التطور الصحي في الأردن (بمناسبة يوم الصحة العالمي)
يوافق يوم الصحة العالمي ذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية التي هي وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مجال الصحة. وقدأُنشئت هذه المنظمة في السابع من نيسان 1948. وتهدف - كما نص دستورها - الى أن تبلغ جميع الشعوب أرفع مستوى صحي ممكن. أما الصحة فهي،استناداً إلى الدستور ذاته، حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً وليس مجرد انعدام المرض أو العجز. وتمارس الدول الأعضاء، البالغ عددها 193 دولة، سلطة رئاسية في المنظمة عن طريقجمعية الصحة العالمية التي تتألف من مندوبين يمثّلون الدول الأعضاء.
ويأتي هذا اليوم والأردن قد حقق تقدما جوهريا في المجال الصحي خلال النصف الثاني من القرن الماضي والسنوات القليلة من الألفية الثالثة. فقد ارتفع عدد المستشفيات من 14 مستشفى في عام 1950 إلى 98 مستشفى في عام 2005. كما ارتفع عدد أسرّة المستشفيات من 464 سرير في عام 1950 إلى 10141 سرير في عام 2005. وقد انعكس التقدم في المجال الصحي سواء في مجال الصحة العامة أو التخصص الطبي ايجابيا على صحة المواطن الأردني. كما ساهم التحسن الكبير في الظروف الاجتماعية والاقتصادية في رفع المستوى المعيشي للسكان، الأمر الذي ساهم في انخفاض مستويات الوفاة في كافة الفئات العمرية للسكان وخاصة فئة الأطفال الرضع والأطفال دون الخامسة من العمر.
وانخفض معدل وفيات الأطفال الرضع من 122 لكل ألف طفل حي خلال الفترة 1950-1955 إلى 36.8 لكل ألف طفل حي في عام 1990، وواصل المعدل انخفاضه ليصل إلى 22 لكل ألف طفل حي في عام 2002. كما تحسنت فرص البقاء على قيد الحياة، حيث ارتفع العمر المتوقع للذكور وقت الولادة من 57 سنة في عام 1976 إلى 70.6 سنة في عام 2005، كما ارتفع العمر المتوقع للاناث من 62 سنة إلى 72.4 سنة خلال الفترة ذاتها.
وحقق الأردن تقدما جوهريا في مجال صحة الأم والطفل، حيث انتشرت عيادات الأمومة والطفولة في كافة المناطق مما ساهم في الحد من انتشار العديد من الأمراض التي يتعرض لها الأطفال نتيجة للمتابعة المستمرة من قبل وزارة الصحة بضرورة تلقي الأطفال للمطاعيم اللازمة وكذلك رفع مستوى الوعي الصحي للأمهات. فقد ارتفع عدد مراكز الامومة والطفولة من 307 مركز في عام 1996 الى 385 مركز في عام 2005، كما ارتفع عدد مراكز الصحية الشاملة من 41 مركز الى 57 مركز خلال الفترة ذاتها. وارتفع عدد عيادات طب الأسنان من 188 عيادة في عام 1996 الى 274 عيادة في عام 2005.
وقد أدت الزيادة الملموسة في أعداد المرافق الصحية المختلفة إلى انخفاض عدد السكان للمرافق، فقد انخفض عدد السكان للسرير من 970 شخص في عام 1950 الى 540 شخص في عام 2005. وقد أظهرت نتائج مسح السكان والصحة الأسرية الذي نفذته دائرة الإحصاءات العامة في عام 1990 أن 78.4 % من الولادات قد تمت في مرفق صحي وارتفعت هذه النسبة إلى 96.9 % في عام 2002. كما ارتفعت نسبة الولادات التي تمت تحت إشراف طبي من 87.2 % في عام 1990 إلى 99.5 % في عام 2002.
وقد أدت الجهود التي تبذلها وزارة الصحة من خلال البرامج والحملات الوطنية للتطعيم ضد الأمراض إلى القضاء على الكثير من الأمراض الخطيرة كشلل الأطفال ومرض الخانوق اللذان لم يسجل حدوث أي حالة للإصابة بهما منذ عام 1995. كما تراجع عدد الإصابات بأمراض خطيرة كمرض الحصبة، حيث انخفض عدد الحالات من 1212 حالة في عام 1979 إلى 28 حالة فقط في عام 2005. وقد شهدت نسب التغطية للتطعيم بين الأطفال تحسنا كبيرا، حيث ارتفعت نسبة التغطية لمطاعيم الحصبة من 45 % في عام 1982 الى 100 % في عام 2005، كما ارتفعت نسبة التغطية بمطعوم شلل الأطفال/ الجرعة الثالثة من 74 % في عام 1982 الى 95 % في عام 2005. ولا شك أن ارتفاع نسبة التغطية بالمطاعيم المختلفة المقدمة للأطفال يشير بوضوح إلى أمرين هما، الجهود الكبيرة التي بذلت من قبل وزارة الصحة من جهة، وزيادة الوعي الصحي حول خطورة أمراض الطفولة بين الأسر والأمهات بشكل خاص.