ومن ذلك ما يفعله بعض الناس من: صلاة الرغائب، وصلاة أم داود في نصف رجب،
والتصدق عن روح الموتى، و الأدعية التي تقال في رجب بخصوصه، وزيارة
المقابر، والاحتفال بليلة السابع والعشرين منه، والتي يزعم بعضهم أنها ليلة
الإسراء والمعراج، وكل هذه من العبادات المبتدعة، التي تُرد على صاحبها.
وقد ألف ابن حجر العسقلاني رحمه الله رسالة بعنوان:
(تبيين العجب بما ورد في شهر رجب من الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة)،
مع التنبيه إلى أنه ورد أن السلف من هذه الأمة كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم،
وهذا من الشوق إلى الأزمان الفاضلة، ومضاعفة الحسنات في ذلك الشهر الكريم،
نسأل الله أن يبلغنا وإياكم إياه.
وقد سُئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله – عن بعض الأحاديث في فضل شهر رجب وشعبان وفضل الصوم فيهما. فأجاب:
(( بأنه لم يرد في فضل رجب حديثٌ صحيح، وأجود ما فيه كما قال شيخ الإسلام
ابن تيمية أجود ما فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا دخل رجب: (
اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان )
على أن الحديث هذا أيضاً متكلم فيه،
وعلى هذا فلا يمتاز شهر رجب عن جمادى الآخرة الذي قبله إلا بأنه من الأشهر
الحرم فقط، وإلا ليس فيه صيام مشروع، ولا صلاة مشروعة، ولا عمرة مشروعة ولا
شيء، هو كغيره من الشهور.
أما شعبان فنعم يمتاز عن غيره بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر صومه،
بل كان يصومه كله إلا قليلاً، فينبغي الإكثار من الصيام في شعبان)). أ.هـ.
فعلينا أ تنبيه من يجهل ذلك، وإحالتها إلى كلام أهل العلم حول هذا الموضوع.
بلغني الله وإياكم شهر رمضان، ورزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين،،،
آمين.