أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

أستقي شربة ماءٍ في بحـرِ العطاشـى..
وأغمِضُ أجفاني على حُلمٍ ورديٍ هادئ..

وأبُث أشجانـي لِـ وسادتـي بأدمُــعٍ حرى..
وأستيقظُ على زقزقةِ العصافير وضوء الشمس..

فينبعِثُ الأمل بداخلي لِـ أعمل من جديد..
في عالمـــــي.. (عالـم الصِغـار)
[قِصــةٌ مُثيــرة]

فتاة!!
تلاطمتها أمواجُ الحياة..
فعبثـت بِهـا الميـاه..
وطمستـها الرِمــال..
وتنقِشُ تجرُبةً مريـرة..
مِن خلفِ أسوارِ الأسـى..
تآآآآِن.. وليس لها صدى!!

نقشت على جِدار الزمن..
ضحكاتُ أُنثى.. وبكاءُ ثكلى
أعلنت للعالم بِرُمته..
أنها لم تعُد ترغب بالحياة!!
لم تتجاوز الثامنة عشرة (الآن)




ويحسبُها الراءي في الثلاثين!!

لن أروي لكُم المزيد..
فـ هي من تُريد البوح..
وستحكي (حياتُها) في فصول..

(صغيرة ولكِن)
أبقوا بالقرب..
فحكايتُنا تبدأ قريبا



إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#2

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

(1)

[بِطاقةٌ تعريفية]

العُمر: 14 عاماً أربعة عشرة عاما.
الصف: الثاني المتوسط.
البيئة: مِن أُسرةٍ مُتسيبة جِداً.
الصديقات: صديقاتُ سوء.
الديانة: ولِدتُ مُسلمة.
الهوايات: المُراسلة وسماع(...) وغيره..إلخ
عدد أفراد الأُسرة: ثلاث أخوات وأخ وأمي وأبي.


[بِدايةُ قِصتي]

إستيقظتُ في الصباحْ على صوتِ جرسِ المدرسة يخرِقُ أُذني.. فتململتُ في فِراشي واستيقظتُ حين عجزت عيني أن ترى ضوء الشمسِ الساطع المُتسلل إلى غُرفتي, وتلفتُ بِجانبي لأرى أسِرت إخوتي قد نهضن وذهبن ولم يبقى غيري, فنهضتُ سريعاً على صوت أُمي الذي يُناديني بِنبرةٍ حادة, وذهبتُ إلى مدرستي بعد أن حضرتُ جدولي اليومي الذي بِالكاد أتذكره.. ورأيتُ على سريري قبل هبوطي (جوالي) وتذكرتُ أمراً هاماً بأنهُ يجب علي إصطحاب جوالي معي إلى صفوف الدراسة دونَ أن يُلاحظ أحد, فرميتهُ في جيبي وذهبت..

أكملتُ يومي الدِراسي في مللٍ وتضجُر, وآتى وقتُ المُتعة مع رفيقاتي وأبرزتُ مهاراتي كأولِ فتاة في مجموعتي نفذتِ الإتفاق وأحضرت (الجوال) وما لبِث أن دق هاتفي في وسط تجمُع (شِلتي) فهتفت فُلانه قائلة: (أوهُ البوي فِرند) فحمررتُ خجلاً وانطويتُ في رُكنٍ قصي لِأُجيبه, تحت غِطاء مِن أصدقائي كي لا يراني أحد.. وفجأة في لحظاتٍ سريعة وفي وقتِ الإنصراف وأنا أُحادثُه [وصل بلاغ إلى الإدارة مِن طالبة مِن شلتي توشي بأني أحمِلُ الجوال و....] وتم التفتيش, ففتحتُ الجوال وأخرجتُ الشريحة وابتلعتُها خوفاً مِن (الخلق) لا (الخالق)!.. ورميتُ الجهاز يعدً عني, إلا أن الإدارة كانت تعلمُ بي فصطحبوني إلى (المُديرة) وكانت الطامة!

هاتفوا والِدتي وأحضروها.. وتعرضت للإهانة بِسببي.. ولَكِنها غطت الطرف عني كما أعتدتُ مِنها, وتم إجراءُ فصلي ومِن ثم نقلي.. وهناك إبتدءت مأساتي الفعلية..



(مع أخواتي التان تكبُرنني وأخي و....أنا)


تابعوني

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#3

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

بدايه موفقه ياقمر متابعه ان شاء الله
لكن لى رجاء ابلغينى عند وضع جزء جديد
بارك الله فيكـِ

رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]


إظهار التوقيع
توقيع : همسه بريئه
#4

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسه بريئه
بدايه موفقه ياقمر متابعه ان شاء الله
لكن لى رجاء ابلغينى عند وضع جزء جديد
بارك الله فيكـِ

رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

حياكُي ربي..
لا زِلتُ أطمع بِحضورٍ أكبر
رُغم أن حضوركُ أبهجني كثيرا

لِتبقوا بِقُربي,,

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#5

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

اعجبتني اكملي
إظهار التوقيع
توقيع : نجمةk
#6

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

يسلمووووووو
إظهار التوقيع
توقيع : الملكة نفرتيتي
#7

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

حبيبات القلبْ..
وورد هذا البُستان..

حياكُن رَبي وبياكُن..
أسعدني هذا الحضورُ المُبهج..
فلا تحرِموني مِنه (دوماً)

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#8

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

قصة جميلة كملى
#9

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

حبيبات القلبْ..
وورد هذا البُستان..

حياكُن رَبي وبياكُن..
أسعدني هذا الحضورُ المُبهج..
فلا تحرِموني مِنه (دوماً)

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#10

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

(2)

[يومٌ على شاطئ البحر]

تجمعنا علىَ مائِدة الطعام على غيرِ العادة, وهتف والدي يتحدثُ قائلاً: أين ستقضون العُطلة الصيفية هذهِ السنة؟ فوجمتْ, وتمنيتُ أن لا نُسافر هذهِ السنة لأن لديَّ مشاريعي الخاصة التي خططتُ لها ولن تتم خارِج البِلاد! قطع تفكيري صوتُ أخواتي وهُن يتهافتن إلى السفر واقتراح بلاد مُعينة وقطع حديثنا صوتُ رنينِ الهاتف, فذهبتُ إليه وكأنهُ مُنقذي مِن هذا الحِوارِ الساخن, قُلت: آلو منِ المُتحدث؟ فجاءني مِن الجِهةِ الأُخرى صوتُ ابنةُ عمي تستغيثُني وترتجي أن أذهب إليها حيثُ أنها تجِلسُ لِوحدِها وفي مدينةٍ أُخرى.. فاستأذنتُ والدي وأذِن لي بِشرط أن يوصِلني أخي لمدينةِ ابِنةُ عمي, وحمدتُ ربي أنهُ أنقذني مِن حِوارهم المُضجر.

توجهتُ إلى منزِلِ عمي وتسامرتُ مع ابنةِ عمي قليلاً ثُم أحست بِضجري, فهتفت قائلة: ما رأيك لو نذهب إلى شاطِئ البحر مع السواق, فهززززززززززززتُ رأسي بِالموافقة وذهبنا!! كُنا نتمشى أو نتسكع بِالمفهومِ الأصح ورائِحةُ العطورِ تفوح مِنا وخطرت في بالي فِكرة.. ما رأيك لو نتصِل على (البوي فِرند) ليأتي؟ مِلتُ رأسي لِبنة عمي لِتُجيبُني, فوافقت على الفكرة وكأنها راقت لها..

إتصلتُ بِهِ مُسرعةً وأناملي ترتجِفُ مِن الخوف.. فهذهِ المرةُ الأولى التي سأراهُ فيها, ولَكِني حدثتُ نفسي بأني في مكانٍ عام ولن يستطيع مسي بِسوء, وكان الشيطانُ لي رفيقاً وصاحِبا!! لم يُصدق (الذئِبُ البشري) أني أخيراً وافقتُ على عرضه, وتفاجأ أيضاً بِمقدمي لمدينتهِ التي يقطُن فيها وما هي إلا دقائق.. وتم الِلقاءُ الشيطاني على غفلةٍ مِني واستِغلالٍ مِنه, فكانت النظرةُ الأولى مِنهُ كـ الظمآن الذي لم يرتوي قط! وكـ الجوعان الذي لم يأكُل قط.. نظرةَ تفحُصٍ وغدر, ولَكِني أقنعتُ نفسي أخيراً بِأنها نظرةُ إعجابٍ لا أكثر, تجاذبنا أطراف الحديث وبدء يُلقي على مسمعي كلِمات لم أسمع لها قط, وقادتني خطواتي معهُ إلى سيارتهِ بِحُجةِ الهدوءِ الدعيِّ مِن الإزعاج, وبدءَ يقتربْ!! ويقترب!! في غفلةٍ مِني أن الله يراني وعلى بصيرةٍ مِنهُ بِأنهُ يستغِلُني..

أفقتُ في لحظتي الأخيرة ووثبتُ خارِجَ سيارتهِ (وأحمدُ الله أنها كانت واقفة) فآتى خلفي مُسرعاً يُقدِمُ فروضَ الطاعةِ والمعذرة والوعود الكاذبة, حتى أني كِدتُ أن أُصدقهُ إلى أن نظرة عينهُ أخافتني وبعت الرجفةَ في أطرافي, فجريتُ كمن الهاربة مِن شيءٍ ما! فولجَ هو سيارتهُ مرة أُخرى يقودُها بِجنون مِن فرطِ غضبه.. وفجأة سمِعنا صوتُ ارتِطام!! ولم نرى سِوى حشودٍ وإسعاف ودخلتُ لكي أرى السيارة وكانتِ الطامة....!!!


[قِصتي ما زالت في أولِ أسطُرِها...]
فتابعوني

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#11

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

جميله ياقمر بالتوفيق ان شاء الله
استمري وفى انتظار الحلقه القادمه
بارك الله فيكِ

رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]


إظهار التوقيع
توقيع : همسه بريئه
#12

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

3)



[في المشفى!!]



أفقتُ ذالِك اليوم على شيءٍ مِن الكوابيس, وأنا أتذكرُ أحداث الليلةِ الماضية في بُطئٍ وتمهُل, فوثبتُ على قدمي مُسرعة حين تذكرتُ أن أُختي لم تزل في المُستشفى! وولجتُ مِن غُرفةِ النوم تِلك التي يرقُدُ فيها أبي وأُمي لأرى أُختي قد عادت إلى المنزِل هي وأهلي وهي بأفضلِ حال, إلا أنها جبرت يدها اليُمنى ورجِلها اليُسرى وملفوفاٌ على رأسِها شيءٌ مِن الشاشِ الطبي.. فتوالت في ذهني صورةٌ سريعةٌ لِما حصلَ البارحة!

رجِعتُ بِذاكرتي إلى الوراء حينَ سمِعتُ صوتَ الارتطام ورأيتُ الحشود مُجتمعة, ورأيت الإسعاف وسياراتِ الشُرطة, وحينَ ولجتُ بينَ الزِحام كانَ (ذِئبي) يغرقُ في دمهِ بينَ الحشود! ولم أرى نفسي إلا وأنا أبكي وأنهار, واسألُ نفسي كيفَ لو كنتُ معهُ في سيارتهِ؟ كيفَ لو لم يكتِب الله لهُ عُمراً أخر؟ كيفَ لو لم يُنجهِ الله؟ فأبعدتني ابنةُ عمي عن ذالِك المشهد, ولم أزل بِنفسي ألوُمُها حتى أنيِ كِدتُ أُجن مِن فرطِ خوفي..

ذهبنا إلى البيتِ بعدَ تِلك الرِحلةِ العصيبة, واستنشقتُ أخيراً أنفاسَ الراحة, وجلسنا نلهو قليلاً كأن شيئاً لم يكُن, وقد كُنتُ أبلغتُ أهلي أني سأنامُ هذهِ الليلة عِند ابنةَ عمي, ولَكِن في الثانيةِ وخمسٍ وأربعينَ دقيقة بعد مُنتصفِ الليل دق هاتفي الجوال, وكان اتصالٌ مِن والدي, فارتجفت أطرافي خوفاً مِن أن يكونَ نبأ نفسهُ بِما يحصلُ معي ولم أخف مِن الله, أتى صوتُ أبي يقولُ لي ارتدي عباءتكِ فأخاكِ سيكونُ عِندكِ بعد دقائق! هُنا وجِلتُ وخِفتُ أنا! ولَكِني لم أُُبدي أي رأي لِنبرةِ أبي الحاسمة التي كان يُخاطِبُني فيها..

حينَ عُدتُ إلى المنزِل ودخلت كانَ كُلُ من فيهِ مُغادر, إلا أُختي التي تصغُرني فهي نائمة, وحينَ سألتُ ما الذي حادث؟ لم أسمع غير أناتٍ ونحيبٍ مِن أُمي, وتأفُفٍ مِن أبي, نظرةُ لِأُختي الكُبرى بِنظرةِ استِعطاف أن ترحمني وتحكي, فقالت: أُختِك فُلانة ترقُدُ المُستشفى الآن! ونحنُ ذاهِبون لها, لقد تعرضت لِحادثِ سيرٍ أثناء خروجِها مع صديقاتِها!

هُنا نظرتُ إلى عينيّ أُختي وعلِمتُ أن أُختيَ الأُخرى لم تكُ، سِوى مع (حبيبها) ومِن شِدةِ خوفي فضلتُ النوم في أحضانِ أُختي الصغيرة التي ما زالتْ تنعُمُ بِالبراءةِ بعد ولم تُلوث!! كان أفضل لي مِن كوابيسِ هذهِ الليلة, وهكذا استيقظتُ مِن نومي لأرى أُختي أمامي.. هممتُ أن اسألها ما الذي حلَ بكِ ولَكِني فضلتُ الصمت على التكلُم..

فقط هُنا سألتُ نفسي الكثير, وعلِمتُ أن الله أرادَ بي خيرا, لِذا أرسل لي هذهِ العلامات, فيجب عليَ الإسراع وإلا سوفَ أكونُ أنا الدرس القادم..!!




[أردت!! لَكِن رغبتهُم كانت غيري فانثنيتُ عن دربِ الحق قبل أن ألِجه!! كيف ذالِك؟ ولِما؟ وماذا حل بِـ (حبيبي)...]







__________________
/





وتبدأ فصــول الروايــة..
بِـ رحلة على الرصيــف!!

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#13

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

(4)


[تحت سياطِ التهديد]


قالت لي أُختي في إصرارٍ مُميت: إذا حدثتِ والِدي بأي تفاصيل عني فلن يكونَ مصيرك أحسن مِن مصيري فسأُخبِرهُ كُلَ ما أعرِفهُ عن (فُلان). قالتها وفي صوتِها نبرةُ تهديد وإصرار لم أشعُر بِها قطُ في حياتي معها, بعثت في داخلي خوفً لا أدري لِما عِندها هرولتُ لِسُجادتي كي أُصلي ولِأولِ مرةٍ في حياتي وبدئتُ بِالنحيبِ والبُكاء, إلا أن أُختاي لم تدعاني وشأني, إنتظرن حتى تماثلت أُختي بِـ الشِفاء التام وعُدن إلى ما كُنَ عليهِ بل وأشد!!وبدأت مُعانتي معهُن تزيد.


في يومٍ قرر والداي الذهاب إلى مدينةٍ أُخرى وتركي أنا وأُختاي الكبيرتان في المنزل وذالِك لِقضاء زيارةٍ لأحدهم, لم آرى استنكار أبداً مِن أُختاي حيثُ أن هذا ما يسعيان إليه, وما لبثَ أن خرج والداي مِن المنزِل حتى استعدت كُل واحِدةٍ مِنهُن رفيقها وأمامي وأمام عيني, وكانت تِلك المرةُ الأولى التي أرى مِنهُما هذا التبجُحِ العلني, لم أتمالك نفسي وقررتُ أن أُخبِرَ والِداي بِـ القصة, ولَكِنهُما قد أعدتا العُدة والعتاد ضِدي.


وبدأ الصِراع.. قالت أُختي الكُبرى: ما رأيك لو نُبلغ فُلاناً فيأتي لكِ الليلة؟ أو على الأقل تخرُجين معه؟ وقد علِمتُ حينها أن أُختي كانت على صِلة بِذالِك الشاب الذي كُنت أدعي أنهُ حبيبي، وكانت تعلم بِكُلِ تفاصيلِ قِصتنا, هُنا لم أستطعِ المكوثَ طويلاً تركتُ المنزِلَ وذهبتُ إلى بيتِ جارتي علني أجِدَ الملاذ المُناسب, وبدأتُ أقًًُصُ عليها أُقصوصتي بِدونِ وعيٍ مِني ولا إدراك, حتى أني خبرتها عن أخواتي وماذا يفعلن الآن, وبعدها سقطتُ مِن فرطِ التعب لم أتمالك نفسي مِن البُكاءِ والخوف!!


مرت تِلك الليلة بِسلام كما كان يتمنى أخواتي, ولم أعلم كيف بِتُ ليلتي, وأيقنتُ أني الآن واقعِة تحت سيفِ التهديد, ولِلأسف كان خوفي مِنهُما أكبر وأشد وأعظم مِن خوفي مِن الله, حتى أني أدرتُ ظهري لِنصائح ابنةُ الجيران واعتكفتُ على خوفي, ومِن ذالِكَ اليوم بدأتُ أرى الكثير وكأني لم أرى حتى لا أوضع أنا بِقفصِ الإتهام, وباتَ خوفي يُسيرُني في كُلِ أموري حتى أني نهجتُ نهجهم وعُدتُ إلى دربي كما كُنت رُغم أني لم أكُن أُريد ولَكِني ضعيفةُ الإرادة والشخصية والإيمان..


كثُر خروج أخواتي مع (.....) وباتت لِقائتهم تزيد وتزيد, وأيضاً لهوهم في الشات والهاتف يزيد, ولا رادعِ لهم, وأنا آرى الكثير وكأني عمياء صماء!! حاولتُ أن أتخلص مِن نفسي بِـ (الإنتحار)!!!



[فماذا فعلت؟]

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#14

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

(5)





[مُحاولات باءت بِالفشل]





عِندما آتى الليلُ بِظلامهِ الحالِك تمنيتُ أن ينامَ الجميعُ لِأفعلَ ما خططتُ لهُ طول يومي, ولَكِِنهم جميعهُم مُستيقظين ولا يُريدونَ النوم, فدخلتُ إلى المطبخِ بِخطوةٍ سريعة وأغلقتُ الباب خلفي وعزِمتُ على تخليصِ نفسي مِن هذا العيشِ المرير, فمسكتُ طرفَ ثوبي وأشعلتُ فيهِ النيران (كان فِكري يفتقِرُ إلى الذكاءِ كثيراً) وعِندما بدأت النيران تحرِقُ قدمي وأشعرُ بِلهيبها وأبكي, في بُرهةٍ وكأني مُلقاة في نارِ جهنم!! ماذا يكونُ حالي؟؟ وماذا سأُجيبُ ربي؟! وأنطفت علاماتُ العزمِ في وجهي وبدأتُ بِالصُراخ حتى تجمع أهلي, وأخذتُ ما يزيدُني ويفيض مِن كلِماتِهم مِن زجرٍ وتهديدٍ وغيرهُ.





ومرت علينا الأيام وأخواتي يزددن تبجُحاً وفسوقا, حتى أنهُن يُحضرن (الذِئاب البشرية) لِمنزِلنا في اثناءِ خروجِ أُمي وأبي مِن المنزل, حتى أن أُختي الصغيرة بدأت تفقه ما يفعلن! وأنا صامتة لا أفعلُ شيئا, كُلُ ما أُحاول فعله هو النسيانُ والهرب مِن معصيةٍ لِأُخرى علني أنسى, ولَكِن الله كان علي رقيبا, فلم أزدد سِوى همٍ وغمٍ وضيق, وسرت حياتي بِلهوٍ خانِق, حتى أنهُ وصلت جُرأتهُن إلى الخروجِ معهم في أي وقتٍ كان ولَكِن الله كان لهُم جميعاً بِالمرصاد.




وفي إحدى الليالي كان البيتُ يعِمُ في سكونٍ تام, وسمعِتُ صوتَ همسٍ بِقسم (الضيوف) فخرجتُ وأنا أتلصصُ خائِفة, فعلِمتُ أنها أُختي الوسطى! وبِجوارِها (....), هذا وكان والداي يرقُدانِ في الفِراش بِداخِلِ المنزل فلم أعلم ماذا أفعل, كِدتُ أصرُخ أو يُغشى علي! ولَكِني لم أستطِع الكِلام, ذهبتُ إلى وِسادتي على الفور نظرةُ بِجاني (حبوب المُهدئات) التي كُنتُ أبتلِعها في فترتي الأخيرة, أخذتُ مِنها سع حبات, علني أموت! أو يُغشى علي.




إنتهى بي المطاف في اليومِ الثاني بِالمستشفى, حيثُ أكتشفَ أهلي إغمائي صباحً, تعرضتُ فقطت لغسيلِ معِدة لأن الحبوب سببت لي قُرحة, وعُدت إلى المنزِل لِأرقُب أُختي وهي تُناظرني بعينين ثائرتين, وكأنها علمت بِما علِمت! فأخذتُ نصيبي مِنها مِن التوبيخ والتهديد عندما اختلت بي، وأنا إلتزمتُ ضعفي وقِلة حيلتي, ولم أُفصح عما يقتُلُني يومياً.. فقط إلى أن أراد الله وقال (كُن فيكون....)


:

[ماذا حدث..؟ وغير الكثير مِن معالِم قِصتي...؟]

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#15

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

(6)



[وقوع الكارِثــة]



في يومٍ مِن أيامي التي أكنساها الألم, أُعلِن أن اليومَ حفلُ عيدِ ميلادِ أُختي الوسطى! وسوفَ نُقيمُ الحفلَ في منزِلِنا مع الأصدقاء والأحبة, أعددنا كُل شيءٍ بِهذهِ المُناسبة (عِلماً أني كُنتُ أجهلُ حُكم الاحتفال بأعيادِ الميلاد) وأحضرَ كُلٌ مِنا هديتهُ لِـ إسعادِها, وحضر الجمع وكانَ الحفلُ صاخِباً ولم يستهوني, فانطويتُ إلى رُكنٍ قصي بعيداً عن كُلِ مظاهِرِ الاحتفال علني أجِد الهدوءَ والأُنس وانتهى الحفلُ على خير.


كانت تِلك الليلةٍ مِن ليالي أُختي الحمراء التي باتت تُقيمُها في المنزِلِ بِشكلٍ يومي (ولَكِنها ليلةٌ خاصةٌ جِداً), في مُنتصفِ الليل! بينما يتجلى اللهُ سُبحانهُ وتعالى إلى السماءِ الدُنيا في ثُلث الليل الأخير فيقول ( من يدعوني فأستجِب له من يسألُني فأُعطيه من يستغِفرُني فأغفِر له).. وهيَ غارِقة في مُتعةِ الحياةِ الدُنيا, وأنا يكتسيني ثوبَ الخِزي والعارِ والصمتِ المُكللِ بِالآثام, في تِلكَ الليلةِ تحديدً لا أعلم ما الذي جعلَ (أُمي) ذاتَ القلبِ الحاني أن تخرُجَ مِن جناحِ نومِها الهادئ, لِـ تبحثَ في أركانِ المنزِلِ عن شيءٍ تفقِدُه.. هل هوَ حقاً شيءٌ مادي؟ أم تبحثُ عن فتاتِها التي غرِقت في بحرِ الظُلمات..! أم تُريدُ أن تتمنى لِأُختي عامً سعيداً وأحلامً هانئةً في ظِلِ عامِها التاسِعَ عشر؟! وكانتِ الطامة!


جاءت أُمي إلى مخادِعنا لِتبحث بِعينيّ المُتفحِصِ عن أُختيَ الوسطى ولم ترى لها آثر! فانفطرَ قلبُها ولم تيأس مِنَ البحث, فبحثت في أرجاءِ منزِلِنا في الأقسامِ الخاصةِ لِلمعيشة, ولم تجِد لنتيجةِ بحثِها جوابٌ أو شيءٌ يُطمئِنُها, فلمحت عن بُعد أضواءٌ خافِتة قادِمةٌ مِن طرفِ المنزِل في ذاكَ القِسمِ الخارجي, فأخذَ ضميرُها يُحدِثُها أن هُناك لِصٌ بالمنزِل ولَكِنها لم تصرُخ وفضلت أن تكشِفَ الأمرَ بِنفسِها, وبينما خطواتِها تقترِب تراءى إلى مسمعِها صوتُ ضِحكةٍ خفيةٍ لِفتاة! وأظنُها علِمت من تكونْ, لَكِنها كذبتْ سمعها و باتت تُسرِعُ في خُطاها, فاشتمت رائِحةُ عِطرٍ نافِذة تنبعِثُ مِن تِلكَ الغُرفة, ولَكِنها أوهمت نفسها أن أحدى أخواتي تعطر وذهبَ لِلنوم أو أنهُ بقايا عطرِ الاحتِفال, ولم تعلم ماذا يختبِئُ خلفَ ذالِك الباب!



وفجأة وضعت كفيها على الباب وتفتحهُ بِبُطئ لِتخترِقَ أُذنها في تِلك اللحظةِ صوتُ رجُلٍ ذاتَ نبرةٍ حادة! ودفعتِ البابَ بِقوةٍ لِترى المنظر, و... كادت تتهاوى مِن ذالِك المشهدِ الحي ولَكِنها سريعاً وبِدونِ تفكير تذهب وتأتي بِـ (عصاه المِكنسة) لِتوسِع ذالِك الذِئب ضرباً وتسحبهُ مِن الغُرفةِ لِتُلقي بِهِ خارِج المنزِل, تحت صمتهِ وانكِسارهِ, وانزوت أُختي لِـ رُكنِ الغُرفة لِتُلملِم شتاتها وباقي ثيابِها, وتسقُط أُمي مغشياً عليها أمام بابِ المنزِل بعدَ رحيلِ الذِئبِ الجائع.. و..

[.. ماذا حدثَ بعد ذالِك..؟؟

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#16

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

(7)


[دموعُ الآســى]


استيقظتُ على صياحِ أُختي الوسطى وهي تُهزهِز بِجسدي فوقَ سريري, عابثةً المحاولة الحِفاظ على هدوِئِها بِوضعِ كفيها على فمِها حتى لا توقِظ أحداً وتكونُ الطامة, إلا أن أُختي الكبرى كانت أرهف مِني سمعاً وحِساً فاستيقظت لِترى الحدثَ الجلل!! ولَكِن أسرعت فأسعفت أُمي بِحيثُ أنها كانت تخصُص (صيدلة) ففقِهت كيفَ توقِظُها مِن غفوتِها (إغمائِها) التي أثِق تمامَ الثِقة أنها لا تُريدُ أن تعودَ إلى الواقع..


وانهد كياني ورميتُ بِجسدي على الأريكةِ باكيةً لاطِمة, وعبثاً تُحاوِلُ أُختي كتمَ نفسي إلا أن تحركَ بابُ رُكنِ النومِ الخاص (بِوالدي) ويدلُف مِن خلفِ الباب بِخطواتٍ مُتثاقلة وهو يضعُ إحدى راحتيِهِ على فمهِ ويُتمتِمُ بِصوتٍ ناعِس: لِماذا أصواتُكم...؟! ولم يُكمِل الجُملة لِتقعَ عينيهِ على أُمي التي باتت تتململ لِتستفيق!! ويأتي نحوها هرولا ليتفحصَ ما حدثَ معها, فتُلقي أُمي نظرةً سريعةً على من حولِها وتقعُ عينيها بِعيني أُختي التي اختفت في لمحِ البصرِ مِن أمامِها..


وهُنا رفعت أُمي كفيها لِتصفع خديها وكأنها استعادت مذاقَ الموتِ التي تجرعتهُ مُنذُ لحظات. وتسكُبُ أنهاراً مِن الدمعِ كأنهُ سيلٌ مِدرار, وفجأة رفعت عينيها وهي في تِلك الحالة (حالةِ اللاوعي) لِترى أعيُن والدي الذي رُسِمت عليهِ جميعُ علاماتِ الاستِفهام, فباتت تداركِ الوضع ولم تُفصِح لهُ البتة عما حدث ولَكِنها لجأت إلى سُجادتِها وشرشفِها ومصلاها الذي لا تمكثُ فيهِ كثيرا, وكِدنا نُقسِم أنها في حالةِ هذيانٍ ولا وعي..


إقتنعَ أبي بِرأيي أُختي الكُبرى بِأن والِدتي مُصابة بِعينٍ أو سِحر, لأن والِدتي زارها الصمت مِن بعدِ ذالِكَ اليوم ولم يلِج لِفؤادِها ذرةَ فرح, ولا تقرأ في عينيها غير نظارتِ الانكِسار والحُزنِ الموجِع, غير أنها باتت تتخِذُ إجراءاتٍ صارِمة في سكونٍ عميق تِجاه أخواتي.. ولَكِنها لم تعني الصرامة بِحدِ ذاتِها بقدرِ أنها محاذير بسيطة بِـ النسبةِ للِناس, وبالنِسبةِ لنا فهي (تشددُ ولا إحساس) على حد تعبير أخواتي..



[ما هيَ تِلك الاجرائات؟ وماذا فعل أخواتي حيال ذالِك]

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#17

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

(8)


[ الإجراءاتُ الصارمــة]


اعتادت أخواتي دوماً على الخروج بِدونِ الاستفسار عن: لِماذا التأخير؟ أين كُنتِ؟ وذالِك لالتزاماتهم الكثيرة خارِج المنزِل,
فأُختي الكبرى تعمل بالصيدلة والمتوسطة جامعية وهُن قد تعودن على التحرُر الزائِد مِن الصِغر, ولَكِن آتى اليوم الذي يتبدل فيهِ أشياء كثيرة,
فأول (فرمان) أصدرتهُ الوالِدة هو الحمد من الخروج في كُلِ آن وكذالِك بميعاد واستفسار,
واتبعتها (فرمانات) أُخرى لم تستهوي أخواتي الأعزاء!!!


فبات الجميعُ يتأفف رُغم أنهُن لم يقفن عِند حدِهن واستمرينَ في مُهاتفة الشباب
حتى أنهُ بلغة الجُرأة بِالأُختِ الكُبرى أن تُطالِب بأن تستقِل في بيتٍ بِمُفردِها, ولا أُخفيكُن كان وقع ذالِك الطلب على والِدتي الحبيبة كالرصاص فرفضتِ البتة,
بل وزجرتها وصفعتها وهددتها بإخبار والدِها إن لزِم الأمر,
وكانت فجيعةُ أُمي بي أنا الصُغرى!!


لم يهدأ لِأخواتي بال وأنا أنعُم بِدفءِ أُمي وحنانِها وقُربِها حتى شكواها,
فبثثن السُم لي, ولم يعلمن أنهُن قضينَ على والِدتي وليسَ أنا!! فروين لها قِصتي مع ذالِك المدعو (الحبيب) بل وزِدن عليه وتمادين,
وأطلعن أُمي على رسائِل وهدايا كان يبعثًها إلي واحتفظن بِها, فلم يكُن مِنها إلا إجابةٌ واحِدة..

وهو القرارُ الأصعب من بينِ قراراتها,

بل والقاتِل لها قبل أن يقتُلنا,



قررت مُقاطعتنا!!!

واعتِكافِ غُرفتها دونَ طعامٍ أو شراب, وكلُ ما يترددُ في آذاني مِن كلِماتِها الأخيرة


(حسبي الله ونعم الوكيل اسأل الله أن يكافيكم)
وتقولها بحرقة.. وانتهيتُ أنا



ماذا حدث بعد ذالك..؟!

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#18

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

(10)



[دُفِعَ المهر وزُفتِ العروس]



بعد مرورِ يومين دخلت والِدتي إلى المشفى مِن فرطِ الإرهاق وقِلةِ النوم والانقطاع عن الطعام, فأخذت المغذيات وعاشت عليها لأسبوع, ورفضت أن نلج إلى غُرفتها في المشفى لكي نطلع ونطمأن عليها, حقاً غمرني شعور بِالشوقِ لها, بالارتماء بين أحضانها, خِفتُ كثيراً أن يقبِض اللهُ روحها وهي غاضِبةٌ علينا, فانزويتُ في غُرفتي وأصبح بيتُ،ا كبيتِ الأشباح, لا ترى فيهِ ابتسامه ولا ضحكة, غير الحُزن والعويل والبُكاء..


وانقضت الأيام وأُمي طريحةُ الفراش لا أحد يعلم ما هو مصيرُها, ولم يزل مصيُرنا الهجر والخُذلان, وفي ذاتِ يوم استيقظت لأرى والِدتي قد أعدت حقيبتها وتركت لنا أمر مع الخادمة بإعداد حقائبنا للسفر إلى الديار!! فكانت الصاعقة وهُنا أيقنا أن أُمي عازِمةٌ على أمر لم تعزم عليهِ قط!! أمرٌ مُخيف!! لَكِن لا نعلم لِمن ستكونُ الفاجِعةُ الأولى فينا؟ , أعددنا حقائبنا وتوجهنا إلى سيارةِ أخي الذي سيوصِلُنا بِدورهِ على المطار ليلحقَ بِنا هو وأبي بعدَ يومين أو ثلاث! وهُنا مُنعت الأسئلة والاستفسارات.. وغرق كُلٌ مِنا في بحرٍ مِن الشكوكِ والأوهام..


هبطت الطائرة على أرضِ الوطن لنرى جدي وخالي باستقبالنا ورحبوا بِنا أحسن ترحيب, رُغم تِلك النظراتِ المُتفحصةِ لنا لأنهم لم يرونا مِن أعوام, ركِبنا السيارة وانطلقنا إلى حيثُ منزِلُ العائلة فوجدنا جميع أفرادِ العائلة مُجتمعة للقائِنا, وانزوت والِدتي مع إحدى النساء مِن الأقارب (قريبةٌ بعيدة) وبدئن يتهامسن, وأحسستُ بِقشعريرةٍ تجري في جسدي وكأني أعلم ما يتحدثون عنه.. بل وخائِفة أن تبدأ أكبر المُشكلات على الإطلاق وهي [زواج أُختي الكُبرى مِن أحد أفرادِ العائلة] نيةٌ قد أضمرتها أُمي بليل أن تزوجِنا لِترتاح مِن همِنا..


كان وقعُ الخبر على أُختي كالصاعقة.. بكت.. صرخت.. ناحت.. لَكِن لا جدوى ولا فُرصة لِلتفكير, وأكثر ما كان يؤلمُها أنها ستعيش وزوجها في بلادنا ولن تُغادر معنا من جديد تِلك البلد التي نقطُنها, وأيضاً كونَ أُمي هيَ التي عرضتها لِلزواج فخُطِبت مِن بعدِ ذاك, ولَكِن هيهات تُحاول عابِثة أن ترفُض.. فقد قُضي الأمر ودُفِع المهر وزُفتِ العروس!


ودعنا أُختي وزوجها أملين لها حياةً سعيده, هذا وللعلم والدتي لم تُبارك لها, ولم تبتسم حتى في وجهها, فصارت تقتُلنا في كُل حين بِنظرةٍ واحِدة مِن طرفِ عينيها.. ومللت هذه الحياة فقررتُ أخيراً الهربَ مِن المنزِل!! تحتَ ضغوط أُختي الوسطى.. وهجرة أُمي عن عالمي.. واعتكافي على المعاصي!!



[إلى أين هربت؟ وإلى أين ذهبت؟]

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#19

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

(11)

[وهربـــت]


لم أجِد في الدُنيا ملاذ خيرٌ مِن صديقتي تِلكَ التي تُشجعُ،ي دائماً على الرحيلِ مِن عِند أهلي, وانتظرتُ حتى ذهبت أُختي الوسطى للجامِعة وذهبتُ أنا لمدرستي صاحِبة معي أهم أغراضي التي أُريدها كُلَ ما خفَ وزنهُ وارتفع سِعرهُ, على أن أخرُجَ مع صديقتي لِمنزِلها فتأويني لِفترة (حتى يتعِظَ أهلي على حدِ قولِها) وأتى موعِدُ الخرُوجِ مِن المدرسة, بحثتُ عن صديقتي لم أجِد لها آثر, وكأنها تقولُ لي لا أُريدُ رؤياكِ مُجدداً, لكن لن ينفعني العويلُ ولا البُكاء.


فقررتُ أخيراً العودة إلى المنزل خائِبةً ذليلة مُ،كسِرة النفس, ولَكِن قبل أن يصِل السواق أو السيارة الخاصة التي تُقلني رأيتُ أُمي تلِجُ مِن بابِ المدرسة إلى الرُدهة الأمامية لِساحةِ المدرسة وعيناها تبحثُ عن شيء ما, خِفت وارتجفت كُلُ أطرافي فوقعت عينيها علي فجأة, فاتجهت صوبي في حزمٍ وإصرار, وكأنها تُريدُ أن تقتلِعني مِن مكاني فقالت بِنبرةٍ حادةٍ أمره: هيا بِسُرعة فالسيارةٌ التي ستهرُبين بِها في الخارِج, نظرتُ إليها وقد بدت علي علاماتُ التعجُب ولَكِن أُمي لم تدع لي فُرصةً للتفكير فسحبتني من يدي وتوجهت بي مُسرِعة إلى بابِ السيارة


نظرتُ إلى من يجلِسُ خلف المِقود بِطرفِ عيني لأرى أنهُ شخصٌ غيرُ غريبٍ علي, وحين تمعنت أيقنتُ أنهُ أخي!! تمنيتُ أن تنشقَ الأرضَ وتبتلِعُني قبل لحظةِ المواجهة القاتلة, وانطلقت بِنا السيارة مُسرِعة في صمتٍ مُطبق, كان كُلاٌ مِنا يتحاشى أن ينظُر لعيني الآخر, إلى أن شعرتُ بِالملل فتململتُ على كُرسيّ وانتبهتُ إلى أن الطريقَ إلى المنزِل قد طال! بل أيقنتُ أننا لسنا في طريقِ المِنزل بل إلى مدينة (....) التي يسكُن فيها أخي, فانقبضَ قلبي وامتنعتُ عنِ السؤال!!

:

إلى أين ذهبوا بي؟ ولِما؟ وكيف عرفوا بِهربي؟







__________________
/





وتبدأ فصــول الروايــة..
بِـ رحلة على الرصيــف!!

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#20

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

(12)
[محطةُ الوصــول]
وقفتُ على أعتابِ منزِلِ اخي لا أُريدُ الحراك وتصلبت أطرافي وعلى وجهي كُلُ علاماتِ الاستنكارِ والتُعجُب, لَكِنهُ رمقني بِنظرةٍ (أنِ أُدخلي) فلم أستطع حتى بلع ريقَ حلقي الذي جف مِن هولِ نظرتهِ الحادة, وآتى وقتُ الشرح لِكُلِ ما يحدُثُ بِلهجةٍ أمره وليست مُستشيره أو مُستفهِمه..
قد علِمتُ أخباراً وقعت علي كالصاعقه. فلم أتوقع في يومٍ مِن الأيام أن تحكي صديقتي لأهلي عن سِري بنيةٍ أضمرتها بليل, ولم أُكن أتوقع أن عِقابي قاسي لِدرجةِ نقلي مِن مدينةٍ لأُخرى, والأقسى والأمر أني سأدرُس في تِلك المدينة وسأعيشُ بِمنزلِ أخي الذي لا يفتأ مِن جلبِ أصدِقائِه وفريساتِه لِمنزلِهِ في كُلِ آن, ولَكِن لم ألُم إلا ذاتي الأمارةِ بِالسوء واستسلمتُ لِلقضاءِ والقدر.
مِن ناحيةٍ أُخرى هُناك في منزِلنا قد بدئتِ الحربُ تندلع بينَ أُمي وأُختي الوسطى التي كانت لا تأتي بِشجيبٍ أو ترغييبٍ أو ترهيب, بل تمادت كما السابق لا والذي زاد عِلمُ أُمي ولا تخشاها, فلم تجِد أُمي بُد مِن إخبار ولي الأمر [أبــي] ولَكِنهُ كان قرارً صعباً للغاية فلم تلعم كيف تبدأ حديثها مع ذاكَ الوالِدُ الذي صباح مساء في عملهِ ويعمل بِكد وعمل مُضاعف لتوفير العيشِ المُرفه لنا فكيف سيكونُ وقعُ الخبرِ عليه..
ومِن ناحيتي رأيتُ العجبَ العُجاب في بيتِ أخي, أكثر مِما كُنت أعلم وأتوقع, ورأيتُ كيف تُرسمُ الخديعة بأيدي الثعالب, الذي كانَ وللأسف واحِداً مِنهُم شخصٌ يُدعى أخي, وبينما أنا أعبثُ في أغراض أخي وجِهازهُ (اللاب) و (الجوال) رأيتُ فتاة أعرِفُها, صوتُها جُزءٌ مِن كفِها, وذهبتُ بِفكري أٌلب بينَ من أعرِفهُن.. لتكُ، الفاجِعة الكُبرى لِقلبي إنها....!!!
[من هي تِلك الفتاة؟ وكيف أخبرت أُمي أبي عن أُختي]

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#21

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

(13)
[وخارت قِواي]
آتى إلي صوتُها مِنَ الجهةِ الأُخرى وكأنها تستنكِر إتصالي بِها, فقالت بِنبرةٍ ترتجِف ما بكِ؟ عفواً سامحيني فقد أخبرتُ أهلك مِن شِدةِ [....], قاطعتُها بِعِبراتِ الشجبِ والإتهام, وكُنتُ مُنفعِلةٍ لِدرجةِ أني لم أستوعِب ماذا قُلت!! إلى أن آتاني صوتُها بِنبرةٍ حزينة تُكمِلُ ما لديها مِن أعذار, فأدركتُ أنها تعتذِر لِجُرمها معي, ولا تعلم أني أجزُرُها لِجُرمِها على نفسِها, حيثُ كانت هي هي من إحتفظَ لها أخي بِأدِلةِ الإدانة!!
وفي زاويةٍ أُخرى حيثُ منزِلُنا, أضمرت الوالِدة النية بِمُصارحةِ الوالِد في ذالِك اليوم, وانتظرتُهُ حينَ قدِمَ مِن عملهِ, ولم تستطِع الصبر لِدقائق يلتهِمُ فيها شيءً يُسكِنُ آلم يومٍ كاملٍ مِن الجوع, بل سردت له القُصة كما هيَ, في بِدايةِ الأمر شعرَ بِمزحِها أو أنها تختبِرُ صبره, ولَكِن لم تلبُث غلى أن تساقطت مدامِعُها, فما كانَ مِن الوالِد إلا الإتِجاه إلى غُرفتهِ وإغلاقِ بابِهِ عليه بإحكام إلى مطلعِ الفجر!!
وعودةً لِتلك الصديقة, لم تُصدق ما أخبرتُها بِهِ عن أخي, بل جزرتني وأتهمتني بأني أُحاول إبعادها عنه غيرةً مِنها عليه أو اِنتِقاماً لِذاتي مِنها وأغلقت هاتِفها في وجهي!! فما كانَ مِني إلا أن أرسلتُ لها (وسائط) على (جوالِها) تستقبِل فيهِ صورها و صوتُها, وقد كُنتُ أعلم أن ذاكَ الوضع قاسٍ عليها لَكِني لم أجِد طريقةً أُخرى, والحمدُ لله الذي هداني لِهذا, فهاتفتني وهي قد خارت قواها مِنَ البُكاء, وتهتِف بِأنها هي التي رسلت تِلك المقاطع الصوتية والصور التي تحمِل شيءً مِنها ( لا وجهها ) لأخي بِرغبتِها, فكللني الصمت وآثرتُ البُكاء!!
وفي صباحِ اليومِ التالي آتتنا مُكالمات مِن أُختي وأُمي يستنجِدون, بِأن ابي في غيبوبةٍ مُنذُ البارِحة ولم يعلموا حتى صباحِ اليومِ التالي, فخارت قواي وغِبتُ عنِ الوعي, فلم يعلم أخي ماذا يفعل غيرَ إفاقتي بِشتى الطُرق, واتجهنا صوبَ السيارة لِننطلِق مُسرعين إلى حيثُ يرقُدُ أبي....
[ماذا حدث لأبي؟ وماذا حدث معنا؟ وماذا حدث مع صديقتي]

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#22

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

لمزيد من الاحداث
تابعوني

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#23

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

(14)


[ غيابٌ عن الوعي ]


نظرتُ بِنظراتٍ باحِثة مِن أول ما خطت قدمي بابُ المشفى الذي يرقُد فيهِ أبي الحنون, وعلِمنا أنهُ نُقِل غلى العِنايةٍ مُباشرة ومُنِعتِ الزيارةُ عنه!! فاغرورق الدمعُ في عيني ولم أستطع حتى المثولَ على قدمي مِن شدةِ هول الموقف, فلم أعُد أحتمِلُ المزيد.. وعُدت كما السابق مغشيةً علي حينَ رأيتُ والِدتي وأدمُع أُمي وأُختي وبعضً مِن جيرانِنا, فهرول الجميعُ صوبي وتم إسعافي سريعاً مِن قِبل المُمرضات, ولَكِن طُلِب مِني إجراء فحص على المُخ للتأكُدِ مِن سلامتي, ولَكِن أين نحن وأين ما طلبوا..؟!


رحلنا وخلفنا أبي بِـ المشفى مُمدداً على فِراشٍ أبيض, وتتكاتلُ عليهِ الأجهِزة والمُعِدات لِتغتال أنفاسَ حياتِه, وتذكرتُ ما هتف بِه الطيب, أنهُ الآن في أزمةٍ قلبيةٍ شديدة, وذكرنا بِما نبهنا بِهِ سابِقاً بأن لا نُثيرهُ ولا نُغضِبه, ولَكِن هيهات فقد وقعَ المحظور!! وبات الآن بينَ الحياةِ والموت!!


في أركانِ المنزِل عشعشت في خلاياهُ الأحزان والآلآلم, ولم تسمع سِوى صوتُ نحيبِ أُختي التي اعتزلت لعالم والطعام, وأحكمت إغلاق الباب عليها, وأُمي بِنظراتِ الآسى والندم على أنها حكت لهُ ما كان, وأخي يُببعثِرُ نفسهُ في الفضاء عبثاً أن يأولَ إلى شتات ولا يُبعثُ مِن جديد, أما أنا فتفاقمت عِندي حالةُ الغيابِ عنِ الوعي وتزايدت, وسكن جسدي الوهن والضعف كما حالُ الجميع..


وفي اثناءِ ذاك, لم نكُن نتوقع أن يحدُث الأسوء فبِنظرِنا حدثَ كلُ السوء ولَكِن, آتى أخي إتصال مِن أُختي التي تقتُن بِلادنا تُخبِرهُ بِأنها (طُلِقت) وتُريدُ أن تنضم إلينا, وطلبت مالاً لِتأتي إلينا في أقرب طائِرة وهي (حُبلى!!), آتت أُختي لتعُضَ أصابِع الندمِ معنا ويكتمِلُ شكلُ الآسى بِصورتهِ النِهائية إلى حين..!!


كُنا نزورُ المشفى الذي يرقُد فيهِ أبي علنا من شيءٍ يُطمئِنُ لوعتنا, إلى أن تم إخراجُ أبي وللهِ الحمد مِن العناية, ولَكِن لم تزل صِحتهُ مضطرِبه, فحُرِمت أُختي الوسطى مِن زيارةِ أبي لكي لا تزيدَ اضطرابهُ وكما قال الدكتور المختص ليبتعد عن أي عارض يزيد إنفعالاتُه, وحينما وقعت عيني على وجهِ أبي وكأني ىراه تقدم بِالعُمرِ كثيراً وشاخ سريعاً, حاول أن يُطمئِن قلوبنا بِبعضٍ مِن الكلِمات ولَكِن الواقع يتحدثُ أكثر مِن ذالِك..


مرت أزمة أبي على خير وخرج مِن المشفى, وعِندما دلفَ إلى المنزِل وقع بصرهُ على تِلك الجُثةِ الهامِدة, التي تعيشُ بدعمٍ مِن العقاقير والمُغذيات, نظر غلى شبح يستوطِن الغُرفة, كظلٍ تائِهٍ لا يقوى على النهوض (كانت تِلك أُختي الوسطى) لم ينطق أبي بِكلِمه, ولَكِن دموعهُ كانت أبلغ!! وللمرةِ الثانية آرى دموع أبي في حياتي الأولى لوفاة والِدته والثانيه حين هتف (فُلانه) أنتِ دُفنتِ ولم تعُد لي إبنةٌ بِهذا المُسمى بعد الآن!!


و مُجدداً أغفو مِن جديد في عالمِ اللا ذِكرى, حيثُ (الغياب عن الوعي)..


وماذا حدث بعد ذاك..؟

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#24

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

(15)
[ نظرةٌ على واقعنا الان ]
إنقطعت أُختي عن دِراستِها الجامعية, وكانت كالوردة بِشبابِها واليوم أصبحت جفاف بِشيخوختِها وتساقُطِ أوراقِها, عرفت أُختي طريق المُستشفيات والحجز وكذا المُهدئات والمنومات, فكانت كأنها لم تُكن, لم يعُد لها وجود ولا آثر في المنزِل أو غيرِه, واستأنفت أُختي الكُبرى حياتها مِن جديد لتعود إلى العمل الذي كانت تعملُ فيهِ وتقع في حُبِ أحدِهم بعد أن تضع طفلها (ولداً) ولَكِن يُخِلُ بِها فتُقلِع عما كانت بِـ دعوى العُقدة النفسية مِن الرجال لا التوبةِ والإنابةِ إلى الله,
وأُختي الصُغرى بدأت تنضجُ أمامنا وأراها في كُل يوم صورةً طِبق الأصل مِما كُنا عليه في طريقةِ لِبسها ومشياها و... لكنها لم تصل لمرحلتنا, وأخي تمت خِطبتهُ على قريبتِنا ولَكِن يأبى اللهُ أن تتم هذهِ الزيجة (فيُرد بالفتاةِ خيرا) فينفصِل عنها ثُم يعود فيخطُب أُخرى على شاكِلتهِ ومِن مستوى إنحِرافه يُغرمُ بِها, أما أبي فلم يعُد ذاك الأبُ الذي نعرفه فقد عصفت بِهِ رياحُ الأحزان واستوطن في قلبهِ نظرةُ الذُلِ والعارِ والخزي فلم نعُد نرى سِوى الحُزن والحُزن فقط في عينيه,
أما عن أُمي فقد هدها الدهر واغتالتها الأحزان فباتت إلى لا شيء ترتجيه, كالخيالِ تختفي وتضمحل يوماً بعد يوم, وبيتُنا أصبح كمنزلٍ للأشباح لا يزُرُه زائر ولا يطرُقه طارق, وانقطعنا عن العالم في ظِلِ هذهِ الأجواء, أما أنا فسُرعان ما تطورت مراحِلُ الإغماء عِندي إلى تشنُجٍ عصبي واضطرابات في بعض وظائف جسدي فما كان من أهلي إلا طرق باب المستشفيات مجددا لأصبح إحدى زائراته الدائمات ومن نُزلائِهِ المستوطنين.
وهُنا مرت الأيام إلى أن طُرِق بابُ منزِلنا لِـ خاطبين يحملون نفس جنسيتِنا مِن بني جِلدتنا, ويسكنون هذهِ البلاد ولَكِن في مُدنٍ أُخرى, آتو لِخطبة أُختاي الكُبرى والوسطى, ولَكِن!! كُلً مِنهم يحمِلُ سببً قوياً لأن يتِم رفضُه!! (وكان قد أقسم والدي لأول طارق يطرق الباب سيزوج هاتين الفتاتين).....!!
فماذا سيحدث بعد ذاك..؟!

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#25

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

(16)


[ قُبِل المهر وزُفتِ العروس ]


في صباحِ ذالِك اليومُ المُختلف, ولجَ إلى بيتِنا غريبين عنا بِقصدِ القُربى وطلبِ النسب, الأول جاء لِخطبةِ أُختي الكُبرى, كان مُتزوِج يكبُرُها كثيراً ويُعاني مِن مشاكل نفسية وصحية عِندهُ أولاد وبنات, الثاني جاء لِخطبةِ أُختي الوسطى في الواقِع أنهُ مُتزوج لكن لم يُخبِرنا وأيضاً لديهِ أولاد لم يكُن يُصلي (وأيضاً لم نكن نعرف) مُدمن ويسكُن مدينةً أُخرى وقاسي الطِباع جاف المُعاملة, ومَن دونِ الإلتفات إلى أي تفاصيل ولا اراء تمت الموافقة!! (وزُف العروسين).


إنتقل كُلٌ مِن أخواتي للعيشِ في مدينةٍ مُستقلةٍ عنا, الزوجان كانا مُتشددين مِن جهةِ الحجاب.. وبعدما كانا أخواتي يرتدون المخصر المُرصع بالخرز, أصبحو يرتدون العبائة مِن فوقِ الرأس والقُفازات والجوارب!! تأقلت أُختي الكُبرى سريعاً مع زوجِها رُغم ما غرِقت بِه مِن مشاكل سواءٍ مِن طليقها بِسبب حِضانة الطفل, أو مِن زوجِها الحالي وامرأتهُ الأولى وأولاده.. (لن أسرد مزيداً من التفاصيل عنها).


أُختي الأُخرى وكأن زواجها نقش صفحةً أُخرى داميةً مِن صفحاتِ الآلمِ والعناء!! فكانت تبيتُ على صُراخٍ وعويلٍ ورُبما الضربُ المُبرح, وتستيقِظ على قذفٍ وسبٍ وبُكاء, كانت حياتُها شقاءٌ مُستمر, يعُودُ زوجُها للمنزل سويعات قليلة, ليبدأ في فنِ تعذيبها, وبقيةَ دهرهِ خارجِ المنزِل, وكان يقذِفُها بِماضيها وينعتُها في مُستقبلها, فلم تذُق سِوى طعم المُر وكأن بِلسانِ حالها يقول, (وما ظلمانهم ولَكِن كانوا أنفسهم يظلمون), وصل الحدُ بِها أنها تكونُ حُبلى لمرتين ويسقُط جنينها ويقتلُه زوجها بالضرب بدونِ شعورٍ مِنه.. (وتتوالى قِصةُ أحزانها بتفاصيل مميته لكن لا داعي لذكرها).


وأما أُختي الصُغرى لم أُحاول نُصحها بِشكلٍ مُباشر, ولَكِني وجهتُها لِأُناسٍ أثِق أنهم سيروعنها أشد الرعاية في كُلِ أمورها, وتوقتها بِصُحبةٍ لم تعلم أني زودتُها بِها ف انصلح حالُها, وكانت هي الوحيدة التي أهدت الحنان والخير لأُمي وأبي, فاحتوتهم وأسكنت ألمهم وضمضدت جِراحهم, وأصبحت سلواهم وكُلَ المُنى, أصبحتُ أنا ذاتي أستقي مِنها ومِن تقواها رُغم غفلتي التي سئِمتُها ولَكِن.. أتقاعس عن العمل وؤجِل إلى غدٍ وكأني أثِق أني سأبقى..!!!


وفي إنبلاجِ شمسِ الصباح ذات يوم, أعلن أخي رِحلتهُ الصغيرة إلى الديار (بالسيارة) يُريدُ أن يذهبَ إليها سائِحاً مُـمتِعا, فانطلق وكانت أُمي لا تُريدُ لهُ الذهاب وكأن قلبها يُحدِثُها بأنها لن تراهُ مُجدداً!! وارتحل أخي بعد أن ودعنا جمعا وأنطلق في رِحلتهِ التي تستمر يومٌ وليلة أو يومين, ودق هاتِف المنزِل في اليومِ التالي في مُنتصفِ الليل.. ليأتي الخبُرُ الصاعقة.. ويأتي على الأخضرِ واليابس فيما بقيَ مِن صبر!!




فما هو ذاك الخبر....؟!

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#26

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

(17)


[ وفاضت الروح إلى باريها ]


في ذالِك اليوم الذي انطفأت فيهِ جميعُ ألوانِ الحياة, ولم يعُد يسُد إلى لونُ الرماد, والدخانُ الكثيف يُصيبنا بِغشاوة.. لِتنعدم الرؤيا!! , كانت أُمي في ذالِك اليوم تُهاتِفُ أخي طول مُدةِ سفِرهِ لتطمئن عليهِ وعلى أحواله, وكأن قلبها يقولُ لهُ وداعاً, فلن تُشرق شمسُك مِن جديد في سمائِنا, وحان وقتُ الأفول اللانهائي, والذي لا يليهِ شروقٌ أو نور.. وفي تِلك الساعةِ المُتأخرةِ من الليل دق جرسُ هاتِف المنزِل.. وأتى الصوتُ مِن الجهةِ الأُخرى صارماً (مُعزيا)..!!


تحدث أبي قال: نعم هُنا بيتُ فلان. فرد المُتصل: إنتظر قليلا هُناكَ من يُريدُ مُحادثتك فانتظر أبي بُرهة إلى أن أتاهُ صوتُ إبن عمي والدي يُخبرهُ أن يأتي مُسرعاً إلى بِلادِنا فقد أُدخِلَ (إبنُك) المشفى في حادثةِ سيرٍ مُريعة, كان أبي يسمعُ الخر وأُمي تقرأ علاماتِ وجهِ إلى أن أنهى المُكالمة فأخذت الوالدة ترتجيهِ أن يبُوح لها بِما حدث فما تكلم ولَكِن قال سنذهبُ أنا وأنتِ غداً إلى (البلاد).. وتساقطت دموعُ أُمي مِدرارا..


لم يكُن مِن السهلِ على أبي أن يترُك خبراً مِثل هذا طيَّ الكِتمان, ولَكِنه أعلنهُ لنا مع نُسيماتِ صباحِ اليومِ التالي, فما كان جوابُنا إلى الصمت وبدأت قطراتُ الدمع تبوحُ بما يحمِلُ القلب, غادر الوالد والوالدة بالطائرة إلى البلاد حيثُ تم نقلُ أخي غلى مشفى في عاصِمةِ البلاد, وكانتِ الفاجعة [إصابات في الجُمجمة - والعمود الفقري - كسور في انحاء الجسد - ونزيف] , اصطنع أبي وأُمي الصمود في مُهاتفتهم لنا ولَكِن هيهات أن ستمِر وضعُ قِناعِ الصبر فما لبُث أن تهاوى على أنباءِ ذاك الخبر..!!


لم يصمُد أخي طويلا لم يُتـم الثلاث ليالي بلياليهم وأنتقل إلى حيثُ تُردُ الودائع, إنتقل إلى رحمةِ الله وهو في ريعانِ شبابهِ وصِباه, وخلف ورائهُ الهم والحزن, إنتقل وترك أُمي ترثي حظها مِن الدُنيا وتنوحُ على رُفاتِ وحيدها, إنتقل وترك خطيبتهُ التي كانت قاب قوسينِ أو أدنى إلى الهاوية, إنتقل وخلف قلبً يتمزق كُل ثانية لأجلهِ, إنتقل وترك لنا جميعاً (الأثــــر الأقــــوى) وبِدايةُ النهاية لنا جميعا..




فما هو ذاك الأثـــر؟!

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#27

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

(18)


[ نُقطــةُ تحــول ]



تغيرت منهجيةُ حياتِنا ونمطِها وكأننا كُنا نرتقِب منِ العِبرة التالية.. فهرع كُلاٌ مِنا إلى باريهِ.. سعينا لتغييرِ أنفُسِنا, والمُضييّ قُدماً إلى طريقِ الحقِ والصواب, حتى إني سلكتُ دربَ طلبِ العلمِ الشرعي, صارت حياتُنا مليئةً بِالطاعةِ والذِكر, أبي وأُمي كان ما غشاهُم الحزن وليسَ تغييرُ حياة, فأُسبِل عليهم ذاك الطابِع مِن التدُين نتائِج الحُزن الذي بات صديقهم ووليفهم الدائم الذي لا يُفارِقهُم..!!


ختمتُ حِفظَ القُرءانِ في شهرينِ فقط, وكانت تِلك الشهور تسبِقُ إمتحاناتي النهائِية وأيضاً نجحِتُ بتقديرِ إمتياز, والعجب العُجاب أني في تِلك السنة كُللتُ بِـ الطالِبة المثالية في المدرسة, وأشرقت حياتي بِشكلٍ مُزهِر, يطربُ لهُ القلب, ويأنسُ بِهِ العقل, وأصبحتُ مِن روادِ المُصلى بل ومؤسِساتِه, وأصبحت لي نشاطات دعوية في شتى المجالات بِفضلٍ مِن الله ثُم مُعلماتي اللاتي رعينني أشد رِعاية, وأروني مِن سِقائِهنِ الطاهِر, وكذا مِن صُحبةِ الخيرِ التي حفتني وحفِظتني..


مضت حياتي بِهذا الروتين, غيرَ أن هُناكَ دائِماً ما يُكدِرُ صفوها وهو (الإغماء) فلم يتِم إلى الآن إكتشاف حالتي بِشكلٍ دقيق, فمع مرورِ الأيام نحلُ جسدي, وقلة طاقتي, وأصبحتُ أُصابُ بِرجفةٍ كما العجائز المصابون بِـ (الرُعاش) غيرَ ما كانَ يصطحِبُني مِن أعراضِ النزيفِ والطفحِ الجلدي والدوخه المُستمره, ولَكِني كُنتُ أقوى بِالله وأتجاهل ما أنا فيهِ, لأني لم أجِد غيرَ العِلاج العصبي لدى الأطبه, فلجأتُ لِربِ الأطبة أن يرفعَ ما بي..


لم أستطعِ المكوثَ طويلا أو التظاهُرِ بِالصمود, فبِتُ مُعرضةً لِلخطرِ في أي مكانٍ وزمان فاعتكفتُ المنزِل واكتفيتُ ببعضِ أوراقي لِأخُط ما أُريدُ نشرهُ وإرسالهُ لِذواتِ الهمة والمسؤولية فيقمُن بِتأديةِ الرِسالةِ عني, وتركتُ دِراستي بِالمدرسة (عاما) مِن جراءِ مرضي.. واستمر حالي كما هو عليه, إلى أن بدأ الخُطاب يطرِقوا بابي.. ودق جرسُ الإنذار أذِاً بِـ الإستنفار..!!




فما.. كان مصيري بعدها ..؟!

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#28

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

(19)


[ وعشنا اليُتم ]



عِندما طُرق بابُ غُرفتي تِلك الليلة.. تشبثت أناملي بأطرافِ سريري خوفاً مِن الطارِق القادِمِ نحوي, ويرمقُني بِنظراتِ إغتيالٍ لصمتي وبراءةِ ضميري, وكأنهُ بِعينيهِ المُحمرتين يدعُوني إلى النهوض!! فطرقتُ رأسي واجِمة وباتت دمعاتي تتساقط تتوسل لِـ أبي أن دعني وشأني ولا تُرغمني, لم أستطع التعبير عما سكنَ خافقي فقادوني كما تُقاد الشاة إلى الراعي! وتمتِ الرؤيا الشرعية وتلاها تبِعاتُها إلى أن وصلنا إلى (الملكة)!!


هُنا لم أستطع أن أخطوا خطوةً للأمام, وصارحتُ ذاك الخاطِب بِما حملهُ قلبي, وأنا على أتمِ الإستعداد لِتحمل العواقِب مِن أهلي, فما كانَ مِنهُ إلا طيبِ الأصل فكما دخلَ بِـ المعروف خرج بِه, وأُخليت سبيلي مِن جديد, إلى أن توالت علي الأيام وفارقَ النومُ أجفاني, فكأني أمكثُ بِـ الأيامِ دونَ نومٍ ولا حِراك مِن إثر الوهن!! إلى أن تناولتُ العقاقير المنومة لِزمن, ومن ثُم بدأت رحلتي العِلاجية بِالقُرآن!! التي استمرت عِدة أشهُر.. حتى وافةِ المنيةُ أبي!!


لم نكُن نعلم أن القدر يُخبأ لنا شيءً مِن (المُفاجأت) القاتِلة, بينَ ليلةٍ وضُحاها خر أبي في نزيفٍ إثرَ إرتِفاعِ ضغطِ الدم فأُدخِل المشفى ولم يُغادِرها إلى محمولاً على الأكتاف!! لم يمكُث طويلا.. ورحل عن عالِمنا سريعا, خلفني وأُمي وأُختي الصغيرة أيتام!! لا ملاذ ولا مأوى غيرَ الشتات والضياع!.


تم تحويل أوراقي وأُختي على كفالةِ عمي (الإستثماري) لكي نستطيع المكوث بِصفةٍ رسمية في البلدِ التي نقطُن فيها, وانتقلنا للعيشِ في بيتِ عمي مع أُمي التي كانت كفالتُها على عمِلها, وعِشنا اليُتم مِن بعدِ ذاك...!!!



ماذا حدثَ بعد ذالك..؟!

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#29

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

(20)


[ طارِقٌ غريب ]



خيمت علينا اجواء الحُزنِ والكآبة, فلم استطِع أن أقوام جهدي, فعُدتُ لِدراستي رغم مرضي الذي يتضاعفُ عِندي, علني آنسى أو أتناسى بعض المآساة التي آل إليها رُفات بيتِنا الصغير, ولم تكُن أُمي وأُختي الصُغرى أحسنَ حالً مِني, بل كان وضعُهن يزدادُ سوءً بِمرورِ الأيامْ خاصةً أن أُمي باتت تقطُن مدينةً غير التي نقطُنها ونراها فقط في نِهايةِ الأسبوع كما الغُرباء, ورُغم هذا أحسسنا بِتملمُل عمِي مِنا وزجِتهِ ولهم الحُق فقد طال بِنا المكوث!!


إلى أن طرقَ بابنا طارق لم يُعد لهُ أي حِساب, ولم يكُن في الحُسبان, (خاطِب) ولَكِن مِن نوعٍ آخر, إنهُ يطلُبُ القُرب مِن (أُمي) فكان الخبُر كالصاعقة علينا جميعاً, ولم تبُت أُمي في الموضوع ولم تقُل كلِمتها إلى أن خلت بِنا مُحاوِلةً أن تُقنعنا أن هذا هو الخيرُ لنا لِلتخلُصِ مِن اعباءِ الحياة ومُتابعة العيشِ في تِلك البِلاد خاصةً أنهُ مِن أهلِ البِلاد, وسوفَ يُسهِل أمُورنا جميعاً في كافةِ مجالات الحياة, فستخرنا وتم الزواجُ الصامِت!!


كان ذالِك الزوج يرعى مِن الأطفال (خمس) توفت أُمهم وخلفتهم له ليرعاهُم, وكانت أكبرُ فتياتِه تصغُرني بِسنتين, وما بقي كان صغيراً جِداً, تفرغت أُمي لِتربيةِ هؤلاءِ الأطفال ومِن ثمَ تم استئِنافُ عِلاجي الذي أوقِف جراءَ كُلفتهِ الزائدة, وعادة حياتُنا إلى الروتينِ المُمل في كُلِ المنازِل, دوناً على أن هذا الرجُل لم أشهد لهُ مثيل في طيبِ خُلقهِ وكرم أصلِه, فشعرتُ أن الله قد ارسله تعويضاً لنا ورحمةً ورأفةً بِنا وبِحالِنا, فانتعشت روحي وبِتُ أعشقُ الحياةً مِن جديد وعادةِ البسمة لبيتِنا الخرب!


بعد مُدةٍ رُزِقت أُمي بولد مِن زوجِها ففرِحت بِهِ كثيراً, وراعى زوجُها شعورها وتم تسميتهُ على إسم أبي الراحِل, ولَكِن أبت الأيام إلا أن تكشِف لي حقيقةً ما يختبِئ خلف سُترِ الظلام, خلفَ ذاك الشبح (المرض) الذي ينهشُني بِدونِ شعورٍ مِني, فلم أعُد سِوى بقايا إنسان, فأبى زوجُ أُمي إلا أن يودِعني إحدى المُستشفيات الكُبرى التي تهتُم بِمثلي, وتمتِ الإجرائات ودفع التكاليف, وإجراء الفحوصات وبقيةِ النتيجةٌ لا يعلمُها إلى الله!!



فما كانت تِلك النتيجة..؟!

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#30

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

(21)


[ إشراقة شمس الآلم ]



وكما اعتدتُ في أيامي الأخيرة.. أستفيقُ بينَ البياضِ المُشرئبِ بِالذبول والرماد, ويعتليني كومةٌ مِن الأسلاكِ التي تمُدُني بِالغذاءِ وبِبعضِ البقاءِ الراحل! وتُنعِشُ بقايا جسدٍ مُنهك قد خلفَ الدهرُ بِهِ ما خلف, ولَكِن كان الفارِقُ في ذاكَ اليوم أني إسترجعتُ ذِكرياتِ الصباح بعد إعلان نتائِج الفحوصات.. حيثُ تبين إصابتي بِفشلٍ كلوي إضافةً إلى الصرع بِسبب الكهرُباء الزائِدة بِالمُخ كما وصفَ الأطِبة..!! وأشرقت شمسُ الأمل على سمائي تأبى إلى البقاء وترفضُ بِعنوة الغروب مِن جديد!!


تمَ إعلانُ حالةِ الطوارِئ مُطالبين بإجراءِ جِراحةٍ سريعة لي, يتِمُ يها التبرُع بِكلية مِن أحدِ أفرادِ عائلتي كي توافِق أنسجتي غير أنها أيضاً توافِق فصيلةَ الدم!! فستبقَت أخواتي وأُمي بِالمُساهمة للتبرُع لي, لِزرع جُزء مِن جسدِهِن بِداخِلي, فلم توافِق إلا أنسِجةُ أُمي, وفي خِلال أيام تم إجراء الجِراحة! وأقصيت لدي الكليتين بِكليةِ أُمي التي جعلها ربي سببً في إمدادي ببعضِ الأمل في الحياة, رُغم تبعاتِ الزِرع المُدمرة!!


عُدتُ للحياة!! بعدما كُنتُ أقرُب للموتِ مِن البقاء, لم يُفارِقني الصرع! ولا الأمراض المُنتشِرة لأني ابطِل المناعة الطبيعية لدي كي لا تأذي كلية أُمي التي زُرِعت بِداخلي, فبِتُ أعيشُ بِلا مناعة! ومُراجعاتٍ دائِمة إلى المشفى!! إعتلاني الضيق والآلم والوِحدة, وكرِهتُ نمطَ حياتي, فباتَ الفراغُ ينهشُني كما المرضِ بل أقوى, ويبثُ بِداخلي الشيطان الضجر مِن كيف أُمضي وقتي, فعُدتُ مِن جديد خطوةً خطوة! إلى أن سقطتُ في نفسِ الوحلْ القاتِل مِن جديد بِدعوى (قضاءِ الوقت وقتلِه) وهو من كان يقتلُني.. وكأني كُنتُ أشكُر ربي بِعصيانِه وتجبُري..


حُرِمتُ لذة العيشِ كما حُرِمت لذةَ الصِحة, واشتريتُ الشقاء بيدي مِن متجرِ المعاصي!.. إلى أن هُناك شيءٌ ما بِداخلي لا يتركُني, يُشعرني بِقُبح ما أُلتُ إليه! وبِتأنيب ضمير يغتالُني, ولَكِني مضيتُ في غيي رُغم ما أرقني, وآثرتُ الشقاء على السعدْ, ولَكِن يأبي عليَّ الله أن أبتعِد أكثر وأغرق أو أن يُطبع على قلبي.. وقبلَ أن أأولَ إلى رُفات زارني زائِرُ المنام!! فكان النذير.. !!



فماذا رأيتُ في حُلمي..؟!

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#31

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

(22)


[ يقظةُ المنام .. النِهاية]



شعرتُ بِالماء ينسدِلُ على وجهي, الذي اختلطت بِبقايا دموعي ونفسي المُتهدِج الذي بات يُفارقِنُي ولا ينوي العود, ونظراتُ فزع مِن أُختي الصُغرى ترمُقني عن كثب فاستفاق عقلي مِن وقعِ ما رآى وأجهشتُ بِالبُكاء بِشكلٍ هيستيري, وأتحسسُ بِكلتا راحتي الاشياء مِن حولي, كي أُبِت لِذاتي أني على قيد الحياة! هُنا مر مِن أمام عيني شريطُ ذاك الحُلم الذي أقض مضجعي وأرق منامي وكأني آراهُ في لحظتي, رأيتُ أني مِت وأهلي أودعُوني قبري وأنا أشعرُ بِهم وكُنتُ أصيح (أن ابقوا بِقُربي ما زِلتُ على قيدِ الحياة) وبعد أن دُثرتُ بِالتُراب أحسستُ أن أضلُعي تتمزق مِن ضيقِ المكان ونفسي ينقطِع, وسمِعتُ صوتَ أقدام آتيه نحوي تهتِفُ باسمي بِكلٍ مُريع ورأيتُ رجُلان طويلااااان القامة فتحوا عليا قبري, وأجلساني وسألاني (من ربُك؟ ما دينُك؟ من نبيُك؟) وكأنهُ خُتِم على لساني فلا أستطيعُ الكلام غير أني أُحاول فلا يخرُجُ صوتي, أتذكر فلا يتذكرُ عقلي, هُنا فقط بدئتُ بِالبُكاء, وبعدها رحلا وبدء السواد يُخيمُ علي وتِلك الاسئلة تتترد بصوتٍ مُرتفعٍ مُريع وأنا مُكبلة لا أستطيع الكلام, بعدها آتى إلي ثُعبان ضخم والتف حولَ عُنقي يجرُني مِنهُ جراً إلى بحرٍ لا قرار له ولَكِنهُ بحرٌ مِن نار...!!


هُنا بدئتُ بِالصُراخ وارتفع صوتي, ربي الله, ديني الاسلام, نبيي مُحمد, ولَكِن ما مِن مُجيب, لم أتوقف عن الصُراخ وجسدي كُلهُ يرتعد, هُنا فقط أحستتُ بِبرودةِ الماء التي انسكبت على وجهي مِن أُختي الصُغرى وهيَ تصيحُ بِوجهي وتبكي بِجانبي وهي فزِعةٌ مِني, نهضتُ سريعا توضأت صليت, والبُكاء يغشاني, وكِدتُ استنشِقُ أنفاسي الآخيرة مِن هولِ ما رأيت ومِن فرطِ الإعياء, وبعدها عادت حياتي إلى كفةِ الميزانِ العادلة, عُدتُ لِمُصحفي سُجادتي ونشاطي الدعوي..


تعهدتُ تربية الفتياتِ المُراهقات, بِتُ أعشقُ مُساعدتهُن وإحتضانِهن وزرعِ الأمل في طريقِهن, تفوقتُ في مجالاتٍ عِدة, دِراستي, عِلاقتي بِعائِلتي, وأُختي الصُغرى باتت شيءً مُصغراً مِني, حتى أني وظِفتُ بِجانِب دِراستي, ورُغم مرضي, ورُغم ما يُكدِسُ حياتي مِن ألم, فما أبقى ولا ألذ ولا أحلى مِن سعادةِ الروح! هي الخالِدة وهي التي ألهمتني حياتي في رِضى ربي ونهج نبيي..


هُنا إنتهت فصولُ قِصتي, مع إسدالِ السُتر على كثيرٍ مِن معالِمها, ولَكِن بات هدفي المنشود هو أن أوفِر لنفسي ولغيري السعادة, ونُصرة ديني بأي عملً أستطيعُ فِعله, وأنتِ أنتِ يا من تقرأين قِصتي, قد آتى الدورُ عليك لِستخرجي لي ماذا عنت لكي حياتي بِالمُجمل, وماذا استفدتِ على الخصوص..











__________________
/

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#32

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

شكرا للمتابعه ارجوا ان تمت الاستفاده
رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]
في حفظ الله

إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه
#33

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

قصة رااااااائعة
#34

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

القصصصصصه مررررره حلوووه
إظهار التوقيع
توقيع : ★н̃̾ɑ̃̾ı̃̾σ̃̾ѕн̃̾ɑ̃̾★
#35

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

راائعة يا سكرر ..
إظهار التوقيع
توقيع : زوزو 24
#36

15 79 رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]




المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنوته رقيقه
حياكُي ربي..
لا زِلتُ أطمع بِحضورٍ أكبر
رُغم أن حضوركُ أبهجني كثيرا

لِتبقوا بِقُربي,,

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنوته رقيقه
3)



[في المشفى!!]



أفقتُ ذالِك اليوم على شيءٍ مِن الكوابيس, وأنا أتذكرُ أحداث الليلةِ الماضية في بُطئٍ وتمهُل, فوثبتُ على قدمي مُسرعة حين تذكرتُ أن أُختي لم تزل في المُستشفى! وولجتُ مِن غُرفةِ النوم تِلك التي يرقُدُ فيها أبي وأُمي لأرى أُختي قد عادت إلى المنزِل هي وأهلي وهي بأفضلِ حال, إلا أنها جبرت يدها اليُمنى ورجِلها اليُسرى وملفوفاٌ على رأسِها شيءٌ مِن الشاشِ الطبي.. فتوالت في ذهني صورةٌ سريعةٌ لِما حصلَ البارحة!

رجِعتُ بِذاكرتي إلى الوراء حينَ سمِعتُ صوتَ الارتطام ورأيتُ الحشود مُجتمعة, ورأيت الإسعاف وسياراتِ الشُرطة, وحينَ ولجتُ بينَ الزِحام كانَ (ذِئبي) يغرقُ في دمهِ بينَ الحشود! ولم أرى نفسي إلا وأنا أبكي وأنهار, واسألُ نفسي كيفَ لو كنتُ معهُ في سيارتهِ؟ كيفَ لو لم يكتِب الله لهُ عُمراً أخر؟ كيفَ لو لم يُنجهِ الله؟ فأبعدتني ابنةُ عمي عن ذالِك المشهد, ولم أزل بِنفسي ألوُمُها حتى أنيِ كِدتُ أُجن مِن فرطِ خوفي..

ذهبنا إلى البيتِ بعدَ تِلك الرِحلةِ العصيبة, واستنشقتُ أخيراً أنفاسَ الراحة, وجلسنا نلهو قليلاً كأن شيئاً لم يكُن, وقد كُنتُ أبلغتُ أهلي أني سأنامُ هذهِ الليلة عِند ابنةَ عمي, ولَكِن في الثانيةِ وخمسٍ وأربعينَ دقيقة بعد مُنتصفِ الليل دق هاتفي الجوال, وكان اتصالٌ مِن والدي, فارتجفت أطرافي خوفاً مِن أن يكونَ نبأ نفسهُ بِما يحصلُ معي ولم أخف مِن الله, أتى صوتُ أبي يقولُ لي ارتدي عباءتكِ فأخاكِ سيكونُ عِندكِ بعد دقائق! هُنا وجِلتُ وخِفتُ أنا! ولَكِني لم أُُبدي أي رأي لِنبرةِ أبي الحاسمة التي كان يُخاطِبُني فيها..

حينَ عُدتُ إلى المنزِل ودخلت كانَ كُلُ من فيهِ مُغادر, إلا أُختي التي تصغُرني فهي نائمة, وحينَ سألتُ ما الذي حادث؟ لم أسمع غير أناتٍ ونحيبٍ مِن أُمي, وتأفُفٍ مِن أبي, نظرةُ لِأُختي الكُبرى بِنظرةِ استِعطاف أن ترحمني وتحكي, فقالت: أُختِك فُلانة ترقُدُ المُستشفى الآن! ونحنُ ذاهِبون لها, لقد تعرضت لِحادثِ سيرٍ أثناء خروجِها مع صديقاتِها!

هُنا نظرتُ إلى عينيّ أُختي وعلِمتُ أن أُختيَ الأُخرى لم تكُ، سِوى مع (حبيبها) ومِن شِدةِ خوفي فضلتُ النوم في أحضانِ أُختي الصغيرة التي ما زالتْ تنعُمُ بِالبراءةِ بعد ولم تُلوث!! كان أفضل لي مِن كوابيسِ هذهِ الليلة, وهكذا استيقظتُ مِن نومي لأرى أُختي أمامي.. هممتُ أن اسألها ما الذي حلَ بكِ ولَكِني فضلتُ الصمت على التكلُم..

فقط هُنا سألتُ نفسي الكثير, وعلِمتُ أن الله أرادَ بي خيرا, لِذا أرسل لي هذهِ العلامات, فيجب عليَ الإسراع وإلا سوفَ أكونُ أنا الدرس القادم..!!




[أردت!! لَكِن رغبتهُم كانت غيري فانثنيتُ عن دربِ الحق قبل أن ألِجه!! كيف ذالِك؟ ولِما؟ وماذا حل بِـ (حبيبي)...]







__________________
/





وتبدأ فصــول الروايــة..
بِـ رحلة على الرصيــف!!

#37

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

تسلمي يا جميلة

صلي علي النبي

إظهار التوقيع
توقيع : sweet flower
#38

افتراضي رد: [.. صغيرةٌ ولكِن!! كبيرة ..]

شكراً لكم حبيباتي علي مروركم الكريم
إظهار التوقيع
توقيع : بنوته رقيقه


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
ملف متكامل للعنايه بالبشره همسات العناية بالبشرة
ملف كامل للعنايه بالبشره نونو العراقية العناية بالبشرة
حشوات مختلفه من الكريمات للتورتات طريقه عمل حشو التورتات كيفيه اعداد حشو التارت عمر ابانا وعائشه امنا الحلويات الشرقية والغربية
اتعلمى تعملى بلسم لنفسك Sarah Ahmed Samir العناية بالشعر
كيف تعتنين ببشرتك بالطريقة المثلى (الجزء التانى) semsemahasan العناية بالبشرة


الساعة الآن 07:54 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل