أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي شبهات (حول الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه) والرد عليها

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين



هذا السؤال لاحد المسلمين في موقع للاسئلة والاجوبة يطعن في الصحابي الجليل معاوية ابن أبي سفيان:
ا ﻟﺴﺆﺍﻝ : ﻗﺮﺃﺕ ﺃﻥ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻗﺘﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ، ﻟﺬﻟﻚ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻧﺤﻮﻩ ، ﻛﻴﻒ ﻳﺴﻮّﻍ
ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻠﻜﺎً ﺩﻭﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ؟ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﻓﻼ ﺃﺑﺎﻟﻲ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﺃﻡ ﻻ ، ﻓﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺍﺿﺢ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻭﻟﻜﻦ ﻧﻮﺍﻳﺎﻫﺎ ﻛﺎﻧﺖ
ﻓﺎﺳﺪﺓ ﻓﻘﺎﻝ : ) ﺇﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ( ، ﻟﺬﻟﻚ ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﻧﻔﺲ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﻳﺰﻳﺪ ، ﻭﺃﻇﻦ
ﺃﻳﻀﺎً ﺃﻥ ﻣﻦ ﻳﻠﻌﻨﻬﻤﺎ ﻣﺼﻴﺐ ، ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻨﻲ ﺷﺨﺼﻴّﺎً ﻻ ﺃﻟﻌﻨﻬﻤﺎ ؛ ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﻫﺪﻳﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﻬﻞ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ ﺇﺧﺒﺎﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺑﻴﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﻳﺰﻳﺪ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ؟


ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ
ﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﻗﺪ ﺃﺧﻄﺄﺕ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻚ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻋﻈﻴﻤﺔ ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻧﻚ ﻟﻢ
ﺗﻮﻓَّﻖ ﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻛﺘﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨَّﺔ ، ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻣﻨﻬﻢ ، ﺑﻞ ﻟﻌﻞ ﻣﻘﺮﻭﺀﺍﺗﻚ ﻭﻣﺴﻤﻮﻋﺎﺗﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ
ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻭﻧﺤﻮﻫﻢ ؛ ﻟﺬﺍ ﻭﻗﻌﺖ ﻣﻨﻚ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ، ﻭﺳﻨﻘﻒ ﻣﻌﻚ ﻭﻗﻔﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ، ﻧﺮﺟﻮ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﻣﻠﻬﺎ ، ﻭﺃﻥ
ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ ، ﺷﺎﻛﺮﻳﻦ ﻟﻚ ﺣﺴﻦ ﻇﻨﻚ ﺑﻤﻮﻗﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ :
.1 ﻟﻘﺪ ﺟﻤﻌﺖَ ﺑﻴﻦ " ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ " ﻭﺍﺑﻨﻪ " ﻳﺰﻳﺪ " ﺑﺤﻜﻢ ﻭﺍﺣﺪ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻠﻞ ﻋﻈﻴﻢ ، ﻭﺣﻜﻢ
ﺟﺎﺋﺮ ، ﻓﻤﻌﺎﻭﻳﺔ ﺻﺤﺎﺑﻲ ﺟﻠﻴﻞ ، ﻳﺘﺮﺿﻰ ﻋﻨﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨَّﺔ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻨﻪ ﻗﺘﻞ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ، ﻭﻻ ﻗﺘﺎﻝ
ﻟﻬﻢ ، ﺑﺨﻼﻑ ﺍﺑﻨﻪ ﻳﺰﻳﺪ ، ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﺻﺤﺎﺑﻴّﺎً ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺧﻼﻓﺘﻪ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ
ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ ، ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨَّﺔ ﻣﻦ ﻳﻠﻌﻨﻪ ، ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﻓﻴﻪ ﻫﻮ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺤﺒﻪ ، ﻭﻻ ﻧﺴﺒﻪ ، ﻭﺍﻧﻈﺮ ﺗﻔﺼﻴﻞ
ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺭﻗﻢ ) 14007 ( .
.2 ﻭﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺻﺤﺎﺑﻴّﺎً ﺟﻠﻴﻼً ، ﻭﻣﻠِﻜﺎً ﻋﻈﻴﻤﺎً ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻛﺘَّﺎﺏ ﺍﻟﻮﺣﻲ ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ – ﻛﻤﺎ
ﺷﻬﺪ ﻟﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ - ، ﻭﻗﺪ ﺷﻬﺪ ﻟﻪ ﻛﺒﺎﺭ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨَّﺔ ﺑﺎﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ .
ﺃ. ﻓﻘﺪ ﺳﺌﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻳﻬﻤﺎ ﺃﻓﻀﻞ : ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ، ﺃﻡ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﺃﻧﻒ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻓﻀﻞ
ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﺄﻟﻒ ﻣﺮﺓ ، ﺻﻠَّﻰ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺧﻠﻒ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﻘﺎﻝ : ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻤﻦ
ﺣﻤﺪﻩ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ : ﺭﺑﻨﺎ ﻭﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤﺪ ، ﻓﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ؟ .
ﺍﻧﻈﺮ " ﻭﻓﻴﺎﺕ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ " ﻻﺑﻦ ﺧﻠﻜﺎﻥ ) 3 / 33 ( .
ﺏ . ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ﺍﻟﻤﻮﺻﻠﻲ ﻗﺎﻝ : ﺳﻤﻌﺖُ ﺭﺟﻼً ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻤﻌﺎﻓﻰ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻣﺴﻌﻮﺩ ؛ ﺃﻳﻦ ﻋﻤﺮ





ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ؟ ﻓﺮﺃﻳﺘﻪ ﻏﻀﺐ ﻏﻀﺒﺎً ﺷﺪﻳﺪﺍً ، ﻭﻗﺎﻝ : ﻻ ﻳﻘﺎﺱ ﺑﺄﺻﺤﺎﺏ ﻣﺤﻤﺪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺣﺪ ، ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﺗﺒﻪ ﻭﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭﺻﻬﺮﻩ ﻭﺃﻣﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺣﻴﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ .
" ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ " ﻟﻶﺟﺮﻱ ) 5 / 2466 ، (2467 .
ﺝ. ﻭﻋﻦ ﺍﻷﻋﻤﺶ ﺃﻧﻪ ﺫُﻛﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﻋﺪﻟﻪ ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻮ ﺃﺩﺭﻛﺘﻢ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻳﺎ ﺃﺑﺎ
ﻣﺤﻤﺪ ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﺣِﻠﻤﻪ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ، ﺑﻞ ﻓﻲ ﻋﺪﻟﻪ .
" ﺍﻟﺴﻨَّﺔ " ﻟﻠﺨﻼَّﻝ ) 1 / 437 ( .
ﺩ. ﻭﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - :
ﻓﺈﻥ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺛﺒﺖ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺗﺮ ﺃﻧﻪ ﺃﻣَّﺮﻩ ﺍﻟﻨﺒﻲُّ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﺃﻣَّﺮ ﻏﻴﺮﻩ ، ﻭﺟﺎﻫﺪ ﻣﻌﻪ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻣﻴﻨﺎً
ﻋﻨﺪﻩ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ ﺍﻟﻮﺣﻲ ، ﻭﻣﺎ ﺍﺗﻬﻤﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲُّ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻮﺣﻲ ، ﻭﻭﻻَّﻩ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ
ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ، ﻭﻗﺪ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻭﻗﻠﺒﻪ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻬﻤﻪ ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺘﻪ .
" ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ " ) 4 / 472 ( .
.3 ﻭﻣﺎ ﺣﻜﻤﺖَ ﺃﻧﺖ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻉ ، ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﺑﻴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ، ﻭﺷﻬﺪ ﻟﻠﻄﺎﺋﻔﺘﻴﻦ
ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ، ﻭﺍﻟﺤﻖ ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻟﻌﻠﻲّ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﻗﺮﺏ ﻟﻠﺤﻖ ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺸﻬﺪ
ﻟﻤﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ، ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺘﺄﻭﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﻃﻠﺒﻬﻢ ﻟﻠﺤﻖ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎﺹ ﻣﻦ ﻗﺘﻠﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ .
ﺃ. ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫُﺮَﻳْﺮَﺓَ ﺭَﺿِﻲَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻨْﻪُ ﻗَﺎﻝَ : ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ : ) ﻟَﺎ ﺗَﻘُﻮﻡُ ﺍﻟﺴَّﺎﻋَﺔُ ﺣَﺘَّﻰ
ﻳَﻘْﺘَﺘِﻞَ ﻓِﺌَﺘَﺎﻥِ ﺩَﻋْﻮَﺍﻫُﻤَﺎ ﻭَﺍﺣِﺪَﺓٌ ( .
ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ) 3413 ( ﻭﻣﺴﻠﻢ ) 157 ( .
ﺏ . ﻋَﻦْ ﺃَﺑِﻲ ﺳَﻌِﻴﺪٍ ﺍﻟْﺨُﺪْﺭِﻱِّ ﻗَﺎﻝَ : ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ : ) ﺗَﻤْﺮُﻕُ ﻣَﺎﺭِﻗَﺔٌ ﻋِﻨْﺪَ ﻓُﺮْﻗَﺔٍ ﻣِﻦْ
ﺍﻟْﻤُﺴْﻠِﻤِﻴﻦَ ﻳَﻘْﺘُﻠُﻬَﺎ ﺃَﻭْﻟَﻰ ﺍﻟﻄَّﺎﺋِﻔَﺘَﻴْﻦِ ﺑِﺎﻟْﺤَﻖِّ ( .
ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ) 1064 ( .
ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - :
ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻛﻠﺘﺎ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺘﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺘﺘﻠﺘﻴﻦ - ﻋﻠﻲ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ، ﻭﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ -
ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ، ﻭﺃﻥ ﻋﻠﻴّﺎً ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ؛ ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻫﻮ
ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺗﻞ ﺍﻟﻤﺎﺭﻗﻴﻦ ﻭﻫﻢ " ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺍﻟﺤﺮﻭﺭﻳﺔ " ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺷﻴﻌﺔ ﻋﻠﻲ ، ﺛﻢ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻛﻔﺮﻭﻩ ،
ﻭﻛﻔﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﻭﺍﻻﻩ ، ﻭﻧﺼﺒﻮﺍ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ، ﻭﻗﺎﺗﻠﻮﻩ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ.
" ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ " ) 4 / 467 ( .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - :
ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ؛ ﺇﺫ ﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﻃﺒﻖ ﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﻭﻓﻴﻪ : ﺍﻟﺤﻜﻢ
ﺑﺈﺳﻼﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺘﻴﻦ - ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ ، ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ - ، ﻻ ﻛﻤﺎ ﻳﺰﻋﻤﻪ ﻓﺮﻗﺔ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻭﺍﻟﺠﻬﻠﺔ ﺍﻟﻄﻐﺎﻡ ، ﻣﻦ
ﺗﻜﻔﻴﺮﻫﻢ ﺃﻫﻞَ ﺍﻟﺸﺎﻡ ، ﻭﻓﻴﻪ : ﺃﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻋﻠﻲ ﺃﺩﻧﻰ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺘﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻖ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ
ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ : ﺃﻥ ﻋﻠﻴّﺎً ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺼﻴﺐ ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻣﺠﺘﻬﺪﺍً ، ﻭﻫﻮ ﻣﺄﺟﻮﺭ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻲ ﻫﻮ
ﺍﻹﻣﺎﻡ ، ﻓﻠﻪ ﺃﺟﺮﺍﻥ ، ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ) ﺇﺫﺍ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﺄﺻﺎﺏ ﻓﻠﻪ ﺃﺟﺮﺍﻥ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﻓﺄﺧﻄﺄ ﻓﻠﻪ ﺃﺟﺮ . (
" ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ " ) 7 / 310 ( .
.4 ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺘﺎﻝ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻟﻌﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻭﺍﻟﻤﻠﻚ ، ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻘﺘﻠﺔ
ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎﺹ ﻣﻨﻬﻢ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺗﺜﺒﻴﺖ
ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ .
ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - :
ﻭﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻟﻢ ﻳﺪَّﻉ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺒﺎﻳَﻊ ﻟﻪ ﺑﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﺗﻞ ﻋﻠﻴّﺎً ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺎﺗِﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ، ﻭﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻖ
ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ، ﻭﻳﻘﺮﻭﻥ ﻟﻪ ﺑﺬﻟﻚ ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻳﻘﺮُّ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻤﻦ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻨﻪ ، ﻭﻻ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻥ
ﻳﺒﺘﺪﺋﻮﺍ ﻋﻠﻴّﺎً ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﺎﻟﻘﺘﺎﻝ ، ﻭﻻ ﻓﻌﻠﻮﺍ ، ﺑﻞ ﻟﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻭﻣﺒﺎﻳﻌﺘﻪ ، ﺇﺫ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺇﻻ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻭﺍﺣﺪ ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺧﺎﺭﺟﻮﻥ ﻋﻦ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻳﻤﺘﻨﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ، ﻭﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺷﻮﻛﺔ : ﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﺗﻠﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺆﺩﻭﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ، ﻓﺘﺤﺼﻞ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ .
ﻭﻫﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ، ﻭﺇﻧﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﻗﻮﺗﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻈﻠﻮﻣﻴﻦ ، ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻷﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻗُﺘﻞ
ﻣﻈﻠﻮﻣﺎً ﺑﺎﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻭﻗﺘﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﺴﻜﺮ ﻋﻠﻲ ، ﻭﻫﻢ ﻏﺎﻟﺒﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﺷﻮﻛﺔ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻣﺘﻨﻌﻨﺎ : ﻇﻠﻤﻮﻧﺎ
ﻭﺍﻋﺘﺪﻭﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ، ﻭﻋﻠﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺩﻓﻌﻬﻢ ، ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺒﺎﻳﻊ ﺧﻠﻴﻔﺔً ﻳﻘﺪﺭ
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﻔﻨﺎ ﻭﻳﺒﺬﻝ ﻟﻨﺎ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ... .
" ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ " ) 35 / 72 ، 73 . (
ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻳﻨﺎﺻﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ، ﻭﻻ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﻦُّ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄﻥ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ، ﻭﺇﻧﺰﺍﻟﻬﻢ ﻣﻨﺰﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﻖ ﺑﻬﻢ ، ﻭﻗﺪ ﻧﻘﻞ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ "
ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ " ) 8 / 133 ( ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻐﻴﺮﺓ ﻗﺎﻝ : ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺧﺒﺮ ﻗﺘﻞ ﻋﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺟﻌﻞ ﻳﺒﻜﻲ ،
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ : ﺃﺗﺒﻜﻴﻪ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﺗﻠﺘَﻪ ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﻭﻳﺤﻚِ ﺇﻧﻚ ﻻ ﺗﺪﺭﻳﻦ ﻣﺎ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ
ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ .
.5 ﻛﺎﻥ ﺣﻜﻢ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺈﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﺣﺪ ﻳﺨﺎﻟﻔﻪ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻣﻊ ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ
ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻪ .
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - :
ﻓﺒﻮﻳﻊ ﺍﻟﺤﺴﻦ ، ﺛﻢ ﺳﻠَّﻢ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ، ﻭﻓﻲ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ، ﺑﻼ ﺧﻼﻑ ، ﻣﻤﻦ
ﺃﻧﻔﻖ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻭﻗﺎﺗﻞ ، ﻓﻜﻠﻬﻢ ـ ﺃﻭﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﺁﺧﺮﻫﻢ ـ ﺑﺎﻳﻊ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ، ﻭﺭﺃﻯ ﺇﻣﺎﻣﺘﻪ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺇﺟﻤﺎﻉ ﻣﺘﻴﻘﻦ ،
ﺑﻌﺪ ﺇﺟﻤﺎﻉٍ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺇﻣﺎﻣﺔ ﻣَﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﺃﻓﻀﻞ ، ﺑﻴﻘﻴﻦ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺣﺪَﺙ ﻣﻦ ﻻ ﻭﺯﻥ ﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻓﺨﺮﻗﻮﺍ ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ ﺑﺂﺭﺍﺋﻬﻢ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﺑﻼ ﺩﻟﻴﻞ ، ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺬﻻﻥ.
" ﺍﻟﻔِﺼَﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻞ ﻭﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻨَّﺤَﻞ " ) 4 / 127 ( .
.6 ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻚ " ﻛﻴﻒ ﻳﺴﻮّﻍ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻠﻜﺎً ﺩﻭﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ؟ " : ﻓﻘﺪ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺸﺘﺮﻁ
ﻟﻠﻤﺘﻮﻟﻲ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺑﻞ ﻟﻠﻤﻔﻀﻮﻝ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ، ﺛﻢ ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻫﻢ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻊ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎً ، ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ
– ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ – ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ، ﻭﺑﺎﻳﻌﻪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻮﻥ ﺑﺎﻟﺨﻼﻓﺔ ،
ﻭﻓﻴﻬﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻛﻠﻬﻢ ؛ ﻓﺘﺤﻘﻘﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺴﻦ ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﻳﺼﻠﺢ ﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﻃﺎﺋﻔﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .
ﻋَﻦْ ﺃَﺑِﻲ ﺑَﻜْﺮَﺓَ ﺭَﺿِﻲَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻨْﻪُ ﺃَﺧْﺮَﺝَ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲُّ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺫَﺍﺕَ ﻳَﻮْﻡٍ ﺍﻟْﺤَﺴَﻦَ ﻓَﺼَﻌِﺪَ ﺑِﻪِ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْﻤِﻨْﺒَﺮِ
ﻓَﻘَﺎﻝَ : ) ﺍﺑْﻨِﻲ ﻫَﺬَﺍ ﺳَﻴِّﺪٌ ﻭَﻟَﻌَﻞَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺃَﻥْ ﻳُﺼْﻠِﺢَ ﺑِﻪِ ﺑَﻴْﻦَ ﻓِﺌَﺘَﻴْﻦِ ﻣِﻦْ ﺍﻟْﻤُﺴْﻠِﻤِﻴﻦَ ( .
ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ) 3430 ( ، ﻭﺭﻭﺍﻩ ﻣﻄﻮﻻً ) 2557 ( .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - :
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ : ﻋﻠَﻢ ﻣﻦ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ، ﻭﻣﻨﻘﺒﺔ ﻟﻠﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤُﻠﻚ ﻻ ﻟِﻘِﻠّﺔ ﻭﻻ
ﻟِﺬِﻟﺔ ﻭﻻ ﻟِﻌِﻠّﺔ ، ﺑﻞ ﻟﺮﻏﺒﺘﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﻣﻦ ﺣﻘﻦ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻓﺮﺍﻋﻰ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﻭﻣﺼﻠﺤﺔ
ﺍﻷﻣﺔ .
ﻭﻓﻴﻬﺎ : ﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻜﻔِّﺮﻭﻥ ﻋﻠﻴّﺎً ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ، ﻭﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ، ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻟﻠﻄﺎﺋﻔﺘﻴﻦ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ... .
ﻭﻓﻴﻪ : ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﻤﻔﻀﻮﻝ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷﻓﻀﻞ ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﻟﻲَ ﻛﻞٌّ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻭﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ
ﻭﻗﺎﺹ ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ، ﻭﻫﻤﺎ ﺑﺪﺭﻳﺎﻥ ، ﻗﺎﻟﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺘﻴﻦ .
ﻭﻓﻴﻪ : ﺟﻮﺍﺯ ﺧﻠﻊ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺻﻼﺣﺎً ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .
" ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ " ) 13 / 66 ، 67 ( .
ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ، ﻭﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻗﻠﺘَﻪ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ
ﻫﻮ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺑﻌﻴﻨﻪ ، ﻭﺇﻥ ﻟﻤﻌﺎﻭﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﻭﺍﻟﻔﻀﻞ ﻣﺎ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﻫﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﻀﻪ ، ﻭﻧﻘﻠﻨﺎﻩ ﻋﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﻣﺔ ، ﻭﻻ ﺗﻈﻨﻦ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨَّﺔ ﻳﻮﺍﻓﻘﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ، ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﺏ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻚ ، ﻭﺃﻥ ﺗﻨﺰﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﺍﻟﻼﺋﻘﺔ ﺑﻪ ، ﻓﻬﻮ ﺧﻴﺮ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ،
ﻭﻗﺪ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﺑﻠﺪﺍﻧﺎً ، ﻭﺩﺧﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻓﻮﺍﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
ﻭﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻳﻚ ﻟﻠﺤﻖ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ، ﻭﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻚ ﻫﺎﺩﻳﺎً ﻣﻬﺪﻳّﺎً


يتبع يتبع يتبع يتبع



#2

افتراضي رد: شبهات (حول الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه) والرد عليها

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻗﺎﺋﻼً ﻋﺎﻟﻤﺎً ﺁﻣﺮﺍً ﺣﻜﻴﻤﺎً ": ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻌﻪ
ﺃﺷﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺭﺣﻤﺎﺀ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺗﺮﺍﻫﻢ ﺭﻛﻌﺎً ﺳﺠﺪﺍً ﻳﺒﺘﻐﻮﻥ ﻓﻀﻼً ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺿﻮﺍﻧﺎً
ﺳﻴﻤﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﺫﻟﻚ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﻣﺜﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ
ﻛﺰﺭﻉ ﺃﺧﺮﺝ ﺷﻄﺄﻩ ﻓﺂﺯﺭﻩ ﻓﺎﺳﺘﻐﻠﻆ ﻓﺎﺳﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﻗﻪ ﻳﻌﺠﺐ ﺍﻟﺰﺭﺍﻉ ﻟﻴﻐﻴﻆ ﺑﻬﻢ
ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﻋﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻐﻔﺮﺓ ﻭﺃﺟﺮﺍً ﻋﻈﻴﻤﺎً "
ﻓﺎﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﻠﻬﻢ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ_ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ
ﺻﺤﺎﺑﺔ ﺑﻼ ﺷﻚ _ ﻋﺪﻭﻝ ﻭﺧﻴﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺑﻼ ﺷﻚٍ ﻭﻻ ﺭﻳﺐ،ﻟﻜﻦ ﻟﻤﻌﺎﻭﻳﺔ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺗﻤﻴﺰﻩ ﻋﻦ ﺃﻱ ﺻﺤﺎﺑﻲ ﺁﺧﺮ،ﻭﻫﻲ ﺃﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ
ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ": ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻫﻢ ﺳﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ،ﻭﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻫﻮ ﺑﺎﺏ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺴﻮﺭ "ﻳﻌﻨﻲ ﻻ ﺗﺼﺪﻗﻮﺍ ﻳﺎ ﺃﺧﻮﺗﻲ ﻭﺃﺧﻮﺍﺗﻲ ﺃﻥ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺗﻮﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻬﺎﺗﻨﺎ
ﺯﻭﺟﺎﺕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻴﻦ ﻳﻮﻡ ﻭﻟﻴﻠﺔ،ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺑﺪﺃﻭﺍ ﺑﺎﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺟﺮﺕ ﺑﻴﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻭﺻﺎﺭﻭﺍ ﻳﻄﻨﻄﻨﻮﻥ ﺣﻮﻝ ﺃﺣﺪﺍﺛﻬﺎ،ﺛﻢ ﺳﺎﺭﻭﺍ
ﺷﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎً ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻠﻘﺒﻮﻧﻬﺎ ﺏ" ﺁﻛﻠﺔ ﺍﻷﻛﺒﺎﺩ " ﺛﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻴﻪ
ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ،ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ ﻓﺎﺗﺢ ﻣﺼﺮ _ ﻭﻛﻔﻰ ﺑﻬﺬﻩ ﻣﻔﺨﺮﺓ ﻭﻓﻀﻼً ﻋﻈﻴﻤﺎً_ ﺛﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﻠﻘﺎﺀ ﻭﺃﺑﻨﺎﺀ
ﺍﻟﻄﻠﻘﺎﺀ_ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻄﻠﻘﺎﺀ ﺿﻌﻔﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﻏﻢ ﺍﺷﺘﻬﺎﺭﻩ
ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ_ ﺛﻢ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﻲ ﺃﻣﻴﺔ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ،ﻭﻛﻠﻤﺎ
ﺯﺍﺩ ﺗﺴﺎﻫﻞ ﺍﻷﻣﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻭﺍﺑﺘﻌﺪﺕ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻑ،ﺯﺍﺩ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻜﺮ ﻭﺍﻟﺤﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻜﻴﺪ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ،ﺑﻞ ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻜﺮ ﻭﺍﻟﺨﺒﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺑﻪ،ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻹﻃﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺭﺣﻤﻪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ،ﻭﺃﻧﺎ ﻛﺮﺃﻱ ﺷﺨﺼﻲ _ ﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻻ ﻳﺆﺍﺧﺬﻧﻲ ﺑﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ_ ﺃﺩﻳﻦ ﻟﻠﻪ
ﺑﺄﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻟﻘﺐ ﺧﺎﻣﺲ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﻓﻌﻼً ﻓﻬﻮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺭﺿﻬﺎ،ﺑﻞ ﻭ ﺳﻴﺪ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ
ﺃﺣﻖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺐ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻱ ﻭﺣﺴﺐ،ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻨﺒﻪ ﺟﻬﺎﺑﺬﺓ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻄﺮﺡ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮ،ﻓﻠﻘﺪ ﺳﺌﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ، ﺃﻳﻬﻤﺎ ﺃﻓﻀﻞ : ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ
ﺳﻔﻴﺎﻥ ، ﺃﻡ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺧﻠﻔﻲ ﺃﻧﻒ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﺄﻟﻒ ﻣﺮﺓ ، ﺻﻠﻰ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔﺧﻠﻒ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﻘﺎﻝ : ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻤﻦ ﺣﻤﺪﻩ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ : ﺭﺑﻨﺎﻭﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤﺪ . ﻓﻤﺎ ﺑﻌﺪ
ﻫﺬﺍ ؟ ﻭﻓﻴﺎﺕ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ، ﻻﺑﻦ ﺧﻠﻜﺎﻥ 3) (33/ ، ﻭ ﺑﻠﻔﻆ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻬﻌﻨﺪ ﺍﻵﺟﺮﻱ
ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ) 5/2466 (
ﻭﺍﻟﺤﻖ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻭﻧﺠﺪ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﻃﺮﺍﺀ
ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﺢ ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﺗﺤﻔﻪ ﻭﺗﺒﺠﻠﻪ _ﻭﻻ ﻧﻨﻜﺮ ﻓﻀﻠﻪ ﻭﻋﻈﻴﻢ ﻗﺪﺭﻩ _ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮ
ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ ﻻ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻻ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻣﻊ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻋﻦ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ
ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﺷﻴﺌﺎً،ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻠﻔﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻮﺣﻲ
ﻭﻛﻔﻰ ﺑﻬﺬﺍ ﺷﺮﻓﺎً ﻭﺭﻓﻌﺔ،ﻭﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺑﺄﻧﻪ ﺧﺎﻝ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺃﺧﺘﻪ ﺭﻣﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ
ﺃﻣﻬﺎﺗﻨﺎ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺩ ﺃﻭﻝ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﺫﺍﺕ
ﺍﻟﺼﻮﺍﺭﻱ ﻣﻊ ﺃﻋﻈﻢ ﻗﻮﺓ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺃﻻ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺮﻭﻡ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺧﻄﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ
ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﻠﻎ ﺫﻛﺎﺋﻪ ﻭﺑﺮﺍﻋﺘﻪ ﻭﺩﻫﺎﺋﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ،ﻓﻠﻘﺪ ﻗﺎﻡ ﺑﺮﺑﻂ ﺳﻔﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻊ
ﺳﻔﻦ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﺑﺎﻟﺤﺒﺎﻝ ﻭﺍﻟﻜﻼﻟﻴﺐ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﺑﻴﺔ
ﺑﺮﻳﺔ،ﻭﺍﺳﺘﻔﺎﺩﻭﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺃﻳﻀﺎً ﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﺄﺭﺟﺤﻬﺎ ،ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ
ﻳﺴﺒﺐ ﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺎﺩﻭﺍ ﺭﻛﻮﺏ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺧﻮﺽ
ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ،ﻭﻣﻊ ﺃﻋﻈﻢ ﻭﺃﻛﺒﺮ ﻗﻮﺓ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻗﺘﺬﺍﻙ !!
ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺳﻨﺄﺗﻲ ﺍﻵﻥ ﺑﻌﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﻮﻓﻴﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﻨﻴﺪ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﺴﺨﻴﻔﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺛﻴﺮﺕ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ .
ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : ﺑﺄﻥ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ ﺃﻣﺮ ﺑﺴﺐ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺑﺮ،ﻭﺇﻟﻴﻜﻢ ﺃﺷﻬﺮ ﺷﺒﻬﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ :
ﺇﻧﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻧﺼﻪ ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ": ﺃﻣﺮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ
ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺳﻌﺪﺍ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺎ ﻣﻨﻌﻚ ﺃﻥ ﺗﺴﺐ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻣﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﺛﻼﺛﺎ ﻗﺎﻟﻬﻦ ﻟﻪ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻠﻦ ﺃﺳﺒﻪ ﻷﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﻦ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻲ
ﻣﻦ ﺣﻤﺮ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺧﻠﻔﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ
ﻣﻐﺎﺯﻳﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﻠﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻔﺘﻨﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻣﺎ ﺗﺮﺿﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻨﻲ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺇﻻ
ﺃﻧﻪ ﻻ ﻧﺒﻮﺓ ﺑﻌﺪﻱ ﻭﺳﻤﻌﺘﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻳﻮﻡ ﺧﻴﺒﺮ ﻷﻋﻄﻴﻦ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﺭﺟﻼ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ
ﻭﻳﺤﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﺘﻄﺎﻭﻟﻨﺎ ﻟﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺩﻋﻮﺍ ﻟﻲ ﻋﻠﻴﺎ ﻓﺄﺗﻰ ﺑﻪ ﺃﺭﻣﺪ ﻓﺒﺼﻖ
ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻪ ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻔﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻟﻤﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻓﻘﻞ ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﻧﺪﻉ
ﺃﺑﻨﺎﺀﻧﺎ ﻭﺃﺑﻨﺎﺋﻜﻢ ] / 3 ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ / [ 61 ﺩﻋﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻋﻠﻴﺎ ﻭﻓﺎﻃﻤﺔ ﻭﺣﺴﻨﺎ ﻭﺣﺴﻴﻨﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻫﻠﻲ " ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ
ﺗﺪﺑﺮﻭﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺟﻴﺪﺍً ﻟﻮﺟﺪﻭﺍ ﺑﺄﻧﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺒﺔ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ ﻟﻌﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ،ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﺗﻀﺢ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻧﻜﻢ ﺃﺧﻮﺗﻲ
ﻭﺃﺧﻮﺍﺗﻲ،ﻭﻟﻜﻦ ﻧﺠﻠﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻗﻠﻴﻼً،ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﻟﺪﻫﺎﺀ
ﻭﺣﺪّﺓ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ،ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺨﺮﺝ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺳﻌﺪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ ،ﻓﺴﺄﻟﻪ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ،ﻭﻻﺣﻈﻮﺍ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺟﻮﺍﺏ ﺳﻌﺪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ ﻛﺎﻥ ﺫﻛﺮ
ﻓﻀﺎﺋﻞ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺇﻃﺮﺍﺀ ﻟﻪ،ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﺬﺏ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ": ﺇﻥ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ
ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻏﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺳﺐ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺑﺮ " ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﺗﺠﺮﺃ ﺳﻌﺪ
ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﻋﻠﻲ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻸ !ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻝ
ﻗﺎﺋﻞ ": ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺫﻛﺮ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺴﺐ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺳﺐ ﻋﻠﻰ
ﺍﻹﻃﻼﻕ؟" ﻗﻠﻨﺎ ": ﻧﺤﻦ ﻟﻢ ﻧﻨﻜﺮ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺴﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ
ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ،ﻓﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺑﻴﻦ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ،ﻟﻌﻞ ﺳﻌﺪﺍً ﻛﺎﻥ ﻭﺳﻂ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺗﺴﺐ ﻋﻠﻴﺎً
ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺴﺐ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﻣﺪﺡ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺴﺐ ﻟﻌﻠﻲ ﺭﺿﻮﺍﻥ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ،ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺴﺄﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺳﺆﺍﻻً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﺳﻬﻼً ﺑﺴﻴﻄﺎً : ﻣﺎ ﺃﺩﺭﺍﻛﻢ
ﻭﻣﺎ ﺩﻟﻴﻠﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺒﻮﻥ ﻋﻠﻴﺎً ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ؟ﻟﻌﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺴﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﻘﻮﺍ ﻋﺼﺎ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻗﺘﻬﺎ،ﺃﻭ ﻟﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺳﺒﺄ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻟﻴﻤﺰﻗﻮﻫﺎ ﻭﻳﻘﻄّﻌﻮﺍ ﺃﻭﺻﺎﻟﻬﺎ ﻭﻳﺆﺟﺠﻮﺍ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ
ﻛﻤﺎ ﺗﻔﻌﻠﻮﻥ ﺃﻧﺘﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ"!
ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ :
ﺍﺳﺘُﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺁﻝ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﻗﺎﻝ : ﻓﺪﻋﺎ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻓﺄﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﻢ
ﻋﻠﻴﺎً ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ، ﻓﺄﺑﻰ ﺳﻬﻞ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺑﻴﺖ ﻓﻘﻞ : ﻟﻌﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺑﺎ
ﺗﺮﺍﺏ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻬﻞ : ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻌﻠﻲ ﺍﺳﻢ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﺑﻲ ﺗﺮﺍﺏ .. ﺛﻢ ﺫﻛﺮ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺳﺒﺐ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﺬﻟﻚ .
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :ﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻢ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ،ﺛﻢ ﻣﻦ
ﻗﺎﻝ ﺑﺄﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺑﻨﻲ ﺃﻣﻴﺔ ﺻﺎﻟﺤﻮﻥ ﻭﺃﺗﻘﻴﺎﺀ !ﺑﻞ ﻭﻻﺣﻈﻮﺍ ﺃﺧﻮﺗﻲ ﻭﺃﺧﻮﺍﺗﻲ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ
ﺳﻬﻼً ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﻭﻟﻢ ﻳﺄﺑﻪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﺴﺐ ﺃﺑﻲ ﺗﺮﺍﺏ
_ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ_ ﻭﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﺣﺪ ﻳﺮﻏﻢ
ﺃﺣﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﺳﺐ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻻ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻻ ﻏﻴﺮ
ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ .
ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ : ﺣﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻳﻀﺎً ﻭﻧﺼﻪ ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ": ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ
: ﻛﻨﺖ ﺃﻟﻌﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﻓﺠﺎﺀ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺘﻮﺍﺭﻳﺖ ﺧﻠﻒ
ﺑﺎﺏ ﻗﺎﻝ ﻓﺠﺎﺀ ﻓﺤﻄﺄﻧﻲ ﺣﻄﺄﺓ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺫﻫﺐ ﻭﺍﺩﻉ ﻟﻲ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻗﺎﻝ ﻓﺠﺌﺖ ﻓﻘﻠﺖ ﻫﻮ
ﻳﺄﻛﻞ ﻗﺎﻝ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺍﺫﻫﺐ ﻓﺎﺩﻉ ﻟﻲ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻗﺎﻝ ﻓﺠﺌﺖ ﻓﻘﻠﺖ ﻫﻮ ﻳﺄﻛﻞ ﻓﻘﺎﻝ ﻻ
ﺃﺷﺒﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻄﻨﻪ"
ﻗﺎﻟﻮﺍ ": ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺫﻡّ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ ) ﻻ ﺃﺷﺒﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻄﻨﻪ .(
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﺤﻘﻖ ﺃﻭ ﻗﺎﺽٍ ﻟﻴﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ،ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﺒﻠﻎ ﻏﺒﺎﺋﻪ
ﻭﺷﺪﺓ ﺟﻬﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻟﻄﺮﻑ ﻭﺍﺣﺪ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ،ﺑﻞ
ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﻮﺍﻧﺒﻬﺎ ﻭﻳﺴﺘﻜﺸﻒ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻭﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺋﻦ ﻋﻠﻰ
ﻗﺪﺭ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﺄﺟﻮﺭ ﺑﺎﺟﺘﻬﺎﺩﻩ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ،ﻭﻧﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺴﻨﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻠﻔﻆ ﻫﻨﺎ ﻟﻠﺘﺮﻣﺬﻱ ": ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎﻝ :
ﺗﺠﺸﺄ ﺭﺟﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻛﻒ ﻋﻨﺎ ﺟﺸﺎﺀﻙ ﻓﺈﻥ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ
ﺷﺒﻌﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻃﻮﻟﻬﻢ ﺟﻮﻋﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ "ﻭﻣﻌﻨﻰ " ﺗﺠﺸﺄ "ﻳﻌﻨﻲ ﺃﺧﺮﺝ ﻫﻮﺍﺀﺍً ﻣﻊ
ﺻﻮﺕ ﻣﻦ ﺣﻠﻘﻪ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻷﻛﻞ،ﻓﻜﺎﻥ ﺩﻋﺎﺀ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﺸﺪﺓ
ﻣﺤﺒﺘﻪ ﻻﺑﻦ ﺣﻤﺎﻩ ﻭﺃﺧﻮ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺧﻮﻓﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺠﻮﻉ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،ﻭﻻ ﻳﺘﺴﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ
ﻫﻨﺎ ﻟﺬﻛﺮ ﻣﻀﺎﺭ ﺍﻟﺸﺒﻊ ﻭﻣﻨﺎﻓﻊ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻃﺒﻴﺎً ﻭﺻﺤﻴﺎًﻭﺑﺮﻛﺘﻪ ﻭﻓﻮﺍﺋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺪﻥ
ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ،ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻻ ﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﻭﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﻭﺍﻟﻮﺭﻉ
ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻭﻻ ﻳﺴﻌﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﻀﻴﺔ ﻛﻬﺬﻩ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻧﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻻﺗﺒﺎﻉ
ﻭﻛﻔﻰ ﺑﻬﺎ ﻧﻌﻤﺔ .
ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ : ﺣﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻳﻀﺎً ﻭﻧﺼﻪ ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ": ﻋﻦ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ
ﻗﻴﺲ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺣﻔﺺ ﻃﻠﻘﻬﺎ ﺍﻟﺒﺘﺔ ﻭﻫﻮ ﻏﺎﺋﺐ ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻛﻴﻠﻪ ﺑﺸﻌﻴﺮ
ﻓﺴﺨﻄﺘﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺬﻛﺮﺕ ﺫﻟﻚ ﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻔﻘﺔ ﻓﺄﻣﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﺪ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺃﻡ
ﺷﺮﻳﻚ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ
: ﺗﻠﻚ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻳﻐﺸﺎﻫﺎ ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ ﺍﻋﺘﺪﻯ ﻋﻨﺪ ﺍﺑﻦ ﺃﻡ ﻣﻜﺘﻮﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﺭﺟﻞ ﺃﻋﻤﻰ ﺗﻀﻌﻴﻦ
ﺛﻴﺎﺑﻚ ﻓﺈﺫﺍ ﺣﻠﻠﺖ ﻓﺂﺫﻧﻴﻨﻰ ﻗﺎﻟﺖ ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻠﻠﺖ ﺫﻛﺮﺕ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ
ﻭﺃﺑﺎ ﺟﻬﻢ ﺧﻄﺒﺎﻧﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻣﺎ ﺃﺑﻮ ﺟﻬﻢ ﻓﻼ ﻳﻀﻊ
ﻋﺼﺎﻩ ﻋﻦ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻓﺼﻌﻠﻮﻙ ﻻ ﻣﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻧﻜﺤﻰ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻓﻜﺮﻫﺘﻪ ﺛﻢ
ﻗﺎﻝ ﺍﻧﻜﺤﻰ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﻓﻨﻜﺤﺘﻪ ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮﺍ ﻭﺍﻏﺘﺒﻄﺖ" ﻣﺎ ﻳﻬﻤﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ
ﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ
ﺑﺄﻧﻪ ":ﺻﻌﻠﻮﻙ ﻻ ﻣﺎﻝ ﻟﻪ" ﻗﺎﻟﻮﺍ ":ﻟﻘﺪ ﺫﻡّ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ
ﻭﻭﺻﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺻﻌﻠﻮﻙ "
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻭﺑﺪﻳﻬﻲ ﺑﺄﻥ ﻭﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻭﻳﺘﺒﺎﻳﻦ ﺗﺒﻌﺎً ﻟﻸﺯﻣﻨﺔ
ﻭﺍﻷﻣﻜﻨﺔ،ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﺣﺴﺐ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﻜﻼﻡ،ﻓﻠﻮ ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ
ﻭﻗﺎﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻵﻳﺔ ":ﻭﻻ ﺗﻘﺮﺑﻮﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ" ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻻﺳﺘﺨﻒ ﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ
ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ،ﻭﻣﻦ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ":ﺻﻌﻠﻮﻙ ﻻ ﻣﺎﻝ ﻟﻪ "ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﺗﻔﺴﻴﺮ
ﻛﻠﻤﺔ "ﺻﻌﻠﻮﻙ "ﻫﻮ ﻓﻘﻴﺮ،ﻭﻧﺪﻋﻢ ﻛﻼﻣﻨﺎ ﺑﺸﻮﺍﻫﺪ ﻭﺃﺩﻟﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺣﺘﻰ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ
ﺍﻃﻤﺌﻨﺎﻧﺎً ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
) ﺍﻟﺼﻌﻠﻮﻙ ( ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﻭ ) ﺍﻟﺘﺼﻌﻠﻚ( ﺍﻟﻔﻘﺮ
ﻣﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ 363
ﻗﺎﻝ ﺛﻌﻠﺐ ﻫﺬﺍﻭﺻَﻒ ﺻُﻌْﻠﻮﻛﺎً ﻓﻘﺎﻝ ﻻ ﻣﺎﻟَﻠﻪ
ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ 9/249
ﺍﻟﺼُّﻌْﻠُﻮﻙ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻣﺎﻟﻠﻪ
ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ 10/455
ﻭﺍﻟﺼُّﻌْﻠُﻮﻙُ ﻛﻌُﺼْﻔُﻮﺭٍ : ﺍﻟﻔﻘﻴﺮُ . ﻭﺗَﺼَﻌْﻠَﻚَ : ﺍﻓْﺘَﻘَﺮَ
ﺍﻟﻘﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ 1/1221
ﻭﻻ ﺑﺄﺱ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻧﺠﻠﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺤﻤﻘﻰ ﺑﺴﻴﺎﻁ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺒﻬﻢ :
ﻭ ﺍﻟﺼﻌﺎﻟﻴﻚ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺼﻌﻠﻮﻙ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ
ﺑﺤﺎﺭ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ 35/143
ﻭﺗﺪﺑﺮﻭﺍ ﻣﻌﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺒﻬﻢ ﺃﻳﻀﺎً :
" ﺗﺰﻭﺝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺑﺨﺪﻳﺠﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺮﻑ
ﺧﻮﻳﻠﺪ ) ﺃﺑﻮ ﺧﺪﻳﺠﺔ ( ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ) ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ( ﺟﺎﺀﻫﺎ ﺧﺎﻃﺒﺎ ﻓﺘﻐﻴﺮ
ﻟﻮﻧﻪ ﻭ ﻛﺒﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ : ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﻓﻴﻜﻢ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻭ ﺃﻧﺘﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭ ﻟﻜﻦ
ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻗﺪ ﻣﻠﻜﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻋﻘﻠﻬﺎ ﺃﻭﻓﺮ ﻣﻦ ﻋﻘﻠﻲ ﻭ ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺗﻄﺐ ﻗﻠﺒﻲ ﺇﻥ ﺧﻄﺒﻬﺎ
ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻓﻜﻴﻒ ﻫﺬﺍ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻓﻘﻴﺮ ﺻﻌﻠﻮﻙ "
ﺑﺤﺎﺭ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ 16/59
ﻳﻌﻨﻲ ﻻﺣﻈﻮﺍ ﺃﻧﻬﻢ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ": ﻛﻠﻤﺔ ﺻﻌﻠﻮﻙ ﺗﻔﻴﺪ ﺍﻟﺬﻡ ﺩﺍﺋﻤﺎً " ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ
ﻳﺴﺒﻮﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ،ﻭﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﻣﺘﻰ ﺳﻴﻔﻬﻢ
ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻏﺒﻴﺎﺀ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻄﻌﻦ، ﻭﻟﻮ ﻓﻲ ﺻﺤﺎﺑﻲ ﻭﺍﺣﺪ،ﻳﺸﻜﻞ ﻃﻌﻨﺎً ﺻﺮﻳﺤﺎً ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ،ﺑﻞ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻫﻢ ﺣﻤﻠﺘﻪ،ﻭﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﻦ!!!
ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺻﻮﺍﺏ ﻭﺳﺪﺍﺩ ﻭﺗﻮﻓﻴﻖ ﻓﺒﻔﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ،ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ
ﺧﻄﺄ ﺃﻭ ﺗﻘﺼﻴﺮ ﺃﻭ ﻧﺴﻴﺎﻥ ﻓﻤﻨﻲ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ،ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻣﻨﻪ ﺑﺮﺍﺀ،ﻭﺟﺰﺍﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ،ﻭﻭﻓﻘﻨﻲ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻟﻤﺎ ﻫﻮ ﺧﻴﺮ
ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .
ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺭﺑﻚ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻋﻤﺎ ﻳﺼﻔﻮﻥ * ﻭﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ * ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ،ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺯﻭﺟﺎﺗﻪ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ،ﻭﻣﻦ
ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ،ﻭﺳﻠﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎً ﻛﺜﻴﺮﺍً

#3

افتراضي رد: شبهات (حول الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه) والرد عليها

رضي الله تعالى عن أمير المؤمنين وأبا السبطين كرم الله وجهه علي بن أبي طالب
رضي الله تعالى عن سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين
رضي الله تعالى عن معاوية بن ابن سفيان
رضي الله تعالى عن آل البيت وعن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

#4

افتراضي رد: شبهات (حول الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه) والرد عليها

رضي الله عنه ..
شكرا لك

إظهار التوقيع
توقيع : زوزو 24
#5

افتراضي رد: شبهات (حول الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه) والرد عليها

العفووو يا قمر
#6

افتراضي رد: شبهات (حول الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه) والرد عليها

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
#7

افتراضي رد: شبهات (حول الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه) والرد عليها

رضى الله عن الصحابة اجمعين وجزاكى الله كل خير
#8

افتراضي رد: شبهات (حول الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه) والرد عليها

واياكي يا حبيبتي
#9

افتراضي رد: شبهات (حول الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه) والرد عليها

جزاكى الله خيرا
#10

افتراضي رد: شبهات (حول الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه) والرد عليها

بارك الله فيك ورعاك
إظهار التوقيع
توقيع : ريموووو
#11

افتراضي رد: شبهات (حول الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه) والرد عليها

بارك الله فيك
إظهار التوقيع
توقيع : هبة الرحمان2
#12

افتراضي رد: شبهات (حول الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه) والرد عليها

جزاكم الله الجنة
نورتووو يا عدولات

#13

افتراضي رد: شبهات (حول الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه) والرد عليها

رد: شبهات (حول الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه) والرد عليها
إظهار التوقيع
توقيع : الملكة نفرتيتي
#14

افتراضي رد: شبهات (حول الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه) والرد عليها

العفووو يا حبيبتي
#15

افتراضي رد: شبهات (حول الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه) والرد عليها

سبحان الله العظيم وبحمده
#16

افتراضي رد: شبهات (حول الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه) والرد عليها

جزاكي الله خيرا
اللهم ارض عن ساداتنا ابا بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية وسائر الصحابة وصل اللهم وسلم وبارك علي محمد واله وصحبه اجمعين

#17

افتراضي رد: شبهات (حول الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه) والرد عليها


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمسمة ابراهيم
جزاكي الله خيرا
اللهم ارض عن ساداتنا ابا بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية وسائر الصحابة وصل اللهم وسلم وبارك علي محمد واله وصحبه اجمعين
عليه الصلاة والسلام
اللهم اجمعنا بهم في الجنة

تسلمي يا حبيبتي جزاك الله خيرا

#18

افتراضي رد: شبهات (حول الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه) والرد عليها

بارك الله فيك
#19

افتراضي رد: شبهات (حول الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه) والرد عليها

واياكي يا حبيبتي
#20

افتراضي رد: شبهات (حول الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه) والرد عليها

جزاكي الله كل خير

صلي علي النبي

إظهار التوقيع
توقيع : sweet flower
#21

افتراضي رد: شبهات (حول الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه) والرد عليها

عليه الصلاة والسلام
نورتي يا قمر



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
جوانب من الحياة الشخصية والاجتماعية لسيف الله (خالد بن الوليد)رضي الله عنه المشتاقة الى رسول الله قصص الانبياء والرسل والصحابه
الاحاديث القدسية الصحيحة الكاملة (اخلوااا) ج1 فاطمة سعيد المنتدي الاسلامي العام
100 سنة ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم بسبوسه بالقشطه المنتدي الاسلامي العام
حملة الرد على شبهات الشيعة ضد الخلفاء والصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم المشتاقة الى رسول الله الحملات الدعوية
سيرة الصحابي الجليل سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه المشتاقة الى رسول الله قصص الانبياء والرسل والصحابه


الساعة الآن 06:14 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل