الكذب يطبع الطفل بشخصية ضعيفة، ويجعله يفتقر للجرأة عندما يحين قول الحقيقة، والمؤسف أنه قد يتعلمه من أبويه؛ فيختلط في ذهنه ما هو واقعي وما هو غير ذلك.
في دراسة اجتماعية برازيلية مختصة بشؤون الأطفال، كشفوا أن الكذب على الأطفال، غير مقبول على الإطلاق، ولكن يجب على الأبوين أن يفرقا بين الكذب، وعدم قول كل شيء للطفل. ففي بعض الحالات مثل انفصال الوالدين، هناك تفاصيل من الأفضل عدم سردها كلها للطفل؛ بالرغم من وجوب علمه بمثل هذا الانفصال، مثلاً يجب عدم سرد كل شيء عن دوافع هذا الانفصال؛ لأنهم كأطفال لن يفهموا الأمور التي تخص البالغين.
الأطفال يصغون دائماً للأبوين
من المعروف أن الأبوين يعتبران المثل الأعلى للأولاد الذين يحرصون على الإصغاء لما يقولانه، وقالت الدراسة إنه لا يهم حجم الكذبة، صغيرة كانت أم كبيرة؛ فالكذبة التي ربما يعتقد الأبوان بأنها ستمر على أطفالهم بسهولة وقد ينسونها؛ قد تتحول إلى شبح في ذهنهم، بعد أن يكتشفوا الحقيقة من الآخرين؛ فالأطفال يدركون الأمور ويدركون ما يجري في المنزل بين الأبوين، ويدركون أيضاً عندما يكون هناك خطأ ما من خلال الاستماع.
من الأكاذيب الشائعة
هناك أكاذيب شائعة يمكن أن تتكرر يومياً، فعندما يرن الهاتف؛ يطلب الأب أو الأم أن يرد الطفل على المكالمة ويقول إن أبويهما غير موجودين، ربما تبدو هذه كذبة صغيرة، ولكنها تترك مفعولاً قوياً عليه؛ لأنه قد يلجأ إلى نفس الأسلوب، وهناك أكاذيب كبيرة مثل الإخفاء عن الطفل بأنه طفل بالتبني، يتابع خبراء الدراسة: «مفعول مثل هذه الكذبة قد يكون مدمراً على الطفل؛ لأنه لابد وأن يدرك في يوم من الأيام أنه ليس الطفل الحقيقي للأسرة، وهنا قد تحدث الكارثة، ربما لا تبدو هذه كذبة بالمعنى الكامل، ولكنه يشعر بأن شيئاً قد أخفي عنه لمدة طويلة من الزمن، وكان عليه معرفته».
قصص غير واقعية
هناك أمثلة كثيرة على ذلك، فقصة بابانويل، على سبيل المثال، لا يمكن اعتبارها كذبة؛ لأنها تتحول عند الطفل إلى جزء من مخيلته؛ يكون رمزاً للسلام والأمل، فهناك فرق بين تشويه الحقائق، وإبقاء بعض القصص الخيالية حية في ذهن الصغير؛ الذي سيدرك بنفسه في المستقبل أن القصد من عدم الكشف عن حقيقة هذه القصص؛ هو إبقاء الابتسامة مرسومة على شفاههم.
الثقة
إن أفضل وسيلة للتربية الصحيحة هو أن تكون العلاقة بين الطفل والأبوين مبنية على الثقة، وهذا يتطلب جهوداً كبيرة من الأبوين لقول الحقيقة دائماً له، حتى وإن كانت الكذبة تبدو في شكلها ومضمونها صغيرة، فإذا بدأ الأبوان بإطلاق الأكاذيب التي يعتبرونها صغيرة؛ فإنه سيأتي يوم يصعب فيه عليهما إقناع الطفل بالحقائق، ولا تنسوا أن الأطفال يراقبون ويدركون الأمور من حولهم.