ضعف إقبال ومخالفات باستفتاء الدستور بالإسكندرية
أغلب اللجان كانت خاوية من الناخبين بالإسكندرية (الجزيرة) أحمد عبد الحافظ-الإسكندرية
شهد اليوم الثاني للاستفتاء على مسودة الدستور المصري تباينا ملحوظا بين المعسكرين المؤيد للانقلاب والمناهض له، ففي حين تراجع إقبال المصوتين على الدستور وسادت حالة من الهدوء الحذر محيط معظم اللجان الانتخابية، تواصلت المظاهرات المنددة بـ"الانقلاب وانتهاكات قوات الأمن" والتي نظمها دعاة مقاطعة الاستفتاء من رافضي الانقلاب العسكري. وعلى الرغم من استمرار حملات الموالين للانقلاب بالترويج للمشاركة في الاستفتاء سواء داخل وخارج مراكز الاقتراع ودعوة المواطنين للتصويت بـ"نعم"، فإن حالة من الهدوء الحذر سادت محيط معظم اللجان الانتخابية التي شهدت إقبالا محدودا وتراجعا لنسبة الإقبال على مراكز الاقتراع من قبل الناخبين. ومن جانبها، أكدت الحملة الوطنية التطوعية لمراقبة الاستفتاء بمحافظة الإسكندرية -والتي تضم مركز مبادرة لدعم قيم التسامح والديمقراطية وجمعية الطريق للدعم القانوني، والحاصلة على تصريح بمراقبة الاستفتاء- ضعف الإقبال بشكل ملحوظ على مراكز الاقتراع، مع رصدها مخالفات متعددة داخل اللجان الانتخابية وأهمها عدم وجود ساتر على أماكن التصويت وتوجيه الناخبين للتصويت بـنعم بالمخالفة للقانون.
الإسكندرية شهدت مظاهرات
رافضة للاستفتاء (الجزيرة) مظاهرات
في المقابل، نظم مؤيدو الشرعية سلسلة احتجاجات بمناطق غرب وشرق الإسكندرية دعت المواطنين إلى مقاطعة الاستفتاء، مرددين هتافات ضد حكم العسكر ودستوره الذي وصفوه بـ"دستور الدم والعار" وبالانتهاكات التي وقعت ضد رافضي الانقلاب.
وحمل المشاركون لافتات مكتوبا عليها "دستوركم باطل" و"قاطع دستور الدم" كما طالبوا بالقصاص لقتلة المتظاهرين والمعتصمين منذ بداية الانقلاب، وبعودة "الرئيس الشرعي" ومؤسسات الدولة المنتخبة.
وقال المدير التنفيذي لمركز ضحايا لحقوق الإنسان هيثم أبو خليل إن دعوات المقاطعة التي أطلقها أنصار الشرعية آتت ثمارها أكثر مما توقعوا هم أنفسهم، مشيرا إلى أن أعداد قوات التأمين التي تحرس لجان الاستفتاء الخاوية تقدر بأضعاف أعداد الناخبين الذين توجهوا لمراكز الاقتراع.
وأضاف أبو خليل للجزيرة نت "لم أعرف كيف يعتقد المشاركون في دستور الدم والعار أنهم بذلك يحاولون الوصول إلى استقرار الأوضاع داخل الدولة، فبعد خمسة استحقاقات انتخابية نزيهة لم تستقر مصر، فهل تستقر بعد استفتاء مزور ولم يشارك فيه أحد؟".
أما القيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب أحمد عبد العزيز فقال إن الفراغ الذي تشهده لجان التصويت في طول البلاد وعرضها هو الرد الوحيد على الانقلابيين ومن أيدوهم، وتأكيد علي عدم قدرة قادة الانقلاب -وفى القلب منهم حزب النور- على حشد الجماهير، معتبرا أن مقاطعة الاستفتاء هي سقوط شعبي لوثيقة الدم ومسمار في نعش قادة الانقلاب ودافع لأنصار الشرعية لمواصلة نضالهم.
وأضاف عبد العزيز "لا وجود لما يسمى بحزب النور بين التيار الإسلامي، فكل أبناء الدعوة السلفية خرجوا منه وانضموا إلى تحالف دعم الشرعية، وظهر ذلك جليا في مسرحية الاستفتاء الهزلية، فلم تتمكن السلطات المغتصبة للحكم بإعلامه المغرض والمحرض وشيوخ السلطان وخزائن رجال أعماله تحريك المواطنين للجان الاستفتاء". الحريري: حزب النور لا يمتلك القدرة على الحشد لكنه يحاول تحقيق مكاسب سياسية (الجزيرة) خارطة الطريق
وعلى العكس من ذلك، يرى المرشح السابق لرئاسة الجمهورية أبو العز الحريري أن توافد المصريين على مقرات الاقتراع "بأعداد كبيرة" دليل على "نجاح ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وتتويج ذلك بالموافقة على الدستور الجديد خطوة مهمة لنجاح خارطة الطريق".
وانتقد الحريري في حديثه للجزيرة نت ما وصفه بعجز حزب النور الواضح عن الحشد لتأييد الدستور، قائلا إن "موقف حزب النور شكلي ولا يمتلك القدرة على الحشد الحقيقي، لكنه يحاول ركوب الموجة وتحقيق مكاسب سياسية خلال الفترة المقبلة، دون القيام بعمل حقيقي إزاء ذلك".
بدوره، رد نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية على اتهامات فشل حزب النور في الحشد للدستور، قائلًا إن "قاعدة الحزب منتشرة في كل أنحاء الجمهورية لحشد المواطنين لدعم الدستور والتصويت لصالحه، لكن وسائل الإعلام المقروءة والمرئية لم تسلط الضوء على ذلك، في محاولات واضحة لبخسه حقه".
وأضاف ياسر برهامي للجزيرة نت أن أعضاء حزبه يحشدون المواطنين للتصويت بنعم على الدستور عبر تنظيم مسيرات بالمحافظات، لمطالبتهم بالتوجه لمراكز الاقتراع والتصويت لصالح الدستور، يومي الاستفتاء، وذلك بعد فترة كبيرة من الفعاليات المختلفة التي نظموها للسبب ذاته.
المصدر:الجزيرة