المـــرأة والاستحـــاضــة
تعــريف الاستحــاضـة : استمــرار الــدم على المــرأة بحــيث لا ينــقطع عنهــا أبـــداً , أو ينقطــع عنهــا مــدة يـــسيرة كاليــوم أو اليومــين . [الشيخ ابن عثيمين]
أحكــام الاستحــاضــة كأحكــام الطهــر إلا في أمــرين :
وجــوب الوضــوء عليهــا لكــل صــلاة بعــد دخــول الوقــت , أما إذا كانت الصــلاة غــير مؤقــتة فإنهــا تتـــوضأ لهــا عــند إرادة فعــلها .
أنهـا إذا أرادت الوضــوء فإنهــا تغــسل أثر الدم , وتعــصب على الفــرج خــرقة على قطــن لــيستمــسك الدم ولا يضــرها ما خــرج بعد ذلك .
حــال من تـُـشبه المستحــاضــة :
قد يحــدث للمــرأة ســبب يوجــب نـزيــف الدم من فـرجهــا كــعملــية في الرحــم أو فيمــا دونــه وهــذه نــوعان :
أن يعــلم أنها لا يمكــن أن تحــيض بعــد العمــلية مــثل أن تكــون استئــصال الرحــم بالكــلية , أو ســده بحــيث لا ينـزل مــنه دم , فهــذه المــرأة لا يثــبت لهــا أحكــام المــستحــاضـة وإنمــا حكمــها حكم من تــرى صــفرة أو كــدرة أو رطــوبة بعــد الطــهر , فلا تتــرك الصــلاة ولا الصــيام , ولا يمــتنع جمــاعهــا , ولا يجــب غــسل من هــذا الدم , ولكــن يلــزمهــا عــند الصــلاة غــسل الدم وأن تعــصب على الفـرج خــرقـة ونحــوها وتتــوضأ عــند دخــول وقــت الصــلاة. [الشيخ ابن عثيمين]
أن لا يــعلم امــتناع حــيضهــا بعــد العمــلية , بل يمكــن أن تحــيض فهــذه حكمهــا حكــم المــستحاضــة . [الشيخ ابن عثيمين]
لا يجــب على المستحــاضــة : الغــسل لــشيء من الصــلوات إلا مــرة واحــدة في وقــت انقطــاع حــيضهــا . [الشيخ ابن جبرين]
إذا كــان الدم لا ينقــطع إلا اليــسير , فإنهــا تكــون مــستحــاضــة وحــينئـذ لا تجــلس إلا مــدة عــادتهــا فقــط . [الشيخ ابن عثيمين]
أكــلت حــبوب منـع الدورة من أجــل الحج , وبعــد الحج نــزل عليهــا الدم فــترة طــويلــة ؟
إن استمــر الدم مع المــرأة هــذه المــدة الطــويلـة فلــيس حيضــاً , وإنمــا ذلك استحــاضــة , فعلــيها أن تجــلس من كــل شهــر أيــام عادتهــا الســابقة في وقتهــا المعتــاد , ثم تغــتســل وتصــلي وتتــوضـأ لكــل صــلاة , مع استعمــال ما يمنــع نــزول الدم حــسب طاقتهــا . [اللجــنة الدائمــة]
المــستحــاضــة لهــا ثــلاثــة أحــوال :
أن تكــون لهــا عــادة فإذا جــاءت أيــام عادتهــا تركــت الصــلاة , ثم اغــتسلت وصــلت , ســواء كان شهرهــا قلــيلاً أو كــثيراً , فمن النــساء من يكــون شهــرها عــشرين يـومـاً تحــيض منه خمــسة أيــام وتــطهر خمــسة عــشر يــومـاً ثم تحــيض خمــسة أيــام وتطهــر خمــسة عــشر يومــاً وهكــذا .
ومنــهن من يكــون شهــرها خمــسة وثلاثــين يومـاً , تحــيض سبعــة أيام وتطــهر ثمــانية وعــشرين يومــاً وهكــذا , فشهــرها هو الذي يكــون فيه حــيض وطهــر كامــلان .
إذا نــسيت عادتهــا أو كـانت عادتهــا غــير مــستمرة فأحــياناً أربعــة أيــام وأحــيانـاً ستــة أيـام , ثم بعــد ذلك يخــتلط علــيها الأمــر فيطــبق علــيها الدم : فمــثل هــذه تعمــل بالتمــييز , فتمــيز دم الحــيض الأســود الغــليظ ودم الاستحــاضة الأحمــر الرقــيق , وتــسمى "ممــيزة" فتجــلس في أيــام الغــليظ وتــصلي في أيــام الرقــيق .
والتي يخــتلط عليهــا الدم كــله ولا تــعرف هــذا من هــذا , ولــيس لها عادة وهي التي تــسمى "المتحــيرة" وهــذه تجــلس عادة أكــثر نــسائهــا , كأمهــا وجــدتها وأخــتها , فإذا كــانت عادتهــن سبعــة أيــام جلستهــا . [الشيخ ابن جبرين ]
المــرأة والرطـوبة والســوائـل
الصـُّـفـْرة : هو ماء أصــفر يخــرج من المرأة .
الكـُـدْرة : سـائل يخـرج من المـرأة مــتغيراً بكـدرة , يعـني حُـمرة لــكن لــيست حمـرتها بيــنة . [الشيخ ابن عثيمين]
القـَـصـَّة البيضــاء : مـاء أبيــض يدفعــه الرحـم عــند انقطــاع الحــيض . [الشيخ ابن عثيمين]
من النــساء من لا يكــون عــندها قصــة بيضــاء , ولـكن تــلازمهـا الكــدرة من الحيضــة إلى الحيضــة , فهــذه المرأة علامـة طهـرها أن يتــوقف الدم ولو بقــيت الصفــرة . [الشيخ ابن عثيمين]
الكــدرة والسـائل الأصــفر الذي ينــزل قـبل الحــيض :
إن كـان من مقــدمات الحــيض فهـو حــيض : " ويعــرف ذلك بالأوجــاع والمغــص الذي يأتي الحـائض عـادة " , وإن لم تظهــر هــذه العلامــات فهو طهـر . [الشيخ ابن عثيمين]
الكــدرة والسـائل الأصــفر بعــد الحــيض :
تنتــظر حتى تــزول , لأن الكــدرة المتــصلة بالحــيض حــيض . [الشيخ ابن عثيمين]
الإفرازات التي تأتي في "غــير أوقــات الحــيض " لــيس لها حكــم الحــيض . [الشيخ ابن عثيمين]
الأشيــاء التي تخــرج من فرج المرأة لغــير شهــوة لا تــوجب الغــسل . [الشيخ ابن عثيمين]
المــرأة لهــا مســلكــان تخرج منهمـا الإفرازات كلهــا ناقضــة للوضــوء :
مــسلك يخــرج منـه البــول : فهــذه الإفرازات " نجــسة " وناقضــة للوضــوء لأنهـا تخــرج من المثـانة في الغــالب . [الشيخ ابن عثيمين]
مــسلك يخـرج منه الولـد : فهــذه الإفرازات والرطــوبة " طاهــرة " لا تـُـنَجِّس الثيــاب والبــدن ولـكنهــا ناقضــة للوضــوء . [الشيخ ابن عثيمين]
لا يلـزم إذا قلـنا : إنه ناقـض أنه نجـس , فها هي الريح تخـرج من الإنــسان وهي طاهــرة , لأن الشـارع لم يوجـب منهــا الإستنجــاء ومع ذلك تنــقض الوضــوء . [الشيخ ابن عثيمين]
" الســائل المــستمر " الذي يخرج من رحم المرأة طاهر فلا تتــوضـأ إلا بعـد دخــول وقت الصــلاة , وتــصلي في هــذا الوقت ما شــاءت من الفروض والنــوافل وتــقرأ القرآن .. ولا فــرق في ذلك بين القــليل والكــثير , وعلــيها أن تتــحفظ حتى يدخل وقت الآخرى .[الشيخ ابن عثيمين]
الســائل المــتقطع : تنتــظر حتى يدخـل وقت الصــلاة وتتــوضأ وتــصلي , ولا شيء علــيها , ولو خرج حــين الصــلاة , هــذا إذا كـان لــيس له حــال بيــنة حــيناً ينــزل وحــيناً لا . [الشيخ ابن عثيمين]
أما إذا كان الســائل متقطــعاً فلـتنتــظر حتى يأتي الوقت الذي ينقــطع فيـه .
فإن خــشيت خــروج الوقت فإنهــا تتــوضأ وتتــحفظ وتــصلي , ولا فـرق بين القليل والكثير . [الشيخ ابن عثيمين]
السـائل الذي يخــرج من الرحـم : يُـكتفى بغــسل أعضــاء الوضــوء فقط دون غــسله , لأنه طـاهر . [الشيخ ابن عثيمين]
المــرأة التي لا تتــوضأ من ذلك الســائل لجهــلها :
علــيها أن تتــوب إلى الله عز وجل ولا تعــيد ما صــلت , ولكــنها تجــتهد في الإكــثار من صــلاة النافــلة .
فإن كـانت في مكــان لــيس عنــدها من تــسأله كالمرأة التي تعــيش في البادية , ولم يطــرأ على بالهــا أن ذلك ناقــض للوضــوء فلا شيء علــيها .
وإن كـانت في مكــان فيه علمــاء فتهــاونت وفرطــت في الســؤال , فعلــيها قضــاء الصــلوات التي تركــتها . [الشيخ ابن عثيمين]
الســائل الذي يخـرج بعــد الاغــتسال من الجمــاع : إذا كـان بغــير شهـوة لا يوجـب الغـسل ولـكن تتــوضأ . [الشيخ ابن عثيمين]
ما يخــرج من المرأة مع البـول بدون شهــوة " وَدْيٌ " وهو نجــس كالبـول وإنمـا يوجـب غــسل المحل فقط . [اللجنة الدائمة]
الفـرق بين الـودي والمـذي والمـني :
الـودي : ســائل يخـرج بعــد البـول غالبـاً , وهو أبيــض ثخــين ولا رائحـة له .
المــذي : هو مـاء رقـيق أبيـض لزج يخـرج عــند المــداعــبة أو تــذكر الجمــاع وغــير ذلك وربمـا لا يحـس الإنــسان بخــروجـه , ويخـرج عـند مــباديء الشهــوة " وكلا المـاءين الودي والمذي نجــس وناقض للوضــوء ", فيجـب نــضح ما أصـابه والوضــوء منـه .
المــني : من الرجـل مـاء غلـيظ أبيــض , ومن المرأة رقــيق أصــفر , يجــب الغــسل منـه " وهو طـاهر " .
الســائل الأبيــض الخـارج من المرأة أثنــاء طهــرها من الحــيض هل ينقــض الوضــوء ؟
كل ما يخــرج من الفرجـين من السـوائل فهو ناقض للوضــوء , ويوجـب الاستنــجاء قبـل الوضــوء . [الشيخ ابن باز]
هل يلــزم الوضــوء لكــل صــلاة للمــرأة التي تجــد رطــوبة تخــرج من الرحـم ؟
إذا كانت الرطــوبة المذكــورة مستمــرة في غــالب الأوقات , فعلى كـل واحــدة ممن تجـد هــذه الرطــوبة الوضــوء لكل صــلاة إذا دخل الوقت كالمستــحاضة , وكصــاحب ســلس البــول .
أما إذا كانت الرطـوبة تعــرض في بعض الأحــيان , فإن حكمهـا حكم البول , متى وجــدت انتــقضت الطهــارة ولو في الصــلاة . [الشيخ ابن باز]
أحــياناً - وبدون موعد للحــيض - تأتي عليَّ بعض الإفرازات ذات الألــوان الفاتــحة وتمــيل إلى الأصــفر , فأحــياناً أترك الصــلاة وأخـرى أصلي , ما الحكم ؟
ما تراه المرأة بعد الطهـر من حــيضها من الصفــرة والكــدرة لا يعــتبر حــيضاً , وعلــيها أن تــصلي وتصــوم وتحـل لزوجـها . [اللجنة الدائمة]
حكم الإفرازات المهــبلية التي تخــرج من المرأة ؟
تنــقض الوضـوء وتنـجس ما أصـابته من البدن أو الثيــاب , فيجب على المرأة أن تــستنجي منهـا وتتــوضأ إذا أرادت الصــلاة , وتغــسل المكـان الذي أصـابته من ثوبهــا أو بدنهـا . [الشيخ ابن فوزان]
المرأة التي يستمر معها خروج الإفرازات : تــستنجي وتنــظف فرجهـا , وتــضع عليه حفاظـاً يمنـع أن يخـرج منه شيء , وتتــوضأ لكـل صــلاة .[الشيخ ابن فوزان]
خروج الإفرازات نتيــجة القــبلة أو الملاعــبة من الزوج لا توجـب الغــسل إلا إن كانت منيــاً خرج بدفق ولـذة . [الشيخ ابن فوزان]
تنــبيه : إذا نــزل دم في موعـد العـادة من المرأة وهي صائمـة ولو قلــيلاً , ثم انقطــع فإنه يقـطع الصيــام فتــفطر وتقضـي فيما بعــد وعلــيها الغــسل . [اللجنة الدائمة]
السـائل الأصــفر الذي يـنزل للــبكر والثيـب بدون احــتلام :
إذا كان هـذا السـائل مـذياً لم يجب علـيها الغسل .
وإذا كـان منيـاً وكـان نزوله عن شهـوة أو احــتلام وجـب علـيها الغسل . [اللجنة الدائمة]
السـائل الأصــفر الذي ينــزل قــبل الحــيض بيــوم أو أكــثر: إذا كـانت من مقـدمات الحـيض فهو حـيض , ويعرف ذلك بالأوجاع والمغص الذي يأتي الحائض عادة , وإذا كان هــذا السـائل الأصــفر قبل الحـيض ولــيس فيه علامـات الحـيض فلـيس بشيء .
وأما الكــدرة : بعــد الحــيض فهي تنتــظر حتى تــزول , لأن الكــدرة المــتصلة بالحــيض حــيض . [الشيخ ابن عثيمين]
استــمرار الســائل الأصــفر بعــد الطهــر :
إذا لم تر المرأة الســائل الأبيــض الذي يكــون علامـة على الطهـر , فالمـاء الأصـفر يقـوم مقـامه .
وقد لا يكـون عـند المرأة صفـرة ولا بيـاض , وإنمـا هو جفـاف حتى تأتيهـا الحـيضة الآخرى , ولكل امـرأة حكم . [الشيخ ابن عثيمين]