.
يتخلص الجسم عادة من السموم والمواد الضارة والأملاح والماء الزائد بعدة طرق من أهمها إفراز العرق عن طريق الغدد العرقية تحت سطح الجلد، الأمر الذي له أثر طيب في ترطيب وتلطيف درجة حرارة الجسم.
وتتفاوت نسبة إفراز العرق بالكمية الطبيعية من شخص إلى آخر والتي تعتمد على عدة عوامل منها درجة حرارة الجو ورطوبته، كميه السوائل المتناولة وغيرها، ويوجد من البشر من يعانون من إفراز العرق الغزير اما من أماكن محددة كالأيدي والأقدام أو من أجزاء الجسم المختلفة بشكل عام إلى حد الانزعاج وحتى الحرج، ولحل تلك المشكلة يجب الوقوف على الأسباب.
ويزداد إفراز العرق بسبب فرط نشاط الغدد العرقية في المناطق الحارة أو الرطبة أو عند بذل مجهود بدني أو نفسي، ويعتبر ذلك من الأسباب الفسيولوجية غير المرضية.
أما المسببات المرضية فهي عديدة منها فرط نشاط الغدة الدرقية والغدة النخامية التي تعد من الأسباب الأساسية لزيادة الإفرازات العرقية في الجسم بشكل عام.
كما أن تغيير هرمون الجسم عند بلوغ سن اليأس يسبب زيادة إفراز العرق لدى السيدات، وزيادة الوزن والسمنة أيضا يصاحبها إفراز العرق الغزير.
ومن المعروف أن ارتفاع درجة حرارة الجسم عند الإصابة بالأمراض المعدية كالأنفلونزا والملاريا والدرن وغيرها من الأمراض البكتيرية والفيروسية يصاحبها إفراز للعرق بصورة مزعجة.
العرق الموضعي:
وهو أكثر ما يشتكي منه الناس، وأكثر الأماكن عرضة لهذه الحالة هي الإبط والأيدي والأقدام ذلك أن الجهاز العصبي السيمبثاوي المسؤول عن تنبيه الغدد العرقية يثار بالانفعالات النفسية كالخوف والتوتر والقلق والتفكير وأي شكل من أشكال المجهود الذهني فينبه الغدد العرقية وبالتالي يزداد إفرازها.
ولا ننسى دور العامل الوراثي أيضا في تلك الظاهرة وقد يشمل ذلك منطقة محددة من الجسم مثل الوجه أو الجبهة أو الأنف أو الإبط، حيث تجدها عند الإخوة أو الآباء أي لأفراد العائلة الواحدة بنفس الصورة.
ظهور رائحة العرق الكريهة:
وهي من المزعجة والكريهة كحالها، فقد يظهر للعرق أحيانا رائحة غير مستحبة نفاذة ومنفرة وأكثر ما تكون في منطقة الإبط والأقدام والمناطق التناسلية ويعود سبب ذلك إلى عدة عوامل مختلفة، منها الإصابة بالجراثيم والفطريات في تلك المناطق الرطبة والتي تحلل المواد الدهنيه فتسبب تلك الرائحة، كما أن نوعية الطعام المتناول يلعب دوره أيضا، فتناول البصل والثوم والإسراف في تناول اللحوم والدهنيات قد يؤدي إلى ذلك.
وللوقاية من ذلك
يأتي الاهتمام بالنظافة البدنية كأمر أولي للتخلص من هذه الظاهرة بالاستحمام اليومي باستخدام الصابون الطبي وتنظيف ثنايا الجلد ومن ثم تجفيفه جيدا مع استخدام البودرة ومزيلات العرق بصورة صحيحة.
كما يساعد أيضا ارتداء الملابس الفضفاضة الخالية من الأنسجة الصناعية كالنايلون مع اختيار أنواع الأحذية المناسبة.عدم الإسراف في تناول المأكولات الدهنية واللحوم والبهارات الحريفة والبصل والثوم.
أما بالنسبة للمسببات المرضية فيكون التخلص من العرق الزائد بعلاج السبب كعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية أو النخامية الخ.
وكما لكل حال نقيضه يجدر بنا ذكر أن هنالك بعض الناس يعانون من عدم إفراز العرق، الأمر الذي قد يكون خلقيا، كعدم وجود غدد عرقية في الجسم، أو مرضي كما هو الحال لمرضى السكر أو الصدفية، وكذلك بعض المصابين بالحساسية الوراثية، حيث تتجمع قطرات العرق تحت سطح الجلد على شكل بثور صغيرة ذات لون فاتح ممتلئة بسائل شفاف خاصة على المناطق غير المكشوفة كالصدر أو الظهر وتسبب حكة ووخزا والشعور بالضيق.