ولم تنته القصه, بل تعددت فصولا.. فشاهدنا لها فصلا ثانيا في حرب
كوسوفا, ثم فصلا ثالثا في حرب الشيشان تخوضها روسيا بتمويل
امريكي ومسانده اسرائيليه وسكوت اوروبي.
والحرب معلنه على المسلمين في كل مكان هذه الايام
وللشيطان اعوان من شياطين الانس بلا عدد..
ولله شهداء يختارهم كل يوم ليزين صدورهم بأوسمه البطوله
والحرب مستمره.. وسوف تتعدد فصولا الي اخر الزمان..
حينما ينزل ستار الختام.. وتعلن الحقائق في مشهد جامع
هو يوم القيامه
واعترف بأني شديد الفضول لرؤية السيد ميتران ساعتها..
شديد الفضول لما سيقول.. هل سيقول لرب العالمين
sorry
كما زعم في حديثه الكوميدي في التليفزيون
ليرحمنا الله جميعا..
فهذا مشهد يشق على الجبابره
فما بال الضعفاء أمثالنا
ومازلت أعجب كيف قالها.. بهذه البساطه الفرنسيه
انه قطعا لم يتصور انه يتحدث عن واقع سيقع..
ولم يخطر بباله ابدا انه سوف يحدث كما تروي الكتب الدينيه
والاوروبي العادي يفتح فمه في دهشه اذا قلت له
انه سوف يقوم من الموت ليقف بين يدي الله.. رب العالمين..
ولو انه أيقن بذلك وآمن به.. لما كان هناك استعمار..
ولما كانت هناك تلك المجازر البشعه والاباده المنظمه التي زاولها الرجل
الابيض في حروبه مع السود في افريقيا واسيا.. ومع المسلمين في كل
مكان..
وانما الظلم كان يملا صفحات التاريخ ليقين الظالمين بانه لا قيام بعد
الموت ولا حساب ولا مساءله.
والكبار كلهم ظنوا انهم لايموتون ولايحاسبون.. والذين خطر لهم انهم
يمكن ان يموتوا كان يقينهم ان الله سيبعثهم ملوكا.. وان جنة الآخره لهم..
كما كانت جنة الدنيا لهم.. وشيطانهم صنع لهم ذلك الوهم واقنعهم به..
وكان قدماء المصريين اكثر من آمن بالبعث والحساب والميزان
ولهذا كان المصريون اكثر الشعوب انسانيه.
انه افك قديم قدم التاريخ حكايه انكار الناس للبعث واكثر الشعوب
تقدما واقواها بأسا كانت أكثرها كفرا.
وهكذا كان ظن جاجارين حينما خرج من جو الارض الي الفضاء..
وكانت أول رساله أرسلها الي الشعب الروسي.. انا في فضاء بلا نهايه..
لا وجود لأحد هنا غيري.. ولم اجد الله.. وحيثما اتلفت لا أجد إلها..
لا أحد سواي.. ورددت أبواق الإذاعه الشيوعيه في موسكو لفورها..
إن جاجارين جاء بالخبر اليقين, وأنه لم يجد إلها في السماوات.
هل تصور جاجارين أنه سيجد الله في شرف استقباله وان موسيقي
الملائكه سوف تعزف له السلام الملكي.
وقد مات جاجارين بعد ذلك بشهور في حادث تصادم.. ليس في الفضاء..
ولكن في الارض.. وفي أزقه موسكو كأي كلب ضال.. ورأي ساعتها
ماكان ينكره.. ولكن بعد فوات الأوان بعد ان أصاب لسانه الخرس وتوقف
قلبه عن الخفقان.. ودفن مع سره في ظلام النسيان.
وسيظل مابعد الموت طلاسم وظنونا وغيوبا مغيبه
ولن يـكشف السر الا بعد ان يغلق الباب الدائري خلف كل مرتحل ويستحيل
التواصل بينه وبين أحد من الأحياء.. وفي ظلام الوحده المطلقه سوف
تتجلي له الحقيقه وسوف يري كل شئ.. وساعتها لن ينفع الندم.. فكتاب
الأعمال اغلق.. وحياته انتهت.. ومابقي سوف تتقطع له نياط القلوب.
والويل لمن لايفهم
إن الله موجود ليس لأن المسلمين يؤمنون بوجوده ولكن لأنه حقيقه
مطلقه أزليه لا معنى لأي شئ بدونها.
الله هو سر الجمال, والرحمة, والمودة, والحرية, والحياه.
وأسماؤه الحسني مطبوعة على الورود, وعلى إشراقه الفجر,
وعلى إبتسامه الوليد, وعلى إطلاله الربيع, وعلى كفتي الميزان,
وعلى صولجان الحكم.. فهو العدل الحكم.. وبدونه يستحيل العدل
وتستحيل الرحمه وينطمس الكون ويظلم, فهو نور السماوات والارض.
وهو الذي يمسك السماوات والارض أن تزولا ولئن زالتا ان أمسكهما من
أحد من بعده.
إن الدين يبدأ به.. والفلسفه تنتهي اليه.. والعقل يتوقف عنده..
فلا كيف ولا كم ولا اين ولا متي..!!!
وانما.. هو..
ولا اله الا هو
ولا يملك العقل الا السجود.. ولاتملك العين الا البكاء
ندما
رفـعت الاقلام وجفت الصحف
اسألوا لنا ولأنفسكم الرحمه..
والتمسوا لنا ولأنفسكم النجاه
لم يبق الا التوسل
…….
رحم الله الدكتور مصطفى محمود
قل لمن يحمل هماً ... بأن همه لن يدوم
فكما تفني السعادة ... هكذا تفني الهموم