أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

جديد النَّهي عن التَّشبُّه بالحيوانات في الصَّلاة .

لقد شرَّف الله بني آدَم وكرَّمَهم في خلقِه لهم على أحسَن الهيئاتِ وأكملِها كما قال تعالى : {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}[الإسراء: 70]، وقال تعالى : {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}[التين: 4] أي: يمشي قائمًا منتَصِبًا على رجلَيْه، ويأكُل بيَدَيْه ـ وغيرُه منَ الحيوانَات يمشِي على أربَع ويأكُلُ بفَمِه ـ، وجعَل له سمعًا وبصرًا وفؤادًا، يفقَهُ بذلكَ كلِّه وينتَفع به، ويفرِّقُ بينَ الأشياءِ، ويعرفُ منافعَها وخواصَّها ومضَارَّها في الأمور الدُّنيويَّة والدِّينيَّة.






فينبغي لعَبد الله المؤمن أن يعرفَ هذَا الشَّرَف الَّذي ميَّزَه اللهُ به، وأن يَربَأَ بنفسِه أن يتشبَّهَ بهذه الحيوانَات الَّتي شرَّفَه الله عليها، ولا سيَما في الصَّلاة الَّتي هيَ أشرَف أحوال العَبد، وقَد ثبتَ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم الأمرُ بمُخالفَة سائر الحيوانات في هيئاتِ الصَّلاة؛ فنهى عن التفاتٍ كالتفاتِ الثَّعلب، وعن افتِراشٍ كافتِراشِ السَّبُع، وإقعَاءٍ كإقعَاءِ الكَلب، ونقْرٍ كنَقْر الغُرَاب، وبُرُوكٍ كبُرُوك البَعِير، ورَفْع الأيْدِي كأذنَابِ خَيْل شَمْس ـ أي حالَ السَّلام ـ؛ فهَديُ المُصَلِّي مخالفٌ لهدي الحيوانَات، والصَّلاة مُناجاةٌ لله وصِلةٌ بينَ العَبد وبينَ ربِّه وسيِّده ومَوْلاه، فينبغي أن تكونَ على أحسَن هيئاتِ العَبد وأفضَل صفاتِه.



روى أحمد وأبو داود وابن ماجه والنَّسائي عن عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ شِبْلٍ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَنْ ثَلاَثٍ : «عَنْ نَقْرَةِ الغُرَابِ، وعَنْ فَرْشَةِ السَّبُعِ، وأَنْ يُوطِنَ الرَّجُلُ المكَانَ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ كَمَا يُوطِنُ البَعِيرُ»(1).


وروى النَّسائي (2) عن أَنَس عن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ : «اعْتَدِلُوا في السُّجُودِ، ولَا يَبْسُطُ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ بَسْطَ الكَلْبِ».


وروى أبو داود (3) عن أبي هُرَيرة ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : «يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَيَبْرُكُ كَمَا يَبْرُكُ الجَمَلُ».


وروى أحمد (4) عن أبي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : أَمَرَني رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بثلاثٍ ، ونَهَانِي عن ثَلاَثٍ : «أَمَرَنِي بِرَكْعَتَيِ الضُّحَى كُلَّ يَوْم، وَالوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ، وصِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، ونَهَانِي عَنْ نَقْرَةٍ كَنَقْرَةِ الدِّيكِ، وإِقْعَاءٍ كَإِقْعَاءِ الكَلْبِ، والْتِفَاتٍ كَالْتِفَاتِ الثَّعْلَبِ».


وروى مسلم، وأحمد والنَّسائي عن جابرِ بنِ سَمُرَةَ ، قَالَ : «كُنَّا نُصَلِّي خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنُسَلِّمُ بِأَيْدِينَا، فَقَال : مَا بَالُ هَؤُلاَءِ يُسَلِّمُونَ بِأَيْدِيهِمْ، كَأَنَّهَا أَذْنَابُ خَيْلٍ شُمْسٍ، أَمَا يَكْفِي أَحَدُهُمْ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ»(5).


ونَقرةُ الغُراب أن يمسَّ بأنفِه أو جبهتِه الأرض كنَقْرة الطَّائر ثمَّ يرفَعُه دونَ أن يتمَكَّنَ المصلِّي منَ السُّجود بوضْعِ جبهته على الأرضِ حتَّى يطمئنَّ ساجدًا.


وافتراشُ السَّبُع أن يمُدَّ ذراعَيْه على الأرض لا يرفعهما، ولا يُجافي مرفقَيْه عن جنبَيْه.


وإيطانُ البَعير أن يألَفَ الرَّجل مكانًا معلومًا منَ المسجد لا يصلِّي إلَّا فيه.


وإقعاءُ الكَلب أن يلصقَ إليَتَيْه بالأرض، وينصبَ ساقَيْه، ويضَعَ يدَيْه على الأرض.


والْتفَاتٌ كالتفاتِ الثَّعلب فيه كراهة الالتفات في الصَّلاة، وقَد وردت بالمنع منه أحاديث، وثبتَ أنَّ الالتفاتَ اختلاسٌ من الشَّيطان.


والخيلُ الشُّمس هي الَّتي لا تستَقرُّ، بل تضطربُ وتتحرَّكُ بأذنابها وأرجُلِها، والمراد عدم السُّكون وقتَ السَّلام، وذلك بالإشارة باليدَيْن إلى الجانبين كالخيل الشُّمس.







يشير بما زاد إلى حديث أبي سَعيد، وفيه : «وَإِذَا رَكَعَ أَحَدُكُمْ فَلاَ يُدَبِّحْ تَدْبِيحَ الحِمَارِ، وَلْيُقِمْ صُلْبَهُ»(6)، وتدبيحُ الحمار : هُو خفضُه لرأسِه، فلا يُدبِّح المصلِّي عند الرُّكوع بأنْ يخفِضَ رأسَه حالَ ركوعِه, لكنَّ الحديثَ ضعيفٌ, ويُغني عنه ما ثبت في «صحيح مسلم»(7)أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم «إِذَا رَكَعَ لَمْ يُشْخِصْ رَأْسَهُ، وَلَمْ يُصَوِّبْهُ».


وعلى كلٍّ ؛ فإنَّ الإسلامَ جاء مكرِمًا للمُسلم مُعْليًا مِن شأنِه بإبعادِه عن هذِه الهيئاتِ تَكْرمَةً له، ولاسيَما في هذه الحال الشَّريفَة الفاضِلَة ـ قيامه بين يدَي الله تبارك وتعالى راكعًا ساجدًا خاضعًا متذللًّاـ، فعلى المُسلم أن يربَأَ بنفسِه أن يتَّصِف بصفاتِ هذه الحيواناتِ، ويبتَعد بنفسِه عن ذلكَ، والله وحدَه الموفِّق والمُعين لا شريكَ له.




إظهار التوقيع
توقيع : Mariam Wahid
#2

افتراضي رد: النَّهي عن التَّشبُّه بالحيوانات في الصَّلاة .

مشكووورة حبيبتى بارك الله فيكى

إظهار التوقيع
توقيع : توتة واحلى بنوتة
#3

افتراضي رد: النَّهي عن التَّشبُّه بالحيوانات في الصَّلاة .

بارك الله فيكِ

إظهار التوقيع
توقيع : الملكة نفرتيتي
#4

افتراضي رد: النَّهي عن التَّشبُّه بالحيوانات في الصَّلاة .

يسلموووووو حبيبتى

إظهار التوقيع
توقيع : ام طاطو
#5

افتراضي رد: النَّهي عن التَّشبُّه بالحيوانات في الصَّلاة .

رد: النَّهي عن التَّشبُّه بالحيوانات في الصَّلاة .
إظهار التوقيع
توقيع : ريموووو
#6

افتراضي رد: النَّهي عن التَّشبُّه بالحيوانات في الصَّلاة .

جزاكم الله خير

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
جدول للاباضة و حدوث حمل.. Nada Nodaa مرحلة الحمل والولاده
اسباب تأخر الحمل وعلاجه والوقاية منه الرزان مرحلة الحمل والولاده
جدول تحديد يوم الاباضة وايام الجماع لحدوث الحمل sedrat مرحلة الحمل والولاده
الطُّمأنينة في الصَّلاة عاشقة الصلاه المنتدي الاسلامي العام
جدول لايام التبويض يناسب كل حاله طم طم 2013 مرحلة الحمل والولاده


الساعة الآن 10:49 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل