نزيف المخ العنكبوتى
[IMG]https://www.**- /upload/uploads/images/palnurse2644e7669a.jpg[/IMG]
لأول مرة القسطرة الجراحية لعلاج نزيف المخ العنكبوتى
أصبحت عبارة نزيف المخ تحت العنكبوتية
تردد كثيرا هذه الأيام بين الناس بما يشبه الرعب خاصة وانه يحدث فجأة, ويؤكد الأطباء أن سببه الرئيسى
وجود تمدد فى أحد الشرايين الرئيسية المغذية للمخ وذلك فى 90% من الحالات كما أن هناك
نسبة تصل إلى 5% من الناس الطبيعيين لديهم استعداد لحدوث هذا التمدد وان هناك 10 أشخاص من بين كل 100 ألف شخص
كل عام يدخلون فى مرحلة تسمى بالارتشاح الدموى وهى المرحلة التى تسبق النزيف الحاد أو الانفجار,
ومن الأفضل علاج هذه الحالات قبل الدخول فى هذه المرحلة حيث تزداد
فرصة نجاح العلاج الجراحى إلى 99% إذا اكتشف مبكراً.
هل نزيف المخ نوع واحد ؟
هناك نوعان من نزيف المخ, الأول : يسمى بالنزيف داخل أنسجة المخ، 50% من حالاته
يعانون من ارتفاع مزمن فى ضغط الدم، و20 منها مرضى بالقصور الكلوى والأوعية الدموية الأخرى
خارج المخ, الأمر الذى يسبب ضعفاً فى الأوعية الدموية صغيرة الحجم الموجودة فى
قاع الجمجمة وعند حدوث ارتفاع مفاجئ فى ضغط الدم لا تستطيع جدران
الأوعية الدموية تحمله فيحدث على أثره النزيف.
أما النوع الثانى وهو ما يطلق عليه تجاوزاً نزيف المخ إلا أنه لا يحدث داخل أنسجة المخ
وإنما تحت الخلايا العنكبوتية وهى الأنسجة المغلفة للمخ والأوعية الدموية التى تغذيه.
ويؤكد الأطباء أن 90% من الحالات التى تصاب بهذا النوع من النزيف سببها تمدد فى
أحد الشرايين المغذية للمخ فينتج عنه ما يشبه الكيس الدموى خارج الشريان.
لماذا تضعف الأوعية الدموية؟
يرجع الضعف فى جدار الأوعية الدموية إلى عيوب خلقية يولد بها الإنسان أو ضعف مكتسب يحدث مع الزمن
نتيجة ارتفاع خفيف فى ضغط الدم, وهذا الضعف فى جدار الشرايين أيضاً شائع بين الناس حيث الموجود
بصفة طبيعية فى 5% منهم إلا أن نسبة قليلة منهم تصاب بالتمدد الشريانى الذى يدخل مرحلة الارتشاح الدموى البسيط
ومن المهم جداً اكتشاف ذلك مبكراً، والتدخل الجراحى لعلاجه، أما إذا حدث النزيف فهذا يعنى أن الشريان الرئيسى
المغذى للمخ أصبح به ثقب كبير مفتوح من الصعب السيطرة عليه فتكون نسبة الوفاة
بين هذه الحالات كبيرة جداً ولا تقل عن 70%.
كيف يعرف المريض أنه أصيب بالارتشاح الدموى؟
من حسن الحظ أن 99% من هذه الحالات تدخل مرحلة الارتشاح الدموى تفاجئ بنوع من الصداع
الحاد والمفاجئ فى مؤخرة الرأس يصاحبها آلام وصعوبة فى حركة الرقبة تستمر لأيام معدودة وتختفى نهائياً
بعد ذلك فتكون بمثابة جرس إنذار يجب عنده الإسراع فى العرض على أخصائى للمخ والأعصاب
فور حدوث ذلك ليتأكد مما إذا كان المريض يعانى من ارتشاح فى أحد شرايين المخ أم لا.
هل تفيد الجراحة فى حالة التمدد فى مجموعة من الشرايين ؟
يؤكد الأطباء انه من الممكن أن يكون هناك تمدد فى أكثر من شريان للمريض الواحد ويمكن علاجهم
جراحياً فى عملية واحدة بشرط أن يكونوا فى نفس الطريق الجراحى ومتناول يد الجراح.
أما لو كانوا فى أماكن متفرقة من المخ فمن الأفضل أن يتم ربطهم بالمشبك
الجراحى على مراحل متفرقة, على ألا لا تقل الفترة الزمنية عن شهر.
هل كل تمدد فى الشريان يحتاج للجراحة؟
من المعروف أن هناك إجماع بين جراحى المخ والأعصاب على مستوى العالم يحدد حجم التمدد الشريانى
الذى يتدخل عنده الجراح حيث لا يقل حجمه عن 10 ملليمترات، أما الأقل من ذلك ولم يحدث معه
ارتشاح فمن الأفضل تركه لكن فى هذه الحالة يحتاج المريض لمعاودة الجراح.
كما أن هناك نوعية من هذه التمددات المزمنة كبيرة الحجم يصل قطرها إلى أكثر من بوصة كاملة (2.5 سم)
ومعظمها يحدث داخل أنسجة المخ أو فى قاع الجمجمة وتكون أعراضها شبيهة بأورام المخ مثل :
ضعف الإبصار والتشنجات غير أن نسبة حدوثها لا تتعدى الـ 5% من كل
الحالات وهى تستلزم تدخل جراحى لاستئصال هذا التمدد وربط الشريان
بالمشبك الجراحى ويصنف مع النوع الأول لنزيف المخ.
ما هى مضاعفات عدم التعرف على نزيف تحت العنكبوتية؟
يؤكد الأطباء أن عدد الذين يحدث لهم الارتشاح الدموى فى النوع الثانى تحت العنكبوتية 10 من بين 100 ألف شخص فى العام,
ورغم انخفاض هذه النسبة إلا أن الأطباء يحذرون من خطورة عدم الكشف المبكر له حيث تزداد نسبة
تعرض المريض لحدوث نزيف قاتل من 2% إلى 4% لان نسبة كبيرة من هذه الحالات تدخل فى طور النزيف
الحاد نتيجة للتشخيص الخاطئ فيشخص عن طريق غير المتخصصين بالحمى الشوكية.
ويشير الأطباء إلى أن هناك خمس مراحل للتمدد الشريانى تحدد صعوبة التدخل الجراحى, :
أولها المرحلة (صفر) وعند اكتشافه فى هذه المرحلة تزيد فرص نجاح العملية الجراحية بنسبة 99% .
أما المرحلة الثانية والتى غالبا ما يكون قد حدث للمريض ارتشاح دموع يؤدى إلى فقدان الوعى
فتكون فرصة نجاح الجراحة فيها 95% وتقل النسب فى فرص النجاح فى كل مرحلة تدريجيا,
ففى المرحلة الثانية يحدث للمريض نقص فى الوعى, وفى المراحل الأخرى تختلف درجات
المضاعفات من الغيبوبة إلى حدوث تلف فى الأنسجة الدقيقة بمراكز المخ.
ما آخر طرق علاج هذا النزيف ؟
الجديد فى علاج هذه الحالات، بغير الجراحة الميكروسكوبية، يتم باستخدام القسطرة الجراحية
حيث نجح الأطباء فى علاج التمدد الشريانى فى منطقة جزع المخ مما يعنى أن مستقبل
هذا النوع من العلاج واسع للغاية, خاصة خلال العشر سنوات المقبلة