قصة سلمى والغول
عندالغروب ودعت الشمس أطفال الحي..
كان يوما جميلا، ذهبت سلمى الى المدرسة وبعد العودة من المدرسة غسلت يديها وتناولت وجبة الغذاء، ثم جهزت واجبها المدرسي, وبعد ان انتهت من واجبها.. ذهبت لتطلب من والدتها إذنا لتعلب مع صديقتها طيبة ..
- ماما لقد انهيت واجبي المدرسي.. هل تسمحي لي ان اذهب الى صديقتي طيبة لالعب معها..!!
- اذهبي العبي معها لكن قبل مغيب الشمس يجب ان تتواجدي في البيت ..
- حسنا ماما قبل مغيب الشمس سأعود ..
- وابلغي تحيتي لوالدة طيبة ولطيبة ..
- حسنا ماما الى اللقاء..
خرجت سلمى فرحة.. وعند الوصل إلى بيت طيبة دقت البابا بلطف.. فتحت والدة طيبة الباب مرحبة:
- كيف حالك يا سلمى .. وكيف حال الاهل ..!!
- بخير يا خالتي.. وتبلغك الماما تحيتها ..
- دوما بخير ان شاء الله ..
- أين طيبة خالتي ..
- انها في غرفتها تفضلي بالدخول اليها ..
- شكرا خالتي ..
خرجت طيبة من غرفتها عندما سمعت صوت صديقتها سلمى ..
- اهلا بك سلمى كيف حالك ..
- بخير والحمد لله
- هيا لندخل غرفتي ونلعب
وفي الغرفة لعبتا بفرح.. لعبتا بالدمية.. البساها فستان ابيض.. وشبكتا في شعرها الذهبي وردة حمراء.. فازداد جمالها جمال.. لعبتا حتى ان سرقهما الوقت وحان وقت المغيب ..
- معذرة طيبة حان وقت رجوعي للبيت الشمس بعد قليل ستغيب ..
- حسنا سلمى فرحت جدا باللعب معك و..
- شكرا لكِ صديقتي العزيزة طيبة وانا كذلك .. الى اللقاء ولنا لقاء اخر ان شاء الله
ودعت سلمى طيبة ووالدتها وعادت الى بيتها قبل الغروب بقليل ..
-
مساء الخير ماما ها انا قد عدت الى البيت
- عودة حميدة يا حبيبتي.. كيف كانت لحظاتك مع صديقتك طيبة ..!!
- لحظات رائعه وجميلة .. لعبنا وفرحنا ..
- هيا اذا سلمى استعدي لوجبة العشاء ..
وبعد برهة تناولوا العشاء.. واستعدت سلمى للنوم.. لبست قميصها النوم.. وحضنت دبها الابيض الجميل.. لكن عند الغروب يشحب وجه سلمى لانها تخاف العتمة..
- ماما ماما الغول يا ماما قادم ..
- اي غول حبيبتي لا وجود للغيلان ..
- هنا ماما انظري العتمة خارج الشباك ..
- اها اذا العتمة هي الغول ..
- نعم ماما والغرفة ايضا يوجد بها غول انظري ..
لا حبيبتي سلمى لا وجود للغيلان فالغول كائن خرافي يردده الناس في القصص الخرافية.. والعتمة ليست غول.. ففي كل صباح تشرق الشمس ويوضح النهار وتمد الشمس جدائلها وأشعتها للأزهار الأشجار والبحار والأطفال والرجال والنساء والحيوانات ..لاننا جميعا بحاجة لأشعتها المفيدة.. وعند المساء تغرب الشمس عن الحي تودعنا وتذهب لزيارة بلد اخر واطفال حلوين مثلك.. وتدعنا نستريح لان اجسادنا بحاجة الى الراحة لنستيقظ على صباح اخر مشرق ملئ بالنشاط..
- اذا ماما ما هذا الذي يتحرك على الجدار ..
- اها .. انه ظل اغصان شجرة التين.. هيا تعالي انظري ماذا تفعله الرياح باغصان الشجرة ..
اقتربتا سلمى وأمها من النافذة ..
- صحيح ماما هي اغصان شجرة التين تتحرك..
وألقت نظرة على جدار غرفتها .. كانت تراقب الاغصان والظل.. فعرفت انه لا وجود للغول..
- وماذا يوجد في السماء الان يا سلمى ..
- انه القمر والنجوم ماما.. ما أجملهم ..
- وماذا يوجد قرب سريرك يا سلمى .. !!
- يوجد مصباح ضوئه خافت .. اها ماما مثل النجوم في السماء ..
- نعم حبيبتي احسنتِ ..
- اذا لا خوف من العتمة ..!!
- نعم ماما لا خوف ولا وجود للغول ..شكرا لكِ ماما لانك في حياتي ..
- هيا اذا حبيبتي يجب ان تنامي لانه يجب عليك الاستيقاظ باكرا لتذهبي نشيطة للمدرسة ..
قبلت سلمى والدتها على خدها .. وقبلت الام سلمى على جبينها ..
وغطت سلمى في نوم عميق واحلام سعيدة بعيدة عن التفكير بالغيلان ..