كريستوف جورو:
الإسلام في الغرب يسحر ويخيف!
باريس من نجاة عبدالعليم
في حديث مع كريستوف جورو أحد أعضاء معهد الدراسات الإسلامية العليا الذي أسس المعهد الفرنسي للحضارة الإسلامية بالتعاون مع مسجد ليون.
وهو من المعتنقين للدين الإسلامي منذ أكثر من12 عاما, ليصبح اسمه المسلم عبدالقدوس جبريل ركز في حوار خص به الأهرام علي أحوال المسلمين خاصة الجيل الجديد ملقيا الضوء علي الجوانب المشرقة في الدين الإسلامي وموضحا بعض الأسباب المؤدية بالمجتمعات الغربية إلي الإسلاموفوبيا أو التخوف من الإسلام.
يعود تاريخ تأسيس معهد الدراسات الإسلامية العليا إلي30 عاما وبالنسبة للمتحدث فهو يعمل أيضا في مجال العناية بالمسنين بمدينة ليون.. وعن المعهد يقول السيد عبدالقدوس جبريل إنه يعمل علي التعريف بالديانة الإسلامية ويحفز علي الحوار بين الثقافات والديانات فضلا عن إسهامته في قضايا الاندماج والنقاش الوطني. ذلك مع المؤسسات الوطنية والدولية والقائمين علي الشئون الدينية والمساجد بفرنسا. ويشارك السيد جبريل في الأنشطة المختلفة التي ينظمها المعهد الفرنسي للحضارة الاسلامية مع مسجد ليون الكبير العزيز علي قلبه ـ حسب تعبيره ـ منذ أن اشهر إسلامية فيه من12 عاما.
وحول أحوال المسلمين في الجنوب الفرنسي وبصفة خاصة الأجيال الناشئة من أبناء المسلمين يقول:
ـ الإسلام في الغرب يسحر ويخيف في نفس الوقت.. ونلاحظ أنه يوما تلو الآخر تزداد الأجيال الناشئة انجذابا من قبل ال
محيطين بهم ليشهدوا بإيمانهم والقيم التي دعا إليها الإسلام.. والمؤسف أن البعض من هؤلاء الشباب ينغلقون في طوائف متعصبة لاتسمح للحوار مع الآخر المختلف عنهم والحوار بفرنسا أو الغرب بصفة عامة واجب للحفاظ علي تعددية المجتمعات.. والعكس, فهناك فئة أخري من الذين فهموا أن الإيمان ميراث نفيس للقيم لاتقدر بثمن ويوجب إحياؤه وهذا مايمكنهم من الاندماج في المجتمع دون ازدواجية ولا انفصام في الشخصية.
وبماذا تبرر الانغلاق والتعصب الذي ينكب عليه بعض شرائح الشباب؟
هذه مسألة معقدة نوعا ما لانني كمن يسأل لماذا الشباب اختار طريق الخطأ بدلا من الحقيقة فالبعض يقع في محاولة لتطبيق التقاليد الخاصة به والبعض الآخر نتيجة للرؤية الفردية وتفسيرات متشددة غالبا ما تبتعد بهم بعيدا عن المجتمع.
هل يحظي المعهد بإقبال لغير المسلمين وان كان فما هي الدوافع من وجهة نظرك؟
بالطبع وبالتوازي مع ماسبق وأسلفناه هناك شريحة أخري من غير المسلمين المهتمين بالاسلام يحرصون علي متابعة وحضور مؤتمرات المعهد الفرنسي للحضارة الاسلامية ومسجد ليون, وعلي سبيل المثال أساهم منذ عدة سنوات في إطار أسبوع التراث الأوروبي الذي يقام في سبتمبر من كل عام بترتيب زيارات منظمة اصطحب فيها الشبان الأوروبيين للتجول ولاكتشاف المعهد الإسلامي وميجد ليون الجميل.
والجدير بالذكر أن مسجد ليون يزاد جذبا للزوار عاما تلو الآخر حيث سجل آخر تعداد الزائرين للمسجد العام الماضي5000 شخص المهتمين يمزيد من التعرف علي الإسلام وثقافته وقيمه فضلا عن التعرف علي رموزه وممارساته.
كيف تتاملون مع الشهر الكريم؟
اعتدنا وضع برنامج من الانشطة لمسجد ليون خلال شهر رمضان فهناك المؤتمرات المصغرة التي نناقش فيها القضايا التي تؤثر علي القيم الروحية واهمية الصوم وهناك الدروس الدينية كرحلة روحية اقتداء بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام كما اننا نتهز الشهر الكريم فرصة لتنظيم لقاءات مع ممثلي الديانات الاخري لتعزيز الحوارالبناء بين المجتمعات وبطبيعة الحال خلال شهر رمضان يتم تنظيم الافطار ثم التراويح واعطاء مزيد من الوقت للعبادة وصلاة الجماعة.
وشهر رمضان من كل عام فرصة جديدة وفريدة لتعميق الايمان والروحانيات وتعزيز العلاقة مابين العبد وربه ويأتي هذا العام بصفة شخصية متميزة لان ابنتي البالغة من العمر5 سنوات سنوات بدأت طرح تساؤلات من تلك التي يجب علي كل والد ان يجيبها بطريقة تنويرية تنمي لديه حب المزيد من المعرفة عن الاسلام.
مارؤيتكم للحادث المروع الذي تعرض له المواطنون في النوريج تحت ستار الإسلاموفوبيا؟
باطبع قد صدمت من الجنون الإجرامي لمنفذ العملي متمنيا أن لاتتكرر مثل هذه الحوادث الإرهابية لا في الشرق ولا الغرب. ومع ذلك يأتي الحادث ليزيد التأكيد علي أن التخوف من الإسلام متأصل في الغرب ويبدو أن الأزمة الحقيقية في التخوف من الإسلام هي نتاج للجهل به. وعلاج هذه الظاهرة المرضية لم يكن من خلال السياسات أو إقامة دعاوي قضائية ضدها فحسب بل بمزيد من نقل المعلومات الصحيحة للناس عن الإسلام وكسر الحواجز النمطية المتحاملة عليه. ومن أجل التصدي لذلك لابد من إعطاء صوته للمسلمين الأوروبيين وإظهار واقع أكثرية المسلمين المسالمين الذين ينبغي لهم أن يعيشوا إيمانهم ويتصرفوا بالسلوك المتوازن والحكمة والإحسان مما يؤدي إلي الانسجام في المجتمع واحترام اختلافاته.