متلازمة توريت,تشخيص متلازمة توريت,أعراض المتلازمة,علاجها
متلازمة توريت,تشخيص متلازمة توريت,أعراض المتلازمة,علاجها
متلازمة توريت,تشخيص متلازمة توريت,أعراض المتلازمة,علاجها
(متلازمة توريت) مرض سمي باسم عالم الأعصاب الفرنسي الشهير الدكتور جورجيه توريت والذي وصف أعراض عدد من المرضى قام بتشخيصهم أوائل القرن الثامن عشر يعانون من حركات لا إرادية في عضلات الوجه كما يواجهون بعض المشاكل السلوكية . على الرغم من تأكده بأن هذه الأعراض قد تكون موروثة إلا أن غالبية العلماء في ذلك الوقت رجحوا إمكانية أن تكون مسببات لمرض نفسي. في وقتنا الحالي أصبح المفهوم أكثر وضوحاً فنحن نعلم بأن (متلازمة توريت) مرض عضوي معقد نوعا ما نتيجة خلل عصبي جيني قد يصيب كافة أنواع البشر من مختلف الأعراق، وعلى الرغم من غموض نمط وخطة سير هذا المرض إلا انه من المعروف أنه يصيب الأولاد أكثر بثلاثة إلى أربعة أضعاف.
التشخيص:
ان أهم علامات هذا المرض هي الحركات والتقلصات الارادية في عضلات الوجه والرقبة وتسمى ( tics) لكن ً من الضروري معرفة بأن ليس كل شخص لديه حركات(تقلصات) غير إرادية في عضلات الوجه يعاني من ( متلازمة توريت)
فهناك أسباب أخرى يعرفها الطبيب المختص. ، وثانياً لا يوجد حتى الآن أي إجراء سواء بالأشعة أو عن طريق اختبارات الدم يؤكد إصابة الشخص بمتلازمة توريت. حيث الاعتماد الوحيد لمثل هذه الحالات هو في التاريخ المرضي للمريض وكذلك في الفحص المباشر للحركات اللاإرادية. كذلك فإن تاريخ عائلة المريض مهم للغاية من حيث إذا ما كان هناك شواهد لتعرض أحدهم لمثل هذه الحركات أو اضطراب سلوكي معين مثل اضطراب فرط الحركة أو الوسواس القهري أو الاضطراب المزاجي مما يساعد في تحديد التشخيص المناسب للمريض.
الدورة المرضية:
عادةً ما تظهر الأعراض الأولية للمرض في سنوات الطفولة المبكرة أي ما بين الثلاث سنوات إلى الثمان سنوات من العمر. وغالبا ما تتطور الحركات اللاإرادية مع مرور الوقت للأسوأ وتكون ذروة قوتها في الفترة العمرية ما بين الـ 10 سنوات وَ الـ 12 سنة تقريباً. ثم في أواخر سنوات المراهقة وبداية سنوات البلوغ تخف تدريجياً وكثيراً ما تختفي ولكن في النسبة القليلة من مرضى المتلازمة فإن هذه الحركات قد تستمر.
كما أنه ليس من المستغرب ملاحظة اختلاف أنواعها من حيث مرات تكرارها وخطورتها من مريض لآخر. وعلى الرغم من الإشراف الطبي المباشر والعلاج إلا أن التعب والإجهاد الجسدي والتقلبات العاطفية تقوم بتحفيز شدة هذه الحركات بشكل كبير.
ومن ناحية أخرى فإنه تخف حدتها بشكل كبير عند تشتيت انتباه المريض أو عند جعله يقوم بالتركيز على نشاط معين.
الأعراض:
الحركات المسماة( tics) غالباً ما تكون قصيرة، متقطعة، مفاجئة،أو حركات وأصوات لا إرادية. ويمكن أن تظهر هذه التشنجات الحركية اللاإرادية عبر حركات بسيطة كالغمز، والتكشير,،امالة الرقبة او نفضها أو هز للكتف.
وكذلك هو الحال مع الحركات الصوتية فهي قد تكون بسيطة أو معقدة وأبرز الأمثلة على التشنجات الصوتية البسيطة النشقه، والهسهسة، النحنحة، والنخر، والسعال، والتصفير، والصراخ.
العديد من مرضى المتلازمة يصفون إحساسهم بشعور داخلي قوي لفعل الحركة مشابه للشعور الداخلي الذي يصاحب الأشخاص عندما يرغبون في التثاؤب أو الحك . وغالباً ما يصاحب التشنج شعور بالراحة وإن كانت قصيرة ولكن هناك بعض المرضى ممن يكبتون هذه الحركات لوقت بسيط ولكنهم في نفس الوقت يشعرون بشد وتوتر كبير خلال العملية ليصلوا أخيراً إلى مرحلة من الانفجار المريح والذي يكون أقوى من التقلصات العادية.
وبالإضافة إلى التشنجات فإن بعض مرضى متلازمة توريت يعانون من أعراض الكآبة أو القلق المصاحبة لاضطراب فرط الحركة أو الوسواس القهري. اضطراب فرط الحركة عرض شائع بين الأطفال المصابين بمتلازمة توريت وغالباً ما يتعرضون لها مباشرة قبل تعرضهم لهجوم الحركات. في بدايات الحياة العمر الطفولي للمريض غالبا ما يلاحظون الأهل اندفاع وتصرفات خرقاء ونشاط مفرط في أطفالهم ولفت انتباه محدود إضافة إلى مستويات من الإحباط المحدود. وعلى الرغم من ذلك فإن المصابين بهذه الأعراض لديهم مستوى ذكاء طبيعي ولكن الاضطرابات التي يعانون منها تتداخل مع نشاطهم المدرسي الطبيعي.
أعراض الكآبة والقلق تكون شائعة بين البالغين والأطفال المصابين بمتلازمة توريت وهذا غالباً يكون بسبب أن المرضى يعيشون مع مرض معيق اجتماعيا قد يصعب فهمه وتقبله من الآخرين، الذين غالباً ما يضايقون المرضى أو يعرضونهم للسخرية. ومن ناحية أخرى فإن أعراض الكآبة والقلق قد تكون أعراض جانبية كذلك للدواء المستخدم في علاج هذه المتلازمة. ومن الأفضل حل وتصنيف المشاكل ومسببات هذه الأعراض ومعرفة المسببات الحقيقة وراء الكآبة والقلق للوصول إلى العلاج الأمثل لهذه المتلازمة.
العلاج:
علاج المصابين بمتلازمة توريت يتضمن مزيج من العلاج التثقيفي التعليمي ودعم التحليل النفسي الاجتماعي وقد يكون مصاحب لعلاج طبي .
ومن خبرتنا ان التثقيف بالمرض عامل رئيسي ومهم للغاية ليس فقط للطفل المصاب ولكن كذلك لأهل المريض والأشقاء والرفقاء والمدرسين.
وأؤكد للعائلة والمريض ان معرفة الحقائق هي أفضل علاج وأهم من العلاج الدوائي.
ويعود القرار بالتدخل العلاجي بالأدوية الى مدى تدخل المرض وإعاقته لنشاطات الطفل اليومية والحياتية مثل إنشاء صداقات جديدة وجيدة والتفوق الدراسي والوظيفي أو حتى الاستمتاع بالحياة الطبيعية. والشأن الأخر الذي يخص تحديد طريقة العلاج هو ظهور أو عدم ظهور الأعراض المصاحبة كالكآبة والقلق والمتعارف عليها طبياً باضطراب فرط الحركة والوسواس القهري .
والأدوية المستخدمة تساهم في تخفيف حدة الحركات اللاارادية إلى حد جيد لكن لا تلغيها تماما وكل هذه الأدوية قد تسبب أعراض جانبية في أغلبها من النوع البسيط.
يقوم الطبيب أحيانا بإعطاء الدواء لفترة أشهر ثم تركه خصوصا إثناء الإجازة الصيفية وكلما تقدم العمر يقلل من الجرعة بالتعاون مع الوالدين.
بعض الحالات قد تحتاج التحويل إلى معالج نفسي او سلوكي للمساعدة في التعايش مع هذه الحركات والاضطراب.
ختاماً من الواضح أن متلازمة توريت تؤثر بشكل كبير على حياة الشخص المصاب سواء التجارب الاجتماعية أو الأكاديمية أو الترفيهية. وعلى الرغم من هذا فإنه بإمكان مرضى المتلازمة أن يعيشون حياة مستقرة ومنتجة .