافق بيا، إللى زيك محتاجة واحد يهنيها ويدلعها بالفلوس وده مش أنا و..........."
شوق بعدم إستيعاب وهى بتقاطعه:"يعنى إيه الكلام ده؟"
عمر حاول يهدى نفسه وده لإن قلبه بيوجعه بسبب الكلمه إللى هيقولها، مكنش متوقع إن النهاية قربت بالسرعة دى ...
عمر بهدوء:"من الآخر يا شوق، كل واحد فينا لازم يكمل حياته من غير التانى، أنا وإنتى مش نافعين مع بعض."
شوق بدموع:"هتسيبنى ياعمر؟ إنت وعدتنى قبل كده إنك عمرك ماهتسيبنى، إنت بتعمل فيا كده ليه؟ أنا عملت إيه؟ أكيد فى حل، ماينفعش ترمينى وتسيبنى كده، أنا حبيتك ليه تمشى وتسيبنى؟ أنا عشقتك ياعمر، ليه عايز تمشى بعد ماخلتنى أحبك؟ ليه بتمشى بعد مابقيت حياتى كلها؟ إنت بالشكل ده عمرك ماحبيتنى، إنت بس كنت بتضحك عليا عشان شايفنى عبيطة وهبلة، الحب إللى بجد آخرته الجواز مش بالشكل إللى إنت إتكلمت عنه خالص ده، *إتكلمت بودع* بس أنا إللى همشى ياعمر ومش هرجع تانى خلاص."
أخدت شنطة المدرسة ومشيت بسرعة وهى بتعيط، عمر قعد بقلة حيلة على الكنبه، دمعه نزلت من عيونه وفى نفس الوقت قلبه بيوجعه بسبب كلامها ليه، ليه إفترضت بعد كل ده إنه مابيحبهاش؟ ليه بتبنى النهاية بإيديها هى، بعد ماهى باقت كل حياته جايه تختفى بالسرعة دى؟ فاق من إللى هو فيه لما سمع صوت خطواتها .. طلعت السطح وهى بتعيط وعاملة بوز زى الأطفال ...
شوق بضيق وبكاء:"نسيت كراستى وقلمى."
عمر ضحك غصب عنه لما شافها بالحالة دى وهى إتضايقت أكتر بسبب بروده ده، راحت أخدت الكراسة والقلم ولسه هتتحرك عمر سحبها لحضنه وضمها بقوة ... حاولت تخرج من حضنه لكنه كان ماسكها بقوة ومكانتش عارفه تتحرك ...
شوق بغضب:"سيبنى، أنا مش بحبك إبعد عنى."
عمر تجاهلها تمامًا وهى سكنت فى حضنه وبدأت تبكى زى الأطفال..
عمر:"شششششششششش، إهدى ياشوق ماتزعليش منى حقك عليا، مكنش قصدى صدقينى."
شوق فضلت تبكى بشهقات عاليه وهى فى حضنه ...
عمر وهو بيبص فى عيونها:"خلاص إهدى يا شوق، مش هزعلك، خلاص هعمل إللى إنتى عايزاه مادام ده هيرضيكى."
بصتله بإستفسار فى وسط بكائها...
عمر بتوضيح:"لو يرضيكى إننا نتجوز خلاص أنا موافق، وهتقدملك، بس إدعى إن أبوكى يوافق."
شوق:"بجد ياعمر؟"
عمر:"أيوه بجد."
ضحكت فى وسط بكائها ...
عمر بحب وهو بيمسح دموعها:"يا ريت العمر كله يكون ضحكتك."
ضمها لحضنه من تانى وهو بيفكر فى إللى جاى وهيتصرف إزاى ... مر اليوم على خير وعمر وصلها المدرسة عشان رانيا تاخدها ويمشوا، عمر راح لإسماعيل وحكاله إللى حصل، وإسماعيل شجعه...
عمر:"بس إنت إللى هتتكلم معاه."
إسماعيل:"لا ياعم إعفينى، أنا لخمة مابعرفش أتكلم."
عمر:"لازم يبقى ليا كبير، ماينفعش أنا أتقدملها من نفسى."
إسماعيل فكر كتير وجه على باله شخص معين ..
إسماعيل:"بس خلاص، عرفته هو إللى هيكون كبيرك."
عمر:"مين؟"
إسماعيل:"حج متولى."
عمر:"لا لا ماينفعش الراجل ده، وليه مايكونش حماك؟"
إسماعيل:"حمايا تعبان، وبعدين ليه ياعمر رافض الحج متولى؟ ده بيحب الخير للناس وبيحب المساعدة."
عمر:"أنا مزعقله يوم الخناقة بتاعة الحج مصطفى، ومن يومها وهو لما بيشوفنى بيتجاهلنى."
إسماعيل:"عشان إنت مستفز، تعالى بس إتأسفله وهو هييجى معانا."
عمر بغضب:"أتأسف لمين؟ ده على جثتى."
بعد مرور فترة بسيطة ... كان بيسلم من الصلاة وشال المصليه ولسه بيلف لقى عمر وإسماعيل قدامه ...
متولى:"بسم الله الرحمن الرحيم، *إتكلم بضيق* خير؟"
إسماعيل:"إزيك يا حج عامل إيه؟"
متولى:"الحمدلله، يلا إمشوا عشان ورايا شغل."
إسماعيل:"حاضر هنمشى بس عمر عايز يتأسفلك على حاجة."
كل ده وعمر واقف فى مكانه محرج ومش عارف يعمل إيه ...
متولى بإستهزاء وهو بيبص لعمر:"إنت تتأسف؟"
عمر بإحراج:"أيوه ياحج، أنا آسف إنى زعقتلك فى اليوم ده."
متولى:"أسفك مقبول ويلا إمشى من هنا إنت وصاحبك."
عمر برجاء لم يعهده من قبل:"ياحج متولى إسمعنى، أنا محتاجك فى خدمه."
متولى:"اه قول كده بقا، يانعم؟"
عمر إتحرج يطلب منه فقرر إسماعيل إنه يتدخل ...
إسماعيل:"عمر عايز يتقدم لواحدة وعايزك إنت الكبير بتاعه، وقبل ماتقول أى حاجة ده هيرجع عليك بثواب كبير وربنا يكرمك يا حج."
متولى إتنهد وفكر شويه وهو بيبص لعمر...
إسماعيل:" قولت إيه ياحج؟"
متولى:"قولت توكلنا على الله، ميعادنا إمتى؟"
عمر إبتسم وإسماعيل فرح جدا. ..
عمر:"هبلغك بالميعاد وعلى أساسه هنروح."
متولى:"ماشى يابنى."
عمر وإسماعيل كانوا لسه هيمشوا ... عمر بصله تانى ...
عمر:"شكرا يا حج."
متولى بإبتسامة:"العفو يابنى، أنا معملتش غير الواجب."
خرجوا من عنده وهما مبسوطين وهنا قابلوا حسين إللى داخل الحارة ...
إسماعيل بهمس:"يلا ياعمر روح كلمه."
عمر:"ماتروح إنت."
إسماعيل:"وأنا مالى هو أنا العريس ولا إنت؟"
عمر:"خليك شجاع لمرة واحدة فى حياتك وروح."
إسماعيل وهو بيهرب منه:"مين قال إنى عايز أبقى شجاع؟"
راح القهوة وعمر فضل واقف فى مكانه، حسين إبتسم لعمر وهو مقرب على البيت وكان لسه هيطلع ...
عمر:"أستاذ حسين."
حسين بإستفسار وهو بيبصله:"خير يابنى؟"
عمر بإرتباك:"كنت عايزك فى موضوع."
حسين:"قول."
عمر:"مش هنا."
حسين:"أومال فين؟"
عمر:"فوق عندكم."
حسين بإستغراب:"ماشى تعالى إطلع معايا."
عمر بتصرف سريع:"لا مش دلوقتى، لو ينفع معاك بكره؟"
حسين بإستغراب أكتر:"ماشى يابنى، ينفع معايا."
عمر:"خلاص هجيلك بكره بعد المغرب إتفقنا؟"
حسين بعدم فهم:"إتفقنا."
حسين طلع وعمر راح القهوة وحكى لإسماعيل ...
إسماعيل:"إنت ماقولتلوش السبب؟"
عمر:"لا."
إسماعيل:"أكيد فكرها زيارة عاديه، ليه ماقولتلوش إنت جاى ليه؟"
عمر:"خليها فى وقتها أحسن".
إسماعيل بضيق:"هو فى حاجة إسمها كده؟"
عمر:"بقولك إيه سيبنى دلوقتى أنا مش فايق."
عمر سابه وراح الدكان وبيفكر فى إللى ممكن يحصل بكره وفى نفس الوقت متوتر جدا ...
فى اليوم التالى:
عمر كان واقف قدام الشقة بتاعتهم وبياخد نفس عميق ومعاه إسماعيل وحج متولى...
متولى:"رن يابنى الجرس."
عمر بإرتباك:"حاضر."
رن الجرس وبالفعل حسين فتح الباب وإستغرب إنه لقى معاه صاحبه وراجل كبير....
متولى:"السلام عليكم يا أستاذ حسين."
حسين بإستغراب:"وعليكم السلام، أهلا بيكم إتفضلوا."
دخلوا لأوضة الأنتريه بعد ماحسين شاورلهم عليها وعمر قعد بإرتباك ...
حسين لمتولى:"منورنى يا حج .... إسمك إيه معلش؟"
متولى بإبتسامة:"إسمى متولى انا الترزى بتاع الحارة."
حسين:"أهلا بيك ياحج، نورتنى."
متولى:"ده نورك يابنى."
حسين بإبتسامة لعمر:" إزيك يا عمر عامل إيه؟"
عمر:"الحمدلله."
حسين لإسماعيل:"وإنت أخبارك إيه؟"
إسماعيل بصوت مبحوح من الإحراج:"كويس الحمدلله."
حسين سكت وهما سكتوا وعمر قاعد بيهز فى رجله بإرتباك وموتر إسماعيل إللى متوتر لوحده ...
متولى بإبتسامة:"ألا هى فين عروستنا؟"
عمر إتنفض فى مكانه لما سمع متولى قال كده...
حسين بعدم فهم:"عروسة مين؟"
متولى كان لسه هيتكلم، عمر إتكلم بسرعة ...
عمر بتصحيح:"شاى العروسة، يقصد إننا عايزين نشرب شاى العروسة."
حسين:"اه تمام، إستنى يابنى."
خرج من الأوضة وراح لأوضته هو ورانيا...
حسين:"معلش ياحبيبتى، إعملى للضيوف شاى، هما تلاته."
رانيا:"حاضر."
شوق كانت فى أوضتها ومتوترة وده لإنها عارفة إن عمر هيتقدملها لإنهم شافوا بعض النهارده لما هربت من المدرسة وحكالها كل حاجة، وكانت مركزة فى كلامهم جدا وهى سانده براسها على الباب، وبتتمنى إن أبوها يوافق ... بعد مرور فترة بسيطة من الصمت رانيا دخلت عليهم بالشاى ورحبت بالضيوف ولسه هتمشى ...
متولى:"خليكى قاعدة يا مدام، إحنا جايين عشان نتكلم معاكم."
رانيا بإبتسامة:"حاضر."
قعدت جنب حسين والإتنين منتظرين الكلام ...
متولى بإبتسامة:"أنا مش جاى هنا عشان زيارة عادية ولا حاجة، عمر زى واحد من أولادى بالظبط وغالى عليا جدا، وطلب منى رجاء وماحبتش أرفضة أبدا لإن ماينفعش يترفض."
حسين بإبتسامة:"إيه هو؟"
متولى:"وده بقا إللى أنا جاى أتكلم فيه بالظبط، *إتنهد تنهيدة بسيطة* أنا يسعدنى ويشرفنى إنى أطلب إيد بنتك شوق لعمر زين الرجال وأجدعهم."
..........................................................................



إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#15

افتراضي رد: رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة




رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات
الفصل الثالث عشر
حسين بإبتسامة:"إيه هو؟"
متولى:"وده بقا إللى أنا جاى أتكلم فيه بالظبط، *إتنهد تنهيدة بسيطة* أنا يسعدنى ويشرفنى إنى أطلب إيد بنتك شوق لعمر زين الرجال وأجدعهم على سنة الله ورسوله، وأظن إنك تعرفه كويس، ده قال إنكم أصحاب، قولت إيه بقا يا أستاذ حسين؟ عايزين نفرح بيهم."
حسين ورانيا برقوا بصدمة وبصوا لبعض بعدم إستيعاب وبعدها حسين بص لمتولى إللى مبتسم ومستنى رأيه، لكن رانيا بشكل تلقائى عيونها جات على أوضة شوق إللى بابها مقفول، غمضت عيونها بوجع لما شافت خيالها ظاهر من تحت عقب الباب وده معناه إنها واقفه ورا الباب بالظبط وسامعه كل حاجة بعدها عيونها جات على عمر المتوتر ... فاقوا على صوته ..
متولى:"ماقولتليش رأيك يا أستاذ حسين؟"
حسين كان بيفكر كتير وبيحسب كل حاجة بعقله لحد ما حسبها، أخد نفس عميق وبدأ يتكلم ..
حسين بضيق مكتوم:"فى حاجات محتاج أفكر فيها كويس، يعنى شوية نقاط معينه هفكر فيها وهرد عليك يا حج."
متولى بإبتسامة كبيرة:"خد الوقت إللى يريحك يا أستاذ حسين، بس ماتتأخرش علينا عايزين نجوز الولد والبنت لبعض، *كمل بضحك* وعشان تبقى جد وإنت صغير كده."
حسين ضحك بتكلف وبعدها عيونه جات على كيس الفاكهة إللى جنب عمر..
حسين بنبرة مبهمة:"مكنش ليه لازمة تتعب نفسك ياعمر."
عمر كان لسه هيرد ..
متولى وهو بيقاطعه:"لا تعب ولا حاجة، نستأذن إحنا بقا * قام من مكانه وبص لعمر وإسماعيل* مش يلا يا شباب ولا إيه؟"
إسماعيل قام من مكانه وعمر جه يقوم عيونه جات فى عيون حسين والإتنين فضلوا على الحال ده لثوانى وبعدها حسين إبتسمله وعمر إستغرب إبتسامته الغريبة دى بس ردهاله وقام وخرج ورا إسماعيل و متولى وقفل الباب وراه ... شوق كانت فى أوضتها ومبسوطة جدا إن باباها مرفضش عمر لكنه قال هيفكر، كانت بتتنطط من فرحتها فى الأوضة .. رانيا عيونها كانت على خيال شوق إللى ظاهر من تحت عقب الباب وواخد بالها من حركتها، فاقت لما حسين قام من جنبها...
حسين:"رانيا عايزك جوا."
دخل أوضتهم، رانيا إتنهدت بحزن وقامت من مكانها هى كمان ودخلت وراه ..
رانيا وهى بتقعد جنبه:"مالك ياحسين فيك إيه؟"
حسين:"الولد أحرجنى، شايف إنه لو جاب معاه حد كبير هيحرجنى ويخلينى أوافق."
رانيا بإستفسار:"وإنت ناوى ترفض؟ طب ليه؟"
حسين بعصبيه مكتومة:"بسيطة يا رانيا، لا هو متعلم ولا هو معاه فلوس ولا هو معاه مكان يعيش فيه، ده غير إن البنت صغيرة فيستحيل أجوزها فى السن ده، مستحيل."
رانيا:"طب ناوى تعمل إيه؟"
حسين بتنهيدة:"هتكلم معاه بكره براحه وهنهى الموضوع إحنا مش عاوزين مشاكل، قومى جهزى الأكل وأنا هريح شوية."
رانيا:"حاضر."
خرجت من الأوضة ولسه هتروح للمطبخ عيونها جات على أوضة شوق فكرت تدخل أوضتها تتأكد من كل ده بس كذبت نفسها وقالت "لا مستحيل شوق تعمل حاجة من غير ماتقولى"، راحت للمطبخ وبدأت تجهز الأكل ... كانوا واقفين مع بعض تحت البيت مع الحج متولى...
متولى:"أنا عملت كل إللى عليا يابنى، إبقى عرفنى رده ومبروك مقدمًا."
عمر بإبتسامة مصطنعه:"الله يبارك فيك يا حج متولى عقبال إبنك الدكتور هشام."
متولى:"آمين يا رب، فرحك إمتى يا إسماعيل؟"
إسماعيل بتنهيدة:"المفروض إنه بعد شهر."
متولى:"ألف مبروك يابنى ربنا يتمم بخير."
إسماعيل:"آمين."
متولى:"أستأذن أنا بقا ورايا شغل."
إسماعيل وعمر:"إتفضل ياحج."
إبتسملهم ومشى وراح للدكان بتاعه ... وعمر وإسماعيل كانوا لسه هيتحركوا ..
عفاف بخجل وهى بتوقفهم:"سى إسماعيل."
إسماعيل لف وبصلها بإحراج وخجل...
عفاف وهى بتقدمله شنطة:"إتفضل يا سى إسماعيل، بالهنا والشفا، عملتلك لقمة هنية تستاهل بوقك."
إسماعيل بصوت مبحوح:"ماتتعبيش نفسك يا ست البنات، مش كل مرة تعمليلى حاجة."
عفاف بحب:"هو أنا لو مش هعملك أكل هعمل لمين يعنى؟، ده إنت الخير والبركة ياسى إسماعيل."
إسماعيل:"تسلم إيديكى يا ست البنات."
عفاف:"الله يسلمك، *عيونها جات على عمر إللى بيبصلهم بسخرية وإتكلمت بضيق* على فكرة الأكل لإسماعيل بس."
عمر بلامبالاة:"وأنا ماقولتش حاجة، هستناك فى الدكان يا إسماعيل نتكلم شوية."
مشى راح للدكان وإسماعيل وقف مع عفاف شوية بيضحكوا مع بعض وبيهزروا بخجل، وبعدها هى مشت وإسماعيل راحله وقعد جنبه...
إسماعيل:"ماتزعلش من عفاف لو ضايقتك بحاجة هى بتعزك صدقنى، كفاية إنك أخويا."
عمر بضحكة خفيفة:"عادى يا إسماعيل أنا وهى كده دايما، ماتقلقش المحبة مشتركة."
عمر سكت ورجع فكر فى كلام حسين ...
إسماعيل بفرحة: بس أنا مش مصدق إنك خلاص أخدت خطوة كبيرة فى حياتك، أنا فرحان عشانك ياعمر، أخيرا هفرح بيك."
عمر مكنش مركز معاه ....
إسماعيل:"عمر أنا بكلمك؟"
عمر بتنهيدة:"ماتفرحش أوى كده، أنا عملت كل ده عشان أرضيها هى."
إسماعيل:"يعنى ده مش بمزاجك؟"
عمر بتفكير:"هيكون بمزاجى وقتها لو كان ده الوقت المناسب لكن أنا جيت فى وقت غلط."
إسماعيل:"إيه الكلام الغريب ده؟"
عمر:"ماتركزش، أنا لازم أمشى ورايا شغل، إقفل إنت الدكان."
سابه ومشى من غير مايستنى رد منه ...
إسماعيل بتنهيدة:"ربنا يهديك ياعمر ويصلح حالك."
قام من مكانه وقفل الدكان ...
فى اليوم التالى:
عمر قابل شوق إللى طفشت من المدرسة، وراحوا لمكانهم المعتاد وبدأوا يتكلموا عن أحداث اليوم الماضى ...
شوق وهى بتبص فى عيونه البنية:"بابا هيوافق عليك يا عمر ماتقلقش."
عمر بإبتسامة وهو بيملس على شعرها:"أكيد ولو موافقش، أنا هعمل المستحيل عشان تبقى ليا * قرر إنه يغير الموضوع* سيبك منى بقا، إحكيلى إنتى عاملة إيه فى المدرسة وإمتحاناتك إمتى؟"
شوق:"إمتحاناتى بعد أسبوعين."
عمر بإبتسامة وهو بيقرص خدودها الإتنين:"ذاكرى كويس، عايز أبقى فخور بيكى."
شوق:"حاضر."
عمر:"ألا صحيح يا شوق، ليه ماقولتليش على ميعاد عيد ميلادك؟"
شوق بإبتسامة:"لإنه كان بالنسبالى يوم عادى، مايستاهلش إنى أتكلم عنه، بس لما إنت بقيت جزء فيه، خلاص بقا أكتر يوم مهم بالنسبالى وهتشاركنى فيه دايما."
عمر وهو بيمسك وشها بين إيديه:"ماقدرش أنا على الكلام الحلو ده، من إمتى شُوقِى بتقول كلام حلو؟"
شوق بحب وببراءة:"من زمان،بس الكلام كان بيكون مدفون جوايا ياعمر، أنا بحبك يا عمر."
عمر بحب:"وأنا كمان بموت فيكى مش بس بحبك."
قضوا وقتهم بشكل حلو وخفيف وبعدها وصلها للمدرسة ورانيا جات أخدتها وروحوا ... عمر كان قاعد فى الدكان فى آخر النهار وقلبه مقبوض ومش فاهم السبب... لمح حسين داخل الحارة وبيقرب نحيته لحد ما وقف قدامه ...
حسين بملامح خالية من أى تعبير:"محتاج أتكلم معاك عندى فى الشقة تعالى ورايا."
طلع للشقة وعمر طلع وراه .. قعدوا قدام بعض فى الصالة وعمر كان مرتبك وحسين مش عارف يتكلم يقول إيه أو يجيب الموضوع إزاى لحد ماقرر إنه يتكلم ...
حسين:"عمر إنت عارف أنا بعزك قد إيه، بس الموضوع ده إنت ماكلمتنيش فيه قبلها لدرجة إنك أحرجتنى قدام الراجل الكبير إللى كان هنا إمبارح فاضطريت أقول إنى هفكر، بس أنا ردى كان ممكن يتقال وقتها لكن أنا عملت خاطر للحج إللى جه معاك وماحبتش أحرجه."
عمر:"يعنى إيه؟ مش فاهم."
حسين بتنهيدة:"يعنى يا عمر نفسى أفهم إنت إزاى تبص لبنتى؟"
عمر:"من أنهى جهة؟"
حسين وهو بيشاور عليه:"إزاى إنت تبص لبنتى أنا؟"
عمر بإستفسار:"وفيها إيه؟"
حسين:"فيها حاجات كتير، إنت واحد عايش فى الشارع مالكش بيت، مش معاك فلوس، مش معاك شغل خاص بتعليمك، إنت مش متعلم أصلا، طب هى بتتعلم أهيه، أى حاجة بتطلبها منى بتبقى طلباتها مجابة يعنى فى ظرف ثوانى بتبقى عندها الحاجة إللى هى طلبتها، إنت بقى هتنفذلها طلباتها إزاى؟ فهمنى؟؟؟ وفى حاجة كمان مش معنى إنى عطفت عليك تقوم تشوف نفسك أحسن من الكل وتبص لحرمة بيتى، ده غير إنك نسيت إنها لسه صغيرة، يعنى جواز ليها دلوقتى ماينفعش تمامًا، بنتى هتخلص تعليمها وبعدها هجوزها بمعرفتى، لكن إنت يابنى الله يسهلك ............."
قطع كلامه عمر إللى قام من مكانه ومسكة من لياقة قميصه بغضب شديد ...
عمر بغضب وصوت جهورى:"إنت بتقول إيه؟ شوق يستحيل تتجوز واحد غيرى، يستحيل تبقى لغيرى، إنت فاهم؟"
حسين كان مذهول من الشخص إللى قدامه ده كإنه لسه أول مرة يعرفه .... رانيا خرجت من الأوضة على صوت عمر الغاضب وشهقت لما شافت عمر ماسك حسين من قميصه، وشوق خرجت بسرعة من أوضتها وإتصدمت لما شافت المنظر ده...
عمر بغضب وجنون وهو بيكمل كلامه لما لمح شوق:"هاخدها منك، بمزاجك غصب عنك هاخدها منك."
حسين جمع نفسه وحاول يتحكم فى أعصابه ...
حسين بتحدى:"إبقى قابلنى."
عمر بسخرية:"هبقى أقابلك حاضر ماتقلقش، *كمل بغضب شديد* يستحيل شوق تكون لغيرى، ده على جثتى إنت فاهم؟"
عمر زقه ومشى وخرج من الشقة ورزع الباب وراه، ورانيا جريت على حسين عشان تتطمن عليه، شوق كانت واقفه بتبكى بسبب إللى حصل .. حسين الغضب إتملكه بسبب إللى حصل وعيونه جات على شوق إللى بتبكى ...
حسين بغضب وهو بيقرب منها:"بتعيطى ليه؟"
مردتش عليه مسكها من دراعها جامد...
حسين:"ردى عليا، بتعيطى ليه؟"
رانيا إتدخلت بسرعة ..
رانيا:"إهدى ياحسين هى بتعيط من إللى حصل، إهدى."
ساب دراعها وبص لرانيا ...
حسين بغضب:"إنتى السبب فى إن البلطجى ده يدخل بيتى، إنتى إللى خلتينى أعزمه وقولتى *إللى زى ده تشيله فوق الراس، إتعامل كويس بقا، أكيد مش هيعمل حاجة ده أقل رد جِميل له بإننا كلنا نشكره*، هاه؟ شوفتى عمايلك وصلتنا لفين؟"
شوق بدموع وهى بتتدخل:"بابا ............"
حسين وهو بيقاطعها:"إنتى بالذات ماتتدخليش، بعد كده مافيش نزول للمدرسة وخلاص إمتحاناتك قربت يعنى يادوب هتنزلى للإمتحان وأنا إللى هوديكى وهاخدك، *بص لرانيا* وإنتى إياكى بعد كده تتدخلى فى تربيتى لبنتى."
راح للتليفزيون والتليفون الأرضى وشال الكابلات ودخل أوضته وعانهم فى مكان يعرفه هو وبس .. رانيا دموعها كانت بتنزل فى صمت بسبب إتهام جوزها ليها، عيونها جات فى عيون شوق إللى بتبكى هى كمان ... قربت منها وأخدتها فى حضنها، وشوق بكائها زاد ...
رانيا:"ششششش، إهدى ياحبيبتى."
حسين خرج من الأوضة وبِعِد رانيا عن شوق ....
حسين بغضب:"إدخلى أوضتك."
شوق دخلت أوضتها من سكات، وحسين شد رانيا وراه، ودخلوا أوضتهم وزقها..
رانيا بعصبية:"ماينفعش إللى حصل ده، إنت إزاى تتهمنى بإنى السبب فى كل ده و........"
حسين بغضب:"لا ينفع، إنتى السبب فى إن البلطجى ده يدخل بيتى ويبص لبنتى، وإياكى يا رانيا تعلى صوتك عليا بعد كده وإلا هتشوفى منى أيام ما يعلم بيها إلا ربنا."
رانيا بعدم إستيعاب:"إنت بتهددنى أنا؟"
حسين:"أنا مابهددش انا بنفذ من غير تهديد وأظن إنك عارفانى كويس."
رانيا:"لا وعلى إيه، أنا هاخد نفسى وأمشى من هنا."
كانت لسه هتروح للدولاب حسين مسكها من دراعها...
حسين بغضب شديد:"إنتى متصورة إنى ممكن أسيبك تمشى!"
..............................
شوق كانت قاعدة فى أوضتها سامعة صوت خناقتهم وبتسد ودانها عنهم بس عيطت أكتر لما سمعت صوت صراخ والدتها إللى وصلها ... عمر كان قاعد فى الدكان ومتضايق بسبب إللى حصل ومخنوق ومش طايق نفسه وفى نفس الوقت قلقان على شوق جدا .....
.................
فى منتصف الليل:
رانيا كانت نايمه على سريرها بتبص للفراغ وبتبكى فى صمت، عيونها جات على حسين إللى نايم جنبها بهدوء ولا كإن حصل حاجة، قامت من مكانها بصعوبة وراحت لدولابها وأخدت هدوم ليها وخرجت من الأوضة وراحت للحمام ... بعد مرور فترة قصيرة ... شوق كانت قاعدة فى أوضتها وبتشهق شهقات خفيفة وفجأة سمعت صوت خبطة خفيفة على الشباك، قامت بسرعة من مكانها وفتحت الشباك لعمر، أول أما نزل برجله على أرضية أوضتها دخلت فى حضنه وإنهارت من البكاء، وعمر ضمها لحضنه بشدة عشان يهديها ..
شوق فى وسط شهقاتها:"أنا آسفه، ماكنتش أعرف إن كل ده هيحصل، ماتزعلش ياعمر، عشان خاطرى ماتسبنيش ياعمر."
عمر وهو بيطبطب عليها:"إهدى ياحبيبتى، مش هسيبك إهدى."
شوق بدموع:"بابا رفضك."
مسك وشها بين إيديه ...
عمر:"إنتى مش واثقة فيا ولا إيه؟"
شوق:"واثقة فيك."
عمر وهو بيمسح دموعها:"يبقى ماتعيطيش تانى، خليكى واثقة إننا هنتجوز، وأنا هتصرف."
شوق:"إزاى وبابا رفضك؟"
عمر:"ماتقلقيش، أنا قولتلك هتصرف، إهدى بقا."
شوق بدموع:"حاضر."
عمر بمرح:"لو فضلتى تعيطى كتير كده هتعصعصى أكتر وأنا هتضايق أنا ماصدقت إنك زدتى شوية."
مسحت دموعها بشكل طفولى..
شوق:"أنا خلاص مش بعيط أهوه."
عمر بحب:"وهى دى روح قلبى، عايزك قوية كده فى غيابى، ماتعيطيش."
شوق:"حاضر."
ضمها لحضنه بشدة ...
شوق بهمس:"بحبك يا عمر."
بِعِد عنها وبص فى عيونها..
عمر بهمس:"ماتعمليش فيا كده."
عيونه جات على السرير، سرح شوية كإنه بيفكر فى حاجة معينة وبعدها عيونه جات على خيال ظاهر من تحت عقب الباب بيقرب نحية الأوضة بِعِد عنها ومشى بسرعة ونزل على المواسير، شوق كانت واقفة فى مكانها مش فاهمة هو مشى ليه؟ .. باب أوضتها إتفتح، شوق لفت بسرعة ولقت مامتها واقفه قدامها ...
رانيا:"واقفه عندك ليه يا شوق؟"
شوق بإرتباك:"مافيش، كنت صاحية ومخنوقة وماكنتش عارفة أنام."
رانيا إتنهدت ولسه هتخرج ..
شوق بتوتر:"ماما."
رانيا بصتلها ..
شوق:"إنتى زعلانه منى فى حاجة؟"
رانيا بإستفسار:"وأزعل منك ليه؟"
شوق بإرتباك:"يعنى........."
رانيا بحزم وهى بتقاطعها:"ليه ماقولتليش ياشوق؟"
شوق بإرتباك:"ماقولتش إيه؟"
رانيا قفلت باب أوضتها وقربت منها...
رانيا بضيق:"ليه ماقولتيش إنك إنتى وعمر بينكم حاجة؟ ليه ماقولتيش إنه كان جاى يتقدم بمعرفتك، كان ممكن تكلمينى وتعرفينى، عشان أعرف أسيطر على الموضوع وأجيب حلول أحسن من إللى إحنا بقينا فيه ده."
شوق بعدم إستيعاب وهى بتبصلها:"يعنى إنتى موافقة على عمر؟"
رانيا بحزم:"كان ممكن أوافق لو إتكلمتى معايا وإتفاهمنا لكن إللى عملتوه ده إسمه تسرع ولعب عيال، روحتى عرفتى واحد من ورا ظهرى وخبيتى عنى، *مسكت وشها بين إيديها* ياروح قلبى إنتى لسه صغيرة على الكلام ده، صغيرة أوى."
شوق:"بس إنتى قولتى إنك لما حبيتى بابا كنتى قريبة من سنى."
رانيا:"قولت وأنا معترفة بده، لكن مش عايزاكى تكررى غلطتى، أنا كنت عيلة صغيرة، أى نعم فاهمة الدنيا بس كنت صغيرة لسه، كان قدامى فرص كتير إنى أعيش حياتى وأقابل الأحسن، ماتغلطيش غلطتى، عيشى لنفسك ودراستك وبس."
شوق ببراءة:"بس عمر مش زى بابا يا ماما، عمر بيحبنى أوى وبيخاف عليا، هو قال إنه بيعشقنى، عمر حنين عليا أوى يا ماما."
رانيا بجدية:"مهما كان إنتى ماتضمنيش الشخص إللى قدامك، ممكن يتلون قداك ب 100 لون عشان بس يعجبك وتقعى فيه."
شوق برفض تام:"لا عمر مش كده، عمر بيحبنى."
رانيا بإستفسار:"طب إتكلمتوا مع بعض إزاى؟ أو إتعاملتوا مع بعض إزاى بحيث إنكم وصلتوا لقرار الجواز عموما؟"
شوق بإرتباك:"أصل........"
رانيا:"أصل إيه؟"
شوق بإرتباك شديد:"كنا نعرف بعض من قبل ماييجى البيت هنا، قبل ماينقذنى من وقوعى من على السطح كنت أعرفه بس ماكنتش بتكلم معاه ....."
شوق بدأت تحكى حكايتها مع عمر بإرتباك وخجل شديدين، ومجابتش سيرة إنها كانت بتطفش يوم كامل من المدرسة عشان تروح معاه مكان معين، قالت إنها طفشت كذا مره قبل نهاية اليوم الدراسى بحصتين، ومقالتش إنهم بيتقابلوا فوق السطوح، قالت إنه بيخرجها وبيفسحها كتير، قالت حاجات بسيطة عن إللى هى عاشته مع عمر .. مقالتش إنه بيطلعلها على المواسير خوفًا من غضبها ... رانيا كانت بتسمع حكاوى شوق عن عمر وفى نفس الوقت شايفه حاجة واحدة بس، إنها لازم تحافظ على بنتها برده حتى لو كان بيحبها ...
شوق:"وبس كده."
رانيا كانت بتبصلها وساكته...
شوق بإرتباك:"ساكته ليه ياماما؟"
رانيا بحزم:"مش هعاتبك على إللى عملتيه من ورا ضهرى لإنه عدا خلاص، بس الحياة مابتمشيش بالشكل ده ياشوق، باباكى فكر بعقله وهو عنده حق، هتعيشى فين إنتى وعمر لما تتجوزوا؟ هتاكلوا منين؟ هو أقل منك فى مستوى التفكير، أقل منك فى كل حاجة ياحبيبتى."
شوق دموعها لمعت ..
شوق:"بس عمر بيحبنى."
رانيا:"الحب لوحده مش كفاية."
شوق بدموع:"لا كفاية ياماما، أنا بحب عمر ومستعدة أعيش معاه فى أى مكان حتى لو فى الشارع المهم إننا مانبعدش عن بعض."
رانيا أخدتها فى حضنها وبدأت تطبطب عليها....
رانيا:"إهدى ياحبيبتى، أنا بس بفكر بعقل وبتكلم عن الحاجة الأساسية ياشوق، لازم يتجدعن لو هو بيحبك بجد، لازم يحارب الدنيا كلها عشانك، سيبنى المركب تمشى زى ماهى، بس غلط إللى هو عمله مع باباكى برده."
شوق:"عارفه إنه غلط، بس بابا ضايقه بالكلام."
رانيا وهى معقدة حاجبها:"بتدافعى عنه؟"
شوق إرتبكت وبصت فى الأرض ..
رانيا:"شوق."
شوق وهى بتبصلها:"نعم يا ماما؟"
رانيا:"حافظى على نفسك مهما كانت درجة حبه ليكى، برده الشاب بيضعف وكل حاجة بتضيع فى لحظة ضعف."
شوق:"حاضر."
رانيا:"لو لا إن باباكى منعك من الخروج، أنا كمان كنت منعتك خوفًا عليكى."
شوق:"بس ........"
رانيا وهى بتقاطعها:"ماتزعلينيش منك يا شوق، حافظى على نفسك."
شوق:"حاضر."
رانيا:"يحضرلك الخير ياحبيبتى."
ياستها من راسها ...
رانيا:"تصبحى على خير."
شوق:"وإنتى من أهله يا ماما."
خرجت من الأوضة وراحت لأوضتها هى وحسين، قعدت على سريرهم وبدأت تفكر فى حاجات كتير خاصة بحياتها مع حسين وخاصة بحياة بنتها .... شوق كانت مرتاحة شوية إنها قدرت تحكى لمامتها عنها هى وعمر وبتتمنى إن الأيام الجاية تعدى على خير ... عمر كان نايم على الأرض فى دكانه وبيفكر فى شوق إللى ملكت كيانه وبيفكر فى حلول يقدر من خلالها إنه يفوز بيها، مرت الأيام وعمر بييجى يزورها فى نص الليل لوقت بسيط و بعدها بيمشى علطول، رانيا معاملتها قلت جدا مع حسين لدرجة تكاد تكون معدومة، وده لإنها بتتجاهل كلامه وإعتذاره ليها بسبب إللى عمله معاها .. شوق كانت قاعدة فى بيتها فى الفترة دى بتذاكر عشان الإمتحانات خلاص قربت ولحسن حظها إن المدرسة أجزت بعد يومين من منع أبوها ليها فى المرواح للمدرسة فبالتالى مش هيجيلها جواب فصل ... حسين وعمر كانت نظراتهم مابتخلاش من التحدى لما كانوا بيشوفوا بعض، إسماعيل كان بيجهز لفرحة وعمر بيساعده من معاه على قد ما بيقدر وإسماعيل مقدر ده جدا وسعيد بمساعدة عمر ليه ... مرت الأيام وشوق بدأت إمتحاناتها وكانت بتحل كويس وده لإن عمر كان بيجيلها فى نص الليل دايما يشجعها وبيخليها تسمع كل إللى هى حفظته وبيراجعلها وكان بيمشى قبل الفجر كل ده وباباها ومامتها مفكرين إن آخرها فى المذاكرة لحد 10 بليل لكن مايعرفوش نهائيًا إنها بتسهر .. لحد ما إنتهت الإمتحانات على خير، عمر فى الفترة دى إرتاح شوية لإن ضغط إمتحانات شوق راح من عليه وبدأ يدور على أى طريقة يقدر من خلالها إنه يتجوزها وبالفعل لقى طريقة وبدأ يمشى فى إجراءاتها لكنه خايف من رد فعل شوق لما تعرف إيه هى الطريقة دى ... وفى مرة ... كانت قاعدة فى أوضتها مستنياه يجيلها كالعادة، وبالفعل عمر خبط على الشباك وهى قامت فتحته، ودخلت فى حضنه بسرعة أول أما قرب نحيتها ..
شوق:"وحشتنى ياعمر."
عمر بحب وهو بيبص فى عيونها:"وإنتى كمان وحشتينى أوى."
شوق بإبتسامة بريئة:"هنعمل إيه بقا فى الشوية الصغيرين دول؟"
عمر:"عايز أتكلم معاكى فى حاجة."
شوق بإستفسار:"إيه هى؟"
عمر أخد نفس عميق وبيفكر يقولها الموضوع دلوقتى ولا يأجله ...
شوق بإبتسامة:"عمر."
عمر:"صحيح، ماتنسيش إن فرح إسماعيل بكرة."
شوق:"مانا عارفة، بس إنت عارف إنى مش هعرف أجى."
عمر:"وأنا عايزك تيجى."
شوق:"مش هعرف يا عمر، إنت شايف إنى مش عارفة أنزل من البيت."
عمر:"بصى، الفرح هيكون بعد كذا حارة من هنا، تانى حاجة أنا خليت إسماعيل يعمله بليل شوية، بحيث إنى أكون حاضر معاه فى وقت التجهيزات وكمان لما يروح ياخد العروسة من الكوافير ويروحوا الحارة إللى هيبقى فيها الفرح، وبعدها هسيبه وهجيلك آخدك، نفسى أعرف كل الناس إللى بيحبونى على الإنسانة إللى ملكت قلبى وعقلى."
شوق:"طب هخرج إزاى؟"
عمر:"زى مانا بخرج من عندك."
شوق بخوف:"هنزل على المواسير!"
عمر:"ماتخافيش، أنا إللى هنزلك، طول مانا معاكى مش عايزك تخافى، فاهمه؟"
شوق:"فاهمة."
عمر فضل يبصلها وبيتأمل فى ملامحها كإنه هيغيب عنها فترة طويلة ...
عمر بشرود:"إزاى هقدر على كده؟"
شوق:"هاه؟"
عمر بتنهيدة:"مافيش ياحبيبتى، بس هتوحشينى مش أكتر."
شوق:"هنشوف بعض بكرة كتيييير وهتزهق منى."
عمر وهو بيبص فى عيونها:"ياريت أعرف أزهق منك، لكن للأسف مش عارف، عايزك تعرفى إن أنا بحبك جدا يا شوق."
شوق ببراءة:"وأنا بموت فيك."
عمر:"عايزك بكرة أحلى واحدة فى الفرح، أحلى من عفاف نفسها."
شوق بضحكة خفيفة:"أحلى من العروسة نفسها؟"
عمر:"طبعا، وفيها إيه؟ وبعدين عايز أعرفك عليها، هى برده تبقى فى مقام مرات أخويا."
شوق:"أكيد لازم أتعرف عليها، بس أنا كنت عايزة أسألك سؤال نفسى أسأله من زمان."
عمر:"إسألى."
شوق:"هو إزاى عمو أبو عفاف وافق على إسماعيل؟"
عمر بضحكة خفيفة:"حلوة عمو أبو عفاف دى."
شوق بضيق طفولى:"ماتتريقش عليا يا عمر."
عمر:"أموت أنا فى الطفلة القمر دى."
شوق بخجل:"بس بقا، رد عليا يلا."
عمر بتنهيدة:"والدها إتفق معاه على إللى هو يقدر عليه يعمله، وإللى مش هيقدر عليه أبوها هو إللى هيتكفل بيه هيساعده يعنى، وطبعا الفرح هيكون نصه من فلوس إسماعيل لإنه ماحيلتهوش غير كام جنيه والنص التانى من فلوس باباها، والفرح هيكون على القد برده يعنى كوشة صغيرة كده فى وسط الحارة إللى إسماعيل ساكن فيها و بس ياحبيبتى."
شوق وهى بتبص فى عيونه:"عقبالنا يا عمر."
عمر وهو بيمسك وشها بين إيديه:"أكيد عقبالنا، بس وقتها هيكون حالنا أحسن بكتير من دلوقتى."
شوق بإستفسار:"يعنى إيه؟"
عمر:"يعنى شوية كده وأمورنا هتتحسن ماتقلقيش."
شوق:"أنا واثقة فيك يا عمر."
عمر بمكر:"ماتثقيش فيا أوى كده، يمكن أضعف."
شوق:"هاه؟"
عمر:"بلا هاه بلا نيلة بقا، يلا أنا همشى، *كمل بتأكيد* هنشوف بعض بكرة."
شوق بإبتسامة بريئة:"إن شاء الله."
مشى ونزل على المواسير وهى قعدت على سريرها وبتتخيل إن أيامهم الجايه هيكون مافيش أحلى منها ...
فى اليوم التالى:
عمر وإسماعيل كانوا فى دكان الحج متولى وإسماعيل كان بيقيس بدلة...
عمر:"الله يكرمك يا حج متولى، خلص بدلتى أنا كمان."
متولى وهو بيعلم على القماش بالطباشير:"إستنى يابنى إصبر عليا عشان الحاجة تطلع حلوة وماتستعجلنيش."
إسماعيل بإستفسار:"عمر، إيه رأيك؟"
عمر بإبتسامة كبيرة وهو بيحضنه:"طالع عريس زى القمر يا إسماعيل."
إسماعيل:"عقبال أما أفرح بيك يا عمر."
عمر:"ماتقلقش هتفرح بيا."
إسماعيل وهو بيبصله:"قولتلها يا عمر على السفر؟"
عمر بتنهيدة:"لسه مش عارف أقولها إزاى، وفى نفس الوقت مش ضامن لسه لإنى مش معايا التكلفة."
إسماعيل:"ماتقلقش هتتدبر من عند ربنا."
عمر:"أكيد."
..............................
فى المساء:
عمر كان لابس بدلة سوداء مظبوطة على جسمه تمامًا ومنتظر إسماعيل إللى وقف قدام باب الكوافير عشان ياخد عفاف ... خرجت بكل خجل وهو إبتسم بحب ومسك إيدها وباس راسها وبعدها راحوا لعمر إللى واقف جنب عربية ومبتسملهم إبتسامة كبيرة ...
عمر:"ألف مبروك يا عفاف."
عفاف بإمتعاض:"الله يبارك فيك."
عمر:"هههههههههههه، مبروك يا إسماعيل."
إسماعيل:"الله يبارك فيك، وبلاش غلاسة بقا إنت طول الطريق بتقولى مبروك."
عمر:"أنا غلطان، يلا إركبوا."
عمر ركب العربية فى مكان السواقة وإسماعيل وعفاف ركبوا ورا، وعمر بدأ يسوق...
عمر بإنشغال فى السواقة:"بصوا خلونا معترفين إنى مابعرفش أسوق، بس قولت أجرب حظى فيكم."
عفاف بفزع:"هتموتنا ياعمر، صاحبك هيقتلنا يا إسماعيل."
إسماعيل وعمر إنفجروا من الضحك ...
إسماعيل فى وسط ضحكاته:"لا ههههههههههه ماتقلقيش هههههههههههه عمر بيعرف يسوق هههههههههههههههه كان بيشتغل سواق ميكروباص قبل كده."
عفاف بضيق:"وإنت بتضحك ليه بقا؟ إنت بتقل منى قدام صاحبك؟"
إسماعيل بهدوء:"فى إيه يا عفاف؟ عادى عمر بيهزر."
عمر وهو بيبصلها من المراية إللى فوقه:"ماتبقيش مرات أخويا وغلاوتك من غلاوته لو ماهزرتش معاكى."
عفاف كانت مكشرة ومتضايقة ...
إسماعيل:"فكيها بقا يا عفاف."
فضلت ساكته وعلى نفس وضعها ...
إسماعيل:"طب يا ست البنات، ترضى قلبى يوجعنى من تكشيرتك."
إبتسمت بخجل ...
عفاف:"ماقدرش أخلى قلبك يوجعك يا سى إسماعيل."
إسماعيل:"يا قلب سى إسماعيل."
عمر بحمحمة وهو بيتدخل:"مش وقته الكلام ده على فكرة، راعوا مشاعرى."
عفاف بضيق:"ركز فى سواقتك يا عمر."
عمر:"مانا السواق إللى جوزك جابه عشان يسوقله عربيها أجرها يوم، ماشى يا إسماعيل لينا كلام تانى."
إسماعيل بإحراج:"خلاص بقا ياعمر."
عمر ضحك ضحكة خفيفه وركز فى السواقة ... شوق كانت قاعده فى الصالة مع باباها إللى مركز فى شغل خاص بيه بيعمله فى البيت... رانيا خرجت من المطبخ وحطتله الشاى على الترابيزة قدامه وماتكلمتش ودخلت أوضتهم ... حسين إتنهد وركن شغله على جنب وبص لكوباية الشاى وبعدها بص لشوق إللى قاعدة بتبصله ببراءة ...
حسين بإستفسار وحيرة:"أصالحها إزاى؟"
شوق ببراءة:"قولها أنا آسف يابابا."
حسين ضحك ضحكة خفيفة وقام باس راسها..
حسين:"طب يلا روحى نامى إنتى وانا هصالحها بمعرفتى."
شوق:"حاضر يابابا."
قامت من مكانها ودخلت أوضتها ... قعدت على سريرها وبتتمنى إن باباها يدخل ينام ... حسين قام من مكانه وأخد كوباية الشاى وحطها فى المطبخ وبعدها دخل لأوضته هو ورانيا ... كانت نايمة وحاطه البطانية عليها، حسين قعد جنبها وحط إيده على كتفها ..
حسين:"رانيا."
زقت إيده ورجعت لنفس وضعها الأول ...
حسين:"إنتى بقالك شهر على الحال ده وأنا ساكت وسايبلك وقت، لكن أكتر من كده مش هستحمل."
مردتش عليه ..
حسين:"رانيا أنا جوزك، ماتحسسنيش إنى إرتكبت جريمة يومها."
رانيا إتعدلت فى مكانها وبصتله بغضب شديد وشعرها كان منكوش بسبب وضعية النوم إللى كان فيها ...
رانيا بغضب:"ده إسمه إغتصاب يا حسين!! مش مجرد زوج بيقرب من مراته و......."
حسين وهو بيحط إيده على بوقها:"ششششششششششش، صوتك البنت هتسمعك."
شالت إيده من على بوقها بغضب وإدتله ضهرها ونامت ....
حسين:"على فكرة مالهوش أى علاقة بالإغتصاب، وبعدين الملافظ سعد، إيه الألفاظ دى؟"
رانيا:"ده إللى عندى."
حسين:"يا رانيا، عادى واحد بيطلع غضبه على مراته فيها إيه دى؟"
رانيا بدموع وهى بتبصله:"فيها إنها حسستنى إنى رخيصة يا حسين، كل مرة بقول لنفسى إنك إتغيرت وبقيت أحسن من الأول لكن للأسف لما بترجع بتبقى أوحش من الأول، إنت عمرك ماكنت معايا كده، جبت اللوم عليا فى كل حاجة بتحصل فى حياتنا، إخترعتلى مشكلة وجبت اللوم عليا فيها، أنا تعبت يا حسين، إفهم إنى بنى آدمة وليا طاقة، مش هقدر أتحمل أكتر من كده، صدقنى يا حسين المرة الجاية مش هتكلم فى نفس الحاجة للمرة المليون."
حسين:"حقك عليا، أنا بس كنت متضايق ومخنوق وإنتى إللى كنتى قدامى، وعارف إنك بتتحملينى فطلعت غضبى كله عليكى."
رانيا:"ودى غلطتى، إنى إتحملتك من البداية وعودتك على كده."
حسين:"يابت مايبقاش قلبك أسود بقا، إنتى عارفة إنى ماليش غيرك."
رانيا سكتت وماتكلمتش وفضلت مكشرة ..
حسين:"تعرفى إنك شكلك حلو وإنتى شعرك منكوش كده."
رانيا:"عايزه أنام."
حسين:"ماتنامى حد حايشك."
وبالفعل إدتله ضهرها ونامت .. إتفاجأت بحسين وهو بيحضنها ..
حسين بهمس:"حقك عليا يا رانيا، إنتى فوق راسى، ماقدرش أستغنى عنك."
رانيا بصتله بعد ما قالها الكلام وسكتت...
حسين:"هتفضلى زعلانة كده كتير؟"
إبتسمت غصب عنها ..
حسين:"أحلى حاجة فيكى يا رانيا إنك هبلة وبتتصالحى بسرعة."
ضربته ضربة خفيفة على كتفه ...
حسين بفرحة:"يا فرج الله."
....................................
شوق لما لقت نور الأوضة بتاعتهم إتقفل فهمت إنهم ناموا .. إتنهدت بإرتياح وراحت بسرعة للدولاب بتاعها وأخدت منه فستان أسود .. الفستان إللى مامتها جابتهولها يوم عيد ميلادها، وبدأت تغير هدومها ... عمر وصّل إسماعيل وعفاف للفرح والناس بدأوا يهنوهم ويباركولهم، عمر شاور لإسماعيل إنه هيروح ياخد شوق .. بعد مرور فترة بسيطة ... شوق كانت واقفة قدام مرايتها وبتحاول تقفل سوستة الفستان من الضهر بس مش عارفة، نفخت بضيق وقررت تسيبها شويه على ماتخلص باقى تجهيزات عملت فورمة لشعرها زى ما كانت رانيا بتعملهالها، عيونها جات على الروج إللى سرقته من أوضة مامتها، ضحكت بخبث على إللى هى عملته وبدأت تحط منه ولإن معندهاش خبرة فى الموضوع ده بهدلت نفسها بالروج وحطت حوالين شفايفها وفكرت إنها كده حلوة ... مسكت السلسلة الدهب إللى حسين جابهالها هدية وحاولت تلبسها وبالفعل قدرت تلبسها بالعافية، فضل قدامها السوسته، إتنهدت بصعوبه وحاولت تقفلها بس معرفتش ... فاقت على صوت خبط على الشباك .. إرتبكت بس قررت تفتح الشباك وماتسيبهوش متعلق كده وبالفعل فتحته ... عمر مركزش معاها فى البداية كان مركز فى دخوله مش اكتر ولما دخل إتصدم لما لقاها واقفه قدامه بالمنظر ده وحاول يكتم ضحكته بس ماقدرش ...
عمر وهو بيحاول يخلى صوت ضحكته منخفض:"ههههههههههههههههههههههههه، إيه ده؟ ياماما أنا خوفت، أنا راجع تانى."
راح للشباك بس هى مسكته من دراعه ...
شوق:"عمر."
عمر وهو بيحاول يكتم ضحكته:"عشان خاطرى إمسحى إللى إنتى حطاه ده مش قادر ههههههههههههههههههه."
شوق زعلت من رد فعله وكانت متوقعة رد فعل تانى مش ده، عمر لاحظ زعلها وحاول يهدى من ضحكته ...
عمر:"شوق."
مردتش عليه وكانت مكشرة بشكل طفولى والروج متلحوس حوالين شفايفها، شكلها كان برئ جدا ... قرب منها بهدوء وبص فى عيونها ..
عمر بإستفسار:"فى آنسة زى القمر كده، تحط الحاجات دى؟"
شوق بحزن:" كنت بشوف ماما بتحطها بليل."
عمر بضحكة مكتومة:"وإحنا مالنا ومال ماما؟ تحط زى ماهى عايزه، على الأقل مش هتمشى كده فى الشارع وأكيد مش بتحط بالشكل ده."
شوق:"يعنى عايز إيه ياعمر؟"
عمر وهو بيبص لشفايفها:"عايز كل خير، ممكن أمسحه؟"
شوق:"هعرف أمسحه بالمناديل."
عمر:"بس أنا همسحه بطريقة تانية."
بصتله بإستغراب ولسه هتتكلم عمر قرب من شفايفها بس هى رجعت لورا بشكل تلقائى ...
عمر بإبتسامة:"ماشى ياشوق، يلا إمسحيه."
إدتله ظهرها العريان وأخدت منديل وبدأت تمسح الروج .... عمر برّق لما لقى السوسته مفتوحه وظهرها ظاهرله، بلع ريقة بتوتر وحاول يبعد عيونه عن ظهرها ...
شوق:"عمر."
عمر بإرتباك:"نعم؟"
شوق بإحراج وخجل:"ممكن تقفلِّى السوسته؟"
عمر:"ح..حاضر."
قرب ببطئ شديد وبدأ يقفل السوسته، شوق قشعرت بسبب إن إيد عمر وهى بتقفلها السوسته لمست ظهرها ... عمر إتنهد بإرتياح لما قفل السوسته ... كانت محرجة تبصله وفضلت مدياله ظهرها وبتبص للأرض بخجل شديد .. إتفاجأت بيه وهو بيحضنها من ظهرها وبيبوسها من خدها وسند براسه على كتفها وبيبص للمراية إللى قدامهم ...
عمر بهمس:"عقبال ما أفتح سوستة فستان الفرح."
إتوترت أكتر وخست بالخجل الشديد وبدأت تفرك فى صوابع إيديها ...
عمر وهو ملاحظ إرتباكها:"إتأخرنا ياشوق."
بِعِد عنها وبص لسريرها وراح أخد مخدة وغطاها بالبطانية على أساس يبان إنها نايمة وماحدش يكتشف حاجة، وهى متابعاه بعيونها ...
عمر بتنهيدة وهمس:"إلبسى حاجة تقيله على الفستان عشان الجو تلج بره."
شوق:"حاضر."
راحت للدولاب تحت عيونه وأخدت شال أسود وحطته على كتفها وبصتله ببراءة ...
شوق:"خلصت."
عمر:"ولو إن الشال مش هيدفيكى كويس، بس أنا عامل حسابى، يلا تعالى ورايا."
عمر راح للشباك ومستنيها تيجى معاه ... شوق كانت واقفه خايفة أحسن تقع أو يحصل حاجة ...
عمر وهو بيمد إيده ليها:"يلا يا شوق، إقلعى الجزمة إللى إنتى لابساها دى وإمسكيها فى إيدك."
قلعت الجزمة ومسكتها فى إيدها وقربت منه بإرتباك ... إبتسم لما قربت منه، لف وشالها على ظهرة، شوق شهقت لما هو شالها على ظهره ...
عمر:"إمسكى فيا جامد."
وبالفعل مسكت فيه ولفت دراعاتها الإتنين حوالين رقبته ورجلها الإتنين حوالين وسطه .. عمر نزل على أول المواسير وشوق كانت خايفه جدا ... حب ينكشها شوية وهو بينزل...
عمر:"خايف المواسير تتكسر وتقع بينا لتحت."
شوق خافت جدا ومسكت فيه جامد لدرجة كانت هتخنقه ....
عمر بهمس:"ههههههههه، بهزر بهزر، خفى إيدك على رقبتى شوية هموت."
شوق بإرتعاش:"أنا خايفه أقع ياعمر."
عمر:"لا مش هتقعى، ثقى فيها."
وبالفعل عمر نزل فى الشارع بس هى كانت لسه ماسكة فيه ...
عمر:"لو حابه نروح الفرح كده أنا معنديش أيتها مانع، أنا مبسوط بالوضعية دى."
إتحرجت ولسه جايه تنزل من على ظهره ..
عمر:"إستنى."
ركع على الأرض ...
عمر:"يلا إنزلى يا أوزعه."
نزلت من على ظهره ولبست جزمتها، وعمر قام من مكانه ونفض بدلته .. كانت بترتعش من البرد ومستنياه يخلص .. لقته قلع الجاكت وحاطه على أكتافها ...
عمر:"قولتلك عامل حسابى *مدلها دراعه عشان تأنكجه* يلا بينا."
وبالفعل أنكجته وهو إبتسم إبتسامة جذابه خطفت قلبها ومشيوا للفرح وطول الطريق عمر كان معجب بجمالها الطبيعى وشكلها الطفولى البرئ فى الفستان الحلو ده، كان فستان أسود طويل بأكمام ومنفوش .... دخلوا الحارة وفى الوقت ده عفاف كانت بترقص مع قرايبها وإسماعيل قاعد فى الكوشة وحاطط إيده على خده وأول أما شاف عمر قام بسرعة من مكانه وشاورله يجيله .. عمر أخد شوق وطلعوا فوق الكوشة ..
شوق:"مبروك يا إسماعيل."
إسماعيل:"الله يبارك فيكى يا شوق، عقبالكم."
شوق بخجل:"إن شاء الله."
عمر:"هوديها لعفاف وهرجعلك."
إسماعيل:"ماشى."
مسكها من إيدها وراح لعفاف إللى بترقص مع البنات، شاورلها تبص على شوق وبالفعل بصتلها وراحت نحيتها ...
عمر وهو بيتكلم نحية ودانها عشان المزيكا عاليه:"دى شوق، حبيبتى وقريب هنتجوز."
عفاف إبتسمتلها وأخدتها بالحضن، وشدتها من إيد عمر وسحبتها وراها ...
عمر وهو بيجرى وراها:"يا عفاف، إنتى يابت."
مسك شوق وعفاف كانت ماسكاها من الإيد التانية .. عمر وعفاف بصوا لبعض بتحدى .. عمر شاورلها براسه بغضب "لا" ، وهى شاورتله بغضب " اه " وشوق كانت فى النص بتبصلهم بإستغراب ... وإللى أنقذ الوضع ده إسماعيل إللى همس لعفاف ...
إسماعيل:"لو رقصت عمر هيطربق الدنيا كلها فوق دماغنا وهيبوظلنا الفرح."
عفاف بإمتعاض:"طيب."
سابت إيدها، وعمر سحب كرسى لشوق وخلاها تقعد مع الستات عشان ماحدش يركز أوى فى إنهم مع بعض، بحيث إنها تبقى طول الوقت مع الستات وهو يكون مع إسماعيل، وللأسف ما أخدش باله من أمل إللى موجودة وبتبص لشوق .. عمر أخد إسماعيل من إيده ونزل بيه فى وسط الرجالة وبدأوا يحتفلوا بيه وكان معاهم الحج متولى إللى عمر شاوله على شوق وهمسله ...
عمر:" دى شوق حبيبتى، وهنتجوز إن شاء الله."
متولى:"هو أبوها وافق يابنى؟ مش إنت قولت إنه رفض؟"
عمر:"ماهو لسه رافض زى ماهو."
متولى بهجوم:"وإزاى تخرج معاك؟ و......."
عمر وهو بيقاطعه:"أرجوك يا حج متولى، أنا بحبها وهى بتحبنى، ومتمسكين ببعض، إدعيلنا بدل ما إنت بتزعقلى كده، أنا هعمل المستحيل عشانها خلاص زى مانت عارف."
متولى بصله كتير وبعدها إتنهد ...
متولى:"ربنا يتمملكم على خير يابنى، بس حافظ عليها."
عمر:"هى فى قلبى قبل ماتبقى فى عيونى."
طول الفرح شوق عيونها مش راضيه تتشال على عمر إللى بيرقص مع الرجالة، لحد ما الفرح خلص وعمر كان بيسلم على إسماعيل، أمل قعدت جنب شوق ...
أمل بإستفسار:"إنتى بقا إللى ساب كل حاجة عشانها؟"
شوق بصت للى بتتكلم بإستفسار ومش فاهمة حاجة ...
أمل بإبتسامة وهى بتهمس فى ودنها:"أنا واحدة من إللى عمر كان يعرفهم."
شوق بإستفسار برئ:"يعنى إيه كان يعرفهم؟ مش فاهمة."
أمل:"كان بيحصل بينا حاجات كتيره أوى، كنا زى المتجوزين بالظبط."
شوق كانت لسه هتتكلم ...
عمر بجمود:"نعم؟ فى حاجة؟"
أمل:"وحشتنى يا عمر."
عمر بضيق:"ماتشوفيش وحش، خير؟"
أمل:"كل خير، حبيت بس أسلم على إللى إختارتها علينا."
عمر بقرف:"وسلمتى؟ يلا ورينى بقا عرض أكتافك."
أمل:"ماشى."
مشيت وعمر فضل واقف متضايق وبعدها عيونه جات على شوق إللى بتبصله بعدم إستيعاب ودموعها لمعت ... إتنهد بخيبة أمل لإنه فهم نظراتها ..
عمر:"شوق، إنتى فاهمة غلط هى بس......."
قطع كلامه شوق إللى قامت من مكانها ومشيت بسرعة ... راح لإسماعيل بسرعة وقاله إنه هيمشى وبالفعل جرى فى الطريق إللى شوق مشيت فيه، شوق كانت بتبكى وبتحاول تستوعب الكلام إللى البنت دى قالته وقفت لما لقت شوية شبّان واقفين على جنب وبيشربوا حاجات غريبة ...
؟؟:"هى مش دى البنت القمورة إللى كانت فى الفرح؟"
$$:"يا سلام، ده إحنا هينوبنا من الحظ جانب النهاردة."
%%:"كفاية كلام كتير، ماينفعش الكلام قصاد الجمال."
التلاتة قربوا منها وهى رجعت لورا بخوف شديد ... إتفاجأت بعمر إللى وقف قدامها وواجه الشباب دول ..
عمر بغضب شديد:"لو كلب فيكم قرب خطوة هيموت على إيدى، وإنتوا شاربين يعنى مش هتاخدوا فى إيدى غلوة."
عمر طقطق رقبته بغضب شديد ومستعد لأى خطوة بسيطة منهم ... واحد منهم كان هيقرب بس الإتنين التانيين مسكوه وهربوا ... عمر بص لشوق بغضب شديد ومسكها من دراعها، وشدها وراه ...
شوق بدموع:"سيبنى."
عمر مردش عليها وفضل ساحبها وراه لحد ماوصلوا لمكانهم المعتاد، طلعوا للسطح وأول أما دخلوه، رماها على الكنبة بغضب شديد ... وهى كانت بتبكى ...
عمر بعصبيه:"بس بقا، كفاية ماتعيطيش، كنتى هتروحى فى داهية بسبب طيشك وغبائك وتسرعك، هو أنتى أى حاجة حد يقولهالك تمشى وتسبينى؟ هو ده الحب بالنسبالك؟ ليه مش بتستنى أوضحلك؟ ليه بتمشى بسرعة؟ ليه؟"
شوق:"ماستحملتش كلامها ومشيت، كنت حاسه إنى هموت لو فضلت شوية، كنت محتاجة أتنفس يا عمر."
بكت بشهقات عاليه، عمر إتنهد وقرب منها وأخدها فى حضنه، وهى مسكت فيه ...
عمر:"هى قالتلك إيه طيب خلاكى كده؟"
شوق بشهقات:"قالت إنكم كنتم زى المتجوزين بالظبط، أنا مش مصدقاها هى كانت بتكذب بس الكلام وجعنى."
طبطب عليها وسكت .. وهى بعدت عنه وبصتله بعيونها إللى كلها دموع ...
شوق:"هى بتكذب صح؟"
عمر فضل ساكت مابيتكلمش ..
شوق بدموع:"عمر، رد عليا هى بتكذب صح؟"
عمر:"لا."
شوق بعدم إستيعاب:"يعنى إيه؟"
عمر بحزن:"يعنى هى عندها حق."
شوق بعدم إستيعاب:"إنت لمستها!"
عمر مردش ومش قادر يبص فى عيونها ...
شوق بزعيق:"رد عليا، إنت لمست دى؟ وقالت كمان إن فى كتير غيرها، إنت كنت بتعمل إيه؟ أنا مش فاهمة، حاسة إنى متلغبطة، يعنى إنت عايز تتجوز دول؟ طب وأنا؟ أنا مش فاهمة حاجة."
عمر وهو بيمسك أكتافها الإتنين وبيهديها:"شوق إهدى."
زقته وبعدت عنه وقامت من مكانها بسرعة ...
شوق بعدم إستيعاب وهى بتلف حوالين نفسها:"زى المتجوزين، الحب باللمس الحلال إللى هو الجواز، إنت حبيتهم كلهم؟!! طب وأنا؟ إنت كده بتضحك عليا."
عمر:"إنتى مش فاهمة حاجة يا شوق."
شوق بعصبيه ودموع:"طب فهمنى، ماتسبنيش تايهة كده."
عمر:"طب إهدى وإقعدى."
قعدت على الكنبه وبتعيط وعمر قعد جنبها، جه يقرب منها هى بعدت ..
شوق بدموع:"إبعد عنى، يلا إتكلم وفهمنى فى إيه؟"
عمر أخد نفس عميق وبدأ يتكلم ....
عمر وهو بيبص فى عيونها:"شوق أنا فى البداية كنت بتسلى بيكى ماكنتش بحبك."
شوق برقت بذهول ...
عمر كمل:"بس لما حبيتك بعدت عن أى حاجة كنت بعملها فى حياتى ممكن تبقى فى أى لحظة خيانة ليكى، حتى النظرة ماكنتش ببص لأى حد غيرك، أنا قبل ما أعرفك كنت واحد **** و **** مايهمنيش غير إنى أرضى نفسى وبس...."
بدأ يحكيلها عن حياته من قبل ما يعرفها لحد ما حبها بجد ...
شوق كانت قاعدة بتحاول تستوعب كلامه ...
شوق بدموع:"يعنى أنا مش الوحيدة إللى كانت فى حياتك؟ مش الوحيدة إللى إنت لمستها حتى لو مسكة إيد؟ عملت معاهم كل إللى كنت بتعمله معايا وأكتر............"
عمر وهو بيقاطعها وبيمسك وشها بين إيديه وبيبص فى عيونها:"أبدا ماحصلش، إنتى أول حب فى حياتى، إنتى عمرى كله يا شوق، إنتى حياتى كلها فاهمانى؟ إنتى الإنسانة إللى إختارت أكمل حياتى كلها معاها، إنتى الهواء إللى بتنفسه، يعنى أنا من غيرك هكون جسم من غير روح."
شوق بدموع:"طب ليه كنت عايز تضحك عليا؟"
عمر دموعه لمعت:"كنت غبى، ماكنتش أعرف قيمة النعمة إللى فى إيدى غير لما حسيت إنها هتضيع منى يوم أما كنتى هتعملى حادثة لما كنا بنزور الأهرامات، خوفت تروحى منى، هنا لقيت نفسى بدأت أحبك، كنت بتشدلك بشكل غريب أنا ذات نفسى ماكنتش فاهم فى إيه؟ ده كان أول إحساس أعيشه من بعد ما قابلتك يا شوق، وسبب بُعدى عنك أيامها، هو إنى كنت بجرب هعيش من غيرك ولا لا، بس ماقدرتش، كنت براقبك من بعيد دايما وإنتى رايحة المدرسة مع باباكى وإنتى راجعة منها مع مامتك، وصوت ضحكتك كان بيرن فى ودنى دايما، كنت بشوفك قدام عيونى دايما حتى وأنا بعيد عنك، أنا عديت الحب بمراحل، أنا بقيت مجنون بيكى مش مجرد واحد بيحب واحدة، دلوقتى إنتى بقيتى حاجة تانية، إنتى الإنسانة إللى هكمل عمرى كله معاها، إنتى حياتى كلها يا شوق، إنتى الكون بالنسبالى، خليكى واثقة وعارفة إن مهما حصل، فإنتى كل شئ، إنتى إللى سرقتى قلب عُمَر."
شوق كانت بتشهق شهقات خفيفه وبتهدى نفسها، وعمر بيمسح دموعها وبيبصلها بحب...
عمر:"خلاص بقا ماتزعليش، يا هبله بدل ماتفرحى إنك إنتى الوحيدة إللى حبيتها تقومى تعيطى؟ إمتى بقا تعقلى وتريحينى."
شوق:"أنا آسفة ياعمر."
عمر:"بتتأسفى ليه؟"
شوق:"عشان أنا مشيت وسبتك، وإتعرضت للموقف الوحش ده بس كويس إنك موجود فى حياتى عشان تحمينى من أى حد بيحاول يأذينى."
عمر:"بس أنا مش عايزك كده، أنا عايزك قوية ومفترية ولسانك طويل وتدافعى عن نفسك، مانا مش هبقى موجود معاكى دايمًا، هى سنه هغيبها عنك فعايزك تبقى قوية فيها على الأقل أبقى مطمن عليكى فى غيابى."
شوق بعد إستيعاب وإستغراب:"يعنى إيه؟ مش فاهمة، تغيب سنة إزاى؟"
عمر غمض عيونه وده لإنه وقع بلسانه، وقال الكلام ده من غير ما يفكر فيه ..
شوق بدموع:"عمر، رد عليا، هتغيب سنة إزاى؟"
عمر بهدوء:"هسافر ألمانيا و.........."
شوق ببكاء هيستيرى وهى بتمسك فيه:"لا لا لا مش هسيبك تبعد عنى، لا ماتبعدش عنى ياعمر، هموت."
أخدها فى حضنه وبدأ يهديها ...
عمر:"ششششششششش، إهدى يا شوق."
كانت بتبكى بقهرة وهى فى حضنه، وكل إللى فى دماغها إنه هيبعد عنها .... قرر إنه يسيبها تبكى لحد ماتهدى ويعرف يتكلم معاها .. بعد مرور فترة بسيطة ... كانت بتشهق شهقات خفيفة فى حضنه وفى نفس الوقت بترتعش من برودة الجو عمر كان بيدفيها وهى فى حضنه...
شوق بصوت مبحوح:"عمر ماتغيبش عنى."
عمر:"لازم أغيب ياشوق، أومال هتجوزك إزاى؟"
شوق بصتله فى عيونه:"أكيد فى حل، بلاش تسافر وتسيبنى."
عمر وهو بيمسح دموعها:"مش هسيبك، مش هبعد عنك أبدا هنبقى على تواصل، هعرف عنك كل أخبارك وإنتى كمان هتعرفى عنى كل أخبارى."
شوق:"إزاى؟"
عمر:"هبعتلك جواب كل أسبوع، هحكيلك فيه عن أسبوعى كله وإنتى هتردى عليا بجواب تحكيلى فيه عن أسبوعك كله، وإسماعيل هو إللى هيودى الجوابات البريد عشان يبعتهملى، وهيستلم جواباتى لما يوصلوا مصر، وماتقلقيش هيديكى الجواب بتاعك، أنا هجبلك سبَت تخبيه فى أوضتك عشان ماحدش يقفشك، *ضحك ضحكة خفيفة*، بس كل ده متوقف على حاجة."
شوق:"إيه هى؟"
عمر:"إنى مش معايا فلوس أسافر، بس هتصرف وهسافر لإنى خلاص حجزت فى السفينة ودفعت عربون بسيط وهسافر بعد أربع أيام."
شوق بدموع:"بدرى أوى."
عمر ضمها لحضنه ...
عمر:"أنا لو عليا مش هسافر وهفضل جنبك عمرى كله، بس لازم أعمل كده عشان أتجوزك ياشوق، لازم أثبت لأبوكى إنى أقدر آخدك منه، وأنا همشى بالطريقة إللى هو بيفكر فيها وفى خلال سنه بالظبط هرجع بشبكتك ومهرك وفلوس شقتك، الشغل هنا مش جايب همه، إدعى إن ربنا يقدرنى على كده، بس إدعيلى ألاقى فلوس بسرعة أكمل باقى التذكرة."
شوق فضلت فى حضنه وهو بيطبطب عليها ... وفجأه بصتله ومسكت السلسلة الذهب بتاعتها وقلعتها وحطتها فى إيده ..
شوق بدموع:"خد دى يا عمر."
عمر برفض:"لا."
شوق بدموع:"عشان خاطرى خدها، بيعها هتساعدك فى السفر."
عمر حط السلسلة فى إيدها...
عمر:"هتصرف ياحبيبتى، ماتقلقيش."
شوق برفض تام:"خدها ياعمر، فلوسها هتساعدك."
عمر كان لسه هيتكلم ...
شوق بدموع وهى بتديله السلسلة:"عشان خاطرى، ماتزعلنيش أكتر مانا زعلانه."
عمر أخدها ..
عمر:"بعد شهر من سفرى هيوصلك واحدة شبهها أو تمنها."
شوق ضحكت ضحكة خفيفة ...
عمر:"أموت أنا على الضحكة دى."
شوق بصوت مبحوح:"هو أنت وصلت لفكرة السفر دى إزاى؟"
عمر:"فى واحد قريب الحج متولى الترزى، رجع من ألمانيا من قريب كان بيزوره يعنى، فسألته عن الدنيا هناك، قالى الشغل كويس جدا أحسن من هنا، ومرتبات أعلى من هنا بكتير، طلبت منه يساعدنى فى الموضوع، كلم واحد هناك ووصى عليا إنه يعملى عقد عمل، وعملت ورقى وقدمت إختبار بتثبتلهم فيه إنى بعرف اقرأ وأكتب عشان يوافقوا يسفرونى وبعدها دفعت عربون صغير وباقى العربون المفروض أدفعه قبل السفر ب 3 أيام وإلا حجزى هيتلغى، وأديكى أهوه بتساعدينى وبتفتحيلى الطريق."
شوق:"هتسافر عن طريق إيه؟"
عمر:"بحرى، هسافر على سفينة."
شوق مكانتش عارفة ترد تقول إيه..
عمر:"شوق."
بصتله بعيونها المنتفخة من كثرة البكاء ... كان لسه هيتكلم الدنيا بدأت تمطر بشدة ... شوق شهقت وقامت بسرعة من مكانها وراحت نحية الأوضة بحيث إن المطر ماينزلش عليها ... لكن عمر فضل فى مكانه وبيتأملها وهى واقفة خايفة من المطر .. قام من مكانه وقرب نحيتها، ومدلها إيده ومستنيها تمسكها ... بصت لإيده ولشكله إللى خطف قلبها وأنفاسها وهو تحت المطر، مدت إيدها بإرتباك وهو مسكها وسحبها ليه ...
شوق بخوف:"الدنيا بتشتى وهناخد برد."
عمر بهمس وهو بيبص فى عيونها:"عشت طول عمرى فى الشوارع والمطر بينزل عليا، ولأول مرة أحب المطر بالشكل ده عشان إنتى معايا."
فك شعرها وكمل كلامه ...
عمر وهو بيبص لشفايفها:"كان نفسى أعمل حاجة من زمان أوى، بس مش عاوزك تبعدى، خليكى زى مانتى."
قبل ماتسأله إيه هى؟، لقته قرب من شفايفها وبدأ يبوسها بلهفة وعشق، وضمها بقوة وهو بيبوسها، و لأول مرة شوق كانت بتبادلة ولكن بخبرة معدومة مما زود من لهفته ليها .... بعد ثوانٍ عديدة بِعِد عنها وبص فى عيونها ..
عمر بضحكة خفيفة:"أخيرا أخدتها."
شوق ضحكت بخجل ... عمر كان لسه هيقرب تانى سمعوا صوت آذان الفجر ...
"الله أكبر الله أكبر...."
شوق بِعِدت عنه بسرعة، وعمر برق لما إستوعب إنهم فضلوا الوقت ده كله مع بعض ...
عمر:"يلا نمشى بسرعة قبل ما الدنيا تنور."
أخدها من إيديها وجريوا بسرعة وفى نفس الوقت بيضحكوا على إللى هما فيه ... بدأوا يستخبوا من الناس إللى بتنزل فى الشارع عشان يروحوا المساجد ويصلوا الفجر ... لحد ماوصلوا نحية البيت، وهنا شوق شافت باباها نازل ورايح للجامع عمر أخدها على جنب وإتداروا ... إستغلوا بداية الصلاة والشوارع فضيت تانى .. وعمر شالها على ظهره وبدأ يطلع على المواسير، وصل للشباك بتاعها وهى دخلت أوضتها بسرعة وإدتله جاكت البدلة ونزل قبل ما أى حد يشوفه ... رمت نفسها على سريرها وإتنهدت بحب وهى بتفتكر كل حاجة حصلت فى اليوم، بس الحزن ظهر على ملامحها لما إفتكرت إنه هيسافر ....
.......................................
عمر إتنهد بإرتياح أول أما دخل الدكان وقفل على نفسه، إبتسم بحب لما إفتكر اليوم بكل تفاصيله وبدأ يغير هدومه .. قامت من مكانها وغيرت هدومها بسرعة ونشفت شعرها المبلول وبعدها خرجت من الأوضة ... قابلت رانيا إللى خارجة من المطبخ ...
رانيا بإستغراب:"إنتى صاحيه دلوقتى ليه ياشوق؟"
شوق:"معرفتش أكمل نومى."
رانيا بإبتسامة:"طب يلا ياحبيبتى خدى شاور وإتوضى عشان تصلى و بعدها نحضر الفطار مع بعض."
شوق:"حاضر."
بمرور الوقت ... كان بتفطر مع باباها ومامتها بس بالها مشغول فى عمر ... عمر راح باع السلسلة وقبض تمنها وراح دفع باقى قيمة التذكرة وإتبقى مبلغ راح حوله لعملة ألمانيا "المارك الألمانى" .. *ملحوظة هامة جدا الأحداث فى وقت التسعينات، كان المارك الألماني العملة الرسمية لألمانيا الغربية من عام 1948 حتى توحدت ألمانيا عام 1990 ثم أصبح العملة الرسمية لألمانيا الموحدة من عام 1990م إلى أن اعتمد اليورو عملة رسمية لألمانيا في عام 2002 وأصدر المارك عام 1948 عندما كانت ألمانيا تحت احتلال الحلفاء بدلاً من رايخ مارك الألماني* .. كان جواه إصرار كبير إنه لازم يشتغل ويعوضها عن السلسلة دى بواحدة أحسن منها بكتير ... عمر زار إسماعيل وعفاف فى آخر اليوم وقعد يرخم عليهم بحكم إنهم عرسان وماحبش يزعجهم أكتر من كده وإنسحب هو ... شوق حاولت تنام اليوم كله وبالفعل قدرت تنام وباباها معلقش وماتكلمش لإن وقتها كان مركز فى رانيا حبيبته، فى نص الليل شوق صحيت على صوت خبط على الشباك، قامت بسرعة وفتحت الشباك لعمر إللى جريت فى حضنه وبدأت تبكى وهو حاول يهديها لقته شايل سبت فى إيده وبيقدمهولها ..
عمر بمرح:"عشان لما إسماعيل يجيب رسالتى ليكى بليل تقدرى تنزليله السبت."
بدل ماتضحك قعدت تعيط تانى ...
عمر وهو بيحضنها:"خلاص بقا ياشوق، إهدى ياحبيبتى، قولتلك هبعتلك رسايل مش هسيبك أبدا، ماتقلقيش هنفضل مع بعض دايما."
شوق:" أنا خايفة أوى يا عمر."
عمر:"ماتخافيش أنا مش هسيبك، ثقى فيا."
قعد على سريرها وهى فى حضنه وبتعيط فضل معاها لحد ماراحت فى النوم وبتشهق شهقات خفيفة وهى نايمة زى الأطفال تمامًا، عدلها على سريرها وباس راسها وبعدها مشى .. فى اليوم التالى .. شوق كانت حابسة نفسها فى أوضتها طول اليوم و كالعادة بتعيط بسبب سفر عمر إللى هيكون خلاص بعد يومين، رانيا دخلت عليها وهى بتعيط ...
رانيا بإستفسار:"فى إيه ياشوق مالك يا حبيبتى؟"
شوق ببكاء:"هيمشى ويسيبنى، عمر هيسافر يا ماما."
أخدتها فى حضنها وبدأت تهديها ...
رانيا:"ششششششش، إهدى يا حبيبتى."
شوق:"عمر هيبعد عنى، حاسه إنى هموت."
رانيا:"إهدى كده وإحكيلى فى إيه؟ وهيسافر إمتى؟ وعرفتى إزاى؟"
شوق بغصة وكذب:"كتبلى جواب وعرفنى إنه هيسافر بعد يومين، هيروح ألمانيا لمدة سنة، هيغيب سنة."
رانيا:"بعتلك جواب إزاى؟!!"
شوق عيونها جات على السبت إللى عمر جابهولها ورانيا إتنهدت وبصتلها ..
رانيا:"أنا مش هتكلم ومش هعلق، بس مادام إنتى بتحكيلى ومابتعمليش حاجة غلط، أنا هفضل معاكى وهسمعك، قالك إيه السبب فى إنه يسافر؟"
شوق بدموع وهى بتبصلها:"قالى عشان يقدر يكون مناسب ليا ويتجوزنى بالشكل إللى بابا بيفكر بيه."
رانيا:"وإنتى بتعيطى ليه؟"
شوق:"عشان هيمشى."
رانيا وهى بتاخدها فى حضنها تانى:"ماتعيطيش ياحبيبتى، إدعيله ربنا يرزقه ويصلح حاله، وإللى ربنا عاوزه هيكون، ماتزعليش نفسك إنتى لسه صغيرة، هو إختار صح وده أول طريق فى إنه يثبت لباباكى إنه بيحبك ده لو بيحبك بجد."
شوق ماتكلمتش وده لإن مامتها مش حاسه بيها تماما، مش حاسة بوجعها مش حاسه بأى حاجة .. اليوم عدا بشكل طبيعى وشوق حكت لعمر كلامها مع مامتها، اليوم إللى بعده عدا بشكل طبيعى برده.. وجاءت ليلة سفر عمر .. شوق كانت نايمة بسبب إن ليلها بقا نهارها والعكس ورانيا كانت فى المطبخ وبتجهز الأكل بس سمعت صوت خبط على الباب، راحت عند الباب ووقفت وراه ..
رانيا بإستفسار:"مين؟"
عمر:"أنا عمر، محتاج أتكلم معاكى يا مدام رانيا."
رانيا فتحت الباب بإرتباك ...
عمر:"ممكن أدخل؟"
هزت راسها وفتحت الباب وهو دخل، قفلت الباب وبصت لعمر إللى مديلها ظهره...
رانيا:"كنت محتاج تقول إيه؟"
عمر بتنهيدة وهو بيبصلها:"أنا معترف إنى غلطت، بس أنا عملت كده عشان أنا بحب شوق، جوز حضرتك هو إللى خلانى أخرج عن شعورى يومها بسبب كلامه، شوق ماينفعش تبقى لحد غيرى، كان ممكن يسمعنى ويسيبلى فرصة مكنش زماننا وصلنا لكده، أنا بحب شوق ومستعد أعمل المستحيل عشانها، لدرجة إنى همشى بدماغ الأستاذ حسين وهعمل فلوس عشان أبقى قريب من مستواكم المادى، بحاول أتعلم كل حاجة عشانها، بحاول أتحكم فى ردود أفعالى عشانها، بغير من نفسى عشان أنا بحبها."
رانيا بتفهم:"وإيه المطلوب منى؟"
عمر بإبتسامة:"المطلوب إنك تاخدى بالك منها لحد ما أرجع."
رانيا:"إنت بتوصينى على بنتى؟"
عمر:"مش القصد، بس أنا عايزك تاخدى بالك منها كويس، لو حصلها أى حاجة أنا هتعب."
رانيا بإبتسامة:"ماتقلقش، هتسافر إمتى؟"
عمر:"السفينة هتتحرك بكرة من ميناء فى إسكندرية الساعة 11 الصبح."
رانيا:"بالتوفيق ياعمر."
عمر إبتسملها ولسه هيمشى ...
عمر:"ممكن أطلب منك طلب؟"
رانيا:"إتفضل."
عمر:"ممكن شوق تيجى معايا توصلنى."
رانيا برفض:"لا ماينفعش، أول حاجة أنا رافضة وجودها معاك فى مكان واحد لإنى خايفة عليها، ثانيا باباها هيهد الدنيا لو لقاها مش موجودة."
عمر برجاء:"أنا محتاج أبقى معاها بكرة، ومش هنبقى لوحدنا هيبقى معايا صاحبى ومراته وهما هياخدوا بالهم منها، وماتقلقيش هترجع قبل ما الأستاذ حسين يرجع من شغله، مراته هتعدى عليكم هنا بكره وهتاخد شوق معاها وترجعهالك تانى."
رانيا:"أضمن منين إنك بتتكلم بجد؟ أضمن منين إنك مش بتلعب ببنتى؟؟؟"
عمر:"لو كنت عاوز كده أنا كنت عملت كل ده من زمان، بس صدقينى أنا بحبها ويستحيل أمسها بسوء، أتمنى بجد إنك تصدقينى."
حبه الشديد لشوق كان واضح فى عيونه بالنسبة لرانيا، فضلت واقفه تفكر مع نفسها شوية لحد اقررت ..
رانيا بتنهيدة:"خلاص ماشى موافقة."
عمر بإبتسامة:"ده أحلى جِميل إنتى هتعمليهولى فى حياتى، عفاف هتيجى تعدى عليها بكرة بعد ما أستاذ حسين يروح شغله علطول."
رانيا:"وأنا منتظراها."
عمر مشي وإتنهد بإرتياح وراح للدكان وبيجهز حاجته خلاص عشان هيسافر .. لما شوق صحيت رانيا حكتلها على زيارة عمر وقالتلها على طلبه ...
شوق بترقب وإرتباك:"وحضرتك قولتى إيه يا ماما؟"
رانيا بتنهيدة:"يعنى هكون قولتله إيه؟ وافقت."
شوق فرحت ودخلت فى حضن مامتها ...
شوق:"أنا بحبك أوى يا ماما."
رانيا:"وأنا كمان يا قلب ماما، شوق."
شوق وهى بتبصلها:"نعم؟"
رانيا:"أنا واثقة فيكى يا حبيبتى، واثقة فيكى جدا، كنت بتمنى بجد إنى أجى معاكى لكن لو روحت معاكى مين هيغطى على غيابك لو فرضًا أبوكى جه قبلها؟ خايفه عليكى فى كل الأحوال، بس عمر جدع وإبن حلال وهيحافظ عليكى، وأنا واثقة فيه وفيكى."
شوق حضنتها ورانيا ضمتها بشدة ..
رانيا:"شجعيه يا شوق، وإياكى توقفيه، خليه يكمل طريقه فى حبه ليكى."
شوق بغصة:"حاضر."
فى صباح اليوم التالى:
حسين نزل من البيت وشوق كانت لابسه فى أوضتها وجاهزة ومنتظرة عفاف إللى هتيجى تخبط على الباب، وبالفعل عفاف خبطت ورانيا فتحتلها الباب وإتعرفت عليها، أى نعم معاملتهم كانت فى حدود الفرن لكن رانيا لقتها شخصية لذيذة، شوق خرجت من أوضتها وحضنت مامتها ونزلت مع عفاف، بِعِدوا عن الحارة بشوية وهناك عمر كان واقف مع إسماعيل ومستنيهم، عيونه جات فى عيونها إللى الدموع بدأت تنزل منها، جريت عليه وهو أخدها فى حضنه وبدأ يهديها ... طول طريق السفر للإسكندرية، شوق كانت بتبكى كالعادة وعمر كان بيهديها وبيضحكها لكن ضحكتها بتطلع بدموع .. وصلوا الميناء وشوق فضلت ماسكة فى هدوم عمر ومش عايزاه يمشى ويسيبها ..
عمر بضحكة خفيفة:"إهدى بقا."
شوق ببكاء:"ماتمشيش ياعمر، عشان خاطرى ماتمشيش."
مسك وشها بين إيديه وبدأ يتكلم ..
عمر:"شوف عايزك تبقى قوية فى غيابى، ماتعيطيش، قلبى هيوجعنى وأنا هناك لو فضلتى تعيطى، ترضى قلبى يوجعنى؟"
شوق:"لا."
عمر وهو بيمسح دموعها:"يبقى خلاص، ماتعيطيش، عايزك تبقى قوية ومفتريه هاه؟ ولو حد إدالك كلمه ردى عليه بكلمتين، عايزك لسانك طويل، ههههههههههه، و عايزك تاكلى علطول، مش عايز أشوفك ضعيفة كده، عايز أرجع ألاقيكى إحلويتى أكتر من دلوقتى وربربتى عن كده."
شوق بغصة:"حاضر."
باس راسها وضمها لحضنه بشدة ... وبعدها راح لإسماعيل وأخده بالحضن ...
عمر بهمس:"شوق أمانه عندك يا إسماعيل، خد بالك منها."
إسماعيل بهمس:"ماتقلقش هى فى الحفظ والصون."
عفاف بدموع:"خد بالك من نفسك يا عمر."
عمر بإبتسامة:"حاضر يا عفاف، شوق أمانتى هنا سايبهالكم خدوا بالكم منها كويس."
عفاف:"دى فى عيونى يا عمر."
إسماعيل:"هستنى جواباتك ياعمر."
عمر:"ماتقلقش، هيوصلوا فى مواعيدهم، وزى ماتفقنا هتدى لشوق الجواب فى السبَت، وهستنى جواباتكم."
إسماعيل:"حاضر."
عيونه جات على شوق إللى لسه بتبكى، مسك وشها بين إيديه ...
عمر:"خلاص بقا يا شوق، أنا مش رايح أحارب."
شوق:"مش هقدر أعيش من غيرك."
عمر:"هتقدرى، وبعدين أنا مش هبعد عنك زى ما قولتلك، أنا هفضل دايما معاكى، هنتواصل مع بعض عن طريق الرسايل، ماتقلقيش هنكون على تواصل دايما."
شوق كانت لسه هتتكلم، صوت بوق السفينة إتسمع مما يدل على النداء الأخير قبل التحرك ... عمر حضنها بشدة وبعدها مشى بسرعة وطلع السفينه، والسفينة بدأت تتحرك ببطئ فى البداية عشان تخرج من الميناء ... شوق بكت بقهرة وهى بتبص فى عيون عمر إللى بيبعد عنهم بالتدريج ... عمر إبتسملها بحزن وفى نفس الوقت دمعة نزلت من عيونه، شاور على مكان قلبه وشاور عليها وضم إيديه الإتنين لبعض فيما معناه إنها دايما فى قلبة ... فضلوا يبصوا لبعض لحد ما السفينه بعدت تمامًا وخرجت بره الميناء وإختفت فى وسط البحر ... شوق إنهارت من البكاء بعد إختفاء السفينة وعفاف حاولت تهديها....
شوق بقهرة:"قلبى بيوجعنى، مش قادرة آخد نفسى."
عفاف:"إهدى يا حبيبتى، إهدى هيوصل بالسلامة إن شاء الله وهيطمنا عليه ماتقلقيش."
إسماعيل جابلها عصير عشان اعصابها تهدى، روحت معاهم وعفاف وصلتها للبيت .. شوق كانت بتبكى فى حضن مامتها بقهرة ..
رانيا:"بدل ماتشجعيه ياشوق، رايحه تعيطى؟ لازم تبقى قوية يا حبيبتى."
شوق ببكاء:"قلبى بيوجعنى يا ماما، مش عارفة فى إيه؟ خايفة أوى."
رانيا وهى بتطبطب عليها:"إدعى ربنا إنه يوصل بالسلامة، ربنا هيراعيه فى الغربة طول مانيته صافية من نحيتك، صلى وإدعى كتير لحد مايرجعلك بالسلامة."
شوق:"حاضر يا ماما."
بعد مرور عدة أيام:
عمر نزل من السفينة ووقف فى الميناء مستنى الراجل إللى هيقابله فى الميناء إللى تبع الشاب قريب حج متولى لكنه ملقاش حد وده لإن الراجل نسى موضوع عمر تمامًا، فضل واقف فى الميناء وقت طويل جدا لحد ما الميناء قفلت، بص حواليه للمدينة الكبيرة إللى هو فيها دى ومش فاهم أى حاجة ومش عارف هيتعامل إزاى .. مش تايه فى الشوارع ومش عارف هو رايح فين ولا جاى منين، فضل على الحال ده لحد ماسمع صوت آذان ... عمر إبتسم إبتسامة كبيرة وجرى على مصدر الصوت لحد أما لقى مسجد كبير جدا، جرى بسرعة للمسجد ووقف عند الباب بتاعه بإحراج شديد .. كان فى شيخ كبير مقرب للجامع لمح شاب واقف عند باب الجامع بإحراج شديد كإنه محرج يدخله، قرب منه وربت على كتفه ...
الشيخ:"السلام أليكم *عليكم*، كمل كلامه بلغة غير مفهومة بالنسبة لعمر وهو إستنتج إن دى لغة البلد دى."
عمر واقف باصصله ومبرق ...
عمر:"هو أنا مافهمتش غير السلام عليكم وأحب أقولك وعليكم السلام."
الشيخ ضحك وبدأ يتكلم بعربى مكسر..
الشيخ بإبتسامة:"أنت أربى *عربى*؟"
عمر:"هاه؟ إيه؟ يعنى إيه أربى دى؟"
الشيخ بتوضيح:"أربى أربى، Arabic."
عمر بإستيعاب:"اااااااااااه تقصد عربى، تعرف يا شيخ لحسن حظك إنى عارف يعنى إيه كلمة Arabic دى."
الشيخ ضحك وفى نفس الوقت مش عارف يجمع كلام عمر ...
عمر وهو بيكمل:"بس لا أنا مش عربى، أنا مصرى."
الشيخ:"مصرى أربى."
عمر:"لا لا، أنا مصرى مش عربى."
الشيخ:"لا لا، أنت مصرى أربى."
عمر:"يا سيدنا الشيخ، عارف إنت خوفو وخفرع ومنكرع؟ أنا من هناك كده."
الشيخ بصله بحيرة ... وبعدها قال جزئية من آية قرآنية ...
الشيخ:" ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ." سورة يوسف
عمر:"أيوه هى دى، أيوه الله ينور عليك ده إنت راجل فله، طلعت بتتكلم عربى مظبوط."
الشيخ ضحك عليه وفى نفس الوقت مش عارف يجمع كلام عمر ...
الشيخ:"هيا بنا نصلى."
الشيخ دخل الجامع ولسه هيمشى لقى عمر فى مكانه لسه، رجعله تانى ..
الشيخ بإستفسار:"فى مشكلة؟"
عمر إتحرج وماعرفش يقول إيه ...
الشيخ بإستفسار:"أنت لست مسلمًا؟"
عمر بهدوء:"أنا مسلم."
الشيخ بإستفسار:"إذًا لما لا تريد أن تُصلى؟"
عمر إتحرج أكتر بس ماتكلمش ...
الشيخ بتنهيدة وتفهم:"لما لا تجرب؟"
عمر:"أجرب إيه؟"
الشيخ:"الصلاة."
عمر:"بس هو مش هيقبلنى."
الشيخ بإبتسامة:" أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" سورة التوبة
"وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ" سورة الشورى
الشيخ كمل كلامه ... لا تقل لن يقبلنى، ولكن قِف إند *عِند* بابه وقل تبت إليك يا الله .. هيا بنى حان وقت إقامة الصلاة، قم بخلع حذائك وإدخل المسجد."
وبالفعل عمر قلع جزمته والشيخ مسكه من دراعه، وراحوا للحمامات عشان يتوضوا والشيخ علم عمر الوضوء ... بعد مرور فترة بسيطة .. عمر وقف جنب الشيخ وقدامهم الإمام وجنبهم ووراهم مجموعة كبيرة من الناس ... وبدأت الصلاة .. عمر كان بيعمل زيهم وزى ماكان بيبص للناس إللى بيصلوا من وهو صغير، وحس براحة غير متناهية .. بمرور الوقت .. كان قاعد فى ركن بعيد فى المسجد ومعاه الشيخ الكبير ...
الشيخ بإبتسامة:"أرى أنك بخير."
عمر هز راسه وفى نفس الوقت محرج ..
الشيخ:"لماذا قلت أن الله لن يَقْبلك؟"
عمر:"لإنه أخد منى كل حاجة، وده معناه إنه مابيحبنيش."
الشيخ بإستغراب:"ومذا أخذ منك؟ إن الله يحب جميع خلقه."
عمر إتنهد بحزن وماتكلمش ..
الشيخ إبتسم:"يمكنك أن تخبرنى بما فى داخلك أيها الشاب المصرى."
عمر بإبتسامة:"أنا شايف إنك بتتعلم عربى بسرعة."
الشيخ:"التألم *التعلم* يكون أن *عن* طريق الممارسة، وأنت تألم *تعلم* أن لغة القرآن الكريم هى اللغة الأربية *العربية* وأنا ختمت القرآن أكثر من سبأ *سبع* مرات، هيا أخبرنى بما فى داخلك."
عمر إتنهد بحزن ومش عارف ليه مرتاح للراجل الطيب البشوش ده وبدأ يحكيله حكايته ... بعد ما خلص، الشيخ كان بيفكر كإنه بيوصل الأمور ببعضها ..
الشيخ:"يبدو أنه ليس لديك بيت لكى تإيش *تعيش* فيه هنا."
عمر:"أيوه."
الشيخ:"أريد أن أخبرك بأمر ما."
عمر:"إتفضل."
الشيخ:"لو كان الله لا يحبك، ما كان راآك *راعاك* وأنت طفل يتيم تإيش *تعيش* فى الشارئ *الشارع*، لكنه لم يتركك أبدا وإهتم بك حتى كبرت وصرت شابًا قويًا، ولم يتركك أيضًا وحدك فى هذا البلد الكبير، بل أرسل إليك إشارة وهى الآذان لكى تأتى هنا، حتى أنه أرسلنى إليك لكى أجد لك منزلًا، أنا دائما أصلى فى المسجد الموجود بجوار بيتى، ولكنى لا أأرف *أعرف* السبب الذى جألنى *حعلنى* آتى إلى هنا حتى رأيتك."
عمر إستغرب من كلامه ..
الشيخ بإبتسامة:"لا تنظر إلى هكذا، رسائل الله واضحة ولكن لن يفهمها أى أحد."
عمر كان محرج من إللى بيشوفه ده ومش عارف يقول إيه ..
الشيخ بتنهيدة:"سوف أستضيفك فى بيتى حتى أجد لك سكنًا تإيش *تعيش* فيه."
عمر بإحراج:"لا شكرا يا حج، هتصرف أنا."
الشيخ بإصرار:"ستظل إندى *عندى*، *كمل بتنهيدة* هل أكلت شيئا بُنى؟"
عمر هز راسه بلا ..
الشيخ بضحكه تظهر تجاعيد وجهه:"وأنا أيضا لم آكل شيئًا، تركت زوجتى وأبنائى وأحفادى وجئت إلى هنا مستأجلًا *مستعجلًا* هيا بنا سنأكل إندى *عندى* بالبيت، هيا."
أخد عمر من إيده وبالفعل راح لبيته وعرفه على زوجته وأولاده وأحفاده، وأكل معاهم وهنا عمر حس إن لما إتقفل باب فى وشه إتفتحله باب تانى فيه خيرات أكتر .... مر اليوم على خير وعمر كتب رسالة لشوق بيطمنها فيه إنه بخير وحكالها على كل حاجة حصلت معاه وطلب منها إنها تصلى وتدعيله سأل الشيخ على طريق البريد ووصله وعرفه شوية أماكن فى البلد دى .. الرسالة وصلت لشوق بعدها بأربع أيام قراتها بلهفة ودموعها بتنزل من عيونها بحب وردت عليه فى رسالة تانية وإدتها لإسماعيل عن طريق السبَت بليل بعد ما الكل بينام ... مرت الأيام وإستمرت المراسلة بين عمر وشوق إللى بتستنى رسايله بفارغ الصبر، الشيخ جابله أوضة فى مبنى سكنى وسعرها بسيط جدا بالنسبة لعمر يقدر يغطيه بمرتبه لما يشتغل، عمر لقى كذا وظيفة وبدأ يشتغل فيهم ومش بينام غير وقت بسيط جدا، وبعد أول شهر من شغله،جمع مبلغ بس مش كبير، نزل بسرعة وراح يدور فى محلات الدهب على سلسلة مناسبة لشوق، وبالفعل لقى سلسلة رائعة جدا وأجمل بكتير من السلسلة إللى هى إدتهاله، إشتراها وبعت معاها فلوس لشوق ولإسماعيل إللى دايما ساعده من يوم ماعرفوا بعض ... شوق لما وصلها الجواب لقت سلسلة وفلوس فى الظرف فتحت الرسالة إللى مكتوب عليها ..
إلى "شوق العُمَر"
*إبتسمت بحب لما شافت الإسم إللى عمر دايما بيكتبه على رسايله وبدأت تقرأ بلهفة وحب*
"وحشتينى أوى يا شوق، نفسى أشوفك يا حبيبتى بس أنا بصبر نفسى وبقول هانت كلها 11 شهر وهرجعلك، السلسلة إللى فى الجواب ده تعويضًا منى ليكى على كل إللى عملتيه عشاني وأنا عارف إنى مهما عملت مش هعرف أرد مساعدتك ليا أبدا، المبلغ إللى مع السلسلة هيجيلك زيه كل شهر، ده مصروفك ياحبيبتى وده حقك عليا، ماتقوليش ماينفعش، دى أقل حاجة أقدمهالك، وإن شاء الله وأنا راجع هيكون معايا علبة كبيرة هيكون فيها شبكتك، يعنى كل شهر هجبلك حاجة .. عايز أقولك فى هنا إختراع جديد إسمه تليفون محمول بس لسه مانزلش مصر، حلو كده عامل زى اللاسلكى إللى بنشوفه فى التليفزيون بتاع الحروب ده، *شوق ضحكت* هبقى أجبلك منه وأنا راجع عشان نتكلم عليه براحتنا أى نعم هنصرف كتير بس كله يهون عشانك، بتمنى إن يوم جوازنا ييجى بسرعة، بعِد كل لحظة وكل ثانية إنتى بعيدة فيها عنى، من أول يوم بعدت فيه عنك واليوم إللى بعده لسه مجاش لحد دلوقتى، *شوق دموعها نزلت لإن ده نفس إحساسها* إبقى ردى عليا فى رسالة ماتنسيش، هتوحشينى جدا".
شوق بدأت تكتبله رسالة بسرعة ...
"وحشتنى أوى يا عمر، نفسى أشوفك، أنا بصلى وبدعيلك وماما بتدعيلك، أنا عمرى ما أنساك يا عمر، إنت دايما فى بالى، أنا يهمنى إنت مايهمنيش حاجة تانية، مايهمنيش فلوس ولا دهب، يهمنى إنك ترجعلى بالسلامة، حياتى من بعدك باقت واقفه، مابقاش ليها طعم، مستنياك ترجعلى، مستنياك تبقى معايا وتحققلى أمنيتى إللى بتمناها من ربنا، وأمنيتى إللى إتمنيتها يوم عيد ميلادها إللى هى إننا نبقى مع بعض دايما، ماتتأخرس عليا ياعمر *دموعها نزلت*، أنا قوية يا عمر عشان إنت قولتلى كده، وبسمع كلامك وباكل كويس عشان أربرب زى مانت عاوز، أنا بحبك أوى، منتظرة رجوعك ليا بفارغ الصبر."
مرت الأيام والأسابيع وكانت مراسلتهم لبعض مستمرة، إسماعيل وقع فى ضيقة بسبب إن عفاف حملت وعمر لما عرف بعتله مبلغ يساعده بيه وإسماعيل شكره جدا على مساعدته لكن عمر رد عليه برسالة وقاله " دى أقل حاجة أقدر أقدمهالك قصاد مساعدتك ليا، ماتنساش إنك إنت إللى كنت بتأكلنى" .... حسين إرتاح إلى حد ما لما عمر إختفى من الحارة وبعدها عرف إنه سافر لوهلة إستغرب سفره بس طنش وماحبش يركز وفك الدنيا شويه على شوق ورانيا وركب كابلات التليفزيون والتليفون من تانى، رانيا كانت زي شوق بتعد الأيام عشان تفرح ببنتها لإنها واثقه من حبهم لبعض، وشايفه إنها عمرها ما هتلاقى واحد أحسن من عمر لبنتها، مرت الشهور وعمر قدر يجمع مبلغ كبير جاب منه تمن الشبكه وأحسن شبكة، والمبلغ يشمل تمن الشقة إللى هيجيبها لشوق ويسجلهالها بإسمها كهدية جواز ليها، وإشترى تليفون ليه وليها وحاجات تانية كتير هو ناوى عليها، ده غير إنه إتعلم اللغة الألمانية وكان بيتكلم اللغة بطلاقة، وكان بيزور الشيخ إبراهيم ومراته وأولاده دايما وبيسلم عليهم، إسماعيل خلف ولد وسماه "محمد" على إسم أبو عمر، عمر باركله وفرح بسبب تقدير صاحبه ليه .... مرت الأيام حتى جاء اليوم المنتظر عمر كتب رسالة لشوق بيبلغها فيها إنه وأخيرا هيرجع مصر فى خلال أسبوع يعنى هيوصل بعد الرسالة دى ب 3 أيام لإن وقت وصول الرسالة هو وقت ركوبه للسفينة، وأول أما هييجى هيروح على شقتها ويخبط عليهم ويطلب إيديها بشكل مختلف وهيخلى أبوها يرضى عنه بأى شكل ... شوق كانت مبسوطة جدا بالخبر ده وبلغت رانيا إللى حضنتها بفرحة ... عمر كان بيجرى فى الشوارع بسرعة عشان يلحق السفينة إللى هتتحرك وتروح إسكندرية، وبالفعل لحقها ووصل وورا تأشيرته لظابط المرور وبالفعل عدا وركب فى السفينة، قعد وإتنفس بإرتياح لما وصل بدرى ساعة بس حب يتأكد سأل واحد قاعد جنبه ...
عمر:"عذرًا، أليست هذه السفينة التى ستذهب إلى ميناء **** بالإسكندرية؟"
؟؟:"نعم هى."
عمر بإبتسامة:"شكرا لك."
إتنهد بإرتياح وحضن الشنطة إللى فيها كل شئ إشتراه جمعها وكل الفلوس إللى جمعها ...
فى اليوم التالى:
حسين كان قاعد فى الصالة على الترابيزة وبيقرأ الجرايد ورانيا وشوق بيحضروا الفطار بفرحة كبيرة، وحسين كان مستغرب الفرحة إللى على وشهم دى .. رانيا قعدت جنب جوزها وشوق راحت المطبخ عشان تجيب آخر طبق ... حسين عيونه جات على التليفزيون إللى جاب نشرة أخبار عاجلة، أخد الريموت وبدأ يعلى الصوت ... شوق خرجت من المطبخ وراحت نحيتهم عشان تحط الطبق ... المذيعة إتكلمت بحزن ...
؟؟ بحزن:" نقدم خالص عزائنا لأهالى ضحايا الحادث المأساوى، ، لقد غرقت يوم أمس سفينة رقم **** فى أعماق البحر الأبيض المتوسط القادمة من ألمانيا وكانت متجهة إلى ميناء **** بالإسكندرية *الطبق وقع من إيد شوق وإتكسر على الأرض و بصت للتليفزيون بذهول وفزع، حسين ورانيا قاموا من مكانهم بسرعة وراحولها*، وهذه قائمة بأسامى الراحلين، نسأل الله لهم الرحمة."
ظهر على التليفزيون قائمة كبيرة بأسماء الناس إللى كانوا راكبين السفينة ... شوق جريت بسرعة نحية التليفزون وبتدور بعيونها إللى الدموع بتنزل منها وبتتمنى إن إسمه مايكونش من ضمنهم ... وفجأه عيونها جات على إسمه ... "عمر محمد راضي" ماحستش بنفسها غير وهى بتهز راسها بهيستيريا ..
شوق بدموع:"لا."
رانيا:"شوق فى إيه؟"
ماحستش بنفسها غير وهى بتصرخ بإسمه بصوت وصل للسماء ...
شوق:"عمر!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! لااااااااااااااا!!!!!!!!!!!َ"
دخلت فى هيستيرية بكاء وصراخ وكانت بتشد فى شعرها ...
شوق بصراخ:"عمر!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!"
...........
فى الوقت الحالى:
أمير كان صاحى وبيتقلب على سريره ومش عارف يكمل نوم وفى نفس الوقت فاضل على ميعاد صحيانه الأساسى ساعة وفجأه إتنفض فى مكانه لما سمع صوت صراخها ....
شوق بصراخ وهى نايمة:"عمر!!!!!!!!!"
قام من على سريره وراح لأوضتها بسرعة، لقاها بتصرخ بإسم عمر وهى نايمة ...
أمير:"شوق."
شوق كانت بتتحرك بهيستيريا على السرير كإنها بتقاوم حد، أمير مسكها وحاول يصحيها وبالفعل صحيت وزقته وبعدت عنه ...
أمير بهدوء:"إهدى يا شوق."
شوق حاولت تهدى على ما إستوعبت هى فين وبصت أمير بقهرة ووجع ...
شوق ببكاء:"عمر مات يا أمير، مات ومرجعش تااااانى، مات وراح منى، مات وماتت معاه كل حاجة حلوة فى حياتى، *سكتت شوية وبعدها إتكلمت بتوهان* عمر مات."
ماحستش بنفسها غير والظلام بينتشر حواليها ..
أمير بفزع وهو بيجرى عليها:"شوق!!!"
..........................................................................

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#16

افتراضي رد: رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة



رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات
الفصل الرابع عشر

بعد مرور فترة بسيطة ..
سيرين وصلت الشركة وراحت لأوضة المكتب بتاعها هى وأمير، بس إستغربت تأخيره، فتحت الموبايل بتاعها ولسه هتتصل عليه لقته بيتصل عليها ...
سيرين بإبتسامة وهى بترد:"صباح ال........"
أمير وهو بيقاطعها:"صباح النور، معلش يا سيرين محتاجك فى خدمة."
سيرين:"أكيد يا أمير، إتفضل."
أمير إتنهد بحزن وعيونه جات على شوق إللى بتبص قدامها بتعب وشرود ومعاها ممرضة بتديلها حقنة فى دراعها ...
أمير:"عايزك تبلغى أستاذ بشير إنى مش هعرف أجى النهاردة."
سيرين بقلق:"ليه فى إيه؟ إنت كويس؟ شوق كويسه؟"
أمير بتنهيدة:"إحنا بخير الحمدلله، بس أنا محتاج الأجازة دى ضرورى، معلش هضطر أقفل دلوقتى، يلا مع السلامة."
قفل المكالمة بسرعة وراح لشوق إللى ثابته فى مكانها مابتتحركش..
أمير للممرضة:"طمنينى عليها يا آنسة أسماء."
أسماء:"هى خلاص باقت كويسه الحمدلله، بلاش تخليها تضغط على نفسها لإن حضرتك شايف هى تعبت إزاى."
أمير:"حاضر."
أسماء لشوق:"حمدالله على سلامتك يا طنط وماما بتقولك ألف سلامة."
شوق بصتلها بتعب وإتكلمت بصوت مبحوح:"الله يسلمك، سلميلى عليها كتير."
أسماء:"يوصل يا طنط إن شاء الله، *بصت للطفل الصغير إللى قاعد على جنب* يلا يا شريف."
شريف بصوت طفولى:"حاضر يا أبله."
مسكته من إيده وخرجوا من الأوضة وأمير خرج وراهم يوصلهم، وبعدها خرجوا من الشقة، إتنهد وراح لأوضة شوق وقعد جنبها وضمها لحضنه...
أمير:"كده يا شوق؟ تخضينى عليكى وتخلينى أروح لطنط شيرين جارتنا وأجر بنتها ورايا عشان تفوقك، بلاش توجعى قلبى عليكى تانى عشان خاطرى."
شوق كانت محرجة ومرتبكة بسبب إنها إفتكرت كلامها لما قامت من النوم، وإسم عمر إللى إتذكر قدام إبنها ..
بِعِدت عنه وبصتله بإحراج وتعب ..
شوق:"ممكن ماتسألنيش فى حاجة عن إللى أنا قولته لما صحيت؟"
أمير بإستعباط:"وإنتى قولتى إيه يا شوق لما صحيتى من النوم؟"
شوق بصت لكل حاجة حواليها ماعدا هو، ودمعة نزلت من عيونها ..
شوق بوجع:"نطقت إسم عمر."
أمير بمرح وهو بيمسح دموعها:"عمر مين؟ النمرة غلط يا عماد."
شوق بصتله وإبتسمتله وهى بتبكى و ده لإنها فهمت إنه مش حابب يضغط عليها ...
أمير:"بقولك إيه؟ هتفضلى تعيطيلى كده؟ مش لازم نستغل أجازتى ولا إنتى إيه رأيك؟"
شوق:"إنت ليه أخدت أجازة؟ روح شغلك يابنى أنا بقيت كويسه الحمدلله."
أمير:"لا طبعا ماينفعش، يلا تعالى أغسلك وشك القمر ده، وغيرى هدومك عشان أخرجك أحلى خروجة."
باسها من راسها ..
شوق:"حاضر."
أمير:"هروح أغير هدومى بقا."
قام من مكانه وخرج من الأوضة تحت عيونها الحزينة ... سيرين إتنهدت بعد ما أمير قفل معاها وقعدت على كرسى المكتب وهنا جه فى بالها فكرة .. طلبت حد من تليفون المكتب ..
سيرين بجدية:"أ/ بشير، ممكن تجبلى حسابات الشركة كلها."
بشير بإستغراب:"وأمير؟"
سيرين بتنهيدة:"أمير طلب أجازة النهاردة، ممكن تجيبهملى."
بشير:"أوك تمام هيكونوا عند حضرتك."
قفلت المكالمة أخدت نفس عميق وبصت لمكتب أمير الفارغ ..
سيرين:"سورى يا أمير."
بصت قدامها بشرود وفى نفس الوقت بتفكر فى كذا حاجة، فاقت لما سمعت صوت خبط على الباب ..
سيرين:"إتفضل."
بشير دخل ومعاه ملفات كتير وقدمهم لسيرين وفضل واقف فى مكانه ...
سيرين:"إتفضل إقعد يا أونكل مايصحش تفضل واقف كده."
بشير بإبتسامة تظهر تجاعيد وجهه:"لازم أحترم صاحبة الشركة."
سيرين بتنهيدة وهى بتبصله:"وبعدين معاك يا أونكل؟"
بشير بضحكة خفيفة:"بهزر معاكى يا بنتى."
بشير قعد وسيرين فضلت تقلب فى الدفاتر ..
سيرين بإنشغال:"كنت محتاجة أتناقش مع حضرتك فى موضوع."
بشير:"أكيد إتفضلى."
سيرين وهى بتبصله:"كنت عايزة أطلب من حضرتك طلب ممكن؟"
بشير:"أكيد يا بنتى إتفضلى."
سيرين:"المكافأة بتاعة أ/ أمير، هتتصرف إمتى؟"
بشير:"معروف إنه بعد مايخلص شرح البرنامج هخلى الحسابات تصرفهاله."
سيرين رجعت فى كرسيها لورا وبصت لبشير بتفكير ..
بشير بإستفسار:"خير فى حاجة يابنتى؟"
سيرين بإستفسار:"هى ماينفعش تتصرفله بدرى؟"
بشير بحيرة:"معتقدش، لازم يصدر قرار رسمى بحاجة تخص كده، مش هعمل حاجة من نفسى."
سيرين رفعتله حاجبها وإبتسمتله ...
بشير بضحكة خفيفة:"نسيت، خلاص تمام هتتصرفله."
سيرين:"شكرا يا أونكل."
بشير:"العفو يابنتى."
كان لسه هيقوم من مكانه رجع قعد تاني ...
بشير بإستفسار:"لحد إمتى؟"
سيرين:"لحد إمتى إيه؟"
بشير:"لحد إمتى هتفضلى سيرين المتدربة إللى جايه بواسطة مش سيرين رئيسة مجلس الإدارة لشركة oŝ إنتى خلاص بتتدربى أهوه وبقيتى كويسه، هتمسكى المنصب إمتى؟"
سيرين بتنهيدة:"حضرتك عارف إنى ماقولتش أنا مين فى أول مرة عشان أنا مش حابه، وبالنسبة لهمسك المنصب إمتى هيكون بعد التدريب إن شاء الله."
بشير:"إن شاء الله بس إزاى مش حابه كده؟"
سيرين عيونها جات على مكتب أمير وإتكلمت بإحراج فيه نبرة خجل وحزن ..
سيرين:"مش عايزة أخسر حد."
بشير:"مش فاهم؟"
سيرين وهى بتبصله:"حضرتك عارف يا أونكل إنى مابحبش أسلوب المعاملة الخاصة، أنا جيت هنا عشان أحس إنى زيي زي الكل، مش عايزة أعيش فى إحساس إن الكل بيبصلى بنظرة شايفيني فيها عاليه ومغرورة ومتكبرة وإن مش أى حد يبقى صديق ليا، أنا أبسط مما يتخيلوا، أنا لو كنت جيت وعرفت نفسى فى الشركة على أساس إنى صاحبة الشركة أو أيًا يكن يعنى، الناس هتعاملنى معاملة مميزة مش هيبقى ليا أصحاب مش هيبقى ليا حد، فى حين إنى لما جيت كسيرين المتدربة *بصت لمكتب أمير تانى* حسيت إنى وسط أهلى، أى نعم فى البداية حصلت أمور صعبة شوية بس إتحلت خلاص، بقيت مرتاحة نفسيا وبقا عندى أصحاب كمان."
ضحكت ضحكة خفيفة لما إفتكرت شوق وبصت لبشير إللى بيبصلها بتركيز ...
سيرين بإبتسامة:"ده المقصود من الإختيار إللى انا إختارته."
بشير:"أتمنى تكونى إختارتى صح، بس خلى بالك الحقيقة مسيرها تنكشف فى يوم من الأيام وساعتها ماتلوميش غير نفسك يا سيري."
سيرين بتنهيدة:"عارفة يا أونكل، بس للأسف أنا مش عاملة حساب اليوم ده، أنا سايباها تيجى زى ماتيجى، المهم إنى أفرح وما أحسش إنى متكتفه."
بشير:"أوك يا حبيبتى، بالتوفيق .. أستأذن أنا."
سيرين:"إذنك معاك يا أونكل، إتفضل."
بشير خرج من المكتب وسيرين إتنهدت وبصت لمكتب أمير بحزن..
سيرين:"سورى يا أمير، بس أنا كنت عايزة معاملة مختلفة."
إبتسمت إبتسامة حزينة ورجعت ركزت فى الملفات إللى فى إيديها ...
فى بيت شوق:
كانت بتصلى بخشوع وفى نفس الوقت دموعها بتنزل فى صمت وبعد ما سلمت من الصلاة سجدت وإنهارت من البكاء ..
شوق ببكاء:"يا رب إرحمه وإغفرله وأسكنه فسيح جناتك وصبرنى على فراقه، يا رب أنا تعبت إدينى القوة فى إنى أفضل متماسكة فى غيابه وأجبر بخاطرى أنا ماليش غيرك، اللهم ارضني و راضيني وارضى عني، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد."
إتنهدت بإرتياح ولسه جايه تقوم إتفاجأت بأمير واقف عند باب الأوضة، إتحرجت ومش عارفة تقول إيه وده لإنها مش عارفه هو دخل عليها إمتى ...
أمير بإبتسامة وهو ملاحظ إحراجها:"معلش ياست الكل خضيتك أنا بس كنت بشوفك جهزتى ولا لا ولسه داخل حالًا، بس إنتى شكلك جاهزة، يلا نمشى؟"
شوق بإبتسامة:"حاضر."
طبقت المصلية وأخدت شنطتها إللى على السرير وخرجت من أوضتها ..
أمير:"ماما إوعى تكونى مادعيتليش؟"
شوق وهى بتبصتله بعيونها الحمراء بسبب البكاء:"ماتقلقش إنت دايما ليك نصيب أكبر من أى شئ فى دعائى، إنت روحى وحبيب قلبى."
أمير إبتسم وهو بيبصلها وإتكلم بينه وبين نفسه ..
أمير:"كان نفسى بجد أكون فعلا ليا نصيب كبير بس أنا عارف مين إللى له النصيب الأكبر."
مدلها دراعه وهى أنكجته وخرجوا من الشقة ... بمرور الوقت .. كانوا بيتمشوا هما الإتنين على الكورنيش وشوق كانت بتبص لكل حاجة حواليها وبتفتكر ذكرياتها مع عمر لما ركبوا المركب مع بعض .. فاقت على صوت أمير ...
أمير:"ها، قوليلى بقا نفسك فى إيه؟"
شوق بإبتسامة:"مش عايزة حاجة يا حبيبى، ربنا يباركلى فيك."
أمير:"بقولك إيه أنا مش مخرجك عشان نتمشى، قوليلى نفسك فى إيه؟ قوليلي أى حاجة إن شاء الله حتى لو عايزة لبان سمارة أنا مش هعترض أطلبى وأنا أنفذ."
شوق بضحكة خفيفة:"فلنفرض إنى عايزة حاجة، هتجيب فلوس منين يا أستاذ إنت مش معاك غير مبلغ بسيط فى جيبك وإحنا لسه فى أول الشهر، خليهم لفلوس مواصلاتك."
أمير:"ماتشيليش هم الفلوس ياشوق ربنا بيرزق، مش أنا صح ولا إيه؟"
شوق:"أصل......."
أمير وهو بيقاطعها:"من غير أصل ولا فصل، يلا قولى بقا نفسك فى إيه وأنا هجيبهولك لحد عندك؟"
شوق إتنهدت بإستسلام وفضلت تفكر كتير لحد ما جه على مناخيرها ريحة أكلة معينة كانت بتحبها زمان بدأت تدور بعيونها على مكان الريحة لحد ماعيونها جات على عربية كبدة وكفته، إبتسمت إبتسامة حزينة ..
شوق:"عايزة آكل هناك."
أمير وهو ملاحظ المكان:"غريبة أول مرة تاكلى من بره البيت، ده إنتى دايما مديانى مرشح فى إن أكل البيت صحى ومعروف هو بيتعمل إزاى، لكن أكل بره دايمًا بتقولى إنه مضر ومش معروف مصدره إيه."
شوق بإبتسامة وهى بتبصله:"مش إنت قولت أنا نفسى فى إيه؟ يبقى نفذلى طلبى وإنت ساكت."
أمير بإبتسامة وتفهم:"ماشى ياشوق."
مسكها من إيدها وراحوا عند عربية الكبدة ...
أمير بإبتسامة:"قوليلى بقا عايزة إيه؟"
شوق بصت لأمير فى اللحظة دى وشافت قدامها عمر وده لإنه سألها نفس السؤال فى نفس الموقف ..
منذ سنوات عديدة مضت:
كان واقف مستنيها قدام المدرسة كالعادة لحد ما خرجت وجريت بسرعة نحيته وأول اما وصلتله دخلت فى حضنه ...
عمر وهو بيضمها بشدة:"وحشتينى."
شوق بحماس وهى بتبصله:"وإنت كمان ياعمر وحشتنى أوى أوى أوى."
عمر بإستغراب من حماسها:"مالك متحمسة كده ليه؟"
شوق برجاء:"هو أنا ممكن أطلب طلب وعشان خاطرى ماترفضوش."
عمر بإستغراب أكتر:"إطلبى ياشوق."
شوق:"ممكن مانروحش النهاردة على مكاننا ونتمشى شويه، عايزة نغير جو شويه."
عمر بإبتسامة:"بس كده؟ خلاص مافيش مشكلة يلا نتمشى شوية."
شوق فرحت وهو ضحك ومسك إيدها وبدأوا يتمشوا لحد ما شوق وقفت فى مكانها وبدأت تشم حاجة ...
عمر بإستفسار:"فى إيه؟"
شوق وهى بتبصله:"هاه؟ لا مافيش، يلا نكمل."
كانت لسه هتمشى عمر مسك إيدها ..
عمر بتكرار:"فى إيه مالك؟ مش هكرر كلامى."
شوق شاورتله براسها وبإحراج شديد على المكان إللى جايه منه الريحة، عمر عيونه جات على عربية كبدة وكفته وبعدها بصلها ..
عمر:"شوق إنتى مكسوفة منى؟"
بصت فى الأرض بإحراج شديد ... مسك دقنها وخلاها تبص فى عيونه ..
عمر:"بعد كده لما يبقى نفسك فى حاجة قوليلى عليها، يلا بينا."
مسابش ليها أى فرصة فى إنها تتكلم وراحوا عند عربية الكبدة ... عمر بإبتسامة:"قوليلى بقا عايزة إيه؟"
شوق بإرتباك:"هو أنا معرفش طعمهم عامل إزاى لإنى أول مره آكل بره البيت، بس ريحة الأكل حلوة ونفسى أجربهم أوى."
عمر:"عندك الأكل أهوه أطلبى إللى ييجى فى بالك."
شوق:"عايزة من كل نوع سندوتش واحد."
عمر بتأكيد:"متأكدة؟ يعنى مش عايزة زيادة؟"
شوق وهى بتهز راسها:"اه متأكدة، أنا بس عايزة أجربه."
عمر بإبتسامة:"ماشى يا حبيبتى، شويه وراجعلك خليكى هنا."
هزت راسها بالموافقه وعمر راح وقف بعيد شويه عن العربية وبدأ يدور على الفلوس إللى فى جيبه لحد مالقى مبلغ بسيط جدا، يادوب يكفى طلب شوق ومش هيقدر يطلب لنفسه وهو أصلا جعان، إتنهد بحزن وبعدها إبتسم إبتسامة مصطنعه عشان متاخدش بالها من أى حاجة، راح لعربية الكبدة وطلب إللى هى كانت عايزاه ومطلبش لنفسه وشوق إستغربت ده لإنها إتعودت إنهم ياكلوا مع بعض .. عمر حاسب الشاب على السندوتشات وقدمهم لشوق ..
عمر:"يلا كلى يا حبيبتى."
شوق بإستفسار:"عمر، إنت ماطلبتش لنفسك ليه؟"
عمر بإبتسامة:"مش جعان ياشوق، لسه واكل كتير قبل ما أجيلك، يلا كُلى وإتغذى."
شوق:"حاضر."
أخدت منه السندوتشات بس فضلت بصالهم ..
عمر:"فى إيه؟"
شوق بإرتباك:"أنا مابعرفش آكل لوحدى، وإنت عارف ده كويس، إتعودت إن ماما وبابا ياكلوا معايا، وإتعودت إنى أفطر معاك دايمًا مابعرفش آكل لوحدى خالص، ممكن تاكل معايا؟"
عمر:"مش جعان كُلى وإتغذى."
شوق:"الموضوع مالهوش دعوة بإنك جعان ولا لا، أنا مش بعرف آكل لوحدي يا عمر، أنا إتعودت إننا ناكل مع بعض، عشان خاطرى كُل معايا."
عمر بتنهيدة:"ماشى."
إبتسمتله بفرحة وقسمت السندوتشات بينهم بالتساوي وقدمتله نصيبه، أخده منها بإحراج خافى وبدأوا ياكلوا ..
شوق بفرحة:"طعمه حلو أوى."
عمر وهو مركز فى أكله بسبب جوعه الشديد:"مممممم، فعلا طعمه حلو."
شوق:"عمر."
إنتبهلها وبص فى عيونها ..
شوق بإبتسامة حب:"أنا بحبك أوى ياعمر."
عمر وهو بيقرص خدودها:"وأنا بموت فيكى يا روح عمر."
..........................
فى الوقت الحالى:
دموعها كانت بتنزل فى صمت وإتكلمت بهمس مسموع إلى حد ما ...
شوق بشرود:"لو كنت أعرف إن مكنش معاك فلوس يومها مكنش زمانى طلبت حاجة."
أمير وهو مديلها ظهره وبيشوف الأصناف الموجودة:"يا شوق قولتلك معايا فلوس، يلا قولى عايزة إيه؟"
فاقت من إللى هى فيه وبصت لأمير بعدم إستيعاب ولسه جايه تمسح دموعها ..
أمير وهو بيبصلها:"ساكته لي..........إنتى بتعيطى ليه؟!!"
مسحت دموعها بسرعة ..
شوق:"لا مش بعيط فى حاجة دخلت فى عينى بس."
أمير:"إنتى شايفانى عبيط صح؟"
شوق بتأفف وهى بتتهرب منه:"بقولك إيه هتفضل ترغى كده كتير؟، أنا جعانه إنت نسيت إنى مافطرتش؟"
أمير:"ده على أساس إنى فطرت أنا كمان، وبعدين هو فى حد يفطر كبدة وكفته والكلام ده؟"
شوق:"ريحة الأكل حلوة وعايزة أجرب."
أمير بتنهيدة:"ماشى ياشوق، قولى بقا هتطلبى إيه؟"
شوق بتفكير:"واحد وواحد."
أمير:"بس كده؟"
شوق:"اه بس خليه يتوصى يعنى يملى السندوتش على الآخر كده."
أمير:"ماشى."
شوق:"إنت هتطلب إيه؟"
أمير بتنهيدة:"هطلب زيك."
شوق:"ماشى يلا إطلب وأنا هقعد على الكرسى إللى هناك ده لحد ماتخلص."
أمير:"حاضر."
راحت قعدت على كرسى بعيد شوية عن العربية وأمير بدأ يطلب الأكل إللى هما عايزينه .. طول الوقت أمير كان بيحاول يخرج شوق من إللى هى فيه وبيحاول يفرحها بأى حاجه، جابلها أيس كريم بعد ما خلصوا أكل، وبعدها أمير أخدها وراحوا سينما من 12 ل 3 وإتفرجوا على فيلم كوميدي وضحكوا كتير هما الإتنين وأمير كان مركز فى ضحكة مامته وبيدعى ربنا إن ضحكتها تفضل دايمًا منوره وشها، اليوم عدا برخامة شوق إللى بتحاول تداري حزنها عن إبنها عشان مايزعلش عليها لكنه عارف مامته كويس أكتر من روحه، كان بيهزر معاها بأى طريقة عشان يخليها تضحك وبالفعل كانت بتضحك بنفس صافية كفايه إن إبنها إللى مالهاش غيره بعد ربنا موجود معاها، مش عايزه غيره من الدنيا دى ...
فى المساء:
دخلوا الشقة وأمير كان تعبان من مشوار اليوم كله ...
شوق وهى بتبصله:"يلا ياحبيبى إدخل خد شاور على السريع كده على ما أحضر العشاء."
أمير:"إنتى ماتعبتيش ياشوق؟ إحنا بره طول اليوم؟"
شوق:"ربنا يدينى الصحة عشان أقدر أنفذلك طلباتك، يلا روح شوف هتعمل إيه وأنا هجهز العشاء وهاخد شاور بعدك."
أمير:"ماشى يا حبيبتى."
دخل أوضته عشان ياخد هدومه وبالفعل أخدها وأخد المحفظة من بنطلونه وبدأ يحسب الفلوس إللى معاه، إتنهد بحزن لما لقاها فلوس قليلة ومش هيعرف يكمل بيها يومين ...
أمير لنفسه:"مافيش مشكلة، المهم إنها فرحت."
شوق راحت للمطبخ وبدأت تجهز الأأصناف إللى هياكلوها ... بعد مرور فترة بسيطة ... كانوا قاعدين جنب بعض بيتفرجوا على التليفزيون، شوق جه على بالها سيرين وقررت تتصل بيها عشان تتطمن عليها مسكت الموبايل بتاعها وبدأت تتصل بيها، الخط إتفتح..
شوق:"السلام عليكم."
سيرين بإنشغال وهى بتفتح اللاب توب:"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وحشانى ياشوق أخبارك إيه؟"
شوق:"أنا بخير الحمدلله على كل حال، وإنتى كمان وحشانى جدا طمنينى عليكى أخبارك إيه؟"
سيرين بتنهيدة وهى بتفتح إسم مستخدم من على اللاب بتاعها:"أنا بخير الحمدلله ياحبيبتى."
شوق:"آسفة على إزعاجك *بصت لأمير إللى منتبه ليها بس عامل نفسه مش مهتم* بس حبيت أتطمن عليكى."
سيرين:"ماتقوليش كده مافيهاش إزعاج ولا حاجة يا شوق، سؤالك ده عندى بالدنيا كلها."
شوق:"مممممممممم، ماشى قوليلى بقا بتعملى إيه؟"
سيرين وهى بتفتح الإيميلات:"مش بعمل أى حاجة يا شوق خالص، قاعدة فاضية أهوه، تعرفى إن نفسى أشوفك جدا؟"
شوق:"وهو أنا لازم أقولك تعاليلى؟ البيت بيتك يا سيرين، تعالى فى الوقت إللى إنتى عايزاه يا حبيبتى."
سيرين بتثاؤب:"حاضر يا شوق."
شوق:"مالك ياحبيبتى؟"
أمير ركز أكتر ...
سيرين:"مافيش حاجة يا شوق، هو شوية إرهاق ومحتاجة أنام."
شوق:"ماتضغطيش على نفسك ياحبيبتى، ربنا يكون فى عونك."
سيرين:"يا رب."
شوق:"أسيبك دلوقتى ونامى ياحبيبتى وريحى، وإن شاء الله هكلمك بكرة أطمن عليكى كمان *كملت بمرح* لو افيهاش رخامة يعنى."
سيرين بضحكة خفيفة:"ههههههههههه، يا سلام؟ ده أنا بفرح جدا لما بتتصلى بيا ياشوق، تقريبا كده صفصفت عليكى إنتى وبابى فى السؤال عنى، أنا ماليش حد غيركم أصلا و...."
*كانت هتقول وأمير كمان بس حست بالخجل الشديد وسكتت ماكملتش*
شوق برخامة وهى بتبص لأمير:"طبعا مالكيش غيري أنا وأبوكي، ربنا يباركلك فى عمره ياحبيبتى ويفرح بيكى قرييييييب أوى، حطى مليون خط تحت كلمة قريب دى."
سيرين بنعاس:"ههههههههههههههههه، حاضر يا شوق، آمين."
شوق:"أسيبك بقا، تصبحى على خير ياحبيبتى."
سيرين:"وإنتى من أهل الخير يا شوق."
قفلوا مع بعض وأمير عمل نفسه بيبص فى موبايله ..
شوق:"ربنا يكون فى عونها شكلها تعبت كتير فى حياتها."
أمير بلا مبالاة مصطنعة وفى نفس الوقت حاسس بفضول كبير نحيتها:"أه أكيد ربنا معاها."
شوق سكتت شويه وأمير مستنيها تقول هى مالها ... كانت لسه هتقوم ...
أمير بإستفسار مع إرتباك:"هى كان مالها؟ فيها حاجة؟"
شوق وهى بتبصله:"هى كويسة الحمدلله بس مرهقة شوية، قولتلها إنها ماينفعش تضغط على نفسها ولازم ترتاح زى مانت سمعت، عيب يا أمير خف عليها شويه فى الشغل دى لسه بتتدرب."
أمير:"أعمل إيه ياشوق؟، هى بتبقى عايزة تشتغل فى كذا حاجة وأنا حابب إصرارها فبشوف مجهودها عامل إزاى."
شوق بتنهيدة:"معلش يا حبيبى خليك خفيف عليها شويه."
أمير:"إن شاء الله."
شوق كانت لسه هتتكلم .. أمير إنتبه لرسالة جات على موبايله خاصة بالإيميل .. فتحها بسرعة من على موبايله وبدأ يقرأها فى صمت، شوق كانت ملاحظة فرحته وهو بيقرأ ...
شوق:"فى إيه يابنى؟"
أمير بإبتسامة:" ده صاحب الشركة باعتلى رسالة."
شوق:"إيه هى؟"
أمير بدأ يقرأ بصوت مسموع ...
" إزيك يا أمير أخبارك إيه؟ بتمنى إنك تكون بخير .. برجاء التوجه غدا لقسم الحسابات لإستلام مكافأة تدريبك لزملائك بالشركة وأشكرك لمجهودك العظيم، وأتمنى منك تقديم الأفضل فيما هو قادم."
أمير كمل بإستغراب وفرحة فى نفس الوقت:" بس غريبة ده صرفهالى بدرى."
شوق:"رزق ربنا يابنى، فى حد يقول للرزق لا؟ ربنا يرزقك ياحبيبى كمان وكمان، يلا إشكره."
أمير:"حاضر."
أمير فتح شاشة الرد من موبايله وبدأ يرد ..
"أنا مش عارف أقول إيه لحضرتك، بس شكرا ليك إنك صرفتهالى بدرى، وأكيد هقدم أفضل ماعندى الفترة الجاية."
سيرين كانت بتفرد جسمها على السرير واللاب قدامها كإنها مستنية الرد وبالفعل الرد جالها بسرعة ...
"أنا مش عارف أقول إيه لحضرتك، بس شكرا ليك إنك صرفتهالى بدرى، وأكيد هقدم أفضل ماعندى الفترة الجاية."
سيرين إبتسمت إبتسامة خفيفة وبدأت تكتب الرد ..
"العفو يا إبنى ده مجهودك وحقك، وأنا متوقع منك الأفضل يا أمير، بالتوفيق يابنى إنت وكل إللى زيك."
بعتتله الرد وضحكت بصوت غليظ نوعا ما كإنها بتقلد صوت راجل..
سيرين:"هاهاها... *بدأت تكح* كحكحكح... أه يا حنجرتى."
وصلها الرد بسرعة ...
"وإن شاء الله هتلاقينى عند حسن ظن حضرتك."
سيرين بإبتسامة وهى بتبص للشاشة:"بالتوفيق يا أمير."
إتنهدت بإرتياح وقفلت اللاب، عيونها جات على الموبايل فتحته وبصت للساعة وحست بنعاس شديد .. عيونها جات على الملفات إللى على مكتبها فى الأوضة إتنهدت بتعب..
سيرين:"أنا إللى جبته لنفسى، أنا إللى صممت وجبت لنفسى المرمطة دي، بس لا أنا استرونج إندبندت وومان اه، بس أأجلها لبكره بقا، عشان دلوقتى*كملت بتثاؤب* أنا سيرين الدلوعة."
فردت ظهرها على السرير وبصت لسقف أوضتها بشرود، بس إتعدلت كإنها إفتكرت حاجة، فتحت موبايلها وبدأت تبعت تسجيل صوتى بصوت مرهق على الواتس آب باللغة الإنجليزية ..
سيرين بنعاس:"إشتقت إليك أبى."
بعتت التسجيل وبعدها خرجت من المحادثة .. وجه على بالها أمير وقررت تشوف هو فاتح ولا لا .. دخلت على المحادثة الفارغة بينهم ولقته أونلاين ... فى نفس التوقيت .. أمير كان بيبص للمحادثة الفارغة بينه وبين سيرين، برق لما لقاها أونلاين وحس إنه متوتر ومش عارف إيه السبب، ومش فاهم ليه حاسس إنها مسئولة منه على الرغم إنه مايعرفهاش غير من فترة بسيطة، لكن كلام شوق خلاه يقلق عليها ويحس بمسئولية أكبر نحيتها، قرر إنه لازم يطمن عليها، أخد نفس عميق وبدأ يكتب بتوتر ... سيرين رمت الموبايل من إيدها بفزع لما لقت إنه بيكتبلها رسالة، حست إنه كشفها ... سمعت صوت وصول رسالة، فتحتها بإرتباك بشديد ...
أمير:"مساء الخير."
بدأت تكتب بإيدين مرتعشه ..
سيرين:"مساء النور."
أمير كان محتار يكتب إيه فكان كل شوية يكتب حاجة ويمسحها وسيرين لاحظت ده قررت إنها تبدأ ...
سيرين:"ممكن أعرف ماجيتش ليه؟"
إتنهد وبدأ يرد ..
أمير:"حصلي ظرف وماقدرتش أجي، المهم إنك ماتكونيش خربتى الدنيا فى غيابى فى الشغل."
سيرين:"ماقدرش أعمل حاجة من غير إذنك يامستر أمير :d ."
أمير:"حلوه مستر دى، بس بلاش تقوليها تانى، مش حلوة منك."
سيرين:"ليه بقا؟ :d."
أمير كتب بإحراج:"عشان مافيش بينا الكلام ده، *غير الموضوع* وبعدين إيه الإيموشن ده؟ إنتى لازقاه فى كل سطر بتقوليه؟!"
سيرين ضحكت وبدأت تكتب ..
سيرين:"حلوة لازقاه دى، *إيموشنات ضحك* أنا بغير فى الإيموشنات وبعدين إنت مابتكتبش ليه من غير إيموشن؟"
أمير:"ماليش فى كلامكم ده."
سيرين:"ممممممممم, أوك."
أمير قعد على سريره ومحتار يكتب إيه، قرر يكتب إللى ييجى فى باله وخلاص وزى ماتيجى ...
أمير:"عملتى إيه فى يومك؟"
سيرين:"ولا أى حاجة، أ/أمير إللى بيدربنى كان أجازة النهاردة، تقريبا قعدت ألعب شوية وإشتغلت شوية."
أمير:"كويس برده، إرتاحى ماترهقيش نفسك، إنتى لسه فى البداية."
سيرين إبتسمت وبدأت تكتب:"شوق بتعمل إيه؟"
أمير:"شوق سابتنى ودخلت تنام، صحيح."
سيرين:"إيه؟"
أمير:"صاحب الشركة كلمنى وقالى أصرف مكافأتى بكرة."
سيرين إبتسمت..
سيرين:"مبروك يا أمير إنت تستاهل أكتر من كده بكتير، أنا بجد مبسوطه عشانك."
أمير:"شكرا يا سيرين."
سيرين:"العفو على إيه بس؟"
أمير سكت وبص كتير لرسالتها "أنا بجد مبسوطه عشانك" .. وبدأ يسجل تسجيل صوتى .. سيرين إتنفضت فى مكانها لما لقته بيسجل وإتوترت أكتر...
أمير:"بشكرك عشان إنتى بتدعمينى، أو بمعنى أصح فى حد فى حياتى بيدعمنى غير شوق، مبسوط إن فى حد مقدر مجهودى وكل إللى بعمله، مكنش فى غير شوق ودلوقتى جيتى إنتى، كنت متوقع إن شوق بتدعمنى لمجرد إنى إبنها وطبيعى لازم تشجعه وتشوف كل حاجة هو بيعملها صح أى نعم كان فى حاجات بتقولى غلط ماينفعش، بس دعمها الزائد ليا كان بيحسسنى إنها بتعمل كده عشان أنا إبنها وخلاص."
سيرين سمعت التسجيل الصوتى وبدأت تسجل هى كمان ..
سيرين بخجل وإحراج:" شوق عندها حق، هى شايفة فيك حاجة كبيرة وإنت تستحق أكتر من كده بكتير، ثق فى نفسك أكتر من كده، بلاش تخلى كل إللى حواليك يهزوا ثقتك فى نفسك."
أمير رد من غير مايحس:"أنا كنت واثق فى نفسى لحد مانتي جيتي، من بعدها مش عارف إيه إللى حصل."
بعت التسجيل وسكت شوية وبعدها برّق لإنه إستوعب الكلام إللى قاله ولسه جاى يمسح التسجيل سيرين سمعته ... ضرب مقدمة رأسه بكف إيده بتأفف ..
سيرين:"مش فاهمة."
أمير كتب:"ماتركزيش."
سيرين إتنهدت وماحبتش تتكلم فى الموضوع أكتر لإنها مش حابه تحرج، بس مصممة إنها لازم تفهم منه لما تشوفه حتى لو هتعرف منه بدون ما ياخد باله ...
سيرين بدأت تسجل:"أنا كمان مكنش ليا غير بابى إللى بيدعمنى، بس بيدعمنى فى الدلع *ضحكت ضحكة خفيفة*."
أمير كتب بخجل واضح لدرجة إن ودانه إحمرت:"تعرفى إن نفسى أعرف عنك أكتر يعنى طفولتك عيشتيها إزاى؟ ليكى أصحاب؟ ولا مالكيش؟ إحنا أصحاب ومعرفش عنك أى حاجة."
سيرين ردت:"أنا مكنش ليا أصحاب أصلا، كل إللى كانوا بيعرفونى كانوا بيشوفونى سيرين المغرورة المتكبرة الدلوعة إللى بتجيلها كل حاجة لحد عندها، *كملت بحزن* كانوا بيبصوا دايما للى فى إيدى ومش بيبصوا للى أنا مفتقداه."
أمير سمع التسجيل وبدأ يسجل لما حس بنبرة الحزن إللى فى صوتها ...
أمير بتنهيدة:"إنتى قولتيلى قبل كده إن الناس متساويين بإختلاف القصص والحياة، وإنتى عندك حق، يمكن هما كانوا شايفين عندك حاجة مش عندهم هما، وإنتى شايفه إن عندهم حاجة مش عندك إنتى وهكذا وبرده بيبقى غصب عننا كلنا، يعنى مش بمزاجنا فاهمانى."
سيرين بتنهيدة:"فاهماك."
أمير:"إحكيلى بقا عن والدك."
سيرين:"من نحية إيه؟"
أمير:"أى حاجة، دوره كان إيه فى طفولتك مثلا."
سيرين بإبتسامة:"بابى ده بطل حياتى، *ضحكت ضحكة خفيفة* هحكيلك حاجة، مرة فى عيد ميلادى ال 16 ولد زميلى فى المدرسة جالى البيت وبابى قابله وسأله عن السبب فى إنه جاى ليه يعنى، قاله أنا معجب بسيرى وجاى أطلب منك إننا نخرج سوا ونبقى أصحاب."
بعتت التسجيل ومستنية رد أمير إللى سمعه وحس إن الدم بيغلى فى عروقة ومش عارف إيه السبب ..
أمير كتب بضيق:"وبعدين؟"
سيرين سجلت:"هو أنا وقتها كنت فى أوضتى وبجهز عشان بابى كان هيخرجنى نحتفل فى مكان بره، بس سمعت صوت صريخ الولد من فوق وجريت بسرعة لقيت بابى مش موجود وبيجرى وراه عشان يضربه بس لحسن حظ الولد إنه عرف يهرب من بابى، ولما بابى رجعلى حكالى كل حاجة."
أمير فطس من الضحك وقال "أحسن أحسن" ..
أمير سجل:"ههههههههههههه، بصراحة عنده حق، ده إيه البجاحة دى؟"
سيرين:"ده عادى جدا عندنا فى أميريكا بس بابى بيتضايق برده، أنا وهو مالناش غير بعض وإتعودنا على وجودنا فى حياة بعض بشكل كبير يعنى أنا وهو أصحاب زيك إنت وشوق كده."
أمير:"ممممممممم، طب كويس."
كملوا كلامهم مع بعض وماحسوش بالوقت وهو بيعدى وبيمر، سيرين كانت بتحكى عن طفولتها المضحكة، وبيضحكوا هى وأمير مع بعض لحد ما هما الإتنين راحوا فى النوم من غير مايحسوا ...
بعد مرور أربع ساعات:
شوق كانت بتسلم من الصلاة وبدأت تدعى لعمر بالرحمة، وأمير بالتوفيق والرزق، ولسيرين براحة البال ودعت لنفسها فى الآخر ... وبدأت تقرأ وِردها من القرآن الكريم ... بعد مرور فترة بسيطة ... راحت أوضة أمير لقته نايم مش معدول والموبايل فى إيده إستغربت إنه إتأخر فى نومه، فتحت الستاير وبدأت تصحيه ..
شوق:"أمير."
مردش عليها ...
شوق:"حبيبى قوم يلا عشان تصلى وتفطر معايا وتلبس وتروح شغلك بسرعة."
كان غرقان فى النوم ومش حاسس بأى حاجة ...
شوق بزهق:"قوم بقا يا أمير كده هتتأخر."
مردش عليها فضلت تفكر تصحيه إزاى ... لحد ماقررت ..
شوق:"يا رب سامحنى."
أخدت مياه من جنبه وبدأت ترميها عليه .. أمير إتنفض فى مكانه وقام بسرعة وبص بفزع لشوق إللى مبرقاله بصدمة ..
أمير وهو بينهج:"فى إيه؟"
شوق:"أمير، فاضل ساعة على الشغل."
أمير بصدمة:"يانهار أزرق."
بص للمنبه إللى جنبه لقى إنه إتأخر فعلا ... قام من مكانه بسرعة وجرى نحية الدولاب وبدأت ياخد لبس ليه ...
شوق:"نفسى أفهم إنت ماصحتش بدرى ليه؟"
أمير بإنشغال ونعاس:"مش عارف، ده حتى ماسمعتش المنبة."
شوق بتنهيدة:"حصل خير، خلص بسرعة وأنا هعملك سندوتشات عشان تفطر فى شغلك."
أمير:"حاضر."
خرجت من الأوضة وبدأت تجهزله فطاره ... سيرين كانت نايمة بهدوء ومش حاسه بأى حاجة حواليها بس حست بإرتجاج الموبايل بتاعها إللى موجود جنب راسها .. مدت إيدها بنعاس للموبايل وهى نايمة وردت من غير ماتشوف الإسم ...
سيرين بنوم:"ألو."
والدها بإرتياح:"يا الله، لقد قلقت عليكى كثيرا، أرسلت لكى مئات الرسائل على الواتس آب وإتصلت بكى كثيرا ولكنكى لم تجيب، لماذا أنتى نائمة إلى الآن؟"
سيرين بنعاس:"ماذا تعنى بأننى نائمة إلى الآن؟، ألا يحق للإنسان أن يحظى بنومة هنيئة فى هذه الحياة ولو لمرة واحدة يا أبى؟"
والدها بمرح:"كسولتى العزيزة لا تعيشى هذه الدراما علي، لقد تأخرتى على العمل، قلت لكى إبقى بالبيت ولكنكى عنيدة وكسولة أيضا، يا الله لا أعلم كيف تتحملين الحياة وحدكى هكذا وأنتى تجمعين بين هاتين الشخصيتين."
سيرين فتحت عيونها بصدمة وبصت للساعة، إتنفضت فى مكانها وقامت بسرعة ...
والدها:"سيري؟"
سيرين:"عذرا يا سيد آنجرى ولكنى يجب أن أغلق الآن سأكلمك لاحقًا أبى."
آنجرى:"حسنًا، أنا بإنتظارك ولا تتأخرى لأن وقت نومى مضى عليه ساعة يا فتاة لا تنسى أنه يوجد فرق توقيت كبير بيننا وأنا سهرت لأننى كنت قلقا عليكى ولم أستطع الوصول إليكى، وأريد أن أخبركى أيضًا عن ميليسا الفتاة التى إقترحتها لى مساء أمس، إنها ليست جيدة لم تعجبنى أبدًا، وأشياء كثيرة أريد أن أتحدث بها معكى سيرين، أشياء كثيرة ولا تتهربي مني أبدا."
سيرين بنعاس وهى بتقوم من على سريرها:"حسنًا أبى، إلى اللقاء."
آنجرى:"إلى اللقاء عزيزتى."
قفلت المكالمة وقامت بسرعة من على سريرها وبدأت تغير هدومها وفى نفس الوقت بتفكر فى كلامها هى وأمير وقد إيه هما نسيوا الوقت وهما بيتكلموا ... أمير أخد الأكل من شوق حطهم فى شنطة شغله وباس راسها ...
شوق:"ماتنساش تدى لسيرين نصيبها من الفطار ده، أكيد مافيش عندها حد يعملها فطار."
أمير:"ماتقلقيش مش هنسى يا شوق، يلا لا إله إلا الله."
شوق:"محمدٌ رسول الله."
خرج من الشقة وشوق إتنهدت وبدأت تدعيله وراحت تحضر الفطار لنفسها وفى نفس الوقت بتفكر فى ذكرياتها مع عمر إللى عمرها ماتنتهى بالنسبالها ... بمرور الوقت ... أمير دخل الشركة وراح لقسم الحسابات أولًا وإستلم مكافأته وبعدها راح لمكتبه ملقاش سيرين، قلق عليها ولسه هيتصل بيها لقاها دخلت المكتب وهى لابسه نظارة شمس وماشية بتوهان، ضحك على منظرها ...
سيرين بنعاس:"إنت السبب، إنتى إللى فضلت ترغى كتير."
أمير بضحكة خفيفة:"أنا معترف بكده."
قعدت على كرسى المكتب بتاعها وسندت براسها على المكتب
أمير:"سيرين."
سيرين:"ممممممممممم."
أمير:"سيرين خدى بالك إننا فى المكتب."
هزت راسها وكملت نوم ..
أمير بإحراج:"طب فطرتى طيب؟ أنا معايا فطار قصدى شوق بعتالك فطار."
رفعت راسها من على المكتب وبصتله ...
سيرين:"بجد؟"
أمير بإبتسامة:"أه بجد يلا قومى فوقى كده، عشان أنا مدير مش سهل ومش هتساهل معاكى فى نومك هنا فى المكتب، يلا."
سيرين بتأفف:"طيب حاضر."
قامت من مكانها وراحت للحمام وبدأت تفوق نفسها، أمير كان بيبص على مكان خروجها ومش فاهم ليه محتاج يهتم بيها أكتر من كده بس فاق لنفسه وبدأ يجهز الفطار ليه وليها ... شوق خلصت لبس ولسه هتخرج من شقتها ... لقت زهرة فى وشها ...
زهرة بإبتسامة:"صباح الخير يا طنط."
شوق بتأفف لنفسها:"أهو ده إللى ناقص."
شوق لزهرة بإبتسامة مصطنعة:"صباح النور يا حبيبتى."
زهرة دخلت الشقة من غير ماتستنى رد شوق فى أى حاجة وبدأت تبص حواليها وبعدها بصت لشوق إللى بتبصلها بحذر ..
زهرة:"هو حضرتك كنتى خارجة ياطنط وأنا جيت عطلتك؟"
شوق:"لا عادى، خير فى حاجة يا حبيبتى؟"
زهرة وهى بتبص حواليها:"مافيش يا طنط كل خير طبعا، سمعت إنك تعبانة قولت أجى أزورك."
شوق:"ااااه، أنا كويسه الحمدلله يا حبيبتى، كتر خيرك."
زهرة:"هو أمير مش هنا؟"
شوق وهى معقدة حاجبها:"ليه السؤال ده؟"
زهرة بإرتباك:"عادى يعنى يا طنط بسأل عادى، هو فين طيب؟"
شوق:"أستغفر الله العظيم يا رب، إبنى فى شغله."
زهرة:"طيب، أنا همشى بقا."
شوق بحزم:"إستنى هنا يابنت إنتى، هى وكالة من غير بواب ولا إيه؟"
زهرة:"مش فاهمة يا طنط تقصدى إيه؟"
شوق:"مامتك فين؟"
زهرة:"ماما راحت السوق."
شوق:"ومامتك تعرف إنك جايه هنا عشان تسألى عن إبنى؟"
زهرة بإرتباك:"لا."
شوق:"بتسألى عن إبنى ليه يا زهرة؟"
زهرة بدأت تفرك فى صوابع إيديها بإرتباك:"أنا وهو مرتبطين وماتكلمناش بقالنا فترة فقلقت عليه."
شوق برقت بصدمة من كذبها ...
زهرة وهى بتتهرب:"لما يرجع إبقى خليه يكلمنى يا طنط، يلا سلام."
زهرة خرجت وشوق فضلت واقفة فى مكانها مذهولة من معاملتها وطريقة كلامها وبجاحتها بس فاقت لنفسها بسرعة ...
شوق:"لا حول ولا قوة إلا بالله، لا لازم أتصرف، لازم أنصحها .. هكلمها لما أرجع إن شاء الله."
إتنهدت وخرجت من الشقة وبعدها خرجت من البيت ...
سيرين:"الفطار كان طعمه حلو أوى، إشكرلى شوق جدا وقولها تسلم إيديكى."
أمير:" أكيد طبعا هقولها."
هما الإتنين نضفوا المكاتب بتاعتهم وبعدها أمير إتكلم بجدية ...
أمير:"مش يلا بقا نشوف شغلنا قبل ما أشرح البرنامج؟"
سيرين بتنهيدة:"يلا بينا".
أمير بدأ يشرحلها طريقة الشغل وأحيانًا كان بيبصلها وهى مش واخده بالها منه ومركزة فى الشرح، كان حابب إصرارها فى التعلم على الرغم من إنها مش فايقه وعايزة تنام زيه، خلص شرح ليها وبدأوا يشتغلوا مع بعض شويه ... شوق كانت ماشيه فى شوارع معينه وبتبص قدامها بشرود وحزن، دخلت الحارة إللى إتبنى فيها قصة حبها هى وعمر، عيونها جات على بيتها القديم والشباك إللى كانت دايما بتفتحه لعمر، وبعدها عيونها جات على الدكان إللى عمر كان بينام فيه وإللى كان صغير زمان، ودلوقتى بقا محل عطارة كبير بإسم "الحاج إسماعيل وأولاده" .. قربت لمحل العطارة بس وقفت بعيد شويه، عيونها جات على إسماعيل إللى الشيب غطى على شعر رأسه، ووزنه زاد إلى حد معقول وبيتكلم مع شاب فى أواخر الثلاثينيات واقف قدامه ..
؟:"يابابا أنا قولت لحضرتك ساعدنى فى الموضوع ده، أنا قلقان أصلا."
إسماعيل وهو بيضربه ضربه خفيفه على راسه:"يا ولد إهمد شويه بقا، ماتزنش على ودانى انا صدعت منك."
؟؟:"أعمل إيه طيب؟ يعنى هتعجبك قعدتى جنبك لما أترفض يوم أما أتقدم للإنسانه إللى بحبها؟"
إسماعيل:"لا عاش ولا كان إللى يرفض الدكتور محمد إسماعيل عبدالرحيم، إنت مستقل بنفسك وبيا يا ولد ولا إيه؟ ماتقلقش هتصرف."
محمد وهو بيبوس راسه:"حبيبى يا حاج، الله يسترك دنيا وآخرة آمين يا رب."
إسماعيل:"اللهم آمين، يلا بقا سيبنى أنا صدعت وروح شوف أمك كانت عاوزه إيه، عماله بترن على المحل من الصبح."
محمد:"ماشى يا حاج بس بقولك إيه، ماتنساش إللى إتفقنا عليه هاه؟"
إسماعيل:"غور يا ولد من وشى ده إنت زنان زى أمك كده عيل رخم و.............."
لمح شوق إللى واقفه بتتفرج عليهم على جنب، برّق ولسه هيروح نحيتها ... محمد إتكعبل فى شكارة مكرونة ...
محمد:"اه رجلى."
إسماعيل بصله وإتنهد بضيق...
إسماعيل:"يا متخلف خد بالك من نفسك."
رجع بص تانى لمكان شوق لقاها إختفت خرج بسرعة من المحل وبدأ يدور عليها بعيونه حوالين المحل بس مش لاقيها .. جرى حاجة بسيطة بس ماقدرش يكمل وبدأ ينهج .. محمد جرى وراه وسنده ..
محمد بعتاب:"بتجرى ليه يابابا؟ إنت ناقص تعب؟ عايز تموتنا ناقصين عمر، مش أنا قولت ممنوع النشاط الزائد عن حده؟"
إسماعيل وهو بينهج:"إتهيألى إنى شوفت حد."
محمد:"تانى يا بابا؟ كل شهر على الحال ده، تجرى من المحل وتقول إنك شوفت واحدة كانت معرفة من زمان."
إسماعيل حط إيده على مكان قلبه وبيحاول ياخد نفسه بإنتظام ...
محمد:"تعالى أوديك المحل يا بابا، إنت تعبان و......."
إسماعيل وهو بيضربه على راسه ضربة خفيفة:"وإنت مالك إنت؟ روح شوف أمك عاوزة منك إيه وسيبنى فى حالى، سيبنى أشوف شغلى بقا."
محمد:"طب أكلم إسلام ييجى يشوف الشغل مكانك؟ مش إبنك محاسب؟ لازم يعمل بلقمته بدل ماهو قاعدلنا فى البيت كده."
إسماعيل:"لا سيبه يرتاح أخوك تعبان، أنا مديله أجازة النهاردة، يلا روح شوف أمك كانت عاوزه إيه وشوف طلبات البيت وأخواتك هيحتاجوا إيه؟، وماتنساش تجيب حد ينضف العيادة بتاعتك."
محمد:"ماشى يا حاج، مع السلامة."
محمد مشى وإسماعيل إتنهد بحزن وإفتكر شوق إللى دايما بيلمحها بس مش لاقيها أو مش عارف إذا كانت حقيقة أصلا ولا لا ... راح للمحل وبدأ يشوف شغله ... شوق كانت بتتمشى وبتبص قدامها بشرود لحد أما وقفت نحية بيت قديم ومقفول ببوابه حديد وفى بواب شاب قاعد جنب الباب ده، شوق قربت نحية البواب وإبتسمتله وأخدت مبلغ من شنطتها وإدتهوله...
شوق:"كالعادة محتاجاها إيجار ساعتين بس."
البواب إبتسملها وإدالها مفتاح ...
؟؟:"الله يكرمك ياست شوق حاولى ماتخليش حد يشوفك، المالك هيبهدلنى لو عرف إنى بطلع حد للسطح، مش بعيد يطردنى."
شوق وهى بتاخد منه المفتاح:"ماتقلقش، ماحدش هيحس بوجودى كالعادة."
دخلت البيت وطلعت للسطح إللى موجود عليه باب مكنش موجود قبل كده وفتحت القفل بالمفتاح إللى معاها وقفلت من جوا السطح عليها ... عيونها جات على الكنبه القديمة إللى لسه ماحدش شالها من مكانها والأوضة إللى لسه موجودة زى ماهى، إبتسمت بحزن وقربت للكنبه ونامت عليها وأول أما حطت راسها على المكان إللى المفروض يكون قاعد فيه بكت بقهرة ..
شوق ببكاء:"أنا آسفه يا عمر، كان غضب عنى، صدقنى مكنش بمزاجى إنى أبقى لغيرك، بابا كان قصده يساعدنى ويحمينى من أى حد، سامحني أنا حاولت بأى طريقة إنى أفضل ليك وبس، لكن...."
منذ سنوات عديدة مضت:
بعد مرور يوم من وفاة عمر:
كانت نايمة على سريرها وبتبص للسقف بشرود كإنها بلا روح ودموعها بتنزل فى صمت .. رانيا كانت جنبها وماسكه إيدها وبتبكى على بنتها إللى فضلت على الحال ده من وقت وفاة عمر... حسين كان ماشى رايح جاي بغضب ومستحمل كل حاجة بالعافية وفى نفس الوقت مش فاهم حاجة، ليه صرخت بإسم عمر الشاب إللى إتحداه بيها ...
حسين بغضب لشوق:" نفسى أفهم بتعيطى عليه ليه؟ هو كان قريبك؟ ردى عليا ساكته ليه؟"
رانيا:"البنت تعبانه ياحسين عشان خاطرى ب.........."
حسين لرانيا بغضب شديد:"إنتى بالذات تخرسى خالص مبقاش مسموح ليكى بأى كلمة فى حق بنتك، لميتوا علينا الناس وفضحتونى فى المنطقة، الناس بيتكلموا على بنتك وعليكى وعليا أنا كمان، الناس سمعوا صوت صريخ بنتك إللى طلع لآخر الحارة إللى كان بإسمه ، خليتوا سيرتي على كل لسان، منكم لله."
شوق ببكاء ووعي معدوم:"عمر."
حسين بغضب شديد:"بتعيطى عليه ليه؟ إيه إللى كان بينكم يخليكى تعيطى علي............"
حسين سكت شويه كده كإنه كان إستوعب حاجة ..
حسين بعدم إستيعاب:"إن واحد يتحدانى بالشكل ده عشانك يبقى أكيد فى حاجة، يصلح غلطة!!!"
قلبه وجعه بشده لمجرد الفكرة، قرب منها بسرعة ومسكها من دراعها جامد ...
حسين بغضب هيستيرى:"إنطقى، عملك إيه؟ قولى إيه إللى حصل؟"
شوق مردتش وفضلت تبكى .. ضغط على دراعها جامد كإنها هيكسره ورانيا بتحاول تبعده عنها ..
رانيا:"ياحسين ماحصلش حاجة، كانوا بيحبوا بعض و..........."
قطع كلامها حسين إللى زقها ورماها على الأرض ..
حسين:"كلمة تانية وهيكون بموتك *بص لشوق* علاقتك بيه إيه يابنت ال****؟، عملك إيه عشان تصرخى بإسمه وتلمى علينا الناس؟ إنطقى يا ****."
شوق كانت بتبكى ومابتردش وفى نفس الوقت بتحاول تكتم وجع دراعها ..
حسين بغضب شديد وهو بيمسكها جامد من شعرها:"هتسكتى ماشى أنا هعرف بنفسى، بس لو إللى فى دماغى حصل أنا هقتلك وهشرب من دمك، هقتلك وهعمل فرح بإنى خلصت منك، يلا قدامى يابنت ال *** أما أشوف عمل فيكى إيه."
مسكها جامد وشدها وراه وشوق بتصرخ من وجع فروة راسها ورانيا ماسكة فى حسين وبتحاول تمنعه ...
رانيا بدموع:"ماحصلش حاجة ياحسين، البنت سليمة هى كويسه."
زقها ورماها على الأرض ومشى بشوق إللى بتحاول تقف بالعافيه عشان تخفف من وجع فروة راسها، خرج من الشقة وقفل الباب بالمفتاح على رانيا، ساب شعر شوق وهى وقعت على الأرض وده لإن أعصابها سايبه، مسكها من دراعها وخلاها تقوم بالعافيه وبالفعل قامت ونزل بيها من البيت خرج بيها من الحارة تحت عيون كل ستات الحارة ... وبدأ يسمع همساتهم إللى وصلتله ...
؟؟:"أكيد كان فى بينهم حاجة، أنا شوفتهم قبل كده فى فرح مع بعض."
$$:"أكيد كانت واحدة من ضمن إللى كان يعرفهم، ياما تحت السواهى دواهى، شكله ضيعها عشان كده صرخت."
حسين غمض عيونه بوجع وحاول يتحكم فى دموعه، لإن قبل كل شئ لازم يتأكد ويخلى الكل يخرس .. بمرور الوقت .. وصلوا عند عيادة دكتورة نساء ...
حسين بغضب للبنت إللى قاعده على مكتب العيادة:"كشف مستعجل بسرعة."
؟؟ بخوف من نبرته:"تمنه ****."
رمالها الفلوس ودخل أوضة الدكتورة إللى إتنفضت من دخوله ورمى شوق على السرير ..
الدكتورة:"يافندم مايصحش كده."
حسين للدكتورة بغضب:" بسرعة عايز أطمن عليها."
للدكتورة بخوف من غضبه:"من نحية إيه؟"
حسين:"يعنى عايز أعرف هى سليمة ولا لا بسرعة."
الدكتورة قامت من مكانها وراحت لشوق إللى بتبكى بقهرة ومش قادرة تتكلم، الدكتورة حاولت تنيمها لكن شوق رفضت وزقتها ...
حسين قرب منها بغضب وثبتها ...
حسين للدكتورة:"يلا إنجزى إربطيها."
شوق فضلت تصرخ وبتفرك لحد ما أغمى عليها من التعب ...
الدكتورة بدأت تكشف عليها وحسين واقف بغضب ..
الدكتورة بإرتياح:"بنت حضرتك سليمة الحمدلله."
حسين حس إن هموم كتير إنزاحت من عليه، عدل هدوم شوق وبدأ يفوقها، شوق فتحت عيونها بضعف ..
شوق بهمس وتعب:"عمر."
حسين بغضب:"قومى."
مسكها من دراعها وخلاها تقوم غصب عنها وشدها وراه وخرج من العياده .. بعد مرور فترة بسيطة .. حسين وصل بشوق نحية الكورنيش وخلاها تقعد جنبه على كرسى .. كانت بدون روح وبتبص للبحر بشرود وصعبان عليها نفسها جدًا... حسين كان حاطط إيديه الإتنين على راسه بخيبة أمل وبيفكر فى حاجات كتير هتحصل الفترة الجاية ... فاق لنفسه لما لقى شوق قامت من جنبه وبدأت تجرى، حسين ماحسش بنفسه غير وهو بيجرى وراها ...
حسين:"شوق!!!"
شوق وصلت لحافة المكان إللى هى واقفه عليه ولسه هترمى نفسها فى النيل حسين مسكها جامد وضمها ليه ...
شوق بصراخ وهى بتفرك وبتحاول تخرج من حضنه:"سيبنى، أنا عايزة أروحله، سيبنى أموت، أنا ماقدرش أعيش من غيره، يا عمر!!!!!!!!!!!!!!!!!."
أغمى عليها فى حضن باباها إللى دموعه نزلت عليها وضمها بشدة ... بمرور الوقت ... وصل البيت وهو شايلها بين إيديه وفتح بالمفتاح بصعوبة، ودخل الشقة، أول أما رانيا شافته جريت عليه بسرعة ..
رانيا:"عملت فيها إيه؟ هى مالها؟ إيه إللى حصل؟"
حسين مردش عليها ودخل أوضتها ونيمها على سريرها بهدوء ...
رانيا بدموع:"البنت مالها؟"
مسكها من دراعها وشدها وراه وقفل الباب بتاع أوضة شوق ...
حسين:"أنا عايز أعرف كل حاجة، كل حاجة يا رانيا لازم أعرفها بالتفصيل، عرفوا بعض إزاى؟ وإمتى؟ وإيه إللى كان بيحصل من ورا ضهرى."
رانيا فضلت تبكى وخايفة تقول أحسن يعملها هى وبنتها حاجة ..
حسين بغضب شديدة:"إنطقى."
رانيا بدأت تحكى حكاية شوق مع عمر وحسين قلبه وجعه بشدة بسبب بنته إللى كذبت عليه طول الوقت، بنته إللى دايمًا دلعها وإختار التعليم ليها عشان تبقى عزيزة بنفسها وليها مكان فى المجتمع بنته إللى عمره ماتوقع منها أى حاجة وحشة عملت كل ده من وراه .... رانيا كانت بتبص لحسين إللى واضح عليه علامات الوجع ..
رانيا بهدوء:"حسين."
حسين بتعب:"بنتك بهدلتنى وفضحتنى، دمرتنى، *حط إيده على مكان قلبه*، لازم أخلى الكل يسكت."
رانيا قربت منه بفزع:"حسين مالك فى إيه؟ قلبك بيوجعك؟ مش كنت عملت العملية خلاص ونجحت؟!!!"
حسين:"إبعدى عنى، إنتى كمان خبيتى عنى، خُنتى ثقتى فيكى يا رانيا."
رانيا:"صدقنى ياحسين، أنا بس كنت خايفه عليها منك، كنت خايفة تعملها حاجة لو عرفت، ماتقولش إنك كنت واثق فيا، لإنك عمرك ماوثقت فيا."
حسين بتعب:"الكلام مابقاش ليه لزوم دلوقتى، أنا هتصرف إنتوا إللى وصلتونى للقرار ده."
خرج من الشقة وقفل عليهم بالمفتاح .. إتنهدت بتعب وخرج من البيت وراح مشوار معين ... رانيا راحت بسرعة لشوق إللى فتحت عيونها بضعف وبكت ..
شوق:"سيبونى أروحله."
رانيا وهى بتحضنها:"حبيبة قلبة إهدى."
شوق بقهرة:"عمر مات يا ماما."
رانيا:"الله يرحمه ياحبيبتى، إدعيله دايما بالرحمة."
.......................
حسين وصل لبيت فى مكان بعيد عن حارتهم وطلع لشقة فى الدور التانى وبدأ يخبط على الباب، فتحله شاب فى أواخر الثلاثينيات وهيئته مخلتش حسين مرتاح أبدًا بس لازم يعمل إللى هو ناوى عليه ...
؟؟:"إنت مين؟"
حسين:"أنا حسين عبدالله زميل الأستاذ محمود حسن الله يرحمه."
؟؟:"أه إنت صاحب أبويا الله يرحمه."
حسين:"بالظبط، وإنت مجدى إبنه؟"
مجدى:"بشحمه ولحمه."
حسين:"كنت محتاج أتكلم معاك شويه."
مجدى:"أكيد إتفضل."
؟؟ بصوت مسموع:"مين يا مجدى؟"
مجدى بصوت مسموع:"ده عم حسين ياما جاى يزورنا."
حسين:"إزيك يا ست فاطمة؟"
فاطمة:"يا دى النور، نورتنا يا أستاذ حسين، إتفضل إقعد."
حسين:"ده نورك."
حسين دخل شقتهم الضخمة وقعد على كرسى أنتريه ومجدى قعد جنبه وفاطمه قدامه ..
حسين:"أخباركم إيه؟"
فاطمة ومجدى بصوت واحد:"إحنا بخير الحمدلله."
حسين:"طب الحمدلله، *بص لمجدى* إنت رجعت إمتى من الإمارات يابنى؟"
مجدى:"من حوالى شهرين."
حسين:"بالتوفيق يابنى."
حسين سكت شويه وعارف إنه داخل على خطوة كبيرة وصعبة جدا ...
مجدى:"خير يا أستاذ حسين؟"
حسين بتنهيدة:"من 3سنين أبوك الله يرحمه طلب منى إيد شوق بنتى ليك."
مجدى:"أيوه فاكر الموضوع ده، وحضرتك رفضت وقتها."
حسين:"أنا كنت رفضت عشان هى كانت لسه طفلة ودلوقتى هى خلاص كبرت وباقت آنسة."
مقالش كل الأسباب .. رفض مجدى لإنه مش مكمل تعليم وولد شوارعى وبتاع بنات ده غير سمعته إللى زى الزفت ..
مجدى بشك:"أفهم منك إيه يا عم حسين؟"
حسين بصعوبة:"أنا موافق على جوازكم."
مامت مجدى إستغربت طلب حسين وإزاى أب ييجى بعد السنين دى كلها ويتكلم فى جواز بنته ..
حسين بصعوبة أكبر:"بس جوازكم يكون فى خلال أسبوع."
حسين قلبه كان مقبوض بشكل كبير ...
مجدى بإستغراب:"بس ده بدرى أوى أنا مالحقتش أجيب شقة ولا أعمل أى حاجة وهى هتجهز إزاى؟"
حسين:"ماتقلقش جهازها هيكون كامل من مجاميعه، وأنا معنديش أى إعتراض على إنها تقعد معاك هنا فى شقة أبوك، ست فاطمه مننا وعلينا ولا إيه؟"
فاطمه بتفكير:"أكيد."
فضلت تفكر كتير، إزاى أب يجوز بنته لواحد معاشرهوش بالسرعة دى؟ وفى خلال أسبوع!!!...
حسين:"إنت أكيد تعرفها يا مجدى، كنت بتشوفها معايا لما كانت صغيرة."
مجدى:"أكيد لسه فاكرها."
حسين:"قولت إيه؟"
مجدى فكر شويه وبعدها بصله:"موافق."
فاطمه بصت لإبنها بضيق ...
حسين بإبتسامة:"نقول مبروك، الفرح هيكون بعد خمس أيام كده حلو؟"
مجدى:"أه حلو."
حسين:"شكرا يابنى."
مجدى:"طب والمهر والشبكة و......."
فاطمة قرصت مجدى فى دراعه وخلته يسكت ...
حسين وهو بيبصله:"إللى تقدر عليه يابنى، أستأذن أنا."
خرج من الشقة ...
فاطمه:"إزاى توافق بالسرعة دى؟"
مجدى:"البنت حلوة يا أمى، وزمانها باقت أحلى"
فاطمه:"يابنى إسمعنى أكيد معيوبه أو فيها حاجة."
مجدى:"معتقدش، دى كانت زى القمر لما كانت صغيرة، فأكيد دلوقتى باقت قمرين."
تفكيرة نحية شوق إتحول لجشع وطمع ...
فى المساء:
حسين فتح باب الشقة بالمفتاح وقعد على كرسى الأنترية بقلة حيلة وتعب ... رانيا جاتله بسرعة ..
رانيا:"كنت فين؟ فى إيه؟ طمنى؟."
حسين ببرود:"إعملى حسابك فرح بنتك بعد خمس أيام، هننزل أنا وإنتى ونجهزها من كل حاجة."
رانيا بعدم إستيعاب:"يعنى إيه؟"
حسين:"زى ماسمعتى، بنتك هتتجوز لقيت واحد هيسترها."
رانيا برفض:"لا مش موافقة، بنتى مش هتتجوز و........."
حسين بغضب:"يبقى أنا إللى هجوزها بنفسى، ولو مش عاجبك غورى فى ستين ألف داهية، دمرتوا سمعتى وبهدلتونى معاكم، وفى الآخر سايبه لنفسك الحق فى إنك ترفضى؟ أنا كان نفسى بنتى تكون أحسن منى ومنك، كان نفسى تدخل كليتها إللى جاتلها وتتخرج منها وتبقى حاجة أحسن، لكن إنتوا دمرتوا كل ده، الناس مش بتبطل كلام علينا، لازم أثبتلهم إنها مالهاش علاقة بيه."
رانيا:"بس........."
حسين وهو بيقاطعها:"من غير بس، يلا شوفى هنجهزها إزاى ولا هنعمل إيه."
رانيا رضيت بالأمر الواقع ورجلها فوق رقبتها .. مرت الأيام وشوق لسه تايهه ومش مستوعبه أى حاجة بتحصل حواليها، وحسين ورانيا إللى رافضة جوازها بيخلصوا فى تجهيزاتها ومعاهم عماتها إللى عرفوا كل حاجة وده لإنهم سمعوا كلام الناس عن شوق فى الحارة، فى الفترة دى إسماعيل كان تعبان نفسيا بسبب موت ومكنش بيروح شغله وكان فى بيته وعفاف معاه بتهديه لكنه مابيهداش وده لإن عمر كان أخ مش مجرد صديق ...
يوم فرح شوق:
كانت الحارة مليانه بالأضواء وخاصة على بيت شوق ... وصلت عربية تحت البيت نزل منها مجدى ومامته وطلعوا البيت تحت عيون ستات الحارة ...
؟؟:"ده شكله غنى!"
$$:"لا بقا ده إحنا نطلع ونبارك، يا حبة عينى شكلنا ظلمناها."
%%:"يلا بينا نطلع نبارك."
طلعوا الشقة إللى كان فيها المعازيم وشوق كانت فى أوضتها بتبص قدامها بشرود وهى لابسه الفستان الأبيض ..
حسين دخل الأوضة وقعد قدامها ومسك إيدها:"شوق."
بصتله بعيونها إللى كلها دموع..
حسين:"أنا آسف ياحبيبتى بس مضطر غصب عنى، لازم تتجوزى ياشوق وإلا كلنا هنتضر."
شوق فضلت بصاله ودموعها بتنزل فى صمت ..
حسين:"أرجوكى إسمعى كلامى، ده هيسترك، ومش هيخلى حد يتكلم عليكى أبدا."
شوق ببكاء:"بس أنا عايزة عمر ومش هقدر أبقى لغيره."
حسين بغضب:"عمر مات وشبع موت، ولو مش موافقة أنا هجوزك غصب عنك."
شوق ببكاء:"بابا أن........"
حسين خرج من الأوضة وبدأ كتب الكتاب .. وبعدها راح أخدها من أوضتها وخلاها تمضى على عقد الجواز وكان بيشاورلها إنها لو رفضت هيبهدلها ويبهدل أمها .. تم كتب الكتاب .. والفرح إللى كان فى الشقة خلص وطول الفرح شوق كانت شاردة وحست إنها ماتت خلاص لإنها باقت لواحد تانى غير عمر ... فاقت على صوتمجدى ..
مجدى:"مش يلا يا عروسة؟"
مسابش ليها فرصة فى إنها تتكلم ومسكها من إيدها وهى حاولت تسحبها منه لكنها معرفتش .. رانيا كانت بتبكى على بنتها وفى نفس الوقت قلبها مقبوض عليها جدا وحسين كان ماسكها ومانعها إنها تجرى عليها وتاخدها من مجدي إللى خرج بشوق من الشقة وهو بيسحبها وراه وهى كانت بتقاوم لكنه كان ماسكها جامد، نزلوا من البيت وهنا شوق عيونها جات فى عيون إسماعيل إللى بيبصلها بتعب وبيهز راسه بخيبة أمل، ماقدرتش تبص فى عيونه وإتمنت إن الأرض تنشق وتبلعها .. مجدى ركبها العربية وركب جنبها ومامته ركبت قدام والسواق إتحرك بيهم ... رانيا إنهارت من البكاء أول ما شوق مشيت ولأول مرة تبص لحسين بكُره وبعدها طلعت لشقتهم وحسين طلع وراها ... بمرور الوقت .. عربية مجدى وصلت تحت بيت كبير وهو نزل من العربية ومسك شوق وأجبرها تنزل وراه ... فاطمه مكانتش طايقة شوق ولا حابه وجودها أبدا، وشايفه إنها معيوبة .. شوق كانت تايهه ومش حاسه بنفسها غير وهى فى أوضة مجدى إللى بيقلع بدلته، بعدت عنه بخوف شديد ..
مجدى بخبث:"يلا يا قطة إقلعى."
دموعها نزلت بهيستيريا ...
مجدى:"بت إنتى، أنا مش فاضى، إنجزى أومال أنا متجوزك ليه؟"
شوق برجاء:"الله يخليك بلاش."
مجدى:"هو إيه إللى بلاش؟"
شوق:"بلاش تقرب منى عشان خاطرى، الله يخليك خلينا كده فترة و بعدها كل واحد يروح لحاله."
مجدى بغضب:"نعم يا روح أمك؟َ!! إنتى فاكرانى أهبل عشان أسيبك ولا إيه؟ هو فى حد يسيب الحلاوة دى كلها فى ليلة زى دى."
قرب منها وحاول يقلعها الفستان وشوق بدأت تصرخ بإسم عمر....
شوق:"عمر!!!!."
مجدى إتصدم لما سمع الإسم ده وضربها قلم جامد على وشها ..
مجدى بغضب:"مين عمر ده يابنت ال *****."
شوق رجعت لورا بخوف وهى حاطه إيدها على خدها مكان الصفعة ...
مجدى:"إنطقى مين ده؟"
شوق مردتش وفضلت تبكى ..
مجدى:"ده واحد إنتى غلطتى معاه صح؟"
شوق ببكاء هستيرى متجاهلة كلامه:"الله يخليك إبعد عنى."
مجدى وه وبيقرب منها:"أبعد عنك!! للدرجادى مش عايزة غيره يلمسك؟ إنتى فاكرانى طيب يا بنت ال****؟"
شوق بصراخ:"أبوس إيدك إبعد عنى أ............."
قطع كلامها صفعة قوية على وجهها وبعدها مسكها من شعرها ..
مجدى:"طب خلينا نشوف مين الأحسن أنا ولا هو."
رماها على السرير وهى لسه جايه تقوم ضربها تانى وشوق كانت بتصرخ بإسم عمر بإستمرار وبتستنجد بيه، ومجدى تجاهل صرخاتها، وهى بتحاول تتفاداه وتبعد عنه لكنها خلاص باقت بين إيديه، قطعلها الفستان بإيد واحده وثبتها بإيده التانية، وهى بتصرخ، وبسبب جسمها الضعيف قصاد جسم مجدى ماقدرتش تمنعه عنها ومجدى أخد منها إللى هو عايزة ...
.................


إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#17

افتراضي رد: رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة



رواية/ شوق العُمَر .. بقلم/ سارة بركات
الفصل الخامس عشر

مجدى بِعِد عن شوق إللى خلاص فاقدة النفس وماتت من نحية كل حاجة ومبقاش عندها أى أمل فى إنها تعيش ..
مجدى بإبتسامة:"مانتى طلعتى سليمة أهوه، أومال مين عمر ده؟ وأبوكى رماكى ليا ليه؟ بس تصدقى مش خسارة المهر إللى دفعته فيكى *بص لجسمها وغمز بوقاحة* تستاهلى أكتر يا قطة."
سابها ودخل للحمام وهى بكت بقهرة وبتحاول تغطى جسمها بصعوبه وده لإنها مش قادرة تتحرك وبالفعل قدرت تغطيه ..
شوق بقهرة:"عمر."
فضلت تبكى على حالها لحد ماراحت فى النوم ...
فى الصباح الباكر:
شوق كانت نايمة بتحلم بعمر وفجأه صحيت بشهقة عالية لما إترمى عليها مياه مثلجة ..
فاطمة بغضب:"جرا إيه ياحيلتها إنتى جاية تنامى هنا؟"
شوق كانت بتشهق وبتترعش وبتحاول تفوق وبتبص حواليها بعدم إستيعاب كإنها فاقت على كابوس ..
فاطمة:"ماتقومى يابت إنتى، شوفى إيه يتعمل فى البيت".
شوق بصتلها بعدم فهم ...
فاطمة:"شكلك مش فاهمة، لا أنا مابحبش الأغبياء، إنتى مرات إبنى يعنى من النهاردة كل طلباتى وطلبات إبنى مجابة، يلا قومى شوفى إيه إللى يتعمل فى الشقة دى، بس خدى دوش الأول ياحبيبتى عشان تفوقى من ليلة إمبارح ههههههههههههههههههه، مجدى حبيب أمه كان مبسوط إمبارح وهو بيورينى المنديل، وإبنى عشان مراعى تعبك سابك ونام فى أوضة تانية، غلبان يا قلب أمه."
شوق فضلت بصالها وبتحاول تستوعب كلامها لإنها فعلا إكتشفت إنها فى الواقع..
فاطمة بعصبية:"هتفضلى تبصيلى كده كتير؟ بقولك إيه يابت إنتى أنا مابحبش شغل الدلع ده، قومى يلا."
شوق قامت من مكانها بخوف وبصت حواليها ومش عارفة تروح فين ..
فاطمة بتأفف:"الحمام أهوه يا حيلتها، وهدومك فى دولابك وماتفضليش لافه نفسك بالملاية كده."
فتحت الدولاب وأخدت لبس ليها وهى بتبكى فى صمت ودخلت الحمام وهى بتتحرك بصعوبة .. دخلت تحت الدوش وشغلت المياه إللى نزلت على جسمها، كانت بتبكى بقهرة وبتحاول تمحى آثار مجدى من على جسمها بأى طريقة لكنها مش عارفة تعملها إزاى فضلت وقت طويل تحت الدوش بتبكى إتنفضت فى مكانها لما سمعت رزع على باب الحمام..
فاطمة بزعيق:"يلا ياختى شهلي شوية، بنات آخر زمن."
شوق قفلت الحنفية وبدأت تلبس هدومها إللى بتغطى جسمها إللى كله كدمات بسبب الضرب .. خرجت من الحمام وفاطمة مسكتها من دراعها وشدتها وراها وأخدتها لأوضة فوق السطوح .. فتحت الباب ..
فاطمة:"دى أوضة المنظفات، عايزاكى تمسحى سلالم البيت كله وتخليهم يلمعوا، وبعدها تحضريلى الغداء أنا ومجدى ياعينى حبيب أمه بيرجع من القهوة جعان وهفتان وعلى لحم بطنه، حضريله لقمة حلوة ياكلها، وبعدها عايزاكى تلمعى الشقة كلها ماتخليش فيها ذرة تراب."
شوق بصتلها بعدم إستيعاب ...
فاطمة:"هتفضلى بصالى كده كتير؟ إنتى مش فاهمانى يابت إنتى ولا إيه؟"
شوق مردتش عليها وفضلت بصالها وهى بتترعش من الخوف، فجأه شوق صرخت ...
فاطمة بغضب وهى بتشدها من شعرها:"مابحبش أتكلم عمال على بطّال يابت إنتى، لما أقولك كلمة تقولى قصادها *إنتى تؤمرى يا حماتى*، شغل الدلع إللى شوفتية فى بيت أبوكى ده تنسيه خالص، إنتى هنا فى بيتى مش فى بيت أبوكى، تشيلينى وتشيلى إبنى على راسك، ولو بس لقيتك بتعصينى أو بتعصيه يبقى بموتك يابت إنتى، فاهمانى؟"
شوق كانت بتبكى وبتصرخ وبتحاول تشيل شعرها من إيدها..
فاطمة بغضب شديد وهى بتشد شعرها أكتر:"فاهمانى؟"
شوق بصراخ وبكاء:"فاهمة، حاضر."
فاطمة زقتها وبدأت تتكلم ..
فاطمة:"يلا إبدأى شغل زى ماقولتلك، بسرعة."
شوق بإرتعاش ودموع وخوف:"حاضر."
فاطمة نزلت من السطح وشوق قعدت على الأرض وبكت بقهرة ... حسين كان فارد جسمه على السرير وبيبص قدامه بشرود، عيونه جات على مكان رانيا الفارغ، قام من مكانه وخرج من الأوضة، وراح لأوضة شوق المغلقة ... رانيا كانت حاضنة مخدة شوق بشدة وبتبكى بقهرة وهى بتشم ريحتها على المخدة ...
حسين وهو بيخبط على الباب:"رانيا."
مردتش عليه وبكت بشدة على بنتها إللى راحت من حضنها ..
حسين:"رانيا، إفتحى إحنا لازم نمشى."
وهنا رانيا إتملكها الغضب وقامت من مكانها وفتحت ..
رانيا بغضب شديد:"كان من الأول، كان لازم نمشى من الأول، ليه تعمل فيها كده؟ ليه تدفنى وتدفن بنتك بالحياة؟"
حسين بهدوء:"لو مشينا من غير ما أثبت للكل إنها بريئة يبقى هيفضلوا يتكلموا كتي........."
رانيا بعصبيه ودموع وهى بتقاطعه:"يغور الناس فى داهية، كلام الناس مابيخلصش، أنا عايزة آخد بنتى من هناك."
حسين بغضب:"بنتك فى بيت جوزها."
رانيا:"يغور فى ستين داهية، بنتى لازم تبقى فى حضنى، بنتى لازم ترجعلى، خدنى على هناك."
حسين:"ننقل الأول وساعتها نبقى نشوف بنتك، يلا إجهزى."
خرج من الأوضة من غير مايستنى رد منها وهى قعدت على سرير شوق وبكت بقهرة وهى بتحضن مخدتها وبتشم فيها ..
رانيا ببكاء:"هو السبب، ضيعك منى، يا أنا يا أنت يا حسين، أشوف بنتى الأول وأطمن عليها وبعدها مابقاش أنا رانيا إن ماخليتك تتمنى الموت."
شوق كانت بتمسح فى آخر السلم وبتبكى وفى نفس الوقت مش عارفة تتنفس بسبب إن المنظفات ريحتها نفاذة، وفاطمة واقفة بتتفرج عليها ...
فاطمة بغضب:"بت إنتى، نضفى كويس، إرجعى عيدى على السلم من تانى يلا."
شوق هزت راسها بخوف شديد ورجعت مسحت السلم من تانى ... مرت الأيام على شوق إللى متبهدله من جوزها إللى بييجى البيت آخر الليل وبياخد منها إللى هو عايزه بالغصب والضرب ومابيأثرش فيه صريخها إللى بإسم "عمر" ولا رجاءها فى إنه يسيبها، وبعد ما بينتهى منها بيمسكها من شعرها وبياخدها على الأوضة المنظفات إللى فوق السطوح وبيحبسها فيها وهى عريانه ودايما بيقولها ...
مجدى بقرف:"مقرفة."
ده غير فاطمة إللى بتعذبها بالنهار بتنضيف البيت والترويق ومسح السلالم والطبيخ إللى أغلبه شوق كانت بتحرقه وده لإنها مابتعرفش تطبخ، وكانت بتتضرب من فاطمة بسبب الأكل إللى بيتحرق، وكانت بتديلها أكل لما بتبقى راضية عن تنضيفها للشقة وأغلب الأوقات مكانتش بتبقى راضية ... بعد يومين من جواز شوق حسين ورانيا نقلوا من الحارة وراحوا لبيت تانى بعيد عن الحارة بكتير (شقة شوق الحالية) ورانيا بتتخانق معاه فى إنها عايزة تشوف شوق لكن حسين كان بيماطل معاها، وكل أما بيروح الشغل بيقفل عليها باب الشقة بالمفتاح .. وهى بتبكى وده لإنها ماتعرفش بنتها فين وماتعرفش أى حاجة، وبتدعى على حسين فى كل سجدة هى بتسجدها وبتدعى لبنتها ... وفى مرة ... شوق كانت بتروق الشقة وفجأه حست بدوخه بس كملت تنضيف الشقة بخوف شديد عشان فاطمة ماتضربهاش بس للأسف الدنيا إسودت حواليها ووقعت على الأرض ... فاطمة سمعت صوت هبدة حصلت فى الصالة، قامت بسرعة من مكانها ...
فاطمة بعصبية وهى بتخرج من الأوضة:"رميتى إيه يا زفته إنتى................."
شهقت لما لقتها واقعه على الأرض ...
فاطمة:"ينيلك إنتى بترتاحى؟ قومى يابت إنتى."
بدأت تضربها برجلها عشان تصحيها لكن شوق مابتقومش ..
فاطمة:"إنتى يابت."
لما لقت شوق مافيش أى حركة منها..
فاطمة بفزع:"يا مصيبتى لتكون ماتت!"
راحت بسرعة على تليفون البيت وبدأت تتصل بمجدى ...
فاطمة:"إلحقنى يابنى، المدهولة مراتك وقعت على الأرض وبصحيها بس مابتصحاش."
مجدى بتأفف:"أنا ناقص! طيب جاى أهوه."
قفلت معاه و بصت لشوق إللى نايمة على الأرض .. بمرور الوقت ...
فى المستشفى:
الدكتور بإبتسامة:"ألف مبروك المدام حامل."
فاطمة بفرحة:"إبنى هيجيله الولد!."
الدكتور:"إن شاء الله."
مجدى:"شكرا يا دكتور."
كانوا لسه هيقوموا ...
الدكتور:"إستنوا بس مستعجلين ليه؟ هكتبلها أدوية وفيتامينات تغذيها شكلها مابتاكلش حاجة، لازم تهتموا بأكلها شويه عشان صحة الطفل."
فاطمة ومجدى بصوا لبعض وبعدها مجدى بص للدكتور ..
مجدى بإبتسامة مصطنعة للدكتور:"حاضر يادكتور."
أخدوا شوق وروحوا على بيتهم ..
مجدى بتحذير لشوق إللى واضح عليها التعب:"إوعى تفكرى النغنغة إللى هتعيشى فيها دى بسبب إنى حنيت عليكى، لا كل ده عشان خاطر إبنى صحته تبقى كويسه، وطول مانتى حامل فى إبنى، هتنامى هنا فى الشقة يا ...*إتكلم بسخرية* يا بتاعة عمر."
سابها ونزل عشان يجيبلها الأدوية وهى قعدت على السرير بقلة حيلة، عيونها جات على بطنها بكت بقهرة وده لإنها كانت بتتمنى إن يوم أما تخلف يكون من عمر ... مجدى طلع الشقة ولقى مامته بتحضر الغداء بوجهٍ متجهم ..
مجدى:"معلش يا أما، إستحملى كلها تسع شهور."
فاطمة بتأفف:"طيب."
راح لشوق إللى قاعدة بتعيط ..
مجدى:"خدى الأدوية."
هزت راسها بخوف شديد وأخدت منه الأدوية .. خرج من الأوضة وراح لتليفون البيت وبدأ يعمل مكالمة .
فى مكتب مدير الحسابات/ حسين عبد الله:
حسين كان واضح عليه الإرهاق ومش مركز فى أى حاجة حواليه وبيفكر في بنته إللى بسببها عايش بإحساس بالذنب كبير ده غير مراته إللى بتبكى وبتتمنى تشوف بنتها بس هو حابسها وخايف يحصل مشاكل لو رانيا راحت لشوق وإللى أقلهم هتصمم تاخد شوق معاها.. فاق على صوت التليفون وبدأ يرد ...
حسين:"ألو."
مجدي:"إزيك يا حمايا؟"
حسين:"بخير الحمدلله، إنت أخبارك إيه يابنى وبنتى أخبارها إيه؟"
مجدي:"الحمدلله، بمناسبة بنتك، شوق حامل."
حسين إتصدم من الخبر وفضل متنح شويه ..
مجدي:"حمايا، ألو."
حسين وهو بيفوق لنفسه:"معاك يابنى، بس ... بس إنتوا مالحقتوش إنتوا متجوزين مبقالكوش شهر!"
مجدي بإبتسامة كبيرة:"رزق ربنا حد يقول للرزق لا؟"
حسين بإرتباك:"أكيد لا، ألف مبروك يابنى."
مجدي:"الله يبارك فيك، *كمل كلامه بمكر* ألا صحيح يا حمايا إنت ماجيتش من ساعة ماتجوزنا ليه؟ خير فى حاجة؟ لعل المانع خير."
حسين:"لا أبدا يابنى، مافيش مانع قولت أسيبكم على راحتكم شويه."
مجدي بعدم إقتناع:"ماشى يا حمايا."
حسين فكر شويه وبعدها إتكلم:"خلاص هجيلكم النهارده أزوركم بعد الشغل."
مجدي:"تنورنا ياحمايا إنت وحماتي."
حسين:"إن شاء الله."
قفلوا ع بعض وحسين متوتر ومش عارف ليه مش قادر يروح لشوق ولا حتى يبص فى عيونها، كإنه مكسوف أو بيتمنى إن الأرض تنشق وتبلعه لو هى بس بصتله .. بمرور الوقت .. وصل شقتهم وفتح الباب بالمفتاح ورانيا جريت عليه بدموع ....
رانيا بدموع ورجاء:"عشان خاطرى خدنى عند بنتى، عايزة أطمن عليها."
حسين:"يلا إلبسى، هنروحلها بس إياكى يا رانيا إياكى تعملى حركة مش تمام، فاهمة؟"
رانيا بدموع وفرحة:"فاهمة، المهم إنى أطمن عليها."
كانت لسه هتتحرك وقفت مذهولة فى مكانها لما حسين نطق ..
حسين:"شوق حامل."
رانيا بصتله بذهول:"نعم؟ إزاى؟"
حسين بضيق من ردة فعلها:"زى الناس، واحدة متجوزة طبيعى هتبقى حامل، يلا روحى إلبسى"
فاقت من ذهولها وراحت بسرعة للأوضة وبدأت تغير .. بمرور الوقت .. وصلوا قدام شقتهم وحسين بدأ يخبط لكن اللهفة كانت واضحة على رانيا .. مجدي فتح الباب ورانيا ماستنتش ودخلت بسرعة وبدأت تدور بعيونها على شوق بس مش لاقياها ..
رانيا بصوت مسموع:"شوق إنتى فين؟"
شوق كانت بتبكى فى أوضتها بس هديت لما سمعت صوت مامتها كإنها بيتهيألها ...
رانيا بتكرار:"شوق."
شوق قامت من مكانها بسرعة وخرجت من الأوضة وجريت على رانيا إللى جريت عليها بالمقابل .. وأول أما دخلت فى حضنها شوق بدأت تبكى بقهرة ..
رانيا بدموع وهى بتضمها بقوة:"شششششششش، إهدى ياحبيبتى أنا هنا خلاص."
شوق بدموع:"ماما."
حسين كان واقف بيبصلهم ومحرج جدا وبيتمنى إن الأرض تنشق وتبلعه وده لإنه السبب فى وجع القلب ده ... بعد تهدئة رانيا لشوق قعدوا بهدوء على كنبة الأنترية وكل ده رانيا واخده شوق فى حضنها .. شوق عيونها جات فى عيون مجدي إللى بيبصلها بتهديد وإفتكرت تحذيره ليها بإنها لو قالتلهم حاجة هيموتلها إللى فى بطنها .. حسين كان قاعد بعيد ومش قادر يبص فى عيون شوق إللى مش بتبصله أصلا ومش معتبراه موجود .. فاطمه كانت قاعدة على جنب وبتبص للموقف بتريقة ...
رانيا وهى بتعدل لشوق شعرها:"طمنينى عليكى ياحبيبتى، أخبارك إيه؟ وحشانى"
شوق:"أنا كويسه ياماما، إنتى كمان وحشتينى أوى، خليكى معايا."
رانيا عيونها جات فى عيون حسين إللى بيبصلها بغضب ..
رانيا:"مرة تانية يا روحى، اه صحيح ألف مبروك ياحبيبة ماما."
شوق إبتلعت غصة مريرة وهى بتبص لمجدي وبعدها بصت لمامتها ..
شوق:"الله يبارك فيكى ياماما."
رانيا فضلت تطبطب عليها لحد ماشوق نامت فى حضنها ...
فاطمة بسخرية لنفسها:"قولت عيلة صغيرة ماحدش صدقنى."
رانيا عيونها جات على بطن شوق وملست عليها بفرحة ..
حسين:"مش يلا يا رانيا."
رانيا بصتله وبعدها بصت لشوق إللى نايمة فى حضنها بهدوء ..
حسين بتكرار:"يلا يا رانيا نمشي، بلاش نزعجهم أكتر من كده."
جات تبعد شوق عنها، شوق فتحت عيونها ولقت رانيا بتبعد عنها، مسكت فيها جامد وبدأت تبكي..
شوق:"خليكي يا ماما، عشان خاطرى خليكي معايا ماتمشيش."
حسين:"يلا يا رانيا."
مجدى مسك شوق من دراعها عشان يبعدها عن رانيا وبدأت تصرخ ...
رانيا وهى بتحاول تهديها:"هجيلك ياشوق، هجيلك تانى ياحبيبتى، خدى بالك من نفسك ومن إللي فى بطنك."
حسين:"بنتى أمانة عندك يامجدى، خد بالك منها."
مجدى بمكر:"ماتقلقش يا حمايا دى فى عينيا."
حسين مسك رانيا وخرجوا من الشقة وشوق فضلت تبكى ...
مجدى بغضب وهو بيمسك شوق إللى بتبكى من شعرها:"كفاية بقا، إيه القرف ده؟، عايش فى قرف من يوم ما إتجوزتك، أنا مش عارف إيه إللى مصبرنى عليكى؟!!"
فاطمة بمصمصة وسخرية:"فعلا إيه إللى مصبرك عليها دى؟ ده إنت بقالك شهر بس متجوزها وشايف كل ده، ياما قولتلك إسمع منى وأنا أختارلك عروسة، بس إحنا فيها أهوه، شاور بس وأنا هجبلك زوجة تانية زى القمر وأحلى من دى بكتير وإللى معاك دى تخدمنا كلنا."
مجدى وهو بيرمى شوق على كنبة الأنترية:"مانا فعلا ناوي على كده بس لما إللى فى بطنها ده ييجى الأول، *بص لشوق بغضب* إدخلى على أوضتك ومش عايز أشوف وشك أبدا."
قامت من مكانها بخوف شديد ودخلت على أوضتها وقفلت الباب، قعدت على سريرها وهي بتبكى ونفسها تقول لمامتها بس خايفة مجدى يعمل في الطفل حاجة، على الرغم من إنها مش حابه حاجة من البنى آدم ده، لكنها خايفة على طفلها إللى لسه مجاش للدنيا، عيونها جات على بطنها وقربت إيدها ببطئ نحيتها وبدأت تملس على بطنها بإرتباك ...
شوق بإرتباك وخفوت:"إنتي هنا؟"
إستنت شوية كإنها معتقدة إنها هترد عليها ..
شوق بهمس:"ماتخافيش مش هخليه يأذيكي، خليكي إنتي بس جوا هنا فى أمان وهو مش هيشوفك خالص."
مكانتش تعرف يعنى إيه حمل على الرغم من إنها درست مراحل تكوين الجنين فى الثانوي، لكن الواقع حاجة تانية بالنسبالها، معتقدة ومصدقة إن بنتها سامعاها وبتستخبى فيها عشان عايزة الأمان، لكنها مش واخدة بالها إنها هى إللى بتتحامى فيها ...
شوق ببراءة:"نفسى تبقى بنت عشان نبقى أصحاب *كملت بغصة ودموع* وأحكيلك عن عمر."
نامت على السرير وهى حاطه إيديها الإتنين على بطنها وبتبكى على عمر ...
" لم تكن تعلم أن القادم هو عوض الله لها، سيرزقها بمن سيدمر من يتسبب لها بدمعة واحدة، بمن سيحارب كل مخلوق آذاها نفسيا حتى لو للحظة، بأمير قلبها ونور حياتها" ...
...................................
حسين ورانيا دخلوا شقتهم وهنا رانيا إنفجرت فيه ...
رانيا:"عاجبك بنتك إللى إنت بهدلتها وضيعتها؟ عاجبك عياطها؟ أنا يومها قولتلك إنى مش راضية عن الجوازة دى وعمرى ما هرضى عنها أبدًا"
حسين بلامبالاة:"دلع بنات، طبيعى كنتى وحشاها فهتمسك فيكى، وسواء رضيتى بالجوازة دى أو مرضتيش بيها، خلاص بنتك متجوة وعلى زمة راجل وهتخلف قريب أهيه يعنى ريحي نفسك."
رانيا بعصبية:"لا ده إنت بقيت غريب جدا، نفسى أفهم إيه إللى قساك على بنتك كده؟ كل ده عشان كلام الناس؟!!!"
حسين بتحذير:"صوتك مايعلاش."
رانيا:"هتعمل إيه لو عليت صوتى عليك؟ هتضربنى تانى؟"
حسين بغضب مكتوم:"إتقى شري يا رانيا وإدخلى حضرى الأكل عشان أنا جعان."
سابها ومشى وراح أوضتهم وبدأ يغير ... رانيا كانت واقفة فى مكانها مغلولة وبتتوعد لحسين فى سرها بأيام هيتمنى فيها الموت المهم إنها تتطمن على بنتها على الرغم من إنها مش متطمنه لحياتها دي ... حسين لما خلص تغيير هدومه قعد على السرير بقلة حيلة وبيفكر فى ذنبه إللى عمله وبنته إللى مش راضيه تبص فى عيونه، يمكن يلاقى الحب فيهم زى ماكان متعود، كان خايف يروحلها ويلاقي رد الفعل ده وزى ماتوقع تمامًا هو خسر بنته نهائيًا .. عيونه جات على شنطة شوق إللى حطها فى ركن بعيد فى الأوضة ومخبيها عن رانيا، قام من مكانه وفتح الشنطة دى وكانت كلها عبارة عن رسائل فقط .. رسائل مرسلة إلى "شوق العُمَر" .. رسائل كتير كلها موجهة لشوق بنته، فتح رسالة بإرتعاش وبدأ يقرأ ..
إلى "شوق العُمَر" ..
"حبيبتي، باقى من الزمن 4 شهور وأسبوع و يومين على رجوعي لمصر، ماتعرفيش أنا بعانى قد إيه هنا عشان أقدر أجيب تمن شقتك، بس ماتقلقيش خليكي واثقة فيا وصدقينى أنا ناوي على حاجات كتير أوى هتعجبك، هعوضك يا شوق على كل لحظة غياب عشتيها فى بُعدى عنك، هعوضك عن كل دمعة نزلت عشانى، أنا عاملك مفاجأة كبيرة هتعرفيها لما أرجع، ومش هقولك عليها عشان إنتى عارفانى كتوم وبحب أدارى كويس، أسبوعى عدا بشكل طبيعى، لقيت شغلانة رابعة ليا ومش عارف أوفق بين التلاتة الأولانيين، إنتى عارفة إنى يادوب بنام أربع ساعات فى اليوم بالعافية، ومش لاقى وقت للوظيفة الرابعة دى، بس ماتقلقيش أنا هتصرف وربنا هيوفقنى طول مانا عايزك فى حلاله، ردى عليا برسالة، إحكي فيها يومك كله بأدق التفاصيل، وهستنى الرسالة بفارغ الصبر."
التائه فى عشقك "عمر"
حسين قفل الجواب بضيق شديد وإحساس بالذنب وفتح جواب تانى ............
إلى "شوق العُمَر"
"حبيبتى، باقى من الزمن 8 شهور على رجوعي لمصر، أنا مش قادر أتأقلم على أى حاجة فى غيابك، وفى نفس الوقت بشوفك حواليا فى كل مكان وده إللى مصبرني على إللي أنا فيه، عارف إنك هتستنيني العمر كله، بس أنا مش عايزك تستنينى العمر كله، هستحمل وهعافر عشانك، وهعمل المستحيل، كله يهون المهم إنتي تبقى مرتاحة وهترتاحي أكتر لما نتجوز إن شاء الله، أوعدك بكده."
التائه فى عشقك "عمر"
...............
فتح جواب تالت ...
إلى " شوق العُمَر"
"حبيبتي، باقى من الزمن شهر و 5 أيام على رجوعى لمصر، حبيت أطمنك إن خلاص كل حاجة جاهزة، شبكتك، مهرك، فلوس جوازنا وإللى بعد جوازنا إن شاء الله، ومعايا مبلغ محترم أقدر أحققلك بيه كل إللى إنتى عايزاه، وزى ماقولتلك ماتنسيش إنى عاملك مفاجأه هتحبيها أوي يا شوق، حاجة إنتى بتحبيها أوي مش هقدر أحرمك منها وفى العموم مش هقدر أحرمك من أى حاجة، إنتى بس تشاورى وأنا أنفذ، أهم حاجة تكونى مرتاحة، بعشقك وبعشق التراب إللى إنتى بتمشي عليه وأخيرًا هقنع الأستاذ حسين بيا وهيوافق بدون أى رفض وأنا واثق من كده، وى ماقولتلك هتكملى تعليم فى بيتنا، مش هقدر أحرمك من تعليمك المهم إنك تبقى مبسوطه"
التائه فى عشقك "عمر"
حسين من غضبه من نفسه وإحساسه بالذنب الشديد فتح كل الجوابات إللى عمر بعتها لشوق فى فترة سفره وإللى كلها عباره عن وصفه فى شوقه ليها وحكاويه عن أيامه والمرمطة إللى شافها فداءًا ليها، وحكاويه عن إسماعيل صاحبه وعفاف، وعن كل تفاصيل حياته فى الغُربة ...
رمى الجوابات فى الصندوق بغضب شديد وعيونه جات على حصالة كسر الحصالة ولقى فيها مبالغ شوق عايناها فيها كانت أغلبها بعملة أجنبية، رمى الفلوس فى الصندوق معاهم وراح للمطبخ بغضب شديد وأخد علبة كبريت تحت عيون رانيا إللى مستغربه تصرفه المفاجئ وقررت تمشى وراه، دخل الأوضة وولع عود كبريت ورماه فى الصندوق رانيا دخلت الأوضة وصرخت بفزع لما لقت جوابات عمر لبنتها بتتحرق والفلوس إللى شوق فضلت تحوشها عشان جوازها هى وعمر حتى مكانتش بتصرف الفلوس إللى هو كان بيبعتها وكانت بتاخد من مصروفها وبتضيفهم على فلوس عمر .. رانيا جات تقرب عشان تطفى النار حسين مسكها ..
رانيا ببكاء:"لا ياحسين، حرام عليك إللى بتعمله ده، حرام."
حسين بشرود وحزن غير واضح:"كده أحسن للكل."
......................
مرت الأيام وشوق قاعده فى أوضتها دايما وبتاكل بشراهة والأدوية بتاخدها بمواعيد، وزيارات رانيا لشوق مستمرة هى وحسين إللى مش قادر يبص فى عيون شوق وهى مازالت مابتبصلوش ولا بتكلمه، كل ده وتمثيلية معاملة مجدى وفاطمة اللطيفة لشوق قدام أهلها مش بتخلص وبتعدى بنجاح مستمر، شوق طلبت من مامتها تجبلها جوابات عمر فى الخفاء لكن رانيا قالتلها كل إللى حصل بندم، شوق بكت فى اليوم ده بقهرة خلاص خسرت كل حاجة باقية من عمر ... مجدى كان مغلول من جواه نحية شوق إللى بترفضه وبتبعد عنه وبيطلع غله فى السجاير والشرب لدرجة إنها بقا بياخد ممنوعات بشكل دائم ... وفاطمة بتعد الأيام عشان تخلص من شوق وتخليها خدامة تحت رجليها وتجوز إبنها واحدة تانية من إختيارها هي، عرفوا نوع الجنين ومجدى فرح جدا بإنه هيجيله ولد لكن شوق زعلت بسبب إنها كان نفسها فى بنت أوى وفى اليوم ده عيطت جامد ..
بعد مرور ثمانية أشهر:
شوق كانت نايمة بهدوء فى أوضتها فى المستشفى وجنبها رانيا إللى بتملس على شعرها بحنان أمومى وحسين قاعد بعيد عنهم ومش قادر يقرب منهم ... فتحت عيونها ببطئ وإبتسمت لما لقت مامتها معاها ..
شوق بإرهاق:"فين إبني؟"
رانيا:"فى الحضّانة ومعاه باباه وحماتك يا حبيبتي."
شوق بإرهاق:"أنا عايزة أشوفه."
حسين قام من مكانه وخرج راح للحضّانة ... مجدى كان شايل أمير إللى شبه الملاك وجنبه مامته إللى بتملس على وش أمير بحب ..
حسين مد إيده ليهم بحيث إنهم يدوله أمير، لكن مجدى ضم أمير لحضنه وبص لحسين بحذر ...
حسين بإستغراب من رد فعله:"بنتى عايزة تشوف إبنها."
مجدى فضل باصصله كتير بس إبتسم إبتسامة ماكرة وإدا أمير لحسين ..
حسين:"مش هتطمن على مراتك يابنى؟"
مجدى بسخرية غير واضحة:"هتطمن عليها فى البيت، المهم إنتوا تتطمنوا عليها."
حسين بإبتسامة:"ماشى يابنى."
حسين مشي وبص لأمير إللى فى حضنه بحب وفرحة وقلبه كان بيدق بشدة وده لإن الفرحة مش سايعاه دخل لأوضة شوق إللى عيونها جات على أمير إللى فى حضن أبوها دموعها نزلت بفرحة ورفعت إيدها عشان تاخد أمير، حسين كان لسه هيديلها أمير شوق ديرت وشها بعيد عنه، رانيا أخدت أمير من حضن حسين وإبتسمت بحب ..
رانيا بهمس فى ودن أمير:"حبيب تيته، أغلى ما أملك، كبرتنى بدري يا أمير، أنا عندي 38 سنة وبقيت تيته فى السن ده، *ضحكت ضحكة خفيفة* مش مشكلة كله يهون عشانك."
فى اللحظة دى ضحكة إترسمت على وش أمير البرئ وهو نايم ... رانيا ضحكت ضحكة خفيفة وقربت بأمير نحية شوق ..
رانيا:"شوق يلا ياحبيبتى أكلي إبنك."
شوق عيونها جات على أمير إللى الإبتسامة مرسومة على شفايفه الناعمة وهو نايم جات تاخده منها ...
رانيا:"إستني هساعدك."
رانيا خلتها تشيله بوضعية مريحة وعدلتلها المخدة بميل على السرير وشوق سندت بظهرها على السرير .. حسين كان واقف حزين وقلبه بيوجعه بسبب تجاهل بنته ليه ده غير إنه مش قادر ينطق ويقولها "بتعملى كده ليه؟" مع إنه عارف السبب كويس، رانيا ساعدت شوق فى إنها تأكل إبنها وفى نفس الوقت كانت بتبصلها بحزن شديد لإن إللى يشوف المنظر ده يشوف عيله وطفل مش أم وطفل .. مر اليوم على خير وشوق روحت بإبنها إللى متمسكة بيه فى حضنها لشقة مجدى وكان معاها حسين ورانيا إللى جابولها أكل كتير عشان تغذى نفسها وبعد ما قعدوا معاها وإتطمنوا عليها، رانيا قالت لحسين إنها عايزة شوق تقعد عندهم فى فترة السبوع لكنه رفض وبشدة وقال "مكانها في بيت جوزها" كتمت غضبها نحيته ومشيوا وهى فضلت مع مجدي ومامته كانت بتضم أمير لحضنها أكتر وخايفة من مجدى إللى بيبصلها بنظرات كلها غضب ..
مجدى بتحذير:"كلها أسبوع واحد وأخلص من أهلك وأفوق ليكى وهتشوفى أنا هعمل إيه، صبرك عليا."
فاطمة وهى بتقرب منها:"هاتى حفيدى يابت إنتى عايزه آخده في حضني."
أخدت أمير من حضن شوق بالعافيه، وشوق دموعها نزلت بخوف أحسن يحرموها من إبنها ...
مجدي:"خايفة كده ليه؟ أنا مضطر أستحملك سنتين الرضاعة بتوع إبنك."
فاطمه بسخرية:"بس مكانك فوق ياحبيبتى مش هنا."
خرجوا من الأوضة وسابوها تبكى لوحدها فى أوضتها ..
مرت الأيام وشوق مابتاكلش إلا قليل بسبب نفسيتها الضعيفة مما زاد من ضعفها مجدى كان بيضربها بسبب قلة أكلها وده لإنه محتاج غذاء إبنه منها وكان بيخليها تاكل بالعافية ... رانيا بتيجى تزور شوق كل يوم ومش بتسيبها أبدا وطول ماهى عندها بتبقى واخده أمير فى حضنها ..
رانيا بإنشغال وهى بتلبس أمير:"عدينا السبوع أهوه، مش راضية برده تقوليلى مالك؟"
شوق بغصة:"مالى إزاى يا ماما؟"
رانيا برجاء وهى بتبصلها:"عشان خاطرى ياشوق، لو آذوكى بس قوليلى وماتقلقيش مش هعمل حاجة أنا بس هاخدك من هنا."
شوق عيونها جات على أمير وبعدها بصت لمامتها إللى فهمت ..
رانيا بإبتسامة وهى بتملس على شعرها:"وهناخد أمير معانا، أنا وإنتى نهرب من كل ده."
شوق:"بس .... بس أنا خايفة."
رانيا:"ماتخافيش، هنهرب أنا وإنتى وأمير هيكون معانا، من يوم مانتى إتجوزتى وأنا بخطط لكل ده ماكنتش عاملة حساب أمير بس خلاص الخلبوص ده بقا فى الحسبة."
شوق:"طب إزاى؟ هنهرب إزاى؟"
رانيا بدأت تحكيلها الخطة وكل ده بيحصل وهما مش واخدين بالهم من فاطمة إللى بتتصنت عليهم وبتضحك بخبث ... بعد مرور يومين ... رانيا إستغلت خروج حسين للشغل وكالعادة كان بيقفل الباب عليها وراه، ضحكت بسخرية وأخدت نسخة من مفتاح باب الشقة من تحت مخدتها ..
رانيا بهمس:" كويس إنى إستغليت وقت نومك ونزلت عملت نسخة للمفتاح."
لمت هدومها فى شنطة كبيرة وكتبت جواب لحسين حطتهوله على مكتبه تحت كتاب كان بيقرأه آخر مرة وأخدت مبلغ كبير من شنطته إللى هى تعرف الرقم السرى بتاعها، فتحت باب الشقة بالمفتاح وخرجت ... حسين وصل تحت بيت مجدي إللى كان مستنيه هو ومامته ..
حسين:"أنا حاسس إنكم بتضحكوا عليا، بنتى ومراتى يستحيل يعملوها، رانيا مقفول عليها الباب فى البيت."
فاطمة بخبث:"أنا سامعاهم بودنى دول وهما بيتفقوا إن مراتك هتجيلها هنا فى الشارع المقفول إللى جنب البيت الساعة 10 الصبح وشوق هتستغل إني بريح فى الوقت ده وإن مجدي فى القهوة ومش بيرجع غير الظهر وهتهرب بحفيدي."
حسين برفض تام:"لا أكيد بيتهيألكم."
مجدي بتحدي:"هنشوف."
شوق كانت بتلم هدومها وهدوم أمير فى شنطة وبتجهز عشان تهرب ... رانيا كانت فى الطريق وراكبه ولسوء حظها الطريق كان زحمة وإستنتجت إنها هتوصل متأخر ... شوق لمت هدومها وشالت أمير وخرجت من الشقة بهدوء وهى بتتسحب إتنهدت بإرتياح أول أما خرجت من الشقة وبعدها نزلت من البيت وراحت للشارع المقفول، فضلت واقفه فى مكانها مستنية مامتها لكنها مش لاقيالها أثر، وكل ده تحت عيون حسين إللى واقف فى ركن بعيد مع جوزها وحماتها ومش مصدق إللى بيحصل .. قلبه وجعه جدا بدأ يدور على رانيا بعيونه لكنه مش لاقيها ومن جواه واثق إنها مش هتعرف تنزل من البيت لإنه قافل عليها، قرر إنه يستناها على الرغم من إعتقادة... عدا وقت بسيط لكن شوق فضلت واقفه فى مكانها بتتجمد من البرد وأمير بدأ يبكى وهى بتحاول تهديه وتدفيه أكتر، فاطمة إتضايقت أكتر وماحستش بنفسها غير وهى بتجرى على شوق ..
فاطمة بغضب:"منك لله، هتسيبى الواد يموت من البرد."
شوق إتفزعت لما سمعت صوتها وبصت جهة صوت فاطمة لقت باباها بيبصلها بوجع وخيبة أمل ومجدي عيونه بتلمع من الكُره، فاطمة أخدت أمير من حضن شوق ودخلت بيه على البيت علطول .. ومجدي راح مسك شوق من شعرها وبدأت تصرخ وأخدها وطلعوا على فوق بالعافية وده لإن شوق كانت بتحاول تفلت منه ... حسين بدأ يدور بعيونه على رانيا إللى مصدومة وبتتفرج على كل إللى حصل ده من بعيد وده لإنها لسه واصلة حالًا، بلعت ريقها بخوف لما لقت نظرات حسين إتحولت للغضب الشديد وإتحرك من مكانه وراح بسرعة يركب عشان يروح شقتهم .. غمضت عيونها وبتحاول تاخد نفس عميق وبتفكر فى حاجات كتير ومش عارفة تعمل إيه، عيونها جات على بيت مجدى ولسه هتروح لقت إنها هتكون ظاهرة لحسين أكتر ...
رانيا بحسرة ودموع:"هرجعلك ياشوق وهنقذك من إللى إنتى فيه ده."
هربت بسرعة وأخدت طريق بعيد عن حسين الغاضب، وهنا رانيا إختفت تمامًا، حسين وصل بسرعة لشقتهم وبدأ يدور بعيونه على رانيا بغضب شديد ...
حسين بغضب:"رانيا إنتى فين؟"
راح لأوضتهم وبدأ يدور على هدومها لكنه ملقاش حاجة قلبه وقع فى رجله وحس إنه مش قادر يتنفس، قعد على الأرض وفك زراير قميصه ..
حسين بوجع:"رانيا."
قام بتعب من مكانه وخرج من الشقة ونزل للشارع وجرى بتعب وركب تاكسي لمحطة القطر .. وبعد أما وصل بدأ يدور عليها فى كل مكان لكنه مش لاقيها، راح لموقف ميكروباصات وعربيات خاصة بالسفر وبيدور عليها بعيونه وبلفهة وخوف شديدين لكنها إختفت مش لاقيها، قعد على الأرض فى الشارع بقلة حيلة، وحس بألم فقدان الحبيب إللى كان أصعب مما يقدر يتخيله .. شوق كانت بتصرخ وبتبكى بسبب إنها كانت بتتضرب من مجدى وبعد ما خلص ضرب فيها شدها من شعرها وأخدها على أوضة المنظفات إللى فوق السطح ورماها فيها وقفل الباب عليها ... مرت الأيام وحسين بيدور على رانيا فى كل مكان بجنون ونسي شوق بنته إللى بتتعذب من مجدى ومامته وما أخدش باله من الجواب إللى رانيا سابتهوله لحد دلوقتى لإنه مابقاش بيقرب من مكتبه إللى فى أوضتهم كان كل همه إنه يدور عليها، ومش بتشوف أمير غير فى الخمس دقايق إللى بترضعه فيهم وبعدها بياخدوه من حضنها ... رانيا كانت بتراقب حسين من بعيد وهو تعبان ومرهق ومبقاش بيروح شغله بإنتظام، ومن جواها كانت بتضعف لكنها بتمسك نفسها وده لإنه عمره ماهيتغير، كانت دايما بتراقب بيت مجدى لكنها مش عارفه تشوف شوق ولا عارفه تطلع وده لإنهم أغلب الأوقات قافلين باب البوابة بالمفتاح وهى عارفة كويس لو راحتلهم هيمسكوها لحد ماحسين يجيلها .. وبتفكر إزاى تخرج بنتها من السجن ده .. مرت الأيام وعذاب شوق مستمر من جهة ضرب مجدي ليها، ومن جهة تانية إبنها إللى مش بتشوفه غير عشان يرضع منها، ومن جهة تالته أمها إللى وحشتها ونفسها تشوفها، ومن جهة رابعة وأساسية موت عمر إللى مش بيفارقها حتى وهى فى أحلامها، ومن كتر وجودها فى وسط المنظفات ذات الروائح النفاذة ده غير البرد الشديد جالها كحة شديدة، والوضع تطور بسبب إهمالهم فيها وأصبح عندها مرض الربو وكانوا بيعذبوها لحد مابتستنشق بالعافية وفى نفس الوقت مش قادرين يأذوها أكتر من كده عشان أمير يتغذى كويس ...
...................................
عمر بحنان وهو بيملس على شعرها:"شوق."
فتحت عيونها بضعف وهى نايمة على أرضية الأوضة المظلمة المثلجة..
شوق بتعب:"عمر، إنت جيت؟"
عمر بإبتسامة وهو بيملس على خدودها:"أنا دايما موجود معاكى، أنا ماغبتش عنك يا حبيبتي."
شوق بدموع:"مش هتاخدنى معاك يا عمر بقا؟"
عمر عقد حواجبه وبص حواليه وبعدها بصلها ...
عمر:"أنا لازم أمشى، ماينفعش أفضل هنا."
قام من جنبها فى الأوضة المظلمة وفجأة إختفى ...
شوق بصراخ:"عمر لا ماتمشيش، يا عمر!!!."
............
فى الوقت الحالى:
كان كل إللى مسموع صوت خبط شديد على باب السطح وشوق عقدت حواجبها وهى نايمة على الكنبة إتقلبت فى مكانها وفى نفس الوقت حاسه بحاجة بتملس على شعرها ... إتنفضت فجأة فى مكانها وبصت حواليها وهى بتنهج وبتدور بعيونها على أى حد يكون موجود بس إتنهدت وده لإن الهواء كان بيطير شعرها إللى الطرحة وقعت من عليه وحمدت ربنا إن السطح متغطى عشان ماحدش يشوفها بشعرها ..
؟؟:"ياست شوق، إفتحى."
عدلت طرحتها وهدومها ومسكت شنطتها .. قبل ما تقوم عيونها جات على مكان عمر إبتسمت بحزن ..
شوق:"مش هتأخر."
راحت للباب وفتحت باب السطح للبواب ...
؟؟:"ياست شوق حضرتك قايله ساعتين بس ودلوقتى عدا أربع ساعات."
شوق بإبتسامة:"ده إللى مضايقك يعني؟"
فتحت شنطتها وإدتله مبلغ زيادة...
؟؟ بإحراج:"ياست شوق ماقصدش، قصدى قلقت عليكى لما إتأخرتى."
شوق بإبتسامة:"حاضر مش هخليك تقلق عليا المرة الجايه."
إدتله المفتاح ونزلت من البيت أخدت موبايلها من شنطتها وبدأت تتصل بأمير ... كان قاعد على مكتبه بيبص لسيرين وسرحان فى ملامحها وهى مركزة فى شغلها .. عيونها جات فى عيونه وهو إتعدل بسرعة وبص فى الملفات إللى قدامه .. إبتسمت بإحراج وخجل وفجأه سمعت صوت وصول رسالة على موبايلها .. فتحت الموبايل لقت باباها باعتلها على الواتس آب .. فى نفس الوقت أمير موبايله رن، إبتسم لما لقاها شوق ورد بسرعة ..
شوق:"السلام عليكم."
أمير:"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته."
شوق:"إزيك يا حبيبىي عامل إيه؟"
أمير:"بخير الحمدلله يا شوق، *سيرين بصتله وإبتسمت وهو إبتسملها* أخبارك إيه؟"
شوق:"الحمدلله، هتعوز تاكل إيه النهاردة ياحبيبي؟"
أمير بتنهيدة:"نفسى رايحة على طاجن السمك إللى بتعمليه دايما."
شوق:"خلاص هجيب سمك."
سيرين بهمس مسموع:"سلملي عليها."
شوق سمعت صوت همسها ..
شوق لأمير:"إدي الموبايل لسيرين ياحبيبي."
أمير قدملها الموبايل وهى بصتله بإستفهام ..
أمير:"كلمي شوق."
سيرين أخدت منه الموبايل وحطت موبايلها على مكتبها ...
سيرين:"ألو."
شوق بحزم:"من غير سلامات ولا ألوهات، نفسي أفهم مش بتكلميني ليه بدل مانتى بتهمسيله كده؟"
سيرين بضحك:"هتصدقينى لو قولتلك إنى كنت برد على بابي على الواتس آب صح؟"
شوق بقمصة:"برده، قوليله معلش يا حج هكلم صاحبتى وبعدها هرد عليك."
سيرين بضحكة خفيفة:"حلوة حج دى، بس ماتزعليش منى ياشوق كنت برد على بابي فعلًا ولو كنت إتأخرت عليه ممكن يقلب الدنيا ويقلق أكتر."
شوق:"ربنا يباركلكم فى بعض ياحبيبتى، مش زعلانة ياسيرين أنا بهزر معاكى."
سيرين بإرتياح:"وقعتي قلبي."
شوق:"بعد الشر عليكى، المهم إنتى هتتغدى معانا النهاردة."
سيرين بإحراج:"مش عارفه ياشوق هشوف وأقولك."
شوق بإستغراب:"تشوفى إيه يابنت؟ أنا مش بسألك أنا بعرفك، هستناكي فى البيت إنتى وأمير."
سيرين بإرتباك:"حاضر."
شوق:"يلا سلام ياحبيبتى."
سيرين:"سلام."
شوق قفلت المكالمة وكملت مشي ... سيرين إدت الموبايل لأمير بإرتباك ..
أمير بإستغراب من إرتباكها:"مالك؟ إيه إللى حصل؟"
سيرين بتنهيدة وإحراج:"شوق عزمتنى عندكم على الأكل."
أمير لوهله كان هيبتسم بفرحة بس إتحكم فى إبتسامته بسرعة ...
أمير:"هتنورينا ياسيرين."
سيرين بإحراج:"شكرا يا أمير."
أمير قعد على مكتبه وهى فتحت موبايلها على رسالته...
آنجري:"ماذا يُشغلك عنى يافتاة؟"
سيرين بدأت تكتب ..
سيرين:"عذرًا أبى، كنت أتحدث مع صديقة لي."
آنجرى:"أتتركيننى لأجل صديقتك؟"
سيرين:"أبي لا تتحدث هكذا، أنت تعلم بأنك أغلى ما لدي وليس لي سواك."
آنجرى:" حسنًا إذًا، سأغير الموضوع، ماذا تنوين أن تفعلي اليوم؟"
سيرين:"بعد العمل سأتوجه إلى بيت صديقتى لأتناول الغداء عندها."
آنجرى:"سيرين، ألا تلاحظين أن أصدقائك يأخذونكي مني؟!"
سيرين ضحكت ضحكة خفيفة ..
سيرين:"أبي ألا زلت تغار علي؟"
آنجري:"وهل لي غيركِ لكي أغار عليها؟"
سيرين إتنهدت وإبتسمت لرسالته وبعدها جه على بالها الصور إللى إتصورتها لما كانت بتجرب الفستان بتاع شوق .. فتحت الملفات وبعتتله الصور .. جالها إنه شاف الرسايل وفضلت مستنيه رده ... إستغربت إنه إتأخر لخمس دقايق بس إبتسمت لما لقته بيكتب ...
آنجري:"تعلمين أنكي دائما رائعة وجميلة للغاية فى أى شكل ولكن إذا كنتى أقصر قليلًا سيكون هذا الفستان رائعًا عليكى للغاية."
سيرين:" ولكنه ليس لي أبي، إنه لصديقتى القصيرة *إيموشنات بتضحك* ."
آنجري:"حسنًا إذًا مباركٌ لتلك القصيرة."
إبتسمت وسكتت شوية لقته بيكتب ..
آنجري:"حسنًا، ماذا إذًا؟"
سيرين:"ماذا هناك؟"
آنجري:"متى تنوين أن تأخذي هذه الخطوة؟، خطوة الحجاب."
سيرين كتبت بإحراج:"لا أعلم ولكنني أفكر في ذلك كثيرًا."
آنجري:"إعلمي جيدًا، أننى سأدعمك فى أى قرار ستأخذينه وسأساعدك على الإلتزام به."
سيرين:"أحبك أبي."
آنجري:"وأنا تائهٌ فى عشقك عزيزة أبيكي، سأترككي تركزين فى عملك، إلى اللقاء."
ساب الموبايل وقلع النظارة الطبية إللى لابسها ورجع شعره الأبيض المختلط باللون الأسود للخلف، عيونه البنية جات على صورة طفلة صغيرة فى برواز صورة جنبه، إبتسم بحب وبعدها عيونه جات على ساعة الحائط لقاها لسه 8 الصبح، قام من مكانه وخرج من البيت الضخم الحديث من مجاميعه وبدأ يجري عشان يحافظ على نشاطه وصحته وبعدها بدأ يعمل تمارينه الصباحية ... إسماعيل دخل بيته وإترمى على الكنبة بإرهاق .. خرجت من المطبخ بعبائتها البيتيه وإبتسمتله بحب وقربت منه وكان كل إللى مسموع منها صوت رنة غوايشها الذهب إللى بيخبطوا فى بعض...
عفاف بفرحة:"نورت بيتك يا إسماعيل."
إسماعيل:"ده نورك يا عفاف."
بدأت تساعده فى إنه يقلع جزمته ...
إسماعيل بإستفسار:"الأولاد عاملين إيه؟"
عفاف:"بخير الحمدلله، كلهم كويسين ياحبيبي ماتشغلش بالك بيهم."
راحت جابت طبق فيه مياه دافيه، وهو حط رجله فى المياه وبدأت تدلكله رجله ...
عفاف بإنشغال:"إنت أخبار صحتك إيه؟، طمنى عليك."
إسماعيل:"الحمدلله."
عفاف:"محمد قالي إن إتهيألك إنك شوفت واحدة تعرفها من زمان، تانى يا إسماعيل؟ هندخل فى الموال ده تانى."
إسماعيل:"أنا مش بخرف، أنا واثق إنى شوفتها."
عفاف وهى بتبصله:"حتى لو شوفتها، إيه هيحصل؟ كفايه إللى هى عملته زمان، هنعوز منها إيه تانى؟"
إسماعيل بتعب:"ولا عايزين أى حاجة، أنا بس محتاج أتكلم معاها."
عفاف:"تتكلموا فى إيه؟ مش قولنا بلاش نفكر فى الموضوع ده تاني."
إسماعيل:"ربنا يسهل، محمد فين؟"
عفاف بحب:"حبيبي وقلب مامته راح العيادة إنت عارف إننا بقينا بعد العصر وده ميعاده مع المرضى بتوعه."
إسماعيل:"وفين إسلام وعصام ووليد؟"
عفاف:"إسلام نايم جوا إنت عارف إنه تعبان، بقاله فترة بيدور على شغل ونفسيته تعبانة جدا بسبب إنه مش لاقي."
إسماعيل بضيق:"مانا قولتله شغله موجود هو إللى حابب يعيش فى جو مسلسل *لن أعيش فى جلباب أبي* ربنا يهديه، وفين عصام ووليد؟"
عصام خرج وهو ماسك كتاب فى إيده ولابس نظارة نظر وبيعدلها..
عصام بجدية:"أنا هنا يا بابا، ووليد فى درس الأحياء."
إسماعيل إبتسمله وعصام قرب منه ومسك إيده وباسها ..
إسماعيل وهو يربت على كتفه:"ربنا يبارك فيك ياحبيبي، رجعت من الكلية إمتى يابشمهندس؟"
عصام وهو بيعدل نظارته:"رجعت من حوالى ساعتين يابابا، وبذاكر من ساعتها."
إسماعيل بضحكة خفيفة:"ماتتعبش نفسك ياحبيبي، يلا إستريح شويه عشان ناكل."
عصام:"حاضر."
عفاف بإرتياح:"خلصت."
إسماعيل:"رجلى إرتاحت خلاص، تسلم إيدك يا حبيبتي."
عفاف بخجل وحب:"يوووه يا إسماعيل، ده واجبي."
مسك إيدها وباسها..
إسماعيل:"ده مش واجبك، دي طريقة حبك ليا."
عصام بحمحمة:"بابا أنا واقف معاكم."
عفاف ضحكت وإسماعيل بص لإبنه بطرف عيونه ...
إسماعيل:"عايز إيه؟"
عصام:"مش حضرتك قولت هناكل مع بعض؟؟"
إسماعيل بتصحيح:"قولت إستريح شوية عشان ناكل مع بعض، يلا يافالح روح صحي إسلام، وأنا هساعد أمك."
عفاف:"خليك يا إسماعيل إنت تعبان."
إسماعيل بغمزة:"سيبينى أساعدك بقا يا فوفه."
عفاف بخجل:"طيب."
............................
شوق كانت بتروق البيت وفى نفس الوقت متابعة الطبيخ وبعد فترة خلصت كل حاجة ... عيونها جات على الوقت وإتنهدت بإرتياح وده لإن لسه فاضل نص ساعة على مايطلعوا من الشغل .. راحت الحمام وأخدت شاور عشان تفوق .. وهى بتلبس هدومها إفتكرت زهرة إتنهدت بضيق وكملت لبس وبعدها لبست طرحة وطلعت للدور الخامس ... خبطت على الباب لحد مافتحتلها مامت زهرة ..
إبتسام بإبتسامة وهى بتسلم عليها:"يا دى النور يا دى النور، إزيك ياشوق عاملة إيه؟"
زهرة كانت قاعدة فى الصالة بتتفرج على التليفزيون وأول أما سمعت إسم شوق إتنفضت فى مكانها وجريت بسرعة لأوضتها ...
شوق:"ده نورك ياحبيبتى، إنتى عاملة إيه؟"
إبتسام:"الحمدلله، تعالى إتفضلى ماتقفيش كده."
دخلت شقتهم وبعدها بصت لإبتسام إللى قفلت الباب ...
شوق:"ألا هى بنتك ياحبيبتى؟"
إبتسام:"أكيد فى أوضتها، ليه ياحبيبتي في حاجة؟ هى زعلتك فى حاجة؟"
شوق:"لا أبدا يا إبتسام، كنت عايزة أتكلم معاها ليا واحدة معرفة سألتنى على عناوين دروس لبنتها فجه على بالي زهرة أهى تساعدنى شويه بما إنهم فى سن بعض."
إبتسام:"ماشى ياحبيبتى إدخليلها الأوضة *شاورتلها على الأوضة* هى فى الأوضة دى."
شوق:"تُشكرى يا إبتسام."
إبتسام:"العفو ياحبيبتى على إيه بس."
شوق راحت لأوضة زهرة ....
زهرة بإرتباك:"مين؟"
شوق بإبتسامه عشان إبتسام ماتشكش فى حاجة:"أنا طنط شوق ياحبيبتى، عايزه أتكلم معاكى أسألك فى حاجة تبع الدروس."
زهرة فتحت الباب بإرتباك وشوق إبتسمتلها ودخلت .. إبتسام إتنهدت وراحت المطبخ عشان تعمل شاي .. زهرة كانت واقفه بإرتباك وبتبص فى الأرض وشوق إتنهدت لإنها بتفكرها بنفسها ...
شوق:"ممكن أسألك سؤال؟"
زهرة:"إيه هو ياطنط؟"
شوق:"ليه كده يابنتي؟ ليه بتتصرفى بالشكل ده؟ ليه بتجرى ورا واحد وإنتى فى سنك ده؟ تعرفى إنتى لو فضلتى كده الناس كلها هتنفر منك؟ ده غير مامتك إللى بتثق فيكى، إزاى جالك قلب تعملى فيها كده؟"
زهرة بحزن:"أنا بحب أمير."
شوق برفض:"مش مبرر لتصرفك ده، إنتى بتتصرفي من غير تفكير كإن حد بيقولك تعملى إيه وماتعمليش إيه وفى الغالب الحد ده شخص مش كويس وعايز يبقى أحسن منك."
زهرة:"بس ممكن يكون الحد ده بيرشدني للصح؟"
شوق بضيق:"للصح؟!! إنتى متخيلة إن لما حد ينصحك ويقولك على حاجة غلط تعمليها ده معناه إيه؟ معناه إنه مش بيحبك نهائيًا وبيستغلك وخلاص."
زهرة إرتبكت ومش عارفة تقول إيه ... موبايلها رن وعيونها جات على رقم صاحبتها .. شوق لاحظت نظراتها وأخدت موبايلها من جنبها وهى إللى فتحت المكالمة وشغلت المايك بس متكلمتش، سابت الطرف التانى يتكلم ...
آيات:"زهرة، أخبارك إيه؟ إتفرجتى على الفيلم الأجنبى إللى بعتهولك إمبارح؟ وعملتى زى ماهي عملت في الفيلم ولا إيه؟ روحتى لأمير؟"
شوق برقت .. وزهرة إتحرجت...
آيات:"ألو!! زهرة."
شوق:"ألو."
آيات:"مين؟"
شوق بحزم:"أنا مامتها."
آيات بإرتباك:"أهلا ياطنط، أومال فين زهرة؟"
شوق:"زهرة نايمة."
آيات:"طب هتصل وقت تانى."
كانت لسه هتقفل ...
شوق:"مين أمير ده؟"
آيات بإرتباك:"أمير؟ هو أنا جبت سيرة حد بالإسم ده؟"
شوق:"أيوه إنتى قولتى "روحتى لأمير؟"، عايزة أعرف مين ده؟"
آيات حست إنها إتحبست ولازم تبين نفسها الملاك البرئ ..
آيات:"صدقينى يا طنط فضلت أحذرها كتير، وأقولها مافيش حب فى السن ده وماتكلميش ولاد، خليكى زيي، لكن هى صممت، صدقينى ماليش دخل فى أى حاجة، أنا..."
قطع كلامها شوق إللى قفلت المكالمة وبصت لزهرة إللى بتبص فى الأرض ومحرجة ومصدومة فى صاحبتها ...
شوق وهي رافعة حاجبها:"صاحبتك باعتك من أول مطب."
زهرة بعدم إستيعاب:"إزاى؟"
شوق:"زى الناس، قولتلك إللى بيطلب منك تعملى كده عايز يبقى أحسن منك، تخيلي بقا إن مامتك هى إللى كانت ردت بجد، إيه إللى كان هيحصل؟"
زهرة دموعها نزلت من الإحراج ... شوق أخدتها فى حضنها وطبطبت عليها ...
شوق:"مهما كان ياحبيبتى إنتى لسه صغيرة ولسه الحياة قدامك، ياما هتقابلى الحلو والوحش، ولما تكبرى وتبقي آنسة زى القمر كده هيجيلك فارس أحلامك إللى مش هتبقى عاملة حسابك عليه أصلا."
جه على بالها عمر وإتكلمت بغصة ...
شوق:"هيخاف عليكى أكتر مابيخاف على نفسه، وهيحافظ عليكى، بس إنتى لسه صغيرة يازهرة، عيشي حياتك براحتك أنا بقولك ماتعيشيهاش، بس عيشيها صح يا حبيبتي."
شوق بصتلها ومسحتلها دموعها ..
زهرة بدموع:"إزاى صاحبتى تقول كده؟"
شوق:"عيله صغيرة مش فاهمة حاجة، حابه ترمى التهمة عليكى وخلاص عشان تهرب من كل ده، هى مش حِمل أى مسئولية، خليكى فى حالك وربنا يرزقك بالناس إللى شبهك، وترفعى راسك أهلك إن شاء الله."
زهرة هزت راسها بالموافقة ...
شوق بتنهيدة:"أقدر أنزل بقا عشان أنا فعلا مشغولة، ولو إحتجتينى فى حاجة أنا تحت تعليلى أنا ببقى قاعدة لوحدى أهو تسلينى شوية *ضحكت ضحكة خفيفة*."
زهرة:"حاضر يا طنط."
شوق باستها من راسها وطبطبت عليها ولسه هتمشي ..
زهرة:"طنط."
شوق بصتلها بإستفسار ...
زهرة بإحراج:"أنا آسفة، وقولى لأبيه أمير مايزعلش منى."
شوق:"حاضر ياحبيبتى، حصل خير."
خرجت من الأوضة وقابلتها إبتسام إللى كانت داخله عشان تديلها الشاى ...
إبتسام:"إقعدى شوية إنتى مقعدتيش كتير."
شوق:"مرة تانية ياحبيبتى، الجيران لبعضيها الأيام قدامنا كتير إن أحيانا الله، أستأذن بقا عشان أمير جاى وأنا لازم أجهزله الأكل ضروري."
إبتسام:"ماشى ياحبيبتى سلميلى عليه."
شوق:"يوصل."
نزلت من شقتهم ودخلت شقتها، إتنهدت بإرتياح وبدأت تجهز الأكل ... سيرين خرجت من الشركة هى وأمير ومعاهم باقى الموظفين، راحت لعربيتها وأمير وقف محرج .. سيرين ركبت العربية وإستنت أمير يركب لكنه ماركبش نزلت تانى وإستغربت إنه واقف فى مكانه ..
سيرين:"مش هتركب؟"
أمير بإحراج:"هو لازم نروح بعربيتك كل مرة؟"
سيرين بإستغراب:"فيها حاجة دى؟"
أمير بإحراج شديد:"مافيش."
ركب العربية من غير كلام وفى نفس الوقت محرج، وهى ركبت وفى نفس الوقت مستغربة من رد فعله ...
سيرين:"فى حاجة؟"
أمير بإبتسامة مترددة:"لا مافيش، أنا كويس."
سيرين بإستغراب:"ماشى."
إتحركت بالعربية .. بمرور الوقت وصلوا الحارة وأمير نزل من العربية وهى ركنتها ونزلت وطلعوا مع بعض وفى نفس الوقت كانوا محرجين جدا من وجودهم مع بعض فى كل الأوقات وفى كل مكان ... أمير فتح باب الشقة وبدأ ينادى ..
أمير:"ياشوق."
شوق خرجت من المطبخ وإبتسمت بفرحة لما شافت سيرين إللى جريت عليها وحضنتها ...
شوق وهى بتضمها بشدة:"وحشتينى."
سيرين:"وإنتى كمان وحشتينى أوى."
شوق بعتاب وهى بتبصلها:"مادام وحشتك مابتجيش ليه؟"
سيرين:"عايزة أقولك يا شوق، إنى أعتبر بجيلك كل يوم أصلا."
شوق:"نعم؟ معتقدش، أنا شايفة إنك بتجيلى مرة فى السنة."
سيرين بضحكة:"مرة فى السنه؟ شوق أنا هنا مابقاليش فترة أصلا".
شوق:"برده تجيلى علطول."
سيرين:"حاضر ياشوق."
شوق حضنت أمير ...
شوق:"يلا الأكل جاهز يادوب هحطه على الترابيزة إنتوا تعبانين، إرتاحوا."
سيرين:"لا لازم أساعدك."
شوق كانت لسه هتتكلم ...
سيرين:"عشان خاطرى يا شوق."
شوق بإستسلام:"إللى يريحك."
أمير:"طيب أنا هدخل أغير."
شوق:"ماشى ياحبيبي."
حطوا الأكل على الترابيزة وأمير غير هدومه وبدأوا ياكلوا سيرين عجبها الأكل جدا وشكرت شوق عليه جدًا ... وأمير كان أغلب الوقت بيبصلها بطرف عيونه عشان مايتكشفش، لكن شوق كانت واخدة بالها كويس جدا من الموضوع ده ... بعد الأكل أمير كان بيصلى فى المسجد وشوق وسيرين كانوا بيصلوا جماعة فى الشقة وبعد التسليم، شوق بصت لسيرين إللى لسه هتقلع الطرحة ..
شوق:"خليكى زى مانتى."
سيرين بصتلها بإستغراب...
شوق:"ممكن أسألك سؤال؟"
سيرين:"أكيد."
شوق:"ليه ماتحجبتيش؟"
سيرين بإبتسامة:"محتاجة آخد الخطوة وفى نفس الوقت خايفة جدا."
شوق:"خايفة ليه؟"
سيرين:"خايفة أتقيد بحاجة معينة، خايفة لما أتحجب يبقى شكلى وحش، خايفة من حاجات كتير أوى، إستايل لبسي أكيد هيختلف، كل حاجة فى حياتى هتختلف، حاجات جديدة عليا."
شوق:"مش أنا قولتلك إن الحجاب بيخفى جمال البنت وده لإنه سترة؟"
سيرين بنتنهيدة:"أكيد بس أنا إتعودت على حاجة معينة وصعب إنى أغيرها، محتاجة خطوة كبيرة."
شوق:"أو يمكن تكونى إنتى إللى بتوهمي نفسك؟"
سيرين سكتت ومردتش ..
شوق بإبتسامة:"ممكن طيب تغيرى هدومك والمرة دى هتلبسى حاجة على زوقى، وبما إنك محتاجة الخطوة أنا هخليكي تاخديها."
سيرين إرتبكت بس شوق مسكتها من إيدها وخلتها تقوم وبدأت تدور على حاجة فى دولابها تناسب سيرين لحد ما عيونها جات على الفستان إللى أمير جابهولها، إتنهدت وبصت لسيرين ...
شوق:"مافيش غير ده ينفع للى فى سنك."
سيرين بإرتباك:"لا خلاص مش مهم، مرة تانية."
شوق بحزم:"مافيش مرة تانية، فى دلوقتي يا إما بلاش، يلا."
شوق ساعدتها تغير هدومها وخلتها تلبس الفستان وعملتلها لفة طرحة لايقه عليها جدا .. سيرين وقفت مبهورة بشكلها قدام المراية ...
شوق:"مش كده أحسن؟"
سيرين بإنبهار:"حلوة أوى."
شوق سمعت صوت باب الشقة بيتقفل راحت فتحت باب أوضتها وندهت لأمير ...
شوق:"أمير تعالى كده."
أمير قرب منهم وإتصنم فى مكانه لما شاف سيرين للمرة التالته بالشكل المميز ده ..
شوق:"إيه رأيك؟"
أمير بتلعثم:"ح....ح....حلو."
شوق لسيرين:"مش قولتلك حلو، عايزاكى بقا تروحى البيت النهاردة وإنتى لابسه اللبس ده وشوفي إيه إللى هيحصل تاني يوم."
سيرين بصتلها بإستفهام ..
شوق:"هتفهمينى بكره من نفسك، بس روحي بيه."
سيرين:"حاضر، مش هتعوزى حاجة طيب عشان لازم أمشى."
شوق:"سلامتك ياحبيبتى، وصلها يا أمير لتحت."
أمير وسيرين ضحكوا وبالفعل نزلوا وأمير كان تايه فيها وفي شكلها ده .. وصلوا للعربية وسيرين كانت مرتبكة من منظرها فى الشارع وكانت خايفة الكل ينتقدها فى لبسها ده حتى لو بنظراتهم لكنها مالقتش حد منتبه ليها، عيونها جات فى عيون أمير إللى بيبصلها بإبتسامة صافية ورضا وعيونه بتلمع ... حست بالخجل الشديد وركبت عربتيها وإتحركت تحت عيون شوق إللى واقفه عند الشباك وعيون أمير إللى متسمر فى مكانه ومتابعها بعيونه ... طلع الشقة ولسه يبقفل الباب وبيلف لقى شوق فى وشه ..
أمير بفزع:"بسم الله الرحمن الرحيم، فى إيه ياشوق؟"
شوق وهى مضيقة عيونها:"مش هتقِر وتعترف بقا؟"
أمير بعدم فهم:"مش فاهم؟ أعترف بإيه؟"
شوق:"ماتتعبنيش معاك يا ولد، أنا عارفة إللى فيها، إنت شايفنى هبلة؟!!"
أمير بإرتباك:"فى إيه ياشوق؟"
شوق:"إعترف وقول إن البنت عاجباك، ده أنت عيونك كانت هتخرج من جسمك من كتر البص عليها."
أمير وهو بيبلع ريقة بإرتباك:"وإنتى جبتى الكلام ده منين؟"
شوق:"شوفتك بعيونى ياحبيبي، يلا قول."
أمير فضل باصصلها كتير وهى فضلت بصاله بتحدي ... إتنهد بإستسلام وإبتسم بإحراج ..
أمير:"أيوه ياماما عاجبانى."
شوق ماحستش بنفسها غير وهى بتحضنه بشدة ...
شوق:"فرحتنى يا أهبل، يا رب أفرح بيك وأشوفك عريس زى القمر."
أمير بضحك:"حيلك ياشوق، لسه مانعرفش بعض كويس."
شوق بضيق:"كل ده وماتعرفوش بعض كويس؟ لا طبعا تعرفوا بعض دى بنت عسل وطيبة وبنت ناس، وإنت جدع وشهم وراجل وألف واحدة تتمناك وأنا مش عايزة غير دى."
أمير بإرتباك:"بس أنا ....."
شوق وهى بتكمل:"عايز تاخد فرصة وتتعرفوا أكتر، هساعدك ماتقلقش."
أمير بإبتسامة:"بجد؟"
شوق وهى بتقرصه من خدوده:"طبعا بجد، هو أنا ليا غيرك؟ سيبها لله وعليها وإن شاء الله كلها شهر وهتبقوا سوا مش بعيد تكونوا مخطوبين."
.......................................................................


إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#18

افتراضي رد: رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة



رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات
الفصل السادس عشر
سيرين وصلت الفيلا ونزلت من العربية وطلعت لأوضتها .. بصت لنفسها فى المرايه وهى باللبس ده ومش فاهمة هى ليه مبسوطه وحاسه بإرتياح شديد؟، جه على بالها والدها قررت تبعتله صورتها بالفستان وهى فى البيت، فتحت موبايلها وبدأت تتصور وبعدها كتبت على الصورة *لقد أصّرت صديقتي أن أرتديه وأنا فى طريق العودة إلى المنزل، ما رأيك؟* بعتتهاله وغيرت هدومها وجهزت الملفات إللى هتشتغل عليها ... فى منزل كبير وضخم بالولايات المتحدة الأمريكية وخاصة فى مدينة *نيو جيرسي*، كانت آشعة الشمس ساطعة فى كل ركن من أركان البيت ده، كان قاعد على سريره ولابس النظارة الطبية وبيتفرج على ألبوم صورها وهو مبتسم إبتسامة كبيرة .. صورة منهم كانت عبارة عن هما الإتنين كانوا واقفين فى ملعب كبير ولابسين نفس طقم كرة القدم .. ضحك ضحكة خفيفة لما إفتكر اليوم ده ..
منذ ستة عشرة عامًا:
كانت بتجرى بالكرة بجسمها الصغير وبخطواتها الصغيرة، وهو بيجري وراها ببطئ شديد ..
آنجري:"سأصل إليكى يا فتاة، ها قد آتيت."
حاولت تجري أكتر وبالفعل وصلت نحية المرمى وسددت الكرة فى إتجارة المرمى وبالفعل أصابت الهدف ..
سيرين بفرحة شديدة طفولية:"قمت بها أبي."
رفعت دراعاتها الإتنين وبدأت تتنطط من فرحتها وهو جرى عليها وشالها وقعدها على أكتافه وجري بيها فى وسط الملعب كله وهنا كاميرة شخص من أصدقاءه لقطت الصورة فى لحظة فرحة وبهجة ...
................................
فى الوقت الحالى:
إبتسم بحب لذكراه مع بنته الوحيدة وأغلى حاجة فى حياته، قفل الألبوم وفتح تليفونه ودخل على الواتس آب لقاها بعتاله رسالة من نص ساعة فتحها ولقى صورتها بالفستان ومكتوب مع الرسالة ملحوظة " لقد أصّرت صديقتي أن أرتديه وأنا فى طريق العودة إلى المنزل، ما رأيك؟"
إتنهد وبص للفستان كتير ومش حاسس برده إنه يليق على بنته، عقد حواجبه بضيق وسرح مع نفسه شويه وبعدها فاق وبدأ يكتب ...
آنجري:"قُلت لكِ عزيزتي أنتى دائما رائعة، ولكن هذا الفستان يلائم القصيرين، ثم منذ متى وأنتى ترتدين ثياب غيركِ!! هل أنتِ متسولة يافتاة؟! هل قصرت معكِ في شئ؟!!"
سيرين كانت خارجة من الحمام وهى بتنشف شعرها المبلول، بس جريت على التليفون بسرعة لما سمعت صوت وصول رسالة ..
فتحت الرسالة بتاعة باباها وبدأت تقرأ رسالته وبدأت ترد عليه..
سيرين:"أبي، هذا ليس المقصود من أن أرتدي فستانها، ولكنها تقصد أن تشجعنى على إرتداء الحجاب فلم تترك لي أية فرصة فى الرفض، إنها عنيدة."
الرسالة وصلتله وقرأها...
أنجري:"حسنًا إذًا، بماذا شعرتي عندما خرجتى من منزلها بالفستان والحجاب؟"
سيرين إتنهدت لما شافت الرسالة دى وبدأت تفتكر هى حست بإيه، وبعدها ردت..
سيرين:"لا أعلم بالضبط، ولكن يمكن أن يكون شعوري عبارة عن إرتياح، وخوف، لا أعلم يا أبي أنا مرتبكة قليلًا."
آنجري شاف الرسالة وقرر يكلمها وش لوش ... بدأ يعمل مكالمة فيديو ... سيرين ضحكت ضحكة خفيفة وردت على المكالمة ...
ظهرت صورته فى شاشة موبايلها وإبتسم إبتسامة كبيرة لما شافها ..
سيرين بإبتسامة وهى بتشاورله:"مرحبًا أبى."
آنجري:"مرحبًا عزيزتى، هل تعلمين يا فتاة؟ فى غيابك كنت أشعر وكأنى كبرت عشرون عامًا ولكن عندما رأيتك صغرت خمسون عامًا وعدت شابًا قويًا يهابه الجميع، يا الله لم أكن أعلم أنى مشتاق إليكى لهذه الدرجة."
سيرين بحب:"وأنا أيضا إشتقت إليك كثيرًا أبي، أعتذر لم أكن أستطيع أن أحدثك فيديو لأني كنت تعبه للغاية."
آنجري:"لا يهم، المهم أنني رأيتكي، حسنًا قلتي لي أنكِ خائفة، خائفة من ماذا؟"
سيرين إتنهدت وبدأت تتكلم..
سيرين:"خايفة من أن ينظر الناس لى بنظرة تحمل السخرية إذا إرتديته، خائفة من أدفن نفسي وحياتي بالحجاب، خائفة من كل شئ يا أبي."
آنجري بتفهم:"أولًا، الناس لا يوجد لهم أى دور فى هذه الحياة سوى السخرية من الآخرين، ثانيًا أنتِ لا تدفنين نفسكِ بل أنتِ تسترين ما أمر الله به أن يُستر، وتحافظين على نفسكِ، ثم لمَ الخوف، أنتِ بنفسكِ قلت أنك تشعرين بالراحة؟ إذًا ماذا هناك؟"
سيرين بتنهيدة:"صدقنى لا أعلم، لكنني سأفكر بذلك الموضوع."
آنجري بإبتسامة:"حسنًا عزيزتي."
فضلوا ساكتين هما الإتنين لثواني بس آنجري عقد حواجبه وقرب وشه للكاميرا كإنه بيدقق فى حاجة معينه ....
آنجري بغضب:"يا فتاة ماهذا؟!!!"
سيرين بصدمة من رد فعله:"ماذا هناك؟"
آنجري:"لقد خسرتي وزنًا كبيرًا فى هذه الفترة القصيرة!!! لقد إختفى جسدك بالكامل، أين ملامح الأنوثة فيكى؟ لقد إختفت هذه الملامح كليًا يا فتاة، إنه يترككي جائعة؟!."
سيرين بإحراج وخجل:"أبي، إنه ليس ذنبه هو يهتم بي بشكل مستمر، فأنا آكل عنده وآكل عند صديقتي أيضًا، لكنني لا آكل بالبيت هنا."
آنجري:"لماذا تهملين نفسك يا فتاة؟ لماذا تصرين على قتلي هاه؟"
سيرين:"أبي لا تقل ذلك، سأهتم بطعامي لا تقلق علي."
آنجري:"قلت لكي لا تسافري وإبقي معي لكنكِ كنت مصرة على السفر ومواجهة الحياة والصعوبات وقلتِ أنكِ تريدين الإعتماد على نفسك، وبعد ضغوطاتٍ منكِ علي، وافقت بصعوبة ولكن الآن أرى أنكِ مازلت كما أنتِ تهملين طعامك، تهملين شُربكِ للماء حتى أنظري بشرتكِ صارت جافة أكثر من اللازم، هيا عودي لن أسمح ببقاءكِ هنا ولو للحظة أخرى، يومان أيضا وسوف يظهر هيكلك العظمي، لن أتحمل ذلك."
سيرين بتنهيدة:"لن أعود أبي ليس الآن، أترك لي فرصة أخرى، وأعدك أنني سأهتم بطعامي وشُربي للماء."
آنجري:"ولا كلمة واحدة، كلامي سينفذ فورًا سأحجز لكِ طائرة من عندك قادمة إلى هنا فى صباح الغد."
سيرين بنبرة حزن:"أبي أرجوك لا تفعل ذلك، ليس الآن."
طنشها تمامًا وفتح اللاب بتاعه إللى كان جنبه وسيرين قاعدة فى مكانها مخنوقة ومتضايقة ... بدأت تتكلم بغصة ... وهو إنتبه لنبرة صوتها ..
سيرين:"أنت دائمًا تتحكم في حياتي، لا تترك لي الفرصة في فعل أي شئ، تُشعرني دائما بأنني مازلت طفلة صغيرة، *دموعها نزلت وبدأت تتكلم بنبرة قريبة لنبرة صوته* ~ممنوع أن يكون لديكِ أصدقاء، أنا موجود دائما، ممنوع أن تخرجي بدون علمي، ممنوع وممنوع وممنوع~، إلى متى؟"
آنجري بهدوء:"هذا لمصلحتكِ، ثم..."
سيرين وهى بتقاطعه:"مصلحتي؟ ألا ترى أني أحزن بسبب تحكماتك أبي؟"
آنجري بحزن:"أنتى تعلمين أننى لا أرضى بالحزن لكِ أبدًا، ولا أرضى بدموعكِ تلك، حسنًا سيرين إفعلي ما تشائين، لكن إذا علمت أنك أهملتي فى طعامكِ مجددًا سأحجز لكِ تذكرة بالقوة وستعودين إلى حضني مجددًا، ولن يمنعني أحد، وسأتحدث إليه وأخبره أن يتأكد من تناولكِ للطعام جيدا، وأن يستضيفكِ فى بيته كل يوم، فيجب أن لا يتركك أبدًا فهو عيناي وذراعي الثانية هو أنا، ثم يجب أن تسمني قليلًا يا فتاة لقد أصبحتِ كعود الثقاب."
سيرين ضحكت غصب عنها ف وسط دموعها...
آنجري بإرتياح وحب:"أخيرًا قد أشرق وجهكِ وأشرقتِ قلبي الخالي من الحياة."
سيرين كانت لسه هتتكلم، ظهرتلها رسالة على الشاشة...
أمير:"صاحيه؟"
إتنفضت فى مكانها وباباها إستغرب رد فعلها..
آنجري بإستفسار:"ماذا هناك؟"
سيرين بإرتباك:"لا شئ، *حاولت تتهرب منه* أبي أنا سأغلق لدي أعمال كثيرة ولا أقوى على السهر، أكلمك لا حقا، باى."
آنجري بإستغراب:"أوك."
قفلت المكالمة وفتحت رسالة أمير بسرعة وبدأت ترد...
سيرين:"أكيد."
أمير إبتسم لما لقاها ردت وبدأ يكتب..
أمير:"بتعملي إيه؟"
سيرين سجلت:"كنت بكلم بابي بس هو قفل معايا خلاص، وإنت بقا بتعمل إيه؟"
أمير سجل:"مافيش، قاعد فى أوضتي، وشوق نامت عشان كانت تعبانة شويه."
سيرين كتبت بقلق:"مالها فيها إيه؟"
أمير بتنهيدة وهو بيسجل:"مافيش كانت مجهدة بس من ترويق الشقة."
سيرين سجلت:"ربنا يكون فى عونها."
أمير كتب:"اللهم آمين."
سكتوا هما الإتنين شوية ... أمير كتب بتردد..
أمير:"تعرفي إن كان شكلك حلو النهارده وإنتي مروحه."
سيرين حست بالخجل الشديد وكتبت بإرتباك..
سيرين:"معلش بقا لبست الفستان إللى إنت جبته هديه لشوق."
أمير كتب بإحراج شديد..
أمير:"ولا يهمك المهم إني شوفتك بالشكل ده، خليكي كده دايمًا."
رمت الموبايل جنبها على السرير وحست إن الجو بقا حر جدا ..
أمير إتحرج أكتر لما هي مردتش وإتمنى إنه مكنش بعت الرسالة دي، بس غير رأيه بسرعه لما لقاها بتكتب ...
سيرين:"شكرا يا أمير."
أمير رفع حاجبه للرد ده ..
أمير:"هتعملي إيه بقا؟"
سيرين بصت للملفات وبعدها بصت للشات وبدأت تكتب ...
سيرين:"مش هعمل حاجة، وإنت؟"
أمير سجل:"إيه الصدفة الحلوة دى، أنا كمان مش هعمل حاجة."
ضحكت وبدأت تسجل ..
سيرين:"طب حلو جدا، كنت عايزة أسألك سؤال، ممكن؟"
أمير:"أكيد."
سيرين:"ليه ماكنتش طايقنى فى أول مرة."
أمير إتنهد وبص للرسالة كتير وبعدها بدأ يسجل ...
أمير:"اليوم إللى إنتى كنتي جايه فيه ده كان يوم عرض مشروع كل فرد فى الإدارة على أ/ بشير، وكان صاحب أحسن مشروع هيترقى، وأنا كنت مستني اليوم ده من زمان جدا، كإن حياتي بتعتمد عليه، وكنت واثق من نجاحي لإن فكرتي أنا كانت حاجة مختلفة غير أى حد، جيتي إنتي وعرضتى الفكرة إللى كانت معاكي إللي بصراحة مش أحلى من فكرتي برده *ضحك ضحكة خفيفة* كنت متضايق من بعدها لكن خلاص حاليا أنا مش متضايق."
سيرين سمعت التسجيل وإتضايقت عشانه، وبتتمنى إن باباها مكنش إدالها الفكرة دى عشان تعرضها بشكل مؤقت بحيث إن أمير يكون قدامه فرصة فى إنه يعرض فكرته وتتقبل ... بدأت تسجل...
سيرين بنبرة حزينة:"أنا آسفة يا أمير."
أمير إستغرب من نبرة الحزن بتاعتها وبدأ يسجل ...
أمير:"مافيش حاجة حصلت، عادي يعنى هو رزق وراح لصاحب نصيبه، هزعل ليه؟ وبعدين صوتك ماله؟"
سيرين:"مافيش، بس أنا مابحبش أقطع رزق حد."
أمير ضحك وسجل:"إنتى لطيفة أوي يا سيرين، شوق كان ليها نظرة فيكي فعلًا، وبعدين إيه "مابحبش أقطع رزق حد" دى؟ هو إنتى خلتينى أتطرد من الشركة؟ لا عادي ده مجرد نصيب، وبعدين الأيام جايه كتير وهغلبك ماتقلقيش."
سيرين بضحكة وهى بتسجل:"أكيد طبعا، ده أنا هدى صوتي ليك وهخلي كل إللى في الشركة يصوتولك كمان مش بعيد صاحب الشركة يصوتلك."
أمير سجل:"هههههههههههههه، وبالمرة نجيب شوق تسقفلى فى الشركة."
سيرين:"إنت بتقول فيها؟ أنا فعلا هعمل كده."
أمير بضحكة خفيفة:"للدرجادي أنا أستاهل كل ده؟َ"
سيرين:"وليه ماتستاهلش؟ إنت إنسان شاطر ومجتهد، وأنا واثقة إنك هتبدع."
كملوا كلامهم مع بعض وهما مش حاسين بالوقت وكالعادة ناموا وهما مش حاسين بنفسهم ...
فى صباح اليوم التالي:
شوق سلمت من الصلاة وبدأت تدعى لوالدها ووالدتها وعمر بالرحمة ودعت لإبنها وسيرين بإن ربنا يجمعهم على خير ... غيرت هدومها وخرجت من أوضتها وراحت لأوضة أمير إبتسمت لما لقته واقف قدام مرايته وبيظبط هدومه ..
شوق بإبتسامة وهي بتقرب منه:"إيه النشاط ده كله؟"
أمير بإبتسامة وهو بيبصلها من المراية:"صحيت بدري على الرغم من إنى مانمتش كتير."
شوق بدأت تظبط معاه هدومه...
شوق بإنشغال مع إبتسامة:"يا بخت الحاجة إللى مخلياك مبسوط كده."
أمير:" سبب إنبساطي هو إنك موجودة فى حياتي."
باس راسها وأخدها فى حضنه..
شوق:"ربنا يباركلي فيك ياحبيبي، أنا هروح أجهز الفطار ليك إنت وسيرين."
أمير بإبتسامة:"ماشي."
راحت المطبخ وبدأت تجهز الفطار وأمير إبتسم بينه وبين نفسه لتذكره كلامه وهو سيرين مع بعض ... سيرين خلصت الميك أب بتاعها وعدلت شعرها .. نزلت من أوضتها وفى إيديها الشنطة إللى فيها فستان شوق ولسه هتخرج من باب الفيلا وقفت فى مكانها لما حست إنها لو خرجت هتبقى عريانة للكل .. أخدت نفس عميق وحاولت تتجاهل الإحساس ده بس ماقدرتش تخرج من الفيلا وده لإنها حاسه بالذنب، بصت للشنطة إللى فى إيديها وإتنهدت بإستسلام ورجعت لأوضتها تاني ... راحت للدولاب وبدأت تدور على أى حاجة بكٌم وبالفعل لقت بلوزة طويلة نوعًا ما لحد فوق الركبة بحاجة بسيطة، ولإنها كانت بتلبس تحتها ليجن، بدأت تدور فى البناطيل بتاعتها على أى بنطلون يليق عليها وبالفعل لقت واحد ولحسن حظها إن طرحة الفستان بتاع شوق هتليق على الطقم إللى هى إختارته ... إتنهدت وبدأت تغير هدومها .. بمرور الوقت ..
أمير دخل الشركة وراح لمكتبه، لقى سيرين مش موجودة، حط الحاجات إللى كان شايلها على مكتبه وأخد موبايله من جيبه وبدأ يتصل بيها، فى نفس الوقت باب المكتب إتفتح لف بشكل تلقائي وهو ماسك الموبايل وحاطه على ودنه ... دخلت المكتب بإبتسامة مشرقة، أمير بصلها من فوق لتحت، ونسي تمامًا إنه بيتصل بيها ...
سيرين وهى بتشاورله بموبايلها:"أنا جيت خلاص."
نزل موبايلها وحمحم بإحراج...
أمير:"إستغربت بس إنك إتأخرتي قولت يمكن يكون حصل حاجة."
سيرين بإبتسامة:"لا محصلش حاجة."
أمير بص لطرحتها إللى مش مظبوطة ..
أمير بضيق غير واضح:"الطرحة."
سيرين بإستفسار:"مالها؟"
أمير:"الطرحة مش معدولة."
إتأففت بضيق ..
سيرين بزهق:"قعدت كتير على ماعملتها لا كده كتير بجد."
أمير بضحكة خفيفة:"هعدلهالك عادي."
قرب بإرتباك وهى إتحرجت بشدة من قربه... أمير عدل الطرحة من الأطراف وحاول على قد مايقدر مايلمسش وشها ... وبالفعل مالمسش وشها، بعد ما خلص إتنهد بإرتياح ورجع عشان يشوفها ...
أمير بإبتسامة:"كده أحسن بكتير."
سيرين بخجل وإرتباك:"شكرا."
أمير بص للبنطلون الضيق وعقد حواجبه ..
أمير بإستفسار ونبرة سخرية وغضب:"مالقيتيش بنطلون أضيق من كده تلبسيه؟"
سيرين بإستغراب:"ده أوسع بنطلون عندى."
أمير:"طيب."
راح وفتح الشنطة إللى فيها الفطار وفى نفس الوقت متضايق ومش فاهم إيه مبرر كلامه ده، ليه متضايق لما شافها بالنطلون ده مع إنها إمبارح كانت مش محجبة وبتلبس إللى يريحها .. سيرين قربت من شنطة الأكل ..
سيرين بحماس:"شوق عملت فطار إيه؟"
أمير بتنهيدة:"بيض بالبسطرمة و معاه جبَن"
سيرين:"حلو أوى أنا جعانة جدا، وقبل أى حاجة...*قدمتله شنطة الفستان بتاع شوق* إشكرلي شوق جدا، وقولها إنى هديلها الطرحة بكره عشان هنزل أشتريلى لبس وطرح وبناطيل واسعه."
أمير بإبتسامة وإرتياح:"تقدري تاخدي الفستان ليكي."
سيرين برفض:"لا، الفستان ده بتاع شوق ويليق بيها، عشان خاطري خده بقا."
ضحك ضحكة خفيفة وأخد الشنطة منها...
أمير:"ماشي، يلا ناكل بقا."
سيرين:"يلا بينا."
................................
شوق كانت لابسة نظارتها النظر وبتتفرج على التليفزيون بس مش مركزة مع أى حرف بيتقال فى الفيلم إللى شغال، قفلت التليفزيون وعيونها جات على صورتها هى وأمير إللى موجودة فى برواز مسكت البرواز وبدأت تملس على صورة أمير بحب ...
شوق بحب:"حياتي قبلك كانت عذاب ولما إنت جيت نورتهالي من غير ما آخد بالي."
منذ سنوات عديدة مضت:
حسين كان قاعد قدامها وهى مش بتبصله، كان واضح عليه التعب الشديد كإنه بلا روح، غياب رانيا كبره 20 سنة بدري، عيونه إللى حواليها الهالات السودة والتجاعيد إللى إنتشرت حوالين عيونه بشكل كبير ..
حسين برجاء وتعب:"أرجوكي يا بنتي قوليلي مامتك راحت فين؟"
شوق بغصة وهى مش بتبصله:"معرفش هى قالت هنهرب وماحددتش هنهرب على فين بالظبط."
حسين دموعه نزلت:"بقالي 3 سنين بدور عليها ومش لاقيها، ساعديني، أنا ضيعت إللي ورايا وإللي قدماي عشان ألاقيها، كلمت إعمامها في يوم على أساس إني بطمن عليهم، وهما بيسألوا عليها فبقولهم نايمه، روحت الحارة القديمة مش لاقيها، بقالي 3 سنين ماشي فى نفس الموال ده، وبرجع للصفر بعد أما أكون فكرت إني وصلت لأى حاجة."
ضحكت بسخرية ودموعها نزلت فى صمت...
شوق:"معرفش مكانها وللأسف مش هقدر أساعدك، كان نفسي أدور عليها أنا كمان عشان أتطمن عليها، لكن مابعرفش أ................"
قطع كلامها أمير إللى خرج من أوضة فاطمة وهو بيمشي براحة وبيسند فى الحيطة عشان مايقعش ..
أمير بصوت طفولي:"دِدو."
حسين بصله وشوق بصت لأمير بلهفة وده لإنها مابتشوفهوش، بحيث إنهم بينزلوها من الأوضة إللى فوق السطوح لما بيعرفوا إن أبوها جاي عشان يزورها ... أمير رفع إيده لحسين عشان ييجي يشيله وبالفعل حسين إبتسمله وقام شاله وحضنه بس مالحقش وده لإن شوق قامت بسرعة وأخدت أمير منه وضمته لحضنها جامد وبدأت تشم ريحته ..
شوق بدموع:"وحشتني."
حسين إستغرب إشتياقها لأمير كإنها كانت مسافرة ولسه راجعه ...
أمير لف إيده الصغيره حوالين رقبتها وهى حست بيه بيحاول يشدد من حضنه ليها لكنه صغير وقوته ضعيفة ...
حسين:"فى إيه مش فاهم؟ إزاى واحشك كإنك ماشوفتيهوش بقالك سنين وإنتي معاه فى نفس البيت؟، ده إبنك يعنى مكانه فى حضنك، إزاى وحشك؟"
أمير بص لشوق إللى بتعيط ومسحلها دموعها بإيده الصغيرة وكشر بشكل طفولي وعيونه دمعت .. شوق إتنفضت لما سمعت صوت فاطمة..
فاطمة بصوت مسموع يحمل نبرة تهديد:"شوق، تعالي عايزاكي."
حسين أخده من حضنها ..
حسين:"روحي شوفي حماتك عايزة إيه."
بكت بشدة ...
فاطمة:"يا شوق."
مسحت دموعها بسرعة وراحت لفاطمة ..
فاطمة بتهديد وهمس:"لو قولتيله حاجة هيكون بموتك يابت إنتى."
شوق بخوف:"حاضر."
فاطمة:"أحسن برده خليكي قاعدة شويه معايا نضفيلي الأوضة."
شوق بإرتعاش:"حاضر."
حسين قعد على كرسي الأنتريه وقعد أمير على رجله ...
حسين لأمير إللى مكشر:"في إيه يا أمير ماما مالها؟ بتعيط ليه؟"
أمير بدأ يتكلم بصوت طفولي وكلمات نصها مش مفهوم ...
أمير:"ماما ثعلانة مني عثان مث تَلت."
(ماما زعلانة مني عشان مش كلت.)
حسين بعدم فهم:"مش فاهم، وإنت ما أكلتش ليه؟"
أمير ببراءة:"لا يا ددو ماما هى إللي مث تلت، معرفتث أطلع الثطح النهالده."
(لا يا جدو ماما هي إللى مش كلت، معرفتش أطلع السطح النهاردة)
حسين بإستفسار:"سطح إيه؟"
أمير:"ماما بتنام ننه فوق فى الثطح."
(ماما بتنام فوق في السطح)
حسين وهو معقد حاجبه:"بتنام فى السطح ليه؟"
أمير بخوف وهمس:"بابا بيضلبها."
(بابا بيضربها)
حسين بغضب مكتوم:"بيضربها ليه؟"
أمير:"معلفث خالث يا ددو، أنا علفت تده لما تُنت بلعب مع ثاحبي فى الثطح، تانت بتعيط وبتقول أنا جعانه."
(معرفش خالص يا جدو، أنا عرفت كده لما كنت بلعب مع صاحبي في السطح، كانت بتعيط وبتقول أنا جعانه)
حسين بلع ريقه ...
حسين:"وإنت عملت إيه؟"
أمير:"بثتلها من تحت الباب وعيطت لما ثافتنى."
(بصتلها من تحت الباب وعيطت لما شافتني.)
حسين:"وبعدين؟"
أمير ببراءة:"أخدت أتل من ولا تيتا وإديتهولها من تحت الباب، أنا علطول بعمل تده."
(أخدت أكل من ورا تيتا وإديتهولها من تحت الباب، أنا علطول بعمل كده)
حسين إتنهد بتعب وإفتكر رسالة رانيا إللى لقاها صدفة وإللى كانت عبارة عن عتاب منها ليه فى إنه مش متابع حياة بنته وإنه خلاص خسرهم هما الإتنين ومش هيرجعوا تاني ... دعك جفون عيونه بتعب وإكتشف قد إيه هو عاجز ولأول مرة يحس بالتقصير في حق بنته ...
حسين قام بأمير وراح نحية أوضة فاطمة وبدأ يخبط ... فاطمة فتحت الباب وبصت لحسين إللي بيبصلها بعيون كلها شر ...
حسين بنبرة جافة:"كنت عايز أتكلم مع شوق شويه قبل ما أمشي، أنا جاي أقعد معاها مش مع الولد."
فاطمه بإرتباك:"أه أه ماشي، بت يا شوق."
شوق سابت إللى في إيديها بسرعة وراحت نحيتهم ..
حسين:"تعالي."
مسكها من إيدها وإدا أمير لفاطمة وقفل باب الأوضة بتاع فاطمة... سحبها وراه وخلاها تقعد جنبه، محتاج يتأكد، محتاج يعرف ...
حسين بهمس:"فى إيه؟ إيه إللي بيحصل هنا؟ الكلام إللى إبنك بيقوله ده صح؟"
شوق بإرتباك:"كلام إيه؟"
حسين بهمس غاضب:"إنك بتنامي فوق فى السطح، وجوزك نازل فيكي ضرب، الكلام ده بجد؟"
شوق سكتت وماتكلمتش ودموعها نزلت .. حسين غمض عيونه بتعب ..
حسين:"إيه إللى حصل؟ *عيونه جات على خيال فاطمة إللى موجود تحت عقب الباب* ووطي صوتك وإنتي بتتكلمي."
شوق بدأت تحكي بهمس كل حاجة حصلت من أول يوم مجدي إتجوزها فيه لحد ما تم فطام أمير ..
شوق ببكاء وهى بتكمل بهمس:"وبعد مافطمت أمير بيوم، خلاني أنزل هنا فى الشقة وقالوا إنهم هيروحوا مشوار وهيرجعوا، قفلوا باب الشقة عليا أنا وأمير، وبليل لقيت باب الشقة بيتفتح كان مجدي وأمه وواحدة لابسة فستان أبيض ....."
منذ سنة:
شوق كانت بتبصلهم بصدمة وهى شايله أمير فى حضنها، بس إتنفضت فى مكانها لما مجدي إتكلم ...
مجدي بغضب:"فى إيه ياروح أمك؟ واقفه كده ليه؟ حضري العشاء لستك منى يابت إنتى."
فاطمة بعصبية وهى بتاخد منها أمير:"يلا إنجري يابت إنتى، هتضايقي إبني في ليلة دخلته ولا إيه؟"
شوق عيونها جات فى عيون منى إللى بتبصلها بتكبر وقرف ... مجدي راح مسكها من شعرها وشدها وراه وهى بتصرخ ... رماها فى المطبخ ..
مجدي بتحذير:"فى ظرف دقايق تكوني محضرالنا العشاء وإلا هرمي مياة نار فى وشك، *عدل بدلته وإتكلم بكبرياء* أنا عريس ولازم أتدلع فى ليلة دخلتي."
بصلها بقرف وخرج من المطبخ وراح لعروسته ..
فاطمة:"بسم الله ماشاء الله، عرسان زي القمر."
مُنى:"شكرا يا طنط."
فاطمة:"ياروح طنط إنتى، هسيبكم بقا وأدخل أنام وهاخد الواد ده فى حضنى."
دخلت أوضتها وسابت مجدي مع منى ..
مجدي:"الشقة دي شقتك، والبت إللى جوه فى المطبخ دى تحت جزمتك إعملي فيها ما بدالك لو بس ماسمعتش كلامك."
منى بإمتعاض:"هى هتعيش معانا هنا في الشقة؟"
مجدي:"أومال هتخدمك إزاى؟ ده أنا جايبها هنا عشان تبقى تحت رجليكي."
منى بدلع وهى بتقرب منه:"بس إنت كنت بتقول إنك بتحبسها فى السطح، خليها زي ماهي بس لما أحتاجها تبقى موجودة هنا."
مجدي وهو بيبص فى عيونها:"حاضر، كله يهون عشان خاطر عيونك الحلوين دول."
منى بشر:"ولو ماسمعتش كلامي عاقبها ومتخليهاش تاكل لمدة 3 أيام لحد ماتبوس رجلي وتتأسفلي."
مجدي:"حاضر من عيوني."
شوق خرجت من المطبخ وهى شايله صينينة وبتعيط ...
مجدي بغضب وهو بيبصلها:"بتعيطي ليه ياروح أمك؟ إنجزي حطي الصينية على الترابيزة وإدخلي المطبخ."
حطت الصينية على الترابيزة ودخلت المطبخ بسرعة، مجدي مسك إيد مراته وخلاها تقعد جنبه وبدأ يأكلها ... خلاها تشرب شوربه بس إتقرفت منها وبعدت ...
مجدي:"فى إيه مالك؟"
منى:"الشوربه طعمها مش حلو خالص."
مجدي بصوت مسموع:"بت يا شوق."
شوق خرجت من المطبخ وهى خايفة منه جدا وقفت قدامه ولسه هتتكلم ...
مجدي بغضب:"الشوربة طعمها وحش."
رمى طبق الشوربة المغليه على الأرض والشوربة طارت على هدوم شوق إللى صرخت بشدة من غليانها، بعدت هدومها عن جسمها إللى إتلسع بسبب الشوربة .. قام من مكانه ومسكها من شعرها وهى بتصرخ وشدها وراه وطلع بيها للسطح ورماها فى الأوضة ...
مجدي:"إبقي شوفي هتجيبي جلابيه تانية منين غير دى يا ****."
قفل الباب بالمفتاح وشوق بتصرخ من سخونة الجلابية قلعتها بسرعة وقلعت الهدوم إللى كانت لابساها وجابت أى حاجة تهوي بيها جسمها وفي نفس الوقت بتبكي بحرقة بسبب إللى هى شايفاه فى حياتها ..
شوق بقهرة:"حسبي الله ونعم الوكيل"
قعدت فى ركن فى الأوضة وبتبكى بقهرة وهى بتدعي ربنا يخلصها منهم بسرعة ... مجدي نزل لشقته وقرب من عروسته ..
مجدي:"بقولك إيه بلاها أكل، أنا مش جعان."
منى بضحكة خليعة:"إستنى بس."
جدي:"بلا إستنى بلا نيلة، أنا عريس يلا يا منى."
شالها بين إيديه ودخل بيها على أوضته ... بعد مرور عدة دقايق .. مجدي كان قاعد على سريره ومحرج ومكسوف يبصلها وهى قاعدة بتتحسر على نفسها وبتضرب نفسها أقلام خفيفة وهى بتبصله بطرف عيونها ...
مجدي:"إحنا لازم نجرب تاني."
منى بإستهزاء:"وماله ياخويا جرب، هو أنت وراك إيه غير إنك تجرب."
بعد مرور فترة بسيطة ....
منى بحسرة:"يا ميلة بختك يا منى، إتجوزتى أختك و........."
مجدي كتم بوقها ..
مجدي:"هتفضحيني الله يفضحك."
منى شالت إيده وبعدت عنه ..
منى وهى بتضرب نفسها بالأقلام:"أفضحك؟ ده أنا كده إللى هتفضح، على آخر الزمن أتجوز أختى."
مجدي بغضب:"أختك مين يابت إنتى؟ أومال العيل إللي بره ده أنا جبته إزاى؟"
منى:"مش يمكن تكون جبتلها واحد ................"
قطع كلامها صفعة قوية من مجدي ...
مجدي وهو بيمسكها من شعرها:"بت إنتى، إنتى شكلك عايزة تتربي"
منى بدأت تصوت بصوت عالي لدرجة إنها لمت الجيران عليهم ....
منى بصراخ:"مابيعرفش ياناس وبيضربنى عشان خايف أفضحه."
مجدي بغضب وهو بيكتم بوقها:"بس..ااااااااااااااااااه....."
عضت إيده وخرجت من الأوضة بسرعة ... وهو جري وراها ... فتحت باب الشقة ولسه هتخرج منها مجدي مسكها ...
منى بصراخ:"يا ناااس، إلحقوني."
الناس كلها إتلمت عليهم ده غير أهل منى إللى كانوا واقفين قدام البيت طلعوا بسرعة لما سمعوها صوت صراخها، وشوق إللى قامت بسرعة من الركن إللى كانت قاعدة فيه لما وصلها صوت صراخ وهى قاعدة فى السطح سندت براسها على الباب وحاولت تعرف في إيه ... منى إخواتها الشباب واحد منهم مسك مجدي وإداله بالروصية عشان يبعدها عنه، والتانيين بيحاولوا يعرفوا منها السبب ...
منى فى وسط شهقاتها:"مابيعرفش وبيضربني عشان ما أقولش حاجة."
إخواتها الشباب إتلموا حوالين مجدي ونزلوا فيه ضرب ... فاطمة كانت واقفة مصدومة من إللى بيحصل وكانت متجمدة فى مكانها وبتبص لإبنها إللى متغرق فى دمه ..
؟؟ وهو بيدي مجدي بالروصية للمرة التانية:"طلقها بالتلاتة يابن ال*****."
مجدي بتعب:"حاضر."
؟؟:"بسرعة."
مجدي بص لمنى ومكنش شايف بوضوح بسبب الدم إللى في وشه ....
مجدي:"إنتى طالق، طالق، طالق."
إداله مرة تالته بالروصية ورماه على الأرض وأخد أخته ومعاه إخواته الشباب ونزلوا ... فاطمة جريت على مجدي إللى سايح فى دمه وبصت للناس إللى بيتفرجوا عليهم وبيتشاوشوا مع بعض ... إتمنت وقتها إن الأرض تنشق وتبلعها ... سحبت إبنها وقفلت الباب وراها ...
فاطمة:"فوق يابني، إصحى ياحبيبي."
حاولت تشيله بس معرفتش، راحت تدور على مفتاح فى أوضته لحد أما لقته، خرجت من الشقة والناس كانوا مازالوا واقفين بصت فى الأرض وطلعت للسطح وفتحت الباب للشوق ...
فاطمة:"قومي يا مدهولة إنتي بسرعة، إلبسي جلابيتك وتعالي معايا."
شوق:"في إيه؟"
فاطمة بعصبية:"إنتي لسه هتسألي يلا تعالي."
شوق قامت ولبست جلابيتها إللى خلاص مكان الشوربة كان سقع فيها ونزلت مع فاطمة، إستغربت إن سكّان العمارة واقفين عند شقتهم ... سمعت بعض الهمسات ...
؟؟:"مابيعرفش!"
**:"أومال جاب إبنه ده إزاى؟"
$$:"لا حول ولا قوة إلا بالله، شكلهم عيلة أستغفر الله العظيم."
دخلوا الشقة وشوق برقّت لما شافت مجدي غرقان فى دمه ..
فاطمة:"يلا يابت إنتى، شيلي قصادي."
شوق مسكته من رجله وفاطمه مسكته من دراعاته الإتنين، دخلوا أوضته بصعوبه ورموه على السرير ...
فاطمة:"بسرعة هاتي أى قماشة عشان أمسح الدم ده."
خرجت من الأوضة بسرعة وفي نفس الوقت مبسوطة من جواها ومرتاحة نفسيًا .......
........................................
شوق بدموع لحسين:"ومن يومها كل مايحس إنى ببصله أصلا بيضربني برده بدون أى سبب، بيطلع غله فيا، حاول كذا مرة معايا بالغصب بس معرفش، وكل مرة بيضربني أكتر بسبب كده، وبعدها عرف السبب، الحاجات إللى بيشربها هي إللى عملت فيه كده."
حسين قلبه وجعه بشده بسبب إللى سمعه من بنته ضمها لحضنه وهى بتعيط وبدأ يطبطب عليها .. وهى لأول مرة تحس بحنانه وعطفه عليها وشددت من حضنها ليه وده لإنها محتاجة الأمان ... بِعد عنها وبص فى عيونها السوداء إللى تشبه عيونه ...
حسين:"هجبلك حقك، أنا ياقاتل يا مقتول."
قام بتعب من مكانه وفى نفس الوقت حاسس بدوار شديد كإن الدنيا بتضيق عليه وروحه بتطلع، رزع على الباب وفاطمة فتحت الباب ...
فاطمة:"خير فى إيه يا أستاذ حسين؟"
حسين:"إبنك فين؟"
فاطمة كانت لسه هتتكلم ... باب الشقة إتفتح .. مجدي كان واقف عند الباب سكران وفى نفس الوقت فى إسود تحت عيونه ...
مجدي:"خير يا حمايا؟ فى حاجة؟"
حسين قرب منه بغضب ومسكه من لياقته ...
حسين:"إنت إزاى تعمل كده فى بنتي؟ إزاى؟ أنا قايل إنها أمانة فى رقبتك، إزاى تبهدلها وتضربها."
جاب أقصى طاقة عنده ولكم مجدي بقوة، مجدي وقع على الأرض بسبب سُكره وعدم إتزانه ده غير لكمة حسين له ...
حسين مسكه من لياقته تاني ووقفه قدامه وإداله بالروصية ... حسين كان بيحاول يتحكم فى دوارة وضيق التنفس إللى هو فيه وده لإن روحه بتتسحب منه ..
حسين بتعب شديد:"هتطلقها، وهوديك فى داهية، هحبسك و......"
حسين حط إيده على مكان قلبه وحاول يتسند على أى حاجة قدامه بس ملقاش ووقع على الأرض، شوق جريت بسرعة على أبوها إللى بيشهق شهقات عاليه وهو حاطط إيده على مكان قلبه ... شوق فتحت زراير قميصه عشان يقدر يتنفس كويس .. بصلها بعيونه إللى الدموع بتنزل منها ...
حسين بنفس متقطع:"كان نفسي ... أكمل وأجبلك حقك ... قبل .. قبل ما أموت..."
شوق ببكاء:"لا يابابا، لا، *بصت لفاطمة و مجدي إللى بيبصولهم* إلحقوه أرجوكم إلحقوه أبويا هيروح مني.."
حسين:"س..سامحيني يا شوق ... سامحيني يابنتي على كل حاجة."
شوق ببكاء:"مسامحاك يابابا، مسامحاك والله، مسامحاك."
حسين:"ر..رانيا... خليها تسا...تسامحني."
شوق كانت بتهز راسها ببكاء هيستيري.... عيونه باقت خاليه من الروح وهو بيبصلها، إيده إللى كانت على إيديها وقعت على الأرض ...
شوق كانت بتبص لإيده إللى وقعت على الأرض بعدم إستيعاب وبعدها بصت فى عيونه وبدأت تهز فيه ..
شوق:"بابا."
كانت بتهز فيه بشكل هيستيري لكنه مكنش بيتحرك ... حضنت راسه وبدأت تهز نفسها بهيستيريا ...
شوق بصراخ:"يابابا، إصحى، قوم خد حقي."
مجدي قرب منها بسُكر ومسكها وبعدها عن حسين ..
مجدي:"أبوكي مات."
زقت مجدي وجريت على أبوها تاني وحاولت تصحيه تاني لكنه مابيصحاش ..
شوق بصراخ عالي:"يابابا!!!!!!!!!!!!!!!، قوم يا بابا قوم، عشان خاطري قوم، قوم خدنى فى حضنك يابابا، قوم........... يابابا!!!!!!!!!."
قبل وقت قصير:
رانيا كانت واقفة تحت البيت ومستغربه إن حسين إتأخر الوقت ده ... كانت مستنياه عشان قررت خلاص ترجعله لإنها تعبت فى بُعده، كانت غبيه لما قررت تبعد عنه، لازم ترجعله ويجيبوا حق بينتهم بالعقل .. إتسمرت فى مكانها لما سمعت صوت صراخها ...
شوق:"يابابا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!"
رانيا ماحستش بنفسها غير وهى بتجري وبتطلع لشقة مجدي ... وصلت قدام باب الشقة وهى بتنهج إتصدمت لما لقت حسين مرمي على الأرض وشوق بتصرخ بإسمه والجيران كلهم ملمومين حواليهم، دخلت الشقه بسرعه وجريت على حسين ...
رانيا بلهفة وهى بتمسك وشه بين إيديها وبتبص فى عيونه:"حسين، حبيبي أنا هنا."
دموعها بدأت تنزل لما لقت عيونه مافيهاش روح ..
رانيا بدموع:"حسين."
أخدته فى حضنها وبكت بقهرة..
رانيا ببكاء شديد:"أنا آسفة ياحبيبي، سامحني، أنا مراعتش تعبك، أنا السبب يا حسين."
...............................
فى الوقت الحالي:
شوق مسحت دموعها ودعت لباباها ومامتها وعمر بالرحمة وقامت من مكانها وراحت للمطبخ عشان تجهز الغداء ليها هي وأمير ...
...........
سيرين وأمير كانوا قاعدين مركزين فى شغلهم وأمير كان بيبصلها بطرف عيونه ومعجب بشكلها فى الحجاب ... وفجأة سيرين إتأففت وسابت إللي في إيديها ..
سيرين وهى بتبصله:"أنا إتخنقت، مش هفضل طول الوقت شغل شغل، محتاجين بريك، محتاجين نتنفس شوية، محتاجين أى حاجة تبعدنا شويه عن روتين الشغل."
أمير ضحك ضحكة خفيفة ...
سيرين:"إنت بتضحك عليا ليه؟ مش أنا عندى حق؟ لازم يصدر قرار إداري بإن الموظفين من حقهم بريك كل ساعة."
أمير:"هههههههههه، ده إزاى بقا؟ ده إنتى بتحلمي."
سيرين بتأفف:"أنا فعلا بحلم، ماينفعش أصلا، بس أنا مخنوقة حاسه بملل، عايزة أبعد شويه عن روتين الشغل."
أمير بإستفسار وهو بيسيب إللى فى إيده:"طب قولي ناوية تعملي إيه وأنا معاكي."
سيرين بصتله كتير وإبتسمت ..
سيرين:"نتكلم مع بعض مثلا."
أمير بإستفسار:"في إيه بقا؟"
سيرين فكرت كتير لحد ماجه على بالها حاجة قديمة هى سألته فيها قبل كده، لكنها نسيت تسأله عنها تاني ...
سيرين بإبتسامة:"إنت ماحكتليش قصة شوق، إزاى إتجوزت مجدي باباك، وإزاى إتطلقت منه؟"
أمير إتنهد تنهيدة بسيطة .. وبعدها بدأ يتكلم ..
أمير:"عادي جوازها من بابايا كان تسرع من جدي الله يرحمه ......"
بدأ يحكي عن معاناة شوق فى البيت ده ...
أمير:"وبعد ماجدي توفى، جدتي رانيا دخلت فى حالة نفسية وشوق كانت تعبت جدًا، عارفة إنتى لما تبقى مسنوده على ظهر حد وإنتى مش واخده بالك إنه موجود وفجأة يختفي؟ دي كانت حالتهم، عدت سنين وشوق كانت متبهدلة كالعادة بس الأمور زادت بعد ما جدي توفى .. وفى مرة ..."
منذ سنوات عديدة مضت:
رانيا مسحت على وشها بتعب وقعدت على كرسي عشان ترتاح وبصت لمكتب المحاماة إللى هى كانت بتنضفه وبدأت تسترجع ذكرياتها فى السنين إللى فاتت من بعد وفاة حسين حبيبها، زياراتها لشوق وأمير وكلام مجدي وأمه إللي يسد النفس .. بدأت تدلك رجلها بتعب بس قامت وقفت بسرعة لما دخل المحامي صاحب المكتب .. كان رجل خمسينى وسيم عيونه رقاء وبشرته بيضاء وشعره أسود يتتخله بعض الشعيرات البيضاء، كان يبدو إنه شاب من مظهرة وأناقته، إبتسملها ...
سليم:"صباح الخير يا مدام رانيا."
رانيا:"صباح النور."
سليم قعد على مكتبه وهى إتحركت بصعوبه ..
سليم:"إستنى يا مدام رانيا إرتاحى شويه ماتتعبيش نفسك."
رانيا:"لازم أمشي عشان أروح لبنتي وحفيدي، أنا خلصت ترويق المكتب كله، حضرتك مش هتعوز مني حاجة تانية قبل ما أمشي؟"
سليم ضحك ضحكة خفيفة ..
سليم:"أنا لحد الآن مش مصدق إنك جدة."
رانيا بإبتسامة حب:"النصيب وأحلى نصيب."
سليم بإرتباك من إبتسامتها إللى بترد روحه دايما:"تمام، تقدري تروحي."
رانيا:"شكرا."
كانت لسه هتمشي وقفت فى مكانها لما جه على بالها سؤال...
رانيا:"هو أنا ممكن أسأل سؤال؟"
سليم بإبتسامة:"أكيد، إتفضلي إقعدي الأول."
قعدت بهدوء على كرسى قدام المكتب وبدأت تسأل ..
رانيا:"هو أنت أقل قضية طلاق بتقعد معاك قد إيه؟ وهى بكام؟"
سليم بإستغراب من سؤالها:"ليه السؤال ده؟"
رانيا:"جاوبني أرجوك."
سليم:"هو فى الغالب أنا مش بفرق في قضايا الطلاق كلها عندي واحدة بس الأدلة والإثباتات بتختلف."
رانيا:"تمام، بكام بقا؟"
سليم:"ب ****."
رانيا بتأفف لنفسها:"ييجى تمن معاش حسين لمدة 5 شهور."
سليم:"أفندم؟"
رانيا بإرتباك:"لا مافيش، شكرًا."
سليم بإستفسار:"في إيه؟ بتسألي ليه؟"
رانيا بتنهيدة:"أنا كنت عايزة أطلق بنتي من جوزها بأقل الخساير يعنى تاخد حقوقها كاملة منه، والحضانة لازم تكون معاها ،بس أنا مش معا......"
سليم بإبتسامة وهو بيقاطعها:"موافق، قولي الأسباب وأنا هشتغل عليها."
رانيا بعدم إستيعاب:"بس أنا مش معايا التمن ده."
سليم:"هاخد تمنه بشكل تاني."
رانيا:"إزاى مش فاهمة؟ إيه التمن في إنك ترفع قضية طلاق بنتي؟"
سليم بإبتسامة:"هتجوزك."
رانيا عقدت حاجبها وقامت من مكانها وخرج من المكتب بدون كلام، سليم قام من مكانه وخرج وراها بسرعة ..
سليم:"مدام رانيا إستني، إسمعيني."
رانيا وقفت وبصتله بضيق ...
سليم:"مشيتي من غير أما وضحلك سبب طلبي ده."
رانيا:"مش مهم، لإنى مش موافقة."
كانت لسه هتمشي...
سليم:"يا مدام رانيا إنتي بتيجي تنضفي المكتب عندي هنا بقالك سنة، خطفتي قلبي من أول يوم شوفتك فيه، رديتي فيا الحياة من تاني، من بعد ما مراتي الله يرحمها ماتت، وأنا قفلت حياتي كلها على الشغل وأولادي وبس، سيبي لنفسك فرصة، إديني فرصة."
رانيا دموعها كانت بتنزل، لفت وبصتله ...
رانيا بدموع:"بس أنا ماحدش هيرد فيا الروح بعد ماجوزي مات، ولا هقابل أي حد يرد فيا الروح من بعده، لإن الروح لما بتموت مابترجعش، أنا لو رجعت بالزمن لورا هتجوز حسين، تعرف إن وقوفك معايا بالشكل ده هو خيانة ليه؟"
سليم بهدوء:"أنا آسف."
رانيا مشيت خطوات بسيطة بس وقفت لما سمعته ...
سليم:"هرفع القضية بدون أى مقابل مادي، المهم إنى أشوف ضحكتك إللى بتردلي روحي من تاني، حتى لو العلاقة بيني وبينك هتكون عبارة عن إنى مجرد صاحب المكتب إللي إنتى بتنضفيله مكتبة كل يوم."
رانيا وهي بتبصله:"بجد هترفع القضية؟"
سليم:"أكيد، بس محتاج أشوف ضحكتك الأول."
إبتسمت من قلبها ..
رانيا:"شكرًا بجد."
سليم:"العفو أنا معملتش غير الواجب، روحيلها دلوقتى وبكرة تقوليلي على كل التفاصيل."
رانيا:"حاضر."
مشيت تحت عيونه إللى بتبصلها بحزن .. مرت الأيام فى زيارة رانيا لشوق وأمير إللى عنده 7 سنين، وفى نفس الوقت بتجمع معلومات للمحامي لحد ما جمعوا كل الأدلة والتفاصيل الخاصة بالقضية من جميع جوانبها، القضية إترفعت ومجدي وصله جواب بحضوره هو وزوجته وإبنه فى المحكمة بعد يومان ولم يُذكر السبب .. مجدي عقد حواجبه ولوهله فكر إن ده له علاقة بورث شوق إللى أبوها كان المفروض مات وماحيلتهوش حاجة ..
مجدي بجشع:"شكل أبوها ساب حاجة غير الشقة إللى أمها وشوق وأمير ورثوها دي، أكيد مبلغ كبير."
فضل يحلم مع نفسه بكل المبالغ إللى يقدر يتخيلها ... بعد مرور يومان ... مجدي كان ماسك شوق من دراعها عشان ماتهربش وأمير كان ماشي جنبهم وبيبص للأرض بحزن شديد بسبب معاملة أبوه لمامته ... دخلوا قاعة المحكمة وهنا شافوا رانيا إللى قاعده وجنبها راجل لابس روب محاماة ...
مجدي بسخرية لشوق:"أمك شافتلها صرفة، وليه ****."
قعد هو وشوق وأمير جنب بعض ... مجدي عيونه كانت على الراجل إللى جنب رانيا وبيتكلم معاها وهى بتهز راسها .. شوق مكانتش فاهمة حاجة وليه هي هنا؟ ... دخل القضاة للقاعة والأبواب إتقفلت ومجدي مكنش فاهم إيه إللى بيحصل، بس لما المحاكمة بدأت فهم كل حاجة بص لشوق بغضب شديد ووعيد ...
................................
فى الوقت الحالي:
أمير:"طبعا أنا ماكنتش رايح من فراغ، تقريبًا المحامي إللي جدتي عينته، جابني كشاهد للي بيحصل فى ماما، وجدتي رانيا شهدت ضده، وأنا كمان شهدت ضده، والمحامي أصر إنه لازم يبين كدمات الضرب إللى بابايا عملها فى شوق، والقضاة شافوا كل الأدلة وسمعوا بشهادة الجيران كمان، وأمي إللى هي شوق أخدت حريتها بالكامل في اليوم ده وفازت بحضانتي، عشنا بعدها أنا وجدتي رانيا وشوق فى شقة جدي حسين الله يرحمه، *عيونه دمعت* بعد 7 سنين من اليوم ده جدتي رانيا ماتت، ماتت وهى بتنطق إسم جدي الله يرحمه، وصيتها ليا كانت إنى آخد بالي من شوق وأحطها فى عيوني لإنها شافت كتير فى حياتها، ولازم مهما حصل تتشال فوق الراس وماينفعش تتبهدل أبدًا."
سيرين دموعها كانت بتنزل في صمت بسبب إللى سمعته ده ..
سيرين بدموع:"شوق عاشت معاناه كبيرة جدا."
أمير بصلها وهى بتبكي وبشكل تلقائي مسح دموعها، سيرين إتنفضت وقامت من مكانها وأمير إستوعب إللى حصل ...
أمير بإحراج:"أنا آسف، مكنش قصدي."
سيرين بإرتباك:"حصل خير."
راحت لمكتبها وقعدت بإرتباك شديد وفى نفس الوقت بتفرك في صوابع إيديها من الإحراج والخجل ... أمير كان محرج جدًا من إللى حصل وبيبص قدامه بإحراج شديد .. سيرين موبايلها رن بصت للموبايل بإبتسامة كبيرة لما شافت إسمه، فتحت المكالمة ...
؟؟:"السلام عليكم."
سيرين:"وعليكم السلام، إزيك يا أونكل عامل إيه؟"
؟؟:"بخير الحمدلله على كل حال، عامله إيه ياحبيبة أونكل؟"
سيرين:"الحمدلله."
؟؟ بعتاب:"كده يا سيرين؟ كده تخلي أبوكي يتصل بيا يهزأني؟ ده بهدلني على التليفون ده مسابليش حتى فرصة إني أدافع عن نفسي."
سيرين ضحكت بحرج ..
سيرين:"سوري يا أونكل أنا حاولت أقنعه فعلا إن حضرتك مالكش ذنب و.............."
؟؟ وهو بيقاطعها:"حتى لو ماليش ذنب، إنتي يابت إنتي مش بتاكلي ليه؟ كده تخلي أبوكي يزعل عشان خسيتي ومبقاش فيكي حاجة؟!"
سيرين بتأفف:"تاني يا أونكل هتدخل فى المرشح بتاع بابي."
أمير إنتبهلها ...
؟؟:"أنا غير أبوكي، أنا هنا معاكي في كل الأوقات بيتي هو بيتك، أنا لحد الآن مش فاهم إنتي ليه مش راضية تقعدي فى بيتي؟"
سيرين بإحراج:"بتكسف أبات عندك و........"
؟؟ وهو بيقاطعها:"بتتكسفي ليه؟ أنا عمك، وأولادي يبقوا إخواتك، *سكت شويه وبعدها كمل* سيرين هستناكي النهاردة على الغداء وإياكي أسمع منك رفض، يلا سلام."
قفل المكالمة من غير مايستنى رد منها ...
إتنهدت بضيق وعيونها جات في عيون أمير إللى بيبصلها بإستفسار ..
أمير بإستفسار:"مالك في إيه؟"
سيرين:"معزومة النهاردة على الغداء."
أمير:"وإيه إللى يضايق في كده؟"
سيرين بتنهيدة:"مافيش، كنت عامله حسابي على حاجات تانية، بس مافيش مشكلة هأجلها."
أمير كان نفسه يسألها هي رايحة العزومة فين بالظبط بس قرر إنه يسكت ... شوق خلصت طبيخ ودخلت الحمام عشان تتوضي .. بمرور الوقت ... سلمت من الصلاة وبدأت تدعي باباها ومامتها وعمر بالرحمة وكل ده وهي بتبكي على عمر إللى راح منها ومش قادرة تعيش من غيره من يوم ما مات .. قامت من مكانها وراحت الصالة وشغلت التليفزيون عشان تشغل نفسها بأي حاجة لحد ما أمير يرجع .. لبست النظارة النظر وحاولت تبص للتليفزيون بس الرؤية بالنسباله مكانتش واضحة .. قلعت النظارة ومسحت الإزاز بتاعها بقماشة صغيرة ورجعت لبستها تاني وبدأت تقلب بالريموت لحد ماجابت قناة عليها برنامج طبخ جابت كشكول وبدأت تكتب ورا الشيف وصفات الأكل إللى هو بيعملها ... بمرور الوقت .. أمير دخل الشقة لقى شوق قاعدة بتكتب في كشكول ومشغلة برنامج طبخ، ضحك ضحكة خفيفة وقرب منها ...
أمير:"شوق."
شوق بإنشغال:"حمدالله على سلامتك ياحبيبي، الأكل جاهز إدخل المطبخ وسخنه عشان زمانه برد."
أمير وهو بيبوس راسها:"وياترى الشيف شوق عاملالنا إيه النهاردة؟
شوق بإنشغال:"سبانخ بالحمص."
أمير برق وبصلها وبعدها عيونه جات على برنامج الطبخ إللى شغال، ورجع بصلها تاني ..
أمير:"بس كده؟"
شوق إتأففت وسابت إللى في إيديها..
شوق وهى بتبصله:"في إيه يا ولد إنت؟ عايز إيه تاني؟"
أمير بإستغراب:"مافيش حاجة يا شوق، أنا كنت متخيل إنك هتعملي حاجة حلوة كده زى الوصفات إللى إنتى بتكتبيها."
شوق بلامبالاة:"عادي يعنى، وبعدين من إمتى بعمل أكلة بالوصفات إللي أنا بكتبها دي، أنا بس بضيع وقتي، *كملت بتأفف* وعلى فكرة بقا إنت فصلتنى أنا هقوم أسخن الأكل."
أمير بضحكة:"خلاص ياشوق، ماتتضايقيش، ياستي إعملي إللى يريحك أنا مش هتكلم كفاية إن الأكل بيكون من إيدك الحلوين دول، مالها يعنى السبانخ ده أنا بحبها."
شوق وهي معقدة حاجبها:"أيوة كده إتعدل."
أمير وهو بياخدها فى حضنه:"خلاص بقا ياشوق ماتزعليش."
شوق وهي في حضنه:"خلاص مش زعلانه."
أمير باسها من راسها وهى بصت فى عيونه بحب وفضلت تتأمل فى ملامحة إللى ظاهر فيها الطيبة والبشاشة، حواجبه الكثيفة وشعره البني الغامق، وأكتافه العريضة، مسكت وشه بين إيديها وملست على دقنه الخفيفة ...
شوق بحب:"إنت كبرت يا أمير، وبقيت شاب زي القمر، ويا رب أفرح بيك قبل ما أمو........"
أمير وهو بيقاطعها:"بتجيبي سيرة الموت ليه؟ ماتقوليش كده يا شوق، مش دلوقتي بلاش توجعي قلبي بالكلمة دي تاني."
شوق بإبتسامة حزينة:"حاضر."
أمير حاول يغير الموضوع:"صحيح مش سيرين جات الشغل بالحجاب، *شاور على شنطة الفستان إللى حطها فى ركن فى الشقة* وبعتت معايا فستانك."
أشوق بلهفة:"إزاي لبسته؟، إحكيلي."
أمير بدأ يحكي إللى حصل ... بعد مرور فترة بسيطة ...
شوق بتفكير:"أنا كنت واثقة إن ده هيحصل، بس هى لسه فى البداية، مش هتلتزم بيه أوي لإنها ماتعرفش كتير عنه أو لسه مش هتقدر تتعود بالسرعة دي، بس الأيام جاية كتير وأنا معاها هتروح مني فين؟"
أمير بإبتسامة:"أكيد."
.............................
مرت الأيام وزيارات سيرين مستمرة لقرايبها .. وشوق دايما بتكلمها بتعاتبها إنها مش بتسأل فيها ولا بتعبرها، وسيرين بتعتذرلها دايما إنها فترة وهتعدي وهتشوفها كتير، سيرين بدأت تجيب لنفسها لبس بس مش لبس محجبات، مجرد لبس عادس ... حاجة تغطي جسمها وخلاص، وأمير كان متضايق جدا من اللبس ده، ودايمًا بيعلق على طريقة لبسها ونوعًا ما عجبتها غيرته الواضحة عليها، دايما بيتكلموا بليل قبل مايناموا وخلاص إتعلقوا ببعض جدا، لدرجة إن كل واحد فيهم بقا جزء أساسي في حياة التاني بس سيرين محرجة وخجولة من إللى هي حاسة بيه نحية أمير، وأمير برده كذلك، وبشير واخد باله من قرب أمير وسيرين إللى بقا ملحوظ بشكل كبير ... وفي يوم من الأيام ...
شوق وهي بتتكلم في الموبايل:"مافيش عُذر ومافيش مبرر، أنا بقالي فترة ماشوفتكيش، وأنا كده خلاص زعلت."
سيرين بتنهيدة:"ياشوق إفهمينى أنا كنت مشغولة الفترة إللى فاتت دي جدا."
شوق سكتت وماتكلمتش ..
سيرين بتعب من المناهدة:" قولي أرضيكي إزاي طيب؟"
.........................


إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#19

افتراضي رد: رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة



باقي الفصل السادس عشر .. من رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات
سيرين بتعب من المناهدة:" قولي أرضيكي إزاي طيب؟"
شوق إتنهدت:"تجيلي النهاردة، أمير هيغسل السجاد عشان العيد بعد يومين وكل سنة وإنتي طيبة وأنا عايزة إللى يقعد معايا."
سيرين إنفجرت من الضحك لما سمعت كلامها ..
سيرين فى وسط ضحكاتها:"أمير.. هيغسل السجاد؟"
شوق بضحكة خفيفة:"إنتى عارفة إللي فيها أنا مش بقدر أقرب للمنظفات، وعايزة أقولك إنه بيعمل أكتر من كده عمومًا بجانب غسيل السجاد، يعني بيغسل مواعين، بيغسل هدوم، بيكنس وبيمسح الشقة كمان، وهكذا."
سيرين بإنبهار:"وهو بيلاقي وقت إزاي لكل ده؟"
شوق بتنهيدة:"ربنا بيباركله في وقته، الحمدلله."
سيرين:"الحمدلله."
شوق:"ها قولتي إيه؟"
سيرين بتنهيدة:"خلاص هلبس وأجيلك."
شوق بفرحة:"حلو أوي، مستنياكي يا روحي."
سيرين:"ماشي ياحبيبتي."
شوق قفلت مع سيرين وراحت لأمير إللى مشمر بنطلون البيت لحد ركبته ورابط حوالين راسه قماشه عشان مصدع ورايح للسجادة وماسك في إيده طبق بلاستيك كبير مليان مياه مختلطة بأنواع كثيرة من مساحيق الغسيل ...
شوق بتشجيع:"يلا ياحبيبي برافو عليك، وزع المياه على السجادة كلها."
أمير بصلها بتنهيدة وبعدها إتكلم ...
أمير:"طيب ياشوق، بعد إذنك إدخلي بقا أوضتك عشان أغسل السجاد."
شوق:"طيب ياحبيبي بالتوفيق."
دخلت أوضتها بسرعة، وأمير وزع المياه على السجاد وإنتشرت رائحة الكلور والمنظفات في الشقة، شوق شمت ريحة بسيطة ولبست كمامة بسرعة عشان ماتتعبش ... أمير بدأ يدعك السجاد بالفرشاة ولما كان بيخلص سجادة بيلفها وبيحطها على جنب، كان باقيله سجادة كبيرة ولسه هيبدأ فيها فاق على صوت جرس الشقة.. إتنهد تنهيدة عميقة وراح فتح الباب بس إتصدم لما لقاها واقفة قدامه بمنظره ده... سيرين حاولت تكتم ضحكتها بس ماقدرتش، منظره كان مضحك جدا، القماشه إللى كان رابطها حوالين راسه كانت مربوطة بهرجله ده غير البنطلون إللى مشمره لحد الركبة وهدومه المبلوله والصابون إللى في إيده .. كان واقف مذهول من الموقف إللى هو فيه ده .. شوق خرجت من الأوضة وهى لابسه الكمامة وراحت للباب ...
شوق بفرحة:"سيرين."
حضنوا بعض ...
شوق:"إدخلي يا حبيبتي واقفة كده ليه، وسع يا أمير."
أمير رجع لورا وهى دخلت الشقة وبتحاول تكتم ضحكتها ...
شوق لأمير:"إنت خلاص باقيلك قد إيه؟"
أمير كان محرج وحاسس بالخجل وماقدرش ينطق بس شاورلها براسه على السجادة الكبيرة ...
شوق:"الله يكون فى عونك، نسيبك إحنا ياحبيبي مانعطلكش، يلا ياسيرين."
مسكت سيرين من إيدها ودخلوا الأوضة أما أمير إتنهد وقفل باب الشقة وبدأ يشتغل على السجادة الكبيرة وفي نفس الوقت بيفكر في سيرين والموقف البايخ إللى إتحط فيه ... شوق كانت بتبص لحجاب سيرين المعدول تقريبًا، وطريقة لبسها إللى إتغيرت للأحسن شويه ..
شوق بحب:"حلو أوي التغيير ده."
سيرين:"البركة فيكي ياشوق، يا إما نتمسك بالفرصة يا إما تضيع من إيدينا وماترجعش تاني."
شوق وهى بتملس على حجابها:"ربنا يبارك فيكي ياحبيبتي ويكملك بعقلك، إحكيلي بقا أخبارك إيه؟"
سيرين:"الحمدلله، كله تمام."
سيرين ركزت فى صوت المياه إللى بتترمي على الأرض وصوت الفرشاة إللى أمير بيغسل بيها ...
شوق:"سيرين أنا بتكلم."
سيرين وهي بتبصلها:"هاه؟"
شوق وهي مضيقة عيونها بشك:"في إيه؟"
سيرين بإرتباك:"هو أمير هيغسل السجاد لوحده بجد؟"
شوق:"هو بيغسله من الصبح أصلا وهو هيطول في السجادة دي شويه، ومش هعرف أغسل معاه لإني تعبانه."
سيرين:"هو أنا ممكن أساعده؟"
شوق برفض:"لا، إنتي مش جايه عشان تتبهدلي، إنتي جايه عشان تقعدي معايا."
سيرين بإصرار:"أنا عايزة أساعدة."
وبعد عِند من شوق وسيرين فى الموضوع ده أخيرًا سيرين إنتصرت وشوق إدتلها جلابية من عندها عشان تغسل بيها مع أمير .. خرجت من الأوضة وشوق وراها ... أمير كان مشغول بغسيل السجاد ومش مركز مع سيرين إللى واقفه قدامه لحد عيونه جات على حد لابس جلابيه، رفع عيونه من على الأرض على إعتقاده إنها شوق بس إتسمر في مكانه لما لقاها سيرين..
سيرين بإحراج:"هاي، حبيت أساعدك."
أمير بص لشوق إللي شاورتله براسها إن "مافيش فايدة" ..
أمير بتمتمه:"عنيدة."
أمير بجمود:"أنا قربت أخلص."
سيرين:"بس أنا شايفة عكس كده، *كملت بعِند وحماس* يلا قول أبدأ منين."
أمير ماحبش يعند قصادها لإنه مش فايق إتنهد بإستسلام وقام من مكانه وحط إيده على ظهره إللى بيوجعه ... إدالها فرشاة بعصايه طويلة عشان متوطيش ..
أمير وهو بيشاورلها على ركن فى السجادة:"إبدأي بهناك."
سيرين بحماس:"حاضر."
شوق هزت راسها بيأس منها .. سيرين بصت لأمير وحاولت تشوف وتتعلم هو بيغسل السجاد إزاى، قررت تقلده .. كان مديلها ظهره وساند بركبته على الأرض وبيغسل السجاد، وهى إدتله ظهرها وبدأت تقلده تمامًا، وشوق متضايقة عشان سيرين مصممة على عنادها ومصرة تبهدل نفسها، راحت للمطبخ عشان تعملهم حاجة يشربوها ... سيرين وهي بترجع لورا خبطت في أمير وبصتله بإحراج وخجل ...
سيرين:"أنا آسفة."
أمير بضحكة خفيفة:"حتى فى دي بتتأسفي؟!، الله يكرمك ياسيرين خلينا نركز فى البلوة دى."
سيرين بضحكة:"حاضر."
كملوا تركيز في غسيل السجادة وفي نفس الوقت أمير بيبصلها بطرف عيونه في أغلب الأوقات وكانت كل ثانية بتعدي عليه بتخليه يغرق في حبها أكتر .. سيرين مكانتش مصدقة إنها بتساعده فى حاجة تخص البيت ولوهله تخيلت إنهم هما الإتنين متجوزين وبيساعدوا بعض في البيت، فاقت بسرعة من تفكيرها وحست بالخجل الشديد وكملت إللى بتعمله ... شوق خرجت من المطبخ وشافتهم مشغولين وعلامات الجدية واضحة عليهم قررت إنها تفرفشهم شويه وفي نفس الوقت تقوي العلاقة بينهم ... راحت وملت مياة من المطبخ وراحت للصالة وإستغلت إنشغالهم هما الإتنين وحدفت المياه دي عليهم هما الإتنين، شهقوا بصدمة وبصوا لشوق إللى بتضحك عليهم ... جريوا عليها هما الإتنين ورموا عليها باقي المياه إللى هي كانت ملياها ... وضحكوا هما التلاته مع بعض ... بمرور الوقت ... سيرين كانت قاعدة مع شوق في أوضتها وبتبص في الساعة، نص الليل كان قرب يدخل عليهم وفي نفس الوقت بتتمنى تشوف أمير شويه .. فاقت على صوت شوق ...
شوق:"سرحانة فى إيه؟ إنتي متضايقة عشان إنتي هتباتي عندي؟"
سيرين بإبتسامة:"أبدًا ياشوق ده أنا مبسوطة جدا."
شوق بإبتسامة:"طب كويس، *إتظاهرت بالنعاس* معلش ياسيرين قومي هاتيلي الدواء بتاعي من المطبخ عشان هنام."
سيرين:"حاضر ياشوق."
سيرين خرجت من أوضتها ودخلت المطبخ وفي نفس الوقت شوق راحت لأوضة أمير وقومته من على سريره ...
أمير بصدمة:"في إيه ياشوق؟"
شوق بهمس:"وطي صوتك، قدامك الفرصة أهوه، يلا روح قولها إنك بتحبها، البنت واقفة فى المطبخ وبتدور على الدواء بتاعي وماتعرفش أصلا إني عايناه عندي فى الأوضة، يلا يا أمير إتحرك، أنا مش مخلياها تبات عندنا من فراغ."
أمير بإحراج:"بس ..........."
شوق:"من غير بس، يلا بسرعة."
أمير هز راسه بالموافقة وخرج من أوضته بإرتباك شديد وراح للمطبخ، وشوق وقفت بعيد عن المطبخ وفي نفس الوقت بتحاول تتصنت عليهم .. سيرين كانت بتدور على الأدوية بتاعة شوق بس مش لاقياها إتنفضت في مكانها لما سمعت صوته ...
أمير بإحراج:"سيرين."
بصتله بإرتباك شديد .. فضل واقف يبصلها بإحراج وخجل لدرجة إنها حست بإحراجه ده ..
سيرين بإبتسامة وإرتباك:"أيوه، إنت عايز مني حاجة؟"
أمير إتنهد بصعوبه بسبب إبتسامتها ليه ..
أمير بتردد:"أنا كنت عايز أقولك... *سكت شويه وبعدها إتكلم* .. طلعتي ست بيت شاطرة، بتعرفي تغسلي السجاد."
سيرين بضحكة خفيفة:"البركة فيك إنت المستر بتاعي بتعلمني كل حاجة."
أمير بإرتباك:"اه فعلا."
بص حواليه ومش عارف يقول إيه وفي نفس الوقت عيونه فيها كلام كتير وهي ملاحظة ده..
سيرين:"أمير إنت كنت عايز تقول إيه؟"
أمير بإحراج:"إنتي مرتبطة؟"
سيرين بإستغراب:"لا، ليه السؤال ده؟ وبعدين إنت عارف كل حاجة عني، أنا مش بخبي عنك حاجة، إنت متوتر كده ليه؟"
أمير بنفاذ صبر:"عشان أنا بحبك ومش عارف أقولك إزاى إني بحبك فهمتي متوتر ليه و..........."
سكت لما إستوعب الكلام إللى قاله ... وهي عيونها وسعت بسبب كلامه ..... شوق إتنططت فى مكانها بفرحة ومستنيه رد سيرين بفارغ الصبر ... سيرين كانت بتبصله وساكته ومذهوله من إعترافه ليها ...
أمير بضيق وإحراج من سكوتها:"شكلي عكيت كتير، أنا آسف."
كان لسه هيخرج من المطبخ ...
سيرين:"إنت متخيل إنى إستنيت كتير عشان أسمعها، بس ماكنتش أتوقع إنى أسمعها هنا وبالشكل ده."
أمير لف وبصلها بعدم إستيعاب ..
سيرين بإبتسامة وتوضيح:"تفتكر إن المطبخ هو المكان المناسب إن الواحد يعترف بحبه لحبيبته فيه؟"
أمير بهدوء:"حبيبته؟"
سيرين:"إنت شايف إيه؟"
أمير قرب منها بهدوء ...
أمير بجرأه لم يعهدها من قبل:"أنا قولت إللى عندي، أنا عايز أسمع إللى عندك."
سيرين بإرتباك من قربه:"أنا حبيتك من أول يوم شوفتك فيه."
أمير عقد حواجبه بشك:"إزاي؟"
سيرين بخجل:"في اليوم ده شوفت فيك حاجة مختلفة عن أى حد، كان حواليك غموض كتير وكنت حاسه إنى لازم أعرف إيه سبب الغموض ده حتى وأنا معرفكش، وأنا بحاول أعرف سبب الغموض ده لقيت نفسي وقعت في حبك من زمان، وإنت كنت مجرد لغز أنا بحله أو أنا كنت واخده كل ده حجة عشان بس أقرب منك."
أمير ضحك ضحكة خفيفة بس سكت لما أخد باله إنه قريب منها جدا، وهي كانت محرجة جدا بسبب وجودهم مع بعض لوحدهم، شوق كانت واقفه بره ودموعها بتنزل في صمت وده لإنها إفتكرت اليوم إللى عمر إعترفلها فيه بحبه ... أمير عيونه جات فى عيونها ومش فاهم إيه السبب في إنه عاوز يقرب أكتر، وبالفعل سمع النداء إللى جواه .... سيرين في جرس إنذار بيضرب في دماغها بيزيد صوته من كل خطوة أمير بيقربها منها بس قررت تتجاهل كل ده وتسمع لصوت قلبها .... شوق إستغربت سكوتهم ومش فاهمة في إيه، قررت إنها لازم تشوف .. حمحمت بصوت مسموع وأمير إتنفض ورجع خطوات لورا بسرعة ووشه إحمر من الخجل، وردد في سره..
أمير:"أستغفر الله."
وخرج من المطبخ بسرعة .. سيرين كانت واقفة في مكانها ومصدومة ومش مستوعبة إيه إللى كان هيحصل لو شوق مجتش ... شوق كانت بتبص لسيرين بإستغراب ومش فاهمة في إيه، بس قررت تتصرف بشكل طبيعي ..
شوق:"معلش ياحبيبتي تعبتك معايا، أنا لقيت العلاج في الأوضة."
سيرين بصتلها بعدم فهم ...
شوق:"إنتي معايا ياحبيبتي؟"
سيرين وهي بتفوق لنفسها وبتبص لشوق:"اه اه معلش عايزة أنام."
شوق بإبتسامة وإرتياح:"ماشي ياحبيبتي، يلا بينا."
سيرين هزت راسها ومشيت مع شوق ... أمير كان قاعد على سريره محرج ومرتبك بسبب إللى كان هيعمله، عيونه جات على الموبايل، أخده وفتح الواتس آب وقرر يبعتلها رسالة، كتب بإرتباك شديد ..
أمير:"أنا مبسوط جدا إني قدرت أتخطى حاجز كبير بيني وبينك، إنتي من النهاردة سيرين حبيبتي مش سيرين صاحبتي، ماكنتش عارف أقول الكلام ده وش لوش، بس أنا يا سيرين عايز علاقتنا تكون رسمية أنا شايف فيكي الإنسانه إللى هكمل معاها حياتي، أنا حابب أتكلم مع والدك وربنا يقدم كل إللي فيه الخير."
فرد جسمه على السرير، ومن تعبه وإرهاق اليوم كله غرق في النوم ... شوق نامت جنب سيرين وهى مبسوطة من التقدم العظيم ده، غمضت عيونها بهدوء ونامت بإرتياح وده لإنها إتطمنت على إبنها ... سيرين كانت نايمة جنبها على السرير وبتقلب في الموبايل وصلها رسالة أمير وقرأتها .. عيونها جات على " أنا حابب أتكلم مع والدك وربنا يقدم كل إللي فيه الخير" ... فاقت من وهم كبير وإفتكرت إنها مخبيه عليه حاجات كتير ومش عارفة هتقدمه لباباها إزاى؟ وهتقدم باباها ليه إزاى؟ ..... حست إن الدنيا إتقفلت في وشها وماحستش بنفسها غير ودموعها بتنزل ... كذبت وخبت ودارت كتير، وكانت السبب في حاجات كتير تخصه من مكافآت و حوافز ولو أمير عرف حقيقتها مش هيفهم إن كل ده بسبب مجهودة هيفهم إنها بتشتريه بفلوسها، وكرامته هتوجعه ومش بعيد يبعد عنها وده لإن كرامته عنده فوق كل شئ، خايفه يعرف هى تبقى مين، خايفة اللحظات الحلوة دى تخلص بسرعة ... معرفتش تنام بسبب تأنيبها لضميرها، مش عارفة تقوله إزاى هي مين .. ماحستش إن الوقت بيعدي عليها من كثرة بكائها وتأنيبها لضميرها .. فاقت على صوت رسالة جاتلها ... فتحت الرسالة ..
آنجري:"لماذا أنتي مستيقظة إلى الآن؟"
شافت الرسالة ومردتش لإنها مش قادرة ترد .. آنجري بعتلها تاني ...
آنجري:"أنتي يا فتاة ماذا يحدث؟ ماذا هناك؟"
شافتها وبرده مردتش، آنجري قلق عليها أكتر وقرر يتصل بيها وبالقعل إتصل ... سيرين قامت بهدوء من جنب شوق إللى إنزعجت من رنة الموبايل أثناء نومها بس كملت نوم عادي .. راحت للمطبخ وردت عليه ..
آنجري بقلق:"ماذا هناك سيرين؟ لا تقلقيني."
سيرين ببكاء:"أبي."
آنجري بإصرار:"ماذا هناك؟"
سيرين:"لا يوجد أي شئ، انا فقط إشتقت إليك كثيرًا أبي، أحتاجك كثيرا."
شهقت شهقات خفيفة وبصوت منخفض عشان ماحدش يسمعها ...
آنجري بنبرة حزن:"لماذا تبكين سيرين؟ ماذا هناك؟"
سيرين فضلت تبكي ومش بترد عليه ... قعدت في ركن في المطبخ وعم الصمت بينهم هما الإتنين، بس سيرين إتصدمت لما سمعته...
آنجري:"سأكون عندكي فى الغد، سأصل إلى مطار القاهرة فى الساعة الحادية عشر صباحًا، نامي سيرين وأرتاحي، لن أترككِ."
سيرين بعدم إستيعاب:"أبي، هل ستعود؟!"
آنجري بنبرة حزن شديدة:"سأعود لأجلكِ فقط."
...............................
فى صباح اليوم التالي:
شوق كانت بتفطر مع أمير وسيرين وعلى وشها إبتسامة كبيرة وبتبصلهم هما الإتنين بحب شديد ... أمير وسيرين كانوا بيبصوا لبعض بطرف عيونهم وكل أما بتتقابل نظراتهم لبعض بيحسوا بخجل شديد ... بعد مرور فترة بسيطة ... شوق كانت بتغسل إيديها بصابونه جديدة بالنسبة لسيرين ....
سيرين بإعجاب شديد:"الصابونه دى ريحتها حلوه أوى."
شوق بإبتسامة وهى بتغسل إيدها:"ماما زمان كانت بتجيبلي نوع الصابونه دي دايما، ومن كتر إدماني لريحتها كنت بستخدمها وبخلصها علطول، وريحتي كانت دايما من ريحتها."
ضحكت ضحكة خفيفة وسيرين إستنشقت ريحة الصابونه إللى موجود فى إيديها ..
سيرين:"ريحتها جميلة أوي بجد."
شوق بحب وهي بتبصلها:"مافيش أجمل منك ياروحي إنتى."
قرصتها من خدودها والصابون في إيديها ...
شوق بضحكة:"أوبس، إغسلى وشك بقا معلش."
سيرين بضحكة خفيفة:"ماشي ياشوق."
سيرين غسلت وشها من تاني وبعدها راحت الصالة هى وشوق وقعدوا مع بعض وأمير كان قاعد فى الصالة هو كمان ...
سيرين بإبتسامة:"صحيح ياشوق، كل سنة وإنتي طيبة."
شوق:"وإنتي طيبة ياحبيبة ياقلبي، وعقبال أما أشوفك العيد الجاي في بيت عريسك."
سيرين وأمير إتحرجوا ووشهم إحمر من الخجل... شوق إبتسمت لإحراجهم الواضح وقررت تغير الموضوع ...
شوق:"إقعدي هنا هروح أعمل عصير."
سيرين إبتسمتلها ولسه هتقعد عيونها جات على ساعة الحائط المعلقه برقت بصدمة لما لقتها 10 ونص ...
سيرين بصدمة:"الساعة 10 ونص .. فاضل نص ساعة وأنا قدامي ساعة لحد أما أروح هناك."
شوق بعدم فهم:"مش فاهمة فى إيه؟"
سيرين بتسرع:"أنا لازم أمشي ضروري ورايا مشوار مهم."
حضنت شوق بسرعة وخرجت من الشقة تحت عيون شوق وأمير إللى بيبصولها بإستغراب ...
......................
كان قاعد في الطيارة وجواه حرب شغاله ... بين إن بنته محتاجاه، و بين إن ده المكان إللى مات فيه روحًا وقلبًا ... كفاية إن هواء مصر بيفكره بيها، كفايه إن فكرة رجوعه لمصر بعد السنين دي كلها محسساه إنه هيرجع للصفر من تاني ... هرب من ذكرياتها المؤلمة بس أديه أهوه رجع مصر برضاه .. عيونه البنيه كان فيها حزن وفي نفس الوقت غضب شديد لمجرد الذكرى دي، كإن في نار جواها محبوسه لسنين وعايزة تخرج ... أضواء الشمس الذهبيه جات عليه وأظهرت جمال عيونه البنية وجمال شعره الأسود المختلط بشعره الأبيض، وذقنه الكثيفة بعض الشئ، عيونه جات على طفلة صغيرة بتشد فى هدوم باباها وبتقوله إنها عايزة تلعب، ضحك ضحكة خفيفة لتذكره سيرين ... فاق على صوت المضيفة ...
" سيداتي وسادتي اسعد الله صباحكم بكل خير..تستعد الطائرة للهبوط التدريجي نحو مدرج ومطار القاهرة الدولي، ومن اجل سلامتكم وراحتكم، يرجى البقاء في مقاعدكم وربط احزمتكم، شكرا لكم."
ربط حزام الكرسي إللى هو قاعد عليه والطائرة بدأت في الهبوط .. بعد مرور فترة بسيطة ... دخل المطار بجسدة الممشوق الرياضي ومشي بخطوات ثابته وقوية ومليئة بالثقه بالنفس .. بدأ يدور عليها بعيونه بس مش لاقيها ... إتنهد بضيق وبص لكل المسافرين إللي أهاليهم بيستقبلوهم ..
آنجري بتأفف:"دائما متأخرة."
فضل واقف في مكانه لفترة بسيطة وهو بيبص للساعة إللي في إيده ... وفجأه سمع صوتها ..
سيرين بفرحة وصوت مسموع:"بابي."
رفع عيونه إللى جات فى عيونها، كانت واقفه قدامه بحجابها إللي نور وشها، عيونه لمعت لما شافها بعد غياب عدا عليه كإنه سنين كتير، سيرين دموعها نزلت وجريت بسرعة ودخلت في حضنه وهو ضمها بشدة، كان بيستنشق ريحتها إللى إشتاقلها بشدة بس فجأه عقد حواجبه لما لقي ريحتها مختلطة بريحة تانية قديمة يعرفها كويس وحافظها، ريحة عمره ماهينساها أبدًا...
آنجري بإستفسار وبلهجة مصرية قوية جدا:"إيه الريحة دي؟"
......................................................................
هالوووووووووووووووووو؟ قبل أي شئ ميعادنا الأساسي في البارت كل إتنين الساعة 10 مساءا ... أنا كده خلاص خلصت مقدمة الرواية .. ندخل على الجد بقا إللي فات كله كان فلاش باك وتمهيدا للقصة .. إللى جاي حمادة تاني خالص ..
مين آنجري بقا؟
ياعينى عليكى ياشوق *خزان أحزان جاي أكتر من إللى فات*



إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#20

افتراضي رد: رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة


طلعلي ظرف بكرة .. ولسه مخلصة كتابة الفصل ..
رواية شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات
الفصل السابع عشر

سيرين بفرحة وصوت مسموع:"بابي."
رفع عيونه إللى جات فى عيونها، كانت واقفه قدامه بحجابها إللي منور وشها، عيونه لمعت لما شافها بعد غياب أكتر من شهر عدا عليه كإنه سنين كتير، سيرين دموعها نزلت وجريت بسرعة ودخلت في حضنه وهو ضمها بشدة، كان بيستنشق ريحتها إللى إشتاقلها بشدة بس فجأه عقد حواجبه لما لقي ريحتها مختلطة بريحة تانية قديمة يعرفها كويس وحافظها، ريحة عمره ماهينساها أبدًا...
آنجري بإستفسار وبلهجة مصرية قوية جدا:"إيه الريحة دي؟"
سيرين بعدت عنه بهدوء وبصتله بإستغراب من نبرته ..
آنجري بإصرار ونبرة تشير إلى الجنون:"إيه الريحة دي؟ جبتيها منين؟ بتاعة إيه؟"
سيرين بإبتسامة:"دي ريحة الصا...................."
قطع كلامها صوته ...
إسماعيل بفرحة:"عمر."
عمر بص لإسماعيل إللي بيجري عليه وأخده بالحضن ...
إسماعيل:"وحشتني ياعمر، وحشتني جدا جدا جدا، أخيرًا شوفتك."
عمر فاق من الوهم إللي كان فيه وإستوعب إن إسماعيل بيحضنه إبتسم وضمه بشده ...
إسماعيل:"حمدالله على سلامتك ياخويا، أخيرا رجعت، أنا مش مصدق نفسي."
عمر:"الله يسلمك يا إسماعيل، *إتكلم بمرح* برده لسه معصعص زى مانت؟!، عفاف شكلها بتاكل أكلك."
إسماعيل ضحك وهو في حضنه وبعدها بِعِد وبصله ...
إسماعيل:"تعرف إني واحشني كل هزارك البايخ والرخم ده؟"
عمر:"إنت محسسني إننا قعدنا سنين كتير مش بنتكلم ولا بنشوف بعض، هو مش أنا كلمتك إمبارح وسألتك عن عيالك ومراتك؟"
إسماعيل:"تفرق ياعمر، ده على شاشة التليفون حاجة كده مالهاش طعم لكن إن أنا وإنت نتقابل كده وش لوش دي ليها طعم تاني خالص."
بص وراه لإبنه محمد إللي واقف متابع الموقف ومبتسم ..
إسماعيل:"ماتيجى تسلم على عمك يا ولد."
محمد قرب بسرعة نحية عمر ومد إيده ...
محمد:"إزيك يا عمي؟ حمدالله على السلامة."
عمر بإبتسامة وهو بيسلم عليه:"الله يسلمك، إزيك يا محمد؟ إيه الأخبار؟"
محمد:"بخير الحمدلله."
عيونه جات على سيرين ..
محمد بعيون بتلمع:"إزيك يا سيري......"
عمر وهو بيضغط على إيده جامد وبيرجع سيرين بإيده التانية وراء ظهره:"كويسة الحمدلله."
محمد بألم غير ظاهر:"طب الحمدلله."
إسماعيل:"مش هنفضل واقفين كده كتير، يلا عفاف عاملالك أكل مخصوص وإياك تقول إنك تعبان من السفر."
عمر:"أنا تعبان من السفر؟! أنا نمت وقت السفر كله، وبعدين عفاف إيه؟ لا إعفيني دى زمانها حطالي سم في الأكل."
إسماعيل:"يووووه يا عمر، ماتزعلهاش بقا، دي واقفة على رجلها في المطبخ من ساعة ما سيرين بلغتنا إنك راجع."
عمر بضحكة:"خلاص أنا جاي وأمري إلى الله."
إسماعيل لمحمد:"شيل شنط عمك يابني."
محمد:"حاضر يابابا."
عمر حط إيده على كتف سيرين وإيده التانية على كتف إسماعيل ومشي معاهم هما الإتنين وعيون محمد على سيرين، إتنهد بضيق ومشي وراهم وهو شايل شنط عمر التقيلة، راحوا لعربية سيرين إللى فتحت لمحمد شنطة العربية عشان يحط فيها شنط عمر، سيرين كانت لسه هتركب ...
عمر:"لا إنتي مش هتسوقي إنتي هتبقي في حضني، إسماعيل خلي إبنك هو إللي يسوق."
إسماعيل بضحكة مكتومة:"ماشي ياعمر، يلا يا محمد تعالى سوق."
محمد ركب وإسماعيل ركب جنبه، وعمر كان حاطط إيده على كتف سيرين وضاممها لحضنه ...
عمر بهمس لسيرين:"أخيرا جيتلك."
سيرين بحب وهي بتبصله:"حمدالله على السلامة يابابي."
عمر وهو بيبص في عيونها:"الله يسلمك يا قلب بابي ."
ضمها لحضنه تاني وفي نفس الوقت بيدور في باله الرائحة إللي مخلياه مش على بعضه وبرر لنفسه بإن ريحتها ظهرتله عشان هو نزل مصر خلاص يعني هتفضل ملازماه ... شوق كانت قاعده قدام أمير وبتبصله بتركيز وهو كان بيبصلها بإنتباه ..
شوق:"ها؟"
أمير:"ها إيه؟"
شوق بتأفف:"يا واد ماتضايقنيش، إتكلمتوا في إيه مع بعض من بعد ما إعترفتلها؟"
أمير بتنهيدة:"ماتكلمناش في حاجة."
شوق بصدمة:"نعم! إزاي يعني؟ ماتكلمتوش علي الشات بتاعكم ده؟"
أمير بضحكة خفيفة:"بعتلها رسالة يا شوق قبل مانام ومضمونها كان عبارة عن "إني خلاص كسرت بينا حاجز معين وعايز أتكلم مع والدها بس كده."
شوق بلهفة:"وهي ردت قالت إيه؟"
أمير سكت وعقد حواجبه بضيق ...
شوق:"مالك يا أمير في إيه؟"
أمير بتنهيدة:"هي مردتش ياماما، مقالتش حاجة شافتها وخلاص."
شوق سكتت شويه وبعدها إبتسمت ..
شوق:"معلش ياحبيبي هو الموضوع كله جه مرة واحدة، أعذرها، كان ممكن تستني مثلا فترة العيد دي تخلص وتقولها إنك عايز تتقدم لكن إنت إتسرعت."
أمير بضيق:" لا أنا متسرعتش، إنتي عارفة إني ماليش في الكلام المايع ده، يعني إيه أمشي مع واحدة في السر؟ يعني إيه أقابلها من ورا أبوها؟ كل ده مالوش أساس من الصحة، "وأتوا البيوت من أبوابها"، إستغليت إني إعترفتلها بحبي وقولت خلاص هتقدم، هو في حاجة بتحصل بعد الإعتراف وأنا مش واخد بالي؟ درستها قبل كده؟ معتقدش."
شوق:"بتبقي على حسب الظروف و......"
أمير وهو بيقاطعها:"ماما، أنا بتضايق من الكلام ده، إنتي عارفة إن ده كله ملهوش لازمة عندي، مادام قررت إني أدخل في علاقة بالمعروف يبقى ربنا هيباركلي وهيكرمني وهيرزقني على قد نيتي نحيتها."
شوق بغصة:"أكيد ياحبيبي، مافيش إختلاف في الكلام ده، بس أنا بتكلم في العموم إنت ماسبتلهاش فرصة حتى تديلك رأيها يمكن هي ظروفها وحياتها ماتسمحش دلوقتي، *دموعها نزلت غصب عنها* هي قالتلي إن باباها عايش بره، أكيد لسه قدامه وقت على مايرجع و........"
ماقدرتش تكمل كلامها وقامت ودخلت أوضتها بسرعة وقفلت الباب على نفسها وبدأت تبكي ... حست إن إبنها بيهينها بشكل غير مباشر فكرها بإللى هي وعمر كانوا فيه، كل حاجة مروا بيها، كل الظروف، لما راح إتقدملها عشان يرضيها وبس، ولما سافر عشان يتقدملها ويثبت لأبوها إنه هيقدر يبقى زيهم ويمكن أحسن منهم في المستوى المادي، بس راح منها، بكت بقهرة لما إفتكرت موته بتتمنى لو الزمن يرجع بيها وتمنعه من السفر، بتتمنى تموت عشان تبقى معاه ... أمير كان واقف في مكانه وإستوعب إللي قاله قدام شوق بدون مايقصد، إتنهد بحزن وده لإنها بكت بسببه، قرر إنه يصالحها راح قدام أوضتها وبدأ يخبط على الباب ...
أمير:"شوق."
شوق مسحت دموعها بسرعة وحاولت تهدى ..
أمير وهو بيحاول يفتح الباب المقفول:"شوق، إفتحي الباب."
أخدت نفس عميق وفتحت الباب وفي نفس الوقت بتفرك في عيونها..
أمير بإستفسار:" بتعيطي ليه؟ هو أنا ليه حاسس إني شتمتك عشان كده إنتى عيطتي؟"
شوق بإستغراب:"عيطت؟ أنا عيطت؟"
أمير وهو معقد حاجبه:"أومال الدموع إللى نزلت في الصالة دي كانت إيه؟"
شوق بإستعباط:"دي حاجة دخلت في عينيا، وخلاص راحت لما نزلت دمعتين."
أمير بإستفسار:"يعنى مش زعلانة مني؟"
شوق:"أزعل منك ليه؟ هو أنت عملت حاجة تزعلني؟"
أمير:"لا."
شوق بإبتسامة:"يبقى خلاص مش زعلانه."
سكت شويه وبصلها بشك، إبتسمتله ورفعتله إيديها عشان يحضنها ضحك وأخدها في حضنه، وبعدها بِعِد عنها وبص في عيونها ...
أمير بإبتسامة:"أنا هسمع كلامك ومش هستعجل، هخليها تاخد راحتها في الموضوع ده يعنى، هسيبها تأهل نفسيتها للموضوع ده وساعتها أقدر أكلم باباها لما يرجع، وعلاقتي أنا وهي هتبقى خفيفة شويه في الوقت ده، كده صح؟"
شوق بإبتسامة:"صح ياحبيبي."
................................................
سيرين وصلت بعربيتها قدام بيت إسماعيل ... كان عبارة عن بيت كبير مكون من خمس أدوار .. نزلوا من العربية وإسماعيل و عمر إللى ماسك إيد سيرين كانوا بيضحكوا مع بعض ووراهم محمد.. إسماعيل وصل للدور الأول وفتح الباب ودخل الشقة بفرحة كبيرة ...
إسماعيل:"يا عفاف، عمر جه يا عفاف."
عمر سمع صوت رنة غوايش مصدرها من المطبخ وبعدها خرجت عفاف وهي مبتسمة بفرحة وفي نفس الوقت غوايشها الذهب مش بتبطل ترن لحد ماوقفت قدام عمر إللي مبتسملها ...
عفاف:"حمدالله على سلامتك ياعمر، غيبتك طولت أوي."
عمر بإبتسامة:"إزيك يا عفاف عاملة إيه؟"
عفاف:"بخير الحمدلله، *كملت بلوم* كده ياعمر؟ تغيب عننا كل ده ويوم أما تفكر تيجي يبقى تيجي عشان خاطر سيرين بس؟"
عمر كان لسه هيتكلم ...
إسماعيل وهو بيقاطعهم:"مش هتفضلوا واقفين كده كتير، يلا إتفضلوا إقعدوا."
راحوا قعدوا في الصالون وعفاف خلت سيرين تقعد جنبها وبدأت تبوس في خدودها الإتنين..
عفاف:"إنتي بقا وحشاني جدا، بقالك يومين ماجيتيش عندنا."
عمر بصدمة:"براحة على البنت هتاكليها، في إيه؟"
عفاف بلوم وهي بتبصله:"أنا ياعمر؟ سيرين دي بنتي، يعني ماقدرش أعملها حاجة تأذيها."
سيرين بضحكة خفيفة:"يا طنط ماتزعليش، بابي بيهزر معاكي."
عفاف:"أموت أنا في كلمة بابي إللي إنتي بتقوليها دي، ياخواتي عسل."
محمد وقف على جنب وإتنهد بحزن وهو بيبص على سيرين إللي بتضحك مع مامته، عصام خرج من أوضته ومعاه شابين تانيين وقربوا نحية عمر .. وكان أولهم شاب في منتصف العشرينات عيونه سوداء وشعره أسود كثيف وعنده دقن خفيفة ..
عمر بإبتسامة:"إزيك يا إسلام عامل إيه؟"
إسلام وهو بيسلم عليه:"أنا بخير الحمدلله ياعمي، حمدالله علي سلامتك، أخيرا نورت مصر."
عمر:"منورة بأهلها يابني، بسم الله ماشاء الله، شاب أخلاق وشبه أبوك بالملي لما كان في سنك."
إسلام بإبتسامة:"ده شرف ليا إني أبقى شبه أبويا طبعا، ربنا يبارك فيك يا عمي."
؟؟:"مش هسلم أنا بقا ولا إيه؟"
عمر عيونه جات على مراهق مافيهوش أي حاجة تماما، معصعص زي والده زمان..
عمر بضحكة خفيفة:"بس كده؟ تعالى سلم يا وليد."
إسماعيل بغيظ:"معلش ياعمر، إنت عارفة لسانه فالت منه من زمان."
عمر وهو بيسلم على وليد:"عادي يعني ده إبني، أهو ده بقى يا إسماعيل نسخة منك في الرُفع زمان لو تفتكر."
وليد:"هما إللي مش بيأكلوني كويس يا عمي بياكلوا مني الأكل."
عمر :"هههههههههههه، فعلا و أنا عارف مين إللي بياكله، *عيونه على عفاف*."
عفاف بشهقة:"كده ياعمر؟ أنا آكل أكل إبني؟!! مكنش العشم."
إسماعيل:"بينكشك ياعفاف إنتي عارفاه."
فضلت زعلانه مش بترد ...
عمر:"ماتزعليش يا عفاف أنا بهزر، إنتي بقا عندك دم كده ليه؟"
عفاف بغيظ:"من يومي وأنا عندي دم وبحس."
عمر:"أنا ماقولتش إنك مابتحسيش، أنا قولت إنك بقا عندك دم."
عفاف كانت لسه هتتكلم ...
إسماعيل بتعب من المناهدة:"خلاص بقا في إيه؟ مش هنفضل في المرشح ده كتير."
كل ده وسيرين بتحاول تكتم ضحكتها، عمر عيونه جات على شاب لابس نظارة نظر "عصام"...
عمر:"إنت بقى المهندس عصام، شكلك في الحقيقة غير شكلك وإنت بتكلمني كاميرا خالص."
عفاف بسخرية وهي بتتدخل:"طبعا ده عصام، ده الوحيد إللي لسه ماسلمش أصلا."
عمر:"طبعا واخد بالي، *كمل برخامة* ده إللي إنتي إتوحمتي عليا فيه صح؟"
عفاف بضيق:"لا طبعا، كنت بتوحم عليه في طوم كيروز."
عمر بصدمه:"إيه؟!!! طوم كيروز؟! تعرفي لو توم كروز سمع إسمه منك هيطُب ساكت، حرام عليكي يا عفاف بوظتي إسم الراجل."
ضحكوا كلهم مع بعض حتى عفاف ...
عصام وهو بيسلم عليه:"إزيك يا عمي، وحشتني جدا، حمدالله على السلامة، أخبارك إيه؟"
عمر بتنهيدة:" الله يسلمك، أنا بخير الحمدلله، أخبار الدراسة معاك إيه؟"
عصام وهو بيعدل نظارته:"الحمدلله كله تمام."
عفاف:"هتقضوها كلام كتير كده؟ الأكل جاهز ناكل الأول وبعدها تتكلموا مع بعض براحتكم، أنا هقوم أحط الأكل."
سيرين:"هساعدك يا طنط."
عفاف:"خليكي ياحبيبتي......."
عمر وهو بيبص لسيرين:"سيبيها يا عفاف، هي عنيدة، سيبيها تساعدك."
عفاف بتنهيدة لسيرين:"ماشي تعالي ورايا."
عمر عيونه جات على محمد إللي بيبص لسيرين بحزن ومتابعها بعيونه لحد مادخلت المطبخ وإسماعيل برده ملاحظ كده ... مر الوقت وبدأوا ياكلوا والجو لم يخلو من رخامة عمر على عفاف إللي بتتقمص منه كل شوية، وبعد ماخلصوا قعدوا مع بعض كلهم وطول الوقت عمر كان متضايق من نظرات محمد لسيرين...
إسماعيل بهمس:"عمر، تعالى معايا في البلكونه، عايز أتكلم معاك في حاجة."
عمر قام من مكانه ومشي ورا إسماعيل...
إسماعيل بهمس لعمر:"ليه ياعمر تكسر قلب إبني؟"
عمر:"عشان مش عايز نخسر بعض يا إسماعيل، عشان لو إبنك بس زعل بنتي لمجرد سبب تافه أو بدون أي سبب حتى أنا هقتله ومش بعيد أشرب من دمه كمان، ده غير إني مش قادر أستحمل فكرة إن واحد هياخد مني بنتي في يوم من الأيام."
إسماعيل:"يا عمر دي مجرد غيرة أبوية منك وطبيعي تغير على بنتك وبصراحة رفضك مش مُقنع، أنا بتكلم في إن محمد بيحب سيرين من صُغرها، وأنا مش عايز أوجع قلب إبني يا عمر."
عمر سكت وماتكلمش ..
إسماعيل:"عمر، سكت ليه؟"
عمر بتنهيدة:"بس سيرين بنتي مابتحبش محمد، هي بتعتبره مجرد أخ مش أكتر، أنا دلوقتي فهمت هي ليه مكانتش بتحب تيجى هنا كتير في البداية، عشان بيضايقها بنظراته ليها."
إسماعيل:"وإنت عرفت منين إنها مش بتحبه؟ مش تستنى تاخد رأيها، ماتحكمش من نفسك."
عمر:"أخدت رأيها وبناءًا عليه رفضت إبنك بحجة مختلفة عشان إنت ماتزعلش يا إسماعيل، فهمت أنا ليه بقولك إني مش عاوز أخسرك؟"
إسماعيل:"بس........"
عمر وهو بيقاطعه:" من غير بس يا إسماعيل، أنا ماقدرش أجبر بنتي على حاجة هي مش عايزاها، كل واحد فينا بيدور على مصلحة أولاده قبل نفسه، أنا بدور على سعادة سيرين، أي نعم صعب إني أقبل بجوازها في يوم من الأيام بس هي في الأول وفي الآخر بنتي حته مني، كل حاجة في حياتي، لازم أرضيها، إسماعيل .. أنا علاقتي بيك أقوى من إني أجوز بنتي لإبنك، علاقتنا أكبر من كده بكتير."
إسماعيل بتنهيدة بسيطة وهو بيبصله:"عندك حق يا عمر."
عمر وهو يربت على كتفه:"ماتزعلش مني يا إسماعيل."
إسماعيل بتنهيدة حزينة:"مش زعلان منك، أنا زعلان على إبني."
عمر رجع بظهره لورا وسند على الكرسي وبص للسماء الصافية ..
عمر بشرود ونبرة حزينة:"هينسى، كلنا بننسى."
إسماعيل بص لعمر بحزن وفضل ساكت ...
عمر بتنهيدة وهو بيبص لإسماعيل:"تعرف يا إسماعيل أ..............إنت بتبصلي كده ليه؟"
إسماعيل فاق وبص قدامه:"مافيش ياعمر."
عمر بإصرار:"لا في يا إسماعيل، قول في إيه؟ في مشكلة إنت واقع فيها؟ الفلوس مقصرة معاك في حاجة؟ قول في إيه؟"
إسماعيل:"ربنا يبارك فيك ياعمر، مافيش حاجة مقصرة معايا الحمدلله، بس..*سكت شوية ومحتار يجيب سيرتها إزاى*...."
عمر بإصرار:"بس إيه؟ أنا مش هسحب الكلام منك بالعافيه قول في إيه؟"
إسماعيل بهدوء وبصوت منخفض إلى حد ما:"بالنسبة لشوق أنا.........."
عمر حس بغضب شديد بيتمكن منه لما سمع إسمها ...
عمر بغضب وهو بيقاطعه:"تاني؟ مش أنا قولتلك ماتجبش السيرة دي تاني؟"
عفاف وسيرين والكل قاموا من أماكنهم لما سمعوا صوت عمر العالي ...
عفاف وهي بتتدخل:"قولتله مايجبش السيرة دي تاني، منها لله هي السبب في إللى حصل............"
عمر بغضب أكبر:"إخرسي، إياكي تنطقي كلمة زيادة، *عيونه جات في عيون سيرين إللي بتبصله بذهول وفي نفس الوقت مش فاهمة حاجة وحاول يهدي نفسه* أنا همشي، يلا ياسيرين."
إسماعيل وهو بيتدخل:"عمر إهدى، خلاص ماتزعلش إحنا مانقصدش حاجة."
عمر وهو مديله ظهره وبيحاول يتحكم في أعصابه:"حصل خير، بس أنا لازم أمشي محتاج أرتاح من تعب السفر وأقعد مع بنتي شويه."
إسماعيل بهدوء وتفهم:"ماشي ياعمر، بس أتمنى إنك ماتكونش زعلت مني."
عمر بإبتسامة وهو بيبصله:"وأنا مش زعلان."
الإتنين حضنوا بعض تحت عيون سيرين إللي بتسأل نفسها أسئله كتير، وليه باباها إتضايق كده؟ أول مرة تشوف غضبه الشديد ده.. فاقت على صوته ...
عمر:"مش يلا يا سيري؟"
سيرين:"اه اه، حاضر يلا."
سلمت على عفاف وعمر أخد سيرين من إيديها ومشي وخرجوا من الشقة ..
إسماعيل:"كل واحد فيكم يدخل على أوضته."
أولاده كلهم دخلوا أوضهم وإسماعيل بص لعفاف بلوم ...
إسماعيل:"كده يا عفاف؟ حد قالك تجيبي سيرتها؟"
عفاف بتأفف:"مانت إللي جبت سيرتها في الأول."
إسماعيل:"بس إنتي ضايقتيه أكتر، إنتي عارفه إنه مهما حصل يستحيل يقبل إنه يسمع كلمة وحشه عليها."
عفاف بتأفف:"أهو ده إللي بناخده من عمر، عصبيته إللى مالهاش آخر دي."
إسماعيل:"حصل خير، الموضوع عدا خلاص، إهدي بقا وماتفتحيش السيرة دي تاني."
عفاف بتأفف:"طيب أنا غلطانة."
دخلت الشقة من البلكونه لكن إسماعيل كان واقف في مكانه ...
إسماعيل بتنهيدة حزينة:"ربنا يريح قلبك يا عمر."
........................
سيرين كانت بتسوق العربية طول الطريق وفي نفس الوقت بتفكر في إللي حصل هناك وبتفكر في الموضوع إللى يخلي أبوها يتعصب على عمها إسماعيل بالشكل ده، عيونها جات على عمر لقت الغضب واضح في عيونه وفي نفس الوقت ساكن في مكانه كإنه متعمق في التفكير ... بعد مرور فترة بسيطة .. وصلوا الفيلا ونزلوا من العربية ... البواب رحب بعمر كتير وبعدها أخد شنطه من العربية ودخل بيها على الفيلا، وعمر إبتسم لسيرين ومسك إيديها ودخلوا الفيلا، عمر إتفرج على الفيلا الواسعة الكبيرة وبيتفرج على كل ركن فيها، الفيلا إللي إشتراها من سنين وبعدها قفلها وسافر ...
سيرين:"نورت الفيلا يا بابي."
عمر بإبتسامة:"ده نورك ياحبيبتي، أنا هروح أوضتي آخد شاور وهغير وبعدها هرجعلك، أوك؟"
سيرين بإبتسامة:"أوك."
عمر راح لأوضته وسيرين راحت أوضتها هي كمان عشان تغير هدومها ... شوق كانت قاعدة بتتفرج على التليفزيون وأمير قاعد جنبها بس فاتح الموبايل وبيبص لرسالته إللي بعتها لسيرين وإللى مردتش عليها إلى الآن ...
شوق:"سيبها على راحتها ياحبيبي."
أمير وهو بيفوق لنفسه:"هاه؟ لا عادي، أنا مش خانقها هي قافلة أصلا."
قفل الموبايل وحاطه جنبه على الكنبة ...
شوق بتنهيدة:"أمير."
أمير:"نعم يا ماما؟"
شوق بنبرة حزينة:"تفتكر هشوف أولادك في يوم من الأيام؟"
باس إيديها الإتنين وأخدها في حضنه ...
أمير:" ماتقلقيش، هتعيشي كتير إن شاء الله، هتبقي جدة زي القمر، ربنا يديكي طولة العمر ياشوق."
كانت بتبص قدامها بشرود وبتتمنى عكس أمنيته ... بتتمنى تموت بسرعة بعد ما تتطمن عليه عشان تروح لعمر ... عمر نزل من أوضته وقعد جنب سيرين في الصالون وفتح شاشة التليفزيون بالريموت ... سيرين فضلت بصاله كتير، شعره الأسود المختلط بالشعر الأبيض، وذقنه الكثيف إللي منتشر فيها اللون الأبيض، عيونها جات على شنبه وضحكت ضحكة خفيفة ..
سيرين بإعجاب:"تعرف يابابي إن الشنب حلو عليك."
عمر وهو بيبصلها:"إنتي بتعاكسيني يا سيري؟"
سيرين:"هو حرام إني أعاكس بابايا؟"
عمر بضحكة:"لا طبعا، عاكسيني برحتك."
عيونه جات على التليفزيون تاني، كإنه بيحاول يهرب من حاجة جواه أو محاوطاه ..
سيرين:"بابي."
عمر بإنشغال:"نعم؟"
سيرين:"حقيقي أنا كنت مفتقداك جدا الفترة إللي فاتت دي."
عمر إتنهد وساب الريموت وبصلها وإبتسم وهى دخلت في حضنه ...
عمر وهو بيضمها بشدة:"وإنتي كمان كنتي وحشاني جدا يا سيري، ووحشني الروتين إللي كنا بنعمله دايما لما كنا مع بعض، ده غير إن أنا معاكي وعمري ماهسيبك، يادوب تخلصي تدريبك ونرجع لأميريكا سوا."
سيرين بعدت عنه بإرتباك وعمر إستغرب إرتباكها ..
عمر:"مالك ياسيرين؟ فيكي إيه؟"
سيرين بإرتباك:"لا مافيش يابابي، بس إنت كنت واحشني جدا."
عمر إبتسم وحط دراعه على كتفها وضمها لحضنه ..
عمر:"تعرفي ياسيري الجو ده ناقصه إيه؟"
سيرين بإستفسار:"إيه؟"
عمر بمرح:"إني أعمل فشار، يلا ورايا."
قام بسرعة من مكانه وهي ضحكت وقامت وراه ... عمر دخل المطبخ وبدأ يدور على أصناف الأكل ...
عمر بإستفسار وهو مديلها ظهره:"فين الذرة يا سيري؟"
سيرين:"في الدرج إللي عندك تحت يابابي."
عمر بإنشغال وهو بيدور عليه:"فين؟، أنا مش لاقي........ أهوه لاقيته."
أخد كيس الذرة وبدأ يعملها وسيرين متابعاه بعيونها بحب وإشتياق ولهفة بنت لأبوها ... سهروا هما الإتنين مع بعض قدام فيلم كانت نهايته سعيدة، سيرين كانت نايمة وسانده راسها على رجله وعمر كان بيملس على شعرها وبيبص قدامه بشرود ... بس فاق على موبايلها إللي نور فجأه بسبب وصول رسالة ... عيونه جات على سيرين إللي نايمه بهدوء على رجله وعلى تليفونها إللي موجود قدامه على الترابيزة وبيفكر يفتح الرسالة ويشوف هى إيه، بس غير رأيه بسرعة ...
عمر بضيق لنفسه:"ثق في بنتك ياعمر، ماينفعش كده."
إتنهد وملس على شعرها وبدأ يصحيها ...
عمر بهمس:"سيرين."
عقدت حواجبها وهي نايمة بس ماصحتش...
عمر:"سيرين، إصحي يلا عشان تنامي على سريرك."
مردتش عليه وكملت نوم ..
عمر بإستسلام:"أمري لله."
قام من مكانه بهدوء وفي نفس الوقت حاطط إيده تحت راسها عشان يعرف يقوم .. نزل راسها بهدوء على الأنترية وبعدها شالها بين إيديه الإتنين، عيونه جات على ملامحها المشابهة لملامحه بدرجة كبيرة، إبتسم بحب وباسها من راسها وطلع بيها لأوضتها، حطها على سريرها بهدوء وحط الغطاء عليها ... كان لسه هيخرج عيونه جات على الأوراق إللي موجودة في أوضتها قرب نحيتهم وبص فيهم ....
عمر بتنهيدة:"كسولة من يومك."
روق المكتب بتاعها وفي نفس الوقت بياخد أوراق معينة عشان يراجعها، خرج من أوضتها ونزل للصالون وحط قدامه أوراق متعددة .. وبعدها دخل المطبخ وعمل لنفسه قهوة وبعدها خرج منه وراح للصالون ولبس نظارته الطبية وبدأ يقرأ في الأوراق وما أخدش باله من موبايل سيرين إللي بيرن في وضع الصامت بإسم "شوق"... قبل وقت قصير ... أمير كان معقد حاجبه وبيبص للرسالة إللي هو بعتها من شويه .. "صاحية؟" .. كان متضايق عشان الرسالة وصلتلها بس هي مشافتهاش .. فاق على صوت شوق ...
شوق بنعاس:"برده مش هتنام يا أمير؟"
أمير:"أنا عايز أعرف هي مردتش ليه؟ أنا ضايقتها في إيه؟ نفسي أفهم."
شوق:"ممكن تكون نايمة ياحبيبي."
أمير:"معتقدش."
شوق بتأفف:"أنا هريحك."
راحت أوضتها وأمير دخل أوضتها وراها ... ضحت ضحكة خفيفة وفتحت موبايلها وبدأت تتصل على سيرين وبعد رنات متعددة "لم يتم الرد"...
شوق:"أكيد نايمة يا أمير، هي كانت قايله إنها وراها مشوار."
أمير بضيق:"على الأقل تطمني عليها، مش تسيبني قلقان كده."
شوق بخبث:"قلقان عليها يا أمير؟"
أمير وهو بيتهرب منها:"أستغفر الله، شوق أنا داخل أنام."
سابها وخرج من الأوضة وهي بتضحك عليه ...
شوق:"ربنا يهديك ياحبيبي ويجمعكم على خير."
..................
عمر كان مشغول في قراءة الأوراق بس فاق على صوت رنة التليفون الأرضي للفيلا ...
عمر وهو بيرد:"ألو."
إسماعيل بتنهيدة:"إنت لسه صاحي؟ أنا فكرتك نمت."
عمر:"ورايا شوية حاجات أراجعها، في إيه؟"
إسمايل:"مافيش يا عمر، أنا بس ببلغك إنك معزوم عندنا أول يوم العيد أو ممكن العيد كله، أو ممكن الأيام إللي جايه كلها ده لو معندكش مانع."
عمر وهو بيقلع نظارته الطبية:"حيلك حيلك، في إيه؟ أنا عايز وقت ليا مع بنتي، وبعدين الأيام جايه كتير يا إسماعيل بطل رخامة بقا."
إسماعيل:"ماشي ياعمر، بس هستناك برده أول يوم العيد."
عمر بتنهيدة:"حاضر يا إسماعيل، ماتقلقش هاجي."
إسماعيل:"هستناك."
عمر:"إن شاء الله."
هو وإسماعيل قفلوا مع بعض ورجع يركز في الأوراق إللي في إيده...
.............................
في صباح اليوم التالي:
شوق ببراءة:"عمر."
عمر بحب وهو بيبص في عيونها:"قلب عمر؟"
شوق:"هو أنا ممكن أطلب منك طلب؟"
عمر:"إطلبي أي حاجة مني ومايهمكيش، حتى لو هتطلبي عيوني هديهالك."
شوق بإرتباك:"إنت كنت جبتلي وردة قبل كده، يعنى قبل مانبقى مع بعض."
عمر:"أيوه بالظبط."
شوق بإحراج:"ممكن تجيبلي واحدة زيها تاني، أصلها كانت حلوة أوي."
عمر وهو بيمسك وشها بين إيديه:"ماتتحرجيش مني ياشوق، إطلبي بقلب جامد مش هفضل أعيد وأزيد في كلامي."
شوق بإرتباك:"حاضر."
إبتسمتله وهي بتبص في عيونه بس قامت من مكانها وعمر بصلها بإستغراب، تابعها بعيونه وهي بتقف على سور السطح، لفت وبصتله بحب وفي نفس الوقت دموعها بتنزل ..
شوق بدموع وهي بتمدله إيدها:"عمر، تعالى."
عمر كان واقف متكتف في مكانه مش عارف يقرب خطوة نحيتها عشان ينقذها، مدلها إيده بحيث إنه يحاول يمسك إيدها بس فجأه شوق وقعت كإن حد زقها ...
شوق بصراخ:"عمر!!"
عمر بصراخ وجنون:"شوق!!!!!!!!!!!"
حاول يتحرك من مكانه وبالفعل إتحرك بجنون وجري للسور بس ملقاش شوق، وفجأه سمع صوت مزمار مستمر لعربية، عيونه جات على مصدر الصوت ولسه جاي يتفاداها الدنيا إسودت حواليه ... إتنفض في مكانه وقام بينهج من الكابوس ده .. وفي نفس الوقت سيرين إللى كانت واقفه ناحيته إتنفضت وموبايلها وقع على الأرض على إثر إنتفاضته ...
سيرين بإرتباك وهي بتقرب منه:"بابي إنت كويس؟"
عمر وهو بينهج:"أنا كويس الحمدلله."
سيرين:"مالك يابابي فيك إيه؟"
عمر وهو معقد حواجبه بضيق:"كنت بحلم بكابوس."
سيرين بإبتسامة:"حصل خير ياحبيبي، ممكن عشان إنت سهرت، ماكنتش أتوقع إنك هتراجعلي كل الأوراق دي."
عمر بصلها وبعدها ضحك ضحكة خفيفة ..
سيرين:"بتضحك على إيه يابابي؟"
عمر:"عليكي يا حبيبتي، هتفضلي كسولة دايما كده طول عمرك."
سيرين بإبتسامة:"مش أنا دلوعة بابي برده؟"
عمر وهو بيقرص خدودها الإتنين:"طبعا إنتي دلوعة بابي، ويستحيل أسيبك تتبهدلي."
أخدها في حضنه وبعدها سيرين بعدت عنه ...
سيرين:"يلا يابابي قوم كمل نوم فوق."
عمر بتثاؤب:"أنا فعلا هعمل كده."
قام من مكانه وباس راسها وبعدها طلع لأوضته .. سيرين إترمت على كنبة الأنتريه وإتنهدت بإرتياح وبتفكر في إللي حصل من شوية ... منذ وقت قصير .. سيرين كانت بتتقلب على سريرها وفتحت عيونها بهدوء لقت نفسها في أوضتها لوهلة إستغربت بس ضحكت ضحكة خفيفة وده لإنها إستنتجت إن باباها شالها كالعادة .. دورت بعيونها على موبايلها وفجأة برقت بفزع لما مالقتهوش، قامت بسرعة وخرجت من الأوضة وراحت لأوضة عمر خبطت خبطات متعدده لكنه مردش، فتحت الباب لقته مش موجود، نزلت على سلالم الفيلا بس وقفت في مكانها لما لقته نايم علي كنبة الأنترية ومبتسم إبتسامة هي بتحبها جدا مش بتشوفها غير وهو نايم، وفي إيده أوراق كتير وفي فنجان قهوة على الترابيزة إللي جنبه وكان عليها موبايلها إللي شاشته بتنور وبتنطفي فيما معناه إن حد بيرن عليها ... جريت بسرعة على الموبايل ولقت شوق بتتصل عليها، أخدت الموبايل وبعدت خطوات بسيطة عشان ماتقلقش راحة باباها وردت ..
سيرين بهمس:"ألو."
شوق بإبتسامة وهي بتبص لأمير إللي واقف قدامها:"ألو، وحشاني يا سيرين، عاملة إيه؟ أنا برن عليكي من إمبارح، خير ياحبيبتي قلقتيني عليكي، إنتي كويسه."
سيرين بهمس:"أيوه ياشوق، أنا بخير الحمدلله، إمبارح كنت مشغولة خالص لدرجة إني ماعرفتش أمسك الموبايل."
شوق:"مممممممممممم، كنتي مشغولة حصل خير ياحبيبتي، إنتي موطيه صوتك كده ليه؟"
سيرين بهمس:"لسه صاحيه من النوم."
شوق بإحراج:"آسفة ياحبيبتي لو أزعجتك بجد."
سيرين بهمس:"ولا يهمك ياشوق، أنا ...........*سكتت لما سمعت أنين من عمر إللى نايم وبيقول كلام غير مفهوم تمامًا، قررت إنها لازم تقفل بسرعة* معلش ياشوق، هقفل دلوقتي وهكلمك بعدين آسفة جدا."
شوق بإبتسامة:"ولا يهمك ياحبيبتي مستنية مكالمتك."
سيرين:"حاضر."
شوق قفلت وسيرين لسه هتنزل الموبايل من على ودنها عمر إتنفض في مكانه وهو بينهج ومن فزعها الموبايل وقع منها على الأرض ...
في الوقت الحالي:
فتحت الموبايل وشافت رسالة الواتس آب إللى أمير بعتهالها وهي نايمة، إتنهدت وقررت ترد عليه بتسجيل صوتي ..
سيرين:"سوري آمير، أنا كنت نايمة وقت رسالتك دي، أعذرني .. صحيح كنت نسيت أرد على رسالتك إللى بعتهالي أول إمبارح بعد ما *إتكلمت بخجل* كنا مع بعض في المطبخ، ممكن تسيبلي شوية وقت أرتب أموري؟ هو أنا موافقة بس معلش أنا محتاجة وقت ودي فرصة حلوة لينا كمان، عشان من خلالها هنقدر نتعرف على بعض أكتر."
بعتت التسجيل وإستنت رد أمير إللي إبتسم لما شاف تسجيل ليها، إتملك أعصابه وبدأ يسمعه .. إتنهد بإرتياح وده لإنه إتطمن عليها وبدأ يسجل ..
أمير:"حصل خير، المهم إني إتطمنت عليكي يا سيرين أنا كنت قلقان عليكي في الوقت إللى عدا ده، بالنسبة للوقت أنا موافق على أي قرار هتاخديه، المهم إنك تكوني مرتاحة، *سكت شوية وفي نفس الوقت مرتبك من الكلمة إللي هيقولها إللي هي وحشتيني بس غير رأيه* بتعملي إيه دلوقتي؟"
سيرين إبتسمت لما سمعت التسجيل وردت عليه ...
سيرين:"لسه صاحية من النوم ومحتارة أعمل إيه، وإنت؟"
بعتت التسجيل وهو سمعه ورد عليها ..
أمير:"مابعملش حاجة، كنت قاعد مع شوق من شوية وهي راحت تحضر الفطار."
سيرين:"اه صحيح، سلملي عليها كتير وقولها هكلمها بعد ماتخلص تحضير الفطار."
أمير كتب:"حاضر."
وبالفعل أمير بعت لشوق سلام سيرين وشوق ضحكت على فرحة إبنها إللي ظاهرة في عيونه وبعتتلها سلامها وقالت إنها *منتظرة مكالمتها* .. مر اليوم بشكل لطيف إستمر بدردشة سيرين وأمير وقربهم إللي بيزيد أكتر، ومكالمة سيرين وشوق إللي بتريح قلب سيرين دايما، كإنها شايفة العوض الحقيقي في شوق، من يوم ماهي إتعرفت عليها وهي شايفة إنها مامتها، شايفه إنها لازم ترضيها بكل الطرق زي أي بنت بتحب تراضي مامتها .. عمر كان نايم وغرقان في نومه وفي نفس الوقت أحلامه مش بتخلص وإبتسامته مش مفارقاه دايمًا وهو نايم، وكالعادة صحي على كابوس وبينهج كإنه كان بيجري في سباق مالهوش آخر، بس خلى يومه يعدي بهدوء من خلال معاملته لسيرين إللي كلها حنان أبوي وأمومي في نفس الوقت وده لإنه بيحاول يعوضها عن وفاة والدتها .. جاء العيد وعمر وسيرين راحوا يزوروا إسماعيل وعفاف وأودلاهم ... عمر كان قاعد مع إسماعيل ومتابع إسلام إللي بيتكلم مع إخواته ...
عمر بإستفسار:"لسه إبنك ملقاش شغل؟"
إسماعيل بتنهيدة:"لا لسه."
عمر:"يا إسماعيل أنا قولتلك الشركة موجودة والوظيفة موجودة هو بس ينورني."
إسماعيل:"كلمته في الموضوع ده فعلا، بس إنت عارف إسلام مش بيحب الوسايط بيحب يجتهد لحد مايلاقي."
عمر:"خلاص هكلمه أنا."
إسماعيل:"هتحرجه يا عمر، إسلام بيتضايق."
عمر:"مش هيتضايق مني أنا عمه."
كان لسه هينادي عليه إسماعيل وقفه ..
إسماعيل برجاء:"عشان خاطري ياعمر سيبه يدور، سيبله فرصة."
عمر بغضب مكتوم:"إزاي أسيبه يتبهدل كده وأنا موجود؟!"
إسماعيل:"سيبله شوية وقت، إديله فرصته في الحياة والمعافرة، وكلمه بعدها بس بلاش الفترة دي عشان نفسيته مش تمام."
عمر بتنهيدة وضيق:"طيب *عيونه جات على محمد إللي قاعد سرحان ومش بيتكلم* طب ومحمد عملت معاه إيه؟"
إسماعيل:"محمد أقنعته بوجهة نظرك وهو مرفضش هو تقبل رأيك، وإحترم ده تمامًا."
عمر بإستفسار:"طب ليه ساكت؟ ليه مابيتكلمش مع إخواته؟ وليه عفاف ما إدتش أي رد فعل لحد دلوقتي؟"
إسماعيل:"ساكت ليه؟ بيفكر في حاجات كتير، بيرتب أموره في دماغه إبني عاقل وكبير وفاهمُه كويس، عفاف مادتش أي رد فعل عشان هي أصلا ماتعرفش حاجة، كلامي ده كان بيني وبينك في البداية وماحبتش أعشمها بحاجة، هي كده كده بتعتبر سيرين زي بنتها بالظبط، إنت عارف إنها كان نفسها في بنت بس الحمدلله ربنا رزقنا بأربع شباب زي الورد."
عمر بإبتسامة:"ربنا يباركلك فيهم يا إسماعيل، وسيرين بنتكم طبعًا من غير أي كلام، إنتوا عيلتها التانية."
إسماعيل:"عارف ياعمر، من غير ماتقول طبعا."
عمر عيونه جات على محمد تاني وبعدها إتكلم ..
عمر:"إنت عارف إن محمد أغلى واحد عندي في أولادك على الرغم من إن كلهم زي بعض عندي، بس هو أعلى شويه، هو كان أول فرحتي بيك يا إسماعيل، هو غير أي واحد من أولادك، كفاية إنك سميته على إسم أبويا الله يرحمه، أنا مش عايز أأذي بنتي ولا أأذي إبنك، إحنا صح."
إسماعيل:"فاهمك ياعمر، إنت عندك حق."
اليوم مر على خير ومخلاش من رخامة عمر على عفاف وضحك سيرين عليهم، وإسماعيل إللي بيبص لأولادة الإتنين محمد وإسلام بحزن وعمر كان متابعه بعيونه ...
في المساء:
في فيلا عمر راضي:
سيرين وعمر دخلوا الفيلا بعد يوم طويل ...
سيرين:"بابي هغير هدومي وأنزل."
عمر:"ماشي ياحبيبتي، إعملي حسابك إننا هنسهر مع بعض هاه؟"
سيرين وهي بتطلع على السلالم:"حاضر."
بمرور الوقت .. نزلت من أوضتها وراحت لعمر إللى مجهز الفشار ومستنيها ...
سيرين بإبتسامة:"دايمًا بتجهز كل حاجة كده، مش بتسيبلي فرصة أعمل أي حاجة خالص؟"
عمر:"قولتلك مابحبكيش تتبهدلي،يلا تعالي جنبي."
قعدت جنبه وهو ضمها لحضنه وشغل التليفزيون بس في نفس الوقت بيدور في دماغه حاجات كتير، سيرين متغيرة جدا من ساعة مارجع، مش دي بنته إللى إتعود يشوفها، حاسس إن فيها حاجة متغيرة، حاجة مختلفة، حاجة جديدة أول مرة يشوفها، كان سرحان ومش واخد باله إنه بيعملها ضفيرة في شعرها بشكل تلقائي ...
سيرين بضحكة خفيفة:"بابي أنا مش عيله صغيرة، أنا كبرت خلاص."
عمر فاق لنفسه ولقى إنه بيعملها ضفيرة وهو مش حاسس، إتنهد وكمل الضفيرة ..
عمر بإنشغال:"وحتى لو كبرتي، برده هتفضلي صغيرة في نظري."
إبتسمت وسابته يعملها ضفرة ..
عمر بإنشغال:"أخبارك إيه يا حبيبتي؟ طمنيني عليكي؟"
سيرين بإستغراب من السؤال:"أنا الحمدلله بخير."
عمر:"طبعا الحمدلله، بس بسأل عن حياتك الفترة دي، أخبارك إيه فيها؟"
سيرين:"يعني، مافيش أي جديد حضرتك عارف إللي فيها بروح الشركة بشتغل وبروح لأونكل إسماعيل وبعدها باجي هنا وأوقات بروح لصاحبتي."
عمر:"مممممممممم، وصاحبتك دي أهلها مش بيتضايقوا لما بتروحيلها كل شويه كده؟"
سيرين بضحكة:"لا خالص، دي بتحبني جدا، بحسها مامي في نفسها كده."
عمر إستغرب وخلاها تبصله ..
عمر:"مامي؟ إيه علاقة مامي بصاحبتك؟"
سيرين بتوضيح:"يعني يا بابي هي بتخاف عليا، بتهتم بأكلي وبصحتي وبتتضايق لما بتلاقيني مش باكل، *كملت بخجل* بتبعتلي فطار في الشغل دايما."
عمر بتفهم:"كويس."
عمر إبتسم وده لإن في حاجة خلاص لهت بنته عن حزنها إللى كانت عايشه فيه من صغرها، وإللي كان صعب عليه في إنه يخرجها منه، وفي نفس الوقت حاسس بغيرة شديدة في إن حد قدر يخرجها من الإكتئاب ده غيره، خلص الضفيرة إللي بيعملها ..
عمر:"أنا بقول أقوم أعملنا كوبايتين شاي يظبطوا مزاجنا."
سيرين:"هههههههههه، أوك."
باسها من راسها وقام من مكانه وراح للمطبخ .. سيرين إتنهدت وبصت لموبايلها وبدأت تقلب فيه بس إتفاجأت بشوق بتتصل بيها .. إبتسمت وقامت من مكانها تتمشى شويه ..
سيرين بإبتسامة وهي بترد:"حبيبة قلبي."
شوق بقمصة:"حبيبة قلبك برده؟ يا بكاشة، إنتي مسألتيش عني اليوم كله، ده إنتي حتى مازورتنيش ولا قولتيلي كل سنة وإنتي طيبة."
سيرين:"ياشوق أنا قولتلك إمبارح وأنا بكلمك، وأنا كنت عند قرايبي النهاردة اليوم كله، ماتزعليش."
شوق:"النهاردة غير إمبارح، النهاردة أول يوم العيد يعنى تفرق."
عمر خرج من المطبخ وهو شايل كوبايات الشاي وحطهم بهدوء على ترابيزة الأنتريه وسيرين مش واخده بالها ...
سيرين بتنهيدة:"طب قوليلي أرضيكي إزاى؟"
شوق بقمصة:"تجيلي بكرة ولو ماجيتيش هزعل جدا."
سيرين:"ماقدرش على زعلك يا حبيبتي، حاضر هجيلك."
شوق:"يحضرلك الخير ياروح قلبي، أنا هقفل بقا عشان هروح أنام هستناكي بكرة ماتنسيش، هتقضي معايا اليوم كله."
سيرين بإرتباك:"حاضر."
شوق:"يلا سلام."
سيرين:"سلام."
شوق قفلت المكالمة وسيرين لسه هتنزل الموبايل من على ودنها ...
عمر بحزم:"رايحة فين؟"
سيرين شهقت وحاولت تهدي نفسها ..
عمر:"شوفتي عفريت ولا إيه؟ إنتي رايحة فين؟"
سيرين بإرتباك:"أنا معزومة عند صاحبتي بكره."
عمر عقد حواجبه وبصلها كتير ...
سيرين برجاء:"عشان خاطري يا بابي، أنا عايزة أروح."
عمر بتنهيدة وإبتسامة:"ماشي ياحبيبتي، موافق."
دخلت في حضنته وهو ضمها بشدة وفي نفس الوقت مش مطمن وحاسس إن في حاجة غريبة ... بِعِد عنها..
عمر:"يلا نكمل سهرتنا ونشرب الشاي بتاعنا."
سيرين:"أوك يابابي."
..................
شوق كانت قاعدة بتسرح شعرها قدام المرايه وفي نفس الوقت بتفكر في إللي شاغل بالها، بس فاقت على صوت خبط على الباب .. أمير دخل وبص لشوق إللي قاعده على كرسي وبتبصله بإستفسار ...
أمير:"مش هتعوزي حاجة يا شوق؟ أنا هدخل أنام."
شوق بإبتسامة:"سلامتك يا حبيبي."
أمير:"ماشي ياشوق تصبحي على خير."
شوق:"وإنت من أهله ياحبيبي."
أمير إتنهد ولسه هيخرج من أوضتها ..
شوق بخبث:"أه صحيح ياحبيبي، نسيت أقولك .. سيرين هتنورنا بكره اليوم كله إن شاء الله."
أمير إبتسامته كبرت ومش واخد باله من شوق إللي مركزة معاه بس فاق لنفسه بسرعة ..
أمير بإرتباك:"اه اه تنور طبعا، أنا هروح أوضتي."
شوق:"برحتك ياحبيبي."
راح لأوضته وإتنهد بإرتياح وملامح الفرحة ظهرت في ملامحة كان بيتمنى يشوفها وده لإنه مشافهاش من يوم أما كانت عندهم وبيتكلموا على الواتس آب من بعدها علطول ... شوق قامت من مكانها وقعدت على سريرها وبدأت تفكر في حاجات كتير تخص حياة إبنها مع سيرين، إبتسمت بحب لما إفتكرت إعتراف أمير لسيرين بحبه، وجه على بالها عمر لما شغل أغنية لأم كلثوم ومن خلالها هي إستنتجت إنه بيحبها وده لإنه كان محرج إنه يقولها .. إبتسمت بوجع وده لإن عمر مش موجود خلاص، أهم إنسان في حياتها مات .. نامت على السرير ودموعها بتنزل على عمر بدون توقف لحد ماراحت في النوم ... طلعوا على سلالم الفيلا وهي راحت لأوضتها وعمر وراها وقبل ماتدخل ...
عمر:"هتروحي لصاحبتك بكرة إمتى؟"
سيرين:"الصبح إن شاء الله."
عمر بتنهيدة:"ماشي ياحبيبتي، تصبحي على خير."
سيرين بإبتسامة:"وإنت من أهله يابابي."
دخلت الأوضة ونامت على سريرها . بس فضلت صاحية وبتبص للسقف بشرود ... أمير كان بيبص لموبايله كتير ومحتار يبعتلها رسالة على الواتس آب كالعادة ولا يجدد شويه؟ ... فضل يفكر مع نفسه كتير لحد ماقرر .. سيرين كانت سرحانه بس فاقت على صوت رنة موبايلها .. عملت الموبايل صامت بسرعة عشان باباها مايسمعش صوت الموبايل وبصت لإسم أمير إللي ظاهر قدامها على الشاشة .. أخدت نفس عميق وقررت ترد ..
سيرين:"ألو."
أمير بإرتباك:"إزيك؟"
سيرين:"أنا بخير الحمدلله، إنت عامل إيه؟"
أمير:"بخير طول مانتي بخير."
سكتوا هما الإتنين شويه ...
أمير وهو بيقطع الصمت:"صحيح شوق قالتلي إنك جايه بكرة."
سيرين:"أيوه فعلا هاجي بكرة إن شاء الله."
أمير:"متأكدة إنك هتيجي؟"
سيرين بضحكة خفيفة:"أكيد متأكدة طبعا."
عمر دخل الأوضة وهي إتنفضت في مكانها ...
أمير:"طب كويس البيت هينور بيكي بكرة و........."
قطع كلامة المكالمة إللي سيرين قفلتها ...
عمر بإستغراب:"إنتي بتعملي إيه يا سيري؟"
سيرين بإرتباك:"لا مافيش، ليه في حاجة؟"
عمر بشك خافي:"أنا كنت فاكرك نايمة فقولت أدخل آخد شوية أوراق من هنا أراجعهم قبل ما أنام، بس إنتي شكلك ماكنتيش نايمة."
سيرين بتوتر:"هنام أهوه، كنت بلعب في الموبايل شويه، وبعدها سمعت ريكورد واحدة صاحبتي كانت باعتاه فحضرتك دخلت خضتني فجأة."
عمر ضيق عيونه بشك بس بعدها إبتسم...
عمر:"حصل خير ياحبيبتي، آسف لإزعاجك، لو كنت أعرف إنك صاحية كنت خبطت."
سيرين:"مافيش مشكلة يا بابي، حصل خير."
عمر إتنهد ودخل أوضتها وأخد شوية أوراق وقبل مايخرج ..
عمر:"نامي كويس يا سيري."
سيرين:"أكيد يابابي، تصبح على خير."
عمر بإبتسامة:"وإنتي من أهله"
أول أما خرج من أوضتها وقفل الباب ملامحه إتحولت للغضب بسبب كذبها الواضح وده لإنها لأول مرة تكذب عليه، راح لأوضته وبدأ يفكر كتير في سبب تغييرها وفي إنها بتكذب عليه، صاحبتها وبتكلمها قدامه، والفترة إللي فاتت كانت بتروح لإسماعيل بعد مابتخلص في الشركة أو بتروح لصاحبتها، وصل لحلين، يا إما الشركة هي الأساس في اللغز ده، يا إما صاحبتها هي اللغز، بس إستبعد الحل التاني، أخد نفس عميق ومسك موبايله وبدأ يعمل مكالمة لحد معين .. وبعد عدة رنات ...
بشير:"ألو."
عمر بإبتسامة تظهر تجاعيد وجهه:"إزيك يا بشير؟"
بشير بإستغراب:"مهندس عمر؟"
عمر:"بشحمه ولحمه، أخبارك إيه؟"
بشير بفرحة:"أنا بخير الحمدلله، حضرتك بتتصل عليا من رقم داخلي! رجعت مصر إمتى؟"
عمر:"يعني مبقاليش يومين."
بشير:"كده يابشمهندس؟ وماتديناش أي خير برجوعك."
عمر:"أنا حقيقي جيت من غير ميعاد معين، جيت لأمر طارئ."
بشير:"لعله خير."
عمر بتنهيدة:"بشير، ممكن أسألك سؤال؟"
بشير:"إسألني طبعا من غير ماتطلب."
عمر:"تسلم، أنا كنت عايز أعرف أخبار سيرين إيه؟ يعني الدنيا ماشيه معاها إزاى في الشركة؟ عايز أعرف كل حاجة."
بشير:"سيرين موظفة مجتهدة وعندها طموح كبير و..........."
عمر وهو بيقاطعه:"عارف كل ده، بس أنا بنتي إتغيرت جدا في الفترة الأخيرة، أنا عايز أعرف إيه إللي بيحصل من ورا ظهري في الشركة دي، حالًا يا بشير."
بشير سكت شويه وبعدها إتكلم ...
بشير بإحراج:"هو أنا مش متأكد بس تقريبا سيرين في حد في حياتها."
عمر ملامحه إتحولت للغضب الشديد لما سمع كلامه ..
عمر بغضب:"مين ده؟"
بشير:"الشاب إللي إقترحته على حضرتك قبل ماسيرين ترجع على مصر في إنه يدربها يعني، هو أنا مش متأكد، بس أنا بشوفهم دايما بيتكلموا مع بعض في المكتب."
عمر بإستفسار وغضب:"مكتب إيه؟"
بشير بتوضيح:"مكتبهم."
عمر:"نعم!!! مكتبهم كمان!! أنا ماقولتش إن بنتي تبقى معاه في نفس المكتب، أنا قولت إنه يدربها في مكتبها و........"
بشير وهو بيقاطعه:"بس ماحدش يعرف إنها هتمسك الشركة."
عمر:"وحتى لو، يكون ليها مكتب لوحدها وإللي هيدربها يدربها قدام عيونك إنت."
بشير:"أنا آسف، أعمل إيه طيب؟"
عمر بتنهيدة:"أنا هتصرف."
بشير:"مش فاهم؟"
عمر:"أنا هرجع أمسك الشركة من تاني، بعد العيد إن شاء الله."
بشير:"ده أجمل خبر سمعته في حياتي حضرتك هتنورنا."
عمر:"ده نورك يا بشير، معلش أزعجتك."
بشير:"ولا يهمك، حمدالله على السلامة يا بشمهندس."
عمر:"ألله يسلمك."
عمر قفل المكالمة ورمى موبايله بغضب على السرير وبيفكر في حاجات كتير هو ناوي عليها ... أمير كان قاعد في أوضته ومتضايق بسبب المكالمة إللى إتقفلت فجأة دي وفي نفس الوقت بيحط إحتمالات لكل حاجة ... بس فاق على صوت وصول رسالة ...
سيرين:"سوري أمير، بس موبايلي فصل مني، هشوفك بكرة أوكي؟"
أمير كتب:"تمام."
إبتسم بحب وقفل موبايله، نام على سريره وهو بيفكر فيها لحد ما راح في النوم .. سيرين إتنهدت بإرتياح لما لقت إن أمير مش متضايق وفي نفس الوقت مرتاحه وده لإن باباها ماكتشفش إنها بتكذب عليه، إتضايقت من نفسها وده لإنها أول مرة تكذب عليه بالشكل ده، يمكن عشان عارفة غيرته عليها، فخايفة يضايق أمير لو عرف، إتنهدت بحزن ونامت وهي بتفكر في حل للورطة إللي هي فيها دي إللى هي عبارة عن *باباها والإنسان إللي بتحبه أمير* ....
............................
في صباح اليوم التالي:
سيرين كانت في أوضتها وبتلبس طرحتها، سمعت صوت خبط على الباب ..
سيرين:"إدخل يا بابي."
عمر دخل وبصلها بإبتسامة ...
سيرين:"نعم ياحبيبي؟"
عمر:"أنا كلمت عم مصيلحي البواب يجيبلنا واحدة تعملنا الأكل، مش هنفضل طول الوقت بناكل عند عمك إسماعيل، والعربية إللي أنا كنت طلبتها وصلت الصبح بدري وإنتي نايمة."
سيرين:"تمام يا بابي."
عمر فضل متابعها بعيونه لحد ما خلصت تماما .. سيرين بصتله ..
سيرين:"صحيح يا بابي، هتعمل إيه في غيابي؟"
عمر:"هقعد لوحدي في البيت وده لإن بنتي إختارت صاحبتها عليا على الرغم من إنها عارفة إني لسه راجع من السفر ولازم تقعدي معايا أكتر من كده."
سيرين:"بابي، عشان خاطري ماتزعلش مني، هي زعلانه مني وأنا بحاول أصالحها، عشان خاطري ماتتضايقش."
عمر ضحك ضحكة خفيفة:"بهزر ياسيرين، مادام سعادتك في إنك تروحيلها خلاص أنا معنديش مانع، مسيرك هتعرفيني عليها، خدي بالك من نفسك كويس."
سيرين بإبتسامة:"حاضر يا بابي."
باسته من خده ولسه هتمشي ...
عمر:"سيرين."
لفت وبصتله بإستفسار ...
عمر وهو بيبص في عيونها البنية:"تعرفي إن أنا واثق فيكي، صح؟"
سيرين بإبتسامة:"أكيد يابابي."
عمر:"خدي بالك من نفسك ياحبيبتي، وطمنيني عليكي لما تروحي عند صاحبتك وبلغيها سلامي."
سيرين:"أكيد ياحبيبي."
حضنته وبعدها نزلت وخرجت من الفيلا ... عمر إتنهد تنهيدة بسيطة وراح لأوضته .. قعد شوية يفكر مع نفسه وبيشوف هيعمل إيه في غيابها ، عيونه ظهر فيها الحزن الشديد لما جه على باله حاجة معينة، قام من مكانه وبدأ يغير هدومه ... بمرور الوقت ...
كان لابس نظارة شمس تخفي ملامحة بطريقة جيدة، وبيسوق عربيته لحد ما وصل لحارة ضيقة بعض الشئ .. وقف عند بيت قديم جدا وبعدها نزل من العربية .. راح للشاب إللي قاعد عند بوابة البيت وبيحرسه ..
عمر:"السلام عليكم."
الشاب وهو بيبصله:"وعليكم السلام، تؤمر بحاجة يا حضرة؟"
عمر:"معاك عمر محمد راضي مالِك البيت."
الشاب بشك:"فين الإثبات؟ صاحب البيت سافر من حوالي 27 سنة ومرجعش."
عمر بضحكة خفيفة من طريقته:"الإثبات الوحيد هو إني جيت قولتلك إسمي، إنت إبن مرعي الصغير صح؟"
الشاب:" الله يرحمه، أيوه أنا إبنه."
عمر:"اللهم آمين، *عمر أخد ورقة من جيبه وقدمهاله* دي وثيقة شرائي للبيت."
الشاب أخد الورقة وبدأ يقرأ إللي فيها ...
الشاب بإنضباط:"أهلا ياعمر بيه، إللى مايعرفك يجهلك، أنا آسف حقك عليا."
عمر بإبتسامة:"ولا يهمك، حصل خير، إنت إسمك إيه بقا؟"
الشاب وهو بيديله الوثيقة:"محسوبك مصطفى."
عمر:"اتشرفت بيك يابني، إيه أخبار البيت؟ والمستأجرين؟"
مصطفى:"كله تمام وعال العال يا أستاذ عمر."
عمر:"طب كويس، بتجيب حد ينضف السطح كل أسبوع وإنت معاه ولا نسيت كلام أبوك؟"
مصطفى:" طبعا بجيب."
عمر بتنهيدة:"طب كويس، انا عايز مفتاح السطح."
مصطفى أخد المفتاح من جيبه وإداهوله ..
مصطفى:"حضرتك نورتنا."
عمر وهو بياخد منه المفتاح:"ده نورك، إوعى يكون حد قرب من السطح، كإيجار أو أي حاجة، أنا قايل إن السطح يدخله إللي هييجي ينضف وبس ومايحركش حاجة من مكانها كمان."
مصطفى بإرتباك:"أكيد، كلامك بيتنفذ بالحرف يا عمر بيه، ماتقلقش."
عمر بإرتياح:"طب كويس، يلا شوف شغلك."
مصطفى:"حاضر يا بيه."
عمر دخل البيت وطلع على السلالم وذكريات الماضي كلها بتهاجمه مع كل سلمه هو بيخطو عليها لحد ماوصل للسطح، إتنهد بصعوبه وحط المفتاح في القفل وبدأ يفتحه .. فتح الباب ودخل وقفله وراه، عيونه جات على كل مكان وكل ركن في السطح، ذكريات حياته كلها كانت هنا، كل حاجة حلوة عاشها كانت هنا، عيونه جات على الكنبة إللى موجودة في منتصف السطح، قرب منها ببطئ شديد ولما وصل عندها ملس عليها بهدوء، وبعدها قعد عليها .. غمض عيونه ونسمة بسيطة من الهواء جات عليه .. بس فحأه برق بصدمة لما سمع صوتها ...
شوق:"عمر."
..........................................................................



إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#21

افتراضي رد: رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة



اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
رواية/ شوق العُمَر .. بقلم سارة بركات
الفصل الثامن عشر

كان قاعد في مكانه مصدوم وقلبه بينبض بشدة، بص وراه وإتفاجئ بيها واقفه ومبتسمة إبتسامتها البريئة ولابسه هدوم المدرسة ورافعة شعرها الأسود على شكل كحكة .. قام من مكانه من غير مايحس وقرب منها خطوات بسيطة و بيحاول يتأكد هي وهم ولا حقيقة؟ .. إتأمل ملامحها إللى مشتاقلها بشدة، بص في عيونها إللي بتبصله بحب .. عمر فتحلها دراعاته وهي إبتسامتها زادت وجريت نحيته بس عبرت جسم عمر كإنها روح مش شخص حقيقي ... عمر كان واقف في مكانه مصدوم وقلبه واجعه بشدة وده لإنه إكتشف إنها خيال شوق .. بص وراه لقاها واقفه وبتبصله بحزن ...
عمر بحزن:"برده طيفها!."
طيف شوق قرب منه وبصت في عيونه ...
شوق:"أنا دايمًا معاك يا عمر."
عقد حواجبه بضيق وبِعِد عنها وبدأ يتكلم بخنقه وضيق ..
عمر:"معايا؟! معايا فين؟ إنتي بعتيني ورميتيني في أقرب صفيحة زبالة، وكل ده عشان إيه؟ عشان الفلوس؟!!! مانا رجعت وكان معايا فلوس؟ *إتكلم بغضب وغصة* لو كنتي بس صبرتي يومين ياشوق كنتي هتبقي مراتي، يومين بس ياشوق، ده إنتى حتى ماحترمتيش موتي، ماستنتيش أسبوع بعد خبر موتي يا شوق، بسببك قاطعت إسماعيل 3 سنين، بسببك إتدمرت، بسببك كرهت حياتي، بسببك كبرت بدري، 28 سنة وأنا متحاوط بطيف ريحتك إللي مش بتفارقني في أي مكان بروحه، لدرجة إني لما رجعت مصر بقيت أشم ريحتك في بنتي، أنا حقيقي ماكرهتش في حياتي قدك، ولا حبيت في حياتي قدك."
كان بينهج بسبب الكلام الكتير إللي قاله ... دموعها كانت بتنزل في صمت ..
عمر:"دموع التماسيح دي عمرها ماتخدعني تاني."
غمض عيونه ونزلت دمعة خفيفة كان بيحاول يحبسها، مسحها بسرعة وفتح عيونه لقاها مش موجودة إختفت تمامًا ... إتنهد بحزن وبص حواليه، شاف قدامه كل حاجة كانت بتحصل زمان بينهم كإنه إمبارح .. لما كان بيحضنها وهما واقفين تحت المطر، ولما كانت بتسند راسها على رجله عشان تنام، لما كانت بتعلمة القراءة والكتابة، لما كان بيعملها ضفيرة، وذكريات تانية كتير بينهم .. قعد على الكنبة بقلة حيلة والذكريات دي بتمر قدام عيونه ومش قادر ينساها ...
.......................
في شقة شوق:
أمير كان بيحط برفيوم وهو واقف قدام مرايته وبيعدل شعره ومش واخد باله من شوق إللي دخلت أوضته وبتبصله وبتضحك عليه، إتنفض في مكانه لما سمعها ..
شوق بتريقة:"ياسيدي يا سيدي."
أمير بإحراج وهو بيبصلها:"في إيه ياشوق؟"
شوق وهي بإبتسامة:" مافيش ياحبيبي، بس حابه شكلك النهاردة."
أمير بإستفسار وهو رافع حاجبه بإستغراب:"طب والأيام إللي فاتت كنتي شايفاني إيه؟"
شوق بإبتسامة وهي بتقرب منه:"كنت شايفاك قمر بس النهاردة قمرين ياحبيبي، كل ده عشان سيرين جايه؟"
أمير بإحراج:"لا طبعا، أنا دايمًا بهتم بشكلي ومظهري."
شوق بشك:"مممممممم، ماشي."
كانت لسه هتمشي ..
أمير بإرتباك:"يعني أنا حلو النهاردة فعلا؟"
شوق بإبتسامة وهي بتبصله:"إنت دايما حلو ياحبيبي، سواء في نظري أو في نظر سيرين."
أمير :"على فكرة أنا مش بعمل كل ده عشانها، هي عادي مجرد ضيفة و.........."
قطع كلامه جرس الشقة إللي بيرن...
أمير بلهفة:"عديني ياشوق."
شوق ضحكت من منظره وبعدت عنه وأمير طلع بره أوضته وراح لباب الشقة .. أخد نفس عميق وفتح الباب بإبتسامة خفيفة ..
كانت واقفة قدامه بإبتسامتها إللي بتخطف قلبه وسرح فيها ..
سيرين بإبتسامة:"إزيك يا أمير؟"
أمير مردش وفضل يبصلها كتير وهي إتحرجت من نظراته ليها، فاق على صوتها ...
شوق وهي واقفه وراه:"أمير."
إستوعب المنظر إللي كان فيه، وبص في الأرض وإستغفر ربنا في سره وبِعِد ... سيرين دخلت الشقة، شوق إبتسمتلها بحب وحضنتها بشدة ...
شوق:"كنتي وحشاني يا سيرين."
سيرين:"وإنتي كمان ياشوق كنتي وحشاني جدا."
شوق وهي بتبصلها:"تعالي يلا إقعدي بدل الوقفة دي."
شوق وسيرين قعدوا على كنبة وأمير دخل المطبخ وبدأ يجهز العصير ...
شوق:"طمنيني عليكي ياحبيبتي، أخبارك إيه الفترة دي؟"
سيرين بإبتسامة بهجة:"الحمدلله ياشوق، كله تمام."
شوق بإبتسامة:"واضح طبعا إن كله تمام، في إيه لازم تحكيلي ده إنتي متغيرة خالص."
سيرين بإستغراب:"متغيرة إزاى؟"
شوق وهي مضيقة عيونها بشك:"يعني ماشاء الله وشك منور النهاردة عن آخر مرة شوفتك فيها، في إيه إنطقي؟"
سيرين بضحكة من طريقتها:"ياشوق مافيش، نفسيتي كويسة شوية فتلاقيني متغيرة للأحسن."
شوق بإبتسامة:"طب الحمدلله."
سيرين إتنهدت وشوق سكتت وأمير خرج من المطبخ وهو شايل العصير وحطه على الترابيزة قدامهم ...
شوق بإبتسامة:"تسلم إيدك ياحبيبي."
أمير:"الله يسلمك يا شوق."
سيرين بإرتباك:"تسلم إيدك يا أمير."
أمير بإبتسامة وهو بيبص في عيونها:"الله يسلمك يا سيرين."
حست بالخجل الشديد من نظرته ليها وبصت في الأرض ..
أمير لشوق وهو ملاحظ خجل سيرين:"أنا في أوضتي يا شوق لو إحتاجتي أي حاجة عرفيني."
شوق بإبتسامة:"ماشي ياحبيبي."
أمير دخل أوضته وإتنهد بعمق كإنه كان فاقد النفس في وجودها، راح قعد على سريره وفتح موبايله وفتح صورة الواتس آب بتاعتها وسرح فيها ...
شوق:"سيرين."
سيرين وهي بتبصلها:"نعم ياشوق؟"
شوق بإبتسامة:"أنا مبسوطة إنك إنتي وأمير بتحبوا بعض."
سيرين حست بالخجل لما شوق فتحت معاها الموضوع ده ..
شوق وهي بتمسك إيدها:"عايزاكي تعرفي إنه هيشيلك في عيونه وهيحافظ عليكي، ده إبني وأنا إللي مربياه، ربيته على إن الراجل لازم يشيل الست في كل الأوقات، وعايزة أقولك برده إن مافيش حد كامل، زي ما أمير فيه مميزات برده فيه عيوب طبعا، بس مميزاته مغطية على عيوبه .. أمير بيحبك بجد، ممكن إنتوا لسه في البداية وهو تقيل ومش بيبين مشاعره عشان دي أول مرة يبقى في موقف زي ده، بس صدقيني إبني لما بيحب حاجة بيعافر عشان ياخدها، أمير إنسان مُخلص، وجدع ويُعتمد عليه وإنتي شوفتي ده بنفسك، مش عايزاكم تزعلوا بعض أو تضايقوا بعض في يوم من الأيام، وحتى لو زعلتوا من بعض حد فيكم لازم يبدأ بالصلح إنتوا لسه صغيرين وقدامكم كتير تعيشوه."
سيرين كانت مستغربه كلام شوق ليها ومش فاهمة ليه بتقول الكلام ده وإستغربت أكتر دمعتها إللى نزلت..
سيرين:"في إيه ياشوق؟ مالك؟"
شوق بتنهيدة وهي بتمسح دموعها:"مافيش ياحبيبتي، بس أنا مبسوطة بيكم، وبتمنى باباكي يرجع بسرعة عشان نجيلكم زيارة أطلبك فيها منه لأمير."
سيرين إرتبكت وسكتت ...
شوق وهي بتبصلها:"صحيح ماتعرفيش هيرجع إمتى؟"
سيرين بإرتباك:"لا معرفش، بس هكلمه أستعجله طبعا عشان نفسي أشوفه."
شوق وهي بتمسك وشها بين إيديها:"ر بنا يرجعهولك بالسلامة ياحبيبتي، وأفرح بيكي إنتي وأمير."
سيرين بحزن:"إن شاء الله."
شوق أخدت كوباية عصير وقدمتها لسيرين ..
شوق:"يلا إشربي."
سيرين أخدت منها الكوباية وبدأت تشرب العصير وفي نفس الوقت جواها كلام كتير ومش عارفة هي ليه مقالتش لشوق إن باباها رجع خلاص ... شوق شربت العصير بتاعها وفضلت ساكته ..
شوق بشرود:"تعرفي إن كان نفسي أخلف بنت؟"
سيرين إنتبهتلها وبصتلها بحزن بسبب ملامحها ...
شوق وهي بتكمل:"بس ربنا أراد إنه يرزقني بأمير، وكان أجمل رزق و أحلى عوض في دنيتي، *إبتسمت بفرحة وهي بتبص لسيرين* والحمدلله إبني خلاص هيجيبلي البنت إللي كان نفسي فيها."
سيرين حضنت شوق إللي إستغربت حضنها المفاجئ بس إبتسمت وطبطبت عليها ...
سيرين بغصة وهي بتبصلها:"أنا كمان ياشوق، كان نفسي مامي تفضل معايا بس هي ماتت، وفضلت طول عمري شايفة إني مش زي الكل، معنديش مامي، معنديش النعمة إللي معاهم، بس إنتي جيتي ياشوق، جيتي ووقتها حسيت إن ربنا عوضني على غيابها، ربنا عوضني بيكي يا شوق."
شوق مسحت دموعها وأخدتها في حضنها وطبطبت عليها تاني ...
شوق:"إنتي في عيوني يا سيرين، ولو في يوم أمير فكر بس يزعلك أنا إللي هقف قصاده."
سيرين ضحكت ضحكة خفيفة وهي في حضن شوق ..
شوق بصتلها وعدلتلها حجابها ...
شوق:"هنادي لأمير مش هينفع أسيبه في أوضته."
سيرين:"أوك."
سيرين إتعدلت في مكانها وشوق ندهت على أمير إللي قام بسرعة من مكانه وخرج من الأوضة وقعد معاهم، وخجله كان ظاهر وهو بيبصلها كل شويه بطرف عيونه، وسيرين كانت مرتبكة لوجودها معاه في مكان واحد ... عمر نزل من البيت والحزن واضح في عيونه، إدا المفتاح لمصطفى وركب عربيته وإتحرك ... كان بيبص لشوارع القاهرة الكبرى وهو بيسوق عربيته وشايف إن الأماكن زي ماهي مافيش أي حاجة إتغيرت في السنين دي كلها، الكورنيش إللي كانوا بيتمشوا عليه هو وشوق دايما، المراكب إللي في النيل، الحبيبة إللي ماسكين إيد بعض وهما ماشيين في الشارع، كل حاجة بتفكره بيها، دخل في شوارع مختصرة بعربيتة عشان مايفتكرهاش أكتر من كده، مر الوقت وهو بيلف في شوارع القاهرة الكبرى وسرحان مش عارف يروح فين أو يضيع وقته إزاي في غياب سيرين، بس فجأة لمح شاب يعرفه كويس في الجهة التانية من الطريق بيخرج من محل وبيدخل المحل إللي جنبه، والشاب ده كان إسلام إبن إسماعيل .. عمر ركن عربيته على جنب وقرر يتابعه ... إسلام كان واقف في محل ملابس كبير جدا وبيتكلم مع شخص..
إسلام بإستفسار:"مش محتاجين محاسبين؟"
؟؟:"لا يابني، إحنا محتاجين سيلز."
إسلام إتنهد وبص للراجل وإداله ورقة ...
إسلام:"طب ده ال CV بتاعي، لو حضرتك إحتجت محاسبين كلمني أرجوك."
؟؟:"ماشي يابني ربنا يكرمك."
إسلام بإبتسامة بشوشة:"آمين."
خرج من المحل وأخد نفس عميق ودخل المحل إللي جنبه ... عمر نزل من عربيته وراح للمحل إللي إسلام كان فيه ...
عمر:"السلام عليكم."
؟؟:"وعليكم السلام، أؤمر؟"
عمر:"كان في شاب هنا ولسه خارج من شوية، كنت عايز أعرف كان هنا ليه؟"
؟؟ بتنهيدة:"الشاب ده كان بيدور على شغل حسابات، والغريبة إنه كل شهر بييجي هنا وبيتعامل كإنه أول مرة يشوفني، يمكن من كتر ماهو بيلف في الشوارع مبقاش عارف هو رايح فين أو جاي منين."
عمر عقد حواجبه بضيق بس إبتسم للراجل وشكره وخرج من المحل ووقف عند المحل التاني ومستني خروج إسلام .. وبالفعل إسلام خرج وإتفاجئ بوجود عمر قدامه ...
إسلام بإبتسامة:"عمي! إزيك؟ حضرتك بتعمل إيه هنا؟"
عمر مردش عليه وماتكلمش بس مازال بيبصله ...
إسلام بإستغراب من سكوته:"في إيه ياعمي؟"
عمر:"كنت بتعمل إيه هنا يا إسلام؟"
إسلام بإبتسامة:"مافيش ياعمي، كنت بتمشى شويه."
عمر بتصحيح:"كنت بتلف عشان توزع ال CV بتاعك في كل مكان صح؟"
إسلام إتنهد من معرفة عمر بالموضوع ..
عمر:"إنت فاكرني معرفش حاجة عنك؟ أبوك حاكيلي كل حاجة، وياما قولتله يخليك تقدم عندي في الشركة وهتكون زيك زي أي موظف عندي."
إسلام بخنقة:"وأنا سبق ورفضت يا عمي، بلاش نفتح في الموضوع ده كل شويه."
عمر إتنهد وبصله شويه وبعدها إتكلم ..
عمر:"تعالى معايا."
إسلام:"هنروح فين؟"
عمر وهو بيحط إيده على كتفه:"محتاج أقعد معاك في مكان هادي، أعرف مشكلتك إيه، يلا تعالى."
عدوا الطريق وركبوا العربية وعمر إتحرك .. بعد مرور فترة بسيطة .. عمر وقف بعربيته قدام كافيه كبير جدا ومن شكله واضح إنه تراثي وراقي في نفس الوقت ...
عمر:"يلا إنزل."
هو وإسلام نزلوا من العربية ودخلوا الكافيه الكبير ده وقعدوا على ترابيزة، كان شغال وقتها أغنية لأم كلثوم "الليل وسماه" ..
إسلام بهمس:"الكافيه حلو أوي يا عمي."
عمر بضحكة خفيفة وهو بيبص لكل ركن في الكافية ده:"زمان كنت بقف أتفرج على الكافيه ده وعلى الناس إللي كانوا بيدخلوه، كان عاجبني شكله من بره، وكان نفسي أجربه."
إسلام بترقب:"وجربته؟"
عمر بضحكة خفيفة:"لا طبعا، مكنش معايا فلوس، بس تعرف إن دي أول مرة أدخله."
إسلام:"وطبعا حضرتك جاي تجربه معايا هنا."
عمر:"إن مكنش هيضايقك يعني، وبعدين مش سامع صوت الست إللي مالي المكان، كان لازم أجيبك هنا عشان نتكلم بهدوء، بس نطلب الأول، شوف حابب تشرب إيه."
عمر مسك ال Menu وبيفكر هيشرب إيه لحد أما قرر .. وإسلام قرر هو كمان وطلبوا وبعدها عمر بصله ..
عمر:"نفسي أفهم إيه سبب رفضك؟"
إسلام بتنهيدة:"مافيش سبب، أنا عايز أثبت لنفسي إني أقدر، محتاج أعتمد على نفسي شويه، أبويا كتر خيره صرف عليا لحد ما إتخرجت، كفايه عليه مصاريفي لحد هنا، أنا عندي 23 سنه متخرج من كلية التجارة بقالي سنتين ياعمي ومن يومها وأنا بشتغل في محل العطارة بتاعنا، أو بنزل أدور على شغل، و......."
قطع كلامه رنة موبايله بص في شاشة الموبايل وإتوتر وعمر لاحظ كده، إسلام قفل موبايله وبص لعمر بإرتباك ..
عمر بإبتسامة:"كمل."
إسلام بتنهيدة:"من الآخر ياعمي أنا محتاج أعتمد على نفسي، مش عايز حد يقول إن أبويا هو إللي مساعدني، أو إن أبويا لسه بيصرف عليا، أنا عايز أبقي أنا الأساس."
عمر:"أكيد طبعا، بس ده برده مش دافع إنك ترفض الشغل عندي."
إسلام:"لا ده أكبر دافع، حضرتك صاحب العمر لأبويا، أخوه بمعنى أصح، يعني عمي وفيما معناه برده، إن أبويا ليه دخل بشكل غير مباشر في الموضوع ده."
عمر:"تعرف يا إسلام إنك بتفكرني بنفسي أنا وأبوك لما كنا قريبين من سنك كده، وعندك حق في كل كلمة بتقولها، لكن إنت غلط في حاجة، إنت لما هتيجي عندي الشركة هتبقى جاي بمجهودك الشخصي مش واسطة، وهتيجي ولا كإني أعرفك مجرد موظف عندي، لإن كلها كام شهر وهرجع أنا وسيري لأميريكا، وكأن شيئًا لم يكن."
إسلام فضل ساكت وبيبصله في نفس الوقت...
عمر بإبتسامة:"تنور شركتي يا إسلام بعد العيد إن شاء الله وهتعمل إنترفيو حلو كده وساعتها أقدر أشوفك مناسب للوظيفة ولا لا؟ وإنت وحظك."
إسلام بإبتسامة وإحراج:"شكرا يا عمي."
عمر:"العفو يابني، أنا معملتش غير الواجب وأنا بحب الشباب الطموح غير كده ماحدش يلزمني."
الطلب إللي طلبوه جالهم وعمر بدأ يشرب قهوته وفي نفس الوقت بيبص لإسلام بتفكير ... إسلام فتح موبايله وكتب رساله وبعدها بثواني متعدده جاله الرد ومش واخد باله من عمر إللي مركز معاه، إتنفض في مكانه لما سمع صوته...
عمر:"إسلام."
الموبايل كان هيقع من إيده بس لحقه ...
إسلام بإرتباك:"أيوه ياعمي."
عمر بمرح:"تقدر تحكيلي كل حاجة إنت قلقان منها، أومال أنا جايبك الكافية ده ليه؟"
إسلام بصله بإستغراب من سؤاله ...
عمر بإبتسامة ومكر:"أكيد إنت مش متضايق كل ده بسبب إنك مش لاقي شغل، أو بسبب إنك مش عايز تعيش في جلباب أبوك على رأي إسماعيل .. أكيد متضايق عشان الموضوع فيه بنت ومش عايزها تضيع من إيدك فده إللي ضاغطك أكتر، صح؟"
إسلام بلع ريقه بتوتر وقفل موبايله وبص لعمر ..
عمر بإبتسامة:"تقدر تتكلم برحتك، أنا هسمعك وهلاقيلك حلول."
إسلام بإستسلام:"أيوه ياعمي، الموضوع فيه بنت."
عمر:"طب حلو جدا، إيه إللي مضايقك أو ضاغطك كده؟"
إسلام:"محتاج في مدة بسيطة أجهز نفسي عشان آجي أتقدملها، لكن للأسف من ساعة ما إتخرجنا أنا وهي من الكلية وأنا مش لاقي شغل وبيجيلها عرسان وهي بترفض بس أنا بحاول، بس أهلها بيضغطوا عليها، على الرغم من إني مكلم والدتها وقايلها تصبر عليا، بس للأسف أبوها بيجيب في عرسان وهي بترفض بحجج كتير والحجج خلاص خلصت عندها، وأبوها بيضغط عليها، وأنا .... أنا خايف تروح مني، أعرفها بقالي 6 سنين من يوم مادخلنا الكلية وهي سرقت قلبي، بس إعترفتلها بحبي في آخر سنة في الكلية، مش هينفع أسيبها تروح من إيدي."
عمر ملامحه إتحولت للحزن الشديد وده لإنه إفتكر شوق ومعافرته عشانها إللي كانت بدون فايدة، بص لإسلام ..
عمر:"ليه ماقولتش لباباك عشان ياخدك تتقدملها."
إسلام بقلة حيلة:"ماينفعش، مش عايز أروح أتقدملها وأنا مش معايا وظيفة، ويافرحتي لما أبوها يسألني إنت بتشتغل إيه؟ أقوله أنا بشتغل في محل العطارة بتاع أبويا، يعني لسه باخد مصروفي من أبويا، أنا عايز يوم أما أروح أتقدملها أقوله ياعمي أنا بشتغل محاسب في كذا ومرتبي كذا، مش عايز أجيب سيرة أبويا في كل سطر أقوله."
عمر:"عندك حق."
إسلام بتنهيدة:"تعرف هي بعتتلي إيه دلوقتي؟"
عمر:"إيه؟"
إسلام:"قالتلي إنها زعلانه مني عشان ماخرجناش مع بعض العيد ده وأخدت بالها إني بتهرب منها، ماتعرفش إن أنا مش معايا فلوس، وبرده ماينفعش أقول لأبويا هاتلي فلوس."
عمر:"وإنت ناوي على إيه؟"
إسلام:"مش عارف، * سكت شوية وبعدها إبتسم* تعرف يا عمي، أيام زمان حياتكم كانت سهلة وبسيطة عن دلوقتي، لما الواحد كان يحب يخرج حبيبته، ياخدها يتمشوا شوية على الكورنيش، ياكلوا ذُرة أو ترمس، يركبوا مركب في النيل، يجيبلها وردة من أي جنينة وهي هتفرح بيها، لكن دلوقتي في الزمن إللي إحنا فيه ده أقل خروجة بتكلف كتير، ممكن تدخل في الألف جنيه، ومش أي حاجة تفرح الطرف التاني."
عمر كان سرحان في كلام إسلام بس فاق وإتكلم ..
عمر:"الحياة مش زي مانت متخيلها، زمان كل حاجة كانت صعبة، دلوقتي الدنيا بقت أسهل بكتير، الإنترنت مسابش حاجة، التليفونات بقت في إيد كل الناس، كل حاجة بقت في متناول الجميع، ممكن تكون الأسعار هي إللي عملالكم مشاكل بس أنا بتكلم عن الوقت الحالي بشكل عام، جيلكم ده بالنسباله كل حاجة بقت سهلة جدا، وكويس إنك حاسس بقيمة القرش وعايز تعتمد على نفسك، غيرك مش حاسس بيه وبيرمي الفلوس إللي أهله تعبوا فيها على الأرض، ماهو مش تعبان فيها بقا."
إسلام بإبتسامة:"تعرف يا عمي إن بابا دايما كان بيشبهني بيك."
عمر وهو بيضربه ضربه خفيفه على خده:"أنا مافيش مني إتنين يا ولد."
إسلام بضحكة خفيفة:"أكيد ياعمي طبعا."
عمر بإبتسامة:"كلمها يلا راضيها بكلمتين."
إسلام:"هاه؟"
عمر:"هاه إيه بس، بقولك كلمها راضيها."
إسلام بإبتسامة:"حاضر يا عمي."
إسلام بعتلها رسالة تحت عيون عمر إللي شارد في ذكرياته مع شوق ... فاق على صوته ...
إسلام:"صحيح ياعمي، حضرتك زعلان من بابا ليه؟"
عمر بإستغراب:"مش فاهم؟ زعلان منه ليه؟ وإيه إللي خلاك تبني أفكار على إني زعلان منه؟"
إسلام بإرتباك:"هو الفكرة في إن حضرتك لما رجعت كنت بتتكلم عادي مع بابا، ماكنتش شايف لهفة من نحيتك ليه، لما كنا بنكلم حضرتك على الكاميرا دايمًا كنت بقول يمكن مش واضح عليك اللهفة عشان إحنا مش قدام بعض فعليًا، بس لما حضرتك رجعت مكنش في أي لهفة واضحة منك لبابا، وخاصة إنكم أصحاب بقالكم أكتر من 40 سنة، فأنا مستغرب مش أكتر."
عمر فضل ساكت بيبصله وإسلام إتحرج من نظراته ليه ...
إسلام:"أنا آسف لو ضايقت حضرتك، بس بابا كان واضح عليه إنه زعلان جدا من بعد ماحضرتك مشيت من عندنا، يوم ما حضرتك رجعت يعني."
عمر بتنهيدة:"أنا مش زعلان من إسماعيل، بس هو موقف قديم كان حصل من سنين ومن ساعتها وأنا شغفي مات من نحية كل حاجة كانت في حياتي وقتها، وفي نفس الوقت ماقدرتش أبعد عن أبوك كتير أي نعم محافظش على الأمانة إللي سبتها في رقبته، بس ماقدرتش أسيبه."
إسلام:"بس يا عمي ........."
قطع كلامة آذان الظهر ...
عمر بإبتسامة:"كفاية كلام في مواضيع ماتت من زمان، يلا بينا نروح الجامع عشان نصلي وبعدها هوصلك للبيت."
إسلام:"حاضر ياعمي."
عمر دفع الحساب وخرج هو وإسلام من الكافيه ...
..................................
شوق وسيرين سلموا من الصلاة وقاموا من مكانهم ..
شوق:"يلا بينا عشان نجهز الغداء."
سيرين بإبتسامة:"يلا بينا يا شوق."
خرجوا هما الإتنين من الأوضة وراحوا المطبخ عشان يحضروا الغداء ... أمير دخل الشقة وفي نفس الوقت نفسه يتكلم مع سيرين هما الإتنين لوحدهم بس محرج ومكسوف، إتنهد بضيق ودخل أوضته وشغل الكمبيوتر بتاعه، فضل يقلب على الفيس بوك كتير بلا مبالاه وبعدها جه على باله صاحب الشركة..
أمير بتذكير لنفسه:"إزاي أنساه؟"
فتح الإيميل بتاعه ودخل على الرسايل إللي بينه وبين صاحب الشركة وبدأ يكتب ...
"كل سنه وحضرتك بخير، أتمنى لحضرتك عيد سعيد ليك وللأسرة الكريمة."
بعت الرسالة وإتنهد وقفل الكمبيوتر، قعد على سريره وفتح صورة سيرين إللي حفظها على موبايله وبدأ يتأمل ملامحها بحب ...
.................................
في شقة إسماعيل:
محمد كان بيبص بحب لصورة سيرين وهي عندها 7 سنين كانت في حضن عمر، كانت ملامحها طفولية وبريئة وفي نفس الوقت الحزن كان مسيطر عليها ... قطع تركيزة باب أوضته إللي إتفتح، حط صورتها بسرعة تحت المخدة بتاعته وعدل نفسه على السرير .. إسماعيل دخل وإبتسم لمحمد ..
إسماعيل:"مالك يا محمد مش بترد ليه؟"
محمد:"أنا ماسمعتش حاجة، حضرتك كنت بتناديلي؟"
إسماعيل وهو بيقرب منه:"أه كنت بناديلك عشان تكلم إسلام تشوفه فين وهييجي إمتى."
محمد:"حاضر هكلمه."
إسماعيل:"مالك بقى؟"
محمد:"أنا كويس يابابا مافيش فيا أي حاجة."
إسماعيل:"بس إنت مش محمد إبني إللي أنا أعرفه، فيك إيه؟"
محمد سكت ومردش ..
إسماعيل بتنهيدة وهو بيقعد جنبه:"ماتزعلش يابني، هي الحياة كده، ماتقدرش تاخد منها إللي إنت عاوزه، بس ربنا بيرزق بالأحسن يابني، نصيبك هيجيلك لحد عندك."
محمد هز راسه:"ونعم بالله."
إسماعيل ربت على كتفه ...
إسماعيل:"يلا يابني إتصل بأخوك شوفه فين عشان الغداء جاهز."
محمد:"حاضر يا بابا."
إسماعيل وهو بيبوسه من راسه:"يحضرلك الخير يابني."
محمد باس إيد أبوه وبعدها بدأ يتصل بأخوه ...
...........................
عمر كان بيسوق عربيته وإسلام كان قاعد جنبه ... إسلام موبايله رن ورد ..
إسلام:"يا نعم؟"
محمد:"إنت فين؟"
إسلام بص لعمر إللي شاورله ب "لا" ...
إسلام بإستغراب من رد عمر وتفهم:"أنا جاي في الطريق يا محمد."
محمد:"يعني كنت فين كل ده؟"
إسلام:"بخرج يا أخي، هو حرام إني أخرج."
محمد بحزم:"أخرج برحتك وفي الوقت إللي يعجبك ماحدش هيمنعك، بس في بني آدمين هنا في البيت لازم تطمنهم عليك وتعرفهم إنت رايح فين، مش كل شويه تقفل موبايلك وتفتحه في الوقت إللي يعجبك، هو أنا هلاقيها منك ولا من إللي أنا فيه."
إسلام:"آسف يا حضرة الأخ الكبير، بعد كده هبلغك بالمكان إللي أنا رايحه."
محمد:"كويس برده، يلا تعالى عشان الغداء جاهز."
إسلام:"حاضر قربت أوصل."
محمد:"مستنيينك، سلام."
إسلام:"سلام."
إسلام قفل المكالمة وبص لعمر بإستفسار ...
إسلام:"ليه حضرتك ماكنتش عايزني أقوله إني معاك؟"
عمر بضحكة خفيفة:"لإنه لو عرف هيقول لأبوك إللي ماهيصدق ويمسك فيا، بس خروجتنا النهاردة دي بيني وبينك، إعتبرنا أصحاب وخرجنا مع بعض عادي."
إسلام بإبتسامة:"ماشي ياعمي."
عمر سكت شويه وبعدها إتكلم ...
عمر:"حاول يا إسلام تشد حيلك، ماينفعش إنت وهي تفضلوا على الحال ده، لازم ترتبطوا بشكل رسمي، الشغل بتاع "حب من الشباك مش من باب البيت" ده مايليقش بإسماعيل وأولاده."
إسلام:"حاضر ياعمي ماتقلقش، أنا محافظ عليها و حاططها جوا عيوني، ويستحيل أعملها أي حاجة تأذيها."
عمر:"ربنا يبارك فيك يا إبني."
ساد صمت بين الطرفين بس إسلام إتكلم ...
إسلام:"هو حضرتك رفضت محمد ليه؟ أنا شايف إنك بتحبه أكتر واحد فينا بس حضرتك من ساعة مارجعت وإنت متجنبه."
عمر بتركيز في السواقة:"أنا مش متجنبه، أنا بتعامل معاه عادي، وزي مانت قولت الدكتور محمد إسماعيل عبدالرحيم هو أقرب واحد ليا منكم، بس أنا بقرصه شويه بسبب إنه سمح لنفسه إنه يفكر في سيري."
إسلام وهو بيبلع ريقه بخوف:"طب ولو كان لسه مُصِّر؟"
عمر بصله بغضب ...
إسلام برهبة:"ده مجرد سؤال يا عمي صدقني."
عمر بغضب وهو معقد حاجبه ومركز في الطريق:"بنتي لسه صغيرة على الكلام ده."
إسلام بتوتر:"تمام."
بعد مرور فترة بسيطة ...عمر وصل إسلام إللي خايف منه بسبب تحوله المفاجئ وبعدها إتحرك لبيته ...
إسلام بهمس لنفسه وهو متابع عربية عمر إللي بعدت:"ده بيتحول!"
....................
في شقة شوق:
سيرين كانت واقفه محرجة وبتبص لصنف الأكل إللي هي عملته وبعدها بصت لشوق إللي بتبصلها بتشجيع ..
شوق:"حلو ياسيرين إنتي خايفة من إيه؟"
سيرين:"دي أول مرة أطبخ أكل، وبصراحة الموضوع حلو وغريب في نفس الوقت، *إتكلمت بخجل* تفتكري هيعجب أمير؟"
شوق وهي رافعه حاجبها:"ومايعجبهوش ليه إن شاء الله؟ ده لازم يعجبه طبعا، يلا ياحبيبتي نشيل الأكل عشان ناكل."
سيرين بتنهيدة وإستسلام:"أوك."
خرجوا من المطبخ وبدأوا يحطوا الأطباق على الترابيزة وأمير خرج من أوضته عشان يساعدهم وبعدها قعدوا عشان ياكلوا ...
أمير بإعجاب:"تسلم إيدك يا شوق."
شوق بإبتسامة:"مش أنا إللي طابخة ياحبيبي دي سيري، وعمومًا الله يسلمك."
أمير عيونه جات في عيون سيرين إللي إرتبكت ...
أمير بإبتسامة:"تسلم إيدك أكيد الأكل طعمه حلو."
سيرين:"الله يسلمك، دوق الأول وبعد كده أحكم."
أمير بضحكة خفيفة:"ماشي."
أمير بدأ يدوق الأكل وبالفعل عجبه ...
أمير بلمعة جميلة وهو بيبص في عيونها:"الأكل حلو فعلا يا سيرين."
سيرين بخجل:"بالهنا والشفا."
شوق بحمحمة:"يلا ناكل أنا جعانة جدا."
الإتنين فاقوا من نظراتهم لبعض وبدأوا ياكلوا في صمت وإحراج شديد وشوق بتحاول تكتم ضحكتها ...
...........................
عمر دخل الفيلا وقعد على أقرب كرسي قابله بقلة حيلة .. رجع راسه لورا وغمض عيونه بتعب، وبيتمنى يفتحهم يلاقيها قدامه وبالفعل فتح عيونه بس ملقهاش، كان لوحده زي ماكان في كل السنين إللي مرت دي، إتنهد بحزن وفتح موبايله وبدأ يقلب فيه بس إتفاجئ برسالة وصلتله على الإيميل من وقت بسيط كانت من الشاب الطموح إللي بيشتغل عنده وبيكلمه دايمًا .. فتح الرسالة وإبتسم لرسالته ومش فاهم إيه سبب الإبتسامة دي وقرر يرد..
عمر:"وإنت طيب وبخير يا أمير، وأتمنى إنك تكون إنت والأسرة الكريمة بخير."
بعتله الرسالة وبشكل تلقائي قلب في الشات وقرأ الرسايل إللي موجوده في الإيميل وضحك ضحكة خفيفة لما لقى سيرين كانت ردت على أمير قبل كده كإنها هو ... وبعدها وصل للرسالة إللي خطفت قلبه وعلى هذا الأساس رد على شخص بيكلمه كإنه واحد بيلعب معاه في الشارع ...
" وعليكم السلام، حضرتك مابتكتبش عربي ليه؟ ده النبي صلى الله عليه وسلم كان عربي، وبعدين على ما أعتقد إنك مصري، صح؟"
إبتسم للرسالة دي وسرح فيها شويه وإفتكر وقتها حس بإيه .. حس كإن قلبه هيخرج من مكانه لما الرسالة دي وصلتله ومكنش فاهم أي حاجه .. فاق من شروده على صوت رنة موبايله ..
عمر وهو بيرد:"إزيك يا بشير؟"
بشير:"أنا بخير الحمدلله، حضرتك أخبارك إيه يابشمهندس؟"
عمر:"أنا بخير الحمدلله، في حاجة ولا إيه؟"
بشير:"آسف على تدخلي، بس أتمنى من حضرتك ماتزعلش سيرين، هي بنتك مهما حصل."
عمر بضحكة خفيفة:"وإنت بتتصل بقا عشان تنصحني أتعامل مع بنتي إزاي؟"
بشير:"لا مش قصدي."
عمر:"مافيش مشكلة، ماتقلقش مش هزعل سيرين، بس أنا عاوز أطلب منك طلب."
بشير:"أكيد إتفضل."
عمر:"يا ريت سيرين ماتعرفش إني هاجي الشركة."
بشير:"مش فاهم؟"
عمر:"هتبقى مفاجأه ليها وللكل."
بشير:"إللي حضرتك تؤمر بيه هيتنفذ."
عمر بإبتسامة:"أشوفك بعد 3 أيام يا بشير."
بشير:"إن شاء الله، حضرتك هتنور."
عمر بإبتسامة:"المكان منور بموظفيه، يلا مش هتعوز حاجة؟"
بشير:"سلامتك يا بشمهندس."
عمر قفل معاه وإتنهد وبدأ يفتكر أيامه مع بشير ... الشاب إللي قابله في أميريكا من سنين طويله وإللي فكره بإسماعيل في الغُربة وكان السبب الأساسي في إنه يسامح إسماعيل على إللي عمله .. اه لو يعرفوا وجع القلب إللي هو فيه، أه لو يعرفوا سبب بُعده وإنعزاله، لو بس كان إسماعيل مسك فيها في اليوم ده، لو بس هي كانت إتصرفت قبلها مكنش كل ده حصل ... عقد حواجبه بضيق وده لإنه لسه بيفكر فيها بعد كل إللي حصل، فتح موبايله ولسه جاي يتصل على سيرين رجع في قراره وقرر يسيبها شويه مع صاحبتها وترجع على راحتها، طلع لأوضته وبدأ يغير هدومه وقرر يشغل نفسه بأي حاجة لحد ماسيرين ترجع .. مر الوقت وقعدة شوق وسيرين مخلتش من الهزار والضحك وفي نفس الوقت خجل سيرين من أمير إللي بيتأملها وهي بتتكلم مع شوق ...
سيرين:"الوقت إتأخر لازم أمشي."
شوق برجاء:"خليكي يا حبيبتي باتي معايا النهاردة."
سيرين بإرتباك:"لا مش هينفع."
شوق:"ليه؟"
أمير:"سيبيها على راحتها يا شوق، ماتضغطيش عليها."
شوق بتنهيدة:"طيب، بس المرة الجاية إن شاء الله هتباتي عندي."
سيرين بإرتباك أكبر:"إن شاء الله."
شوق:"يلا يا أمير إنزل وصلها."
أمير:"يلا ياسيرين."
سيرين قامت من مكانها وحضنت شوق ...
شوق وهي بتضمها بشدة:"إبقي كلميني لما توصلي."
سيرين:"حاضر ياشوق."
بعدوا عن بعض وسيرين نزلت مع أمير من الشقة ولسه هتخرج من المدخل ..
أمير:"سيرين."
إرتبكت وده لإنهم لوحدهم .. بصتله بإحراج شديد ..
أمير بحب وهو بيبص في عيونها:"نورتينا النهارده، ثم إيه الجمال ده؟ حلو إستايل البناطيل الواسعة عليكي، عقبال الفساتين."
سيرين بخجل:"إن شاء الله."
أمير سكت شويه ومتردد يقول الكلمة إللي في باله ولا لا لحد ما قرر ...
أمير:"تعرفي إنك كنتي وحشاني؟"
بصتله بذهول ..
أمير:"من ساعة ماقولتي لشوق إنك هتيجي وأنا كنت مستنيكي، على الرغم من إني ماتكلمتش كتير النهاردة بس كان كفايه عليا إني أتفرج عليكي وإنتي بتتكلمي."
فضلت بصاله بذهول ومابتتكلمش ...
أمير بإستغراب من سكوتها:"في إيه يا سيرين مالك؟"
سيرين:"إحنا في المدخل يا أمير، إنت جاي تقول الكلام ده في المدخل؟"
أمير:"هههههههههههههههه، إنتي إللي حظك كده أعمل إيه؟ ماهي شوق كانت قاعدة معانا طول الوقت وأنا ماكنتش عارف أتكلم كلمة."
سيرين وهي بتحاول تتحكم في ضحكاتها وخجلها في نفس الوقت:"ماشي، بس حاول تختار الأماكن المناسبة للكلام ده بعد كده، لازم أمشي قبل ما حد يشوفنا ويفهمنا غلط بوقفتنا دي."
أمير بضحكة خفيفة:"عندك حق."
سيرين:"مع السلامة يا أمير."
أمير وهو بيبص في عيونها:"مع السلامة."
إرتبكت وراحت نحية باب المدخل ولسه هتخرج وقفت في مكانها وأخدت نفس عميق وبصت لأمير إللي بيبصلها ..
سيرين:"وإنت كمان كنت واحشني أوي."
خرجت بسرعة من المدخل وأمير كان متسمر في مكانه بس فاق بسرعة وشاورلها بإيده وهي بتتحرك بالعربية وهي كمان شاورتله وكل ده تحت عيون شوق إللي بتبصلهم من الشباك ... بمرور الوقت ... سيرين وصلت الفيلا وإفتكرت شوق وقررت تتصل بيها، ركنت العربية ونزلت منها ودخلت الفيلا وهي بتتصل بشوق وبعد عدة رنات ..
شوق:"وصلتي ياحبيبتي؟"
سيرين:"أه خلاص وصلت يا شوق."
شوق:"حمدالله على سلامتك."
سيرين:"الله يسلمك."
شوق:"يلا روحي نامي بقا ياحبيبتي وإرتاحي."
سيرين:"حاضر."
شوق:"تصبحي على خير."
سيرين:"وإنتي من أهله."
سيرين قفلت المكالمة ولسه هتتحرك شهقت لما لقت عمر واقف قدامها ..
سيرين:"خضتني يابابي."
عمر بإبتسامة:"حمدالله على سلامتك يا حبيبتي."
سيرين وهي بتحضنه:"الله يسلمك يا بابي."
عمر:"إنبسطتي يا سيرين؟"
سيرين:"جدا يابابي."
عمر وهو بيبوس راسها:"طب كويس، يلا إطلعي نامي إنتي أكيد تعبانة."
سيرين:"طب إنت عملت إيه في يومك؟"
عمر بلامبالاة:"قرأت شوية كتب، وقعدت أتفرج على التليفزيون شويه، مافيش أي شئ جديد."
سيرين:"هعوضك على غيابي وهنقضي اليوم كله مع بعض."
عمر بإبتسامة وهو بيبص في عيونها:"أتمنى، يلا تصبحي على خير."
سيرين:"وإنت من أهله يا حبيبي."
سيرين مشيت من قدامه وعمر عقد حواجبه بضيق من ريحة شوق إللي شمها في بنته .. وبعدها راح للأنتريه وقعد على كنبه وبدأ يقرأ بعض الأوراق الخاصة بالشركة وبيراجعها عشان يشغل نفسه ... سيرين أول أما دخلت أوضتها فتحت موبايلها ودخلت على محادثة الواتس آب بينها وبين أمير وقررت تبعتله ...
سيرين:"أنا وصلت."
أمير كان قاعد في أوضته وسرحان في سيرين بس فاق على صوت وصول رسالة .. فتح الرسالة وإبتسم وقرر يرد عليها ...
أمير:"حمدالله على السلامة، أتمنى إنك تكوني إنبسطتي بضيافتنا ليكي."
سيرين:"طبعا إنبسطت، وأتمنى يكون أكلي عجبك."
أمير بضحكة خفيفة:"طبعا عجبني."
أمير رفع عيونه على الإشعارات إللي موجودة على موبايله ولقى إنه جايله رسالة على الإيميل، فتح الرسالة لقي إن صاحب الشركة رد عليه من ساعات متعددة .. إبتسم لتقديره له بس فاق على صوت رسالة من سيرين وكملوا مراسلات مع بعض ... شوق كان الحزن منتشر في ملامحها وبتدعي من قلبها بإن ربنا يجمعها بحبيب عمرها قريب جدا ..... مرت الأيام وسيرين بقى وقتها كله مع عمر إللي بيخرجها في كل الأماكن الأثرية في مصر وبيشرحلها تاريخ مصر وفي نفس الوقت بيحاول يتحكم في ألمه وده لإنه فاكر كل حاجة كان بيعملها مع شوق وعمره مانسيها... محادثات سيرين وأمير بقت مستمرة بشكل مختلف، شكل أبعد ما يكون عن الصداقة، وكالعادة كانوا بيناموا وهما مش حاسين بنفسهم ... عمر كان بيدخل أوضة سيرين بيلاقيها نايمة والموبايل في إيديها والإبتسامة على وشها، ومش أي إبتسامة، دي كانت إبتسامة العشق .. كان بيحاول يتحكم في أعصابه على قد مايقدر عشان يتصرف من نفسه...
بعد مرور ثلاثة أيام:
في الصباح الباكر:
عمر دخل أوضة سيرين إللي نايمة نوم عميق ومش حاسه بأي حاجة حواليها، قرب منها وقعد على حافة السرير وبدأ يصحيها ..
عمر وهو بيلعب في شعرها:"سيري يلا إصحي."
إتقلبت بس ماصحيتش ...
عمر:"يلا يا سيرين إصحي، إنتي إتأخرتي على الشغل."
فتحت عيونها بصدمة وبصت للمنبه إللي جنبها وقامت بسرعة من مكانها ..
عمر:"إهدي ياحبيبتي، قدامك وقت كافي تجهزي نفسك فيه."
سيرين بنعاس:"برده ماسمعتش المنبه."
عمر بضحكة خفيفة:"خلاص مابقيتيش محتاجاه أنا موجود، يلا خدي شاور على السريع كده وبعدها إلبسي هدومك وصلي، وأنا خلاص قربت أخلص تجهيز الفطار هستناكي تحت."
سيرين:"حاضر يا بابي."
باس راسها وخرج من أوضتها ونزل للمطبخ وكمل تحضير الفطار ... بمرور الوقت .. كانوا بيفطروا مع بعض وسيرين كانت بتحاول ماتاكلش كتير عشان هتاكل مع أمير في الشغل كمان ..
سيرين وهي بتقوم من مكانها:"الحمدلله، أنا همشي بقا يابابي."
عمر:"إنتي مافطرتيش كويس."
سيرين:"كده مافطرتش؟ ده أنا أكلت كتير *قررت تتهرب* لازم أمشي بقا يابابي عشان إتأخرت يلا باي."
باسته من خده وخرجت بسرعة من الفيلا .. عمر وقف أكل لما هي خرجت وبيفكر هي ليه ما أكلتش أكلتها المعتادة معاه وخاصة إن الفطار بالنسبالها وجبة أساسية؟ لوهلة جه على باله إنها ممكن تكون بتاكل قليل معاه وبعدها بتروح تكمل أكل مع زميلها ده!!، عقد حواجبه بضيق لما إفتكر شوق إللي كانت بتاكل حاجة بسيطة مع أهلها وبعدها بيتقابلوا وبيفطروا مع بعض بس شال التفكير ده من دماغه ... قام من مكانه وشال الأكل وقرر يجهز نفسه عشان يروح الشركة ...
بمرور الوقت ...
في شركة (OŜ):
سيرين دخلت المكتب، لقت أمير مستنيها وحاطط الفطار قدامة على الترابيزة ...
أمير بإبتسامة:"صباح الخير."
سيرين بإبتسامة:"صباح النور."
أمير:"يلا ناكل بسرعة عشان أنا جعان جدا ومستنيكي."
سيرين بإبتسامة وكذب:"وأنا كمان هموت من الجوع."
أمير:" طب يلا إقعدي."
قعدوا مع بعض وبدأوا ياكلوا وفي نفس الوقت أمير بيلمحها بطرف عيونه وهو بياكل وده لإنه خلاص بقا شايف فيها كل حاجة حلوة في حياته بعد شوق، شايف فيها الإنسانة إللي هيكمل حياته معاها .. خلصوا فطارهم وبدأوا يشتغلوا وأثناء إنشغالهم خرجوا من تركيزهم في الشغل لما وصلتلهم رسالة هما الإتنين في نفس الوقت كان مكتوب فيها "برجاء على موظفين الشركة القدوم إلى الإستقبال، لدينا مفاجأة لكم."
أمير بإستغراب وهو بيبص لسيرين:"مفاجأة؟"
سيرين بإستغراب أكتر:"مش عارفة."
أمير:"تعالي نشوف في إيه؟"
سيرين:"أوك."
خرجوا من المكتب وراحوا للإستقبال ... كان المكان مليان بكل موظفين الشركة إللي متجمعين بسبب الرسالة إللي وصلتلهم جميعا في وقت واحد ... بشير قرب منهم بإبتسامة كبيرة ...
سيرين بهمس لأمير:"أمير، أنا مش متطمنة."
أمير بهمس:"تفتكري هيفاجئونا بإيه؟"
سيرين كانت لسه هتتكلم بشير بدأ يتكلم ...
بشير:"صباح الخير، آسف إني جمعتكم كده من غير ميعاد، بس في حاجة ضرورية وتخصكم كلكم، حابب أعرفكم على أهم شخص في الشركة دي، أو بمعنى أصح رئيس مجلس الإدارة، بشمهندس عمر راضي."
سيرين إتجمدت في مكانها لما شافت باباها مقرب نحيتهم بإبتسامة كبيرة وعيونه في عيونها ومع كل خطوة هو بيخطوها سيرين كانت حاسة إن الأرض هتنشق وتبلعها... عمر وقف جنب بشير وإبتسم للموظفين ...
عمر:"شكرا يا أ/بشير على الترحيب العظيم ده."
كان كل إللي مسموع صوت همسات الموظفين إللي مستغربين من ظهورة بعد الفترة دي كلها، وأمير كان مبتسم إبتسامة كبيرة ولإنه أخيرا شاف صاحب الشركة، الكل رحب بيه جدا ماعدا سيرين إللي واقفه بعيد شويه عنهم ومرتبكة، عمر إبتسملها وقرب نحيتها وفي الوقت ده أمير جه وقف جنبها بس عمر مش مركز معاه ...
سيرين كانت خايفة جدا وبتبص لأمير ولباباها وبدون وعي هزت راسها ب "لا" لعمر ... عمر وقف في مكانه وإستغرب سيرين إللي بتهزله راسها ب"لا" بخوف واضح في عيونها، لقاها بتبص للشاب إللي جنبها وبعدها بصت لعمر وهزت راسها ب "لا" تاني ... عقد حواجبه بضيق وعيونه جات على الشاب إللي جنب سيرين ... كان شاب طويل وعريض في منتصف العشرينات وصاحب بشرة بيضاء قريبة من القمحي، عيونه سوداء وشعره بني غامق وعنده دقن خفيفة ... عمر بصلها تاني كإنه مستني توضيح وبعدها إبتسم للكل ...
عمر:"شكرا ليكم، أتمني تكونوا مرتاحين هنا، وأنا في مكتبي لو أي حد إحتاج أي حاجة يكلمني أنا موجود هنا لفترة معينة."
بص لسيرين بغضب ومشي للمكتب وسيرين إتوترت أكتر، وفاقت على صوته ...
أمير:"سيرين، في إيه؟ أنا بكلمك."
سيرين وهي بتبصله:"هاه؟"
أمير:"مش يلا نرجع المكتب؟"
سيرين:"روح إنت، أنا هغسل وشي وهاجي."
أمير:"تمام."
أمير راح لمكتبه وسيرين أخدت نفس عميق وراحت لمكتب عمر .. دخلت المكتب لقته واقف ومديلها ضهره .. قفلت باب المكتب ووقفت في مكانها ... فضلت ساكته وعمر فضل ساكت مابيتكلمش ...
سيرين:"بابي."
مردش عليها ...
سيرين بتبرير لموقفها:"بابي، أنا بس عملت كده عشان ماحدش يعرف حاجة، ماحدش يعرف إن أنا كنت جايه أمسك الشركة مكانك، ولا حد يعرف إن أنا بنتك، حضرتك عارف كويس إني مابحبش المعاملة الخاصة و............."
قطع كلامها صوته ...
عمر بغضب وهو بيبصلها:"مين ده؟"
سيرين برهبة:"يا بابي أ.............."
عمر بغضب أكبر:"بقولك مين ده؟ مين الشاب إللي كان واقف جنبك؟ مين إللي إنتي خايفة عشانه؟ مين إللي بسببه منعتيني من إني أعرف الكل عليكي بإنك بنتي؟ إنطقي."
سيرين كانت مذهوله من غضبه ولإنه أول مرة يعلى صوته عليها كده ...
عمر:"إنطقي ياسيرين، إنطقي وماتخبيش عليا، من إمتى وإنتي بتخبي عليا؟!!"
سيرين كانت حاسة بالعجز ومش عارفه تقوله الموضوع إزاى وهي عارفه إنه مش هيتقبله ... دموعها نزلت من الخوف والعجز... عمر هدي شويه لما لقى سيرين بتبكي كان هيقرب منها بس صمم إنه لازم يعرف الأول ..
عمر بهدوء مصطنع:"قولي مين ده؟"
سيرين بدموع:"ده ... ده ... الإنسان إللي أنا حبيته."
عمر عقد حواجبه بغضب أكبر ومستناش أي تفسير، مشي من قدامها ولسه هيخرج من المكتب، سيرين مسكت فيه وبدأت تتكلم ...
سيرين ببكاء هيستيري:"عشان خاطري يابابي ماتعملش حاجه، إسمعني بس، هو بيحبني وأنا كمان بحبه وكلم مامته ومامته كلمتني في إنها تطلب إيدي منك وقولتلها لما بابي يرجع هخليه يكلمك، بس بلاش تتكلم معاه يابابي أمير مايعرفش إني بنتك، مايعرفش إني كنت جايه مكانك، أمير مفكرني زي باقي الموظفين هنا في الشركة ولو عرف إني بنتك هيبعد عني عشان أنا كذبت عليه، وأنا ماصدقت إني لقيته، أنا آسفة إني خبيت عليك، أنا آسفة جدا يابابي، بس أرجوك ماتكونش السبب في تعاستي بعد كده."
دي كانت تاني مرة يشوف سيرين بتبكي بالشكل ده، أول مرة لما مامتها ماتت ودي المرة التانية ...
سيرين:"بابي سكت ليه؟ رد عليا، عشان خاطري ماتعملش حاجة لأمير."
عمر سكت شويه وهو بيبصلها وكان بيفكر في كذا حاجة ...
سيرين:"أرجوك رد عليا."
فتحلها دراعاته عشان يهديها وبالفعل دخلت في حضنه وهي بتبكي وهو طبطب عليها بس ساكت مابيتكلمش، وبعد ماهي هديت إلى حد ما، عمر إتكلم..
عمر بإستفسار وهو معقد حواجبه:"إنتي متأكدة إنه بيحبك؟"
سيرين خرجت من حضنه وهزت راسها ب "أه" في وسط شهقاتها الخفيفة ..
عمر:"طب ولو أثبتلك إنه مابيحبكيش وواخدك مجرد تسلية، هتعملي إيه؟"
سيرين بدموع:"هعمل إللي حضرتك تؤمر بيه، بس ده لو طلع إنه مابيحبنيش، وأنا واثقة إنه بيحبني."
عمر بضيق:"وإنتي واثقة فيه أوي كده ليه؟ مايمكن بيضحك عليكي زي أي شاب بيضحك على أي بنت شكلها بنت ناس عشان الفلوس."
سيرين:"أمير مش كده يابابي، أمير محترم وطموح و..."
عمر وهو بيقاطعها:"الخوف بيبقى من الناس الطموحة دي، هيطمعوا أكتر في الفلوس والمنصب وأنا شايف إنه هيبقى كده، مش ده برده أمير إللي بيكلمني على الإيميل؟"
سيرين بإرتباك:"أيوه هو."
عمر إتنهد وسكت وبعدها إتكلم ..
عمر بتأكيد:"مش بيحبك وأنا هثبتلك ده بأي طريقة."
سيرين بدموع:"ولو طلع بيحبني؟"
عمر بتحدي وهو بيبص في عيونها:"هيكسبني."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#22

افتراضي رد: رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة



الفصل التاسع عشر (الجزء الأول)

في شقة شوق:
سلمت من الصلاة وبدأت تدعي ..
شوق برجاء:"يا رب إرحم عمر وبابا وماما، يا رب باركلي في إبني حبيبي وإجعل في وجهه القبول يا كريم، فرحني بيه وإرزقة برزقك ووقف في طريقة ولاد الحلال وإبعد عنه ولاد الحرام، يا رب فرح قلب سيرين وعوضها خير عن كل حاجة صعبة هي عاشتها، فرحني بيها هي وإبني وإجمعهم في حلالك وإبعد عنهم كل شر، *دموعها نزلت* يا رب عَجِّل لقايا بعُمَر، أنا ميأستش بس الحياة من غير عُمَر مش حياة، يا رب إديني القوة إني أستحمل وأصبر كمان .. *بكت بقهرة* يا رب أنا ماليش غيرك."
فضلت تبكي وهي بتدعي بخشوع لإبنها ولحبيبها الراحل .. بعد مرور فترة بسيطة .. خرجت من أوضتها وهي لابسه نظارتها النظر وماسكة أجندة في إيديها .. قعدت على كنبة من إللي موجودين في الصالة وفتحت الأجندة وكتبت في بداية الصفحة .. "جوازة أمير" ..
شوق بتفكير مع نفسها وهي بتكتب في الأجندة:" هبيع دهب ماما الله يرحمها إللي كانت سايباهولي .. هيجيب مبلغ كبير إن شاء الله أكيد الدهب غلي الفترة دي جدًا وبكده مثلا وفرت أكون حق شبكة سيرين .. بالنسبة للشقة .. ممممممممم، ممكن سيرين توافق تعيش هنا؟ *سابت القلم وفكرت مع نفسها* هي اه بتحب تجيلي بس ده أكيد مش معناه إنها بتحب المنطقة *إتنهدت بتفكير* خلاص هتصل بيها وأشوف رأيها."
مسكت موبايلها وبدأت تتصل بسيرين ..
.....................
في شركة (OŜ):
عمر:"الخوف بيبقى من الناس الطموحة دي، هيطمعوا أكتر في الفلوس والمنصب وأنا شايف إنه هيبقى كده، مش ده برده أمير إللي بيكلمني على الإيميل؟"
سيرين بإرتباك:"أيوه هو."
عمر إتنهد وسكت وبعدها إتكلم ..
عمر بتأكيد:"مش بيحبك وأنا هثبتلك ده بأي طريقة."
سيرين بدموع:"ولو طلع بيحبني؟"
عمر بتحدي وهو بيبص في عيونها:"هيكسبني."
سيرين بتأكيد:"وأنا واثقة من كده أمير هيكسبك، و.........."
قطع كلامها صوت رنة موبايلها إللي ماسكاه في إيديها ... عمر إدالها ظهره بغضب بسبب زعله منها وفي نفس الوقت بيفكر في أمير إللي بنته مُصَّرة عليه إصرار غريب .. سيرين بصت للموبايل لقتها شوق بس المكالمة فصلت قبل ماترد .. شوق إتصلت تاني ...
عمر بغضب:"يا تردي يا تقفلي الموبايل ده."
سيرين ردت..
سيرين بغصة:"ألو."
شوق بحب أمومي:"حبيبة قلبي وحشاني كتير، ماشوفتكيش بقالي كام يوم، طمنيني عليكي؟"
سيرين:"أنا كويسة الحمدلله، إنتي عاملة إيه؟"
شوق بإستغراب من نبرتها:"أنا بخير الحمدلله، بس واضح إنك فيكي حاجة، مالك يا سيرين؟"
سيرين وهي بتمسح دموعها:"أنا دلوقتي مشغوله شويه، هكلمك تاني أوك؟"
شوق:"ماشي ياحبيبتي، أنا مستنياكي."
سيرين قفلت المكالمة وبصت لعمر إللي مديلها ظهره كإنه بيفكر، قربت منه ولفت إيدها حوالين وسطه وسندت براسها على ظهره وهي بتبكي...
سيرين:"بابي، ماتزعلش مني أرجوك، أنا مقدرش على زعلك."
عمر إتجمد في مكانه وإفتكر شوق ...
فلاش باك:
شوق ببكاء طفولى هستيرى:"ماتسبنيش، أنا هموت لو سبتنى ياعمر، مش كل مره تسيبنى وتمشى، ماتسبنيش عشان خاطرى، حياتى مش حلوه من غيرك، ماتزعلش منى، عشان خاطرى ماتزعلش."
.............................
عمر فاق من ذكرى شوق وبص لبنته إللي بتبكي ..
عمر بلوم وهو بيمسحلها دموعها:"خبيتي عني، وكذبتي على واحد مش معروف طينته إيه، وهتخليني أشاركك في كذبتك دي وكل ده عشان أثبتلك عكس إللي في مخيلتك."
سيرين بدموع:"قولتلك بيحبني."
عمرغمض عيونه بغضب وغيرة، إتحكم في أعصابه بصعوبه، وبعدها فتح عيونه ..
عمر بإبتسامة وهو بيجز على أسنانه وهو بيعدل حجابها:"ده مش موضوعنا دلوقتي، من دلوقتي يا سيرين هتتنقلي لأوضة مكتب تانية ليكي إنتي لوحدك، ولما البيه يشرف عشان يدربك هبقى أنا موجود معاكم، ولا إنتي عندك إعتراض؟"
سيرين هزت راسها ب "لا" ... عمر مسح دموعها مرة تانية وضمها لحضنه بشدة .. كان بيبص قدامه بشرود وهي في حضنه ومش مقتنع تمامًا إن حد أخد منه بنته، بنته إللي كبرت قدام عيونه .. الطفلة الصغيرة البريئة إللي كانت بتزحف على الأرض وبعدها مشيت بصعوبه بعد محاولات كتير منه في تعليمها المشي، وبعدها مشيت بطريقة جيدة، بنته إللي كان بيوصلها المدرسة بنفسه وبيمنع أي ولد يقعد قريب منها ... بنته إللي كانت دايما تحت عيونه في كل يوم وكل لحظة .. بنته الوحيدة إللي مالوش غيرها .. بنته إللي جات عوض ليه عن كل حاجة دمرته .. بنته إللي دخلت الثانويه وبعدها الجامعة وبعدها حضر حفلة تخرجها، وبعدها أصرّت ترجع مصر عشان تعتمد على نفسها وبعد إصرار كبير منها قدام رفضه المبرر لخوفه في بعدها عنه وافق على فترة التدريب إللي ماقدرش يستحملها في بعدها عنه ورجع بسرعة لما لقاها هشه ضعيفة من غيره .. يستحيل حد ياخدها منه، هي هتبقى هشه وهتنكسر من غيره لازم تكون معاه مش مع غيره، عشان يفضل ظهرها دايما، مافيش غيره هيقدر يسعدها، لازم ينفذ الوعد إللي وعده لنفسه من يوم ماتولدت، هيشرب من دم أي حد يفكر يأذيها ... بِعِد عنها وبص في عيونها البنية المماثلة لعيونه ..
عمر بحب أبوي:"أنا دايمًا معاكي يا سيرين وفي ظهرك، مالكيش مكان غير حضني يا حبيبتي."
سيرين:"يعني إنت خلاص مش زعلان يابابي."
عمر:"مش زعلان بس أهم حاجة تكوني إتعلمتي من غلطتك، الولد أكيد بيتسلى بيكي و......."
سيرين بِعِدت عنه لما قال كده ...
سيرين:"الولد ده له إسم، وإسمه أمير يابابي."
عمر بلامبالاة:"وإن يكن، برده بيتسلى بيكي."
سيرين إتنهدت بضيق ولسه هتخرج...
عمر بجدية:"خدي كل حاجة تخصك من المكتب ده وأنا هبعتلك بشير ياخدك للمكتب الجديد بتاعك."
سيرين بتنهيدة وهي بتبصله:"حاضر يابابي."
خرجت من المكتب وهي متضايقه من قرارة وعمر إتنهد بإرتياح وده لإنه هيطمن عليها كده، راح لمكتبه وكلم بشير...
عمر:"نفذ إللي إتفقنا عليه، وماتنساش إسلام إبن أخويا هييجي بعد شويه."
بشير:"حاضر يا بشمهندس."
عمر قفل المكالمة وإتنهد وقعد على الكرسي بتاعه وسند براسه على ظهر الكرسي وبص لكل ركن في المكتب بتاعه، إفتكر مجهودة الكبير في إنشاء الشركة دي .. تعبه وسهره في إنه يجمع فلوسها، إصرار الكبير في إنه لازم يتعب ويشقى ضعف أي بني آدم تاني وكل ده عشان ينساها لكن للأسف طيفها كان ملازمه دايمًا، عقد حواجبه بغضب وقرر يشغل نفسه في أي حاجة عشان ينساها ... عفاف كانت بتلبس جاكت البدلة لإسلام بفرحة ...
عفاف:"زي القمر ياحبيبي، هتبقى أكبر محاسب بإذن الله."
إسلام:"لسه متقبلتش يا حبيبتي."
عفاف وهي بتعدله لياقة القميص:"هتتقبل ماتقلقش، عمك عمر هــ......"
إسلام بضيق وهو بيقاطعها:"تاني يا أمي؟ أنا رايح زيي زي أي حد مقدم لوظيفة وهيعمل إنترفيو، لكن واسطه منه لا وأنا وهو متفقين على كده."
عفاف:"بس.........."
إسلام وهو بيقاطعها:"من غير بس."
عفاف وهي بتطبطب عليه:"خلاص ياحبيبي، ماتزعلش مني."
إسلام بتنهيدة:"إنتي إللي متزعليش مني على صوتي العالي."
محمد بسخرية وهو واقف عند باب الأوضة:"يا حنين."
إسلام بصله وتجاهله وبعدها بص لعفاف وباس راسها...
إسلام:"إدعيلي يا أمي."
عفاف:"ربنا يجعل في وشك القبول يا حبيبي."
إسلام:"آمين."
أخد أوراقه وراح للباب إللي محمد واقف عنده ...
إسلام:"عديني."
محمد:"أعديك كده حاف؟ مش هتبوس راسي وتقول إدعيلي وأنا أقولك ربنا يوفقك يا سمسمتي."
إسلام بضيق:"مش ناقصة سخافتك يا دوك."
عفاف:"في إيه؟ إنتوا هتتخانقوا قدامي؟!! عدي أخوك يا محمد."
محمد وهو بيضرب إسلام ضربه فيفة على خده:"إبنك عنيف أوي يا فوفا."
إسلام شال إيده من على خدة بغضب....
عفاف:"عديه يا محمد مش وقته هزار، أخوك هيتأخر كده."
محمد بتنهيدة:"طيب."
محمد وسعله الطريق وإسلام خرج من الأوضة ...
محمد بصوت مسموع:"مع السلامة والقلب داعيلك يا سمسمتي."
إسلام رزع الباب وهو خارج من الشقة ونزل من البيت بغضب ... محمد كان بيبص لمكان خروجه وبيضحك ضحكة خفيفة وبعدها عيونه جات في عيون عفاف إللي بتبصله بضيق ..
عفاف:"مالهاش لازمة الرخامة دي في أول اليوم، ليه بتضايق أخوك؟"
محمد بإبتسامة:"لقيت نفسي رايق قولت أروق عليه، يعني كان شكله متضايق فقولت أضايقه أكتر، ده سمسمتي برده."
عفاف بتنهيدة:"أنا مش عارفة أقولك إيه؟"
محمد:"ماتقوليش يافوفا، أنا نازل العيادة."
عفاف:"قبل ماتنزل، عمك كلمك؟"
محمد بتنهيدة:"لا."
عفاف:"إيه إللي حصل؟ مش بتكلموا بعض ليه؟ من ساعة مارجع وهو مش بيبصلك ولا إنت بتكلمه."
محمد:"عمر بيه هو إللي بدأ الخصام، ليه؟ معرفش، *إتكلم بخنقة غير واضحة* أنا لازم أنزل يا أمي إتأخرت على المرضى بتوعي."
مشي من غير مايستنى رد منها وخرج من الشقة ...
عفاف:"ربنا يصلح حالك يابني."
.................................
سيرين دخلت المكتب وأمير قام من مكانه بسرعه لما لقى عيونها حمراء .. إستنتج إنها كانت بتبكي ..
أمير بقلق:"في إيه يا سيرين؟ كنتي بتعيطي ليه؟ في حد زعلك؟"
سيرين:"لا."
أمير:"أومال في إيه؟ مالك؟"
سيرين بغصة وكذب:"أ/ بشير بلغني بإني هتنقل لمكتب تاني."
أمير بإستفسار:"ليه؟ إيه إللي حصل؟"
نظرته ليها ده غير قلقه عليها خلاها تضعف وتبكي وده لإنها مش متخيله اليوم من غيره ..
سيرين بدموع:"ماحصلش حاجة، بابي كلمه وقاله خليها تقعد في مكتب لوحدها، وهو عشان بيعز بابي وافق."
وأمير:"وإنتي بتعيطي ليه؟"
سيرين ببكاء:"عشان كده هبعد عنك."
فضلت تبكي وهو واقف في مكانه حاسس إنه متكتف مش عارف يهديها إزاي .. لو ياخدها في حضنه ويطمنها بس ماينفعش يعمل كده، لسه مش وقته ...
أمير بهدوء:"إهدي طيب ياسيرين، تعالي إقعدى عشان أتكلم معاكي."
قعدت على كرسي المكتب بتاعها وهو سحب الكرسي بتاعه وقعد قدامها ..
أمير وهو بيبص في عيونها:"مين إللي إدالك فكرة إني هسيبك تبعدي عني بسهولة؟"
سيرين بصتله بعدم فهم في اللحظة دي ...
أمير بتوضيح:"إحنا مش هنبعد عن بعض ياسيرين، مش معنى إنك هتتنقلي لمكتب تاني يبقى كده خلاص، تقريبا إنتي لسه ماتعرفينيش."
كانت ساكته مابتتكلمش ومستنياه يتكلم أكتر وإلى حد ما بدأت تهدى ...
أمير بإبتسامة حب:"بُعدنا مش بجدار فاصل بينا ياسيرين، ياما عشاق كتير كان بينهم بلاد بس حبهم وعشقهم كان زي ماهو ثابت ماتغيرش، إنتي خايفة إننا مش هنبقى مع بعض اليوم كله صح؟"
سيرين هزت راسها ب "اه" ...
أمير بعقلانية:"بسيطة، عندي البديل .. هنتقابل أنا وإنتي هنا قدام الشركة كل يوم، هديلك فطارك وهتطمن عليكي في مكتبك وهسألك أكلتي ولا لا؟، ومش بعيد أجي أزورك في المكتب شويه، وبعدين إنتي نسيتي إني مديرك ولا إيه؟"
سيرين بدموع:"لا مانستش."
أمير:"طب بتعيطي ليه بس؟ ده أنا كمان هشوفك في زياراتك لشوق في البيت عندنا، ومش هنبطل كلام مع بعض على التليفون، ومش بعيد كمان *إتكلم بحرج* أعزمك بره بعد كده عشان تبقي قصادي دايمًا."
سيرين بحزن:"إنت طيب أوي يا أمير."
أمير بإبتسامة:"أنا معترف إني طيب، بس أنا ياسيرين لما ببقى عايز حاجة بفضل وراها لحد ماتبقى ليا، أنا مش زي أي حد، حتى لو بينا بلاد برده مش هنبعد أكيد."
سيرين فضلت بصاله بحزن ...
أمير:"إمسحي دموعك دي وإياكي أشوفها تاني."
سيرين مسحت دموعها وبصت لأمير إللي مبتسملها ...
أمير بمرح:"أنا متاح في وقت تحتاجي فيه كتف تعيطي عليه، ودي فرصة مش هتتعوض على فكرة."
سيرين ضحكت وهو كمان ضحك عشان يخرجها من إللي هي فيه، سكتوا شويه وهما الإتنين بيبصوا لبعض، أمير كان بيبص لملامحها وعيونها البنية إللي زادت لمعتهم بسبب دموعها ..
أمير بسرحان:"هو أنا قولتلك قبل كده إنك حلوة؟"
سيرين إتحرجت وحست بالخجل الشديد ، أمير فاق لنفسه وبِعِد عنها بالكرسي بتاعه ...
أمير بهمس:"أستغفر الله العظيم."
في الوقت ده بشير دخل المكتب .
بشير بإبتسامة:"مساء الخير، إزيكم؟"
أمير وسيرين:"الحمدلله."
بشير:"مش يلا يا سيرين؟"
سيرين أخدت شوية أوراق وأخدت شنطتها ومشيت ورا بشير تحت عيون أمير وقبل ما تخرج بصت لأمير إللي إبتسملها وغمزلها وشها إحمر وخرجت بسرعة .. أمير ضحك عليها وبعدها بص لمكانها الفارغ وإتنهد بحزن ..
أمير بشرود:"تقريبًا الموضوع هيبقي صعب."
...............................
سيرين دخلت مكتبها الكبير الضخم إللي قريب جدا من مكتب عمر ...
بشير بإبتسامة:"تقدري تتفضلي، لو عوزتي حاجة أنا موجود."
سيرين بإبتسامة:"شكرا يا أونكل."
خرج من المكتب وهي بصت حواليها بحزن شديد ...
سيرين بحزن:"ناوي تعمل إيه يابابي؟!
قعدت على كرسي المكتب بقلة حيلة وسرحت شويه وبعدها إفتكرت شوق وقررت تتصل بيها ... شوق كانت واقفة في المطبخ وبتجهز الأكل إللي هياكلوه هي وأمير بس سمعت صوت موبايلها إللي بيرن في الصالة، وطت على الأكل وخرجت بسرعة من المطبخ، مسكت الموبايل وإبتسمت لما لقتها سيرين وردت ..
شوق:"أيوه ياحبيبتي، طمنيني عليكي."
سيرين بنبرة حزينة:"أنا كويسه يا شوق."
شوق:"مش واضح يا سيرين، فيكي إيه؟ مالك؟"
سيرين إتنهدت بحزن وحكت لشوق الكلام إللي هي قالته لأمير ...
شوق:"إنتي زعلانه عشان كده؟"
سيرين بغصة:"أيوه."
شوق بضحكة خفيفة:"فكرتيني بنفسي وأنا صغيرة، *ملامحها إتحولت للحزن الشديد* هتتعودي يا سيرين وبعدين دي مش بلد يعني، ده مكتب غير المكتب بتاعكم بس في نفس الشركة، ليه تجيبي سيرة البعد؟ ليه توجعي في قلبك؟ وبعدين أمير بيحبك أكيد يعني هيجيلك المكتب يشوفك ويطمن عليكي ."
سيرين بدموع صامته:"عندك حق."
شوق بمرح وهي بتغير الموضوع:"إحنا نسيبنا بقا من النكد ده، بقولك إيه؟ حابه تقعدي في الشقة هنا ولا حابة شقة في منطقة أحلى؟ قولي يا حبيبتي إللي نفسك فيه وأنا أنفذهولك."
سيرين وهي بتمسح دموعها:"أي حاجة يا شوق، المهم إني أبقى معاكي."
شوق بمرح:" وأخرب على العرسان؟ يا شيخة قولي كلام غير ده."
سيرين:"شوق أنا بتكلم بجد، إنتي هتعيشي معانا بعد الجواز."
شوق وهي بتجاريها:"ماشي ياحبيبتي ماقولتش حاجة، بس قولي حابه تقعدي فين؟"
سيرين:"أي مكان ياشوق."
شوق بتفكير:"مممممممممممم، ماشي."
سيرين بإستفسار:"ماشي إيه؟"
شوق:"مافيش يا حبيبتي، قاعدة بتعملي إيه بقا؟"
سيرين بتنهيدة:"قاعدة في مكتبي الجديد."
شوق:"إيه الإكتئاب ده ياحبيبتي؟ فين الحماس والنشاط؟ ده بدل ماتفرحي؟"
سيرين بحزن:"تعرفي ياشوق إن الواسطة وحشه جدا؟"
شوق:"واخده بالي، بس غريبة أمير ماتكلمش خالص في ليه إتنقلتي لمكتب كبير."
سيرين:"لإن أمير مش هيتكلم في موضوع الواسطة معايا لإنه عارف إني بزعل."
شوق:"أنا واخده بالي إن إبني بقا بيقبل بحاجات كتير مكنش بيقبل بيها في البداية."
سيرين:"طب كده حلو ولا وحش؟"
شوق بتنهيدة:"على حسب الموقف نفسه، بس في حالتك دي هو ممكن يكون شاف فيها مصلحة ليكي."
سيرين:"ممكن."
شوق:"بقولك إيه، أخرجي من الإكتئاب ده بأي طريقة أنا مش حابه أشوفك كده."
سيرين ضحكت ضحكة خفيفة وسكتت وبعدها إتكلمت ..
سيرين:"شوق، هو إنتي ليه متجوزتيش لحد دلوقتي؟"
شوق بضحكة:"أومال إبني ده جايباه إزاي؟ حطيت سكر تحت السجادة وصحيت تاني يوم الصبح لقيته موجود ولا إيه؟"
سيرين:"ههههههههههههههههههههههه، مش قصدي."
شوق:"أيوه كده إضحكي، الدنيا مش مستاهلة زعل يا سيرين."
سيرين:"بجد يا شوق، ليه متجوزتيش بعد طلاقك من أبو أمير؟، إنتي لسه صغيرة جدا."
شوق وهي بتمثل اللامبالاة:"قولت أهتم بإبني بقا مكنش ليا غيره وقتها هو وماما، بس كده."
سيرين كانت لسه هتتكلم عمر دخل المكتب ...
سيرين:"معلش هتصل بيكي وقت تاني."
شوق بإبتسامة:"ماشي ياحبيبتي مستنياكي"
سيرين قفلت المكالمة وبصت لعمر إللي مبتسملها ..
عمر:"دي صاحبتك؟"
سيرين:"أيوه."
عمر بإبتسامة وهو بيقعد قدامها:"مش ناوية تعرفيني عليها بقا؟"
سيرين بإبتسامة خفيفة:"هعرفك عليها بعد الإختبار ده وإللي أنا واثقة من إن أمير هينجح فيه."
عمر عقد حواجبه بضيق وسكت ماتكلمش بس قرر يغير الموضوع ...
عمر بإبتسامة وهو بيبص للمكتب بتاعها:"بس المكتب بتاعك حلو ياحبيبتي، ألف مبروك."
سيرين بتنهيدة:"الله يبارك فيك يابابي، ياريتها حاجة بمجهودي عشان أفرح بيها."
عمر:"إنتي مالك قلبتي كده ليه على إسلام إبن إسماعيل؟ إنتي نسيتي إنك بنتي ولا إيه؟ يعنى الشركة دي شركتك، وهتتعلمي وهتبقي أكبر سيدة أعمال في مصر بس عايشة في أميريكا."
سيرين:"مانستش يابابي."
عمر وهو بيقوم من مكانه:"في إيه ياسيرين مالك؟"
سيرين بإبتسامة مصطنعة:"مافيش ياحبيبي، أنا كويسه."
عمر قعد على حافة المكتب وبص في عيونها البنية ..
عمر:"طب حابه تاكلي إيه النهاردة؟ حابه نروح فين؟"
سيرين:"إيه إللي يريحك يابابي، أي حاجة."
عمر كان لسه هيتكلم بس لقى موبايله بيرن ... قام من مكانه ورد على التليفون ..
عمر:"إنت فين؟"
إسلام:"أنا خلاص بره ياعمي وصلت."
عمر:"طب إستنى أنا هجيلك."
إسلام:"أرجوك ياعمي بلاش، خلينا زي ماحنا على إتفاقنا، ممنوع أي تواصل بيني وبينك هنا في الشركة، أرجوك بلاش تزعلني."
عمر بضيق:"طيب، روح الإستقبال وإملى ال Application وشويه والإتش آر هيجيلك."
إسلام:"شكرا يا عمي."
إسلام قفل المكالمة وراح للإستقبال ..
عمر بضيق:"عنيد."
سيرين ضحكت ضحكة خفيفة عمر قرب منها وباس راسها ...
عمر:"هخلص موضوع إسلام وهرجعلك نقعد مع بعض شوية."
سيرين:"أوك."
خرج من المكتب وراح لمكتبه وشغل الكاميرات الخاصة بغرفة الإجتماعات ومنتظر وقت الإنترفيو .....
............................
في شقة شوق:
شوق بعد ماقفلت المكالمة مع سيرين قعدت ومسكت الأجندة وبدأت تكتب كل التفاصيل إللي هي ناويه عليها ..
شوق بتفكير:"هي قالت أي مكان، طب مثلا لو جبتلها شقة في منطقة هاديه وراقية شويه دي هتتكلف كام؟ وهجيب الفلوس دي منين؟"
فكرت مع نفسها وبتجيب حلول لكل حاجة في بالها، عيونها جات على كل ركن من أركان الشقة بتاعتها هي وأمير وملامحها إتحولت للحزن الشديد للحظات بس بعدها إبتسمت وبدأت تكتب ..
شوق:"هبيع الشقة وهتنازل عن نصيبي فيها لأمير، وهقنع أمير إنه يدخل جمعية ويقبضها في الأول عشان يقدر يكمل بالفلوس دي على فلوس الشقة وتقريبًا كده كل حاجة هتتحل..*سكتت شويه وإتأففت* في حاجة إسمها تجهيزات وتشطيبات وحاجات كتير."
إتنهدت بضيق لما حست إن كل حاجة بتتقفل معاها قفلت الأجندة وقلعت نظارتها ...
شوق بتنهيدة عميقة:"نسأل الله التساهيل."
حطت الأجندة على الكنبة وراحت الحمام عشان تتوضى وتجهز لصلاة العصر ...
............................
عمر كان قاعد في مكتبه متابع إسلام بعيونه وهو بيتجاوب مع الإتش آر وشايف إن واحد زيه يستحق إنه يكون في مكان أعلى .. تفكيره راح لأمير وبيفكر يا ترى هيكون بيعمل إيه دلوقتي؟ إيده راحت نحية زراير الكيبورد ومحتار يفتح الكاميرا عليه ولا لا؟ .
عمر لنفسه:"لا بلاش، دي كده قلة إحترام لخصوصيات موظفين."
رد على نفسه ...
عمر:"خصوصيات موظفين إيه بس؟ ده واحد قاعد في شغله وبيشتغل ... إيه إللي جاب الخصوصيات في الموضوع ده؟"
إتنهد وفتح الكاميرا بتاعة المكتب إللي أمير قاعد فيه فبالتالي في شاشتين لكاميرتين مختلفتين قدامه منهم شاشة لأمير إللي مركز في شغله والتانية لإسلام إللي مركز في الإنترفيو وبيتعامل بجدية ... عمر إنتبه لما لقى أمير خلص شغل في الملف إللي ماسكه ورفع سماعة التليفون المكتب بتاعه .. عمر شغل الصوت ..
أمير:"أنا خلاص خلصت الملف إللي كان معايا، لو في غيره إبعتهولي."
نزل السماعه وسند بجسمه على الكرسي وأخد نفس عميق، عيونه جات على مكتب سيرين الفارغ، وإتنهد بحزن بس فاق لما سمع آذان العصر وبدأ يردد مع الآذان .. وعمر كان بيردد هو كمان مع الآذان وفي نفس الوقت مركز مع أمير .. وبعد إنتهاء الآذان أمير خرج من المكتب وراح للحمام عشان يتوضى ... عمر عيونه جات على شاشة إسلام لقى إن الإتش آر بيسلم عليه وإسلام مبتسمله .. عمر على الصوت شويه ..
؟؟:"حضرتك تقدر تنتظر لمدة نص ساعة بعدهم حضرتك هتمتحن ال تيكنيكال وهنبدأ ال second interview مع حضرتك بعده."
إسلام بإبتسامة:"إن شاء الله، ممكن بس أعرف فين الحمام؟ محتاج أتوضى."
؟؟:"أكيد طبعا، إتفضل ورايا."
إسلام مشي وراه وراح للحمام وخبط على الباب وفي الوقت ده خرج أمير ...
إسلام:"آسف بس عايز أتوضى."
أمير بإبتسامة وهو بيمسح على شعره المبلول:"إتفضل أنا خلصت خلاص."
كان لسه هيمشي ..
إسلام:"معلش أنا عارف إني بتقل عليك، ممكن بس حضرتك تستناني أخلص وضوء ونصلي في الجامع وده لإني أصلا معرفش فين مكانه."
أمير بإبتسامة:"خلاص تمام، هستناك."
إسلام بإبتسامة:"شكرا."
دخل الحمام وأمير إتنهد وعدل أكمام قميصه .. عمر خرج من مكتبه وبعدها خرج من الشركة ومشي في طريق المسجد ... إسلام خرج ولقى أمير مستنيه ... كلهم وصلوا المسجد ووراهم مجموعة من الشباب إللي موجودين في الشركة وقعدوا في المسجد لوقت بسيط عمر كان قاعد في ركن بعيد وساند راسه على حائط المسجد وبيبص قدامه بشرود ... أمير كان متابع عمر بعيونه وبيتمنى يروح يكلمه ويقوله إنه هو الشاب إللي بيتكلم معاه على الإيميل ... إسلام كان بيحاول مايبصش نحية عمر تمامًا عشان ماحدش يفكر بس إنهم يعرفوا بعض ... المؤذن في المسجد أقام الصلاة ... عمر قام من مكانه وأمير قام هو كمان وإسلام وراه ...
الإمام:" سووا صفوفكم ، فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة."
الكل وقف صفوف متساوية وأمير حظه جه في الصف الثاني خلف الإمام وكان عمر جنبه على يساره، وإسلام على يمينه ...
الإمام:"الله أكبر."
الكل بدأ الصلاة خلف الإمام ... بمرور الوقت ... كلهم سلموا من الصلاة وعمر فضل قاعد في مكانه وبيبص لمكان سجوده كإنه بيدعي جواه دعاء مش عايز حد يسمعه ولا يعرف بيه ... أمير بعد ما سلم من الصلاة بص لعمر ولاحظ إنه بيبص لموضع السجود وساكت ... إسلام كان منتظر الشاب إللي جنبه يقوم بس لقاه بيبص لعمر، بِعِد عنهم شويه عشان عمر مايتكلمش معاه ، أمير بص جنبه لمكان الشاب لقاه بعد حاجة بسيطة وبيبصله، إتنهد ولسه هيتحرك ويقوم من مكانه عيونه جات في عيون عمر إللي بيبصله ومعقد حواجبه ... أمير برق بسبب نظرات عمر ليه، بس إتحكم في أعصابه وإبتسم بتوتر ... عمر عيونه جات على إسلام إللي قاعد بعيد عنهم بس قرر يقوم عشان يطمن على سيرين.. قام من مكانه وخرج من المسجد، وأمير إتنهد بإرتياح ..
أمير بإستغراب:"إيه الرعب ده."
قام من مكانه وإسلام قام هو كمان وخرجوا من المسجد لبسوا جزمهم ومشيوا ... وأثناء طريقهم للشركة ..
أمير بإستفسار:"إنت جديد هنا صح؟"
إسلام بإبتسامة:"أيوه، بس أنا عندي إنترفيو لسه متعينتش."
أمير بإبتسامة:"ربنا يوفقك، بس إنت مقدم إدارة ولا حسابات ولا إيه؟"
إسلام:"حسابات إن شاء الله."
أمير:"إن شاء الله."
إسلام وهو بيمدله إيده عشان يسلم عليه:"إسمي إسلام."
أمير بإبتسامة وهو بيسلم عليه:"وأنا أمير."
إسلام:"بتشتغل في إيه بقا؟"
أمير بتنهيدة:"أنا في الإدارة."
إسلام بإبتسامة:"ما شاء الله، ربنا يوفقك."
أمير:"آمين."
إتكلموا مع بعض هما الإتنين بخصوص مجالاتهم لحد ماوصلوا للشركة ..
أمير بإبتسامة:"بالتوفيق يا إسلام وأتمنى أشوفك معانا في الشركة."
إسلام بإبتسامة:"إن شاء الله."
أمير راح لمكتبه وإسلام دخل غرفة الإجتماعات وإنتظر الشخص إللي هيعمله الإنترفيو التاني ... أمير دخل مكتبه وقعد على الكرسي وفتح الموبايل وبعت رسالة لسيرين ..
أمير:"طمنيني عليكي؟ أخبارك إيه؟ أكلتي ولا لا؟"
بعت الرسالة وإتنهد ولقى ملفات كتير جاتله وقرر يبدأ فيهم .. عمر كان قاعد على كرسي قدام مكتب سيرين ..
عمر لسيرين:"هتفضلي ساكته كده كتير؟"
سيرين:"عايزني أقولك إيه يابابي؟"
عمر بتنهيدة:"قولي أي حاجة ياسيرين، مش بحب سكوتك."
سيرين:"حضرتك مصمم برده؟"
عمر بإصرار:"أيوه مصمم وماتفتحيش الموضوع ده تاني."
سيرين إتنهدت وسكتت ..
عمر:"ماتيجي نطلب أوردر؟ ده وقت الغداء."
سيرين:"مش جعانه يابابي."
عمر بعِند:"هتاكلي غصب عنك."
عمر كان لسه هيرفع التليفون عشان يعمل مكالمة، باب المكتب خبط وبعدها بشير دخل ...
عمر بإستفسار:"في إيه يابشير؟ وإنت مروحتش لإسلام ليه لحد دلوقتي؟"
بشير:"أنا آسف يا بشمهندس بس طلعلي مشوار ضروري جدا وماينفعش يتأجل."
عمر:"مش هينفع أنا إللي أعمله الإنترفيو ده."
بشير:"أنا آسف بجد، بس دي حاجة طلعتلي من غير ميعاد."
عمر:"طب المدير المالي م......"
بشير:"للأسف المدير المالي أجازة النهاردة."
عمر بغضب:"وإنت جاي تقولي ده دلوقتي يابشير؟!! أنا دلوقتي عايز حد بيفهم في مجال الإتش آر والحسابات ضروري .. عايز حد يكون ملم بكل حاجة هنا في الشركة، مافيش غيرك وبعدك المدير المالي وأنا ماينفعش أروحله عشان البيه مش عايز واسطه، وبرده مش هينفع أرجعه، لازم يخلص كل حاجة النهارده، عشان وجهتنا كشركة قدام الكل."
بشير سكت شويه وبعدها بصله بتوتر ...
عمر بإستفسار وهو ملاحظ توتره:"في إيه؟"
بشير:"عندي حد ملم بكل ده بس ........."
عمر بإستفسار وهو بيقاطعه:"شاطر؟"
بشير:"جدا."
عمر:"واثق من كده؟"
بشير:"أضمنه برقبتي."
عمر بإستفسار:"مين ده؟"
بشير بتوتر:"ده شاب هنا في الإدارة و........."
عمر وهو بيقاطعه:"إسمه إيه؟"
بشير:"أمير."
سيرين إبتسامتها كبرت لما سمعت إسم أمير وبصت لباباها إللي واضح عليه الصدمة والتفكير في نفس الوقت ...
بشير:"حضرتك كويس؟ لو مش حابب إنه يروحله خلاص أبلغ إسلام بتأجيل الإنترفيو، هو حاليا بيمتحن التكنيكال وبعد مايخلص علطول أبلغه بميعاد تاني."
عمر كان لسه هيتكلم ويوافق على رأي بشير .. لقى موبايله بيرن بص للموبايل لقاه إسماعيل شاور لبشير إنه يقعد شويه ورد على إسماعيل..
إسماعيل:"إزيك يا عمر عامل إيه؟ وحشتني."
عمر:"أنا بخير الحمدلله يا إسماعيل، وإنت كمان وحشتني إيه الأخبار؟ وأولادك عاملين إيه؟"
إسماعيل:"بخير الحمدلله، هو إسلام عمل إيه؟ طمني وقولي إنه خلاص إتقبل وهيبدأ من بكرة."
عمر:"مبدأيا إسلام شاطر ماشاء الله، بس لسه ماخلصش."
إسماعيل:"هستنى الخبر منك يا عمر، بس بلاش توافق عليه لمجرد إنه إبني، لام إبني يبقى عندك بمجهوده."
عمر:"ماتقلقش يا إسماعيل ده هيحصل، قولتلك إبنك شاطر ناقص بس إنترفيو كمان وخلاص كده هيكون إتقبل لما يعديه."
إسماعيل:"هستنى منك الخبر، وأتمنى يكون يفرح أنا إبني تعب بجد هو مش حِمل إنتظار."
عمر:"حاضر يا إسماعيل."
إسماعيل:"أنا هقفل دلوقتي عشان أنا في المحل"
عمر:"ماشي يا إسماعيل."
قفلوا مع بعض وعمر إتنهد بضيق وبص لبشير إللي واضح عليه إنه مستعجل وعايز يمشي ...
عمر:"خليه يروحله، وبلغه إني هتابعه من الكاميرات ولما يخلص الإنترفيو بتاع إسلام هبلغه على التليفون بالنتيجة سواء بالقبول أو الرفض."
بشير:"تمام، بعد إذنك."
بشير خرج من المكتب وعمر كان معقد حواجبه بضيق، عيونه جات في عيون سيرين إللي واضح عليها الفرحة وخرج من المكتب بسرعة وراح لمكتبه وهي خرجت وراه ..عمر شغل الكاميرات إللي أظهرت إسلام وهو بيمتحن، وسيرين وقفت جنبه . عمر بصلها بضيق وهي إبتسمتله بإنتصار وبعدها بصت للكاميرا .. بشير راح لأمير المكتب وبلغه بالموضوع ده وقدمله الإستمارة الخاصة بإسلام.. كان واضح عليه الصدمة والذهول لإنه أول مرة يدخل في حاجة زي دي ..
بشير:"يلا يابني واقف كده ليه؟ ماتنساش بشمهندس عمر هيتابعك على الكاميرات وعلى أساسه هيبلغك بالرفض أو القبول."
أمير:"ح....حاضر."
بشير خرج ... وأمير عدل جاكت البدلة وخرج من المكتب وراح لغرفة الإجتماعات وهو بيدرس إستمارة التقديم إللي إسلام كتبها ... خبط على الباب وبعدها دخل ... سيرين إتحمست لما أمير دخل أوضة الإجتماعات وعمر عقد حواجبه بضيق ...
أمير بإبتسامة:"مساء الخير."
إسلام بإبتسامة:"مساء النور."
أمير قعد على الكرسي إللي قدامه وإسلام مستغرب وجوده، مكنش متوقع إن أمير هو إللي هيعمله الإنترفيو..
أمير بإبتسامة وجدية:"نورتنا يا أ/ إسلام."
إسلام:"ده نورك."
أمير:"قبل أي شئ، حابب أعرفك بنفسي بشكل رسمي .. أنا أمير مجدي، هعمل لحضرتك الإنترفيو الأخير وإن شاء الله أتمني تبقى معانا."
إسلام:"إن شاء الله."
أمير بص للورق الخاص بإسلام إللي في إيده وشاف إجاباته على الإختبار، لقى إجاباته معقولة وواضحة بس قرر يركن كل ده ويسأله من دماغه يطحنه في الأسئلة بمعنى أصح ..
أمير بإبتسامة وجدية:"واضح كده إن حضرتك شخص مبدع بتحب تفكر كتير."
إسلام بإبتسامة وجدية:"أكيد."
أمير:"مممممم، طب هسألك سؤال وتجاوبني عليه."
إسلام:"إتفضل."
أمير:"إيه هو الحساب إللي مابيظهرش ضمن أرصدة ميزان المراجعة؟"
إسلام سكت وبيفكر في إجابة السؤال ده . عمر منتظر إجابة إسلام .. إنما سيرين كانت بتبص لأمير بحب وفخر ... إسلام إتنهد ورد ...
إسلام:"بضاعة آخر المدة، لأنها تكون نتيجة جرد وليس نتيجة قيود يومية، يعني بيتم جرد البضاعة وتقييمها ثم وضع قيمتها مرة دائن في حـ/ المتاجرة، ومرة مدينة في الميزانية العمومية تحت بند الأصول المتداولة."
أمير إبتسم وسأله سؤال تاني وبعدها إسلام جاوبه وكل مدى الأسئلة بتزيد صعوبة لكن إسلام كان بيحاول على قد مايقدر يجاوب صح .. نظرة الفخر في عيون سيرين لأمير كانت واضحة وعمر متضايق بسبب كده، وفي نفس الوقت شايف إن أمير صح في جديته وأسئلته وفي نفس الوقت متفاجئ منه...
سيرين لنفسها:"ماكنتش أعرف إن ليه في الحسابات، دايما بتفاجئ منه."
بمرور الوقت .. أمير خلص كل الأسئلة إللي في باله لإسلام إللي خلاص دماغه إتعقدت من كتر الأسئلة إللي إتسألها ... عمر قرر يتصل بأمير ويديله قراره ... رفع سماعة التليفون وإتصل بغرفة الإجتماعات .. أمير رفع السماعة ..
عمر:"بلغه إنه مقبول ومرتبه هيتحدد من خلال المدير المالي، ويقدر يبدأ معانا من بكرة."
أمير:"تمام."
عمر قفل المكالمة وبص لسيرين إللي سرحانه في أمير إللي بيبلغ إسلام بالكلام إللي إتقاله ...
عمر بغيرة شديدة:"سيرين، إتفضلي لمكتبك وأنا هطلبلنا أوردر وهجيلك لما يوصل، وهناكل مع بعض هنا في الشركة وبعدها نروح أنا وإنتي."
سيرين بإبتسامة:"حاضر يابابي."
خرجت من المكتب وقررت تمشي نحية غرفة الإجتماعات على أمل إنها تشوف أمير .. بعد ماهي خرجت عمر عمل مكالمة لإسماعيل ...
إسماعيل:"طمني يا عمر؟"
عمر بإبتسامة:"مبروك يا سُمعه ، إبنك إتقبل عندي في الشركة، وعايز أقولك إني ماقعدتش معاه أصلا ولا حد تبعي قعد معاه، كلهم موظفين هنا في الشركة."
إسماعيل بفرحة:"حبيبي يا عمر، ربنا يخليك ليا، شكرا جدا."
عمر:"إنت بتشكرني على إيه؟ إبنك شاطر وقدها."
إسماعيل:"إنت متتصورش فرحتي بيه عامله إزاي بجد؟ ربنا يباركلي فيك يا صاحب عمري، إنت سبب فرحتي، محتاج أشوفك ياعمر."
عمر بضحكة:"كل ده عشان إسلام هيشتغل؟"
إسماعيل:"أيوه، إبني تعب كتير ويستحق فرحتي، وأنا بجد محتاج أشوفك."
عمر بإبتسامة:"حاضر يا إسماعيل هجيلك في أقرب وقت."
إسماعيل:"ماشي، أنا هقفل بقا عشان المحل زحمة عندي وهكلمك بعدين."
عمر:"ماشي يا إسماعيل."
قفلوا مع بعض وعمر إتنهد وقرر يركز في شغله ....
..........................
أمير بإبتسامة وهو بيسلم عليه:"نورتنا يا أ/ إسلام، أنا مبسوط بأدائك حقيقي."
إسلام:"أنا ماكنتش أتوقع إنك هتنفخني بالشكل ده."
أمير:"آسف، بس ده الشغل."
إسلام بضحكة خفيفة:"ولا يهمك، أهم حاجة إني إتعرفت عليك."
أمير:"وأنا كمان حقيقي."
الإتنين خرجوا من المكتب وأمير إتفاجئ بسيرين إللي واقفه بعيد شويه، وقلبه دق بشدة، غمزلها من غير ما إسلام ياخد باله، سيرين حاولت تداري خجلها بس إرتبكت لما لقت إسلام بيبتسملها وبيشاورلها وهو واقف ورا أمير .. إبتسمت بتردد لإسلام على أساس إنها بترد السلام ومشيت بسرعة لمكتبها .. إسلام سلم على أمير ومشي أما أمير راح لمكتبه عشان يجهز حاجته ويمشي ولإن ميعاد خروجهم من الشركة جه .. راح المكتب وبدأ يجهز فى حاجته بس إتفاجئ بتليفون المكتب بتاعه بيرن ..
أمير وهو بيرد:"ألو."
عمر:"أ/ أمير معاك المهندس عمر .. تقدر تتفضل في مكتبي."
أمير بتوتر:"حاضر."
عمر قفل المكالمة وكان بيحاول يتحكم في أعصابة بسبب إنه مستغرب الشاب ده ومتضايق منه في نفس الوقت، الشاب واضح عليه إنه محترم وخلوق ده غير إنه بيصلي وشاطر وذكي ... لازم يعرف عنه أكتر لازم يدرسه من كل الإتجاهات وبسرعة .. لازم يثبت لسيرين إن الواد ده بيضحك عليها، ماينفعش ييجي ياخد منه بنته على الجاهز وهو إللي تعب فيها ... لازم يعرف عنه كل حاجة ... فاق على صوت الباب إللي بيخبط ... أمير دخل لمكتب عمر ..
عمر بجدية وهو بيشاور على كرسي قدام المكتب بتاعه:"إتفضل أقعد."
أمير قعد وبص لعمر إللي بيبصله بتركيز .. أمير محرج بسبب نظرات عمر ليه وحس إنه عمل حاجة غلط... أمير زهق من جو التوتر إللي هو بقا فيه ده وقرر يتكلم ..
أمير وهو بيبصله:"حضرتك كنت............."
عمر بإستفسار وهو بيقاطعه:"إنت عندك كام سنه؟ خريج كلية إيه؟ باباك ومامتك بيشتغلوا إيه؟ إنت بتعمل إيه في حياتك؟"
أمير بإستغراب من الأسئلة دي:"أنا عندي 26 وماشي في ال 27 .. خريج كلية تجارة جامعة عين شمس قسم إدارة أعمال .. والدتي ست بيت، والدي كان بيشتغل أعمال حرة يعني كان بيشتغل بره لفترة وحاليا قاعد في البيت."
عمر بإستفسار:"قاعد في البيت؟ يعني إيه قاعد في البيت؟ متقاعد يعني؟"
أمير بخنقة من الأسئلة دي:"حاجة زي كده."
عمر:"مممممممم، ممكن أعرف إنت إتعلمت كل ده فين؟ كل المهارات دي، الحسابات وكل ده وإنت إدارة أعمال يعني حتى المفروض ماتبقاش عارف بالحسابات على وجه كبير."
أمير:"حضرتك أنا درست في الكلية كل حاجة خاصة الحسابات درستها حتى وأنا في قسم إدارة الأعمال كان في مواد مشتركة بين الأقسام، ده غير إني كنت بحب أوسع مجالي دايما فكنت بذاكر في كل حاجة خاصة بالكلية، وبعد ما إتخرجت كنت بذاكر أونلاين دايما، زي فكرة البرنامج إللي عرضتها على حضرتك."
عمر بإستغراب مصطنع:"فكرة برنامج؟"
أمير بإبتسامة:"أنا أمير إللي كلم حضرتك على الإيميل من سنة بخصوص البرنامج، وحضرتك رديت عليا من شهر أو شهرين."
عمر بدهشة مصطنعة:"بجد؟ إزيك يا أمير عامل إيه؟"
أمير:"بخير الحمدلله، حمدالله على سلامتك، حضرتك نورت مصر."
عمر بإبتسامة مصطنعة:"طبعًا نورت بيا."
أمير إستغرب رده بس تجاهل وقال يمكن بيهزر ..
عمر:"وعلى كده بقا يا أمير، إنت مرتاح ومبسوط عندنا هنا، صح؟"
أمير بإستغراب أكبر من السؤال:"الحمدلله."
عمر:" طب كويس، إنت خاطب أو متجوز؟"
أمير إتوتر أكتر من الأسئلة دي ...
أمير:"لا، بس هـ..............."
عمر بإستفسار وهو بيقاطعه:"تحب أجبلك عروسة؟"
أمير:"لا يا فندم أ........."
عمر بإبتسامة وهو بيجز على أسنانة وبيقاطعه:"ليا بنت واحد صاحبي ماشاء الله هما عيلة كبيرة جدا ومعاهم فلوس كتير جدا، مش ناقصهم أي حاجة، والبنت حلوة جدا ومعاها عربية، وهيجيبوا الشقة أو ممكن الفيلا ويفرشوهالك كمان ياعم، لو مرتبك مكفاش مصاريفها اليومية مافيش مشكلة هيساعدك، ها قولت إيه؟"
أمير كان متضايق وبيحاول يتحكم في غضبه بسبب كلام عمر إللي مالهوش لازمة ...
عمر وهو معقد حواجبه:"سكت ليه؟"
عمر كان منتظر أي رد بجح منه يثبت من خلاله لسيرين إنه مش مناسب، بس إتفاجئ من ثباته الإنفعالي ...
أمير بإبتسامة مصطنعة:"حضرتك ماسبتنيش أكمل كلامي، أنا كنت حابب أقول لحضرتك إني ناوي أخطب إن شاء الله وحضرتك هتكون أول المعزومين، وعايز أقول لحضرتك برده، الإنسانة دي إختارتها عشان طيبتها وحنيتها مش عشان فلوسها أبدًا على الرغم إني معرفش حاجة عن حياتها الشخصية أو العائلية بشكل عام .. لكن أنا يهمني الإنسانة إللي قدامي دي تبقى عاملة إزاي، فلوس أبوها مش هتنفعني في حاجة لإني الحمدلله مقتدر ومعتمد على نفسي في كل حاجة، الفلوس عمرها ماكانت كل حاجة عشان يبقى كلام حضرتك الأساسي في الموضوع هو الفلوس، ياما ناس كتير معاها فلوس بس ناقصها السعادة، ياما ناس كتير جاتلها الفلوس بس راحت قصادها حاجات تانية، .. *عمر ملامحة إتحولت للحزن الشديد* .. ربنا قادر إنه يغني الفقير في ثانية، ويفقر الغني في ثانية برده، كل شئ بإيد ربنا، كلنا متساويين بإختلاف الظروف يا بشمهندس، ممكن يكون في حد غني بس ناقصة الحب والدفا العائلي إللي بيبقى موجود في أي بيت مصري بسيط، ومش شرط يكونوا عزوة كمان عشان يحسوا بالدفا ممكن يكونوا شخصين بس *إبتسم بحب لإنه إفتكر مامته* ..... الفلوس بتروح في ثواني، لكن الشئ الأهم هو الكرامة وعزة النفس ."
أمير أخد نفس عميق بعد ماخلص كلامه وبيفكر في شوق وده لإنه إتأخر عليها .. عمر كان بيفكر في كلام أمير وشايفه صح بس بيكابر وبيعند مش ده إللي هياخد منه بنته برده .. عمر فاق على رنة تليفون المكتب، رفع سماعة التليفون ورد ..
عمر:"ألو."
؟:"الأوردر وصل لحضرتك يافندم، وتم دفع الحساب من الكاش إللي حضرتك سايبه *وهنا عمر جاتله فكرة* وهـ......."
عمر:"أه خلاص تمام، هطلع أدفع."
؟؟:"يافندم الحساب إتدفع خلاص و....."
عمر قفل المكالمة وفتح خزنة الفلوس وأخد منها مبلغ ..
عمر لأمير:"ثواني وراجعلك."
عمر ساب باب الخزنة مفتوح وخرج من المكتب ووقف بره إستنى وقت بسيط وبعدها دخل لقى أمير لسه قاعد ثابت في مكانه ومنتظره ..
عمر:"سوري يا أ/ أمير، خليتك تستنى كتير."
أمير:"ولا يهمك يا فندم، أ....."
قطع كلامه صوت رنة موبايله، كنسل عليها وبص لعمر ولسه هيكمل كلامه ... شوق رنت عليه بإستمرار ، أمير وضح عليه التوتر والخوف والقلق...
عمر وهو ملاحظ قلق أمير وتوتره وخوفه في نفس الوقت:"في إيه؟ قلقان كده ليه؟ ماترد."
أمير بخوف وهو بيرد:"ألو."
شوق بإرتياح:"إنت فين كل ده؟ أنا قلقت عليك ياحبيبي"
أمير بإرتياح وإبتسامة:"عندي إجتماع في الشركة يا أمي."
شوق:"كنت بلغتني طيب ياحبيبي بدل مانا قلقانه عليك كده."
أمير:"حاضر ياحبيبتي مش هتتكرر تاني، أعذريني."
شوق:"ماشي ياحبيبي خلص على راحتك، أنا كده خلاص إتطمنت عليك، لا إله إلا الله."
أمير:"محمد رسول الله."
قفل المكالمة وبص لعمر إللي بيبصله بتركيز...
أمير بإستفسار:" في حاجة يا فندم؟"
عمر:"إنت كنت قلقان ومتوتر وخايف كده ليه لما لقيت والدتك بتتصل؟"
أمير بتنهيدة:"مافيش، هي أمي تعبانة شويه فخوفت يكون جرالها حاجة، فكنت متوتر وقلقان ومش عارف أرد، خوفًا من إن حد تاني غيرها يكون هو إللي بيتصل، إحساس صعب أوي، دايما بعيشه لما هي بتفضل ترن كتير كده."
عمر إبتسم إبتسامة خفيفة:"ربنا يباركلك فيها."
أمير بإبتسامة:"آمين، أقدر أستأذن؟"
عمر:"أكيد إتفضل."
أمير:"شكرا لحضرتك."
أمير خرج من المكتب وفي نفس الوقت بيفكر في كلام عمر ومش فاهم ليه الأسئلة دي راح لمكتبه وأخد حاجته وخرج من المكتب وهو ماسك موبايله وبيبعت رسايل لسيرين ..
أمير:"إنتي فين؟"
سيرين شافت رسايله ومش عارفه ترد تقوله إيه وخاصة إنها مردتش على أسئلته إللي بعتهالها قبل الإنترفيو... سيرين إرتبكت وكتبت ..
سيرين:"أنا روحت يا أمير، كنت تعبانة شويه قولت أروح أرتاح."
بعتت الرسالة بس إتفاجأت لما لقت أمير بيتصل بيها ... ردت بإرتباك..
سيرين:"ألو."
أمير بقلق:"طمنيني عليكي، فيكي إيه؟ تعبانة عندك إيه؟"
سيرين بتوتر:"مافيش، صداع وإرهاق، لما روحت حسيت إني إرتحت."
أمير بإبتسامة حب:"خدي بالك من نفسك ياسيرين، نامي وإرتاحي دلوقتي ولما تصحي طمنيني عليكي."
سيرين:"حاضر."
قفلوا مع بعض وأمير خرج من الشركة، أما سيرين إتنهدت بحزن وده لإنها كذبت عليه لقت باب المكتب بتاعها بيتفتح ودخل عمر ومعاه الأوردر إللي كان طلبه ومبتسم إبتسامة كبيرة، مسكها من إيدها وخلاها تقعد معاه على كنبة الأنترية إللي في المكتب وفتح الأكل ...
عمر:"يلا سمي الله، وكلي."
سيرين:"حاضر."
بدأت تاكل وفي نفس الوقت حزينة بسبب كذبها المستمر على أمير ... عمر كان بيفكر في أمير وطباعه وأمانته ومش لاقيله غلطة حتى الفلوس زي ماهي سليمة مانقصتش ..
منذ دقائق:
بعد ما أمير خرج من المكتب عمر شغل تسجيل الكاميرات الخاص بأوضته وجاب من أول لما هو خرج من المكتب عشان يدفع الحساب .. لقى إن أمير فضل قاعد في مكانه زي ماهو وعيونه مجتش على الخزنة خالص لحد ماهو دخل عليه ...
...........................................
أمير روح بيته متأخر وكان جعان جدا .. دخل الشقة وقفل الباب وراه لقى شوق خرجت من المطبخ وأخدته في حضنها ...
شوق:"حمدالله على سلامتك ياحبيبي."
أمير:"الله يسلمك يا شوق."
شوق:"يلا ياحبيبي غير هدومك وأنا خلاص بسخن الأكل"
أمير:"حاضر."
دخل أوضته وبدأ يغير هدومه .. بمرور الوقت ...
كانوا قاعدين مع بعض في الصالة وأمير سرحان وهو بيشرب الشاي مع شوق ومش مركز...
شوق:"مش أنا بكلمك يابني؟ مالك؟"
أمير بتنهيدة وهو بيبصلها:"بفكر في إللي حصل النهاردة، صاحب الشركة ده غريب جدا،مش عارف في إيه."
شوق بإستفسار:"إيه إللي حصل؟"
أمير حكالها على كل حاجة حصلت ومازال بيقول "صاحب الشركة" ومذكرش إسم "عمر" تمامًا لإنه عارف إن مامته بتتعب لما بتسمع عن الإسم ده...
شوق بتفكير:"غريب فعلا، بس يمكن يكون شايفك شاطر فعشان كده بيختبرك مثلا."
أمير مط شفايفه بمعني "معرفش" ..
شوق:"سيبك بقا من سيرة الشغل، طمني سيرين عاملة إيه؟"
أمير بتنهيدة وإبتسامة جميلة:"كويسه الحمدلله."
شوق بسخرية:"ياسيدي وإيه كمان؟"
أمير:"هو ماينفعش باباها ده يرجع بسرعة؟ عايز أنجز حاسس إني واقف في مكاني مش عارف آخري فين."
شوق:"معلش ياحبيبي، أصبر الأمور مش بتيجي كده."
أمير بتنهيدة:"ماشي ياشوق، المهم إنتي عملتي إيه في غيابي؟"
شوق:"عادي، قعدت في البيت وبس، كالعادة يعني."
أمير كان واضح عليه النعاس ...
شوق:"حبيبي إدخل نام، إنت تعبان ونكمل كلامنا بعدين."
أمير:"حاضر ياشوق."
حط كوباية الشاي إللي مكملهاش وباس راسها ..
أمير:"تصبحي على خير."
شوق:"وإنت من أهله ياحبيبي."
دخل أوضته وأول ماحط راسه على المخدة راح في النوم ....
شوق بتنهيدة:"ربنا يصلح حالك ياحبيبي."
......................................
عمر وسيرين رجعوا الفيلا .. وسيرين طلعت لأوضتها وغيرت هدومها وعمر كذلك ... بعد ماخلصوا نزلوا هما الإتنين وقعدوا مع بعض ... كانت ساندة براسها على كتفه وعمر كان بيلعبلها في شعرها وبيتفرجوا على التليفزيون ...
عمر:"نفسي أفهم إنتي حبتيه إزاى؟ أكيد عملك عمل."
سيرين إستغربت من كلام باباها ورفعت راسها وبصتله بإستغراب..
عمر:"أو ممكن يكون ساحرلك مثلا."
سيرين:"وإنت من إمتى يابابي بتقول الكلام ده؟ أعمال وسحر إيه ده؟ أعوذ بالله."
عمر:"أصل مش معقولة يعني أكيد فيه حاجة غلط، وبعدين أنا بجد مش عارف إنتي حبتيه إزاي برده."
سيرين:"الحب مش بإيدينا يابابي."
عمر بغيرة:"ماشي بس ماتحبيش حد برده، أنا موجود."
سيرين ضحكت ضحكة خفيفة ومسكت وشه بين إيديها...
سيرين بحب:"ياروحي، إنت أول راجل في حياتي، يستحيل أحب حد زيك أبدا، إنت الأساس يابابي، وبعدين أمير شخص طيب ومحترم، هو أه مش شبهك ويستحيل يكون في حد شبهك *عمر إبتسم* بس هو خطف قلبي."
عمر عقد حواجبه بضيق ..
سيرين:"ماتكشرش يابابي بقا، عشان خاطري إديله فرصة، إنت شوفت بنفسك قد إيه هو كويس في الإنترفيو بتاع إسلام وتعامله كويس."
عمر بتنهيدة:"يعني عاوزاني أعمل إيه؟"
سيرين:"معلش بس أفهم السؤال ده تقصد بيه إيه؟"
عمر:"عايزاني أعملك إيه ياسيرين فى الموضوع ده؟"
سيرين بفرحة:"يعني إنت موافق على أمير صح؟"
عمر بضيق:"لا طبعا، مين قال كده؟"
سيرين برخامة:"واضح عليك إنت مش متضايق زي الأول."
عمر:"برده مهما كان مش موافق."
سيرين:"طب هتعمل إيه في موضوعي إزاي؟"
عمر بقمصة:"مش مهم، أنا هختبره من نفسي وبرده هثبتلك إنه بيضحك عليكي."
سيرين:"ههههههههههههه، ماشي يابابي إللي يريحك وأنا واثقة إنك هتوافق عليه وهتحبه جدا."
عمر بضيق:"إبقي قابليني."
سيرين بضحكة خفيفة:"حاضر هقابلك، *إتنهدت* أنا محتاجة أنام، تصبح على خير ياحبيبي."
باسته من خده ..
عمر:"وإنتي من أهله، نامي كويس."
سيرين بإبتسامة:"حاضر يابابي."
قامت من مكانها وطلعت لأوضتها .. أما عمر كان قاعد في مكانه وبيفكر في أمير إللي بنته بتحبه، وبيقيمه وفي نفس الوقت بيقنع نفسه إنه مابيحبهاش على الرغم من إحترامه وطيبته الواضحة وشطارته .. إتضايق من التفكير الإيجابي إللي بيفكر بيه في أمير ورجع يقنع نفسه تاني إنه بيضحك على بنته ...
............................
في اليوم التالي:
أمير دخل الشركة وراح لمكتبه وأخد الفطار إللي كان موجود في شنطته وبدأ يتصل بسيرين ... سيرين كانت قاعدة في مكتبها وحاطه إيدها على خدها ومتضايقة بسبب نقلها من المكتب .. فاقت على صوت رنة موبايلها .. فرحت لما لقته أمير ..
سيرين بفرحة:"ألو."
أمير:"أيوه إنتي في المكتب بتاعك؟"
سيرين:"أيوه أنا هناك."
أمير:"طب شويه وجايلك، معلش قوليلي إنتي أنهي مكتب فيهم."
سيرين وصفتله المكتب بتاعها وهو راح للمكتب وخبط على الباب ودخل ..
أمير بإبتسامة وهو بيقرب منها:"مبروك المكتب الجديد."
سيرين:"الله يبارك فيك يا أمير."
أمير وهو بيبص للأكل إللي في إيده:"أنا ماحبتش أفطر من غيرك، فقولت نفطر الأول وبعدها نشتغل."
سيرين إبتسمتله وعلى الرغم من إنها فطرت مع عمر، صممت إنها لازم تاكل معاه .. قامت من مكانها وراحوا قعدوا مع بعض الكنبة إللي موجودة في مكتبها وبدأوا ياكلوا ... بعد مرور فترة بسيطة .. أمير كان بيشرحلها حاجة تخص شغلهم وهي كانت مركزة بس إتفاجئوا لما باب المكتب إتفتح على الآخر وعمر إللي كان داخل المكتب ...
.......................................................................


إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#23

افتراضي رد: رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة



الفصل العشرون

عمر دخل المكتب وإتصنم في مكانه لما لقى أمير موجود في مكتب بنته ومش بس كده دول قاعدين جنب بعض .. عقد حواجبه بغضب شديد .... أمير كان مستغرب غضب عمر الواضح ده غير رهبة سيرين الواضحة ...
عمر بغضب:"إنت بتعمل إيه هنا؟"
أمير بجدية:"أنا بشتغل يا فندم، التدريب بتاع الآنسة سيرين."
عمر بص لسيرين بغضب ودخل المكتب ورزع الباب وراه .. أمير كان مستغرب من طريقته بس تجاهل ده بس إتفاجئ لما عمر قعد بينه هو وسيرين
عمر:"يلا كمل شرح."
أمير بضيق:"أفندم؟"
عمر:"بقولك كمل شرح."
أمير كان متضايق جدا من إللي بيحصل وخاصة إن في واحد غريب قاعد بينهم هما الإتنين .. سيرين لاحظت ضيق أمير بعدت مسافة عن عمر عشان ماتسيبهوش متضايق، أمير لاحظ كده بس برده فضل متضايق ...
عمر:"ساكت ليه؟ يلا كمل."
أمير إتنهد بنفاذ صبر وكمل شرح لسيرين .. بمرور الوقت .. امير خلص شرح وعمر ابتسمله ابتسامة مصطنعة ..
عمر :" تقدر تتفضل على مكتبك ."
أمير لوهلة اتردد بس اتنهد وقام من مكانه وخرج من المكتب ..
عمر بغضب لسيرين بعد خروجه : " ازاي ييجي يدربك من غير ماتقوليلي ؟؟ هو مش انا متفق معاكي انه لما ييجي يدربك تبلغيني؟"
سيرين بهدوء :" يا بابي انا نسيت، وزى ماحضرتك شايف محصلش حاجه تستدعي اللي حضرتك بتعمله ده ."
عمر بغضب:" مافيش حاجه!! لا والله مافيش حاجه؟! تفسرى بإيه وجودكم في المكتب لوحدكم؟! كان ممكن ينتهز الفرصة ويضيعك."
سيرين قربت منه ومسكت وشه بين إيديها ..
سيرين برجاء:"خلاص يابابي أنا آسفة، غلطة ومش هتتكرر تاني، ماتزعلش بقا."
عمر إتنهد وغضبه إختفى بس فضل ساكت مابيتكلمش وبيبصلها بعتاب..
سيرين بحزن:"بابي، عشان خاطري رد عليا."
عمر بهدوء:" عايزاني أقول إيه لما ألاقي بنتي قاعدة لوحدها مع شاب غريب في مكتبها ولوحدهم؟ إنتي متخيلة أنا جه على بالي إيه؟ أنا خوفت ياسيرين، خوفت بس يلمس إيدك بالغلط، أنا خايف عليكي، وهفضل طول عمري خايف عليكي، أنا وإنتي مالناش غير بعض، أنا بموت من فكرة إن في حد هياخدك مني، فيما بالك بقا لما أبقى شايف الإنسان ده قدامي وبيتعامل معاكي بأريحية كإنك حاجة تخصه، إنتي شايفه كان متضايق إزاي لما قعدت بينكم؟!!"
سيرين ضحكت غصب عنها من غيرة أبوها ...
عمر:"بتضحكي ليه؟ أنا قولت حاجة تضحك؟!!"
سيرين:"لا يابابي ماقولتش حاجة تضحك، بس أنا عايزاك تعرف إني بحبك وماليش غيرك برده، وهفضل دايمًا أقولها إنت حبي الأول .. عمري ما هحب حد زيك."
عمر برفض:"الموضوع مش مبدأ حب، موضوع إن ده واحد مايعرفكيش، *مسك إيديها الإتنين بين إيديه وبص في عيونها* ماسهرش عشانك في وقت إنتي كنتي تعبانة فيه، مافكرش فيكي ليل ونهار حتى وهو نايم، مشافش أول لحظة مشيتي فيها على رجلك، مشافكيش في أول يوم ليكي في المدرسة وإنتي متوترة وخايفة عشان دي كانت حاجة جديدة عليكي، مشافكيش وإنتي مبسوطة في كل عيد ميلاد ليكي وإحنا بنحتفل فيه مع بعض، مشافش زعلك وإحنا مش مع بعض، سيرين أنا ماليش غيرك فعلا عشان ييجي واحد ياخدك مني على الجاهز، إنتي عارفة كويس إنك كل حاجة في حياتي من أول يوم إتولدتي فيه، عشت عشانك بعد ماكنت إنسان عايش على غضبه وإنتقامه من نفسه وبس، بعد ماكنت إنسان وحيد وتايه في أرض الله، جيتي إنتي وأخدتي قلبي إللي رجع وعاش من تاني في أول لحظة شوفتك فيها لما خرجتي للدنيا دي، جيتي إنتي ومليتي حياتي إللي ملهاش لازمة من غيرك يا سيرين، مايعرفكيش، مايعرفش إني أبوكي إللي عشقك بجنون من يوم ماتولدتي، مايعرفش إن أنا إللي ربيتك وتعبت عشانك، وعايز أقولك إنه عمره ماهيقدملك ربع إللي أنا عملتهولك، مش هيحَصَّل جزء بسيط منه حتى."
سيرين كانت بتبكي بسبب خوف باباها عليها، ده غير إنه واضح عليه الضعف وإنها سكنه وإطمئنانه، مالهوش غيرها، كان وحيد طول عمره وكان عايش في الشارع مالهوش بيت، بس هي بيته، هي كل شئ في حياته هي عيلته ... عمر مسح دموعها وهي حضنته بشدة وهو شدد من حضنه ليها ..
سيرين بدموع وهي في حضنه:"أنا بحبك يابابي، وهفضل طول عمري أحبك، إنت أعظم أب في الدنيا دي، وماحدش هيبقى زيك أبدًا صدقني يابابي، إنت مافيش منك إتنين، إنت ظهري إللي بتسند عليه إللي عمره ماهيكسرني أبدًا."
فضلت في حضنه وهو ضاممها بشدة وبيطبطب عليها ...
عمر وهو بيهمس في ودانها:"المهم إنك تكوني فاهمه خوفي عليكي، مش شايفاه مجرد خنقة وفرض سيطرة وخلاص."
سيرين:"فاهماك يابابي، ومستحيل أتخنق من حبك ليا وخوفك عليا."
عمر باس راسها بحب وضمها لحضنه تاني...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمير خرج من المكتب بغضب شديد ومشي مش شايف قدامه لحد ما خبط في حد ..
إسلام:"آسف."
أمير مردش عليه ودخل المكتب بتاعه، إسلام إستغربه وقرر يروح وراه ... أمير كان بيحاول يتحكم في أعصابه بسبب صاحب الشركة إللي مضايقه ده .. وإزاي يسمح لنفسه إنه يتدخل بينهم ويقعد بينهم كده .. فاق على صوت إسلام ...
إسلام:"أ/ أمير."
أمير بصله بإستفهام...
إسلام بإبتسامة:"إزيك أخبارك إيه؟"
أمير بهدوء:"أنا بخير الحمدلله، وإنت؟"
إسلام بإبتسامة:"الحمدلله كله تمام، خير مالك؟ حضرتك خبطت فيا وكلمتك بس ماسمعتنيش، أتمنى إنك تكون كويس."
أمير بتنهيدة:"أنا كويس، *كمل بإبتسامة* نورتنا في الشركة يا إسلام."
إسلام بإبتسامة:"ده نور حضرتك يا أ/ أمير و......."
أمير وهو بيقاطعه:"إسمي أمير من غير "حضرتك" ومن غير "أستاذ"، إحنا سننا قريب من بعض، طمني شوفت مكتبك؟"
إسلام بإبتسامة:"اه شوفته وعجبني الحمدلله."
سكت شويه وضحك ضحكة خفيفة ..
أمير بإستغراب من ضحكته:"ممكن أعرف إيه إللي يضحك؟"
إسلام بضحك:"إمبارح بعد مارجعت البيت أمي زغرطت لما عرفت إني إتقبلت في الشركة، ومش كده بس .. دي وزعت شريات على جيراننا، وأبويا وزع شربات على الحارة إللي بيشتغل فيها، يعني هو عنده محل هناك ... وإخواتي باركولي، تقولش نجحت في الثانوية العامة وجبت 100%؟"
أمير كان مبتسم للكلام إللي سمعه ده ..
أمير:"حقهم طبعا يفرحوا بيك، شكلك تعبت كتير على ماوصلت لهنا."
إسلام بتنهيدة:"جدا."
أمير بإبتسامة:"بالتوفيق يا إسلام، و أتمنى إنك تكون قد ثقتهم فيك."
إسلام بإبتسامة:" إن شاء الله، ممكن رقمك؟ يعني نبقى أصحاب وكده، حضرتك أول واحد عرفته هنا في الشركة دي وتقريبا *كمل بتوتر* الوحيد إللي انا أعرفه."
أمير بإبتسامة:"أكيد طبعا هنبقى أصحاب."
أمير اخد ورقة من على مكتبة وكتب فيها رقمه وقدمهاله...
إسلام بتنهيدة وهو بياخد منه الورقة:"أستأذن أنا بقا ، هبعتلك رسالة على الواتس آب هاه؟"
أمير بضحكة خفيفة:"ماشي، وأنا موجود وقت البريك لو حبيت نتقابل ونتكلم."
إسلام:"تمام."
إسلام خرج من المكتب وأمير إتنهد وتفكيره راح لسيرين عقد حواجبه بضيق لما إفتكر إللي صاحب الشركة عمله وإنه إزاي واحد غريب زي ده يتصرف بالشكل ده ... إتنهد بضيق ورفع سماعة التليفون وبدأ يتصل عليها ... سيرين كانت في حضن عمر إللي بيطبطب عليها بحب أبوي بس فاقت على صوت رنة تليفون المكتب ... خرجت من حضن عمر بسرعة وراحت للتليفون على إعتقادها إنه أمير هو الوحيد إللي هيتصل بيها ورفعت السماعة وفعلا كان أمير...
سيرين:"ألو."
أمير بصوت كله ضيق:"أيوه."
سيرين بإستغراب من نبرة صوته:"مالك يا أمير؟"
عمر بتأفف:"اللهم طولك يا روح، ناططلي في كل مكان."
سيرين بصتله وشاورتله إنه يسكت ...
أمير:"لا مافيش، هو بشمهندس عمر مشي من عندك؟"
سيرين سكتت وبصت لعمر، وأمير مستنيها ترد تريح قلبه من نار الغيرة إللي هو حاسس بيها ... إتنهد بإرتياح لما وصله صوتها الناعم الرقيق ..
سيرين بإبتسامة:"لا يا أمير، مشي خلاص."
عمر كور إيديه بغضب شديد .. سيرين بصتله برجاء إنه يهدى ..
أمير بإرتياح:"طب الحمدلله، كان عايز إيه منك؟ وخرج إمتى؟"
سيرين بحذر من ملامح عمر الغاضبة:"خرج بعد مانت خرجت علطول، كان بيطمن وبيشوفني مرتاحة في مكتبي ولا لا."
أمير بتنهيدة:"تمام، *سكت شويه وبعدها إتكلم* وحشتيني يا سيرين."
سيرين إتحرجت جدا ووشها إحمر وإتوترت أكتر لإن باباها واقف قدامها وعيونه كلها غضب ...
سيرين بتوتر:"أنا هقفل دلوقتي يا أمير، مشغولة كتير."
قفلت بسرعة وبصت لعمر الغاضب ...
عمر:"كان بيقولك إيه؟"
سيرين بتوتر:"كان بيسألني حضرتك كنت عايز مني إيه و..."
عمر بغضب وهو بيقاطعها:"وهو ماله؟ "
سيرين:"بابي إهدى هو فاكرك رجل غريب عني مش أكتر، مايعرفش حاجة."
عمر:"برده مايتدخلش في حياتك مهما يحصل، وقللي من كلامك معاه إنتوا مجرد زمايل."
سيرين وهي بتهاوده:"حاضر يابابي، ماتتضايقش."
عمر أخد نفس عميق وهدي إلي حد ما ..
عمر:"إعملي حسابك هنروح لعمك إسماعيل النهاردة بعد الشغل وهناخد إسلام في طريقنا."
سيرين بإرتباك:"بس........"
عمر بضيق وهو بيقاطعها:"بس إيه؟"
سيرين بتوتر:"ماحدش يعرف إن أنا بنتك فهمشي من هنا لوحدي."
عمر بغضب مكتوم:"ماشي يا سيرين إللي يريحك إعمليه، مش هجبرك على حاجة."
خرج من المكتب وهو متضايق ومخنوق من إللي بيحصل ده لحد إمتى هيفضل خافيها عن كل إللي هنا في الشركة، مش عايز يشترك في كذبها نهائيًا لكن للأسف مايقدرش يزعلها، دخل مكتبة وقعد على الكرسي بقلة حيلة ... عيونه جات على البرواز إللي جابه معاه وهو جاي وحطه على المكتب بتاعه، البرواز ده كان فيه صورة لطفله صغيرة في حدود الأربع سنوات واقفه على سرير وبتضحك وهي ماسكة فستان وبتشوفه عليها .. مسك البرواز بحب وملس على صورة سيرين إللى لقطهالها على غفلة منها وهي مبسوطة بفستان مامتها السهرة .. وإفتكر ذكرى اليوم ده ...
منذ ثمانية عشر سنة:
في الولايات المتحدة الأمريكية:
عمر نزل من عربيته قدام بيت كبير، وأخد شنطتين كبار فيهم فساتين ومشي بخطوات ثابته وهادئة ناحية البيت ده لحد ماوقف قدام الباب بتاعه .. رن على الجرس وبعد ثوان .. فتحتله بنت عيونها زرقاء وشعرها أشقر، ومتوسطة الطول وصاحبة جسد ممشوق .. كانت جميلة جدا لدرجة أن كل رجل هيشوفها هيقع في حبها ماعدا الإنسان إللي واقف قدامها .. كانت بتتأمله بإبتسامة وبنظرة عشق أما هو كان بيبادل النظرات دي بالبرود، وقرر يخرجها من شرودها إللي هي كانت فيه...
الحوار مترجم من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية:
عمر بإبتسامة مصطنعة:"مرحبًا كلارا، كيف حالكِ؟"
كلارا:"أنا بخير عمر، كيف حالك أنت؟"
عمر:"بألف خير، أين سيري؟"
كلارا إبتسمتله وبصت وراها ورجعت بصتله تاني ..
كلارا:"إنها تأكل بالداخل، هيا تفضل."
وسعتله الطريق وهو دخل بالشنط إللي في إيده، قربت إيديها من إيده عشان تساعده في شيل الشنط، عمر إتخشب في مكانه على أثر لمستها وبصلها بنظرة تحمل الكُره الشديد وفي نفس الوقت فيها تحذير .. بلعت ريقها بتوتر وبعدت عنه، راح نحية المطبخ وشاف سيرين قاعده على كرسيها الصغير وبتاكل بشراهة بإيديها الصغيرة ...
عمر:" تمهلي يا فتاة، الطعام لن يطير."
سيرين سابت إللي في إيديها وبصت لباباها بدهشة وفي نفس الوقت وشها متفرق عليه بعض من بواقي الأكل .. عمر ضحك على منظرها وهي نزلت بسرعة من الكرسي بتاعها وجريت عليه بفرحة ...
سيرين بصوت طفولي:"أبي."
عمر شالها من على الأرض وضمها لحضنه بشدة ...
عمر وهو يقبل كل جزء من وجهها:"يا قلب أبيكي، و يا عقله ويا كل شئ."
بعد وشه عن وشها، ومسح بواقي الطعام إللي على وشها بإيده ...
عمر بحب أبوي:"أنتي كل يوم تزدادين جمالًا عزيزتي."
سيرين بطفوليه:"حقًا أبي؟"
عمر:"نعم يا إبنة أبيكي."
سيري بفرحة طفوليه:"أمي، أبي يقول أني أزداد جمالا."
كلارا بإبتسامة:"بالطبع عزيزتي، فقد ورثتي جمالكي مني."
عمر تجاهل كلامها ووجه كلامه لسيرين ..
عمر:"هيا عزيزتي إنظري ماذا جلبت لكي."
خرج بيها من المطبخ وراح لمكان الشنط .. نزلها على الأرض وهي جريت بفرحة ناحية الشنط وفتحتهم كلهم ...
سيرين بفرحة طفولية:"أمي، إنظري ماذا جلب أبي لنا."
كلارا قربت منها وقعدت جنبها على الأرض وبصوا للفساتين والإتنين كانوا فرحانين جدا، وكلارا كان جواها أمل بيتجدد بعد ماكانت خلاص فقدت الأمل .. سيرين جريت على عمر وحضنته من رجله ..
سيرين بحب:"شكرًا أبي."
عمر بضحك وهو بيرفعها من على الأرض:"عفوًا حبيبتي، هيا بنا لنقوم بتجربة الفستان عليكي."
سيرين عيونها جات على الفستان إللي في إيد مامتها ..
سيرين:"أبي، أريد تجربة هذا أولا."
عمر عيونه جات على فستان كلارا وضحك وبص لسيرين ..
عمر:"يا فتاة هذا لوالدتك و........."
سيرين برجاء وهي تقاطعه:"أريد أن أجربة أبي، أرجوك."
عمر إتنهد وبص لكلارا إللي بتضحك في صمت ...
عمر:"حسنًا."
سيرين نزلت من حضنه وراحت بسرعة للفستان إللي في إيد مامتها وحاولت تشيله بس معرفتش بسبب تقله وآخر مازهقت قعدت على الأرض وإتأففت بضيق طفولي...
كلارا:"حبيبتي إهدأي، سيقوم بابا بحمله لكي، هيا بنا نسرع للغرفة وأجهزك لقياسه."
سيرين بفرحة:"حسنًا."
كلارا مسكت إيد سيرين ودخلوا أوضة كبيرة كان بيتوسطها سرير كبير، كلارا وقفتها على كرسي بحيث تكون قدام المراية ... عمر شال الفستان ودخل وراهم وإبتسم وهو بيتفرج على سيرين المتحمسه ...
سيرين بحماس طفولي:"هيا أبي، لماذا تقف هكذا؟"
عمر ضحك وقرب منها وفرد الفستان وخلاها تمسكه بإيديها الإتنين وحطه عليها ... بصت لنفسها في المراية وضحكت بفرحة طفولية .... عمر عيونه جات على كاميرا موجودة في ركن في الأوضة راح مسكها وبدأ يصور سيرين وهي فرحانة وبعد ما خلص تصوير عيونه جات في عيون كلارا إللي بتبصله بعيون بتلمع بالحب .. عمر عقد حواجبه وتجاهلها وبص لسيرين للي فرحانه بالفستان ..
كلارا:"عمر، أريد أن أتحدث معك قليلًا."
عمر إتنهد بضيق وخرج من الأوضة وكلارا خرجت وراه ...
وقف بعيد عن الأوضة وهي وقفت قدامه ..
كلارا بإبتسامة:"شكرا على الفستان عمر."
عمر ببرود:"عفوًا."
كلارا إتنهدت بحزن من بروده بس لازم تلاقي حل، لازم تكبر الأمل إللي جواها ...
كلارا بحب:"إشتقت إليك عمر."
عمر بصرامة:"كلارا، أنتي توهمين نفسكِ بأن هناك أملٌ بيننا، لكن سأقولها لكي للمرة المليون، أنتي والدة إبنتي فقط."
دموعها بدأت تنزل ...
كلارا:"لكن عمر، أنت تعلم جيدًا أنني أحبك كثيرا، بل أنا أعشقك عشقًا لا مثيل له، لماذا تقسو علي هكذا؟!!"
عمر مسكها من دراعها بغضب شديد:"لا تمثلي دور البراءة علي، فخطأك كان ثمنه كبيرًا ولا يغتفر أبدًا، *عيونه إتحولت للحزن الشديد* جعلتني خائن في نظر نفسي، جعلتني أكره كل شئ في حياتي، ولكنني سامحتكِ عندما أتت هي، ودفنت الماضي خلفي، أنتي فقط أم إبنتي لا أكثر ولا أقل."
كلارا بدموع:"ماذا عن الفستان الذي جلبته لي؟"
عمر:"كم أنتي غبية كلارا، من يرى مقالبكِ ومصائدك في الماضي، لا يظن أنكي لن تفهمي كل ما أفعله حاليًا، ولكني سأوضح لكي، جلبت هذا الفستان لكي لأنني جئت لسيرين بواحد وأنا أحب أن أرى إبنتي سعيدة ولذلك جلبت لكي واحدًا معها، أنتي تعلمين جيدًا أنني لا أحب أن تشعر إبنتي بأن أبيها وأمها لا يوجد علاقة بينهما أصلا."
كلارا:"لا يوجد علاقة بيننا؟!! لكن ماذا عن صداقتنا عمر؟ ماذا عنا نحن؟"
عمر بغضب:"لا يوجد "نحن"، يوجد "هي" فقط .. لقد خسرتي صداقتك لي منذ سنوات طويلة."
كان لسه هيمشي ويروح لسيرين ...
كلارا بدموع وهي بتوقفه:"كل هذا لأجلها هي؟!! تكرهني لأنك مازلت تحبها؟! تحب التي قامت ببيعك وتزوجت غيرك بعد خبر وفاتك بخمسة أيام، تحب التي قامت بقتلك حيًا وجعلتك جسدًا بدون روح بعد أن وفيت بوعدك لها؟!، مازلت تحبها حتى بعد أن بحثت عنها كثيرًا ولم تجدها وذلك لأنها ببساطة تحب زوجها!!، إنتظرت هروبها ولكنها لم تهرب، لماذا ما زلت تحب تلك الخائنة و............."
عمر بفحيح وهو بيمسكها من شعرها بقوة وبيقاطعها:"إياكي أن تقولي عنها كلمة سيئة، سوف أريكي أيامًا لن تري فيها الشمس إذا ذكرتيها بسوءٍ مرة أخرى."
كلارا بوجع وهي بتكمل:"أنا زوجتك الشرعية، يحق لي أن أقول ما أريد، ويحق لي أن يكون زوجي في أحضاني ولا يفكر بواحدة غيري، يحق لي ذلك."
عمر بهمس غاضب:"أنتي زوجتي على الورق فقط و أنا لم أنهيه إلى الآن وذلك لأجل إبنتي فقط، إستيقظي من أوهامك كلارا فقد وقعتي في شر أعمالك منذ سنوات، ويجب عليكي أن تتحملي ماجنيته على نفسك وعليّ وعلى إبنتنا."
زقها بعيد عنه وراح لسيرين إللي واقفه بتتأمل نفسها بالفستان قدام المراية بفرحة كبيرة ... عمر إبتسم لفرحة بنته إللي بتجدد طاقته في الحياة ...
.................................
فاق من ذكرياته وإتنهد بحزن وحط البرواز في مكانه وعيونه جات على البرواز الفارغ إللي جنبه.. عمر سرح وتخيل صورة شوق قدامه في البرواز ده وبالفعل شاف صورتها وهي بتضحكله .. إبتسم من قلبه وهو بيتخيلها قدامه ضحكتها الصافية، برائتها إللي مشافهاش في حد قبل كده، نظرتها ليه .. غمض عيونه بألم يعتصر قلبه .. خانته، دمرته، ضيعت كل حاجة حلوة بينهم، كسرت عمر إللي كان مستعد يعمل المستحيل عشانها، إللي كان هيخليها تاج فوق راسه ... عمر إتضايق لفكرة إنه لسه بيحنلها، فتح عيونه بغضب شديد ورمى البرواز الفارغ بغضب شديد في الحائط وإتكسر ...
........................................
شوق كانت واقفة عند الشباك وسرحانه مع نفسها، إتنهدت تنهيدة بسيطة وبصت للسماء لقتها مليانة بطائرات ورقية، وخاصة إن في طيارة حد بيطيرها عندهم في سطح البيت ... قلبها دق بشدة وحست إن عمر هو إللي بيطيرها، جريت بسرعة وخرجت من الشقة بدون وعي وسابت الباب مفتوح وطلعت للسطح بنفس متقطع ... بصت لقت طفل صغير من سكان البيت هو إللي بيطيرها ... دموعها نزلت على حلم عمرها إللي كانت بتتمناه، "إنها تشوفه حتى لو كان خيال" ..
منذ ثمانية وعشرون عامًا:
خرجت من المدرسة ودخلت في حضنه ..
عمر بهمس:"وحشتيني."
شوق ببراءة وهي بتبص في عيونه:"وإنت كمان وحشتني أوي ياعمر."
عمر:"هنعمل إيه النهاردة؟ حابه نروح على مكاننا ولا نتمشى شوية؟"
شوق:"نتمشى شويه."
عمر وهو بيمسك إيدها:"يلا بينا."
شوق بفرحة:"يلا بينا."
عمر إبتسم لفرحتها وهي سرحت في إبتسامته إللي خطفت قلبها بس حست بالخجل الشديد لما غمزلها ... ضحك ضحكة خفيفة على خجلها ومشي وهي ماشيه جنبه وبتبص في الأرض بخجل .. بعد مرور فترة بسيطة ... كانوا بيتمشوا على كورنيش النيل وشوق بتتفرج على المراكب إللي في النيل، لكن عمر كان بيبصلها وسرحان فيها ... وفجأة فاق لما سمع شهقة منها ...
عمر:"في إيه ياشوق؟"
لقاها بتبص للسماء بإنبهار، عيونه جات على السماء، ضحك ضحكة خفيفة لما لقاها منبهرة بالطائرات الورقية ...
عمر:"ماتحسسنيش إنك أول مرة تشوفي طيارة ورق."
شوق بفرحة:"لا بشوفها كتير، بس بحبها أوي."
فضلت تتفرج بحماس طفولي على الطائرات الورقية ... عمر بص للسماء وبدأ يفكر مع نفسه شويه وبعدها ..
عمر:"يلا يا شوق."
شوق بإستفسار:"هنروح فين؟"
عمر:"تعالي بس."
مسكها من إيدها وأخدها وراحوا لمكانهم ... طلعوا للسطح وشوق مش فاهمة هو أخدها ليه كان نفسها تتفرج على الطيارات دي ... إتنهدت بحزن وبصت لعمر إللي بيدور على حاجة في السطح، وبالفعل جمع شوية حاجات، شوق قربت منه بملامح إستفسار ...
شوق:"بتعمل إيه ياعمر؟"
عمر بإبتسامة وهو بيبصلها:"هعملك طيارة، يلا ورايا."
راح قعد على الكنبة وشوق قعدت جنبه ومش فاهمة هو هيعملها إزاي بس متحمسه ... عمر جمّع قطع الخشب الصغيرة على شكل معين، وفكر يربطهم إزاي ببعض، فضل يدور بعيونه على أي قماشة وبالفعل لقى قماشة وربط الخشب بيها ولحسن حظه إنه لقى بكر شريط تقيل، موجود ضمن بعض البواقي إللي ناتجة من الإستعمال شخصي لسكان البيت، وده لإن البواقي كانت متكومة على بعضها في السطح ... إتنهد بإرتياح لما خلص وشوق كانت بتبصله بذهول ....
عمر بإبتسامة وهو رافع الطائرة بإيده:"إيه رأيك؟"
شوق بفرحة:"حلوة أوي ياعمر."
عمر بإبتسامة وهو بيقوم من مكانه:"يلا بينا عشان نطيرها مع بعض."
شوق بحماس وهي بتقوم من مكانها:"يلا."
ضحك لحماسها إللي وضح برائتها أكتر، ده غير فرحتها إللي خطفت قلبه، فاق لنفسه وإبتسملها بحب وراح نحية سور السطح وهي إرتبكت ووقفت في مكانها .. عمر إستغرب إنها مقربتش نحية سور السطح ..
عمر:"مالك يا شوق؟ في إيه؟"
شوق بتوتر:"خايفة أقع."
عمر بإبتسامة حب وتفهم:"ماتخافيش، طول مانا معاكي مش هتقعي هفضل ماسك فيكي، يلا قربي عشان أعلمك تطيريها إزاي."
هزت راسها وقربت بتوتر ... مسك إيدها وخلاها تقف قدامه وهو حاوطها بدراعه لدرجة الإحتضان وفي إيده الطيارة بحيث إنها تكون قدامها ... خلاها تمسك بكرة الشريط ...
عمر:"لفي البكرة بحيث الطيارة تبعد عنها."
هزت راسها ووبدأت تلف البكرة بس في إتجاه خاطئ ..
عمر:"ههههههههه، لا مش كده، إنتي كده بتقربيها أكتر."
شوق بتوتر:"أعمل إيه؟"
عمر:"لفيها لعكس الإتجاه ياشوق."
شوق هزت راسها وبالفعل عملت كده وفي نفس الوقت متوترة جدا بسبب قرب عمر منها بالشكل ده .. وفي نفس الوقت حاسة بالأمان والسكينة ... عمر لما لقى إن في بُعد بين الطيارة وبكرة الشريط رماها بره السور، شوق شهقت في ثانية .. بس إبتسمت بفرحة لما لقت الطيارة بترفرف في الهواء، مسك البكرة معاها ...
عمر:"برافو، يلا نلف البكرة أكتر."
شوق بحماس:"حاضر."
وبالفعل عملوا كده لحد ما الطيارة وصلت للسماء وشوق كانت مبسوطه جدًا .. عمر كان بيبص لملامحها بعشق واضح في عيونه، فرحتها إللي بسببها قلبه بينبض بشدة، ضحكتها إللي بتجننه وبتحسسه إنه أغنى واحد في الدنيا دي وده لإنه مكتفي بكده ..
شوق بفرحة وهي بتبص للسماء:"عمر، أنا مبسوطة أوي."
إستغربت سكوته، ورفعت راسها ناحية كتفها، عيونها جات في عيون عمر إللي بيبصلها بنظرة جميلة، قلبها دق بشدة بسبب النظرة دي، نظرة فيها كلام كتير منه.. مكنش في غير مسافة صغيرة بين وشوشهم هما الإتنين ... عمر تأمل ملامحها بعشق كبير، وبعدها عيونه جات على شفايفها، بلع ريقه بتوتر بس إتنهد وباس راسها في بوسه عميقة بيعبر فيها عن عشقه ليها ...
عمر بحب:"وأنا مبسوط عشان إنتي مبسوطة."
.............................................................
كانت بتبكي بكاء شديد بسبب إنه خلاص مابقاش معاها، خلاص حبيب عمرها مات ومابقاش ليه وجود .. مسحت دموعها بسرعة ونزلت من السطح وراحت لشقتها وقفلت الباب وراها .. سندت على الباب ونزلت قعدت على الأرض وبدأت تبكي بشدة بشهقات عالية على موت عمر كإنه لسه إمبارح ....
بمرور الوقت ...
عمر إتنهد ورمى الأورق إللي كانت في إيده على المكتب وبص للوقت لقى إن وقت الشغل خلص ... قام من مكانه وخرج من المكتب وراح لمكتب سيرين ....
قبل لحظات:
كانت قاعدة على مكتبها وبتتكلم في الموبايل وواضح عليها ملامح الحب ..
سيرين:"وأنا كمان نفسي نشوف بعض ونقعد مع بعض كتير."
أمير بتنهيدة وهو بيقعد على حرف مكتبه:"مش ناوية تيجي لشوق في يوم؟"
سيرين بإبتسامة:"ناوية إن شاء الله بس معرفش إمتى."
أمير بإبتسامة كإنه شايفها قدامه:"طب إيه رأيك لحد ما تيجي لشوق *إتكلم بإحراج*.. نروح مع بعض النهاردة وأوصلك، على الأقل أبقى عارف بيتك فين."
سيرين بخجل وإرتباك:"ح...حاضر."
أمير وهو بيتحرك ناحية شنطته:"طب يلا نمشي."
سكتت شويه وبعدها إفتكرت ...
سيرين:"أمير."
أمير:"نعم؟"
سيرين بندم خافي:"أنا آسفة مش هقدر أروح معاك النهاردة."
أمير:"ليه في إيه؟"
سيرين:"نسيت إني ورايا ميعاد مهم جدا النهاردة."
أمير بإستفسار:"رايحة فين؟"
سيرين:"رايحة لقرايبي."
أمير بتنهيدة:"ماشي يا سيرين، خدي بالك من نفسك."
سيرين:"هعوضهالك مرة تانية يا أمير."
أمير:"إن شاء الله، مش هتعوزي حاجة؟"
سيرين:"سلامتك."
قفل المكالمة وعقد حواجبه بضيق وده لإنه كان نفسه يقعد معاها وقت زي زمان ... أخد حاجته وخرج من المكتب .. عمر دخل لسيرين المكتب ...
عمر بإبتسامة:"خلصتي ياحبيبتي؟"
سيرين بملامح حزينة:"اه يابابي خلصت."
عمر وهو ملاحظ ملامحها:"مالك ياسيري؟"
سيرين أخدت نفس عميق وبصتله ..
سيرين:"أنا كويسه ياحبيبي، يلا نمشي."
عمر بإبتسامة:"يلا."
قامت من مكانها وأخدت شنطتها وخرجت من المكتب مع عمر .. أمير كان خارج من الشركة وبيفكر في كلام سيرين ومتضايق بسبب إنه مابقاش بيشوفها أصلًا .. ماشي سرحان ومش واخد باله من إسلام إللي واقف قدامه ومديله ظهره وبيتكلم في الموبايل لحد ما خبط فيه ...
أمير وهو بيفوق لنفسه:"آسف."
إسلام نزل الموبايل من على ودنه بضيق وبص لأمير وملامحه هديت شويه ..
إسلام بإبتسامة خفيفة:"ولا يهمك."
أمير:"إنت واقف هنا ليه؟"
إسلام:"كنت بتكلم في الموبايل شويه وبعدها هروح."
أمير بإبتسامة:"طب مش هتعوز حاجة؟"
إسلام:"سلامتك."
أمير كان ملاحظ غضبه المكتوم ومش فاهم السبب، بس قرر يمشي ...
أمير بإبتسامة:"يلا سلام."
أمير إتحرك وبعد خطوتين عنه سمعه وهو بيزعق على الموبايل...
إسلام:"بقولك إيه؟ أنا كمان مضغوط في حياتي، ماتجيش تطلعي كل ده عليا، جالك عريس إرفضيه زي أي واحد قبله، فيها مشكلة دي؟"
؟؟:"بقولك مصممين عليه."
إسلام:"إتصرفي يا شيماء، مش كل مرة تضايقيني بالكلام ده."
شيماء:"بس............"
إسلام وهو بيقاطعها:"من غير بس، أنا هقفل."
قفل المكالمة من غير مايستني رد منها ونفخ بضيق وخنقة .. كل مدى بيحس إنه مضغوط نفسيًا .. مش لاقي أي حل ... مخنوق ومتكتف ومش طايق نفسه ... لحد إمتى هيفضل عايش في دوامة إن في عريس متقدملها وأهلها مصممين عليه ... لحد إمتى هيفضل مستحمل فكرة إن في واحد غيره حاطط عيونه على حبيبته ... أمير كان واقف بعيد عن إسلام كذا خطوة ومديله ضهره وبيفكر في كلامه إللي قاله للي كان بيكلمها .. إتنهد تنهيدة بسيطة ولف وبصله وقرب نحيته ... إسلام كان متضايق وبيبص في الأرض بس رفع راسه لما لقى أمير وقف قدامه ... إسلام بصله بإستفسار ..
أمير بإبتسامة:"أنا آسف على التدخل، أنا سمعتك صدفة وإنت بتتكلم مع الآنسة، تسمحلي أتكلم؟"
إسلام فضل يبصله كتير وساكت .. بس إتنهد وهز راسه ..
أمير بهدوء:"مكنش يصح الأسلوب إللي إنت إتكلمت بيه من شويه ده...."
إسلام:"أ................."
أمير بحزم وهو بيقاطعه:"أنا لسه ماكملتش كلامي، سيبني أكمل للآخر"
في الوقت ده سيرين كانت خارج مع عمر من الشركة وأول أما لاحظت أمير إللي واقف مع إسلام على جنب، رجعت كذا خطوة لورا بعيد عن عمر بفزع خوفًا من أمير يشوفها معاه .. عمر بعد ما خرج من الشركه لقى سيرين رجعت لورا بسرعة بصلها بإستغراب لقى نظرات الإرتباك والقلق وهي بتوجه نظراتها لمكان معين، عيونه جات على المكان إللي هي بتبص نحيته، وإتنهد بغضب لما لقاها بتبص لأمير إللي واقف مع إسلام وبيتكلم معاه ...
عمر بهمس غاضب:"بيطلعلي في كل مكان كده!، حتى إسلام كمان!."
بص لسيرين بنظرة ضيق وبعدها راح لعربيته وفضل في مكانه بيبص لأمير بضيق وغيرة ...
أمير:"يعني هي بتقولك مصممين عليه، وإنت بتقولها إتصرفي، وتقفل السكة في وشها ... أنا هعقب على موقفها هي الأول... أكيد هي كانت بتحجج بأي حجة لما كان بيجيلها عرسان وبيترفضوا عادي، وأكيد هي مش هتلجألك غير لما تكون كل الحلول خلاص خلصت عندها ومحتاجة مساعدتك أو محتاجة تسمع منك كلمة حلوة تطمنها بيها وتخليها تتمسك بيك وبقرارها أكتر، تعرف إن بأسلوبك ده للحظة هي ممكن تشُك وتقول لنفسها "هو أنا بعمل كل ده عشان واحد يزعقلي وييجي في الآخر يقفل السكة في وشي؟" ... تعرف إنها بالحركة بتاعتك دي يمكن تشوف إنها غلط وأهلها صح وتوافق على العريس إللي جايلها؟ البنت ب............."
وقف عن كلامه لما شاف سيرين خارجه من الشركة ... عيونها جات في عيونه إللي بتبصلها بحب إتوترت وخافت للحظة إنه يكون شافها مع عمر .. بس إرتاحت لما شافت إبتسامته، إبتسمت إبتسامة رقيقة خطفت قلبه وكملت مشي وراحت لعربيتها إللي كانت ورا عربية عمر الغاضب بسبب نظراتهم لبعض وإتحركت ... فاق لنفسه وبعدها بص لإسلام إللي بيفكر في كلامه ...
أمير بتنهيدة وهو بيكمل:"البنت بتختار الإنسان إللي بيريحها وبيطمنها وبيحتويها بكلامه، البنت بتختار الإنسان إللي بيعتبرها بنته الصغيرة قبل ماتبقى إنسانة لازم تشيل هموم الدنيا كلها معاه .. *شوق جات على باله وإبتسم بحزن* البنت بتختار الإنسان إللي يعمل المستحيل عشانها، إللي يحفر في طوب الأرض عشانها، إللي بيهديها وبيطمنها بكلمة حلوة، إللي بيعتبرها من أولى أولوياته ... إللي بيعتبرها حياته كلها بمعنى أصح .. لكن إنت عملت إيه؟ زعقت فيها وقفلت السكة في وشها."
إسلام:"أنا مضغوط وهي لازم تراعي ده."
أمير:"ماهي مراعية ده، وده لإنها صابرة عليك لحد الآن، معلش ممكن أعرف إنتوا بقالكوا قد إيه مع بعض؟"
إسلام بتنهيدة:"3 سنين."
أمير:"أهي دي بقا إللي زيها مستعدة تستحمل 28 سنة كمان قدام كلمة حلوة إتقالتلها في ساعة ضيقة .. هتستحمل وهتعافر عشانك لآخر نفس وهتفضل أحسن حد بالنسبالها مهما قابلت ومهما شافت، لكن لو إنت هتفضل تتعامل معاها بالأسلوب الوحش ده يبقى الأفضل تسيبها للي يقدرها."
إسلام إرتبك وحس بغلطته وواضح عليه الضيق بسبب كلام أمير..
أمير:"أنا آسف على التدخل، بس ده إللي حبيت أقوله لإني ماقبلش كده على أي بنت إستحملت كتير وفي الآخر تاخد إهانة بالشكل ده."
إسلام مردش عليه وماتكلمش كان بيبص في الأرض كإنه طفل بيتعاقب من أبوه ومتضايق ... عمر كان قاعد في العربية مستني إسلام يخلص كلامه مع أمير وكان بيهز في رجله من الغضب ..
أمير:"ساكت ليه؟"
إسلام بتنهيدة:"عشان عندك حق، شكرا يا أمير إنك عرفتني غلطي."
أمير بإبتسامة:"من غير ماتشكرني، أنا حبيت أنصحك لوجه الله، عشان ماتندمش على حاجة بعد كده، ولو إحتجت أي حاجة إنت معاك رقمي، إبقى كلمني إحنا هنبقى أصحاب زي مانت قولت."
إسلام بإبتسامة:"أكيد يا أمير هكلمك."
أمير وهو بيمد إيده عشان يسلم عليه:"لازم أمشي عشان إتأخرت على والدتي، مع السلامة."
إسلام بإبتسامة وهو بيسلم عليه:"مع السلامة."
أمير مشي ودخل الشارع إللي بيخرجه على الشارع الرئيسي ... أما إسلام كان واقف بيفكر في كلام أمير وبيشوف هيصلح إللي عمله ده إزاي ... فاق على صوت موبايله إللي بيرن ..
إسلام وهو بيرد أيوه:"أيوه ياعمي."
عمر بضيق:"بقالي ساعة واقف مستني سيادتك، كل ده رغي؟"
إسلام وهو بيبص حواليه:"حضرتك فين ياعمي؟"
عمر ضرب كلاكس عشان إسلام ينتبهله، وبالفعل إسلام راحله وقعد في العربية ..
إسلام:"إتحرك بسرعة ياعمي قبل ماحد يشوفني معاك."
عمر بصله بغضب وماتكلمش وإتحرك ...
إسلام:"أومال فين سيرين؟"
عمر:"سبقتنا."
عربية عمر مشيت جنب أمير إللي ماشي في طريقه بيفكر في سيرين وفي حياته إللي ناوي عليها معاها وبيحسب دنيته إيه ... عمر لمح أمير وهو ماشي لوحده وسرحان ومش فاهم ليه أحيانًا بيرتاحله وشايفه محترم وأخلاقه عالية .. نفض التفكير ده من دماغه وعقد حواجبه بضيق، خرج للطريق الرئيسي وزود السرعة ... أمير وقف عند الطريق الرئيسي ومستني أي أوتوبيس أو أي ميكروباص يعدي عشان يروح لمامته ... عمر وهو بيسوق عيونه جات على إسلام إللي سرحان والحزن واضح في ملامحه ...
عمر:"مالك فيك إيه؟"
إسلام بتنهيدة:""مخنوق يا عمي."
عمر:"من إيه؟ إحكيلي."
إسلام حكاله عن مكالمته مع شيماء وعن كلام أمير، ولما وصل لجزئية " البنت بتختار الإنسان إللي يعمل المستحيل عشانها، إللي يحفر في طوب الأرض عشانها، إللي بيهديها وبيطمنها بكلمة حلوة، إللي بيعتبرها من أولى أولوياته ... إللي بيعتبرها حياته كلها بمعنى أصح" ... عمر ظهر الحزن الشديد في ملامحه....
إسلام:"وبس ياعمي، أنا دلوقتي مش عارف أعمل إيه."
عمر بشرود:"ومين قال إن لما واحدة بتلاقي إنسان بالمواصفات دي بتبقى مستعدة إنها تستنى كتير؟ كتير أوي مابيقدروش، كتير أوي لما بيلاقوا فرصة أحسن بيبيعوا يا إسلام من أول مرة."
عقد حواجبه بغضب شديد وسكت ماتكلمش وركز في السواقة والغضب واضح في ملامحه ... إسلام قلبه إتقبض بسبب كلام عمر وخاف إنها ممكن تبيعه ، فتح موبايله ولسه هيتصل عليها لقاها بتتصل .. بلع ريقه بتوتر وفتح المكالمة وساكت مابيتكلمش بس سامع صوت شهقاتها المكتومة ..
إسلام بهدوء:"ألو."
شيماء بدموع:"رفضته بعد محاولات كتير وخناقات بيني أنا وبابا وماما وإخواتي، رفضته عشانك."
إسلام إتطمن وقلبه إرتاح ...
إسلام:"طب وبتعيطي ليه؟"
عمر إنتبهله ..
شيماء:"عشان للحظة شكيت إني إخترت غلط، *إسلام غمض عيونه بندم*، بس إفتكرتلك كل حاجة حلوة ورفضته عشانك."
إسلام:"أنا آسف، حقك عليا، سامحيني، أنا غلطان مكنش ينفع أتكلم معاكي بالشكل ده."
شيماء وهي بتهدي نفسها:"كل حاجة حلوة إنت عملتهالي سامحتك عشانها، ناوي تتقدملي إمتى ولا هفضل طول حياتي أرفض في العرسان وأدخل في خناقات مع بابا وماما؟"
إسلام بتنهيدة:"إصبري عليا شويه، أنا عايز الأحسن لينا إحنا الإتنين."
شيماء:"ماشي."
إسلام كان لسه هيتكلم ...
شيماء:"أنا هقفل دلوقتي ماما بتناديلي."
إسلام:"ماشي."
شيماء:"لا إله إلا الله."
إسلام:"محمد رسول الله."
قفلوا مع بعض وإسلام إتنهد بإرتياح وده لإنه خاف يخسرها ..
عمر بإنشغال:"إيه إللي حصل؟"
إسلام:"رفضت العريس، *إتكلم بخنقة* وكانت بتعيط."
عمر بإستفسار:"ليه بتعيط؟"
إسلام:"عشان خافت تكون إختارت غلط، بس إفتكرتلي كل حاجة حلوة عملتهالها وصممت على قرارها."
عمر بإبتسامة إستهزاء من نفسه:"فعلا، مش كلهم هيقدّروا."
إسلام:"بس أمير كان عنده حق برده."
عمر بغضب:"يا دي أمير ده، هو مافيش غيره؟"
إسلام بخوف من ملامحه:"في إيه ياعمي؟"
عمر:"إخرص خالص."
إسلام:"حاضر."
عمر كمل سواقه وشارد بحزن غير واضح في شوق إللي باعته ومستنتهوش .. عفاف كانت واخده سيرين في حضنها ...
عفاف:"كنتي وحشاني جدا فوق ماتتخيلي يابنت أبوكي."
سيرين بإبتسامة وهي بتبصلها:"وإنتي كمان ياطنط كنتي وحشاني اوي."
إسماعيل:"أبوكي إتأخر ليه يا حبيبتي؟"
سيرين بتنهيدة:"زمانه جاي في الطريق هو وإسلام."
إسماعيل:"يوصلوا بالسلامة إن شاء الله."
عفاف:"حيث كده بقى أقوم أسخن الأكل."
سيرين:"لا يا طنط خليكي أنا وبابي أكلنا في الشركة."
عفاف بإصرار:"أبدًا، لازم تاكلوا هنا تاني، ولا هو أنا أكلي وحش يا ست سيرين؟"
سيرين بتبرير:"أبدا يا طنط مش وحش خالص، بس........"
عفاف بحزم:"من غير بس، يلا إقعدي مع عمك وأنا هروح أجهز الأكل، *بدأت تنادي بصوت عالي* وليد."
خرج وليد من أوضته ووقف قدام مامته وبيبصلها بإستفسار ...
عفاف:"روح هات بيبسي وحلويات عشان عمك جاي."
وليد:"حاضر ياماما."
عفاف دخلت المطبخ بحماس ظاهر وكل إللي مسموع صوت رنين غوايشها الدهب، وإسماعيل وسيرين بيضحكوا عليها ....
سيرين في وسط ضحكاتها:"إللي يشوف طنط، يقول إن هي وبابي قصة كفاح كبيرة."
إسماعيل:"هههههههههههههههههه، عفاف وعمر؟!! قصة كفاح؟!! ههههههههههههه، يااااااه كانت أيام والله، ده الناس زمان كانوا بيتلموا على صوت خناقتهم في الحارة هما الإتنين."
سيرين بدهشة:"ده بجد!!"
إسماعيل:"وجد الجد كمان، هو أبوكي مقالكيش ولا إيه؟"
سيرين:"هو قال إن طنط عفاف كانت زمان في الحتة الليمين، بس أنا عمري ما فهمت الكلمة دي."
إسماعيل بضحك:"الليمين؟ يقصد المرارة، هههههههههههه، الله يحفظك يا عمر، عمرك ماهتتغير."
سيرين ضحكت هي كمان ...
إسماعيل وهو بيهدى:"أيوه يابنتي، هي فعلا كانت في الحته الليمين عنده، بس المواقف بتبين معادن الناس، وعفاف موقفها من عمر إتغير تمامًا وبقى أخوها، أبوكي ده يا سيرين وقف جنبي انا وعفاف وإحنا تحت خط الصفر."
سيرين بإستفسار:"إزاي؟"
إسماعيل بتنهيدة:"في بداية حياتي أنا وعفاف كنا عايشين في أوضة صغيرة جدا، واليومية إللي كنت بقبضها كانت مكفيانا بالعافية الحمدلله، قبل ما أبوكي يسافر أمريكا *أخد نفس عميق* إدالي انا وعفاف مبلغ ودهب."
سيرين بإستفسار:"دهب؟"
إسماعيل:"أيوه دهب، وبعدها سافر ومرجعش، بس زي مانتي عارفه كنت بجيلكم زيارات علطول."
سيرين:"أكيد عارفه."
سيرين كانت حاسه إن في كلام كتير ناقص ...
سيرين:"أونكل معلش."
إسماعيل:"نعم ياحبيبتي؟"
سيرين بإستفسار:"هو بابي جاب الدهب والفلوس منين قبل مايسافر أمريكا؟ كل إللي أعرفه إن بداية حياته كانت في أمريكا."
إسماعيل إرتبك شويه بس إتكلم ...
إسماعيل:"عمر كان في ألمانيا، قعد فيها سنه بالظبط ورجع علطول."
سيرين بإستفسار:"إيه إللي رجعه؟ طب ليه قعد كتير في أمريكا مادام هو رجع مصر علطول بعد ألمانيا؟ أنا مش فاهمه حاجة."
إسماعيل غمض عيونه بحزن على إللي عمر عاشه ..
إسماعيل:"كان بيوفي بوعده، راح ألمانيا عشان يوفي بوعده، ورجع بعد ما عمل كده."
سيرين بإستفسار:"يعني إيه يوفي بوعده؟ هو كان مواعد حد بحاجة؟؟ بفلوس يعني؟"
إسماعيل:"لا، بس أبوكي كان بيحب بنت من زمان وكان بيعمل كل ده عشانها بس محصلش نصيب."
سيرين:"يعني إيه محصلش نصيب؟ وإزاي؟"
إسماعيل بحزن وندم:"جه متأخر يومين، رجع لقاها إتجوزت."
سيرين برقت من إللي سمعته ده غير ملامح إسماعيل إللي بتثبتلها وجهة نظرها صح، باباها فعلا عمره ماحب مامتها وده لإنها كانت شايفه كل ده من معاملته ليها لما كانت صغيرة، بس لما هي تعبت وقف جنبها عشان خاطرها لحد ماماتت .... إفتكرت الحزن وخيبة الأمل إللي كان عمر بيبقى فيهم لما كانوا بيتفرجوا على أي مسلسل أو فيلم رومانسي مع بعض، إفتكرت إبتسامته وهو نايم وكلامه وهو نايم إللي مش مفهوم منه حاجة، نوبات الغضب الغير مبرره لما واحدة تحاول تسلم عليه أو تلمسه، رفضه الغير مبرر لوجوده مع ست تانية، لو كانت متأكدة إنه بيحب مامتها كانت هتقول إنه بيخلصلها، لكن باباها كان بيخلص لواحدة تانية ...
إسماعيل وهو ملاحظ دموع سيرين إللي قربت تنزل:"أنا آسف يابنتي، مكنش ينفع أقول الكلام ده."
سيرين مسحت دموعها قبل ماتنزل وبصت لإسماعيل:"لا عادي، أنا بس زعلت على بابي."
إسماعيل:"ومين مزعلش عليه، أنا وعفاف كنا زعلانين عليه وخوفنا عليه جدا بسبب الحالة إللي وصل ليها."
سيرين بإستفسار:"الحالة إللي وصل ليها؟! هو إيه إللي حصل لبابي؟"
إسماعيل كان لسه هيتكلم ... إسلام دخل الشقة ...
إسلام:"السلام عليكم."
إسماعيل بإبتسامة وهو بيبصله:"وعليكم السلام ياحبيبي، *ملقاش عمر معاه* أومال فين عمك؟؟."
إسلام:"بيركن العربية تحت."
إسماعيل:"تمام ياحبيبي، يلا إدخل غير هدومك."
إسلام:"حاضر، *إبتسم لسيرين* نورتينا يا سيرين."
سيرين بإبتسامة خفيفة:"ده نورك يا إسلام."
إسلام دخل أوضته وبدأ يغير ...
إسماعيل:"سيرين، أنا بنبه عليكي، ماتعرفيش أبوكي إنك عرفتي حاجة عنه، أبوكي مش عايز أي حد يعرف عنه حاجة زي دى، خلينا نقفل الموضوع ده."
سيرين:"حاضر يا أونكل، ماتقلقش."
...........................
عمر ركن العربية ونزل منها وفتح شنطة العربية وأخد منها كذا شنطة وعلبة كبيرة قطيفة وبعدها دخل العمارة وطلع على شقة إسماعيل ورن الجرس ... إسماعيل قام من مكانه وفتح الباب بإبتسامة كبيرة ... بس إندهش من إللي عمر شايله ...
إسماعيل وهو بياخد منه الشنط:"ليه تتعب نفسك ياعمر؟"
عمر:"لا تعب ولا حاجة، كله فداكم."
دخلوا الشقة وحطوا الشنط على الأرض ... وإسماعيل حضن عمر..
إسماعيل:"وحشتني يا صاحبي."
عمر:"وإنت كمان يا إسماعيل."
إسماعيل:"يلا تعالى نقعد."
أخدوا الشنط وراحوا لأوضة الأنتريه وعمر عيونه جات في عيون سيرين الحزينة وإستغرب حزنها وراح قعد جنبها...
عمر:"إنتي كويسه يا حبيبتي؟ حد زعلك؟"
سيرين:"أنا كويسه الحمدلله ماتقلقش."
إسماعيل:"هي كويسه ياعمر ماتقلقش."
عمر بتنهيدة:"ماشي."
سكتوا شويه بس عمر ضحك لما سمعت صوت رنين غوايش عفاف إللي مقربه عليهم ...
عفاف:"إزيك يا عمر؟ عامل إيه؟ طمني عليك؟"
عمر بإبتسامة:"أنا كويس الحمدلله."
وليد رجع ودخل الشقة وإسلام وعصام خرجوا من أوضهم وعمر سلم عليهم كلهم وقعدوا معاهم ...
عمر:"أومال فين محمد؟"
إسماعيل:"عنده نبطشية في المستشفى، معلش ياعمر إعذره."
عمر بإبتسامة:"مافيش مشكلة، ربنا يوفقه."
عمر لوليد وإسلام وعصام:"يلا كل واحد يفتح فيكم ييجي هنا."
كلهم بصوله بإستغراب...
عمر:"مش هكرر كلامي، يلا تعالوا."
التلاته قربوا منه وعمر إدا لكل واحد فيهم شنطة، والتلاته بصوا للي فيهم وإستغربوا ...
عمر:"كل واحد فيكم ليه طقم عندي، كان المفروض أشتري من يوم مارجعت بس كنت مستعجل."
إسماعيل وهو بيبص للشنط الكتير:"كده ياعمر تتعب نفسك."
عمر:"لا تعب ولا حاجة دي هدية بسيطة مني ليكي، أنا معرفتش أجيب حاجة وأنا راجع من أمريكا، جيت بسرعة يعني."
وليد بعفوية:"بس إحنا مش صغيري............"
قطع كلامه عصام إللي ضربه بكوعه في دراعه ..
وليد بوجع وهو بيبصله:"اه في إيه؟"
عمر بضحكة خفيفة وتفهم:"عارف يا أبو لسان لطويل، بس دي هدية مني ليكم."
إسماعيل:" ده بدل ماتسلم على عمك وتقوله شكرا؟"
وليد:"شكرا ياعمي، مكنش قصدي."
عمر بإبتسامة:"مافيش مشكلة."
عصام وهو بيسلم عليه:"شكرا ياعمي، دي أجمل هدية جاتلي."
عمر:"الله يسلمك يابني، تتهنى بيها."
إسلام:"ليه يا عمي ماتقولش إنك جايب حاجات معاك؟ عشان أساعدك وإنت بتشيل."
عمر بمرح:"إنت فاكرني عجزت يا ولد ولا إيه؟ ده أنا لسه شاب صغير."
إسلام:"ربنا يبارك في عمرك ياعمي، شكرا على الهدية."
عمر:"تتهنى بيها يابني، *إدا شنطة لإسماعيل*، إمسك يا إسماعيل دي شنطة محمد، لما يرجع إديهاله."
إسماعيل:"حاضر."
أخد شنطة خامسة وإداها لإسماعيل ..
عمر بإبتسامة:"دي بقا هديتي ليك."
إسماعيل إبتسم وحضنه ...
إسماعيل:"شكرا ياعمر."
عمر:"إنت أخويا يا إسماعيل، ماتشكرنيش."
إسماعيل بعد عنه وأخد الشنطة وفتحها لقاه جايبله طقم زيهم، فرح جدا .... عفاف كانت قاعدة بتتفرج عليهم وسيرين كانت بتبص لباباها بحزن من غير ما ياخد باله، إكتشفت إنها ماتعرفش عنه أي حاجة ... بس مافيش أي مشكلة هي مدياله عذره في أي حاجة هو مقالهاش عليها ..
عمر لعفاف وهو بيقدملها العلبة القطيفة:"وإنتي بقا يا عفاف إمسكي."
عفاف:"إيه ده؟"
عمر بضحك:"شوفي إيه ده."
فتحت العلبة لقت جواها إنسيال دهب، وخاتمين وإسورة، وكوليه رقيق ...
إسماعيل:"ليه تتعب نفسك ياعمر؟"
عمر:"قولتلك إنت أخويا وهي مرات أخويا فداكم كل حاجة."
عفاف بإستفسار لعمر:"إيه دول؟"
عمر بإستفسار:"إنتي شايفه إيه؟"
عفاف:"إنت ماجبتش غوايش أحطهم في إيدي ليه؟ أو حتى سلسلة دهب أمشي بيها؟"
عمر بضحكة وهو بياخد منها العلبة:"أنا غلطان ياعفاف، هاتي الهدية."
عفاف بإبتسامة مسكتها منه:"والله ماهي راجعه، دي هدية من الغالي، ده أنا بهزر."
الكل ضحك عليها ...مر الوقت وكلهم أكلوا مع بعض وقعدوا يتكلموا في الحياة وعاشوا في جو عائلي جميل وبعدها عمر وإسماعيل قعدوا مع بعض في البلكونة ...
إسماعيل:"مالك ياعمر؟ فيك إيه؟ الفترة دي إنت مش عاجبني."
عمر بصله وسكت وماتكلمش ...
إسماعيل:"مش عايز تحكي يعني؟"
عمر:"لو حكيت إنت هتزعل."
إسماعيل:"ليه؟"
عمر:"عشان ده موضوع يخص سيرين."
إسماعيل سكت وفكر مع نفسه شويه لحد مافهم ...
إسماعيل:"موضوع حب؟"
عمر ملامحه إتحولت للغضب الشديد ...
إسماعيل وهو ملاحظ ملامحه:"وفيها إيه لما بنتك تحب؟"
عمر:"مافيش حاجة إسمها حب."
إسماعيل تجاهل كلامه وكمل...
إسماعيل:"هتحرم بنتك من إنها تحب ياعمر؟"
عمر:"إنت بتتكلم كده ليه؟ إنت ليه مش زعلان؟ أنا رفضت إبنك عشان بيحب بنتي زي ماقال."
إسماعيل:"هما مش من نصيب بعض يا عمر، وسعادة سيرين مهمة زي سعادة أولادي، إنت ليه عايز تحرم بنتك من الحب؟"
عمر بضيق:"مش بحرمها، أنا مش عايزها تتعذب لما تكتشف إنه واحد كذاب."
إسماعيل بإستفسار:"مين إللي قال إنه كذاب، إنت عرفت ده إزاي؟"
عمر:"لا معرفتش، بس هثبتلها إنه كذاب."
إسماعيل:"وإنت ليه تحكم من نفسك؟ ليه ماتسيبش فرصة ليه؟ إنت شوفت منه إيه عشان تعمل كده."
عمر بإصرار:"ماشوفتش حاجة، بس هشوف."
إسماعيل:"سيب فرصة لبنتك يا عمر، سيبلها فرصة تعيش حياتها."
عمر وهو بيكمل:"وبعدها تروح تتعذب سنين بسببه؟! لا طبعا .. أنا مش مستغني عن بنتي."
إسماعيل:"عشان خاطري ياعمر، سيبها تعيش وتجرب، وبعدين في واحدة زي سيرين عندها أب زيك، وتتخدع؟"
عمر:"تقصد إيه؟"
إسماعيل:"أقصد إن سيرين عاقلة، ومش هبله ومش بتتخدع في الناس."
عمر:"وإنت واثق كده ليه؟"
إسماعيل:"عشان دي "سيرين عمر محمد راضي"، سيرين بنتك وتربيتك، وقوية يعني مش هتتخدع فيه، أكيد شافته كويس فحبته، أكيد شافت فيه حاجة مختلفة، أكيد في حاجة إحنا مش شايفينها."
عمر بتنهيدة:"مش عارف."
إسماعيل:" شوف سعادتها فين يا عمر، ماتحرمهاش من سعادتها."
عمر:"ياريت نقفل على الموضوع ده."
إسماعيل:"ماشي إللي يريحك."
عمر:"أنا هروح بقا."
إسماعيل:"ليه كده؟ إنت قعدت أصلا؟"
عمر:"معلش يا إسماعيل هعوضك مرة تانية."
إسماعيل:"ماشي ياعمر، مستنيك."
سلموا على بعض وبعدها عمر راح لسيرين إللي قاعدة مع عفاف ..
عمر:"يلا ياحبيبتي سلمي على طنط عاف عشان نمشي."
عفاف:"ليه كده ياعمر؟ إقعدوا شويه."
عمر:"لازم نمشي ياعفاف."
سيرين بإبتسامة:"هنجيلك مرة تانية ياطنط ماتزعليش."
عفاف:"ماشي ياحبيبتي."
سلموا على بعض وبعدها عمر وسيرين خرجوا من الشقة ونزلوا ... عمر وقف قدام عربيته وبص لسيرين إللي بصتله وسكت .....
سيرين:"في إيه يابابي؟"
عمر بإبتسامة:"لا مافيش يا حبيبتي، يلا روح إركبي عربيتك."
سيرين:"أوكي."
كانت لسه هتمشي وقفت وبصتله ...
سيرين:"بابي."
عمر وهو بيبصلها:"نعم؟"
سيرين:"إنت جبت إمتى الهدايا دي؟ وماقولتش ليه؟"
عمر:"كنت قاعد فاضي النهادرة في الشركة مش ورايا حاجة قولت أروح أشتريلهم حاجة، هدية رجوعي."
سيرين بإبتسامة:"جنتل مان دايما."
عمر ضحك من تعليقها عليه وسيرين راحت ركبت عربيتها وهو ضحكته إختفت وبيفكر في كلام إسماعيل وركب عربيته .... شوق كانت قاعدة مع أمير وبتبصله بدهشه وده لإنه حكالها عن إللي حصل في الشركة ...
أمير:"سكتي ليه؟ أكيد ده شخص مش طبيعي، ده قعد في النص بيني وبينها؟"
شوق بإستغراب:"ممكن مش حابب الإختلاط بين الزمايل أكتر من كده، وهو عنده حق."
أمير:"عنده حق إزاي يعني؟"
شوق:"حبيبي، ماينفعش تفضلوا مع بعض كتير لوحدهم."
أمير:"أنا كنت بساعدها وبشرحلها يعني ده جزء من شغلي مش رايح ألعب."
شوق:"عارفة ده ياحبيبي وواثقة فيك، بس أكيد ماحبش يحرجكم فقعد معاكم."
أمير إتنهد وسكت بسبب مبرر شوق ليه ...
شوق:"المهم نسيبنا من صاحب الشركة ده، طمني عليك إنت وسيرين؟"
أمير:"كويسين الحمدلله، بس أنا إتخنقت."
شوق بإستفسار:"ليه؟"
أمير بخنقة:"أنا عايز يكون في بينا حاجة رسمي، مش حابب الوضع ده."
شوق:"ياحبيبي مش هفضل أعيد وأزيد في كلامي، إستنى لما باباها يرجع."
أمير:"أنا مستني ومستحمل، وبحبها وكل حاجة بس ده مش مبدأي، عايزها تكون حلالي، لكن إللي إحنا فيه ده ماينفعش."
شوق بإبتسامة:"عندك حق ياحبيبي، بس إستحمل شويه عشان خاطري."
أمير إتنهد وسكت ..
شوق بإستفسار وهي بتمسك إيده:"قولت إيه؟"
أمير:"حاضر يا شوق."
شوق بحب:"يا قلب شوق إنت."
أمير ضحك وأخدها في حضنه .. فضلت فترة بسيطة في حضنه وبعدها بعدت عنه ...
شوق:"أمير."
أمير:"نعم ياشوق؟"
شوق:"ماتدخل جمعية، أهو بالمرة تجهز لجوازك من سيرين."
أمير بإستفسار:"وبعدين؟"
شوق:"وعلى ما باباها يرجع تكون قبضتها بحيث يبقى معاك مبلغ يسندك."
أمير سكت شويه وهو بيبصلها كإنه بيفكر في كلامه ...
شوق:"قولت إيه؟"
أمير بتنهيدة:"ماشي يا شوق، مستعد أدخل جمعية."
شوق بفرحة:"طب حلو أوي، هكلم أم زهرة تدخلنا الجمعية معاها."
أمير وهو بيوقفها:"إستني كده، "تدخلنا!!"."
شوق بحماس:"اه ياحبيبي تدخلنا، أنا وإنت هندخل مع بعض في دور واحد والمبلغ إللي هتقبضه ياحبيبي هيسندك إن شاء الله."
أمير بإستفسار:"فلنفرض إني وافقت، إنتي هتجيبي الفلوس دي منين؟"
شوق بإبتسامة رضا:"من معاش بابا، إنت عارف إن المعاش مش بعمل بيه حاجة غير إننا بنجيب منه الحاجات البسيطة، اهو يساعد شويه قصاد مبلغ منك ويطلع مبلغ كبير في الآخر."
أمير بضيق:"وإنتي شايفه إني هوافق إنك تكمليلي على فلوسي عشان أدخل جمعية؟"
شوق:"أمير إسمعني، أنا........."
أمير وهو بيقاطعها:"إنتي إللي تسمعيني ياشوق، المفروض الإبن لما بيكبر هو إللي بيصرف على أهله مش هما إللي بيصرفوا عليه، إنتي كده بتقللي مني."
شوق بحنان أمومي:"أبدا ياحبيبي، أنا كده بجهز إبني، سيبني أساعدك لو بحاجة بسيطة عشان خاطري."
أمير بضيق:"مش عايزك تشيلي همي ياشوق، أنا راجل وأقدر أعتمد على نفسي."
شوق وهي بتبص في عيونه:"ياحبيبي إنت سيد الرجالة، إنت عمود البيت، بس أنا بتكلم في حاجة تسند، وأحس إني عملت حاجة."
ملامحها إتحولت للحزن الشديد ... أمير كان هيتكلم بس سكت لما شاف ملامحها ... دموعها نزلت ...
شوق:"كان نفسي يبقى عندي بنت وأجهزها بنفسي."
أمير أخدها في حضنه ...
شوق ببكاء:"عشان خاطري ماتحرمنيش من الإحساس ده."
أمير بقلق:"حاضر يا شوق،ماتزعليش إهدي."
طبطب عليها وهي إلى حد ما بدأت تهدى ... مر وقت بسيط وهي في حضنه ...
أمير وهو بيبصلها:"أحسن شويه؟"
هزت راسها بالموافقة ....
أمير بإبتسامة وهو بيمسح دموعها:"ماتبقيش تنسي تكلمي أم زهرة بخصوص الجمعية."
شوق:"حاضر."
ضمها لحضنه تاني ...
أمير بهمس:"ماتزعليش مني ياشوق، كل إللي إنتي عاوزاه هيتنفذ."
حس بيها وهي بتشدد من حضنها ليه وهو باس راسها ...
أمير برخامه:"مش هتنامي بقا يا شوق ولا إنتي ناوية تسهري؟ بصراحة السهر غلط على البنات الصغيرين إللي زيك."
شوق ضحكت ضحكة خفيفة ..
أمير:"أيوه كده إضحكي، الدنيا مش مستاهله."
شوق بحب:"ربنا يباركلي فيك يا حبيبي."
أمير بإبتسامة:"اللهم آمين، يلا قومي نامي."
شوق:"حاضر ياحبيبي، تصبح على خير."
أمير وهو بيبوسها من خدها:"وإنتي من أهله يا أجمل شوق."
قامت من مكانها وراحت لأوضتها، أمير إبتسامته إختفت بعد دخولها لأوضتها وكل ده بسبب إنه حزين عليها، حزين على مامته إللي مش مبسوطة في حياتها .. حاسس دايما بحاجة كبيرة ناقصها مهما عمل ومهما قدم لها فهي ناقصها "عمر".. إتنهد بضيق ودخل لأوضته وقعد على سريره .. فتح موبايله ودخل على الشات بينه هو وسيرين لقاها لسه مفتحتش، إتنهد بإرهاق وقرر إنه ينام ... سيرين وعمر دخلوا الفيلا ولسه هتطلع لأوضتها ..
عمر بتصرف أبوي:"قبل ماتطلعي يا سيرين عايز أتكلم معاكي."
سيرين رجعتله ووقفت قدامه ...
عمر:"إيه التصرف إللي حصل منك ده وإحنا خارجين من الشركة."
سيرين بإرتباك:"حضرتك عارف إن ماحدش يعرف إنك بابي فخوفت حد يشوفنا مع بعض."
عمر بضيق:"إنتي شايفاني عيل صغير عشان تضحكي عليا؟"
سيرين:"ماقدرش أكذب عليك يابابي، بس أنا خوفت تتضايق."
عمر سكت وبصلها وماتكلمش ...
سيرين برجاء:"يابابي، أرجوك أنا مش قادرة أخسر، ثق فيا، وصدقني عمرك ماهتندم على ثقتك فيا دي، إديني الثقة."
عمر:"أنا واثق فيكي من غير ماتطلبي."
سيرين بإبتسامة:"يبقى عمرك ماهتندم صدقني."
عمر:"أما أشوف آخرتها معاكي إيه، يلا إطلعي نامي."
سيرين قربت منه وحضنته وباسته من خده .. وهو إبتسم وباس راسها ...
عمر بحنان أبوي:"يلا ياحبيبتي إطلعي نامي، وراكي شغل بكرة بدري."
سيرين:"حاضر ياحبيبي."
طلعت أوضتها وبدأت تغير هدومها وفي نفس الوقت بتفكر في حكاية باباها، وحاسه إنها مش زعلانه منه أبدا، بالعكس زعلانه عليه جدا ... عمر طلع لأوضته وغير هدومه هو كمان وقعد على سريره بإرهاق وبيفكر في بنته وفي كلام إسماعيل، فرد جسمه على السرير وبص للسقف بشرود .. شوق كانت بتبص لسقف أوضتها بشرود وبتفكر في عمر وفي أيامهم مع بعض .. الإتنين أخدوا نفس عميق وكان واضح عليهم الحزن الشديد وهما بيفكروا في بعض ... والإتنين إتكلموا مع نفسهم في نفس الوقت لكلامهم عن بعض ...
عمر بشرود:"قتلتيني يا شوق."
شوق:"أنا هفضل أحبك لحد آخر نفس فيا ياعمر."
مرت الأيام ... وعلاقة سيرين وأمير بتقوى عن الأول، تواصلهم مع بعض عن طريق الموبايل أو الواتس آب وأحيانًا سيرين كانت بتجيلهم زيارة بس بصعوبة وده لإن عمر بيبقى محتاجلها في أغلب الأوقات، بس أمير مقدر غيابها ومحترم أي قرار هي بتاخده أو أي رأي هي بتقوله ... علاقة أمير بإسلام مع الأيام باقت قوية بحكم زمالتهم في الشغل وأحيانًا إسلام بيطلب النصحية من أمير في أموره الشخصية، لكن إسلام مايعرفش عن أمير أي حاجة وده لإنه كتوم ... عمر كل يوم بيعدي عليه كان بيفكر فيه في كلام إسماعيل وبيفكر في حياة بنته وحبها لأمير إللي كل يوم عمال بيزيد قدامه ومش قادر يتخيل فكرة إن في حد هياخد منه بنته في يوم من الأيام وهو هيبقى وحيد ... وفي نفس الوقت متابع أمير في شغله وإعترف لنفسه إنه شاطر ومحترم وقد الثقة ... شوق وأمير دخلوا جمعية وشوق كانت مبسوطة جدا بالتقدم إللي هي بتعمله ده ... أمير كان بيحاول يكتسب من خبرات عمر في الشغل وده لإنه شايف إنه شخص قوي وطموح وعايز يتعلم منه أكتر ... وفي يوم ما...
في شركة (oŝ):
أمير كان قاعد مخنوق وبيفكر في علاقته هو وسيرين هتفضل كده لحد إمتى؟ فضل عامل إحترام لغياب باباها بس كده الموضوع زاد عن حده هو عايز يتجوزها مش عايز يقضي يومين معاها وخلاص .. قرر إنه خلاص لازم يقوم من مكانه ويروح مكتبها ويتكلم معاها في إنها لازم تكلم باباها عشان يتقدملها وبالفعل قام من مكانه وخرج من مكتبه ... عمر دخل المكتب على سيرين وهي مشغوله في الملفات إللي قدامها .. رفعت راسها وبصتله وإبتسمتله ..
عمر:"إيه الأخبار ياحبيبتي؟"
سيرين:"كله تمام يابابي، الشغل كويس الحمدلله."
عمر قرب من مكتبها بس فضل واقف في مكانه ...
سيرين:"في إيه يابابي بتبصلي كده ليه؟"
عمر بإبتسامة:"أنا مش بسأل عن الشغل، أنا بسأل عنك إنتي وأمير، أخباركم إيه؟"
سيرين بتوتر:"بخير الحمدلله"
عمر وهو معقد حواجبه:"هو مش ناوي ييجي الفيلا عندنا هو ومامته وباباه ولا إيه؟ ولا إنتوا هتفضلوا في الوضع ده علطول؟"
سيرين برقت من كلامه ..
سيرين بتلعثم:"تقصد إيه يابابي؟ إنت .. إنت ... إنت موافق؟!!"
عمر إبتسملها بحنان أبوي وبيعبرلها عن موافقته بأمير .. ماحستش بنفسها غير وهي بتقوم من على مكتبها وبتحضنه ...
سيرين:"أنا مش مصدقة نفسي، أخيرا وافقت يابابي."
عمر وهو بيهمس في ودانها:"أنا بثق فيكي، وحبيت أبقى معاكي للآخر لحد آخر نفس فيا."
سيرين وهي بتشدد من حضنها ليه:"أنا بحبك أوي يابابي."
أمير بصدمة:"باباكي؟!!"
سيرين إتنفضت وبعدت عن عمر لما سمعت صوت أمير ... أمير كان واقف عند باب المكتب وده لإنه لسه داخل .... عمر إتنهد بضيق من الموقف إللي سيرين حطت نفسها فيه وبص لأمير ...
أمير بدأ يتعصب:"سكتي ليه؟ ردي عليا؟ هو ده باباكي؟!!"
عمر بغضب:"إتكلم بأسلوب كويس يا محترم."
أمير تجاهله وبص لسيرين بخيبة أمل:"ساكته ليه؟ ردي عليا وقولي إن ده مش باباكي وإن باباكي مسافر، قوليلي إنك ماكذبتيش عليا الفترة إللي فاتت دي كلها، قوليلي إن ده مش أبوكي يا سيرين."
سيرين دموعها نزلت وبصت فى الأرض بس بعدها إتكلمت ...
سيرين:"أيوه يا أمير، ده بابي."
أمير بصلها بعدم إستيعاب وحس إن الدنيا بدأت تدور حواليه ودلوقتي فهم كل حاجة ... الرسالة إللي إتبعتتله علطول بعد ماحكالها إنه بعت لصاحب الشركة رسالة من سنه وهو مردش ولما روح بيته جاله رسالة من الإيميل ... المكافأة إللي إستلمها بدري جدا عن ميعادها وده لإنها كانت عارفه إنه مكنش معاه فلوس وقتها... كلام عمر ليه لما كانوا قاعدين مع بعض في المكتب لما إستهزأ بيه ... ولما قعد بينهم في مكتبها لما كان بيشرحلها ... أمير إبتسم بمرارة ...
أمير:"ضحكتوا عليا ولعبتوا بيا، وللأسف لعبتوها صح."
عمر عقد حواجبه بغضب شديد بس قرر يسكت ومايتدخلش غير في الوقت المناسب ...
أمير:"الرسالة يا سيرين، أمانة عليكي تقوليلي مين إللي بعتها يوم أما حكيتلك إني كلمت صاحب الشركة من سنة."
سيرين بدموع وهي بتبص في الأرض:"أنا."
أمير غمض عيونه بوجع لإنه إتأكد ...
أمير بعدم إستيعاب:"إنتي إللي كنتي بتكلميني الفترة دي كلها؟"
سيرين ببكاء وندم:"أيوه أنا."
أمير بذهول:"إنتي صاحبة الشركة؟!"
سيرين بدموع:"لا يا أمير، أنا كنت جايه وقتها مكان بابي، بس قولت إني لسه محتاجة أتدرب و......."
أمير وهو بيكمل كلامها:"ولقيتيني أنا الإنسان المغفل المناسب إللي تقدري تخدعيه بتدريبه ليكي صح؟"
سيرين بدموع وهي بتقرب منه:"أبدا يا أمير، أنا ماخدعتكش أبدا، أنا حبيتك."
أمير بغضب:"حتى الكلمة دي مابقتش مصدقها، دخلتي بيتي وعرفتك على والدتي، وعرفتي كل حاجة عن حياتي وإنتي طول الوقت ده بتخدعيني!!."
عمر بغضب شديد:"لو نطقت كلمة تانية يبقى....."
سيرين وهي بتقاطعه:"أرجوك يابابي أنا محتاجة أتكلم معاه."
أمير بغضب شديد:"مابقاش في كلام تاني يتقال، إعتبروني قدمت إستقالتي من النهاردة."
أمير مشي وخرج من المكتب ورزع الباب وراه ... سيرين جريت وراه ببكاء بس ملحقتهوش وده لإن عمر مسكها ..
سيرين بصراخ:"سيبني، لازم أوضحله."
عمر:"إهدي."
سيرين بصراخ:"أمير!!!!!"
عمر منعها تمامًا من إنها تخرج بره المكتب وكل ده خوفا عليها من شكلها قدام الموظفين ...
أمير أخد حاجته كلها وخرج من المكتب وخبط في إسلام .
إسلام:"في إيه يا أمير؟ مالك؟"
أمير مردش عليه وخرج من الشركة كلها ... سيرين فضلت تبكي في حضن عمر إللي بيحاول يهديها لكن هي ماهديتش مهما هو حاول .. خرجت من حضنه وراحت لموبايلها وبدأت تتصل على أمير لكن هو مكنش بيرد، فضلت تتصل مرة ورا التانية ورا العاشرة وهو مابيردش ... جربت تتصل على شوق هي كمان لكنها مكانتش بترد رمت الموبايل من إيديها وبكت بهيستيريا وعمر واقف متكتف في مكانه ومتدمر بسبب دموعها دي .. أمير دخل شقته هو وشوق ورزع الباب وراه وعلى الصوت ده شوق خرجت من المطبخ وإستغربت إن أمير جاي بدري جدا عن ميعاده ..
شوق:"في إيه ياحبيبي؟ جاي بدري ليه؟"
أمير بصلها وفجأه ضحك بوجع وقهرة ..
شوق بقلق:"في إيه يا أمير؟"
أمير بوجع:"أنا إتخدعت يا أمي، سيرين كذبت عليا وخدعتني ولعبت بمشاعري، سيرين قللت من كرامتي قدام نفسي وقدام إللي حواليا، سيرين طلعت بنت صاحب الشركة."
شوق برقت بسبب كلامه ده ومش مستوعبه إن ده بجد ..
شوق:"إنت بتقول إيه؟ يستحيل يكون الكلام ده صح، سيرين مش كده، أكيد في حاجة غلط و......."
أمير بغضب وهو بيقاطعها:"لا كله صح، دخلت عليها المكتب وهي في حضنه وبتقوله "أنا بحبك أوي يا بابي" ... وإعترفت بنفسها إن ده يبقى أبوها، ضحكت علينا كل ده، إستغفلتني ولعبت بيا وبكرامتي."
شوق بدموع من حالة أمير:"طب إهدى ياحبيبي عشان خاطري ماتعملش في نفسك كده."
أمير كان بيتنفس بسرعة بسبب غضبه ومحتاج يكسر كل حاجة حواليه عشان يهدى ويرتاح بس كل إللي عمله إنه ساب ودخل أوضته ورزع الباب وراه ... شوق مسحت دموعها بسرعة وراحت لأوضته لقته قاعد على سريرة بضعف وقلة حيلة ...
شوق قعدت على الأرض قدامه ومسكت وشه بين إيديها ...
شوق:"عشان خاطري يابن بطني إهدى، مافيش حاجة تستاهل كل ده."
أمير بشرود:"أنا تعبان يا شوق محتاج أنام."
شوق:"حاضر يا حبيبي نام وإرتاح وماتشيلش هم حاجة عشان خاطري."
أمير بعد عنها وغير هدومه وهي قامت من مكانها ولسه هتخرج من أوضتها ...
أمير:"إياكي يا أمي تردي عليها لما تتصل عليكي، إياكي."
شوق وهي بتبصله:"بس ............"
أمير بغضب وهو بيقاطعها:"إياكي يا شوق تعمليها، إياكي تخليني أخسر ثقتي فيكي إنتي كمان، لو عرفت بس إنك كلمتيها هسيبلك البيت وأمشي."
شوق بدموع وهيستيريا وهي بتقرب منه:"لا، ماتمشيش عشان خاطري ماتمشيش."
أمير بصرامة:"يبقى تنفذي كلامي يا شوق، مش عايزها تتعامل معانا تاني، خلاص هي صفحة وإتقفلت."
شوق بدموع وهي بتمسك وشه بين إيديها:"حاضر هعمل إللي إنت عايزه بس ماتمشيش يابني عشان خاطري، أنا ماليش غيرك يا أمير."
أمير:"طيب، انا دلوقتي محتاج أنام."
شوق:"حاضر ياحبيبي، هسيبك تنام."
خرجت من الأوضة وهي حاطة إيدها على قلبها وبتبكي بسبب حالة إبنها إللي جرحه من سيرين واضح في عيونه ... عيونها جات على موبايلها إللي بيرن بإسم سيرين كانت هتقرب من الموبايل وترد بس إفتكرت كلام أمير ليها ...
شوق بدموع:"كان نفسي أرد عليكي، بس أنا مش هقدر أخسر إبني."
سيرين رمت الموبايل إللي في إيديها على الأرض لما شوق مردتش وبكت بقهرة زي الأطفال .. عمر دخل المكتب بتاعها وفي إيده كوبايى عصير عشان تهدى لكنه عارف إنها مش هتهدى ...
سيرين ببكاء:"مش بيردوا عليا، مش بيردوا عليا يابابي مش بيردوا... أنا تعبت بجد تعبت .. أنا محتاجة أوضحلهم موقفي، محتاجة أشرحلهم كل حاجة."
قامت من مكانها ولسه هتخرج حست إن الدنيا بتدور حواليها وعمر لاحظ إنها بتتمايل وبتحاول توزن نفسها .. حط كوباية العصير على أقرب طرابيزة وجري على سيرين قبل ماتقع على الأرض ...
عمر بفزع:"سيرين!!!"
............................
بعد مرور يومين من الحالة إللي الكل وصل ليها .. سيرين كانت قاعدة بتبص قدامها بشرود ومتركبلها محاليل في إيديها بسبب الأزمة إللي هي مرت بيها وعمر كان قاعد جنبها وماسك إيدها ...
عمر برجاء وهو بيبوس إيدها:"ردي عليا طيب، قولي أي حاجة ياسيرين، طمنيني وقوليلي إنك كويسه."
سيرين دموعها نزلت وماتكلمتش ... في الوقت ده عفاف وإسماعيل دخلوا أوضتها ..
إسماعيل:"ألف سلامة عليكي يا حبيبتي."
عفاف قعدت جنبها وأخدتها في حضنها ...
عمر ساب إيديها وخرج من الأأوضه وإسماعيل خرج وراه ...
إسماعيل:"هتعمل إيه؟"
عمر بعجز أول مره يحس بيه:"أنا ما كنت صدقت إنها إتعالجت من السكر لما كنا هناك، ماكنتش أعرف إنها هترجع تاني للحالة دي، كل الدكاترة طمنوني وقالولي إن خلاص أزمة السكر إنتهت بالنسبالها، إزاي السكر رجعلها؟! أنا مابقتش فاهم حاجة، انا تعبت يا إسماعيل."
إسماعيل وهو بيطبطب عليه:"إهدى ياعمر، أكيد في حل، حاول طيب، دي بنتك."
عمر بشرود:"أنا فعلا هعمل كده."
أخد موبايله من جيبه وإتصل ببشير ...
عمر:"أيوه يا بشير، أنا عايز عنوان الشاب إللي إسمه أمير."
بشير قاله على عنوان بيت أمير وبالفعل عمر إتحرك لهناك ... بعد مرور فترة بسيطة عمر وصل لحارة بسيطة وركن عربيته في أي مكان وبدأ يسأل عن عنوان البيت إللي معاه والناس دلوه على البيت، طلع البيت بخطوات ثقيلة ووقف قدام شقة في الدور التالت .. وبدأ يرن على الجرس .. أمير كان قاعد في الصالة بيبص قدامه بشرود وشوق واقفة في المطبخ بتعمله أي حاجة يروق حاله بيها ... فاقت على صوت جرس الشقة خرجت من المطبخ ولسه هتروح للباب .. أمير قام من مكانه وشاورلها ترجع للمطبخ وبالفعل رجعت للمطبخ تاني ... أمير إتنهد وراح فتح الباب وإتفاجئ بعمر إللي واقف قدامه ...
أمير بغضب:"عايز إيه؟"
عمر بهدوء:"ممكن أتكلم كلمتين وتسمعني؟"
أمير فضل باصصله وساكت مابيتكلمش، شايف الحزن في عيونه ومش فاهم ليه؟ شايف قلة الحيلة في ملامحه والتعب الواضح عليه فضل يفكر كتير يسمعه ولا لا؟ لحد ماقرر إنه يسمعه ...
أمير:"إتفضل."
أمير وسعله الطريق وعمر دخل الشقة .. أمير شاورله على كنبه عشان يقعد عليها والكنبه دي كانت ظهرها للمطبخ، عمر راح قعد وأمير دخل المطبخ لشوق ..
أمير:"شوق، والد سيرين هنا."
شوق برقت وفي نفس الوقت فرحت إن خلاص الموضوع هيتحل ..
أمير:"إعمليله قهوة."
شوق بفرحة:"قهوة إيه بقا؟ أنا هعمل عصير."
أمير إتنهد بضيق وخرج من المطبخ ... وشوق ضحكت ضحكة خفيفة على أمير ...
شوق:"ربنا يسعدك يابني ويفرحك."
إتنهدت بإرتياح وبدأت تجهز العصير، ورفعت الطرحة إللي حطاها على كتفها وحطتها على راسها .. أمير راح لعمر وقعد قدامه ومستنيه يتكلم ..
عمر:"أولا كده أنا آسف إني جيت من غير ميعاد، بس أنا محتاج أتكلم معاك ضروري."
أمير بهدوء:"إتفضل."
عمر بتوضيح:"أنا بنتي ماخدعتكش أبدًا، أنا بنتي مابتحبش إنها تبقى معروفه بين الناس، هي بتحب تبقى عاديه زيها زي أي حد، سيرين كانت دايما كده من صغرها، لما حد كان بيعرف إن مثلا باباها غني كانوا بيقربوا منها عشان كده، أنا بنتي مكانتش تقصد إللي هي عملته، مكانتش تقصد إنك تتوجع بالشكل ده."
أمير بإستفسار مع ضيق:"تفسر بإيه المكافأة إللي أنا أخدتها بدري عن ميعادها؟ وتفسر بإيه الرسايل إللي بيني وبينها؟!!"
عمر بهدوء:"عندك حق تتضايق، بس أنا معتقدش إن بنتي هتعمل كده من باب الشفقة، هي بتقدر الناس الطموحة، وبتديلهم حقهم تالت ومتلت."
أمير بضيق:"وحضرتك بقا عايزني أصدقك لما تقول الكلمتين دول صح؟"
عمر برجاء:"أمير، نتكلم في ده بعدين، أنا دلوقتي محتاج مساعدتك، سيرين تعبا................"
قطع كلامه صوتها ...
شوق بإنشغال وهي خارجة من المطبخ:"يا دي النور، حضرتك نورتنا جدا والله، ماتعرفش قد إيه أنا مبسوطة برجوعك و..........."
الصنيه إللي كانت ماسكها وقعت من إيديها وإيديها كانت بتترعش لما شافته قاعد قدامها وبيبصلها بعيون كلها صدمة وذهول ...
شوق بتوهان وصدمة:"عمر!"
........................................................................


إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#24

افتراضي رد: رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة


الفصل الحادي والعشرون

عمر بهدوء:"عندك حق تتضايق، بس أنا معتقدش إن بنتي هتعمل كده من باب الشفقة، هي بتقدر الناس الطموحة، وبتديلهم حقهم تالت ومتلت."

أمير بضيق:"وحضرتك بقا عايزني أصدقك لما تقول الكلمتين دول صح؟"

عمر برجاء:"أمير، نتكلم في ده بعدين، أنا دلوقتي محتاج مساعدتك، سيرين تعبا................"

قلبه دق بعنف لما سمع صوتها وماكملش كلامه وإتلفت بهدوء وشافها وهي خارجة من المطبخ ..

شوق بإنشغال وهي خارجة من المطبخ:"يا دي النور، حضرتك نورتنا جدا والله، ماتعرفش قد إيه أنا مبسوطة برجوعك و..........."

الصينيه إللي كانت ماسكاها وقعت من إيديها أول أما رفعت راسها وإيديها كانت بتترعش لما شافته قاعد قدامها .. أمير قام بسرعة من مكانه وراح للكوبايات إللي إتكسرت بس إتصنم في مكانه لما سمعها ...

شوق بتوهان وصدمة:"عمر!"

أمير رفع راسه وبص لشوق إللي بتبص لوالد سيرين بصدمة وإستغرب أكتر إنها عرفت إسمه .. عيونه جات على عمر إللي قام من مكانه وهو بيبصلها بعدم إستيعاب كإنه بيحلم ... شوق كانت بتبص لعمر بذهول وتوهان ودموعها نزلت وهي بتتأمل ملامحه إللي إشتاقتلها من سنين .. "هو عمر.. أيوه عمر .. هو بس كبير حبتين، قلبي مستحيل يغلط فيه وفي ملامحه، ده حبيبي" .... عمر كان بيتأملها كإنه في حلم مش مصدق إنها حقيقية أيوه ده طيف شوق إللي مازال بيظهرله .. الحاجة الزايدة عليها إنها نضجت شويه ولابسه حجاب .. سأل نفسه هو شافها قبل كده بالشكل ده أيام أما كانوا مع بعض و لا هو بيتهيأله ..... بدأت تشهق شهقات خفيفة بسبب بكاؤها ..

شوق بإرتعاش ودموع وهي بتتأمله من راسه لرجله:"عمر، إنت عايش!"

أمير برق بصدمة وهو بيبص لشوق .. عمر عقد حواجبه ومستغرب كلام طيف شوق .. شوق إبتسمت بفرحة وسط دموعها وبدون وعي جريت ناحيته عشان تضمه بس إتفاجأت بإللي مسكها ...

أمير بصرامة:"شوق، إهدي."

شوق ببكاء وهي بتحاول تبعد أمير عنها:"عمر."

أمير:"شوق، ده راجل غريب."

شوق بقهرة:"لا ده عمر، عمر حبيبي أنا."

كل ده وعمر لسه شايف إنها طيف .. بس فاق لما سمعه ..

أمير وهو بيبعدها عن عمر:"إهدي يا ماما أرجوكي."

عمر بص لأمير بعدم إستيعاب وبعدها بص لشوق إللي بتبكي وهي بتحاول تبعد أمير عنها بكل قوتها عشان تقرب منه .. إستوعب إن دي شوق فعلا وده إبنها .. إبنها!! .. عمر ماحسش بنفسه غير وهو بيمشي وبيخرج من شقتهم، شوق بعدت عن أمير بسرعة وجريت ورا عمر وهي بتصرخ بإسمه ...

شوق بصراخ:"عمر!!!!!!!!."

كانت لسه هتخرج من الشقة وتنزل وراه، أمير مسكها وحضنها وهي بتفرك وبتحاول تخرج من حضنه وبتصرخ وبتبكي بقهرة ....

شوق:"عمر!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!."

عمر نزل بسرعة من بيت شوق وهو سامع صراخها إللي بيرن في ودانه ...، راح لعربيته وركبها وإتحرك بسرعة كبيرة جدا .... كانت بتبكي بقهرة في حضن إبنها إللي حزين عليها جدا وده لإنها خلاص إنهارت في حضنه من البكاء ... عمره ماشافها بالضعف ده أبدا .. وفي نفس الوقت مش مصدق إن عمر إللي مامته فضلت طول عمرها عايشه على ذكراه يبقى أبو سيرين ... فضل قاعد على الأرض وحاضنها بكل قوته وهي بتبكي بقهرة لفترة طويله مش قادر يحسب قد إيه لحد مالقاها خرجت من حضنه ...

شوق بدموع:"عمر كان بيعمل إيه هنا؟"

أمير بلع ريقه بإرتباك خوفًا من رد فعلها على الرغم من إنه قايلها إن أبو سيرين عندهم ..

شوق ببكاء:"رد عليا يا أمير، عمر كان بيعمل إيه هنا؟ وإنت تعرفه منين؟ وكان قاعد معاك ليه؟ عشان خاطري رد عليا."

أمير بهدوء:"ده أبو سيرين يا شوق."

شوق سكتت تماما وهي بتبص لأمير وبعدها هزت راسها ب "لا " بهيستيريا ...

شوق بدموع وهوس وصراخ:"لا إنت بتكذب عليا، يستحيل يكون أبو سيرين، يستحيل عمر يعمل فيا كده، عمر بيحبني أنا، عمر بيموت فيا، هو قال إنه عاوز يتجوزني، قال إني بيته وحياته كلها، يستحيل يبقى مع واحدة غيري، أكيد في حاجة غلط، عمر ماضحكش عليا، عمر مسابنيش، عمر ماتجوزش واحدة تانية، لا!!!!!!!!!!!!!!"

فضلت تصرخ وتبكي في حضن أمير إللي كان بيحاول يهديها لحد ما فقدت الوعي ... أمير دموعه كانت بتنزل على حالة شوق إللي أول مرة يشوفها بالشكل ده، لما لقاها فقدت الوعي قام من على الأرض وشالها بين إيديه ودخل أوضتها وحطها على سريرها بهدوء ... بص لملامحها وهي غايبه عن الوعي ... دموعها إللي على خدها وعيونها الورمة من كتر البكاء ... قلبه وجعه جدا وهو شايف حالتها بالشكل ده .. مسح دموعه وخرج من أوضتها وبعدها خرج من الشقة عشان يروح لجارتهم الممرضة عشان تيجي تفوقها.

..........................

عمر كان بيسوق العربية بغضب شديد وجواه كذا سؤال محتاجلهم إجابة ... بس غضبه إختفى لما عيونه جات على الكورنيش إللي هو وشوق كانوا بيتمشوا فيه دايما، إتحرك لهناك وبعدها ركن عربيته ونزل، وقعد على أقرب ديسك قابله وبص للنيل وبيفكر في شوق، مكنش مصدق إنها قدامه، كان فاكرها خيال، بس عرف إنها هي لما أمير نطق إسمها، بس إللي كان صعب عليه لما قالها "ماما" ... دي شوقه ، دي حبيبته وكل حاجة في حياته، دي الإنسانة إللي فضل طول عمره يحبها .. عيونه دمعت لما إفتكر ذكرياتهم مع بعض لحد مانزلت دمعة بسيطة تعبر عن وجعه وقهرته منها ... مكنش متوقع إنه هيتقابل معاها بالشكل ده، مكنش متوقع إنه هيقابلها في شقتها، مكنش متوقع إن ليها أي صلة بحد يعرفه، لكن أمير الشخص إللي عايز ياخد بنته منه طلع إبنها، إستغرب الصدفة العجيبة دي، إستغرب تدخل أمير في حياة إسلام إبن إسماعيل، وتدخله في حياة بنته، ده غير معاملته المحترمة معاه، والأغرب إن ده إبنها!!، لا أكيد دي مش صدفة، أكيد دي خطة، وأكيد شوق إللي مخططه لكل ده مع إبنها وخلته يقرب من بنته ويضحك على عقلها عشان ياخدوا منه كل حاجة، أيوه ده التبرير الصح، مسح دمعته ونبرة الحزن والشوق إختفوا وحل محلها الغضب الشديد وراح ركب عربيته وإتحرك للفيلا ....

...............................

في شقة شوق:

فتحت عيونها بتعب وبصت لقت جارتها الممرضة بتبتسملها ...

أسماء:"حمدالله على سلامتك يا طنط."

شوق بتعب وصوت مبحوح:"الله يسلمك يا حبيبتي."

أسماء:"مش هتحتاجي مني حاجة؟"

شوق:"سلامتك يا حبيبي."

أسماء:"الله يسلمك، ماتنسيش ياطنط تاخدي الأدوية بتاعتك."

شوق:"حاضر ياحبيبتي."

أسماء:"أستأذن أنا."

شوق هزت راسها ليها وأسماء خرجت من أوضتها وراحت لشريف أخوها الصغير إللي قاعد مع أمير في الصالة .. أمير قام من مكانه لما شافها خارجة من أوضة شوق ...

أمير:"فاقت؟"

أسماء:"الحمدلله، أنا قولت لحضرتك قبل كده بلاش تضغط على نفسها وياريت الكلام ده يتنفذ."

أمير:"حاضر."

أسماء:"أستأذن أنا، يلا يا شريف."

أمير:"إتفضلي."

أسماء أخدت أخوها وخرجت من شقتهم وأمير بص لأوضة شوق وبيفكر يدخل ولا لا، زعلان منها وعليها جدا، بس لازم يتطمن عليها .. أخد نفس عميق وراح لأوضتها ودخل من غير مايخبط، لقاها بتبكي بقهرة وهي بتبص قدامها، قرب منها بهدوء وقعد جنبها على سريرها وضمها لحضنه، شهقاتها زادت وبكاءها زاد وأمير طبطب عليها ...

شوق ببكاء:"عمر طلع عايش، أنا كنت فاكراه ميت كل ده، عمر طلع عايش يا أمير."

أمير بنبرة مبهمة:"مين عمر إللي إنتي حبيتيه ده؟ ممكن تحكيلي؟"

شوق خرجت من حضنه وماقدرتش تبصله ...

أمير بهدوء وهو بيمسح دموعها:"إحكيلي ياشوق كل حاجة عنك، أنا عايز أعرف إنتي مخبية إيه عني."

شوق بصت لأمير بإحراج وبعدها بصت قدامها ...

أمير بإستغراب من إحراجها:"شوق، إنتي خايفة مني؟"

شوق وهي بتمسح دموعها إللي نزلت تاني:"لا، أنا محرجة منك."

أمير بتفهم:"وتتحرجي مني ليه؟ أنا إبنك، ثقي فيا وإحكيلي كل حاجة."

شوق كانت ماسكة طرف اللحاف وضغطت عليه من إحراجها، أخدت نفس عميق وبدأ تحكي ..

شوق بغصة:"طبعا إنت عارف من جدتك، إن جدك زمان كان في مشكلة في قلبه، ومستوانا المادي كان عالي، بس الأزمة دي زادت معاه والدكاترة قالوا إنه محتاج عملية ضروري، بابا باع البيت إللي كنا عايشين فيه،كان بيت كبير جدا، وكان حاطط مبلغ كبير في البنك راح سحبه، خلانا نروح أنا وماما عند واحدة من عماتي، وهو سافر بره وعمل العملية هناك وبعدها رجع، كان باقي معاه مبلغ بسيط، بعد ما خف بدأ يدور على شقة نعيش فيها لحد ما لقى شقة في حارة صغيره كان سعرها كويس بالنسبة للفلوس إللي كانت باقية معاه، *دموعها نزلت بغزارة وكملت ببكاء* نقلنا بعد ما بابا إشتراها علطول، وهنا ... هنا شوفت عمر ... كانت أول مرة أشوفه كان بيتخانق مع.........................................."

كملت حكايتها هي وعمر بكل التفاصيل وكانت بتبكي بكاء شديد وهي بتحكي، أمير كان مصدوم من الحكاية دي، مكنش يعرف غير حاجات بسيطة رانيا حكتله عنها، مكنش يعرف إللي مامته وعمر كانوا عايشينه، غضبه منها كان شديد بسبب إنها كانت عيله هبله ماشيه ورا واحد كان عايز يلعب بيها، وفي نفس الوقت زعلان عليها جدا من إللي هي عاشته، عقد حواجبه بغضب لما سمعها بتقول محاولات عمر معاها بس ملامحه هديت لما قالت إنه حبها، وغضب أكتر لما قالتله محاولات زميلاتها في إنهم يضيعوها، ده غير غضبه منها بسبب إنها كانت بتصدق أي حد، ده غير غضبه الأكبر لما قالتله إنها حاولت تسلم نفسها لعمر لكنه رفضها ... شوق كملت حكايتها وأمير ماسك أعصابه بالعافية من تصرفات مامته المتهورة ...

.................................

عمر دخل الفيلا وطلع لأوضة سيرين إللي كانت عفاف ماسكة إيديها وإسماعيل قاعد معاهم ... عمر فتح الباب على آخره ودخل بغضب شديد وهو بيبص لسيرين ... والتلاته إنتبهوله لما دخل ...

إسماعيل بإستفسار:"في إيه ياعمر؟ مالك؟"

عمر بغضب مكتوم وهو بيبص لسيرين إللي وشها شاحب:"مافيش."

إسماعيل بتفهم من نظرة عمر لسيرين:"طب ياعمر، نستأذن إحنا عشان سايبين الأولاد لوحدهم."

عفاف:"خلينا قاعدين شويه يا إسماعيل."

إسماعيل:"يلا يا عفاف، الأيام جايه كتير، سيبيها ترتاح شويه."

عفاف حضنت سيرين وبعدها خرجت من الأوضه وإسماعيل بص لعمر إللي مركز مع سيرين وبعدها خرج .. سيرين بصت في عيون عمر الغاضبة، غمضت عيونها بتعب وعمر إتنهد وقعد جنبها وفكلها الطرحة إللي كانت لابساها ...

عمر:"كده يا سيرين تخضيني عليكي؟ أنا ماصدقت إنك إتعالجتي من السكر."

سيرين ضحكت ضحكة خفيفة ...

عمر:"بتضحكي ليه؟"

سيرين بصوت مبحوح:"عشان السكر مابيتعالجش يابابي، أنا بس كنت عملت كنترول ليه."

عمر بإصرار:"لا بالنسبالي كنتي إتعالجتي خلاص."

سيرين بتنهيدة:"مش هتفرق كتير."

عمر فرد شعرها وأخدها في حضنه وإتنهد تنهيدة بسيطة وفي نفس الوقت بيفكر في شوق الخاينة إللي مش راضية تروح من باله ومش مصدق لحد الآن إنه قابلها أو شافها، سيرين خرجت من حضنه وبصت في عيونه إللي واضح عليها الغضب المكتوم ...

سيرين:"مالك يابابي فيك إيه؟"

عيونه جات في عيونها وسكت شويه مش عارف يقول إيه أو يتكلم في إيه لحد ما قرر ..

عمر بإستفسار:"إنتي علاقتك بأمير وصلت لحد فين؟"

سيرين بعدم فهم:"مش فاهمة."

عمر بتوضيح:"يعني علاقتك بيه كانت جوا الشركة بس؟ ولا إنتوا إتقابلتوا بره؟ ولا إيه؟"

سيرين إرتبكت وسكتت ..

عمر بغضب:"سيرين، ساكته ليه؟ ردي."

سيرين بتوتر:"علاقتي مكانتش جوا الشركة بس، معاملتنا مع بعض كانت مكالمات وواتس آب ماتقابلناش بره."

عمر بغضب:"وإيه تاني؟"

سيرين:"وعرفني على مامته."

عمر بغضب وهو بيغمض عيونه:"شوق."

سيرين إستغربت معرفته لإسمها ... عمر فتح عيونه وبصلها ..

عمر:"كنت قولتيلي قبل كده إن ليكي صاحبتك كنتي بتروحيلها كتير، مين دي؟"

سيرين بهدوء:"دي مامت أمير، شوق."

عمر إتجنن وبدأ يفكر كتير، قام من جنبها وفضل ماشي رايح جاي في أوضتها ...

عمر لنفسه بصوت مسموع لسيرين:"خطتها من البداية إن سيرين تقابل أمير وبعدها يعرفها عليها، عشان تضحك على عقلها بكلمتين وتعلقها بيها ... لا لا لا شوق عمرها ماكانت كده، شوق مكانتش فاهمة حاجة في الدنيا دي، ههههههههههههههه، إللي تبيع واحد عشان الفلوس تعمل أكتر من كده."

سيرين مستغربه كلام أبوها مع نفسه وإزاي يعرف شوق؟ بس لما ضحك بقهرة وسمعت آخر جمله، برقت بعدم إستيعاب وإفتكرت كلام إسماعيل ليها ... إن باباها كان بيحب واحدة بس ماحصلش نصيب ورجع لقاها إتجوزت ... وحكاوي أمير عن شوق بإنها إتجوزت غصب عنها بسرعة، بس لازم تفهم أكتر ولازم تعرف أكتر وكل ده هيكون من أبوها ... عمر بصلها...

عمر بغضب شديد:"وإنتي إزاي تدخلي بيت ناس ماتعرفيهمش؟ هو أنا ربيتك على كده؟ إفرضي الولد ده كان عملك حاجة وحشه؟ إفرضي كان حصلك حاجة؟ إزاي أصلا تسمحي لنفسك تروحي لشقة واحد غريب؟!!!"

سيرين وهي بتحاول تتحكم في دموعها:"ماتقلقش عليا يا بابي، أنا......."

عمر بغضب وهو بيقاطعها:"لازم أقلق طبعًا، عشان ده مش مجرد واحد إتعرف عليكي وقال إيه عايز يتقدملك، ده يبقى إبن... إبن ......"

سكت وماتكلمش وبيحاول يتحكم في غضبه ...

سيرين بغصة:"إبن مين يابابي؟"

عمر مردش عليها وكل تفكيره كان في شوق، مش قادر يقول عنها كلمة وحشه مش قادر يتكلم ...

سيرين:"تعرف شوق منين يا بابي؟"

عمر برق من سؤالها وبصلها ...

سيرين بإصرار من سؤالها:" تعرف شوق منين يابابي؟!!"

عمر سكت مش قادر يتكلم ...

سيرين بإصرار أكبر:"تعرفها منين؟!!! وليه بتتكلم عنها كده؟"

وهنا عمر إنفجر فيها ...

عمر بغضب شديد:"عشان دي الإنسانة إللي رمت حبي ليها عشان الفلوس، دي الإنسانة إللي حبيتها من كل قلبي وهي قابلت الحب ده بإيه؟؟ قابلته بالخيانة .... أنا كنت بعمل المستحيل عشانها ماكنتش باكل عشان هي تاكل، كنت بحرم نفسي من كل حاجة وأنا مبسوط ومش متضايق في سبيل إنها تبقى مرتاحة ومبسوطه، كنت بتمنى أشوف ضحكة بسيطة منها عشان أبقى مرتاح في يومي كله، أنا ماكنتش بعدي يوم غير لما أشوفها حتى لو مش بقابلها كنت بتصرف وأشوفها من بعيد حتى وهي مش واخده بالها مني، حافظت عليها، *عيونه لمعت بسبب دموعه المحبوسه بس تجاهل ده وكمل بغضب أشد*، حافظت عليها ومنعت نفسي عنها، غيري كان هيستغل الفرصة حتى لو كان مين، لكن أنا حافظت عليها وحطتها جوا عيوني، كنت أقرب حد ليها وأحن عليها من أبوها وأمها، كانت كل شئ في حياتي، إتغربت عشانها وماكنتش بنام كويس وكنت بحرم نفسي من الأكل في سبيل جوازي منها، كنت بحط القرش على القرش عشان أعيشها مرتاحة ومبسوطة، لكن إيه إللي حصل؟!! حادثة بسيطة حصلتلي في يوم رجوعي، بس فوقت منها بعدها بيوم وجريت على الميناء وركبت سفينة رايحة لمصر، ولما رجعت مالقتهاش، إتجوزت غيري وماستنتنيش، *دمعة نزلت من عيونه* ماستنتش يومين كمان، إتجوزت بسرعة وإختفت بعدها، قلبت مصر كلها عليها مالقتهااااش لدرجة إن الناس فكروني مجنون، إستنيتها كتير عشان تهرب من جوزها بس ماهربتش ومجتش الحارة وفقدت أملي في رجوعها وسافرت على أمريكا .. .. ودلوقتي هي أكيد عرفت بأي طريقه إني بقيت غني وعندي شركة ومابقيتش الولد الفقير الكحيان إللي مكنش حيلته أي حاجة ولا ليه بيت حتى، وقالت تخلي إبنها يلف على بنتي عشان تاخد من الحظ جانب، بس أنا نفسي أعرف حاجة واحدة بس، فين جوزها من ده كله؟ ولا هي أخدت منه كل إللي وراه وإللي قدامه كمان وهربت؟"

سيرين كانت بتبكي بسبب دموع باباها لإنها ولأول مرة في حياتها تشوف دموعه ... عمر مسح دمعته بسرعة وأخد نفس عميق وقعد جنبها ومسحلها دموعها وأخدها في حضنه ...

عمر:"سيرين أنا واثق فيكي، بس طمنيني عليكي، الولد ده عملك حاجة؟"

سيرين:"أنا كويسه يابابي ماتقلقش عليا، وأقدر أحافظ على نفسي كويس."

عمر باسها من راسها وشدد من حضنه ليها ... سيرين كانت بتفكر في قصة باباها بس هي مش شايفه كده في شوق خالص، مشافتش منها لؤم ولا خبث نهائيا .. مشافتش منها أي حاجة وحشه تدل على إنها ممكن تعمل كل إللي أبوها قاله عنها .. عمر بعد عنها وباسها من راسها تاني ..

عمر:"نامي وإرتاحي، أنا هاخد شاور وهعملنا أكل."

قام من مكانه ولسه هيخرج بره الأوضة، إتسمر في مكانه لما سمعها ..

سيرين:"شوق إتطلقت في المحكمة من 19 سنة."

عمر وهو بيبصلها:"وأنا ماسألتكيش عنها."

سيرين بإبتسامة:"حضرتك قولتلي، "فين جوزها؟" وأنا برد عليك وبعرفك إنها مطلقه."

عمر وهو بيضحك بإستهزاء:"إتطلقت في المحكمة؟ دي على كده بقا أخدت منه إللي وراه وإللي قدامه وجات تطلب الطلاق ولما رفض رفعت عليه قضية، مسكين، نامي ياسيرين إنتي تعبانه."

لف ولسه هيخرج من الأوضة ..

سيرين:"على حد علمي يا بابي، إن شوق كانت متجوزة غصب عنها، باباها أجبرها على الجواز."

عمر فضل واقف في مكانه ومديلها ظهره والحزن منتشر في ملامحه ...

عمر بشرود:"موتها كان أهون عندي من إنها تبقى لغيري."

خرج من الأوضة وسيرين مش مستوعبه كلامه وفي نفس الوقت مش مصدقه إن شوق إللي ضمتها لحضنها وإتصاحبت عليها كانت حبيبة باباها الوحيدة في يوم من الأيام ...

..........................

أمير كان مربع إيديه بغضب مكتوم وبيبص لشوق إللي بتشهق شهقات خفيفة وهي مابتبصلهوش وده لإنها مكسوفة منه ..

أمير:"تعرفي يا أمي، لولا إن الآنسة أسماء قالت إن ماينفعش تضغطي على نفسك، أنا كان ممكن يكون ليا كلام تاني معاكي، بس كفاية عليكي إللي إنتي عشتيه، أصل هعاتبك على إيه؟ على حاجة حصلت من سنين؟ *إتكلم بغضب شديد* ولا أعاتبك على إنك النهاردة كنتي عايزة ترمي نفسك في حضن راجل غريب؟"

شوق ببكاء شديد:"أنا آسفة، ماكنتش في وعيي، أنا بس ماصدقتش إني شايفه عمر قدامي."

أمير فضل ساكت مابيتكلمش وبيبصلها بغضب ...

شوق وهي بتبصله:"أمير ماتتضايقش مني عشان خاطري."

أمير بغضب مكتوم:"أنا مش متضايق."

شوق بدموع:"أومال إنت بعيد عني ليه؟ عشان خاطري ماتبعدش عني بالشكل ده، ماتبقاش قاسي عليا.."

أمير أخد نفس عميق عشان يهدى وقعد جنب شوق على السرير وأخدها في حضنه وبيحاول يهديها ..

أمير:"خلاص ياشوق ماتزعليش، أنا آسف حقك عليا."

شوق:"حقك عليا إنت، مكنش ينفع أعمل كده."

أمير وهو بيطبطب عليها:"خلاص ياشوق، الموضوع عدا، المهم إنك تستغفري ربنا."

شوق إستغفرت ربنا وهديت في حضن أمير وفي نفس الوقت بتفكر في إيه إللي حصل عشان عمر يبقى عايش ومايسألش فيها أو يدور عليها، إيه إللي حصل يخليه يسيبها في كل ده، إيه إللي حصل عشان يروح يتجوز واحدة غيرها ويجيب منها سيرين، معندهاش شك في حب عمر ليها أبدًا، شوقه ليها كان واضح في عيونه لدرجة إنها حست إنه بيحضنها بنظراته، أكيد في حاجة ولازم تعرف إيه إللي حصل ومنه هو، فاقت على صوت أمير ..

أمير بهزار:"شوق، إحنا لو فضلنا كده اليوم كله مش هعرف أذاكر ولا أروح الإنترفيو بتاع بكرة، ومش هنلاقي فلوس نعيش بيها ولا نجيب فلوس عشان ندفعها للجمعية إللي دخلنا فيها دي."

بعدت عنه بسرعة ومسحت دموعها ..

شوق بصوت مبحوح:"روح ياحبيبي ذاكر، ربنا يكون في عونك."

أمير وهو بيبوس إيدها:"يا رب، أنا عايزك ترتاحي شويه يا شوق، إنتي تعبانة."

شوق:"حاضر."

ضمها لحضنه بشدة وباس راسها وخرج من أوضتها ... شوق مددت على سريرها وفي نفس الوقت بتفكر في عمر وإنها عايزة تعرف إيه إللي حصل عشان عمر يعمل كل ده، لحد ماقررت القرار المناسب ... أمير دخل أوضته وقعد على سريره وفضل يهز في رجله بغضب وفضل يفكر كتير في إيه الصدفة إللي تخلي سيرين الإنسانة إللي هو بيحبها تطلع بنت الشخص إللي مامته كانت بتحبه ... لحد ما إستنتج ...

أمير لنفسه:"معقوله سيرين قربت مني ودخلت بيتي عشان شوق بس؟! معقوله تكون عارفة كل الحكاية وأنا من وسط كل إللي كانوا بيشتغلوا في الشركة خلتني أنا إللي أدربها؟! .. أكيد لا، ممكن متكونش عارفه حاجة *إتنهد بضيق وكمل* هعرف بنفسي."

........................................

في صباح اليوم التالي:

أمير كان بيفطر وسرحان في تفكيره، وشوق قاعدة قدامه بتاكل وبتبص لملامحه ...

شوق:"أمير؟"

أمير إنتبهلها وبصلها ...

شوق:"سرحان في إيه ياحبيبي؟"

أمير بتنهيدة:"في الإنترفيو."

شوق:"ربنا يوفقك ياحبيبي، تعبك مش هيضيع."

أمير:"اللهم آمين، أنا لازم أمشي عشان أوصل بدري."

شوق:"بالتوفيق ياحبيبي."

قام من مكانه وباس راسها ..

أمير:"لو إحتجتي أي حاجة يا شوق كلميني، وماتنسيش تاخدي الدواء، وإحتمال كبير أوي أتأخر لو إتقبلت، هبقى على تواصل معاكي."

شوق:"إن شاء الله هتتقبل يا حبيبي."

أمير بإبتسامة:"إن شاء الله ياحبيبتي."

راح للباب ولسه هيخرج...

شوق:"أمير."

أمير وهو بيبصلها:"نعم؟"

شوق بإبتسامة:"لا إله إلا الله."

أمير بحب:"محمد رسول الله."

خرج من الشقة ومشي وهي إتنهدت وقامت من مكانها وشالت الأكل وبعدها راحت لأوضتها ووقفت قدام دولابها وبتشوف هتلبس إيه عشان تروح لعمر في الشركة ... أمير كان واقف مستني أي ميكروباص يركبه، أخد موبايله من جيبه وبدأ يكتب رسالة لسيرين ...

" محتاج أتكلم معاكي في موضوع، هتعرفي تقابليني؟"

في الوقت ده سيرين كانت بتفطر هي وعمر الشارد مع نفسه بس إنتبه لما سيرين وصلها رسالة ... سيرين فتحت موبايلها وقلبها دق بشدة لما شافت رسالته وأخيرًا أمير رضي عنها وقرر يقابلها ... بدأت تكتبله رسالة وقلبها بيرقص من الفرحة لدرجة إن وشها نور وعمر مستغرب إبتسامتها وفرحتها ...

" أكيد، نتقابل إمتى وفين؟"

وصلها رد أمير بسرعة ...

"هبقى أكلمك، وعلى أساسه هحدد المكان والوقت بس لازم نتقابل ضروري."

كتبت بسرعة...

"في إنتظارك."

حطت الموبايل قدامها على الترابيزة وعيونها جات في عيون عمر إللي بيبصلها بشك ...

سيرين بإرتباك:"في إيه يابابي؟"

عمر بشك:"إيه إللي حصل عشان وشك ينور كده؟"

سيرين:"مافيش ياحبيبي، ده في مسلسل كنت بتابعه نزل منه جزء تاني."

عمر بعدم إقتناع:"ماشي."

كمل أكله ...

سيرين:"بابي."

عمر بإنشغال:"نعم؟"

سيرين:"مش هتروح الشركة؟"

عمر:"وهروح ليه وإنتي تعبانة؟ لازم أفضل معاكي وأراعيكي."

سيرين:"أنا بقيت كويسه أهوه ياحبيبي، وبعدين هكلم طنط عفاف تيجي تقعد معايا وإنت روح الشركة بلاش توقف شغل عشاني."

عمر وهو بيبصلها:"الشركة ملهاش لازمة قصاد صحتك."

سيرين برجاء:"بابي، أنا مش عيله صغيرة."

عمر:"لا إنتي عيله صغيرة."

سيرين بحزن:"بابي أنا أقدر آخد بالي من نفسي كويس."

عمر بإستهزاء:"واخد بالي، رجعلك السكر تاني بعد ماكنا خلاص إرتحنا منه."

سيرين:"هو أصلا مكنش راح عشان يرجع."

عمر:"معلش أعذري جهلي، أصلي ماليش في الطب حبتين."

سيرين:"بابي."

عمر ساب إللي في إيده وبصلها وهو معقد حواجبه ..

سيرين بإبتسامة:"حبيبي، إنت وراك شغل ومسئوليات في الشركة، وأنا محتاجة أرتاح شويه، وصدقني هنام أغلب الوقت أصلا، وهاخد الدواء بإنتظام، بس روح الشركة ومتوقفش الدنيا عشاني."

عمر:"بس...."

سيرين:"من غير بس يابابي، الشغل كتير أوي اليومين دول وحضرتك لازم تكون هناك."

عمر بتنهيدة:"ماشي ياسيرين، أنا هروح الشركة."

سيرين إبتسامتها كبرت ...

عمر وهو بيكمل:"بس هكلم عفاف تيجي تقعد معاكي."

سيرين كشرت ... عمر قام من مكانه ووقف قدامها ...

عمر:"مش بحب أسيبك لوحدك، ببقى خايف عليكي."

سيرين:"تقوم تجيبلي طنط عفاف؟"

عمر وهو معقد حواجبه:"ومالها عفاف يعني؟ دي بتعتبرك بنتها، وأهو تونسوا بعضكم، إسماعيل بيروح المحل وبيسيبها وعيالها إللي بيروح الكلية وإللي بيروح الدروس بتاعته وإللي بيروح شغله."

سيرين بتنهيدة:"ماشي يابابا إللي إنت حابه إعمله."

عمر وهو بيرجع خصلة شعرها ورا ودنها:"وإللي أنا حابه ده بيبقى في مصلحتك إنتي ياحبيبتي *باس راسها* أنا همشي وعفاف هكلمها وهتجيلك بعد شويه."

سيرين:"توصل بالسلامة يا حبيبي."

عمر:"الله يسلمك."

عمر خرج من الفيلا وسيرين قعدت في مكانها بضيق وبتفكر هتخرج وعفاف موجودة عندها إزاي ...

..................................

شوق كانت قاعدة قدام الكمبيوتر بتاع أمير ولابسه الفستان إللي سيرين كانت جابتهولها ولابسه نظارتها النظر وبتكتب على الكيبورد ببطئ شديد ...

شوق:"عنوان شركة "أوش"."

ضغطت على أيقونة البحث وبدأت بعيونها على عنوان شركة عمر لحد ما لقته مسكت ورقة وقلم وبدأت تكتب العنوان وفي نفس الوقت بتحاول تتحكم في دموعها وده لإنها خلاص مشتاقة تشوف عمر وفي نفس الوقت رايحاله عشان تعرف منه كل حاجة، أكيد ليه عذره، أكيد في حاجة غلط ... طبقت الورقة وقفلت الكمبيوتر وخرجت من أوضة أمير وبعدها خرجت من الشقة ... أمير وصل للشركة إللي هيعمل فيها إنترفيو وإنتظر دورة وده لإن في متقدمين كتير للوظيفة دي ... عمر وصل شركته وراح على مكتبه علطول وحاول يشغل نفسه وعقله إللي بيفكر في شوق من وقت ما شافها وده لإنها مش راضيه تخرج من عقله ... بمرور الوقت .. وشوق وصلت قدام الشركة بعد أسئلة كتير وهي بتلف في الشوارع لحد ما وصلت ... شوق ضغطت بإيديها على شنط الإيد بتاعتها وبتحاول تمسك أعصابها وده لإن خلاص في فاصل بسيط بينها وبين عمر حبيبها الوحيد إللي عاشت على ذكراه ...

شوق وهي بتصبر نفسها:"أكيد هو كمان كان زعلان في بعدك ياشوق، إستحملي وإصبري حبيبك رجع."

إبتسمت بفرحة في وسط دموعها إللي نزلت ودخلت الشركة بخطوات متثاقلة ولما دخلت بصت حواليها لحجم الشركة ... كانت كبيرة جدا وواسعة ومنظمة بأحدث الديكورات...

شوق بهمس وإبتسامة:"بسم الله ماشاء الله، ربنا يباركلك."

كانت حاسه إنها تايهه ومش عارفة تروح فين أو تعمل إيه، عيونها جات على بنت محجبة قاعدة عند مكتب كبير ولبسها منسق وجميل، أخدت نفس عميق وراحت وقفت عندها بإرتباك... البنت رفعت عيونها وبصتلها ..

؟؟ بإبتسامة:"أهلًا بحضرتك يافندم، أقدر أساعد حضرتك بإيه؟"

شوق بإرتباك:"كنت محتاجة أقابل صاحب الشركة."

؟؟ بإستفسار:"حضرتك عندك ميعاد مع البشمهندس؟"

شوق بتوتر:"لا."

؟؟:"طب هو منتظر حضرتك؟"

شوق هزت راسها ب "لا" وبصت في الأرض ...

؟؟:"طب إسم حضرتك إيه؟ عشان أبلغه."

شوق بصوت مبحوح:"شوق."

؟؟:"تمام يافندم، إتفضلي إرتاحي في الريسيبشن."

شوق هزت راسها وقعدت في الريسيبشن ... السكرتيرة إتصلت بمكتب عمر ...

عمر بإنشغال وهو بيرد:"ألو."

؟؟:"بشمهندس في واحدة منتظرة حضرتك في الإستقبال."

عمر:"مقالتش هي مين يا صابرين؟"

صابرين:"إسمها شوق."

عمر قلبه دق بشدة لما سمع إسم شوق وبسرعة فتح شاشة الكاميرات إللي عنده في المكتب ... شافها قاعدة في الريسيبشن وبتبص في الأرض، فضل يتأملها كتير ونسي تمامًا إن السكرتيرة معاه على التليفون ...

صابرين:"بشمهندس؟"

عمر وهو بيفوق لنفسه:"نعم؟"

صابرين:"أخليها تدخل لحضرتك؟"

عمر عقد حواجبه بضيق وفكر مع نفسه ...

عمر:"لا، بلغيها إني عندي إجتماع اليوم كله النهارده ومش فاضي أقابل حد."

صابرين:"حاضر."

قفل مع السكرتيرة وبص لشوق إللي قاعده بتبص في الأرض ...

صابرين:"البشمهندس عمر مشغول النهاردة وراه إجتماع اليوم كله."

شوق بإستفسار حزين وطيبة وهي بتبصلها:"هو أنا ممكن أستناه؟"

صابرين:"حضرتك هو مشغول، وهيخلص على آخر اليوم."

شوق بإصرار:"أنا عندي إستعداد أستناه لآخر اليوم، مش مشكلة المهم إني هقابله في الآخر."

صابرين بإستغراب:"تمام يافندم."

راحت مكتبها وإتصلت بعمر ..

صابرين:"قالت إنها عندها إستعداد تستني حضرتك لآخر اليوم."

عمر عقد حواجبه وهو بيبص لشوق في الكاميرات ...

صابرين:"أعمل إيه يافندم؟"

عمر بنبرة مبهمة:"سيبيها على راحتها، خليها تقعد للآخر."

صابرين بإستغراب من الموقف:"تمام."

عمر قفل المكالمة ومازال باصص لشوق في الكاميرات ...

عمر:"عندك إستعداد تستنيني لآخر اليوم؟ طب إستني."

بِعِد عيونه عن شاشة الكاميرات وحاول يشغل نفسه بأي حاجة عنها وبالفعل بدأ يركز في شغله ومن دقيقة للتانية عيونه بتيجي على الشاشة يبص على شوق من خلالها .. شوق كانت قاعدة هاديه في مكانها وفي نفس الوقت فرحانه إن في بينها وبين حبيبها ساعات قليلة عشان يتقابلوا، إستحملت في بُعده 28 سنة .. يبقي هتقدر تستحمل ساعات قليلة كمان .... أمير دخل الإنترفيو بتاعه وأبدع فيه وأبهر الشخص إللي عمله الإنترفيو وقام بإختبارات عديدة ونجح فيها كمان وتم قبوله ...

؟؟ بإبتسامة وهو بيسلم عليه:"حقيقي إتشرفت بوجودك معانا النهاردة، وهبلغك بآخر الأخبار بس أكيد إن شاء الله هتكون معانا."

أمير بإبتسامة وهو بيسلم عليه:"و شرف عظيم ليا إني أكون من ضمن موظفينكم إن شاء الله."

؟؟:"إحنا إللي لينا الشرف يافندم."

أمير:"أستأذن أنا."

أمير خرج من الشركة دي وإتنهد بإرتياح وحمد ربنا وقرأ الأذكار وهو ماشي في الطريق وبعدها فتح موبايله وقرر يبعت رسالة لسيرين ..

"هنتقابل في كافية ***** في المعادي بعد ساعة ونص."

بعت الرسالة دي وإنتظر ردها ... سيرين كانت قاعدة في أوضتها وواضح عليها الملل وعفاف قاعدة قدامها وبتتكلم في حكاويها المعتادة عن حياتها ...

عفاف:"وبعدها قولتله لا إسماعيل كل ولد له شقة وتعمل لكل واحد مشروعه، هما مالهمش غيرنا، يعني نسندهم قبل ماحد فينا لا قدر الله يموت."

سيرين إتنهدت بملل بس فاقت لما سمعت صوت وصول رسالة وكل ده وعفاف بتكمل في حكاويها ... سيرين مسكت موبايلها وقرأت رسالة أمير ... وبدأت تكتبله ...

"أوك."

بصت لعفاف إللي مشغوله في حكاويها عن حياتها هي وإسماعيل وأولادهم وقررت توقفها ..

سيرين:"طنط."

عفاف وهي بتبصلها:"نعم يا حبيبتي؟"

سيرين:"ممكن أطلب منك طلب بس عشان خاطري ماتقوليش حاجة لبابي؟"

عفاف بشك:"قولي."

سيرين:"ليا واحدة صاحبتي تعبانة جدا وأنا لازم أزورها وبابي مش موافق."

عفاف بإمتعاض:"ماتيجي تزورك إنتي، مانتي تعبانة إنتي كمان، ده إيه دلع البنات ده."

سيرين:"هي تعبانة جدا أكتر مني، وأنا محتاجة أروح أزورها وبابي رافض عشان أنا كمان تعبانة، ورافض إني أخرج من البيت"

عفاف بمصمصة:"عنده حق طبعا، وتخرجي ليه؟"

سيرين بتعب من المناهدة:"عشان خاطري يا طنط، أنا محتاجة أروح أشوفها وأطمن عليها، وعشان خاطري ماتقوليش لبابي."

عفاف إتنهدت بضيق وبصت لسيرين وهي رافعه حاجبها ...

سيرين برجاء:"طب بلاش عشان خاطري، عشان خاطر أونكل إسماعيل طيب؟"

عفاف حست بالخجل الشديد وسيرين إستغربت خجلها ...

عفاف بخجل:"جيتي على نقطة ضعفي، ماشي ياحبيبتي، يلا روحي وماتتأخريش."

سيرين أما صدقت قامت حضنت عفاف جامد وقامت من مكانها عشان تغير هدومها ...

..........................

شوق كانت قاعدة في الريسيبشن وبتبص في الأرض ومش دريانه بإللي متابعها من شاشة الكاميرات ... فاقت على صوت موبايلها ... أخدت الموبايل من شنطة إيديها وإرتبكت لما لقت إسم أمير ... أخدت نفس عميق وقررت ترد ..

شوق:"السلام عليكم."

أمير:"وعليكم السلام ياحبيبة قلبي، طمنيني عليكي أخبارك إيه؟"

شوق:"أنا بخير الحمدلله ياحبيبي."

أمير:"طب الحمدلله، شوق أنا هتأخر النهاردة شويه."

شوق:"ليه ياحبيبي إنت رايح فين؟ وهتتأخر أكتر من كده ليه؟"

أمير بإبتسامة:"أولا أنا إتأخرت أولاني عشان قعدت كتير هناك في الشركة وعملت كذا إختبار والحمدلله عديت فيهم، وهتأخر تاني عشان ورايا مشوار مستعجل."

شوق بإبتسامة حنونة:"ماشي ياحبيبي، بالتوفيق ربنا يوقفلك في طريقك ولاد الحلال."

أمير:"اللهم آمين، شوق إتغدي كويس وخدي علاجك."

شوق:"حاضر ياحبيبي."

أمير:"ماشي ياحبيبتي، خدي بالك من نفسك في غيابي."

شوق:"حاضر."

قفلوا مع بعض وشوق إتنهدت بحزن وحست بالجوع الشديد وده لإنها قعدت وقت طويل من غير أكل ... وفجأة شمت ريحة أكل وسمعت صوت زقزقة معدتها، حطت إيدها على بطنها بإحراج من إن حد يكون سمع صوت زقزقة معدتها .. عيونها جات على الموظفين إللي طالبين أكل من بره وبيستلموا أكلهم، بلعت ريقها بجوع شديد، بس قررت إنها لازم تستحمل هانت كلها ساعة أو ساعتين وعمر يخلص إجتماعه ... عمر كان متابعها وملاحظ جوعها الشديد وده لإنها بتبص لكل الموظفين إللي كانوا بيستلموا وجباتهم إللي طلبوها حتى وجبته إللي طلبها جاتله وصلت حالًا ... ماحسش بنفسه غير وهو بيعمل مكالمة لمكتب صابرين بسرعة ...

صابرين:"ألو."

عمر:"أيوه يا صابرين، الأوردر إللي جالي حالا تسلمية للمدام إللي في الريسيبشن، وتفهميها إن كل إللي موجودين في الشركة سواء كانوا ضيوف أو موظفين بيكون ليهم وجبات."

صابرين:"طب لو هي رفضت؟"

عمر:"قوليلها زي ماقولتلك، وسيبيلها العلبة على الترابيزة قدامها وهي هتاكل."

صابرين:"حاضر يافندم، طب حضرتك طلبت أوردر تاني ليك؟"

عمر:"ماليش نفس، يلا سلميه."

صابرين:"حاضر يافندم."

قفل معاها المكالمة وعمر كان بيحاول يتحكم في جوعه وهو بيبص لشوق إللي صابرين قربت منها ...

صابرين:"إتفضلي يافندم."

شوق وهي بتبصلها:"هاه؟"

صابرين:"إتفضلي يا فندم، الأكل ده ليكي."

شوق بإرتباك:"لا شكرا، مش جعانه."

صابرين:"يافندم دي وجبات بتتوزع على إللي موجودين في الشركة في يوم الشغل سواء كانوا موظفين أو ضيوف، إتفضلي."

صابرين حطتلها العلبة على الترابيزة قدامها ومشيت ورجعت لمكتبها ... شوق عيونها جات على علبة الأكل ...

شوق بإستغراب:"غريبة، أمير مقالش ليه إنهم بيوزعوا وجبات هنا؟"

حاولت تتحكم في جوعها بس ماقدرتش تتحكم فيه، فتحت العلبة بإحراج وإتفاجأت بصنف الأكل إللي موجود فيها وإستغربت إن في شركة توزع حاجات غاليه جدا زي دي ... دي نوعية بيتزا خاصة بمطعم مشهور وكبير .. ريحتها كانت حلوة جدا، شوق أخدت قطعه بسيطة وبدأت تدوقها ... عجبها طعمها جدا وكملت أكلها بجوع شديد ... عمر كان متابعها بعيونه وحاسس إنه بيشبع طول ماهو شايفها بتاكل كإنه هو إللي بياكل، ضحك ضحكة خفيفة وده لإن أكلتها بسيطة زي ما إتعود عليها دايمًا، بس فجأة فاق لنفسه وعقد حواجبه بغضب شديد وبِعِد عيونه عنها وركز في الملفات إللي في إيده وهو متضايق ... شوق خلصت أكل وقامت من مكانها وراحت لصابرين ..

شوق بإستفسار:"ممكن أعرف الحمام فين؟"

صابرين بإبتسامة:"أكيد يافندم."

وصفتلها طريق الحمام وبالفعل شوق أخدت شنطتها وراحت للحمام وغسلت إيديها وأخدت علاجها إللي كان عبارة عن حبوب كتير منها للضغط ومنها للربو وأخدت إستنشاق من البخاخة عشان ماتتعبش وبعدها خرجت من الحمام ورجعت قعدت في مكانها وإستنت عمر عشان يخلص ... أمير كان قاعد مستني سيرين في كافية كبير في المعادي بيطل على كورنيش النيل .. سيرين وقفت بعربيتها قدام الكافية وأخدت نفس عميق وعدلت طرحتها وهدومها وبعدها نزلت من العربية ودخلت الكافية بدأت تدور عليه بعيونها لحد مالقته قاعد على ترابيزة هاديه وبعيدة وسرحان في منظر النيل ولحسن حظهم إن الدنيا بدأت تليل فالجو كان هادي وشاعري .. أخدت نفس عميق وقربت منه ... أمير إتنهد و لسه هيبص نحية بوابة الكافية لقاها بتقرب منه بطلتها المعتادة إللي بتخطف قلبه ... بس فاق لنفسه وبصلها بملامح خالية من أي مشاعر ...

سيرين بإبتسامة:"إزيك يا أمير؟"

أمير:"أنا بخير الحمدلله، إتفضلي إقعدي."

قعدت قدامه وهي مبتسمة ..

سيرين:"أنا كنت واثقة إنك هتسمعني أنا ........"

أمير بجمود وهو بيقاطعها:"أنا مش جايبك عشان أي حاجة بيني وبينك يا سيرين، أنا جايبك عشان أسألك سؤال واحد."

سيرين بإرتباك:"إتفضل."

أمير بإستفسار:"الأول كده، إنتي أكلتي؟"

سيرين بإبتسامة:"أيوه أكلت الحمدلله قبل ما أنزل."

أمير:"طيب، هطلبلك حاجة تشربيها، تحبي تشربي إيه؟"

سيرين بهدوء:"أي حاجة."

أمير:"ماشي."

أمير طلبلها نفس إللي هيطلبه لنفسه وفضلوا هما الإتنين ساكتين مش بيتكلموا، وأمير مكنش بيبص سيرين، لكن هي كانت بتبصله بحب وإشتياق، لحد ما الأوردر بتاعهم جه وأمير بصلها وإتكلم ...

أمير بإستفسار:"إنتي عرفتي شوق منين يا سيرين؟"

سيرين بإستغراب من سؤاله:"إنت عرفتني عليها يا أمير، لما شوفت صورتكم مع بعض على موبايلك."

أمير بعدم إقتناع:"لا إنتي تعرفي شوق قبلها."

سيرين:"لا يا أمير، أنا معرفش شوق غير لما إنت حكتلي عنها."

أمير بشك:"يعني إنتي مثلا ماحاولتيش تقربي من شوق عشان كانت هي و..... هي وباباكي كانوا بيحبوا بعض زمان؟"

سيرين عيونها لمعت بسبب دموعها المكتومة ...

أمير:"سكتي ليه؟ ماتردي؟"

سيرين:"لا يا أمير، أنا ماكنتش أعرف أي حاجة."

أمير بإبتسامة إستهزاء:"ولو إني مش مصدقك، بس ماشي."

سيرين بحزن وإستفسار:"وليه ماتصدقنيش؟ ليه؟"

أمير بهمس غاضب:"عشان إللي يكذب مرة يكذب مليون، وإنتي كذبك عدا كتير، فمابقتش عارف إنتي إيه وحقيقتك إيه."

سيرين:"أمير صدقني، أنا خبيت حاجة واحدة بس ماكذبتش."

أمير بتنهيدة:"الموضوع خلص من زمان يا سيرين وإتقفل كمان."

سيرين بعدم فهم:"يعني إيه؟"

أمير:"يعني إتقفل."

سيرين بإصرار:"مش فاهمة."

أمير بغضب وهو بيبص في عيونها البنية:"موضوعنا أنا وإنتي إنتهي من قبل ما يبتدي، أي علاقة بتبدأ بالكذب بتبقي كلها كذب .. مابتبقاش علاقة أصلا، ما بُني على باطل فهو باطل، وعلاقتنا إحنا الإتنين مكنش ليها مستقبل ولا هيكون ليها، و......."

سيرين بدموع:"إنت إزاي تحكم على علاقتنا من نفسك؟ إزاي تعمل كده؟"

أمير بغضب:"عشان ده المعروف، والنهاية إتكتبت من قبل ما نبدأ مع بعض حتى، نصيحة مني ليكي يا سيرين خليكي فاكراها كويس عشان لما تبدأي حياتك مع *إتكلم بصعوبة* شخص تاني، ماتخبيش عنه حاجة وخليكي صريحة معاه، عشان ممكن بكذبك تبهدليه هو وكرامته، أنا كده كلامي خلص، وكانت فرصة عظيمة ليا إني إتعلم من واحدة زيك إن مافيش حاجة إسمها حب، كله بيبقى كذب في كذب .. بعد إذنك."

أمير قام من مكانه وحط مبلغ على الترابيزة ومشي بغضب من الكافيه وسيرين كانت قاعدة في مكانها بتبكي وبتحاول تتحكم في أعصابها .. قامت من مكانها وهي بتبكي وخرجت من الكافية وأول أما ركبت عربيتها إنفجرت من البكاء بسبب خسارتها لأمير ... شوق كانت قاعدة في الريسيبشن وبتبص لكل الموظفين إللي بيخرجوا من الشركة وده لإن ميعاد خروجهم جه .. أخدت نفس عميق وراحت لصابرين إللي بتجهز شنطتها عشان تمشي ..

شوق:"لو سمحتي يابنتي، هو بشمهندس عمر خلص إجتماعه؟ إحنا بقينا في آخر اليوم."

صابرين بصتلها بحزن وده لإنها صعبانه عليها عشان هي قاعدة من الصبح ماتحركتش من مكانها غير عشان الحمام وبس ...

صابرين:"ثواني وهكلمه يافندم."

شوق بطيبة:"يا ريت."

صابرين عملت مكالمة لمكتب عمر وشوق واقفه قدامها مبتسمة بحماس ...

صابرين:"بشمهندس، بالنسبة لل..........."

عمر وهو بيقاطعها:"خليها تدخل يا صابرين، وروحي إنتي."

صابرين:"حاضر."

صابرين لشوق:"إتفضلي يافندم، هو منتظر حضرتك في مكتبه."

شوق بفرحة ظاهرة:"المكتب فين؟"

صابرين:"إتفضلي معايا."

صابرين وصلتها قدام المكتب وبعدها إستأذنت منها عشان تمشي وبالفعل مشيت ... شوق كانت واقفة قدام باب المكتب بتاع عمر وقلبها بيدق بشدة ومتحمسه للقائها معاه وكلامهم مع بعض ... وأخيرا عمر هيستقبلها وهيتكلم معاها ... أخدت نفس عميق وخبطت على الباب وفتحته ودخلت المكتب بخطوات مرتعشه ..

عيونها جات على عمر إللي قاعد على كرسي مكتبه وبيبصلها بهدوء شديد، إتأملته بهدوء وكان في كامل أناقته، لابس بدله سوداء مظبوطه على جسمة تماما، عيونها جات على وشه إللي ظاهر فيه بعض التجاعيد، وذقنه السوداء إللي مختلطة بالشعر الأبيض، وشعرة الأسود إللي مختلط بالشعر الأبيض كمان، عيونه البنية إللي بتبصلها بنظرة مبهمة هي مش فاهماها، إبتسمتله بحب وقربت من مكتبه بخطوات خفيفة ومتعثرة وفي نفس الوقت ماسكة في شنطة إيدها جامد بسبب التوتر إللي هي حاسه بيه ... عمر تأملها كاملًا

من راسها لحد رجلها .. لسه زي ماهي، ماتغيرش شكلها، نضجت في ملامحها، الحجاب خلا شكلها مختلف شويه لكنها نفس الشكل، مافيش تجاعيد، كإنها غابت عنه كام يوم مش 28 سنة، ضحك بإستهزاء لما لقى إن الفستان إللي هي لابساه هو نفسه الفستان إللي سيرين كانت بعتاله صورها بيه، شوق فهمت إن إبتسامته دي ترحيب بيها ...

شوق بإبتسامة:"حمدالله على سلامتك ياعمر."

عمر ضحك بإستهزاء وشوق إستغربت ضحكته ...

شوق بإرتباك:"أنا ... أنا كنت جايه عشان أ........"

قلبها دق لما سمعت صوته ...

عمر بنبرة سخرية وهو بيقاطعها:"مايصحش تفضلي واقفه كده يا مدام شوق، إتفضلي أقعدي."

قعدت بإرتباك على كرسي قدام مكتبه وعيونها مابعدتش عن عيونه لحظة واحدة، وده لإنها كانت بتبصله بنظرة شوق وحب وعشق كبير منتهاش ..

عمر بإستفسار:"تحبي تشربي حاجة؟"

كانت لسه هتتكلم..

عمر بإبتسامة سرقت قلبها:"نسيت، الكل مشي."

شوق بهدوء:"أنا مش جايه أشرب حاجة، أنا جايه أتكلم معاك شويه."

عمر:"إتفضلي."

شوق:"عمر هو............"

عمر بإبتسامة وهو بيقاطعها:"بشمهندس عمر من فضلك."

شوق بهدوء وتصحيح:"أنا كنت محتاجة أعرف إيه إللي حصل يا بشمهندس."

عمر بإستفسار:"إيه إللي حصل من ناحية إيه؟ مش فاهم؟"

شوق:"ليه إنت عايش؟ وهما قالوا إنك مت و........"

عمر بإبتسامة وهو بيجز على أسنانة:"طبعا كانت صدمة كبيرة ليكي إنك لقيتيني عايش."

شوق بتوهان وعدم إستيعاب:"أيوه أنا إتصدمت فعلا، كانوا قالوا على التليفزيون إنك مُت و........"

عمر وهو بيقاطعها:"وهو أي حاجة بتتقال في الحياة بتتصدق؟"

شوق:"بس أنت كنت ركبت السفينة دي صح؟ إنت إسمك كان من إسم الركاب الضحايا."

عمر:"تقدري تقولي حاجة زي كده."

شوق برجاء:"عمر أرجو.........."

عمر بغضب وهو بيضرب على المكتب بإيده:"قولتلك إسمي البشمهندس عمر."

شوق إتنفضت في مكانها بسبب خضتها وقامت من على الكرسي وبعدت خطوات بسيطة عن مكتبه ..

شوق:"أنا آسفة، بس أنا محتاجة أعرف إيه إللي حصل؟ وليه إنت مارجعتش و.........."

عمر بإستفسار:"كان هيفرق في إيه سواء جيت أو لا؟"

شوق:"كان هيفرق في حاجات كتير."

عمر ضحك بإستهزاء ورجع بظهره على الكرسي وبصلها ...

شوق:"قول عذرك ياعمر عشان أسامحك."

عمر عقد حواجبه بغضب شديد وقام من مكانه وقرب منها وهي رجعت لورا بخوف شديد من ملامحه ...

عمر بهدوء مخيف:"عيدي كلامك تاني."

شوق حاولت تتحكم في أعصابها وده لإنها ليها حق ماينفعش تبان ضعيفة قدامه ...

شوق بهدوء:"قول عذرك عشان أسامحك."

عمر:"هههههههههههههههههههه، لا ده إنتي أكيد إتجننتي، تسامحي مين ياماما؟ هو مين إللي المفروض يسامح مين معلش؟ أصل دي تايهه عني شويه."

شوق:"مانا جايه عشان كده، جايه عشان أسمع منك وأحكيلك عن كل حاجة."

عمر وهو بيديلها ظهره:"وأنا مش عايز أعرف منك حاجة، لإنك ماتفرقيش ولا تهميني."

شوق حاولت تتحكم في دموعها إللي قربت تنزل ...

شوق:"إنت ليه سبتني في إللي أنا كنت فيه وروحت إتجوزت واحدة غيري؟ إنت ضحكت عليا صح؟"

عمر حاول يتحكم في غضبه الشديد منها بس ماعرفش وبصلها ...

عمر بغضب:"ضحكت عليكي؟!!! بعد كل إللي عملته ده وضحكت عليكي؟!!! * مسكها من دراعها جامد وإتكلم بغضب أكبر* إنتي إللي زيك ماتستاهلش غير واحد شبهها، خاينة و كلبة فلوس، أخدتي مني عمري كله، أخدتي مني حياتي ودنيتي، وفي الآخر تقولي إن أنا إللي ضحكت عليكي، *ضحك بقهرة* تعرفي ياشوق إنتي شبه مين؟ ولا أقولك إستني إنتي مافيش حد شبهك أبدًا، لإن لو كان في منك إتنين كانت الدنيا خربت."

شوق برقت من كلامه ليها ده غير إنه ماسكها جامد من دراعها، حاولت تبعد عنه بس معرفتش ..

شوق بضيق ووجع من مسكته ليها:"إنت إزاي تلمسني، سيبني، ماينفعش تلمسني."

عمر ضحك بإستهزاء وبصلها من فوق لتحت ومسابهاش ..

عمر:"يا سلام على الأخلاق والإحترام، ماكنتش أتوقع إن شوق إللي حاولت تسلملي نفسها كذا مرة ب.............."

قطع كلامه صفعة من شوق إللي شهقت بصدمة بسبب إللي عملته بدون وعي ... عمر مكنش مستوعب إللي حصل وكان مصدوم بسبب إللي هي عملته .. شوق مدت إيديها عليه!!! ... ملامحه إتحولت للغضب الشديد ومسكها من طرحتها بشعرها بإيد وإيده التانية مسكتها من وسطها، وهي صرخت بفزع من طريقته وقربها منه جامد لدرجة إن المسافة بينهم باقت قليله جدا، وبدأ يتكلم بغضب شديد ...

عمر وهو بيشدد من مسكته ليها:"وأخيرا جه اليوم إللي أشوف فيه شوق بنت الأستاذ حسين بتمد إيديها على حد، والحد ده يبقى أنا، لا برافو."

شوق بصراخ ووجع وهي بتفرك:"إبعد عني."

عمر:"وكمان لسانك طول، لا ده إنتي إتغيرتي كتير أوي، إظهري على حقيقتك بقا، *إتكلم بحدة* إنتي نسيتي نفسك يابت إنتي؟ نسيتي أنا مين ولا أفكرك؟ ده أنا عمر، مايغركيش الشركة والشكل الخارجي ده، نسيتي عمر إللي قابلتيه أول مرة ولا تحبي أفكرك بيه؟"

شوق بكت بقهرة ...

عمر وهو بيبص في عيونها:"حتى دموع التماسيح دي مش هتخليني أسيبك برده، *بص لحجابها وللفستان* بس برافو عليكي قدرتي تضحكي على بنتي بكلمتين، وخلتيها زي الخاتم في صباعك، لكن أنا يستحيل تيجي تخدعيني بكلمتين ومعاهم دمعتين."

شوق ببكاء:"أنا مش فاهماك، إنت أكيد فاهم غلط."

عمر بغضب ووجع خافي:"فاهم كل حاجة، جيالي عشان تلهفي كل حاجة مني، عايزة فلوس صح؟ ماشي هديكي فلوس بس إبعدي عن طريقي أنا وبنتي."

شوق ببكاء:"أنا عمري ماكنت محتاجة فلوس منك، أنا حبيتك من غير فلوس، إنت كنت كل حياتي."

عمر بغضب وهو بيبعدها عنها:"كنت كل حياتك؟َ! ولما أرجع بعد ماتتجوزي بيومين ده يبقى إسمه إيه؟!! *شوق إتصدمت من كلامه* لما أدور عليكي في كل شبر في مصر ومالقكيش ده إسمه إيه؟!! إنطقي، ردي عليا، قوليلي إسم للموضوع ده كله."

شوق بعدم إستيعاب:"إنت رجعت بعد جوازي بيومين؟!"

عمر بإستهزاء:"مفاجأة مش كده؟ سوري جيت متأخر شويه."

شوق ببكاء:"والله كان غصب عني، بابا هو إللي........."

عمر وهو بيقاطعها:"مافيش حاجة إسمها جواز بالغصب، كان ممكن تهربي، كان ممكن تعملي أي حاجة إلا إنك تبقي في حضن واحد غيري."

عمر بدأ يهدى شويه وإدالها ظهره عشان ماتشوفش حزنه، وماتشوفش عيونه إللي لمعت ...

شوق برجاء وبكاء:"ياعمر إسمعني، أنا ماكنتش في وعيي، والله أنا كنت تعبانة، أنا كنت في صدمة نفسيه بعد موتك."

عمر مسك مقدمة الكرسي بقبضة إيده عشان يتحكم في أعصابه وفضل مديلها ظهره...

شوق:"رد عليا، ماتسبنيش كده."

عمر بهدوء:"خلصتي كل مبرراتك إللي ملهاش أي تلاتين لازمة؟"

شوق ببكاء شديد:"يا عمر أنا حبيتك بجد، أنا بس محتاجة أعرف إيه إللي حصل."

عمر بملامح ميته وهو مديلها ظهره:"ماحصلش حاجة، كل الحكاية إني مت وإنتي إتجوزتي، الحكاية خلصت، إتفضلي إرجعي بيتك."

شوق فضلت واقفه في مكانها وبتشهق شهقات قويه بسبب بكائها ولوهلة حست إن أزمة الربو هتبدأ عندها بس حاولت تقاوم وتاخد نفسها بإنتظام ....

شوق:"بس أنا محتاجة أعرف إ.........."

عمر بصوت عالي جدا من غضبه وهو بيبصلها:"قولتلك إنتهى، مافيش أي حاجة إنتي محتاجة تعرفيها، الموضوع نصيب، إتفضلي بره الشركة دي، وإياكي أشوفك إنتي أو إبنك قدامي تاني، إنتي كنتي صفحة في حياتي وإتقفلت في اليوم إللي إتجوزتي فيه، أيًا كانت طبيعتك إيه، فخلاص مافيش أي حاجة نتكلم فيها."

شوق فضلت واقفه في مكانها بتبكي، إتنفضت في مكانها لما سمعته...

عمر بغضب من دموعها:"بقولك بره."

حاولت تتحكم في أعصابها وأخدت شنطة إيديها وخرجت بسرعة من المكتب وبعدها خرجت من الشركة وبدأت أزمة الربو بتاعتها ... فتحت شنطة إيديها بصعوبة وبدأت تستنشق ببكاء شديد وتعب وهي قاعده على رصيف قدام الشركة، وبعد ما إستردت تنفسها الطبيعي قامت بصعوبه من مكانها ومشيت في الشارع إللي بيطلعها على الشارع الرئيسي وهي مازالت بتبكي بكاء شديد على عمر وعليها وعلى حياتها ... خلاص كل حاجة راحت منها..

.....................................................................

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#25

افتراضي رد: رواية شوق العمر كاملة للكاتبة سارة بركات2025،رواية شوق العمر بقلم سارة


رواية/ شوق العمر .. بقلم سارة بركات
الفصل الثاني والعشرون
سيرين دخلت الفيلا وهي مازالت بتبكي في صمت وقابلت عفاف في طريقها ...
عفاف بإستغراب من دموعها:"بتعيطي ليه؟"
سيرين بغصة:"مافيش تعبانة شويه، بعد إذنك يا طنط أنا محتاجة أنام."
سيرين طلعت لأوضتها وراحت على سريرها وكملت بكاءها ... عفاف كانت واقفه في مكانها مستغربه دموعها وقالت لنفسها ..
عفاف:"أدي آخرة إللي يدي لنفسه طناش وينزل عشان خاطر حد من صحابه."
راحت لموبايلها وبدأت تتصل بإسماعيل إللي كان قاعد في محل العطارة بتاعه هو ومحمد إبنه ..
إسماعيل بتذكير:"ماتبقاش تنسى تدفع الفواتير عشان مايتراكمش عليك حاجة في العيادة، ولو إحتجت أي فلوس قول علطول."
محمد بإبتسامة:"ربنا يباركلي فيك يا حج، بس ماتقلقش عامل حسابي."
إسماعيل:"ربنا يصلح حالك يابني ويوفقك."
محمد:"آمين يا حج."
إسماعيل موبايله رن وبص للشاشة إبتسم بحب وهو شايف إسم عفاف ..
محمد بسخرية:"مادام ضحكت كده تبقى فوفا إللي بتتصل."
إسماعيل تجاهله ورد على عفاف ..
إسماعيل بإبتسامة:"السلام عليكم."
عفاف:"وعليكم السلام، إزيك عامل إيه؟"
إسماعيل:"سيبك منى أنا إنتي إللي عامله إيه؟ وإنتي مع سيرين كل ده ليه؟ هو عمر مرجعش لسه؟"
عفاف بتنهيدة:"هو ده إللي أنا بتصل بيك عشانه، هو مرجعش وسيرين تعبانه مش عارفة مالها."
إسماعيل بإستغراب:"سيرين تعبانة؟ تعبانة عندها إيه؟"
محمد إنتبه لكلام باباه ...
عفاف:"مش عارفة، هي رجعت من بره وهي بتعيط."
إسماعيل بتعجب:"رجعت من بره! مش هي تعبانة؟ إزاي تخرج وهي تعبانة؟ وبتعيط ليه؟"
محمد وضح عليه القلق على سيرين ...
عفاف:"قالت هتروح لواحدة صاحبتها تعبانة أكتر منها، ولما رجعت سألتها مالك بتعيطي ليه؟، قالت مافيش تعبانة شويه."
إسماعيل سكت شويه وبعدها إتكلم ..
إسماعيل:"تمام، هبقى أتطمن عليها بنفسي، ناوية ترجعي إمتى؟"
عفاف بتنهيدة وهي بتبص للفيلا الفارغة حواليها:"عايزة أمشي دلوقتي، هى خلاص سابتني ونامت، هبقى أنا قاعدة لمين؟"
إسماعيل بضحكة خفيفة متناسيًا محمد:"إيه رأيك أقفل المحل دلوقتي، وأجي آخدك بالعربية أهو نتفسح شويه."
عفاف:"والأولاد يا إسماعيل و......."
إسماعيل وهو معقد حواجبه:"مالهم الأولاد؟ *بص لمحمد إللي بيبصله بتركيز* ماهما زي الأشحطه أهوه يقدروا يعتمدوا على نفسهم في غيابنا شويه."
محمد وهو رافع حاجبه بدهشة:"الله يسامحك يا حج، إحنا أشحطه؟"
إسماعيل وهو معقد حاجبه:"لما أبوك يتكلم يبقى تسكت يا بغل."
محمد بهمس:"بغل أحسن من شحط."
إسماعيل لعفاف:"قولتي إيه؟"
عفاف بإبتسامة وخجل:"ماشى موافقة."
إسماعيل قام من مكانه وقفل الأضواء بتاعة المحل متناسيًا محمد إللي قاعد مذهول من إللي بيحصل .. إسماعيل خرج من المحل ولسه هيقفله محمد قام بسرعة من مكانه وجري عليه ..
محمد:"في إيه يا حج الله يكرمك إنت نسيتني ولا إيه؟"
إسماعيل بإستفسار وهو معقد حواجبه:"وإنت قاعد ليه؟ مامشتش ليه يابغل؟"
محمد وهو بيقفل المحل مكان أبوه:"يعني أنا غلطان؟ هو مش أنا جاي عشان أقعد معاك في المحل؟"
إسماعيل بسخرية:"لا كتر خيرك، يلا إمشي وروح لإخواتك ياخويا."
محمد بغمزة وهو بيبصله:"ماشي ياحج حقك برده، من لقى أحبابه نسي أبنائة."
إسماعيل وهو بيقرب منه:"إمشي يابن ال......."
محمد جري من قدامه قبل ماهو يقرب منه وراح ركب عربيته وهو بيضحك ... إسماعيل ضحك ضحكة خفيفة وركب عربيته هو كمان وإتحرك للفيلا بتاعة عمر .. أما محمد كان قاعد في عربيته والحزن منتشر في ملامحه وبيفكر في سيرين حب طفولته .. أخد نفس عميق وإتحرك بعربيته للبيت ..
............................................
عمر كان قاعد على كرسي مكتبة بعد خروج شوق من المكتب وماسك راسه بين إيديه وبيبص قدامه بشرود وبيسأل نفسه أسأله كتير ... " إزاي فضل ماسك أعصابه كل ده عشان مياخدهاش في حضنه؟ لو كانت فضلت معاه شويه كان هيضعف قدام دموع التماسيح دي."
أخد نفس عميق وعيونه جات على الوقت لقى إنه إتأخر على سيرين، قام من مكانه وخرج من المكتب وبعدها خرج من الشركة، ركب عربيته وإتحرك ومشي في الشارع إللي بيطلعه على الطريق الرئيسي وهو في نص الشارع ده شاف شوق من ظهرها وكانت قربت تخرج للطريق الرئيسي لحد ماوصل جنبها بعربيته .. شوق بصت جنبها بعيونها إللي كلها دموع لما سمعت صوت عربية بتمشي جنبها .. إتقابلت نظراتهم في لحظة بس اللحظة دي كانت طويلة جدا بالنسبالهم، نظراتهم لبعض كان فيها كلام كتير أوي، عتاب . .... محبة .. كبرياء .. شوق .. حب .. عشق .. إتهام .. لهفة ... غضب، عمر بِعِد عيونه عنها وخرج من الشارع بسرعة كبيرة بعربيته، دموعها نزلت بكثرة على حالها وكملت مشي في طريقها بشرود لحد ماخرجت من الشارع وبصت حواليها الطريق كان كله ظلام وفارغ، ماعدا ساحة إنتظار أوتوبيس كان في أضواء عندها، راحت لساحة الإنتظار وقعدت على كرسي وإنتظرت أي حاجة تعدي تركبها وما أخدتش بالها من عربية عمر إللي مركونه بعيد عنها شويه وده بسبب إن أضواء العربية مقفوله .. كان متابعها بعيونه من خلال مراية العربية الأمامية ومنتظر إنها تركب عشان يطمن عليها .. إتضايق من مجرد التفكير ده بس حاول يتحكم في أعصابه عشان مايمشيش ويسيبها لوحدها .. أخد نفس عميق عشان يهدى، وبدأ يتأملها من خلال المراية بشوق كإنه بيملي عيونه منها، بس ملامحة إتحولت للحزن الشديد لما إفتكر كل لحظة كانت بينهم من سنين ... كل كلمة حلوة .. كل لمسة .. كل نظرة حب ... كل ده راح فين؟ هي إللي قتلت كل ده لما إتجوزت غيره ... سرح فيها وفي حياته في بُعده عنها وفي شوقه ليها وفي كل حاجة كانت بينهم ...
(وصف مشاعر عمر)
قصيدة "شوفيلك حل ف غيابك"
شوفيلك حل ف غيابك
ويا تكونى هنا معايا
يا تمشى وتقفلى بابك
وما تزورينيش ...
شوفيلك حل فى الوحدة
شوفيلى حل وقوليلى
فى بُعدك فين هينفع أعيش ...
سافرت وسبت أوطانك
نسيت الحب وحنانك
بعدت كتير عن اللازم
لكنك عنى ما بعدتيش ...
سكنتى ف روحى وف عقلى
وقلبى بنبضه يناديكى
بقولك ايه .. وحشتينى
ما تيجى الله يخليكى ..
ما تيجى وترجعى ليا ..
أقولك ...
لأ خلاص ما تجيش ...
هتيجى وبيكى هتعلق
ومن تانى تفارقينى
وتمشى وتهجرى قلبى
ومن تانى تسيل عينى عليكى دموع !
ف باللهِ .. تروحى بعيد
تروحى مكان ما منه رجوع ..
يا تتخفى ف جفن العين وما تبانى
ياريت لو تمشى من قلبى
وما يشوفكيش هنا تانى ...
يا ريت ما تجيش ..
ولو بالصدفة ناديتك
ف ما ترديش ..
ولو مريت قصاد بيتك
ف ما تشوفينيش ...
سيبينى وروحى من روحى
وكونى بعيدة أو كونى
سحابة خفيفة على كونى
وما تكونيليش ...
يا ريتك تفهمينى ياريت
باريدك بس أنا اللى نفيت
وما باريدكيش ...
هقولك ايه ؟؟
خلاص روحى .. وفارقينى وسيبينى أعيش ...
القصيدة بقلم الشاعرة : "نجلاء عبدالله"
.................
عمر فاق من شروده لما شوق قامت من مكانها وشاورت لأوتوبيس نقل عام مقرب عليها ... الأوتوبيس وقف وهي طلعت الأوتوبيس ووقفت بس في شاب قاملها من مكانه وخلاها تقعد، شوق شكرته وقعدت مكانه .. سندت راسها على الشباك وسرحت في الطريق ... عمر إتحرك بعربيته لما إطمن إنها ركبت الأوتوبيس، وفي نفس الوقت بيفكر في اليوم ده بكل تفاصيله ومش واخد باله من شوق إللي سانده براسها على الشباك ناحية إيدة الشمال وده لإنه كان مركز في طريقه، وصلوا لمفترق طرق عمر راح في إتجاه والأوتبيس دخل في الإتجاه التاني ...
..................................
أمير كان بيتمشى في شوارع القاهرة الكبرى وهو سرحان ومش قادر يحدد هو مشي قد إيه؟ لإنه من ساعة ما ساب سيرين ومشي وهو كان عايز يتمشى عشان يرتاح من الخنقة والضيق إللي جواه .... عيونه جات على مسجد مفتوح إلى الآن، راح لحمام المسجد الأول عشان يتوضى وبعدها وقف عند باب المسجد وقلع جزمته وبعدها دخل، حط حاجته في ركن في المسجد ونوى صلاة ركعتين بنية تحية المسجد وركعتين تانيين بنية فك الكرب ... وبدأ يصلي . بعد مرور فترة بسيطة .. بعد التسليم قعد في مكانه و كان مرتاح عن ماكان قبل الصلاة بكتير وبدأ يكلم ربنا ..
أمير بخشوع وهو بيبص في إتجاه القِبلة:"يا رب، إنت إللي عالم بحالي، وعارف أنا تعبت قد إيه في حياتي، وشاهد على نيتي من ناحيتها، حافظت عليها بإيدي وأسناني، مالمستش شعرة منها، كنت عايزها تبقى حلالي، بس هي كذبت وبهدلت كرامتي، أنا مسامحها بس وجعي منها كبير، مش قادر أرجع زي ماكنت معاها قبل ما أعرف كل ده، أنا راضي بقضائك مهما كان ولو لينا نصيب أنا وهي مع بعض زود حبها في قلبي وخليني أنسى إللي هي عملته فيا، ولو مالناش نصيب مع بعض شيل حبها من قلبي .. *اخد نفس عميق* ... وفقني في حياتي وعوضني خير عن كل حاجة عشتها، وفرح قلب شوق إللي ملهاش غيرك، وعوضها خير، أنا واثق إنك عاينلها حاجة كبيرة أوي، وراضي بقضائك ليها، إحفظها وإحميها وباركلي في عمرها .... اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم."
قام من مكانه وأخد حاجته وخرج من المسجد ولبس جزمته ومشي .....
.........................
عمر دخل الفيلا ملقاش سيرين موجودة في الصالون ولا في المطبخ ولا في أي مكان، طلع لأوضتها وفتح الباب لقاها مدياله ظهرها وهي نايمة على السرير .. قرب منها بهدوء وملس على شعرها بحنان أبوي ..
عمر بهمس:"سيرين."
سيرين إتقلبت على السرير ..
عمر وهو بيصحيها:"روح بابي، إصحي أطمن عليكي بس وبعدها كملي نوم براحتك."
فتحت عيونها المرهقة من كثرة البكاء ...
عمر بإبتسامة وهو بيملس على خدها:"طمنيني عليكي ياحبيبتي؟ إنتي كويسه دلوقتي؟"
سيرين بنعاس:"أيوه يابابي كويسه الحمدلله."
عمر:"شربتي العصاير الفريش بدون سكر إللي كنت عاينهالك في التلاجة؟"
سيرين ضحكت ضحكة خفيفة بنعاس ...
عمر:"طمنيني بقا."
سيرين:"ماتقلقش يابابي، طنط عفاف فضلت ورايا النهاردة لحد ما شربتهم."
عمر وهو بيبوس راسها:"بالهنا والشفاء، أخدتي الأدوية؟ أكلتي كويس؟"
سيرين بنعاس:"أيوه."
عمر بحب:"طب يلا ياحبيبتي نامي، تصبحي على خير."
سيرين:"وإنت من أهله يابابي."
غمضت عيونها وهو غطاها كويس وباس راسها مرة تانية وخرج من أوضتها بهدوء ... راح لأوضته ولسه هيغير هدومه لقى موبايله بيرن، شاف إسم إسماعيل على شاشة الموبايل وقرر يرد ..
عمر:"أيوه يا إسماعيل."
إسماعيل وهو مركز في السواقة وجنبه عفاف:"أنا قولت أكلمك أعرفك إني جيت أخدت عفاف."
عمر:"أنا لسه داخل الفيلا دلوقتي وفهمت لما مالقتهاش موجودة، *كمل كلامه بخبث* وبعدين أنا عارف إنك هتيجي تاخدها لو هي إتأخرت عليك يا سُمعة."
إسماعيل بضحكة خفيفة:"ماشي يا عمر هقبلها منك."
عمر:"لازم تقبلها مني طبعا، وبعدين إنت ماستنتش ليه لحد مانا أرجع؟"
إسماعيل بتنهيدة:"أنا لاقيتك إتأخرت، وكنت عايز أفسح عفاف شويه قبل مانرجع البيت."
عمر بسخرية:"طيب ياخويا وفسحتها؟"
إسماعيل:"لسه بفسحها، بقولك صحيح."
عمر:"نعم؟"
إسماعيل:"كنت محتاجك تجيلي عايز أتكلم معاك شويه."
عمر:"ماشي هجيلك بكره البيت."
إسماعيل:"هبقى في المحل طول اليوم، ماتجيلي على هناك؟"
عمر عقد حواجبه وماتكلمش ... إسماعيل فهم سكوت عمر كإنه شايفه قدامه .. أنفاسه السريعة إللي بتدل على الغضب المكتوم وسكوته لما سمعه بيقوله يجيله هناك في الحارة القديمة بتاعتهم ...
إسماعيل بتنهيدة:"خلاص شوف يوم تقدر تيجي فيه البيت عندي وهاتلي سيرين معاك."
عمر:"إن شاء الله."
إسماعيل:"مش هتحتاج حاجة مني قبل ما أقفل؟"
عمر بإبتسامة:"شكرا يا سُمعة، وإشكرلي عفاف عشان قعدت مع سيرين، تعبتها معايا."
إسماعيل:"ماتقولش كده يابني، هي بنتها زيها زي الأولاد عندها بالظبط."
عمر:"ماشي يا إسماعيل."
إسماعيل:"يلا مع السلامة."
عمر:"مع السلامة."
قفلوا وعمر إتنهد وبيفكر في كلام إسماعيل عن إنه يزوره هناك في المحل .. إللي كان عبارة عن الدكان القديم إللي كان عايش فيه من زمان، ومش بس كده المحل ده قدامه بيت شوق القديم ... عقد حواجبه بضيق لما فكر فيها وقرر يخرجها من دماغه وبدأ يغير هدومه ...
..................................
شوق وصلت البيت وهي حاسه بإرهاق بسبب أحداث اليوم كله ... طلعت سلالم البيت ولسه هتدخل شقتها وقفها صوتها ...
زهرة:"إزيك يا طنط؟"
شوق لفت وبصتلها وإبتسمتلها إبتسامة مرهقة ..
شوق:"أنا بخير الحمدلله ياحبيبتي، إيه إللي منزلك من الشقة في وقت زي ده؟ ومامتك فين؟"
زهرة:"ماما قالتلي أنزل أشوفك جيتي ولا لا، لإنها كانت نزلت المغرب عشان تطمن عليكي بس مالقتكيش، ألف سلامة عليكي يا طنط."
شوق:"الله يسلمك يا حبيبتي، إشكريلي مامتك وقوليلها إني بخير الحمدلله، وهستناها بكرة عندي."
زهرة بإبتسامة:"حاضر يا طنط."
شوق كانت لسه هتدخل الشقة ..
زهرة:"طنط هو حضرتك كنت بتصرخي ليه؟"
شوق برقت وبصتلها تاني ...
شوق:"وإنتي عرفتي منين إني كنت بصرخ؟"
زهرة بإستغراب للموقف:"صوتك كان عالي إمبارح يا طنط لما حضرتك صرختى، يعني الصوت وصل في البيت كله، لكن الشارع معرفش."
شوق بإستفسار:"سمعتيني قولت إيه لما صرخت؟"
زهرة:"لا، ماسمعناش حاجة، كان صريخ وبس تقريبا."
شوق بتنهيدة:"أه،حلمت بكابوس ياحبيبتي، وبسببه صرخت."
زهرة:"أها، ألف سلامة على حضرتك مرة تانية."
شوق:"الله يسلمك، يلا تصبحي على خير ياحبيبتي."
زهرة بإبتسامة:"وإنتي من أهله ياطنط."
شوق دخلت شقتها وزهرة طلعت لمامتها وطمنتها على شوق ...
إبتسام:"خلاص هنزلها بكرة إن شاء الله، تكون إرتاحت شويه، يلا ياحبيبتي روحي نامي."
زهرة:"حاضر يا ماما."
.................
شوق دخلت أوضتها بتعب وإرهاق وأخدت هدوم من دولابها ودخلت الحمام عشان تاخد دوش يفوقها من التعب إللي هي فيه ده ... بمرور الوقت ... كانت قاعدة بتسرح شعرها قدام مرايتها، وسرحانه في عمر إللي ظهر بعد ماكانت معتقدة إنه مات، وكانت حزينة جدا بسبب إللي قالهولها في الشركة، كلامه ده كان معناه إيه؟ كان يقصد إيه بإنها خاينة؟ ليه هو إللي بقا ليه حق بعد ماكانت هي إللي ليها حق .. محتاجة تفهم وتعرف إيه إللي حصل، عمر عايش إزاي بعد ما كان إسمه من ضمن ضحايا السفينة إللي غرقت؟، ولما هو عايش ليه مجالهاش؟ وليه رجع متأخر يومين؟ وأسأله كتير في بالها هي مش لاقيالها إجابة، وفجأه برقت لما إستوعبت إنها بعدت كتير عن الإجابة ...
شوق بإستيعاب:"إسماعيل؟! أنا إزاي نسيته وإزاى ماروحتلوش من البداية، لازم أروحله وأعرف منه كل حاجة."
فاقت من إللي هي فيه لما سمعت صوت باب الشقة بيتقفل ... قامت من مكانها وخرجت من الأوضة، لقت أمير بيحط أكياس كتيرة على الترابيزة في الصالة...
شوق بإبتسامة وهي بتقرب منه:"حمدالله على سلامتك يا حبيبي، إيه ده؟"
أمير بتنهيدة:"أنا قولت بقا بما إنك تعبانة النهاردة وأكيد عملتي لنفسك أكل على قدك بالعافيه قولت خلاص بقا أجيب أكل وناكل أنا وإنتي سوا عشان تتغذي كويس."
شوق:"مكنش ليه لازمة يا حبيبي تتعب نفسك."
أمير بإبتسامة:"لا تعب ولا حاجة ياروحي، يلا إقعدي وأنا هروح أغير هدومي عشان ناكل سوا."
شوق بحب:"حاضر."
أمير دخل أوضته وغير هدومه .. وشوق كانت بتسأل نفسها هتروح لإسماعيل إزاي وأمير موجود في البيت .. أقل حاجة هيسألها هي رايحة فين؟ وهتعمل إيه؟ ومش بعيد يمنعها من الخروج عشان تعبانة ... أمير خرج من أوضته وراح لشوق إللي واضح عليها التفكير ...
أمير:"شوق."
شوق وهي بتبصله:"هاه؟"
أمير:"بتفكري في إيه يا حبيبتي؟"
شوق:"بسأل نفسي إبني حبيبي عمل إيه في الإنترفيو النهاردة؟"
أمير بتنهيدة:"الحمدلله كله تمام، منتظر بس إنهم يكلموني."
شوق بإبتسامة:"ربنا يوفقك ويصلح حالك يا أمير."
أمير:"اللهم آمين، يلا ناكل أحسن الأكل يبرد."
شوق بإبتسامة:"ماشي يا حبيبي."
بدأوا ياكلوا .. وبعد مرور فترة بسيطة ... كانوا قاعدين مع بعض هما الإتنين وبيتكلموا ...
شوق:"إحكيلي بقا روحت فين بعد الإنترفيو؟"
أمير سكت وماتكلمش ..
شوق بإستفسار وشك:"هو أنا ليه حاسه إنك مخبي عني حاجة؟"
أمير مردش عليها ..
شوق:"أمير رد عليا."
أمير بتنهيدة:"كنت مع سيرين يا أمي."
شوق بدهشة:"هو إنتوا إتصالحتوا؟"
أمير:"لا يا أمي، ماتصالحناش، أنا كنت بوضح الأمور وبس."
شوق بإستفسار:"يعني إيه؟"
أمير حكالها كل كلامه مع سيرين حتى سؤاله ليها عن شوق ... شوق كانت مستغربه تصرف إبنها وإنه أول مرة يبقى بالشكل ده مع حد .. وبعد ما خلص كلام ...
شوق:"كنت إسمعها يا أمير."
أمير:"وحتى لو سمعتها؟ هسمع كلام يهين كرامتي أكتر، خلاص يا أمي إحنا إنتهينا."
شوق:"بس......."
أمير بغضب مكتوم وهو بيقاطعها:"من غير بس، وبعدين إنتي مصرة تدافعي عنها ليه وهي بنت الإنسان إللي باعك وإتجوز غيرك وجابها هي؟، ليه مصرة تبقى طيبة وتدافعي عن الحق حتى لو صاحب الحق آذاكي شخصيًا؟، ليه مصرة تعيشي بطيبتك وسذاجتك إللي فضلت ملازماكي من صغرك لحد دلوقتي؟ ليه يا أمي ليه؟ إنتي ليه طيبة؟ ليه بتتعاملي مع كل حاجة بود؟"
شوق فضلت ساكته مابتتكلمش ..
أمير:"ساكته ليه؟ ردي عليا."
شوق إبتسمت إبتسامة خفيفة ...
شوق :"أنا عارفة إن الطيبة في الزمن ده مابقاش ليها مكان، وإن الشخص الطيب الناس بتنهش لحمه في أيامنا دي، بس ده طبعي يا أمير وأنا مبسوطة بيه يا حبيبي، ولولا طيبتي دي ماكنتش إنت بقيت راجل يعتمد عليه دلوقتي، راجل أخلاق و محترم، ومش معنى إن أنا بوجهك في موضوعك مع سيرين، يبقى أنا كده بدافع عنها، أنا مش بدافع، أنا بسألك عن حقها وهو إنك تسمعها."
أمير سكت ومش عارف يتكلم يقول إيه ...
شوق:"فهمت أنا قصدت إيه؟"
أمير:"ممكن يا شوق نقفل الموضوع ده؟"
شوق:"براحتك ياحبيبي، بس أنا دلوقتي عرفت إنها مكنش قصدها أي حاجة من إللي حصلت دي."
أمير:"طيب يا شوق."
شوق كانت لسه هتتكلم .. أمير موبايله رن ... بص للشاشة ولقى إتش آر الشركة بيتصل بيه ... أخد نفس عميق رد ..
أمير:"السلام عليكم."
؟؟:"وعليكم السلام، أنا آسف إني إتصلت في وقت زي ده."
أمير:"مافيش مشكلة."
؟؟:"أنا كنت قولتلك إني هبلغك بآخر الأخبار."
أمير:"تمام."
؟؟:"حضرتك إتقبلت عندنا في الشركة يا أ/ أمير، ولو تقدر تبدأ معانا من بكرة ياريت."
أمير بإبتسامة:"أكيد طبعا."
؟؟:"شرف عظيم لينا إنك تبقى معانا."
أمير:"الشرف ليا."
؟؟:"بعتذر مرة تانية على إتصالي في وقت زي ده."
أمير:"ولا يهمك."
؟؟:"تمام يافندم، إحنا في إنتظارك مع السلامة."
أمير بإبتسامة:"مع السلامة."
أمير قفل معاه وبص لشوق إللي متابعاه بعيونها بحذر شديد ...
أمير بإبتسامة كبيرة:"أنا إتقبلت في الشركة وهبدأ عندهم شغل من بكرة إن شاء الله."
شوق بفرحة وهي بتحضنه:"ألف مبروك، ربنا يباركلي فيك يا حبيبي ويوفقك يا عمري إنت."
أمير وهو بيشدد من حضنه ليها:"الله يبارك فيكي يا شوق."
بعد عنها وبص في عيونها ..
أمير:"أنا آسف لو ضايقتك بكلامي، بس أنا مضغوط وحابب أبقى مع نفسي شويه."
شوق بحنان:"ياحبيب قلبي أنا مقدرة خنقتك، وحاضر هسيبك مع نفسك شويه."
أمير حضنها تاني ...
شوق وهي في حضنه:"مش يلا بقا عشان تنام وده لإن وراك شغل الصبح بدري؟"
أمير بإبتسامة وهو بيبعد عنها:"عندك حق يا شوق، وإنتي كمان روحي نامي."
شوق:"حاضر ياحبيبي."
أمير وهو بيبوس إيدها:"تصبحي على خير."
شوق:"وإنت من أهله."
قام من مكانه ودخل أوضته عشان ينام، أما شوق قامت من مكانها وراحت لأوضتها .. فردت جسمها على السرير، وإتنهدت بإرتياح وده لإن مشكلتها إتحلت هتعرف تروح لإسماعيل بكرة وهتعرف كل حاجة ...
..................................................
إسماعيل وعفاف دخلوا شقتهم بهدوء بس إتفاجئوا لما لقوا محمد قاعد مستنيهم ..
محمد بسخرية:"ما لسه بدري؟ إنتوا إتأخرتوا كده ليه؟"
عفاف ضحكت وبصت لإسماعيل إللي بيبص لإبنه بضيق ...
عفاف:"في إيه يا إسماعيل؟"
إسماعيل بتنهيدة:"روحي الأوضة يا عفاف وأنا هحصلك."
عفاف:"حاضر *بصت لمحمد* أكلت ياحبيبي؟ أحضرلك عشاء؟"
محمد:"لا يا فوفا، أكلت أنا وإخواتي يا حبيبتي."
عفاف:"تصبح على خير."
محمد:"وإنتي من أهله."
عفاف دخلت الأوضة وإسماعيل فضل واقف في مكانه بيبص لإبنه وساكت ومستنيه يتكلم وده لإنه فاهم نظراته ... محمد عيونه جات في عيون أبوه وأخد نفس عميق وبدأ يتكلم ...
محمد:"أنا كنت عايز أسألك عن سيرين."
إسماعيل بتفهم:"إتفضل."
محمد بإستفسار:"هي سيرين مالها؟ تعبت تاني ليه؟"
إسماعيل:"هبقى أسألها."
محمد بعيون واضح فيها الحب:"طب أنا ممكن أبقى أعدي عليهم هناك و أكشف عليها و......"
إسماعيل بصرامة:"مالهوش لازمة."
محمد:"بس أنا عايز أطمن عليها."
إسماعيل:"إطمن هي كويسه جدا، ومع الأيام هتتحسن."
محمد بتنهيدة:"طب هو ممكن تكلمه تاني بحيث إنه يفكر و...."
إسماعيل وهو معقد حواجبه:"حتى لو هو هيوافق، أنا مش موافق على جوازك من سيرين."
محمد بصدمة:"ليه؟"
إسماعيل:"مش عايز أظلمك ولا أظلمها ولا أظلم غيركم، خليكم يابني مجرد معرفة، سيرين زي أختك وبنت عمك."
محمد بدأ يتعصب:"بس هي مش أختي، ولا حتى بنت عمي، أبوها يبقى صاحبك مش أكتر، يعني إنتوا مش إخوات أصلا."
إسماعيل بهدوء:"عندك حق، ومهما كان رأيك برده، أنا مش موافق."
محمد إتعصب أكتر:"ليه؟ نفسي أفهم ليه مصمم تيجي عليا؟ إنت عارف إني بحبها من صُغري."
إخواته كلهم خرجوا من أوضهم على صوته وعفاف كمان، وكانت مصدومة من إللي هي سمعته ...
إسماعيل وهو بيتمالك أعصابه:"ده تعلق، مش حب، كنتوا إنتوا دايما بتلعبوا مع بعض لما كنا بنروح زيارات لعمك في أمريكا و........"
محمد:"ماتقولش عمي، هو مايقربلناش."
إسماعيل بغضب وصوته بدأ يعلى:"مش شرط تكون أخوة بالدم، إللي إنت بتقول عليه إنه مش عمك ده، هو إللي ساعدني وبسببه وخلاني أقف على رجلي، أنا وأمك مكنش حيلتنا مليم، مكنش معانا فلوس نجيبلك أكل، ولولا وقفته جنبنا مكنش زماننا عايشين مرتاحين كده، مكنش زمانك دكتور محترم، مكنش زمان إخواتك دخلوا مدارس محترمة، وكليات محترمة، هو ليه الفضل إني أبدأ مشواري ده، هو ليه الفضل في إللي وصلتله لحد الآن بعد ربنا."
محمد سكت وماتكلمش ... إسماعيل حس بتعب بس مابينش ده ...
إسماعيل:"إتفضل روح على أوضتك يا دكتور يا محترم، ويوم أما تحب تطلب حاجة إطلبها بإحترام وماتعليش صوتك على أبوك تاني."
إسماعيل سابه ودخل أوضته وحط إيده على مكان قلبه وبيحاول يهدى ... محمد بص لإخواته ومامته بإحراج وبعدها دخل لأوضته وقفل الباب بالمفتاح .. عفاف دخلت الأوضة لإسماعيل لقته تعبان ..
عفاف بشهقة وهي بتجري عليه:"إسماعيل."
إسماعيل:"إهدي مافيش حاجة، ضربات قلبي زادت شويه."
عفاف بقلق:"ماتتعصبش بعد كده عشان خاطري، إنت تعبان."
إسماعيل:"حاضر، أنا بس محتاج أنام وأرتاح."
عفاف:"ماشي يا حبيبي."
بدأ يغير هدومه وعفاف كانت بتساعده وبعد ماخلص فرد جسمه على السرير ولسه هيغمض عيونه ..
عفاف:"بس إنت ليه ماقولتليش إن محمد بيحب سيرين؟"
إسماعيل:"مابيحبهاش، يلا نامي."
عفاف:"بس........"
إسماعيل بدأ يتعصب:"بقولك إيه؟ أنا مش فايق للكلام، أنا غلطان أنا هقوم أشوف أوضة تانية أنام فيها."
عفاف وهي بتهديه:"خلاص إهدى أنا مش هتكلم، أنا سكت أهوه."
إسماعيل وهو بيديلها ظهره:"تصبحي على خير."
عفاف:"وإنت من أهله."
عفاف مكانتش فاهمة أي حاجة، ومش فاهمة إمتى إبنها حب سيرين؟ لحد ماقررت إنها تكلمه بكره وتعرف منه ولو كده .. هتساعده ..
.....................................
في صباح اليوم التالي:
أمير أخد فطاره وباس راس شوق ونزل من الشقة ... إتنهدت بإرتياح وراحت أوضتها عشان تغير هدومها وتنزل تروح لإسماعيل في المحل بتاعه ... بمرور الوقت ... إسماعيل فتح المحل بمساعدة إسلام ...
إسلام:"برده نفذت إللي في دماغك وجيت هنا، ده بدل ماتقعد ترتاح في البيت شويه."
إسماعيل:"وهتيجي منين الراحة وأنا قاعد في البيت من غير شغله ولا مشغلة؟ يلا إمشي إنت وروح شغلك."
إسلام بتنهيدة:"ماشي يا بابا خد بالك من نفسك، ولو إحتجت حاجة كلمني علطول."
إسماعيل:"ماشي يابني."
إسلام مشي من المحل وبعدها خرج من الحارة في نفس الوقت إللي شوق دخلت فيه الحارة ... إسماعيل كان بيبص في الدفتر إللي قدامه بشرود وفي نفس الوقت بيفكر في إبنه إللي مصمم يوجع قلبه، أخد نفس عميق ورفع عيونه إللي جات في عيون شوق إللي دخلت المحل ..
إسماعيل بذهول:"شوق؟!"
شوق بإبتسامة خفيفة:"إزيك يا إسماعيل؟؟"
إسماعيل وهو بيقوم من مكانه:"هو إنتي بجد ولا خيال؟"
شوق بإستغراب من كلامه:"لا بجد."
إسماعيل فضل يبصلها كتير ويتأكد إنها حقيقة مش خيال وبعدها فاق لنفسه ...
إسماعيل وهو بيشاورلها على كرسي:"إتفضلي إقعدي إرتاحي."
شوق قعدت على الكرسي وإسماعيل قعد على الكرسي بتاعه وكان مبسوط وحاسس إن الدنيا هتبقى تمام بظهورها ...
شوق:"إزيك يا إسماعيل؟ وأخبارك إيه إنت وعفاف؟"
إسماعيل:"أنا بخير الحمدلله، إنتي عامله إيه؟ وفينك؟ إنتي ماتعرفيش أنا دورت عليكي قد إيه يا شوق، وكان نفسي بجد ألاقيكي بس مالقتكيش."
شوق بإستغراب من كلامه:"ليه دورت عليا؟"
إسماعيل بفرحة:"عمر عايش ياشوق."
شوق فضلت بصاله وساكته .. وإسماعيل إستغرب سكوتها وإنها مافرحتش حتى لما قالها إن عمر عايش، بس إتفاجئ لما لقاها إتكلمت ...
شوق بغصة:"عارفه إنه عايش."
إسماعيل بإستفسار:"عرفتي إزاي؟ وإمتى؟"
شوق دموعها بدأت تنزل وده لإنها إفتكرت اللحظة إللي شافته فيها، ده غير كل حاجة هو قالهالها في اليوم إللي قبل ده، إسماعيل إستغرب دموعها بس إنتظر تهدي وتتكلم، وبالفعل شوق هديت شويه وبدأت تحكي ..
شوق وهي بتبصله:"عرفت إنه عايش من يومين ................."
بدأت تحكيله كل حاجة حصلت من معرفة أمير وسيرين وزيارات سيرين ليهم وإخفاءها بإنها تبقى بنت صاحب الشركة، وزيارة عمر لأمير إللي كان سببها مبهم لحد الآن بالنسبالها، ولما راحتله الشركة وإنتظارها ليه ولما إتقابلوا وإتهامه ليها بالخيانة لحد ما طردها بره الشركة ... بعد ما خلصت حكاوي كانت بتشهق شهقات خفيفة بسبب بكائها ...
إسماعيل قام من مكانه وجاب علبة المناديل وقدمهالها ...
إسماعيل:"إمسحي دموعك يا شوق."
أخدت منه العلبة وأخدت منها منديل ومسحت دموعها وبدأت تهدى ...
شوق وهي بتبصله:"أنا عايزة أعرف إيه إللي حصل؟ وإزاي عمر عايش؟ أنا حاسه إني هتجنن."
إسماعيل أخد نفس عميق وبدأ يتكلم:"عمر بعد ما ركب السفينة ...."
منذ سبعة وعشرون عامًا:
عمر كان بيجرى فى الشوارع بسرعة عشان يلحق السفينة إللى هتتحرك وتروح إسكندرية، وبالفعل لحقها ووصل وورا تأشيرته لظابط المرور وبالفعل عدا وركب فى السفينة، قعد وإتنفس بإرتياح لما وصل بدرى ساعة بس حب يتأكد سأل واحد قاعد جنبه ...
عمر:"عذرًا، أليست هذه السفينة التى ستذهب إلى ميناء **** بالإسكندرية؟"
؟؟:"نعم هى."
عمر بإبتسامة:"شكرا لك."
إتنهد بإرتياح وحضن الشنطة إللى فيها كل شئ إشتراه وكل الفلوس إللى جمعها ... بعد مرور ربع ساعة ... عمر كان قاعد بيبص للناس إللي بتطلع للسفينة وقلبه كان مقبوض وحاسس إنه ناسي حاجة مهمة جدا ومش عارف إيه هي ... قرر إنه يدور في شنطة هدومه والشنطة بتاعة شوق عشان يطمن .. فتح شنطة هدومه وإتطمن إن كل حاجة كامله وبعدها فتح شنطة شوق وبدأ يدور في الحاجة إللي إشتراها ليها ... بس إتفاجئ إن علبة الشبكة مش موجودة ودور كذا مرة وقلب الشنطه عليها بس ملقهاش، بص لساعة إيده وإتنهد بإرتياح ..
عمر:"لسه ساعة إلا ربع يادوب هلحق، لازم أجري."
أخد الشنط وقام من مكانه ونزل من السفينة ولسوء حظه ظابط مرور الركاب مكنش واخد باله منه فبالتالي مامسحش إسمه إللي موجود ضمن أسامي الركاب ... عمر جري بسرعة وأخد تاكسي وإتحرك للمكان إللي كان ساكن فيه .. بمرور الوقت .. دخل الأوضة إللي كان عايش فيها وبدأ يدور فيها على العلبة لحد مالقاها موجودة في ركن جنب الدولاب، إتنهد بإرتياح وراح أخدها وفتحها لقاها لسه زي ماهي مافيش أي حاجة ناقصة فيها حطها في شنطة شوق ... وخرج من الأوضة بسرعة ورجع سلم المفتاح لصاحب البيت وجري عشان يلحق السفينة ... ركب تاكسي تاني وإتحرك للميناء بس الطريق كان أحيانا بيبقى زحمة وأحيانًا بيبقى كويس لحد ماوصل قبل خمس دقائق من تحرك السفينة نزل بسرعة من التاكسي وجري وهو بيعدي الطريق بس ما أخدش باله من العربية إللي ماشيه بسرعة بس سمع صوت مزمار مستمر لعربية عيونه جات مصدر الصوت لقى إن في عربية ماشيه بسرعة رهيبة مقربه عليه بس عملت صوت فرامل جامد عمر جه يبعد بس فات الأوان ... كان مرمي على الأرض ومتغرق بدمة والشنط مرمية على الطريق والناس كلها حواليه وهو بيفقد الوعي ....
عمر بتوهان وهو بيفقد الوعي:"شوق."
...................................
كانت لابسه فستان أبيض وواقفه قدامه وهو بيبصلها بحب ...
عمر وهو ماسك وشها بين إيديه:"أخيرًا وفيت بوعدي ليكي وبقيتي ليا."
شوق ببراءة:"أنا هفضل طول عمري ليك ياعمر."
عمر:"وده إللي أنا عايزه بالظبط، عايزك تكوني ليا أنا وبس."
إبتسمت بخجل وهو شال إيديه الإتنين من على وشها عشان يجيبلها حاجة من جيبه بس إتفاجئ بإيده إللي كلها دم ولقى شوق إختفت من قدامه ...
عمر بقلق وهو بيبص حواليه:"شوق؟"
مشي في المكان إللي كان فيه وبدأ يدور عليها في كل مكان بس ملقهاش ..
عمر وهو بيناديها بصوت عالي:"شوق."
فضل ساكت ومستني ردها بس إتفزع لما سمع صراخها ...
شوق بصراخ عالي:"عمر!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!"
إتنفض من مكانه وقام من نومه بسرعة وهو بينهج كإنه كان بيجري كبير، بص حواليه لقى نفسه في المستشفى والأجهزة متوصله بجسمه ... حاول يشيل الأجهزة من جسمه بسرعة عشان يمشي ويرجع لشوق بس الممرضة منعته ...
الحوار مترجم من اللغة الألمانية إلى اللغة العربية:
؟؟:"مهلا سيدي، يجب أن تبقى وتستريح لقد نمت يومًا كاملًا بسبب الحادث، يجب أن تريح جسدك أكثر من ذلك، نحمد الله أنها كانت حادثة بسيطة سببت لك بعض الكدمات بجسدك."
عمر بتعب:"أحتاج أن أذهب، يجب أن أخرج من هنا فورا."
؟؟:"سيدي يجب أن تستريح، على الأأقل لكي نطمئن عليك."
عمر تجاهلها تمامًا وقام من مكانه بتعب بسبب الكدمات إللي في جسمه ...
عمر:"أين ملابسي وكل شئ كان معي؟"
؟؟:"سيدي يجب أن ت........."
عمر بغضب:"أين هم؟"
الممرضة إتنفضت في مكانها وقالتله على مكان هدومه ... وبالفعل راح لمكان هدومه وبدأ يغير وأخد شنطة وإتأكد إن كل حاجة كاملة ... إتنهد بإرتياح وأخد مسكنات بسبب وجع جسمه وده لإنه مش قادر يستحمل الحركة وخرج من المستشفى على ضمانته وركب تاكسي وإتحرك لمكتب الحجوزات وبعد ما وصل سأل عن أقرب ميعاد لسفينة وبالفعل لقى سفينة رايحة مصر بس رايحة بلد تانية، بس قرر إنه يحجز مكان فيها وده لإنها هتتحرك بعد يوم .. وكان بيفكر هل يبعت لشوق جواب يبلغها بتأخيره ولا يعمل إيه؟ .. بس الجواب كده هياخد 7 أيام على ما يوصلها! وده لإن كان بيحصل تأخيرات في الفترة الأاخيرة في إرسال الجوابات قرر إنه مايكتبش جواب و راح للميناء وفضل قاعد على كرسي إنتظار لمدة يوم كاملًا لحد ما جه ميعاد السفينة ... وبالفعل ركب السفينة وقعد في مكانه وفكر في شوق إللي منتظر بفارغ الصبر إنه يشوفها، سمع الناس بيتكلموا عن حادثة غرق سفينة بس مركزش معاهم وإتنهد ورجع يفكر في شوق ... بعد مرور خمسة أيام في البحر ... عمر نزل من السفينه في ميناء لبلد يفصل بينها وبين القاهرة الكبرى 7 ساعات، أخد نفس عميق ..
عمر بحب:"هانت كلها 7 ساعات وأشوفك يا أجمل شوق."
راح لموقف البلد دي وركب أوتوبيس ونام طول الطريق عشان يريح جسمه .. صحي من النوم لما وصل ونزل من الأوتوبيس وأخد الشنط في إيده وبعدها ركب تاكسي وإتحرك للحارة ... بعد مرور فترة بسيطة .. عمر دخل الحارة بعيون كلها شوق وهو ماسك كل شنطة في إيد والناس كلهم بيبصوله بإستغراب وذهول كإنهم شايفين عفريت .. وهو إستغرب نظراتهم ليه ..بس برر إنهم مستغربين اللاصق الطبي إللي على جبهته والكدمات البسيطة إللي في دراعاته، تجاهلهم وراح لبيت شوق بسرعة وطلع على السلالم بلهفة عشان يشوفها وده لإنه جاي في وقت أ/ حسين مش هيكون مش موجود فيه ... وقف قدام شقتهم وبدأ يخبط .. بس ماحدش فتح .. رن الجرس كتير ... وبرده ماحدش فتح الباب . عيونه جات على قفل ما اخدش باله منه .. مسك القفل ولقى إن باب الشقة مقفول بيه .. عمر قلق وحس إنه إتجنن بدأ يخبط على الباب بهيستيريا ...
عمر بخوف:"شوق."
فضل يخبط كتير ماحدش رد .. نزل بسرعة من البيت وراح القهوة إللي إسماعيل بيشتغل فيها لكنه مش موجود، خرج منها بسرعة وجري للمكان إللي إسماعيل عايش فيه هو وعفاف ...
عفاف بحزن:"عشان خاطري يا إسماعيل، كل أي لقمه."
إسماعيل بتعب:"ماليش نفس."
عفاف:"إنت تعبت جدا ياحبيبي، لازم تاكل وتتغذى كويس."
إسماعيل كان لسه هياكل لقوا باب أوضتهم بيخبط خبطات شديدة .. إسماعيل قام من مكانه ..
عفاف:"خليك أنا هقوم أفتح."
إسماعيل:"خليكي إنتي."
راح للباب وفتحه وإتفاجئ بعمر إللي واقف قدامه وهو بينهج ...
إسماعيل بعدم إستيعاب:"ع...عم.عمر إنت... إنت....."
عمر بإستفسار مع خوف:"شوق فين؟"
إسماعيل كان مازال لسه مصدوم من وجود عمر قدامه ومش سامع سؤاله ....
عمر مسكه من لياقته وإتكلم بغضب:"بقولك شوق فين؟"
إسماعيل فاق وإستوعب سؤال عمر وبلغ ريقه بقلق وتوتر ..
عمر بغضب أكبر:"شوق فين يا إسماعيل؟"
إسماعيل:"شوق ... شوق إتجوزت يا عمر."
عمر برق بصدمة وعدم إستيعاب ...
إسماعيل:"عمر صدقني أنا.........."
عمر بعدم إستيعاب:"إنت بتتكلم بجد؟ شوق إتجوزت؟"
إسماعيل:"أيوه إتجوزت يا عمر، بس هي كانت........."
عمر بغضب:"إنت بتكذب ليه؟، شوق عمرها ماتتجوز حد غيري، أنا هثبتلك إنك كذاب."
عمر زقه ومشي وهو ماسك الشنط ورجع للحارة تاني وكل ده وإسماعيل بيجري وراه ...
عفاف بصوت مسموع:"يا إسماعيل."
إسماعيل بصوت مسموع وهو بيبصلها:"خليكي إنتي مع محمد."
عمر دخل الحارة وبص للناس إللي مذهولين منه ..
عمر بغضب:"هو في إيه؟ إنتوا بتبصولي كده ليه؟"
الحج متولي قرب نحيته وعمر وقتها هدي شويه ...
عمر:"حج متولي، هي فين شوق؟ راحت فين؟ إسماعيل بيقول إنها إتجوزت، هو بيكذب أنا عارف إن كذاب، طمني يا حج أنا رجعت ومعايا كل حاجة متفق عليها معاها، *عيونه دمعت* هي شوق فين؟؟"
متولي بهدوء:"مافيش نصيب يابني، البنت شافت حالها المهم إنك رجعت بالسلامة."
عمر الغضب سيطر عليه من تاني ...
عمر:"إنتوا ليه مصممين تقولوا إنها إتجوزت؟ لا هي ماتجوزتش شوق فوق في أوضتها مستنياني، شوق مستنياني، أيوه هي مستنياني."
إسماعيل:"عمر إهدى عشان خاطري."
عمر رمى الشنط على الأرض وبص لإسماعيل بغضب كبير .. وإسماعيل رجع خطوات لورا .. بس عمر قرب منه وبدأ يلكمه ..
عمر بغضب بين كل لكمة والتانية:"قولتلك هي أمانة في رقبتك ... إستأمنتك عليها وقولتلي دي في عيوني ... ضيعتها مني . أنا هشرب من دمك."
الناس كلهم حاولوا يبعدوا إسماعيل من تحت إيد عمر والحج متولي مسك عمر عشان يهديه لكن عمر كان بيزقه عشان يبروح يكمل ضرب في إسماعيل إللي وشه كلها بقا عباره عن كدمات ودم ..
إسماعيل بتعب:"كنا فاكرينك مت ياعمر، خبر وفاتك نزل على التليفزيون."
عمر بغضب:"حتى لو مت، أنا إستأمنتك عليها، حتى لو جرالي إيه ماينفعش شوق تبقى لغيري."
في الوقت ده أمل كانت معديه في الحارة وإتفاجأت بعمر إللي بيزعق لإسماعيل .. قربت منه بسرعة ..
أمل:"عمر إنت عايش؟"
عمر ماسمعهاش بسبب غضبه الأكبر من إسماعيل وخناقته معاه ..
عمر بغضب وهو بيكمل:"إنت عارف إنها كانت بيتي، أنا مكنش ليا غيرها، مكنش ليا أي حد بعدها، دي كانت روحي، إنت السبب في كل ده، إنت السبب في إنها تتجوز إنت..........."
أمل بإمتعاض:"كل الخناقة دي عشان إللي إسمها شوق؟!، ده إنت تحمد ربنا إنها إتكشفت على حقيقتها دي يادوب إتجوزت من يومين، وماشوفتش إنت جوزها، ياااااه راجل شيك وعنده عربية شكله غني وإبن ناس و................"
قطع كلامها عمر إللي مسكها من شعرها ...
عمر:"لو نطقتي كلمة تانية هقطعلك لسانك يا ********، إللي بتتكلمي عنها دي أشرف منك يا بنت ال******."
أمل بصراخ:"إلحقوني يا ناس، ده بيمد إيده عليا."
الناس كانوا حاولوا يبعدوا عمر عنها وبالفعل نجحوا في كده ...
أمل:"أنا مابألفش حاجة من عندي، الناس دول شاهدين على إللي أنا شوفته كمان."
عمر سمع همهمات الناس في الوقت ده ...
؟؟:"فعلا إتجوزت بعد الخبر بيومين، ده حتى جوزها كان راجل شكله غني وإبن ناس، وعنده عربية."
ناس كتير أوي إتكلموا وإتفقوا على الكلام إللي أمل بتقوله، عمر ماستحملش كلمة تانية وأخدت الشنط وخرج من الحارة وإسماعيل قام من مكانه وحاول يجري وراه لكن الحج متولي مسكه من دراعه ...
متولي:"سيبه يابني."
إسماعيل بدموع وتعب:"لازم أعتذرله، أنا فعلا كان لازم أمسكها في اليوم ده وما أسمحلهاش تمشي."
متولي وهو بيهديه:"سيبه يهدى شويه."
................
عمر راح للبيت إللي كانوا بيروحوه هو وشوق ودفع إيجار الأوضة بمبلغ من معاه وطلع للسطح بسرعة ورمى الشنط إللي كانت في إيده .. ونزل بسرعة من المكان ده وبدأ يدور على شوق في إعتقاده إنه هيلاقيها وده لإنها أكيد متجوزتش ... بدأ يدور
عليها بهيستيريا في كل مكان في القاهرة، لدرجة إنه راح كل الأماكن العاليه في القاهرة وصرخ بإسمها على أمل إنها تسمعه وتجيله ..
عمر بصراخ عالي وجنون:" يا شوق!!!!!!!!!!!!!!!!!"
عمر فضل شهرين على الحال ده بيدور على شوق بهيستيريا وبيبكي عليها بكاء شديد، كان عامل زي الطفل التايه من أهله، كان وحيد مالوش غيرها وهي راحت ... وفي مرة ... عمر كان قاعد في الأوضة فوق السطوح وبيبص قدامه بشرود، وإسماعيل واقف قدامه وبيترجاه ...
إسماعيل:"عشان خاطري يا عمر، سامحني، مكنش قصدي، أنا بقالي شهرين بتحايل عليك عشان ترد عليا، أرجوك رد عليا ماتسبنيش كده."
عمر وهو بيبصله:"نعم؟"
إسماعيل:"صدقني يا عمر، أنا كنت تعبان ومش فاهم حاجة وشوفتها وهي نازله من بيتها بفستانها كنت أنا وقتها لسه راجع الشغل عشان أجيب فلوس أأكل بيها إبني، أنا إتفاجأت صدقني، الموضوع كان لحظة وعدت."
عمر بشرود:"لحظة وعدت، هي اللحظة دي إللي بتضيع كل حاجة."
عمر قام من مكانه وبدأ يجهز حاجته ...
عمر بإنشغال:"تعرف يا إسماعيل إنت وهي واحد."
إسماعيل:"عمر أ........"
عمر بإنشغال وهو بيكمل كلامه:" هي خاينة وإنت خاين، إنت خُنت الأمانه وهي خانتني بوجودها في حضن واحد غيري."
إسماعيل:"هي أكيد ليها عذرها أ......."
عمر بغضب وهو بيبصله وبيقاطعه:"إياك .. إياك تجيب سيرتها تاني، مش عايز أسمع عنها حاجة تاني إنت فاهم؟"
إسماعيل:"فاهم فاهم."
عمر مسك الشنطة إللي كان جايبها لشوق ورماها لإسماعيل ...
عمر بشرود:"الشنطة دي كانت ليها، فيها دهبها إللي كنت مواعدها بيه، بيعه أو إديه لمراتك هدية جوازكم مني، وفيها لبس كنت جايبهولها برده، وفيه مبلغ محترم هيساعدك يا إسماعيل، ولو إحتجت بيت، أنا إشتريت البيت إللي إحنا فيه ده كان هيبقى هدية مني ليها *إتكلم بحرقة* بمناسبة جوازنا، حتى شوف، أنا قفلت السطح عشان ريحتها ماتروحش من المكان ده، عشان أبقى محافظ على كل ذكرى ليها، لإنه في الآخر البيت ده كان هيبقى بإسمها هي، بس هي مش موجودة، بس مافيش مشكلة البيت هيبقى وحيد زي صاحبه."
إسماعيل بهدوء:"عمر إنت بتتكلم كده ليه؟"
عمر وهو بيبص في عيونه:"عشان ده آخر يوم أنا وإنت هنشوف بعض فيه، وده آخر يوم يكون ليك فيه صاحب إسمه عمر."
عمر مسك شنطته وخرج من الأوضه وساب إسماعيل إللي واقف مصدوم من تصرف عمر وبعدها فاق وجري وراه ...
إسماعيل بصوت عالي:"عمر أرجوك إسمعني، صدقني أنا محتاج أوضحلك مكنش قصدي، والله يا عمر ماكان قصدي أسيبها تمشي."
عمر تجاهله تمامًا وشاور لتاكسي والتاكسي وقف وعمر ركبه وإتحرك ... وإسماعيل جري ورا التاكسي لكن مالحقهوش ... بمرور الوقت ... عمر كان سرحان والتاكسي بيتحرك بيه بدون وجهة معينه ... فاق على صوت سواق التاكسي ...
؟؟:"حضرتك ماقولتش إنت رايح فين؟"
عمر بصله ومش عارف يحدد هو رايح فين .. السواق بص للشنطة إللي في إيده ...
؟؟:"حضرتك رايح المطار؟"
عمر بإستفسار:"مطار؟"
؟؟:"أيوه، حضرتك شايل شنطة يبقى أكيدد رايح المطار."
عمر:"اه تمام، خدني على المطار."
التاكسي إتحرك للمطار .. عمر نزل من التاكسي وحاسبه وبعدها دخل المطار بملامح ميته وراح للإستعلامات ...
عمر:"كنت عايز أعرف أول طيارة هتخرج من المطار ده هتخرج إمتى؟"
؟؟:"طيارة لأنهي بلد يا فندم؟"
عمر:"أي بلد."
الموظف بص للملف إللي في إيده وبعدها بص لعمر ...
؟؟:"في طيارة هتقلع من المطار بعد ساعة يافندم، الطيارة متوجه لنيو جيرسي في الولايات المتحدة الأمريكية."
عمر:"أحجز منين؟ وإزاي؟"
موظف الإستعلامات بلغه بطريقة الحجز وبالفعل عمر حجز تذكرة وده لإنه معاه باسبور وإنتظر وقت الطيارة .. ولما جه وقتها قام من مكانه وراح عشان يركبها وبعد عدة دقائق الطيارة أقلعت ...
..................................................
في الوقت الحالي:
إسماعيل:"ده إللي حصل ياشوق."
شوق كانت بتبكي ومش لاقيه رد للي حصل لعمر، بس جه على بالها سيرين ...
شوق ببكاء:"يعني عمر مكنش بيضحك عليا؟"
إسماعيل:"هيضحك عليكي ليه؟ عمر كان بيحبك بجد، كان بيموت فيكي يا شوق."
شوق:"إزاي وهو إتجوز وخلف سيرين، إزاي إتجو واحدة غيري مادام هو بيلومني إني إتجوزت غيره؟ أنا نفسي أفهم هو عاش حياته من بعدي ليه بيلومني؟، أنا إتجوزت غصب عني صدقني يا إسماعيل."
إسماعيل:"إهدي يا شوق، حتى لو إتجوزتي غصب عنك مش هيفرق معاه."
شوق بدموع وعصبية:"طب إيه إللي هيفرق؟ هيفرق إني إتجوزت غيره؟ طب ماهو إتجوز غيري، ليه معلقلي حبل المشنقة؟ ماهو خاني أنا كمان."
إسماعيل:"عمر مخانكيش، عمر فضل يحبك لحد الآن، عمر مشافش غيرك."
شوق ببكاء:"بس إتجوز وخلف سيرين."
إسماعيل بحزن:"كانت غلطة صدقيني."
شوق بدموع:"حتى لو ضعف، هل تفتكر إن ده هيشفعله؟"
إسماعيل:"عمر ماضعفش."
شوق:"أنا مش فاهماك، حقيقي مش فاهماك، إنت بتقول إنها كانت غلطة وبتقول إنه ماضعفش يبقى إيه إللي حصل؟"
إسماعيل:"سيرين جات بالغلط ... لما حصل الموضوع ده .. عمر كان شايفك إنتي مكنش شايفها هي، مكنش في وعيه، يعني كل حاجة حصلت بناءًا على إنك إنتي إللي كنتي معاه مش أم سيرين."
..........................................................................



إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
رواية عشق الزين الجزء2 بقلم Zeze Mohamed كاملة بدون تحميل,رواية عشق الزين ا العدولة هدير قصص - حكايات - روايات
أسماء صحابة تبدأ بحرف الخاء ،أسماء صحابة تبدأ بحرف الخاء وترجمتهم ،أروع أس أم أمة الله اسماء اولاد
حكم واقوال عن العمر ، أجمل كلمات قيلت عن العمر حياه الروح 5 حكم واقـوال
ملف لروايات كامله بأقلام عدلات الذهبيه, روايات حصريه بالعدولات ,شاركينا بروايتك السفيرة عزيزة أقلام عدلات الذهبية
رواية زمان يروح ويذبحني وأعاني من التعب والهم وأقول الله يعؤضني ايفين قصص - حكايات - روايات


الساعة الآن 08:26 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل