رد: يا ليتهم سرقوا مالي ..........
فقلت: سبحان الله ما الذى غير قلبه تجاهى .. ؟
فرأيته بعد الحج وسألته عن موقفه منى و هروبه ..
فقال: لقد حججججججججججججت وحدى وتنقلت بين المشاعر ماشيا على قدمي لعل الله ينظر الى ذاهبا من منى الى عرفات
. او واقفا فى احد مواطن الحج فيرحمني
وقد تهربت منك لانى كنت مشغولا بالاستغفار من الذنب الذى فعلته ..
هذا الاخ التائب حفظ لقرأن بأكمله بعد الحج وصار يصوم يوما ويفطر يوما
ويبكى ندما على مافعل ويحضر الندوات الدينيه و يقرأ فى سير الصالحين التائبين ..
وفى مره حضرت محاضره دينيه عن قصة زانى
و فى آخر المحاضره قال الشيخ بعد ان قص علينا قصة زانى : لعل زناه هذا يكون سببا فى دخوله الجنه / و تلا قول الله تعالى :
وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67)
وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68)
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69)
إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً (70)
فلما سمعت هذه الايه عجبت ..
وقلت: كيف غفلت عن هذه الايه
فذهبت مسرعا الى بيت التائب أحمد فى قصر ابيه الفخم لأبشره
فسألت عنه فقالو انه بالمسجد
ذهبت اليه المسجد فوجدته منكسرا يتلو القرآن
فقلت له: عندى لك بشرى
قال: ماهى..؟
فقلت له مرتلا:
وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67)
وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68)
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69)
إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً (70)
ولما أتممت الايه قفز واحتضننى
وقال: والله انى احفظ القرأن ولكن كأنى اول مره اقرؤها لقد فتحت لى باب من الرجاء فأرجو الله ان يغفر لى بها...
ثم أذن المؤذن لاقامة الصلاه ولكن غاب الامام فى هذا اليوم فتقدم احمد التائب وبعد أن كبر وقرأ الفاتحه تلا قول الله تعالى
" والذين لايدعون مع الله اله آخر"
فلما بلغ " الا من تاب وأمن وعمل صالحا" بكى ولم يستطع ان يكمل القراءه
فكبر وركع ثم اعتدل ثم سجد ثم قام للركعه الثانيه وقرأ الفاتحه وأعاد الآيه يريد اكمالها
فلما بلغ " الا من تاب وآمن وعمل صالحا بكى ثانيه ولم يكمل الآيه .
و فى يوم الجمعه الماضى جائنى اتصال
قال المتصل : أنا والد صاحبك أحمد و أريدك فى امر مهم
عندما وصلت القصر ولقيت اباه
قال: صاحبك احمد يطلبك السماح ويودعك الى الدار الآخره
لقد انتقل اليوم الى ربه .
ثم انفجر باكيا ثم أدخلنى فى غرفة كان أحمد فيها مغطى
فكشفت عن وجهه وجدته يتلألأ نورا،
وجها فارق الحياه .. لكن كله بهجه وسرور ونور
فقال لى والده: مالذى جعل ابنى فى هذه الحاله منذ ان عاد من السفر .؟
فقلت له وكنت قد عاهدت احمد الا اخبر القصه لاحد الا للعبره والعظه
قلت لوالده / ان أحمد قد فقد عزيزا عليه فى السفر
ثم سألت والده عن قصة موته ..
فقال: ان احمد كما تعلم يصوم يوما ويفطر يوما حتى كان اليوم ( الجمعه) فبقى بالمسجد يتحرى ساعة الاجابه
وقبيل المغرب ذهبت لاحمد بالمسجد
وقلت له : يا أحمد تعال افطر فى البيت
فقال: ياوالدى انى احس بسعاده عظيمه فدعنى الان
فقلت: تعال لتفطر فى البيت
فقال: ارسلوا لى ما أُفطر عليه بالمسجد
فقلت: انت و شأنك
وبعد الصلاه قال الاب لاحمد : هيا الى البيت لتناول العشاء
فقال احمد التائب لوالده: انى احس براحه عظيمه الان واريد البقاء فى المسجد وسوف آتي لكم للعشاء ..
يقول الاب ولما عدت للبيت أحسست بشيء يخالج قلبى ..
فبعثت ولدى الصغير وقلت له اذهب وانظر ماذا بأخيك
فعاد الصغير يجرى ويقول .. يا أبى اخى احمد لايكلمنى
فخرجت مسرعا للمسجد وجدت احمد ممددا فى ساعة الاحتضار مستندا على مسند ليرتاح
فأخذته الى صدرى ونظرت اليه فاذا هو يذكر اسمك وكأنه يوصى بالسلام عليك
ثم ابتسم احمد ابتسامه والله ما ابتسم مثلها منذ عاد من سفره .
ثم قرأ وهو يحتضر مرتلا:
وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67)
وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68)
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69)
إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً (70)
وعندها فاضت روحه
ويقول الاب: لا أدرى أأبكى فرحا على حسن خاتمته ..؟
أم حزنا على فراق ولدى .. ؟
وأصبحت هذه القصه سببا لصلاح الاسره بأكملها
فلنبادر بالتوبه فان الموت لايمهل المذنبين ويأتى بغتة حين يكبر الامل بطول الحياه
فيشتت الامال ويقطع عمل الانسان فليس له الا ماقدم من عمل صالح يؤنسه فى قبره ويشفع له عند ربه ويرفعه فى درجات الجنه
أبشروا فان الله يغفر الذنوب جميعا ويبدل السيئات حسنات
لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ..
مما راق لى فنقلته جزا الله كاتبه خير الجزاء