يلجأ الأطفال من وقت لآخر لعدم إطاعة أوامر أهلهم وخاصة الأم، مع الوضع فى الاعتبار أن هذا الأسلوب يعتبر جزءا من مرحلة نمو الطفل، وهى مرحلة يحاول الطفل فيها دائما ان يختبر فكرة التمرد على الأهل وأن يحاول التعبير عن رأيه وعن نفسه وأفكاره. إن الطفل عندما يدخل فى خلاف مع والده أو والدته فإنه سيتعلم أيضا كيف يتحكم فى نفسه مع الحرص على عدم إهمال الأمر إذا تحول سلوك الطفل المتمرد غير المطيع لنمط مستمر. ينبع عدم إطاعة الطفل للأوامر من العديد من الأسباب ومن ضمنها التوقعات غير المنطقية للأهل أو مشاكل الطفل فى المدرسة أو الضغوطات العائلية أو المزاج العام للطفل نفسه. ويعتبر عدم رغبة الطفل فى الاستماع لوالدته من التحديات الصعبة التى قد تواجهها الأم، وهو الأمر الذى قد يجعل الأم تستسلم أو تلجأ لعقاب الطفل عقابا قاسيا، ولذلك يجب على الأم أن تعلم أنه لا توجد طريقة واحدة أكيدة أو مضمونة يمكن للأم أن تتعامل من خلالها مع طفلها غير المطيع. إن كل طفل يكون مختلفا عن الطفل الآخر من ناحية الشخصية، وهو الأمر الذى سيتطلب من الأم التفكير فى الطريقة المناسبة للتعامل مع الطفل، وهناك بعض الأفكار المتنوعة التى يمكنها أن تساعد الأم فى هذا الأمر.
إذا كان طفلك قد بدأ مؤخرا فى عدم إطاعة أوامرك فيجب أن تقومى بلفت نظره إلى أنك قد لاحظت تغير سلوكه، وأنك تشعرين بأنه غير سعيد بسبب أمر ما. اعلمى أن طفلك إذا تحدث معك بسوء أدب وكان رد فعلك بأن فقدت أعصابك فإن الطفل سيقابل هذا الأمر بالمزيد من التمرد وعدم إطاعة الأوامر، ولكنك فى المقابل إذا حافظت على هدوئك فإن الطفل سيكون أكثر طاعة لك. إذا فقد طفلك أعصابه وأصبح سلوكه شديد الإساءة اجعليه يجلس بمفرده لبعض الوقت وعندما يهدأ الطفل ويصبح أكثر قدرة على التحكم فى أعصابه يمكنك أن تهنئيه على سلوكه هذا.
مع مرور الوقت وتقدم الطفل فى العمر فإنه يبدأ فى طرح الكثير من الأسئلة، وهو الأمر الذى يجب على الأم أن تستغله. وعندما يسألك الطفل سؤالا معينا فيجب أن يكون جوابك له من خلال شرح مبسط مناسب للمرحلة العمرية التى هو فيها، واعلمى أنك إذا تحدثت بلغة أو بطريقة لا يفهمها الطفل فإن الطفل سيتجنبك ولن يستوعب ما تحاولين إيصاله له ويمكنك أن تجعلى طفلك يفهم عن طريق تمثيل الأمر أمامه. وتأكدى تماما أن رفضك لأمر ما يريده الطفل لمجرد الرفض ودون سبب منطقى أمر لن يجدى نفعا مع الطفل ولن يقنعه وخاصة إذا لم يكن صغير السن. ولكن فى نفس الوقت لا تنسى أنك كأم يجب عليك ألا تفسرى لطفلك كل قراراتك مع الحرص على أن تقولى له إن كل قراراتك تكون بدافع حبك له ولحمايته وليس مجرد جعله يشعر بالغضب.
حاولى دائما ألا تركزى فقط على السلوكيات السلبية لطفلك وبدلا من أن تقولى للطفل ألا يترك جواربه على الأرض مثلا فمن الأفضل أن تقولى له أن يقوم بإزالتها من على الأرض. إذا طلبت من طفلك أمرا ما فقومى بإعطائه التعليمات مرة واحدة ولا تركزى على سلوكه المتمرد غير المطيع. واعلمى أنك عندما تتجاهلين تصرفات الطفل السلبية فإنه سينزعج لأنه لم يحصل على ما يريد بالطريقة المعتادة. احرصى على أن تكونى أكثر تواصلا مع طفلك وخذى بعضا من وقتك كل يوم لتتحدثى مع طفلك حول الأمور التى تجعله يشعر بالسعادة أو الحزن أو الأشياء التى تجعله يشعر بالخوف.
هناك بعض المواقف أو الحالات التى قد يكون طفلك فيها غير مطيع، والتى تستلزم استشارة الطبيب النفسى مثل أن يستمر سلوك الطفل السلبى لفترة طويلة فى المنزل وفى المدرسة أو أن يستمر هذا السلوك رغم تشجيعك لطفلك على التعبير عن مشاعره السلبية أو أن يصاحب عدم إطاعة الطفل للأوامر سلوك عنيف.