محمد صلى الله عليه وسلم
شبه المؤمن بانواع معينة من الشجر
كان نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
يشبه المؤمن بانواع معينة من الشجر
ليبين لنا صفاته فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم ما يلي
ورد في صحيح البخاري
1- عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ ،وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ ،وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ ،وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ "
2- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِنْ الزَّرْعِ مِنْ حَيْثُ أَتَتْهَا الرِّيحُ كَفَأَتْهَا، فَإِذَا اعْتَدَلَتْ تَكَفَّأُ بِالْبَلَاءِ ، وَالْفَاجِرُ كَالْأَرْزَةِ صَمَّاءَ مُعْتَدِلَةً حَتَّى يَقْصِمَهَا اللَّهُ إِذَا شَاءَ "
3- عن مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ:
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَلَا يَتَحَاتُّ"، فَقَالَ الْقَوْمُ: هِيَ شَجَرَةُ كَذَا هِيَ شَجَرَةُ كَذَا، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ هِيَ النَّخْلَةُ وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ فَاسْتَحْيَيْتُ ،فَقَالَ: " هِيَ النَّخْلَةُ "
وقد وجدت شرحا علميا عجيبا للحديث الاخير
وهو فيما يلي
إعداد الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى
في جلسة علمية ايمانية عصف رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
ذهن اصحابه قائلا لهم
( مثل المؤمن كشجرة لايتحات ورقها )
اي لا يسقط ورقها
هل تعلم اخي المسلم اختي المسلمة الشجرة المقصودة في لحديث السابق؟
وما الحكمة في تشبيه المؤمن بهذه الشجرة ؟!
الحديث كما رواه الإمام مسلم في صحيحه: عن ابن عمر
(رضي الله عنهما ) قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما لاصحابه
اخبروني عن شجرة مثلها مثل المؤمن ؟
وفي رواية
( مثل المؤمن كشجرة لايتحات ورقها )
فجعل القوم يذكرون الشجر من شجر البوادي
قال ابن عمر (رضي الله عنهما)
والقي في روعي انها النخلة
فجعلت اريد ان اقولها فاذا بااسنان القوم
(اي كبارهم وشيوخهم) فاهاب ان اتكلم
فلما سكتوا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
هي النخلة
اذا الشجرة المقصودة هي النخلة
الشجرة والمؤمن
الشجرة سيدة المملكة النباتية من الناحية العلمية
الظاهرية
والتشريحية والوظائفية
والبيئية فهي
معمرة تتغلب على التقلبات السنوية
طيبة مثمرة نافعة
المؤمن
سيد المخلوقات الانسانية من الناحية العلمية
والعقائدية
والوظائفية والاجتماعية فهو
يتحمل المصاعب
مثمر اينما وقع نفع
والسؤال المطروح عليك اخي المسلم اختي المسلمة ما الحكمة في تشبيه
رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن بالنخلة؟
إليك بعض ما فتح الله به علينا في ذلك
اولا- ثبات الشكل الظاهري
فالنخلة رغم جمالها الأخاذ لها شكل ظاهري واحد لا يتغير إلا للأحسن فيزداد حسنها بظهور ثمرها ودنو قطوفها، وللمؤمن أيضاً هيئة ظاهرية واحدة، لا يتقلب حسب الموضة والأهواء، ولكنه يتزين لزوجته فيسرها بمنظره قال ابن عباس: ( إني أتزين لامرأتي كما أحب أن تتزين لي )، وهو يتزين في العيدين وقت قطوف ثواب الصوم والحج كما تتزين النخلة وقت قطوف الثمر، ويتزين يوم الجمعة، وعند المجالس، والمساجد ومقابلة الوفود، وهو يتزين بالمشروع ولا يتزين بغير المشروع.
ثانيا- ثبات الاصل وسمو الفرع
فالنخلة اصلها ثابت في الارض، وفرعها في السماء
تتحمل الجفاف
وتقلبات الطقس
وتصبر على الشدائد البيئية
ولا تعصف بها الرياح بسهولة
وتستمد طاقتها من الشمس والهواء بورقها المهياا لذلك وقوتها في هالتها الورقية
والمؤمن قوي ثابت في اصول الايمان، يرتبط بالارض التي خلق منها
واستمد منها الماء والمعادن
ويتحمل الشدائد والفتن والابتلاء
ويصبر ولا يضجر وهامته مرفوعة تستمد نورها وعلمها من السماء
حيث الوحي واوامر الله، ويرفع يديه الى الله في الدعاء والشدة
وقوة المؤمن في عقله وتفكيره وقوة النخلة في هالتها الورقية
والمؤمن لا يستغني عن الوحي الالهي
والنخلة لا تستغني عن الضوء الالهي
ثالثا - النفع الدائم
فالنخلة نافعة بثمارها، واوراقها
وظلها
وجذعها
وخوصها
وكرانيفها
وليفها
وكروبها
وعذوقها
وانويتها
وقطميرها
وجمارها
وجمالها في حياتها وبعد موتها
والمؤمن اينما وقع نفع وهو نافع
بعلمه
واخلاقه
وماله
وجهده
وحديثه
وفضل زاده
وفضل ظهره
وفعله
وقوته
وامره بالمعروف
ونهيه عن المنكر
وتعاونه على البر والتقوى
وتراحمه
وترابطه
وتاازره مع المجتمع
رابعا - مقابلة السيئة بالحسنة
فالنخلة صبورة حليمة كريمة ترمى بالحجر فتسقط اطيب الثمر
والمؤمن معرض عن اللغو واذا خاطبه الجاهلون قال سلاما
ويصفح عن المسيئين ولا يظلم ولايجهل على الجاهلين كما قال الشاعر
كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعا
يرمى بحجر فيلقي باطيب الثمر
خامسا- دنو القطوف مع سمو الاخلاق
فالنخلة قطوفها دانية في كل احوالها
في حال قصرها وطول جذعها لسهولة الصعود اليها
والصعود اليها لا ينال من اوراقها
ولا يكسر اغصانها
ولا ينال جمارها ولابرعمها الطرفي
والمؤمن سهل القطوف
يؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة
ويطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا
يحب الناس ويغدق عليهم
ولا يتخلى عن اخلاقه وثوابته مهما زادت الالفة
والمحبة والمخالطة بينه وبين الناس
سادسا- يؤكل ثمرها كل حين
فالنخلة نافع بثمارها
واوراقها
وظلها
وجذعها
وخوصها
وكرانيفها
وليفها
وكروبها
وعذوقها
وانويتها
وقطميرها
وجمارها
وجمالها في حياتها وبعد موتها
فالنخلة يؤكل ثمرها بكميات كافية كل حين على هيئة
الطلع
والجمري
والبسر
والرطب
والمقابة
والتمر(1)
وعندما تجف الثمار تؤكل طوال العام فهي زاد للمسافر وعصمة للمقيم
سهلة التخزين بطيئة الفساد والتغير
والمؤمن يخرج زكاة ماله كل حول ان بلغ ماله النصاب
ويخرج زكاة فطره في رمضان
ويتصدق طوال العام
ويسارع في الخيرات
ويطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا
وهو يطعم عند العقيقة لابنائه
وعند الزواج
وعند الاضحية
وعند الحج
وعند خروج الثمار وغير ذلك من اوجه اطعام الطعام
سابعا- محكومية الحركة
فالنخلة غير مدادة، لا تعتدي على جيرانها بسيقانها اوفروعها
ولها حرم معلوم
وهي محكومة في انتشارها في البيئة لذلك لا تؤذي ال
محيطين بها
والمؤمن محكوم بالضوابط الشرعية مع ال
محيطين به
متوقع السلوك، لايدخل بيت غيره الا باذنه
ولايطلع على عورات غيره
ولايترك لبصره العنان
تجده حيث امره الله
وتفتقده حيث نهاه
ويتقي الله حيثما كان
ثامنا- تشذب في العام مرة
فالنخلة تشذب في العام مرة حيث تسقط الاوراق الصفراء التالفة
والمؤمن يصوم في العام مرة
وتسقط عنه ذنوبه بالصوم
ويتزين بعد الصيام في العيد
تاسعا- اهمية البرعم الطرفي
فالنخلة على خلاف معظم الشجر تموت اذا قطع برعمها الطرفي
والمؤمن من دون العقل يسقط عنه التكليف والحساب
ويصبح في عداد الاموات من حيث الثواب والعقاب
عاشرا- معلومية التلقيح
فالنخلة رغم انها من ذوات الفلقة الواحده ذاتية التلقيح الهوائي مثل القمح والشعير والذرة والموز لالأرز
ولكن النخلة خلاف نباتات الفلقة الواحدة تحتاج الى تابير
وهي تعلن عن حاجتها للتلقيح عندما تخرج نوراتها
وعندما يتم تلقيحها تنشق بطريقة يعلم الجميع منها انها لقحت
واذا تركت دون تلقيح بالانسان شاصت
وكذلك المؤمن مشهود على زواجه ودخوله بزوجه من الجميع
ومعلن عن ذلك بالدفوف
ويحتاج زواجه الى شاهدين وولي
وايجاب وقبول
والزواج السري باطل
احد عشر- افضلها معلومة الصفات الوراثية
فافضل انواع النخل معلوم الاصل يتم تكاثره خضريا بالفسائل او بزراعة الانسجة
والمؤمن معلوم الاصول الوراثية
وهو ثابت في دينه
لايبتدع
ولايخلط شرع الله بشرع البشر
واذا صنع ذلك فسد عمله ورد كما يتلف النخل اذا بدل صفاته الوراثية
ولاتؤكل ثماره ولاتباع بسهوله
بل يعلف به الدواب لرداءته
ثاني عشر- حلو الطعم عديم الرائحة:
فثمار النخلة حلوة الطعم عديمة الرائحة
وكذلك المؤمن الذي يعمل بالقران ولايقرؤه
فطعمه حلو ولا رائحة له
ثالث عشر- تفاوت الدرجات
فالنخلة انواع واجناس واصناف
منها شديد الحلاوة ممتاز الطعم
(كالعجوة وهي تمر المدينة المنورة التي زرعها المصطفى صلى الله عليه وسلم بيديه ومنها جيد الطعم ومع ذلك ففي كل النخل خير
وكذلك ايمان المؤمن يزيد وينقص
والمؤمنون درجات منهم الصديقون ومنهم السابقون ومنهم المذنبون
( والمؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير)
رابع عشر- النخلة لايتساقط ورقها
الورقة في النبات هي الموضع الرئيس للبناء الضوئي والنتح ورفع العصارة من الارض وتثبت ثاني اكسيد الكربون الجوي وطاقة الشمس الضوئية وتشطر الماء لتنتج المواد الغذائية والاكسجين للكائنات الحية
وبها تظلل الشجرة الانسان والحيوان
وعندما تسقط الورقة في النباتات الوسطية
تتوقف العمليات السابقة وتدخل الشجرة في كمون للعام القادم
اما النخلة فهي من النباتات دائمة الخضرة التي لايتحات
( اي يسقط )
ورقها فهي دائمة البناء الضوئي وانتاج الاكسجين والتظليل وصعود العصارة
وهكذا المسلم دائم التلقي من الله ودائم الانتاج والعبادة طوال العام
ولايستغني عن رحمة الله ورزقه وطاعته طرفة عين
فهو دائم التلقي والعطاء
كما ان النخلة دائمة التلقي والعطاء
النخلة ورسول الله صلى الله عليه واله وسلم
وأصحابه الكرام
النخلة هي الزرع اي الاصل
والصحابة هم الشطء
اي الفسائل وهذا مثل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابه في الانجيل ( ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطااه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه
يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار )
الفتح 29. وقد بين الاعجاز العلمي في هذه الاية
وكيف يشهد القران والنبات بعدالة الصحابة واتباعهم
وصف جميل للنخلة
قال لقمان لابنه يا بني
ليكن اول شيء تكسبه بعد الايمان بالله خليلا صالحا
فانما الخليل الصالح كالنخلة
اذا قعدت في ظلها اظلتك
وإذا احتطبت من حطبها نفعتك
واذا اكلت من ثمارها وجدته طيبا
وعن الشعبي ان قيصر ملك الروم كتب الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه
اما بعد فان رسلي اخبرتني ان قبلكم
(بكسر القاف وفتح الفاء )
شجرة، تخرج مثل اذان الفيله
ثم تنشق عن مثل الدر الابيض
ثم تخضر كالزمرد الاخضر
ثم تحمر فتكون كالياقوت الاحمر
ثم تنضج فتكون كاطيب فالوذج (حلوى) اكل
ثم تينع وتيبس فتكون عصمة للمقيم وزادا للمسافر
فان تكن رسلي صدقتني فانها من شجر الجنة
فكتب اليه عمر رضي الله عنه يقول
بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله امير المؤمنين الى قيصر ملك الروم
السلام على من اتبع الهدى
اما بعد، فان رسلك قد صدقتك
وانها الشجرة التي انبتها الله جل وعز على مريم حين نفست بعيسى
فاتق الله ولاتتخذ عيسى الها من دون الله
قال ابو حاتم السجستاني رحمه الله في كتابه النخل
النخلة سيدة الشجر مخلوقة من طين ادم – صلوات الله عليه
– وقد ضربها الله – جل وعز-
مثلا لقول (لااله الا الله ) فقال تعالى
( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة )
وهي قول لااله إلا الله
( كشجرة طيبة ) وهي النخلة
فكما ان لا اله إلا الله سيدة الكلام كذلك النخلة سيدة الشجر
وهكذا اخوة الإسلام مثل المؤمن كشجرة لايتحات ورقها فهو كالنخلة في صفاتها ونفعها وجمالها وكرمها وسموها